بوكو حرام والعودة إلى زمن السبايا...

أزمة تهز العالم إنسانيا لكن بأجندة سياسة وتخطيط استخباراتي 

 

شبكة النبأ: لقد أصيب العالم بالذهول، بعد عملية خطف الطالبات الجماعية من قبل حركة "بوكو حرام" المتطرفة في نيجيريا، والتهديد ببيعهن في كالإماء او تزويجهن بالقوة، فيما تطوعت العديد من الدول الكبرى في المشاركة بعمليات استطلاع جوي واستخباري وأمني واسع النطاق من اجل تحرير المختطفات.

نيجيريا المستعمرة البريطانية السابقة، التي لم تنعم بعد الاستعمار بالكثير من سنوات الهدوء، تحاول اليوم التمسك بدرب الديمقراطية، إضافة الى التحول الى قوة اقتصادية، في سياق خطة طموحة تهدف الى استثمار مواردها الطبيعية الضخمة لتحجز لها مقعداً ضمن العشرين قوى اقتصادية في العالم، ربما بمساعدة الصين الطموحة ايضاً لاستغلال القارة السمراء بالتركيز على الدول المهمة فيها.

وقد اثار العديد من المحللين، تساؤلات مريبة حول طبيعة العملية التي قامت بها جماعة بوكو حرام ومن يقف خلفها، وما هي دوافعها الحقيقية؟، سيما وان دخول نيجيريا في خط الإرهاب، قد يعصف بخططها الاقتصادية الطموحة، إضافة الى اقامتها لشراكات استراتيجية مهمة قد تفتح افاق المستقبل لدخول دول جديدة للقارة السمراء.

حيث اهتز العالم حين أعلن زعيم جماعة بوكو حرام أبو بكر شيكو اختطافه وأنصاره لما يزيد عن 200 تلميذة من مدرسة محلية بنيجيريا، ونيته بيعهن في الأسواق سبايا، ومنذ ذلك الوقت، توالت ردود الفعل الدولية لمنع شيكو من تنفيذ وعيده، اخذين على محمل الجد ما هدد به، خاصة أنه سبق وتوعد في مايو من السنة الماضية بخطف نيجريات وبيعهن.

وفي بادرة جديدة لتنامي ازمة خطف الطالبات قتل 4 أشخاص وأصيب العشرات في الاشتباكات التي اندلعت بين مجموعات إسلامية وأخرى مسيحية، بمنطقة "كاشيا" بولاية "كادونا" شمال نيجيريا، وأكد رئيس الحكومة المحلية بمنطقة «كاشيا»، بيتر إجايتي، وقوع الضحايا في الأحداث، وقد فرضت السلطات النيجيرية حظر التجول في المنطقة لمنع انتشار أعمال العنف الطائفي، مع الإشارة الى ان اغلب المختطفات هن من المسيحيات.  

فيما يعتقد محللون سياسيون ان التطورات الامنية المتلاحقة في نيجيريا ومن يقف ورائها من جماعات إرهابية مدعومة من لدن بعض الدول الاستعمارية، تنطوي على أجندة ودوافع عديدة تتمثل مصالح سياسية والمتمثلة، وكذلك من اجل المصالح الإستراتيجية والتي تتمثل بالوصول إلى الموارد الطبيعية الإستراتيجية التي تملكها هذه الدولة الافريقية الغنية بالموارد الطبيعية، وعليه مهما تتعدد واختلفت الأجندة لتلك الدول، لا يبدو انها ستحصل على مرادها كما تشتهي.

متى يتم الإفراج عن المخطوفات؟

في سياق متصل نقلت عن أبو بكر شيكاو زعيم حركة "بوكو حرام" الإسلامية النيجيرية قوله إنه مستعد لإطلاق سراح أكثر من 200 تلميذة خطفها مقاتلوه مقابل الإفراج عن سجناء، وأضافت الوكالة أن تسجيل الفيديو ومدته 17 دقيقة أظهر نحو مئة فتاة يرتدين الحجاب ويصلين في مكان غير معلوم، وظهر في الفيديو حوالي مئة فتاة تم التأكد من أنهن التلميذات النيجيريات المخطوفات في منتصف نيسان/أبريل من شمال شرق البلاد، وقال أنهن أصبحن مسلمات وأنه لن يفرج عنهن إلا مقابل معتقلين من عناصره.

وتحدث أبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام طوال 17 دقيقة في شريط الفيديو ظهرت مئة فتاة يرتدين الحجاب وهن يصلين في مكان في الهواء الطلق لم يتم تحديده، وخطفت 276 تلميذة في 14 نيسان/أبريل في شيبوك شرق بورنو (شمال شرق) حيث تعيش مجموعة كبيرة من المسيحيين وما زالت 223 منهن في عداد المفقودين، وظهرت في الفيديو حوالي 130 فتاة يرتدين حجابا طويلا أسود ورماديا يكشف عن وجوههن وهن جالسات في الهواء الطلق بين أشجار ويتلون آيات من القرآن.

ولم يظهر شيكاو البتة في أي لحظة من الشريط الذي يستغرق 27 دقيقة مع الفتيات اللواتي ظهرن محبطات ومنصاعات، وقالت اثنتان من الفتيات الثلاث اللواتي تم استجوابهن أنهما مسيحيتان اعتنقتا الاسلام بينما قالت الثالثة أنها أصلا مسلمة، وأضافت إحداهن أن المخطوفات لا يتعرضن لسوء المعاملة.

وليس هناك أي إشارة يمكن أن تكشف عن موقع تصوير الشريط الذي تعتبر نوعيته أفضل من الأشرطة التي بثتها الحركة الإسلامية سابقا، وفي وقت ما ظهر رجل مسلح يحمل كاميرا في يده، وظهر أبو بكر شيكاو خلال حديثه أمام خلفية خضراء وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحا رشاشا. بحسب فرانس برس.

وتبنى زعيم بوكو حرام الذي تحدث باللغتين العربية والحوسا التي يتكلمها معظم الناس في شمال نيجيريا، مجددا عملية خطف الفتيات في شيبوك مؤكدا ما قاله في وقت سابق في شريط فيديو سابق، أن "الأسيرات" اعتنقن الإسلام.

وقال شيكاو أن "هذه الفتيات اللواتي تهتمون بهن كثيرا، قد حررناهن وهل تعرفون كيف حررناهن؟ إنهن اعتنقن الإسلام"، وأضاف "لن نطلق سراحهن إلا بعد أن تفرجون عن إخواننا" الذين تعتقلهم السلطات النيجيرية، وأوضح شيكاو أن هذه المبادلة لن تشمل إلا "اللواتي لم يعتنقن الإسلام" أما اللواتي قبلن اعتناق الإسلام فإنهن أصبحن "أخواتنا"، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن نيجيريا رفضت عرض الجماعة.

اتهام الجيش

الى ذلك اعلنت منظمة العفو الدولية ان الجيش النيجيري تبلغ مسبقا بهجوم جماعة بوكو حرام الذي ادى لخطف اكثر من 200 تلميذة في منتصف نيسان/ابريل، لكنه لم يتخذ اي تدبير فوري لمنع ذلك بسبب قلة موارده، ودان مجلس الامن الدولي بشدة خطف التلميذات والمجزرة التي ارتكبت في غاميورو نغالا (شمال شرق)، وسارع الجيش النيجيري الى نفي هذه الاتهامات، مؤكدا على لسان المتحدث باسمه الجنرال كريس اولوكولادي في تصريح ان هذه الاتهامات "ما هي الا شائعات".

وقالت المنظمة في بيان ان "شهادات قاسية جمعتها منظمة العفو الدولية تكشف ان قوات الامن النيجيرية لم تتحرك على اثر تحذيرات تلقتها بشان هجوم مسلح محتمل لبوكو حرام ضد المدرسة الداخلية الحكومية في شيلبوك والذي ادى الى عملية الخطف هذه"، واكدت منظمة العفو في بيانها انها "تلقت التأكيد بان المقر العام للجيش في مايدوغوري تبلغ بهجوم وشيك قرابة اربع ساعات قبل ان تشن بوكو حرام هجومها" في مدينة شيبوك في ولاية بورنو (شمال شرق).

لكن الجيش لم يتمكن من جمع القوات الضرورية لوقف هذا الهجوم "بسبب الموارد الضعيفة التي لديه وخشية مواجهة مجموعات مسلحة (اسلامية) افضل تجهيزا في غالب الاحيان"، بحسب منظمة العفو الدولية، وقد تمكن المهاجمون من تخطي ال17 جنديا المتمركزين في شيلبوك والذين اضطروا للقتال وهم ينسحبون، بحسب منظمة الدفاع عن حقوق الانسان ومقرها لندن

واصدر الجنرال اولوكولادي بيانا اكد فيه ان القوات المتمركزة في مايدوغوري لم تتبلغ بأمر الهجوم على شيبوك الا عند وقوعه وقد "وقعت في كمين نصبه الارهابيون" على الطريق المؤدي الى شيبوك الواقعة على بعد 120 كلم من مايدوغوري، ولا تزال تثير عملية الخطف هذه التي لا سابق لها تعاطفا وتضامنا دوليا. بحسب فرانس برس.

من جهته، اكد مجلس الامن الدولي ان هذه الافعال قد "تشكل جرائم ضد الانسانية" يمكن ملاحقة المتورطين فيها امام القضاء الدولي، من دون ان يشير صراحة الى المحكمة الجنائية الدولية، واكد اعضاء المجلس ال15 استعدادهم لان "يتابعوا بشكل فعال وضع الفتيات المختطفات وان يتخذوا اجراءات مناسبة ضد بوكو حرام"، في اشارة واضحة الى امكانية فرض عقوبات على هذه الجماعة الاسلامية المتطرفة.

بدوره تعهد الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان بالعثور على أكثر من 200 تلميذة خطفتهن جماعة إسلامية متشددة فيما ألقت هذه الأزمة بظلالها على كلمته في افتتاح مؤتمر كبير يستهدف استعراض الفرص الاستثمارية في أكبر اقتصاد في القارة الإفريقية، وكان جوناثان يتحدث أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه العاصمة أبوجا.

وقال "نواجه كأمة هجوما من الإرهاب"، وتابع قائلا "أعتقد أن خطف هؤلاء الفتيات سوف يكون بداية النهاية للإرهاب في نيجيريا"، وبالرغم من هذه التعهدات اعترف جوناثان على التلفزيون النيجيري بأنه لا يعرف مكان احتجازهن.

وألقى خطف الفتيات والعديد من الهجمات الأخرى التي شنتها جماعة بوكو حرام بظلالهما على المنتدى الذي تستضيفه نيجيريا وهو ملتقى سنوي للأثرياء وأصحاب النفوذ في تكرار للمنتدى الذي يعقد في دافوس بسويسرا.

وأصبحت فرنسا أحدث دولة تقدم الدعم قائلة إنها تعمل على تعزيز العلاقات مع المخابرات النيجيرية وتعتزم إرسال ضباط فرنسيين إلى هناك للتعامل مع جماعة بوكو حرام، ولفرنسا مصلحة كبيرة في الحيلولة دون تدهور الأمن في نيجيريا وحذرت من أن جماعة بوكو حرام قد تنتشر في منطقة الساحل، وهناك أكثر من أربعة آلاف جندي فرنسي يعملون في المنطقة الواقعة بين مالي غربا وجمهورية إفريقيا الوسطى شرقا.

وسقط 125 قتيلا على الأقل في أحدث هجوم شنه متشددون إسلاميون على بلدة في شمال شرق نيجيريا قرب الحدود مع الكاميرون، وقدر أحمد زانا وهو سناتور من ولاية بورنو عدد القتلى بنحو 300 لكن المسؤولين المحليين يتهمون أحيانا بالمبالغة في أعداد الخسائر البشرية لاعتبارات سياسية.

وفي الحالتين فإن حجم وشراسة المذبحة التي وقعت مؤخراً في جامبورو الضوء على عجز قوات الأمن النيجيرية عن حماية المدنيين في منطقة يزداد فيها العنف، وقال سكان قرية أخرى في منطقة نائية في شمال شرق البلاد حيث خطفت التلميذات إن بوكو حرام خطفت ثماني فتيات أخريات من القرية.

اهتمام دولي

من جانب اخر انضمت دول كبرى من بينها الولايات المتحدة والصين الى اعمال البحث عن اكثر من 200 تلميذة نيجيرية اختطفتهن جماعة بوكو حرام الاسلامية التي قتلت المئات في شمال غرب البلاد، ووسط الغضب العالمي حيال خطف المراهقات اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن ارسال فرق خبراء الى نيجيريا، كما وعدت الصين بتوفير "اية معلومات مفيدة ترصدها اقمارها الاصطناعية واجهزتها الاستخبارية" الى نيجيريا.

وعرضت الشرطة النيجيرية 300 الف دولار اميركي مقابل معلومات تؤدي الى انقاذ الفتيات.

ووصل خبراء بريطانيون واميركيون الى نيجيريا للمشاركة في اعمال البحث عن الرهائن، بحسب السفارة الأميركية، وكان مسؤولون اميركيون اعلنوا ان واشنطن سترسل فريقا عسكريا يضم 10 عسكريين وخبراء من وزارتي الخارجية والعدل وعناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (اف.بي.اي).

ويضم الفريق البريطاني دبلوماسيين وخبراء من وزارة الدفاع، واضاف البيان ان الفريق "لن يأخذ في الاعتبار الحوادث الاخيرة فحسب بل ايضا الحلول من اجل مكافحة الارهاب على المدى البعيد لمنع حصول هذه الهجمات في المستقبل وللتغلب على بوكو حرام".

وعرضت الصين وفرنسا ايضا تقديم مساعدتهما عبر تقاسم المعلومات التي تجمعها اجهزة الاستخبارات والاقمار الصناعية، وارسال متخصصين، وبداءة فرنسا بإرسال مواد خصوصا صور التقطت بالأقمار الاصطناعية، بحسب مصدر دبلوماسي.

واعلن الامين العام لانتربول رونالد نوبل ان المنظمة "مستعدة لتقديم اي مساعدة تطلبها السلطات النيجيرية"، وبعد صمت طويل اثار انتقادات شديدة، ندد الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان بالجريمة "الفظيعة" وكرر ان بلاده "ملتزمة بالكامل اعادة الفتيات الى منازلهن"، ودعت ارملة نلسون مانديلا غارسا ماشيل حكومة نيجيريا والاسرة الدولية الى تكثيف جهودهما.

الا ان الاستنفار العالمي الذي عكسته شبكات التواصل الاجتماعي، وعبر عنه مشاهير كالأميركية الاولى ميشيل اوباما والممثلة الاميركية انجيلينا جولي، دفع المسؤولين النيجيريين الى التعهد ببذل قصارى جهدهم للعثور على التلميذات.

وقد توجه المستشار الخاص للشؤون الامنية سامبو داسوكي ومحمد ابو بكر قائد الشرطة النيجيرية سوية الى شيبوك لتأكيد حرص السلطات على العثور على التلميذات المخطوفات، واكد اولوكولادي ان الجيش النيجيري يقوم باعمال بحث على مدار الساعة وقام بتعبئة فرقتين على طول الحدود مع النيجير وتشاد والكاميرون.

من جهة اخرى، تواصلت حركة الاحتجاج ضد الحكومة والتضامن مع الرهائن، ونظمت تظاهرة قبل الظهر في وسط لاغوس بدعوة من مجموعة "نساء من اجل السلام والعدالة"، كما نظمت تظاهرة اخرى شارك فيها مئات الاشخاص من بينهن بعض هالي التلميذات في مايدوغوري كبرى مدن ولاية بورنو، ونظمت تظاهرة تضامن في لندن.

وتخشى الولايات المتحدة ومسؤولون محليون في شيبوك من ان تكون بوكو حرام قد نقلت الرهائن الى تشاد او الكاميرون لبيعهن هناك، وحمل الوضع ممثل الامم المتحدة الخاص في غرب افريقيا سعيد جينيت الى دعوة "كل المنطقة الى تعزيز التعاون من اجل مواجهة الارهاب ولو انه يصيب نيجيريا وحدها، فهو آفة تهدد كامل المنطقة"، وشدد على ان "مفتاح النجاح (ضد هذه الظاهرة) هو التعاون الاقليمي".

وفي مقابلة مع قناة ايه بي سي الاميركية اعتبر الرئيس الاميركي باراك اوباما عملية الخطف في شيبوك "قد تكون الحدث الذي سيعبئ المجتمع الدولي كاملا للتحرك للجم منظمة على هذا القدر من الانحطاط وارتكبت جريمة فظيعة"، وكان اوباما اعتبر عملية الخطف بانها "تدمي القلب" و"تثير الغضب" معلنا عن ارسال فريق من الخبراء العسكريين لمساعدة نيجيريا في اعمال الانقاذ.

كما قدمت التلميذة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي نجت من محاولة اغتيال بعد اطلاق طالبان النار عليها في الراس، دعمها للفتيات النيجيريات، وصرحت لقناة سي ان ان "عندما سمعت عن اختطاف الفتيات في نيجيريا شعرت بالحزن الشديد وفكرت ان اخواتي محتجزات وان علي ان اتحدث باسمهن"، وادان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخاطفين يعتبرا انهم "شر مطلق" مؤكدا ارسال فريق من خبراء التخطيط والتنسيق الى نيجيريا في اسرع وقت ممكن.

من هو زعيم بوكو حرام؟ 

فيما فرض اسم أبوبكر محمد شيكاو على ساحة الأحداث الدولية بعد قضية اختطاف التلميذات في نيجيريا، في هذه الورقة تعريف مقتضب بالمسار الجهادي والإرهابي لزعيم حركة "بوكو حرام"، ولد زعيم حركة "بوكو حرام" أبوبكر محمد شيكاو، وفقا لوزارة العدل الأمريكية، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي (شمال شرق).

وقد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة، وفي تلك المرحلة تعرف على مؤسس حركة "بوكو حرام"، الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها، وترأس شيكاو "بوكو حرام" عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السابق محمد يوسف، ويعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه الإسلاميين السابقين فضلوا قطع الصلة معه، ظل يتهم شيكاو القيم الغربية بأنها مسؤولة عن المشاكل في نيجيريا مثل الفساد المتفشي والفقر المدقع في صفوف السكان.

ويعلن صراحة أنه "يحب أن يقتل من يأمره الله بقتله تماما كما يحب قتل الدجاج والأغنام"، ويقول الخبراء إنه مع وصول شيكاو إلى رأس الحركة، ازدادت الهجمات المتكررة ضد المدنيين والمسيحيين والمسلمين، ما جعل الجميع ينسون خطابات يوسف ضد النظام النيجيري الفاسد، وأثارت تصريحات شيكاو في الفيديو، استياء في العالم حيث هدد ببيعهن و"تزويجهن بالقوة".

مع الاعتداء على مقر الأمم المتحدة في أبوجا في أب/أغسطس 2011 الذي أوقع 23 قتيلا، انتقلت "بوكو حرام" إلى تنفيذ عمليات نوعية ما أشاع مخاوف من التحاق الحركة بمجموعة جهادية على المستوى العالمي، ويعتقد البعض أن "كوادر" "بوكو حرام" تلقوا تدريبات في الجزائر والصومال لكن العلاقات التي أقامتها الحركة في الخارج لم يتسن التأكد منها بعد.

ومنذ 2011 استهدف الإسلاميون الكنائس والمساجد ورموز السلطة وأيضا المدارس والجامعات ومساكن الطلاب حيث قتلوا تلاميذ أثناء نومهم، وتعتبر الولايات المتحدة شيكاو "إرهابيا على المستوى العالمي"، ورصدت مكافأة قيمتها سبعة ملايين دولار (5,3 مليون يورو) لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

وأعلنت قوات الأمن النيجيرية مرتين مقتل شيكاو قبل أن يظهر مجددا في أشرطة فيديو، وفي هذه الأشرطة المصورة يبدو شيكاو غاضبا ويهدد باستمرار باستهداف مواقع نيجيرية وينفذ لاحقا تهديداته، وفي بعض الأحيان يبدو شيكاو، وكأنه منفصل عن الواقع، فهدد بقتل مسؤولين مشهورين عالميا توفوا منذ زمن مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر أو البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، وبوكو حرام تعني "التربية الغربية حرام" لكن الحركة تفضل استخدام اسم "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/آيار/2014 - 14/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م