المخدرات.. وباء ينخر المجتمعات قانونيا

 

شبكة النبأ: أصبحت ظاهرة إنتاج وتعاطي المخدرات بكافة أنواعها وأشكالها، إحدى اخطر واهم المشكلات العالمية، التي تهدد المجتمعات الإنسانية بسبب تأثيراتها الأمنية والصحية والاقتصادية، حيث تكلف الإجراءات الخاصة لمكافحة انتشار المخدرات والتوعية بأضرارها وعلاج المدمنين مليارات دولارات سنويا، وتمثل تجارة المخدرات 8% من مجموع التجارة العالمية وتشير بعض الإحصائيات الى أن هناك 200 مليون شخص يستخدمون المخدرات في العالم اليوم، يمكن عد (70%) منهم مدمنين، أي بما يعادل (3%) من مجموع سكان العالم تقريباً. وتقع أكثر من ثلث تلك النسبة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول امريكا اللاتينية.

ويتكبد العالم سنوياً خسائر تفوق حدود التصور، اذ اتضح أن هناك ما يقارب (4) ملياراً دولار تهدر سنوياً على تعاطي وزراعة وتصنيع تلك المواد كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان العالم اليوم يواجه تحدي كبير بسبب تعالي الأصوات المطالبة بإباحة تعاطي بعض أنواع المخدرات ومنها القنب (الحشيش)، خصوصا بعد ان سعت بعض الدول والحكومات الى إصدار قوانين خاصة تبيح استخدام مثل هكذا أنواع وبشكل علني، وهو ما اعتبره الكثير بداية لتشريع قوانين أخرى تبيح انتشار هذه الآفة الخطيرة داخل تلك المجتمعات التي ستكون رهينة بأيدي التجار والمهربين وعصابات المافيا التي ستعمل بشكل حر وقانوني.

ويعزو مراقبون انتشار المخدرات او القبول بانتشارها الى عدة أسباب مهمة، منها ضعف الأجهزة الأمنية والرقابية التي عجزت عن مواصلة واجباتها في مكافحة انتشار ظاهرة المخدرات وانتشار ظاهرة الفساد، التي سهلت طرق نقل وترويج تلك المواد هذا بالإضافة الى تطور وسائل الاتصال والانتقال، هذا وقد طالبت العديد من المجتمعات والمنظمات الإنسانية بضرورة إلغاء هذه القوانين والعمل على مكافحة انتشار وتوسع هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الأشخاص المتورطين.

شرخ القانون

 وفي هذا الشأن قالت حكومة اوروجواي إنه سيكون بوسع المواطنين شراء ما يكفي من الماريوانا لتدخين نحو 20 سيجارة أسبوعيا بسعر أقل كثيرا من سعر السوق السوداء وذلك في إطار شرح قانون جديد يبيح تجارة القنب. ووافق الكونجرس في ديسمبر كانون الأول على قانون يسمح بزرع وبيع الماريوانا لتصبح اوروجواي أول دولة تفعل ذلك بهدف تنقية المجال من المجرمين.

ووقع الرئيس اليساري خوسيه موخيكا مرسوما يحدد قواعد السياسة الجديدة. وجاء في المرسوم إنه يجوز لمواطني اوروجواي شراء ما يصل إلى 10 جرامات من الماريوانا أسبوعيا بسعر يتراوح بين 0.85 دولار ودولار واحد للجرام وهو سعر منخفض وضع لينافس السوق السوداء للقنب الذي يأتي معظمه من باراجواي. وقال النشطاء الذين يدعمون هذا القانون إن الماريوانا عند إباحة الاتجار فيها ستكون عالية الجودة وسعرها ميسورا.

وقال برونو كاليروس من حركة تحرير القنب "لا يمكن أن نقارن زهرة تشرف على جودتها وزارة الصحة .. مع (مخدرات) من باراجواي ضارة بالقطع لأن بها مواد خارجية." وقال إن الماريوانا المقننة ستكون كلفتها نحو 20 بالمئة من مثيلتها عالية الجودة بالسعر الحالي للسوق. وسيسمح لكل مواطن في اوروجواي بزراعة ما يصل إلى ست نبتات ماريوانا أو ما يعادل 480 جراما للاستخدام الشخصي وتشكيل نواد للتدخين تضم من 15 إلى 45 عضوا يمكنها زراعة ما يصل إلى 99 نبتة سنويا.

وأيد موخيكا (78 عاما) وهو عضو سابق في ميليشيا ماركسية جعلت حياته المتواضعة وتأملاته الفلسفية منه شخصية محبوبة بالخارج قانون الماريوانا في اوروجواي تلك الدولة الزراعية التي يعيش بها 3.3 مليون شخص. وتجاوزت اوروجواي الدول التي قننت حيازة الماريوانا مثل هولندا التي سمحت ببيع الماريوانا في "المقاهي". وأجازت ولايتا واشنطن وكولورادو الأمريكيتان بيع القنب بموجب ترخيص لكن القوانين الاتحادية لا تزال تحظره. وتراقب دول أمريكا اللاتينية تجربة اوروجواي عن كثب في وقت تواجه الحرب على المخدرات التي تقودها الولايات المتحدة انتقادا متزايدا. ونجاح اوروجواي قد يدفع إلى تقنين الماريوانا في أماكن أخرى.

في السياق ذاته تجري ولاية الاسكا الأمريكية اقتراعا على اضفاء صبغة قانونية على استخدام الماريوانا لتصبح ثالث ولاية أمريكية تقنن استخدام هذا النوع من المخدرات. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الاقتراع على تقنين الماريوانا لن يجري في اغسطس آب كما كان مقررا من قبل لكنه سيجري مع الانتخابات العامة القادمة في نوفمبر تشرين الثاني.

وهذا التعديل يعني ان قطاعا أكبر من الأمريكيين سيصوت على هذه القضية مقارنة بعدد الأمريكيين الذين كانوا سيشاركون في الاقتراع اذا اجري في اغسطس آب في اطار الانتخابات الاولية في ولاية الاسكا. وعادة ما تصوت ولاية الاسكا على المبادرات الجديدة في الانتخابات الأولية لكن الدورة التشريعية للولاية هذا العام استمرت وقتا أطول من العادة مما أدى الى هذا التغيير لان قانون الولاية يحتم اجراء الاقتراع على المبادرات بعد 120 يوما على الاقل من انتهاء الدورة البرلمانية. بحسب رويترز.

وتمرير هذه المبادرة سيعني السماح للبالغين أي من هم في الحادية والعشرين من أعمارهم أو أكثر بالحصول على 28 جراما من الماريوانا لاستخدامهم الشخصي وزراعة ست شجرات من القنب لتغطية استهلاكهم الخاص. كما ستقضي المبادرة بأن تنظم الولاية المبيعات التجارية للماريوانا في اطار نظام مماثل للذي طبقته ولايتا كولورادو وواشنطن بعد ان أصبحتا أول ولايتين أمريكيتين يوافق الناخبون فيهما على تقنين الماريوانا عام 2012. وأظهر استطلاع للسياسة العامة شمل 850 ناخبا مسجلا في الاسكا ان 55 في المئة موافقون على استخدام الماريوانا على سبيل الترويح عن النفس في اطار نظام مقنن خاضع للضرائب بينما عارض ذلك نحو 39 في المئة.

تشريع استخدام القنب الهندي

على صعيد متصل تجمع آلاف الأشخاص في المدن الكندية الكبيرة للمطالبة بتشريع استخدام القنب الهندي، كما جرت العادة في عدة مدن عالمية. وقد نظمت هذه التجمعات المعروفة بـ "420" في فانكوفر ومونتريال وتورونتو وأوتاوا بمشاركة فرق موسيقية ذكرت بقيام مهرجان دنفر في الولايات المتحدة في اليوم عينه وللمرة الأولى هذه السنة مع تشريع استخدام القنب الهندي منذ الأول من كانون الثاني/يناير.

وأقيم هذا التجمع وسط انتشار أمني في مونتريال، في حين انتهزت سلسلة مطاعم بيتزا الحدث لتروج لأطباقها وتوزع البيتزا بالمجان على المشاركين في أوتاوا وفانكوفر. ويقال إن رقم "420" قد أطلق على هذه التظاهرات التي تجري في أميركا الشمالية في إشارة إلى مجموعة من الشبان كانوا يلتقون كل يوم عند الساعة 4,20 من بعد الظهر لتدخين القنب الهندي في السبعينيات.

ومنذ بضع سنوات، يجتمع مؤيدو تشريع القنب الهندي كل عشرين من نيسان/أبريل عند الساعة 16,20 للمطالبة بالسماح باستخدام القنب الهندي لأغراض غير طبية. وقامت الحكومة الكندية المحافظة الشهر الماضي بالتخفيف من صرامة القانون الذي يحظر استهلاك القنب الهندي، لكن من دون تشريع استخدام هذه المادة. وقد عرض المحافظون فرض غرامات على الأشخاص الذين يعثر في حوزتهم على كمية صغيرة من القنب الهندي، بدلا من ملاحقتهم أمام القضاء. من جانب اخر ذكرت هيئة الإذاعة الكندية أن أول آلة لبيع الماريوانا في كندا بدأ تشغيلها في فانكوفر. وتقدم منظمة كندية جرعات طبية من الماريوانا في أكياس مغلقة لا يمكن غشها لكنها تشترط على المستخدمين أن يحصلوا منها على بطاقة تصدر بعد مراجعة شهادة من طبيب بأنهم في حاجة للماريوانا. بحسب رويترز.

وذكرت وسائل اعلام محلية أن الآلة التي لا تقبل الا أموالا نقدية تقدم أنواعا مختلفة من النبات المخدر ويكميات مختلفة. وتباع العبوة التي تزن 14.1 جرام مقابل 50 دولار. وقالت صحيفة جلوبال نيوز الكندية إن بدء تشغيل الآلة لاقى ترحيبا وكانت ردود الفعل على استخدامها "مذهلة". وبدأ في الأول من ابريل نيسان تطبيق قواعد اتحادية تسمح لمنتجين مرخصين بزراعة وتوزيع الماريوانا الطبية.

تلاميذ مدرسة

من جهة أخرى يبدو أن تشريع بعض الولايات الأمريكية لاستخدام الماريغوانا أسال لعاب حتى أطفال الابتدائية بعدما اضطرت مدرسة لاتخاذ إجراءات تأديبية بحق ثلاثة تلاميذ أجروا "صفقة" لتبادل المادة المخدرة. وبدأت الواقعة عندما باع طفل في العاشرة من العمر، ماريغوانا اخذها من منزل جديه، لثلاثة من زملائه بمدرسة "مونفورت الابتدائية، إلا أن أحدهم لم يتمكن من تسديد ثمن "الفاتورة" فقام بتعويض البائع بقطعة حلوى مغلفة بالمادة المخدرة قام بجلبها أيضا من سكن جده.

وشاهد تلميذ آخر عملية المقايضة وتذوق أحد الأطفال "الحلوى بالماريغوانا"، فما كان منه سوى إطلاق ساقيه للريح للإبلاغ عن بالواقعة. وتقول دائرة السلامة بالمقاطعة إنه لا يمكن توجيه الاتهام لجدود الأطفال نظرا لأن القانون يسمح ببيع الماريغوانا لغرض الاستمتاع، إلا أن ذلك لا يعني برائتهم من تهمة الاهمال لعدم تأمين المادة المخدرة "فما لم تكن الماريغوانا في متناول اليد لما وقع الحادث." بحسب CNN.

وما كان أمام المدرسة سوى توزيع خطابات لأولياء الأمور للفت انتباههم إلى المسؤوليات الجديدة على عاتقهم لشأن كيفية التعامل مع المادة المخدرة كما "العقاقير الطبية، والكحول وحتى السلحة" بالاحتفاظ بها بعيدا "فهذا المخدر قاتل للأطفال." ويشار إلى أن المدرسة ستتخذ إجراءات تأديبية بحق الطلاب، وليس فصلهم، بدعوى أنه لن يتم "إيذاء طالب في الفصل الرابع لقيامه باختيار سيء.. فهذه مشكلة البالغين."

جدل مغربي

في السياق ذاته ورغم أن النقاش التقليدي حول المخدرات في المغرب، الذي يعد ثاني منتج للحشيش في العالم، ما زال يتمحور حول سبيل تعزيز آليات منع الاتجار بالمواد المخدرة المصنعة من هذه النباتات، سواء على الصعيد الداخلي أو قنوات التهريب إلى أوروبا، إلا أن الجدل يتجه حالياً نحو تبني مقاربة جديد لهذا النشاط الزراعي الخاص الذي ينتشر في مساحات واسعة في شمالي المغرب.

واحتدم النقاش السياسي في الساحة المغربية حول موضوع فريد من نوعه يتمثل بانخراط أشخاص فاعلين في المجتمع المدني والحقل السياسي بالدعوة الى تنظيم زراعة القنب الهندي (الذي يصنع منه مخدر الحشيش) بغرض استخدامه لغايات صناعية وطبية. وإذا كان المجتمع المدني سباقاً قبل عدة سنوات الى الدعوة لتجاوز المقاربة الأمنية والتي تمنع زراعة القنب الهندي أو "الكيف" باعتباره مصدراً حيوياً لدخل شرائح واسعة من الفلاحين، ولكن تنامى الضغط على هذا الصعيد مع تحركات أحزاب سياسية في مقدمتها حزب "الأصالة والمعاصرة" من أجل تنظيم هذه الزراعة وتوظيفها لخدمة أغراض صناعية وطبية.

ومؤخرا، نظم حزب "الأصالة والمعاصرة" لقاء حول موضوع زراعة الكيف، في مدينة شفشاون، التي تجاور بلدات وقرى تنتشر فيها حقول الكيف، بمشاركة 2000 مزارع، صدر عنه "إعلان شفشاون" الذي تحدث عن "حجم وفداحة المعاناة التي يكابدها مزارعو الكيف والساكنون على امتداد مجال زراعة هده النبتة من خلال الشهادات الموثقة" في إشارة الى تعرض المزارعين لمضايقات أمنية مشددة تصل الى عقوبات بالسجن.

ودعا "إعلان شفشاون" الحكومة المغربية "إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة، فيما يتعلق بوضع برنامج سريع لمعالجة وتصحيح الاختلالات ومختلف أوجه الهشاشة والفقر." وقال رئيس المجلس الوطني لحزب "الأصالة والمعاصرة" حكيم بنشماش خلال اللقاء إن "الوقت قد حان لكسر جدار الصمت والخوف الذي يعاني منه أبناء المنطقة، التي تحولت إلى سجن كبير بلا جدران، يخيم

عليه الرعب والرهبة من كل شيء، وقدر له أن تعيش في فضاء جغرافي منتج للكيف". وتحدث بنشماش عن وجود حوالي 48 ألف مزارع ملاحقين في قضايا مرتبطة بالكيف.

وأضاف بنشماش قائلا: "للكيـف جانب مضر يتمثل بتخريب العقول، غير أن له بالمقابل عدة مزايا وفوائد، فالتجارب والأبحاث تؤكد أن نبتة الكيف ليست شرا مطلقا، ولكن يمكن أن تكون مصدرا صالحا لأغراض صناعية وطبية،" مشيراً إلى أن "مجموعة من المؤسسات التصنيعية الدولية أعربت عن استعدادها للقيام باستثمارات في المنطقة في حال تنظيم زراعة الكيف، تساهم في التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل لأبناء المنطقة".

وتعزز هذه الحركية على المستوى السياسي ديناميكية بارزة على صعيد المجتمع المدني، لا سيما في المناطق التي تحتضن زراعة الكيف، أو المتاخمة لها. وتشكل "الائتلاف المغربي من أجل الاستعمال الطبي والصناعي للكيف" الذي كان رائدا في طرح المقاربة الجديدة للملف منذ 2008 من خلال مراسلة جميع المجموعات البرلمانية بهذا الشأن.

وحدد رئيسه شكيب الخياري، مطالب المرحلة المقبلة في هذا المجال وأهمها إخراج الفلاحين من حلقة الاتجار غير المشروع في المخدرات وحصرها فقط في المهربين والموظفين المتعاونين معهم، وادماج الفلاحين في النسيج الاقتصادي من خلال خلق بديل اقتصادي بالزراعة ذاتها، لكن باستخدامات مفيدة على الصعيدين الطبي والصناعي.

وأوضح الخياري أن تقرير الأمم المتحدة الصادر في العام 2005 أبرز محدودية برنامج الزراعات البديلة الذي اعتمده المغرب للقضاء على زراعة الكيف، فيما المطلوب هو ايجاد اقتصاد بديل لكن بالزراعة ذاتها، بحيث أن نبات الكيف لا ينتج بالضرورة الحشيش، بل يمكن ان تستخلص منه مشتقات مفيدة ذات استخدام طبي أو صناعي، تساهم في التنمية المحلية.

وبناء على تفاعل الأحزاب السياسية مع الأطروحة الجديدة، أعرب الخياري عن ارتياحه للاصداء الإيجابية التي خلفها مشروع الائتلاف، بل توقع انخراط الدولة في هذه المقاربة، مستحضرا مضمون تقرير علمي رسمي صدر في العام 2010، حول تجارب ناجحة أجريت في المغرب، في أفق تنظيم زراعة الكيف لأغراض صناعية. ويعزز أمين عام الرابطة العربية للنباتات الطبية والعطرية محمد احماموشي، الاتجاه نحو تنظيم زراعة القنب الهندي، للإستفادة من مزاياه العلاجية والتنموية.

وقال احماموشي إن "الاستخدامات الحديثة للنبات تطورت في قطاع صناعة النسيج والألبسة والورق ذي الجودة العالية وصناعة العوازل الحرارية في البنايات في شمال أوروبا، فضلا عن استخدام الزيوت المستخلصة منه في المواد التجميلية والطبية،" مشيراً إلى أن "الأبحاث المخبرية الحديثة كشفت عن نتائج مهمة في مجال صنع الأدوية الخاصة بأمراض مستعصية مثل السرطان والايدز، وبعض الشركات الكبرى بدأت فعلا بتسويق منتجات خضعت للتجربة المخبرية والسريرية." بحسب CNN.

وأكد احماموشي ضرورة اتخاذ قرار سياسي بعيداً عن المشاحنات والتجاذبات والتفكير العميق بشراكة مع الاختصاصيين والدول ذات التجارب الرائدة من بينها هولندا وبلجيكا وبريطانيا. وركز بالتحديد على التجارب المرتبطة بالتدخل على مستوى بذور القنب الهندي لتجفيف المواد المضرة وتعديل مكوناته في المهد من أجل الحصول على محصول غير مضر وجعله في خدمة تنمية اقتصادية واجتماعية نظيفة.

صحة القلب

الى جانب ذلك أظهرت نتائج دراسة فرنسية حديثة ان تدخين الحشيشة ينطوي على مخاطر كبيرة على صحة القلب والاوعية الدموية قد تؤدي الى الوفاة لدى البالغين الشباب، ما يدحض التقديرات بشأن عدم تسبب هذه المادة بأي ضرر لمستخدميها وفي ظل ازدياد عدد الولايات الاميركية التي تشرعها. واكدت اميلي جوانجو الاختصاصية في الصيدلة في المركز الطبي الجامعي في مدينة تولوز الفرنسية والمشرفة الرئيسية على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "اميركان هارت اسوسييشن" ان "العموم يعتقدون ان الحشيشة غير مضرة الا ان البيانات التي تكشف المخاطر المحتملة على الصحة الناجمة عن استخدامها يجب ان يتم الابلاغ عنها لدى السكان وصناع القرار والاختصاصيين في قطاع الصحة".

واضافت "ثمة حاليا مؤشرات دامغة الى الخطر المتنامي بحصول مضاعفات في القلب والاوعية الدموية مرتبطة بتدخين الحشيشة خصوصا لدى الشباب"، مشيرة الى ان الاشخاص الذين يعانون قصورا في وظائف القلب يبدو انهم الاكثر عرضة لهذه المضاعفات. واجريت هذه الدراسة بالاستناد الى بيانات تتناول 1979 مدخنا للحشيشة، غالبيتهم من الرجال ومعدل اعمارهم 34 عاما، ممن عانوا آثارا سلبية مرتبطة بهذا النوع من المخدرات في فرنسا بين 2006 و2010.

وتظهر التحاليل ان ما يقارب 2 % (35 شخصا) اصيبوا بمضاعفات قلبية وعائية خطيرة. وفي هذه المجموعة، اصيب عشرون شخصا باحتشاء في عضلة القلب اصغرهم كان يبلغ 17 عاما ولم يصب بأي مرض في القلب في السابق وكان بدأ لتوه تدخين الحشيشة. كما واجه عشرة آخرون مشاكل وعائية في الركبتين، وثلاثة اصيبوا بنوبة وعائية دماغية. وتسعة من هؤلاء المرضى (25,6 %) توفوا. كما لاحظ هؤلاء العلماء ان نسبة حصول المشاكل القلبية الوعائية المرتبطة بتعاطي الحشيشة ارتفعت ثلاث مرات بين 2006 و2010.

واشارت اميلي جوانجو الى ان المضاعفات القلبية الوعائية لدى الشبان غالبا ما تصيب النساء اللواتي يتناولن حبوبا لمنع الحمل ويدخنون الحشيشة. واوضحت ان "دراستنا اظهرت ان الاشخاص الذين اصيبوا باحتشاء عضلة القلب او بنوبة وعائية دماغية هم من الرجال بين 22 و26 عاما من دون عوامل خطر خاصة باستثناء كونهم من المستهلكين الكبار للحشيشة".

وتابعت "هذا الاتجاه يدفعنا الى الاعتقاد بوجود رابط قوي بين الاستهلاك الكبير لهذا المخدر والمضاعفات القلبية الوعائية (...) النادرة والخطيرة، لكن دراستنا لا تسمح لنا بتحديد" هذا الرابط بشكل قاطع، مؤكدة اهمية مواصلة الابحاث في هذا المجال. وفي فرنسا، تشير التقديرات الى وجود 1,2 مليون مدخن منتظم للحشيشة يستهلكون تسع سجائر من هذه المادة على الاكثر شهريا بحسب هذه الباحثة.

 وفي العالم، يبلغ عدد مدخني الحشيشة حوالى 200 مليون شخص. وابدى رئيس قسم طب القلب في مستشفى "ماونت سيناي" في نيويورك فالنتان فوستر "قلقه ازاء تأثير الحشيشة" متحدثا عن "عدد من المشاكل القلبية الوعائية لدى الشبان لا يمكن تفسيرها الا بتعاطي الحشيشة". وقال ان الدراسة الفرنسية التي لم يشارك فيها تثبت نظرية ان تعاطي الحشيشة ينطوي على مخاطر على نظام القلب والاوعية الدموية. لكنه اضاف "انني لا اعلم ما اذا كانت الحشيشة اكثر ام اقل خطرا بالمقارنة مع التبغ لكن ثمة شيء اكيد هو تأثيرها على الشباب". بحسب فرانس برس.

وبحسب دراسة صغيرة نشرت نتائجها في مجلة "جورنال اوف نوروساينس" الاميركية، فإن تدخين الحشيشة بانتظام مسؤول عن تشوهات دماغية لدى الشباب على ما اظهرت صور بالماسحات الضوئية على دماغ المدخنين بالمقارنة مع ذلك الموجود لدى غير المدخنين على مدى ثلاثة اشهر. وبلغ عدد مستخدمي الحشيشة في الولايات المتحدة حوالى 12 مليون شخص في 2012. وقامت 21 ولاية اميركية بتشريع استخدام الحشيشة لاغراض طبية وثلاث ولايات اخرى سمحت باستخدامها بغرض الترفيه اعتبارا من سن 21 عاما بينها كولورادو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/آيار/2014 - 13/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م