الديناصورات.. رحيل غريب والعبرة في استكشاف أسرارها

 

شبكة النبأ: الديناصورات تلك المخلوقات التي اختفت عن سطح الأرض منذ نحو 65 مليون عام كانت ولاتزال محط اهتمام العلماء والباحثين في مختلف دول العالم. من اجل الوصول الى بعض المعلومات والأسرار الخاصة بحياة وأسلوب هذه الكائنات والتي تضم أكثر من 1,000 نوع وسبب رحيلها الغريب، الذي قد يكون سببا في معالجة وحل بعض المشاكل والأخطار التي تهدد الحياة بصورة عامة كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان الاستكشافات المتواصلة للعظام المتحجرة والآثار الأخرى للدينصورات، ستساهم كثير بالمساعدة على فهم هذه الكائنات وأسلوب حياتها سلوكها، وظهرت الديناصورات على الأرض وكما تشير بعض المصادر منذ حوالي 230 مليون سنة تقريباً، ومع اكتشاف الستوريكوصور أقدم ديناصور.

ولاشك أن الديناصورات لم تنقرض بين ليلة وضحاها، بل يمكننا أن نتوقع أن انقراضها قد حدث على امتداد آلاف السنين، وهي فترة قصيرة جداً بالنسبة لسيطرتها على الأرض لملايين السنين، لذا يتسأل الخبراء على الدوام كيف اختفت تلك الكائنات الجبارة فجأة، وكيف انقرضت تماماً من على وجه الأرض؟!.

وهناك عدة نظريات حول أسباب انقراض تلك الكائنات الجبارة. وفي خلال حقبة الحياة المتوسطة للأرض تطورت بعض أنواع الديناصورات، واختفت لعدة أسباب. وكان الانقراض الشامل في نهاية العصر الطباشيري، كما انقرضت معها بعض الزواحف الطائرة والعائمة، وبعض الكائنات البحرية.

ويرجع بعض العلماء سبب انقراضها إلى تعرض الأرض إلى زخم هائل من تساقط النيازك، كما حدث في عام 1994م عندما تعرض كوكب المشتري الى تساقط كميات كبيرة من النيازك على سطحه، حيث أن حجم بعض هذه النيازك كان أكبر من حجم الأرض، أما بعض العلماء فيرجعون السبب إلى انفجارات بركانية هائلة أدت الى انتشار الغازات البركانية، وأدى ذلك الى برودة المناخ، وقلة التغذية، ويعزو بعض العلماء انقراض الديناصورات إلى تغير محور دوران الأرض والمجال المغناطيسي.

نلاحظ أن الديناصورات الأولى التي ظهرت كانت صغيرة الحجم، لا يتعدى طولها المترين، وهي دينصورات خفيفة وسريعة، وهي بالأساس حيوانات لاحمة، وأغلب هذه الحيوانات انقرضت لتترك المكان لديناصورات أخرى شديدة التباين فيما بينها. فنجد منها ديناصورات أقزاماً حيث لا يتعدى طولها 60 سم، ودينصورات عملاقة عاشبة مثل الأباتوصور، إذ يصل طوله إلى 27م، مروراً بالديناصورات متوسطة الحجم ما بين 5 و10م، ومنها حيوانات ذات قرون مثل التريسيراتوربس، كما لا يجب أن ننسى الديناصورات المفترسة مثل التيرانوصور والألوصور الذي يصل طوله إلى 12م. والديناصورات حيوانات بيوضة مثل الطيور وأغلب الزواحف المعروفة اليوم. وهي تبني أعشاشها تماماً مثل الزواحف، والحفريات تبين أن الديناصور يبيض دائماً في نفس العش كل سنة.

ويعود انقراض الديناصورات واختفاؤها تماماً إلى حوالي 65 مليون سنة، وهي فترة شهدت اختفاء حوالي 75% من الكائنات الحية حيوانية ونباتية. وقد سجلت اكثر من 80 نظرية تفسر اختفاء هذه المخلوقات، ولكن اكتشاف آثار نيزك كبير بالمكسيك بالقارة الأمريكية قطره يبلغ من 10 إلى 20 كيلومتر يرجح النظرية القائلة بان نيزكاً كبير الحجم ارتطم بالأرض في تلك الفترة، وسبَّب انفجار هائل نتج عنه تصاعد كميات هائلة من الغبار والدخان إلى جو الأرض، الأمر الذي حجب نور الشمس عن الأرض مدة سنوات عديدة، فالديناصورات التي نجت من الانفجار ماتت بسبب برودة الجو أو بسبب اختفاء الطعام. وما يزال المجال مفتوحاً للبحث عن السبب الحقيقي والعلمي لانقراض الديناصورات.

كما ان تلك الاكتشافات والهياكل العظمية وبالإضافة الى فوائدها العلمية والبحثية أصبحت اليوم من معالم الجذب سياحي المهمة لبعض البلدان، كما وصورت الديناصورات في الكثير من الروايات والأفلام السينمائية التي حققت نحاجًا كبيرًا ونسبة مبيعات هائلة، كذلك فإن أي اكتشاف جديد على درجة كبيرة من الأهمية تغطيه وسائل الإعلام المختلفة وتقدمه للجمهور المهتم بهذه الأمور.

دجاجة جهنم

 وفي هذا الشأن فقد خلص علماء إلى أن الحفريات التي عثر عليها في نورث داكوتا وساوث داكوتا هي لديناصور غريب الشكل أطلق عليه اسم "دجاجة جهنم" لأن له رأسا يشبه رأس الطائر ومنقارا بلا أسنان وعرفا يتوسط جمجمته ويدين لهما أظافر حادة وساقين طويلتين يجري بهما بسرعة وربما كان مغطى بالريش.

وذكر العلماء أن هذا هو أكبر نموذج في أمريكا الشمالية لنوع من الديناصورات الشبيهة بالطيور المعروفة في آسيا. ووفرت تلك الحفريات صورة تفصيلية عن الفرع الأمريكي الشمالي لهذا النوع من الديناصورات التي ظلت غامضة منذ العثور على أول عظام لها منذ نحو مئة عام. وقالت إما شاشنر عالمة البليونتولوجي بجامعة يوتا وكانت ضمن فريق البحث "ماذا سيظن من يلتقي بهذا المخلوق الذي عاش منذ 66 مليون عام؟ لا أعرف ما اذا كان سيصرخ ويجري هاربا أم أنه سيضحك لأنه فعلا وحش على شكل دجاجة منظره غاية في الغرابة."

والاسم العلمي لهذا الديناصور هو (آنزو ويلي) ويبلغ طوله 3.5 متر وارتفاعه حتى الحوض 1.5 متر بينما يتراوح وزنه بين 200 و300 كيلوجرام. وقال عالم البليونتولوجي مات لامانا من متحف كارنيجي للتاريخ الطبيعي في بيتسبيرج الذي قاد الدراسة التي نشرت في دورية (PLOSONE) "اشتهر باسم دجاجة جهنم. وهذا في الحقيقة وصف جيد. بحسب رويترز.

"اذا استطعت ان تركب آلة الزمن وتعود الى غرب أمريكا الشمالية في نهاية عصر الديناصورات وترى هذا المخلوق سيكون أول ما يتبادر الى ذهنك (يا له من طائر غريب الشكل) لا يبدو على الاطلاق مثل الصورة الذهنية للديناصورات عند غالبية الناس." ويعتقد العلماء ان الطيور نشأت مبكرا من ديناصورات صغيرة مغطاة بالريش. وأقدم طائر معروف يرجع الى 150 مليون عام مضت.

عصافير الرعب

على صعيد متصل توصل باحثون المان الى ان الطيور العملاقة التي كانت تعيش على كوكب الارض قبل التاريخ، وتوصف بانها اخطر الكائنات المفترسة، ليست سوى طيور نباتية مسالمة ولكن ذات احجام ضخمة. فمنذ اكتشاف احفور في القرن التاسع عشر، يغرق العلماء في تخمينات حول طبيعة هذه الطيور التي تسمى "غاسترونيس"، وهي طيور لم تكن تقدر ان تطير، ذات احجام ضخمة يصل طول طول بعضها الى مترين، وكانت تعيش على كوكبنا قبل 40 الى 55 مليون سنة، اي مباشرة بعد اختفاء الديناصورات.

وقد دفع هذا الحجم، اضافة الى المنقار الضخم الذي كانت تتمع به هذه الطيور، العلماء للاعتقاد انها كانت متوحشة ومفترسة، واطلق البعض عليها اسم "عصافير الرعب". وقال توماس توتكن عالم الكيمياء الجيولوجية في جامعة بون "كنا نعتقد ان عصافير الرعب كانت تستخدم مناقيرها الضخمة للقضاء على فريستها". واضاف "عاشت هذه الطيور في الفترة التي تلت اندثار الديناصورات، وكانت الحيوانات الثديية في بدايات تطورها، فاعتبر العلماء ان هذه الطيور كانت على رأس السلسلة الغذائية". بحسب فرانس برس.

لكن التحليل الكيماوي لهيكل عظمي لطير غاسترونيس عثر عليه في منجم شرق المانيا، يعطي صورة مغايرة. فالكاليسوم الموجود في هذه العظام يشير الى ان الطيور هذه لم تكن مفترسة بل كانت تقتات على النبات، بحسب ما اعلن العلماء في مؤتمر دولي عقد في فلورنسا في ايطاليا. ويضاف الى ذلك ان الاحجام الضخمة لهذه الطيور لم تكن لتسمح لها بمطاردة فرائسها، لو كانت آكلة للحوم.

أضخم ديناصور

الى جانب ذلك قال عالمان برتغاليان إنهما اكتشفا حفريات أضخم ديناصور آكل للحوم عاش في اوروبا اثناء العصر الجوراسي أي قبل 150 مليون سنة. وأطلق العالمان على الديناصور -الذي كان يبلغ طوله عشرة أمتار- اسم تورفوسوروس جورني. وقال كريستوفي هندريكس عالم الحفريات بجامعة نوفا دي لشبونة بالبرتغال "كان من الأفضل حقا الا تجد نفسك في طريق هذا الديناصور الكبير آكل اللحوم."

وأضاف ان الديناصور تورفوسوروس كان حيوانا مهيبا له قدمان يترواح وزنه بين أربعة وخمسة اطنان. وكان له رأس طوله 1.2 متر به فكان كبيران وأسنان طول كل منها عشرة سنتيمترات. وقال هندريكس انه ربما كان يكسوه نوع من الريش. وقال "تورفوسوروس جورني كان حيوانا مفترسا عملاقا يتغذى على فرائس كبيرة الحجم مثل الديناصورات آكلة العشب."

وصرح هندريكس بأن باحث حفريات هاو عثر في عام 2003 على بقايا الديناصور الجديد في منحدرات صخرية ببلدة لورينيا الواقعة على بعد 72 كيلومترا شمالي لشبونة. وأضاف إن حفريات أجنة يعتقد انها لنفس هذا النوع من الديناصورات اكتشفت العام الماضي في البرتغال. ونشرت نتائج الاكتشاف في دورية (بلوس وان). بحسب رويترز.

وقال عالم الحفريات اوكتافيو ماتيوس وهو ايضا من جامعة نوفا دي لشبونة إن الديناصور تورفوسوروس جورني كان يجوب في ذلك العصر المنطقة التي كانت دلتا نهر خصبة غنية بالمياه المتجددة والنباتات. وأضاف ان المنطقة كانت مليئة بالديناصورات والزواحف الطائرة والطيور والتماسيح والسحالف والحيوانات الثديية. وقال العالمان ان هذا هو ثاني نوع من انواع الديناصور تورفوسوروس حيث كان النوع الاخر وهو تورفوسوروس تانري يعيش في ذلك العصر في أمريكا الشمالية.

سلالة جديدة

في السياق ذاته قدم فريق علماء وصفا لسلالة غربية وجديدة من الديناصورات جرى اكتشافها صحراء ولاية يوتا الامريكية. وينتمي الحيوان البالغ من الطول خمسة أمتار إلى عائلة التريسيراتوبس لكنه يتميز بطول الأنف والقرن على نحو غير معتاد، وقال علماء الحفريات إنه مغاير لكل ما شاهده من قبل. وبناء على ذلك أطلق على الحيوان اسم (Nasutoceratops titusi) وهو اسم يعني كبير الأنف وصاحب الوجه المقرّن.

وقال مارك لوين، الباحث في جامعة يوتا ومتحف التاريخ الطبيعي في يوتا،"هذا الديناصور أذهلنا جميعا". وأضاف "لم نتوقع على الإطلاق أن يشبه ذلك، فهو يغاير نطاق ما ألفناه بالنسبة لهذه المجموعة." وكشف العلماء عن الحيوان للمرة الاولى عام 2006 في منطقة ستيركيس اسكلانتي في ولاية يوتا، لكن تجهيز الحفرية وإعداد دراسة تفصيلية عنها استغرق عدة سنوات.

وتعود الصخور التي اكتشف بها الديناصور الى نحو 75 مليون عام وهو ما يشير إلى أن هذا الديناصور كان يعيش على الأرض خلال العصر الطباشيري المتأخر. ويقول لوين "يعتبر القرن هو الأطول على الإطلاق مقارنة بأي نوع أخر من الديناصورات، فهو يتسم بانحناء إلى الجانبين والامام." وقال "إضافة لذلك فلديه أكبر أنف عرفت في مجموعته أيضا." وأضاف لوين أن الحيوان يميزه أيضا وجود أهداب ناتئة في مؤخرة رأسه.

ويزن ديناصور Nasutoceratops نحو طنين ونصف، ونظرا لهيئته غير المعتادة فهو يعد حيوانا مخيفا. وهذه الفصيلية، مثلها مثل كافة أعضاء عائلة التريسيراتوبس، من آكلي الأعشاب. ويعتقد ان جل اهتمامه كان منصبا على التغذية على النباتات في بيئتها المدارية والمستنقعات المحيطة أكثر من إرهاب الديناصورات الاخرى. بحسب بي بي سي.

ويعد ديناصور Nasutoceratops أحد أنواع الديناصورات التي اكتشفت في هذه المنطقة الواقعة في شمال أمريكا. وكانت الصحراء التي اكتشف بها جزءا من قارة تعرف باسم (لاراميديا) وهي منطقة توصف بأنها مستودع كنوز الحفريات. كما اكتشفت أنواع اخرى من آكلات العشب، من بينها الديناصورات المقرّنة وأنواع الهادروسور ذو المنقار، على مقربة من ديناصور Nasutoceratops titusi وهو ما يشير إلى قدرة هذه الأنواع على التعايش. وقال لوين "جميع هذه الحيوانات يتجاوز وزنها ثلاثة أطنان، ولدينا بيئة كانت جميع آكلات الأعشاب بها تتصارع من أجل الغذاء." وأضاف أن الموقع يكشف عن أنواع جديدة غير عادية من الحفريات

اكتشافات أخرى

من جانب اخر تم اكتشاف آثار أقدام ديناصورات تعود إلى "العصر الطباشيري العلوي" بنواحي مدينة أكادير، بحسب تصريح أستاذ الجيولوجيا في جامعة ابن زهير، موسى مسرور، للقناة المغربية الأولى، والذي أكد أن هذه الحيوانات عاشت في المنطقة قبل حوالي 85 مليون سنة. ووجدت هذه البصمات محفورة على مجموعة من الصخور بجانب المحيط الأطلسي.

ودعت جمعية محلية، التي كانت وراء هذا الاكتشاف إلى حماية هذا الإرث التاريخي، كما وجهت نداءها للسلطات المختصة للتدخل في الوقت العاجل لحمايته. وظهرت هذه البصمات بعد العاصفة البحرية التي شهدتها المنطقة، وبينت الدراسات الأولية عليها أنها تنتمي إلى ديناصورات ضخمة، والتي تم اكتشافها قبل 20 عاما في المكسيك.

الى جانب ذلك قال المعهد الوطني لعلم الانسان والتاريخ في المكسيك إن فريقا من علماء الآثار اكتشف بقايا أحفورية لذيل ديناصور يرجع إلى 72 مليون عام في صحراء بشمال البلاد. وقال فرانسيسكو أجيلار مدير المعهد في ولاية كواهويلا الحدودية ان ذيل الديناصور في حالة جيدة على نحو غير عادي وهو أول ذيل طوله خمسة أمتار يكتشف في المكسيك.

واتفق فريق من علماء الآثار وطلاب المعهد والجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك على ان الحفرية هي لديناصور منقار البطة الذي يعرف باسم هادروسور. وقال أجيلار إن الذيل الذي عثر عليه في بلدة جنرال سيبيدا يمثل نصف طول الديناصور على الارجح. وعثر علماء الآثار على 50 فقرة من الذيل سليمة تماما بعد أن أمضوا 20 يوما في الصحراء يرفعون الصخور الرسوبية التي تغطي عظام المخلوق ببطء.

وقال المعهد إن العظام المتحجرة كانت متناثرة حول الذيل ومنها عظام ورك الديناصور. وصرح أجيلار بأن الاكتشاف الجديد قد يزيد فهم عائلة الهادروسور ويساعد البحث في الأمراض التي كانت تصيب عظام الديناصورات التي تشبه تلك التي تصيب البشر. وتوصل العلماء بالفعل إلى أن الديناصورات كانت تعاني من الأورام والتهابات المفاصل على سبيل المثال.

على صعيد متصل يبدو أن ديناصور "تي ريكس" لم يعد الديناصور الأكبر الذي عرفه التاريخ، فقد أعلن فريق من الباحثين الأمريكيين في متحف شيكاغو للتاريخ الطبيعي عثورهم على أحفورة تعود لديناصور يعرف باسم "سياتس ميكيروروم." وقال الباحثون إن طول هذا الديناصور وصل إلى 30 قدما، بينما بلغ وزنه نحو أربعة أطنان. ولم يوضع الباحثون ما إذا كان هذا الديناصور قد عاش في نفس الفترة التي عاش فيها ديناصور "تي ريكس." بحسب CNN.

وقال بيتر ماكوفيكي، المتحدث باسم المتحف: "قبل 98 مليون عام، عاش ديناصور أكبر من تي ريكس، فديناصور سياتس ميكيروروم كبير جدا، وليس لدينا دليل على وجود ما هو أكبر منه." وأضاف الباحثون أن تسمية "سياتس ميكيروروم" تعني "المسخ المتوحش،" في إشارة إلى خرافة تنبع من يوتاه، حيث تم العثور على بقايا الديناصور، والتي تؤكد وجود حيوان كبير آكل للحوم البشر في تلك المنطقة.

بيع هيكل عظمي

في السياق ذاته بيع هيكل عظمي لديناصور ديبلودوكس عاش قبل حوالي 160 مليون عام مقابل 400 ألف جنيه استرليني (651100 دولار) إلى مؤسسة عامة لم يكشف عن هويتها في مزاد في بريطانيا. وقال القائمون على المزاد إن ميستي -وهو الاسم الذي اطلق على الديناصور- سيعرض للجمهور في وقت لاحق. وكان أولاد الباحث الالماني عن الديناصورات ريموند البيرسدويفر قد عثروا على الهيكل العظمي في محجر دانا في وايومنج بغرب الولايات المتحدة.

ورفضت دار مزادات سامرز بليس اوكشن الكشف عن اية تفاصيل عن المشتري الذي طلب عدم الكشف عن هويته. وقال ايرول فولر خبير التاريخ الطبيعي والمشرف على عملية البيع "العثور على هيكل عظمي كامل تقريبا لديبلودوكس بهذا الحجم أمر نادر للغاية." والهيكل العظمي الذي يبلغ طوله 17 مترا لديناصور انثى هو أحد عدد قليل من الهياكل العظمية شبه الكاملة لديناصور ديبلودوكس التي عثر عليها على الاطلاق. بحسب رويترز.

وعثر الفتية أولاد عالم الحفريات الالماني على عظام ميستي المتحجرة بعد ان ارسلهم والدهم لاستكشاف منطقة اخرى لانهم كانوا يشتتون انتباهه اثناء عمله. وقال فولر "أراد الاولاد العثور على اشياء صغيرة تنسب اليهم لذلك أرسلهم الى حيث اعتقد انه توجد بعض شظايا قليلة. عادوا وهم يقولون انهم عثروا على هذا الهيكل العظمي الضخم." واستطاع عالم الحفريات الالماني نقل الاكتشاف الي خارج الولايات المتحدة لانه تم العثور عليه في ارض خاصة وليست ارضا اتحادية. وارسلت العظام الى هولندا حيث تم تنظيفها وتجميعها ثم الى المملكة المتحدة حيث بيع ميستي إلي مشتر سيأخذ الهيكل العظمي الى بلد اخر.

هضبة الديناصورات

من جانب اخر وعلى بعد ثماني ساعات بالسيارة من اقرب مدينة، في اقصى شرق تركمانستان، تقع "هضبة الديناصورات"، احد اكثر الاماكن شهرة في الاتحاد السوفياتي السابق والاقل استقبالا للزوار. هذا المكان الفريد من نوعه يضم واحدة من اجمل مجموعات متحجرات الديناصورات في العالم. ويعود تاريخ اكتشافه من جانب علماء الاحاثة السوفيات الى خمسينات القرن الماضي فقط.

ويروي امان البالغ 35 عاما والمقيم في بلدة خودجا بيل على سفح الهضبة "كان على ستيفن سبيلبرغ ان يصور فيلم جوراسيك بارك هنا. آثار الديناصورات حقيقية، لم يتم تركيبها بالاستعانة باجهزة الكمبيوتر". وتم اكتشاف ما يقارب 2500 اثر لديناصور. ويبلغ طول بعضها 40 سم وعرضها 30 سم، فيما يبلغ طول اخرى 70 سم وعرضها 60 سم.

ويمكن ان يصل حجم خطوة الديناصور الى مترين في حال كان طوله من خمسة الى ستة امتار. ويعرف المكان بانه يحمل اكبر سلسلة من بصمات الاقدام في العالم، وقد خلفتها ديناصورات خلال المشي او الركض لمسافات وصلت احيانا الى 200 متر. ويصعب التصديق اليوم ان هذه المنطقة الجبلية الجافة يمكن ان توفر ظروف البقاء للديناصورات. حتى قبل 150 مليون سنة، عندما كانت هذه المخلوقات تسيطر على الارض، كانت المنظومة الايكولوجية مختلفة بالكامل.

ويوضح اناتولي بوشماكين وهو باحث تركمانستاني يخصص معظم ابحاثه لـ"هضبة الديناصورات" انه "قبل 145 الى 150 مليون سنة، كان هناك بحيرات ومستنقعات تعيش على ضفافها جحافل من الديناصورات. كان هناك ديناصورات لاحمة واخرى عاشبة". ويشير الى ان "هذه المستنقعات الرملية امتلأت سريعا بالطين وبالتالي هذه البصمات من مرحلة ما قبل التاريخ تركت اثرها الى الابد".

ولا تزال تركمانستان بعد عشرين عاما على انهيار الاتحاد السوفياتي، من اكثر البلدان عزلة في العالم، اذ لا تستقبل الا العدد القليل من السياح سنويا. وغالبية زوار "هضبة الديناصورات" هم من مواطني البلاد. وتقول غوليا البالغة 27 عاما والمقيمة في تركمان اباد، اقرب مدينة الى المنتزه، "لدينا انطباع بأن الديناصورات كانت هنا حتى فترة ليست ببعيدة. اذا ما صعدتم الى اعلى الجبل، يمكنكم ان تتصوروها وهي تمشي في البعيد". وتضيف "ان يتمكن اي شخص منا بطريقة ما من ملامسة الابدية امر لا يصدق".

ولزيارة الهضبة الواقعة في اقصى شرق تركمانستان قرب الحدود مع افغانستان واوزبكستان، على السياح ان يستحصلوا على اذن. ومن العاصمة عشق اباد الواقعة في المقلب الثاني من البلاد، سيتعين عليهم ان يستقلوا طائرة الى تركمان اباد ثم التنقل بالسيارة جنوبا لمسافة 450 كلم، على طريق وعرة في رحلة ستغرق ثماني ساعات.

واستوجب الانتظار حتى خمسينيات القرن الماضي لتأكيد وجود اثار ديناصورات في الهضبة، رغم ان سكان المناطق المجاورة يعرفون بوجودها منذ زمن طويل. الا ان قلة منهم كانوا يعتقدون بانها عائدة لديناصورات حقيقية. حتى ان اسم البلدة الواقعة عند سفح الهضبة، خودجا بيل، يعني باللغة التركمانية "معجزة الفيلة".

ولم يكن للفيلة اي وجود في تركمانستان، لكن اسطورة محلية تدعي ان الاثار العجيبة المتروكة في البلاد تعود لفيلة كان ينقلها الاسكندر الكبير خلال غزواته. ويقول بوشماكين بتعجب واضح "على هذه الهضبة الفريدة من نوعها، تم الحفاظ على اثار واضحة خلفتها ديناصورات، وبالامكان تمييز الحوافر وتعقب اثرها". ويؤكد ان "هذا العدد الكبير من البصمات لم يعثر عليه في اي مكان اخر من العالم". بحسب فرانس برس.

ورغم وقوع "هضبة الديناصورات" في منطقة نائية، غير ان سلطات تركمانستان تأمل في تحويل الموقع الى وجهة سياحية كبرى. وتقع الهضبة في قلب منتزه كويتنداغ الوطني الذي يضم اعلى قمة جبلية في البلاد (3319 مترا) اضافة الى شلالات وبحيرات ومغاور. وتحضر وزارة السياحة التركمانستانية ملفا لادراج هذا المنتزه على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، على ما اكد المسؤول عن المنتزه محمد ايماموف.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/آيار/2014 - 7/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م