جنوب السودان.. صراع اثبات الوجود مستنقع عنف

 

شبكة النبأ: باتت جنوب السودان اليوم تعيش ذروة أزمة أمنية وحقوقية مما ينذر بحدوث كوارث إنسانية قادمة باهظة الثمن، فالصراع الدائر في هذه الدولة الفتية التي انفصلت عن الوطن الام بعد ضغوط غربية كبيرة، كانت ولا تزال مسرحا للحروب والصراعات العرقية والأثنية والدينية المتواصلة، تخشى اليوم من تصاعد واتساع أعمال العنف المسلح بين "سيلفاكير ومشار" والذي قد يتحول إلى حرب أهلية طاحنة كما جرى في رواندا والكونغو، خصوصا وان التقارير الخاصة تشير الى مقتل الالاف من الاشخاص المنتمين الى قبيلتي "الدينكا والنوير" التي ينتمي الهما الرئيس ونائبة المقال. هذا بالإضافة الى تشريد وتهجير الكثير من مواطني هذا البلد الذي يعد أحد أفقر الدول وأقلها تطوراً في القارة الأفريقية على رغم كل احتياطاته النفطية المهمة.

ويؤكد العديد من المحللين والمراقبين ان الأحداث الجارية في جنوب السودان اليوم تسلط الضوء مرة أخرى على اهمية القارة السمراء، التي اصبحت وبسبب اهميتها الاقتصادية ساحة صراع دولي للعديد من الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين وباقي الدول الاخرى، التي تسعى الى فرض سيطرتها على المنطقة والتي ستجد في صراع اليوم مدخلاً قوياً لتحقيق خططها واهدافها بحجج وذرائع مختلفة، وعليه ترجح المعطيات آنفة الذكر ان تستمر دوامة العنف التي تغذيها صراعات اثبات الوجود على هذا الحال في الشهور او السنوات المقبلة.

صراع متفاقم

وفي هذا الشأن فقد قال الرئيس الكيني أوهورو كينياتا إنه لن يسمح للصراع في جنوب السودان المجاور بأن يصل إلى حد الإبادة الجماعية لكنه لم يحدد أي تحركات لانهاء القتال الذي يغلب عليه الطابع العرقي بشكل متزايد. وأثار القتال المستمر من إندلاع صراع أوسع نطاقا قد يؤدي لزعزعة استقرار منطقة هشة بالفعل ونزوح مئات آلاف آخرين من اللاجئين عبر الحدود.

ودفعت أوغندا بالفعل بجنود لجنوب السودان المنتج للنفط لدعم الحكومة. وتلعب الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) دور الوسيط في محادثات سلام متعثرة. وقال كينياتا في بيان "نرفض أن نشهد هذه الفظائع وأن نقف عاجزين وبلا حيلة بعدها." وأضاف "نرفض على وجه التحديد احتمال أن نكون مقبلين على إبادة جماعية مرة أخرى في منطقتنا. لن نقف مكتوفي الأيدي ونسمح بحدوث ذلك."

دعوة لإنهاء العنف

في السياق ذاته حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون رئيس جنوب السودان سلفا كير على الدعوة علانية إلى إنهاء "الحملة السلبية" على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقاضاة المسؤولين عن الهجمات هناك على المدنيين والأمم المتحدة. وقال بيان صدر عن المكتب الصحفي لبان إن الأمين العام دعا في محادثة هاتفية مع كير إلى "وقف فوري للمعارك الشنيعة والقتل المروع للمدنيين في جنوب السودان."

وقد فر أكثر من مليون شخص من ديارهم منذ تفجر القتال بين قوات تناصر كير وجنود موالين لنائبه المعزول ريك مشار. وأدت المعارك الى تفاقم التوترات العرقية بين قبيلة الدنكا التي ينتمي إليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار. وقتل الآلاف ولجأ عشرات الآلاف إلى قواعد الأمم المتحدة في أنحاء جنوب السودان بعد تفجر العنف.

وقال البيان إن بان "شدد على ضرورة المسارعة إلى مقاضاة مرتكبي الهجوم المرفوض رفضا تاما على مجمع بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في بلدة بور وعمليات القتل بدوافع عرقية في بنتيو." وحث بان "رئيس جنوب السودان على التدخل شخصيا لوقف الحملة السلبية على أفراد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان وإصدار بيان علني لهذه الغاية."

الى جانب ذلك واتهمت الأمم المتحدة المتمردين بملاحقة رجال ونساء وأطفال في مستشفى وكنيسة ومسجد في بانتيو عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط ثم قتلهم على أساس عرقي. وقالت الأمم المتحدة إنه بعد سيطرة المتمردين على بانتيو هاجم سكان من الدنكا في بلدة بور بولاية جونقلي قاعدة للأمم المتحدة لجأ إليها نحو 5000 شخص أغلبهم من النوير مما أدى إلى مقتل 58 شخصا وإصابة 98 بينهم اثنان من قوات حفظ السلام الهندية.

وقالت سامنثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في بيان "يجب على مجلس الأمن أن يتخذ إجراء ضد من يواصلون تقويض جهود السلام ويسارع بعمل نظام عقوبات يستهدف من يفسدون عملية السلام والمسؤولين عن الفظائع." وأضافت أنه يجب على حكومة جنوب السودان "بذل جهود أكبر بكثير" لوقف الهجمات على الأمم المتحدة.

من جهة اخرى قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي إن صراعا شخصيا على السلطة بين زعيمي المواجهة في جنوب السودان يدفع أحدث دولة افريقية الى "كارثة". وجاءت زيارة بيلاي نتيجة هجوم شنه المتمردون على مدينة بانتيو النفطية في جنوب السودان وخلف مئات القتلى الى جانب هجوم انتقامي نفذه مهاجمون استهدفوا أناسا لجأوا إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة. ودعا مجلس الأمن الدولي لإجراء تحقيق في عمليات القتل ويدرس فرض عقوبات على الجانبين، وقالت بيلاي "بدلا من أن يستغل زعيما البلاد الفرصة لتوجيه دولتهما الجديدة الفقيرة التي قاست ويلات الحرب نحو الاستقرار ومزيد من الرخاء دخلا في صراع شخصي على السلطة وضع شعبهما على شفا كارثة." بحسب رويترز.

وقالت بيلاي إنها جاءت ايضا للتحقيق في سقوط قتلى بعد ذلك بأيام في بلدة بور وهي نقطة توتر أخرى في القتال الممتد منذ اكثر من اربعة شهور حيث هاجم سكان في المنطقة التي يغلب على سكانها الدنكا قاعدة للأمم المتحدة لجأ لها مواطنون من النوير. وينفي المتمردون الاتهام. وقالت بيلاي التي اجتمعت مع كير في جوبا ومشار في قاعدته في ولاية أعالي النيل خلال زيارتها إن الهجومين "أظهرا بشدة مدى قرب جنوب السودان من كارثة." وقتل آلاف في هجمات مماثلة تنطوي معظمها على أعمال انتقامية بين مواطني الدنكا والنوير..

فرض عقوبات

على صعيد متصل قال سفراء لدى الأمم المتحدة إن أعضاء مجلس الأمن الدولي يدرسون فرض عقوبات على الأطراف المتحاربة في جنوب السودان بعدما طالب ايرفيه لادسو رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة بفرض "عواقب وخيمة" لإنهاء العنف. وأطلع لادسو وإيفان سيمونوفيتش مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان المجلس الذي يضم 15 عضوا على التصعيد الأخير للهجمات على المدنيين بما في ذلك ارتكاب مجزرة على أسس عرقية.

وقال لادسو للصحفيين بعد اجتماع مغلق للمجلس "ما لم تكن هناك عواقب وخيمة على الطرفين لوقف العنف والدخول في محادثات جادة ... سيستمر الثمن الذي يدفعه المدنيون الأبرياء في الارتفاع." وأضاف "تبذل الأمم المتحدة كل ما في وسعها لحماية المدنيين الذين يفرون من العنف والحرب لكن دعونا لا ننسى أن المسؤولية الأساسية لحماية المدنيين تقع على عاتق الحكومة."

وقالت جوي آوجو سفيرة نيجيريا لدى الأمم المتحدة ورئيسة المجلس لشهر أبريل نيسان إن هناك تأييدا كبيرا بين أعضاء المجلس للسعي إلى فرض عقوبات على جنوب السودان. وقال جيرار آرو سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة للصحفيين "أعتقد أننا مستعدون للمضي في طريق العقوبات." وقالت سامانثا باور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في تغريدة على موقع تويتر بعد الجلسة "من أجل مصلحة شعب جنوب السودان يجب أن يعاقب المجتمع الدولي المفسدين السياسيين وأولئك الذين يستهدفون المدنيين."

وهددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالفعل جنوب السودان بفرض عقوبات. وفي وقت سابق أذن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بفرض عقوبات مستهدفة محتملة على مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان أو الذين يقوضون الديمقراطية ويعرقلون عملية السلام. وقالت الصين أكبر مستثمر في قطاع النفط في جنوب السودان إنها "ستشارك وفقا لما يمليه ضميرها" في مناقشات مجلس الأمن لكنها لم تصل إلى حد القول بأنها ستؤيد فرض عقوبات. وقال تشين قانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين في بكين "سنتخذ قرارا بشأن موقفنا وفقا للسلبيات والايجابيات." وأضاف أن الصين تحبذ دفع المحادثات بين كل الأطراف في البلاد. بحسب رويترز.

ومن المقرر أن يجدد مجلس الأمن الدولي مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان على خطة لمضاعفة عدد قوات حفظ السلام تقريبا إلى 12500 جندي بعد زيادة حدة العنف لكن لم يصل حتى الآن سوى نصف تلك القوات الإضافية. وقال آرو سفير فرنسا "اننا نعزز مهمة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان لذلك علينا أيضا أن نواجه حقيقة أنه ربما لا يمكننا التعاون مع هذه الحكومة بعد الآن لأن الفظائع ارتكبها الجانبان... أعتقد أن علينا أن نبحث بعمق ما ينبغي أن تقوم به الأمم المتحدة في جنوب السودان."

أمريكا تحذر

من جانب اخر حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أن الصراع في جنوب السودان قد ينزلق إلى إبادة جماعية وهدد مرة أخرى بفرض عقوبات وعبر عن أمله في إمكانية نشر مزيد من قوات حفظ السلام سريعا لمنع سفك الدماء. وقال كيري لدى خروجه من محادثات مع وزراء خارجية اثيوبيا وأوغندا وكينيا بشأن الصراع الذي يصطبغ بشكل متزايد بصبغة عرقية في جنوب السودان إن كل الأطراف اتفقت على أن "القتل يجب أن يتوقف".

وأضاف كيري في أديس أبابا المحطة الأولى في جولة افريقية يقوم بها "ينبغي بأسرع ما يمكن نشر قوة شرعية قادرة على المساعدة في صنع السلام على الأرض." وقال كيري في وقت لاحق إن الهدف هو "أن نتمكن في الأيام القادمة .. حرفيا .. من التحرك بسرعة أكبر لنشر أناس على الأرض يمكنهم أن يبدأوا في إحداث تغيير." وقال نظيره الاثيوبي تيدروس أدهانوم إن جميع الأطراف أكدت ضرورة نشر قوة "بأسرع ما يمكن".

وقالت متحدثة رسمية إن كيري كان يشير إلى قوات افريقية تخضع لسلطة الأمم المتحدة التي لها بالفعل بعثة في جنوب السودان. وأضاف كيري أنه اتفق مع نظرائه الأفارقة على "شروط وتوقيت ونوع وحجم" مثل هذه القوة لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. وقال "الاختلاف الوحيد الأكبر هو التحرك سريعا بتفويض بالدعم من مجلس الأمن الدولي لنشر قوات على الأرض يمكنها البدء في الفصل بين الناس وتوفير الأمن. هذا حتمي."

وفر أكثر من مليون شخص من منازلهم وقتل الآلاف منذ اندلع القتال في ديسمبر كانون الأول بين قوات موالية للرئيس سلفا كير والمتمردين الموالين لنائبه المقال ريك مشار. وقد فشلت المفاوضات بين حكومة كير والمتمردين الموالين لمشار في تحقيق أي تقدم منذ التوقيع في 23 من يناير كانون الثاني على اتفاق هدنة لم يصمد قط. وردا على سؤال بشأن خطر وقوع إبادة جماعية قال كيري إن "مؤشرات رئيسية مزعجة للغاية مثل أعمال قتل عرقية وقبلية وحسب الهوية القومية" تثير تساؤلات تبعث على القلق.

وأضاف "إذا واصلوا السير في الطريق الذي يمضون فيه فقد يشكلون حقا تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي فيما يتعلق بمسألة الابادة الجماعية." وقال مسؤولون إن وفدي طرفي الصراع في جنوب السودان استأنفا المحادثات المباشرة في أديس ابابا بعد تأجيلها عدة مرات. وقال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية إن القوى الإقليمية توشك أن تفقد صبرها على عجز الجانبين في جنوب السودان عن المضي قدما في جهود السلام.

وقال المسؤول الذي طلب ألا ينشر اسمه "أعتقد أن الجانبين كليهما يحسبان أن بوسعهما الفوز في هذا عسكريا ومن المؤكد أنهما لم يشاركا على نحو مخلص في جهود إيجاد تسوية عن طريق التفاوض للصراع." وكرر كيري التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات وقال إن الشركاء بالمنطقة أوغندا وكينيا واثيوبيا "قبلوا المسؤولية لفرض عقوبات أيضا".

ويحث المشرعون الأمريكيون حكومة أوباما على اتخاذ مزيد من الإجراءات. وكتبت مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ من الديمقراطيين والجمهوريين رسالة إلى الرئيس باراك اوباما تحضه على فرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والعمل لتعزيز التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ومساءلة كير ومشار عن التقدم المحرز في مفاوضات السلام.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن لكثير من مواطني جنوب السودان ممتلكات في البلدان الثلاثة المجاورة ويسافرون إلى هناك بصفة منتنظمة. وفي وقت سابق فوض أوباما فرض عقوبات موجهة محتملة على من يرتبطون بانتهاكات لحقوق الإنسان في جنوب السودان او يقوضون الديمراطية ويعرقلون مساعي السلام. ووصف البيت الأبيض قتل مئات المدنيين في جنوب السودان بالعمل المقيت ودعا إلى وضع حد لدائرة العنف في البلاد.

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان "روعتنا تقارير من جنوب السودان تفيد بأن مقاتلين تابعين لزعيم المتمردين ريك مشار ذبحوا مئات المدنيين الأبرياء الاسبوع الماضي في بانتيو." وسعى بيان البيت الأبيض لتصوير طبيعة أعمال العنف. وقال كارني "الصور والروايات عن الهجمات تهز الضمير: أكوام من الجثث عثر عليها داخل مسجد وقتل المرضى داخل مستشفى كما قتل عشرات آخرون بالرصاص في الشوارع وفي كنيسة - فيما يبدو بسبب انتمائهم العرقي والقومي - بينما بث خطاب الكراهية في إذاعة محلية." بحسب رويترز.

وأضاف المتحدث أن الجرافات دفنت القتلى في مقابر جماعية وإن عدد الأشخاص الذين يلتمسون الحماية في مجمع الأمم المتحدة في بانتيو زاد من ثمانية آلاف إلى ما يربو على 22 ألفا في غضون أسبوعين. وأوضح المتحدث أن المسؤولين الأمريكيين روعهم أيضا هجوم مسلح على بعثة الأمم المتحدة في بور بجنوب السودان أسفر عن مقتل 48 مدنيا على الأقل وإصابة عشرات آخرين. وقال "أعمال العنف هذه مقيتة. إنها تمثل خيانة للثقة التي وضعها شعب جنوب السودان في قادته." وشدد كارني على أنه ينبغي على كير ومشار توضيح أن الهجمات على المدنيين غير مقبولة وأن المسؤولين عن أعمال العنف على الجانبين لا بد من تقديمهم للعدالة. وقال كارني "يجب أن تنتهي دائرة العنف التي يعاني منها جنوب السودان منذ فترة طويلة جدا."

ازمة و جرائم

في السياق ذاته قال مدير منظمة أطباء بلا حدود إن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية في جنوب السودان قد تتدهور بسبب بطء الاستجابة الدولية وشكوك الأطراف المتحاربة في جهود الأمم المتحدة للإغاثة. وتفيد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص شردوا بينهم 800 ألف شخص نزحوا داخل جنوب السودان في حين فر 254 ألفا آخرون إلى دول مجاورة.

وقال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود برونو جوكوم "الأمل ضعيف للغاية في نجاح المحادثات السياسية. كل المؤشرات تشير إلى أن الصراع الأهلي سيستمر ما لم يتم إحراز نجاح دبلوماسي غير متوقع." وأضاف أن التحدي الأكبر القادم هو توفير الغذاء لتعويض المحاصيل التي كان من المفترض أن يزرعها من أصبحوا الآن نازحين. وحل موسم الزراعة الآن ومن المفترض حصاد المحاصيل خلال أشهر قليلة.

وتابع قائلا "نعرف أن ذروة سوء التغذية تحدث في الصيف عادة لذا أقول إنه لا يزال أمامنا بضعة أسابيع أو شهور للاستعداد بشكل ملائم." وقال إن تمويل الطوارئ الذي كان يمكن الحصول عليه خلال أيام يستغرق وصوله الآن ما بين أربعة وخمسة أشهر وإن قدرا كبيرا من جهود المساعدات يعرقله "الانشغال بالتنسيق" الذي يعطي أولوية للتخطيط على حساب التوزيع الفعلى للمساعدات على الأرض.

وقال جوكوم إن هناك تهديدا آخر للمساعدات في جنوب السودان يتمثل في عدم رضا الطرفين المتحاربين عن بعثة الأمم المتحدة في البلاد بسبب أبعادها العسكرية والسياسية والإنسانية. وزار رئيسا منظمتين تابعتين للأمم المتحدة جوبا عاصمة جنوب السودان هما المفوض السامى لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس ومديرة برنامج الأغذية العالمي إرثارين كازين.

وأصدرا بيانا قالا فيه إن حياة ملايين الأشخاص قد تكون معرضة للخطر إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل لإنهاء الحرب ومساعدة المدنيين. وأضاف البيان أنهما بحثا أيضا الأزمة مع سلفا كير رئيس جنوب السودان ومع مسؤولين آخرين في حكومته وحصلا على تعهد منه بتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين المحتاجين.

هذا وقد ارتكب طرفا النزاع في جنوب السودان جرائم ضد الإنسانية، تشمل القتل الجماعي والاغتصاب، بحسب تقرير للأمم المتحدة. وأوضح التقرير أن الفظائع "واسعة الانتشار والممنهجة" ارتكبت في منازل ومستشفيات ومساجد وكنائس ومجمعات تابعة للأمم المتحدة. ودعا التقرير إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. بحسب بي بي سي

وتقرير بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان يقدم صورا فاجعة عن فظائع، تستند إلى مقابلات مع نحو 900 شخص. ويبين التقرير كيف قامت أجهزة الأمن في جوبا، عند اندلاع النزاع، بتفتيش المنازل واحدا واحدا بحثا عن الرجال من عرق معين لقتلهم. ويضيف التقرير أن ذلك أدى إلى انتشار عمليات انتقامية عبر البلاد. ويروي التقرير في كثير من الصفحات عن عمليات قتل جماعي، واغتصاب جماعي، واستهداف مدنيين على أساس عرقي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 11/آيار/2014 - 10/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م