عمال العالم.. يبحثون عن حقوقهم بعيدا عن السخرة

 

شبكة النبأ: يوم العمال او عيد العمال العالمي الموافق الأول من مايو/أيار، هو احتفال سنوي يقام في العديد من الدول تخليدا لدور ونضال الطبقة العاملة التي استطاعت ومن خلال تحركاتها ومطالباتها تغير الكثير من الامور فيما يخص اوضاع وحقوق العمال، ومنها تحديد ساعات العمل اليومية والاجور بالإضافة الى استحصال باقي الحقوق الاخرى ومعالجة الكثير من المشاكل التي عانت منها الطبقة العاملة وفي عصور مختلفة، وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم في أستراليا سنة 1856، وانتشرت في باقي دول العالم.

ويرى بعض المراقبين الحقوقيين ان الطبقة العاملة في اغلب دول العالم لا تزال تعاني الكثير من المشاكل والتحديات بسبب التقلبات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها العالم والتي اثرت بشكل سلبي على اوضاع وحقوق العامل.

حيث بات العمال "دينمو العالم" ضحية الاضطهاد والتهميش والتمييز والتفاوت الأجور وغياب الرعاية، هذا بالإضافة الى ارتفاع نسب البطالة وغيرها من المشاكل الاخرى والتي كانت عامل مهم في استمرار التظاهرات والاحتجاجات العمالية في مختلف دول العالم.

وعلى الرغم من الجهود المنظمات الحقوقية الرسمية وغير الرسمية المطالبة بحقوق العامل لا انه لا يزال آلاف العمال الفقراء يقعون ضحية العمل ألقسري في بلدهم، على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات للقضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في العالم وخاصة في البلدان النامية.

حركات احتجاج عالمية

وفي هذا الشأن فقد نزل الملايين الى الشوارع بمناسبة عيد العمال في مختلف انحاء العالم في مسيرات سادها التوتر في بعض الاحيان مثلما حصل في اسطنبول او بنوم بنه حيث وقعت صدامات بين المتظاهرين والشرطة وكذلك في ايطاليا. وفي اسطنبول استخدمت الشرطة التركية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام الطوق الامني للدخول الى ساحة تقسيم التي كانت مركز التظاهرات المناهضة للحكومة السنة الماضية.

وبعد اعطاء انذار اخير، تحرك مئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب مستخدمين خراطيم المياه ضد المتظاهرين اثناء محاولتهم اقتحام الحواجز المؤدية الى ساحة تقسيم.

وانتشر عشرات الالاف من عناصر الشرطة، الذين قدرت وسائل الاعلام عددهم بنحو 40 الفا، لمنع الوصول الى هذه الساحة. وشلت حركة وسائل النقل العام في هذه المدينة التي تضم 13 مليون نسمة حيث اغلقت السلطات الطرقات وعلقت خدمات العبارات واغلقت محطات المترو لمنع حشد المتظاهرين.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي حقق حزبه فوزا كبيرا في الانتخابات البلدية في 30 اذار/مارس فيما يخوض حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجري في اب/اغسطس، وجه سابقا تحذيرا للمتظاهرين. وقال "لا تتأملوا بالوصول الى تقسيم (...) تظاهروا في اماكن اخرى في اسطنبول". والسنة الماضية جرت مواجهات عنيفة بين الشرطة والنقابات في محيط ساحة تقسيم التي حظر الدخول اليها ايضا لأسباب امنية. وبعد شهر اصبحت الساحة وحديقتها الصغيرة جيزي رمزا لحركة الاحتجاج ضد اردوغان. وعلى مدى اكثر من اسبوعين تظاهر فيها الاف الاتراك وطالبوا باستقالته احتجاجا على ما وصفوه بنزعته "السلطوية والاسلامية".

والاحتفالات بعيد العمل شهدت ايضا اضطرابات في كمبوديا حيث دعت النقابات الى التظاهر لدعم عمال قطاع النسيج الذين ينفذون اضرابا في منطقتين اقتصاديتين خاصتين قرب الحدود مع فيتنام.

وغالبية العمال في هذا القطاع الذي يعتبر حيويا للاقتصاد الكمبودي ويوظف حوالى 650 الف شخص، يكسبون اقل من مئة دولار شهريا. واستخدمت الشرطة الكمبودية الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا قرب منتزه الحرية في بنوم بنه الذي اغلق لمنع وصول معارضين لرئيس الوزراء هون سين الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.

وقال رئيس اتحاد عمال صناعات النسيج اته ثورن "يجري الاستخفاف بحقوق العمال". وفي كوالالمبور تظاهر الاف الاشخاص للاحتجاج على ضريبة جديدة تعتزم الحكومة فرضها ونددوا بمحاكمة زعيم المعارضة انور ابراهيم وطريقة معالجة ازمة الطائرة المفقودة التي كانت تقوم بالرحلة ام اتش 370.

ونظمت التظاهرة في مناسبة يوم العمال للاحتجاج خصوصا على ضريبة على البضائع والخدمات يبدأ سريانها في نيسان/ابريل 2015. ونددت المعارضة بهذه الضريبة وقطع الدعم الحكومي عن بعض القطاعات في الاونة الاخيرة في اطار خطوات تتخذها الحكومة لتحويل اعباء خفض العجز المتزايد الى المستهلك العادي.

وجرت تظاهرات اخرى ايضا في اندونيسيا والفيليبين لكن ايضا في اقتصادات تعتبر بين الاكثر تطورا في آسيا مثل هونغ كونغ وسنغافورة وسيول او حتى تايوان حيث تظاهر عشرة الاف شخص في تايبه للمطالبة بزيادة الرواتب. وفي موسكو وللمرة الاولى منذ 1991، تظاهر حوالى مئة الف شخص في الساحة الحمراء، بمناسبة عيد العمال في استعادة لتقليد يعود الى حقبة الاتحاد السوفياتي، وسط موجة وطنية واسعة تشهدها روسيا بسبب الازمة الاوكرانية.

ورفعت لافتات تقول "انا فخور ببلدي" و"بوتين على حق" وسط الاعلام الروسية الكثيرة والبالونات البيضاء والزرقاء والحمراء، بالوان العلم الوطني. وافادت الشرطة المحلية ان اكثر من 100 الف شخص شاركوا في المسيرة التي تصدرها رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين في الساحة الحمراء على مشارف الكرملين للمرة الاولى منذ 1991.

ورحب عدد من اللافتات وخطابات ممثلين نقابيين بانضمام القرم الى روسيا في اذار/مارس بعد استفتاء اعتبرته كييف والمجتمع الدولي غير قانوني. وافاد رئيس اتحاد نقابات روسيا ميخائيل شماكوف ان اكثر من مليوني شخص شاركوا في مسيرات عيد العمال في البلاد، على ما نقلت وكالة انترفاكس.

وفي اوروبا جرت عدة مسيرات في مناسبة "اليوم العالمي للعمال" الذي اطلق اثناء تحرك من اجل خفض ساعات العمل في نهاية القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة. وفي باريس خرجت النقابات تحت شعارات مختلفة، بعضها احتجاجا على خطة تقشف ترمي الى توفير 50 مليار يورو اعلنها رئيس الوزراء مانويل فالس واخرى تحت شعار دعم اوروبا.

وقبل اقل من شهر من الانتخابات الاوروبية، تعتزم الجبهة الوطنية ان تجعل من مسيرتها التقليدية "عرض قوة" لترسيخ تقدمها في استطلاعات الرأي التي تشير الى انها تحتل المركز الاول او الثاني على الخارطة السياسية في منافسة حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية اليميني.

وتظاهر الالاف في اثينا وتيسالونيكي (شمال اليونان) في عيد العمال احتجاجا على التقشف ومن اجل اوروبا اجتماعية، مذكرين بان الثروة هي ثمار جهود العمال.

وهتف المتظاهرون في اثينا "الثروة هي انتاج العمال انفسهم، لا الرأسماليين"، فيما سارت تظاهرتان في المدينة استجابة لدعوة النقابات. وفي ايطاليا، حيث تعهدت حكومة رئيس الوزراء ماتيو رنزي باعادة الثقة للايطاليين الذين يخرجون لتوهم من اكثر من سنتين من الانكماش، تظاهر الالاف ضد البطالة والتقشف. بحسب فرانس برس.

وفي روما دعا الرئيس جورجو نابوليتانو الى تبني اصلاحات لتوفير الوظائف. وتبلغ البطالة في ايطاليا 12,7%. وحصلت مواجهات بين الشرطة ومئات المتظاهرين في تورينو حيث اطلق المتظاهرون قنابل الدخان على الشرطة التي طاردتهم في المدينة الصناعية. وشارك الالاف في تظاهرة نقابية في بوردينوني احتجاجا على اغلاق مصنع شركة الكترلكس السويدية الذي تسبب بفقدان 1300 عامل وظائفهم. وتنظم مسيرات ايضا في اسبانيا التي تخرج من ازمة اقتصادية ولا تزال تسجل مستويات بطالة قياسية. حيث ستنظم تظاهرات في مدريد واكثر من 70 مدينة اخرى.

روحاني يعد العمال

في السياق ذاته وعد الرئيس الايراني حسن روحاني بتحسين اوضاع العمال في ايران وبشكل خاص زيادة الامن الوظيفي على الرغم من المصاعب التي تعانيها البلاد، كما وعد بمنع التمييز بين الرجال والنساء. وفي موازاة ذلك، رفضت حكومة روحاني التصريح للعمال بتنظيم تجمع في العاصمة بمناسبة اليوم العالمي للعمال، تماما مثلما فعلت ادارة الرئيس السابق محمود احمدي نجاد.

وفي تصريحات بثها التلفزيون الايراني مباشرة، قال روحاني في طهران ان الحكومة تعتبر اولويتها "ضمان الوظائف كاساس لايجاد فرص عمل .. وعدم السماح بالتمييز بين الجنسين في سوق العمل". ووعد روحاني كذلك بتحسين الضمان الصحي للعمال. وتشير الارقام الرسمية الى ان نسبة البطالة في ايران بلغت 10,4%، حيث يبحث واحد من كل اربعة مواطنين دون ال25 عن عمل. ويعاني الاقتصاد ايضا من ارتفاع نسبة التضخم والركود والعقوبات الدولية التي تضر بصادرات ايران النفطية، وتحد من استخدام طهران للنظام المصرفي العالمي.

وانتقد روحاني نسبة الواردات المرتفعة في ظل ادارة الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. وقال "لقد قمنا بايجاد فرص عمل لصالح دول اخرى، وتسببنا بالبطالة في صفوف شبابنا من خلال استيرادنا لبضائع مصنوعة في الخارج". الا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل. بحسب فرانس برس.

وصرح علي رضا محجوب رئيس نقابة خانة كارغار العمالية ان وزارة الداخلية رفضت منح النقابة تصريحا لتنظيم تجمع بمناسبة عيد العمال. وقال "عيد العمال هو فرصة للدعوة لتلبية مطالب العمال المهملة، وتنظيم مسيرة يوفر منصة لذلك". واضاف ان "الحكومة السابقة لم توافق على طلباتنا بتنظيم تجمعات .. وهذا العام رفضت الحكومة الجديدة كذلك طلبنا رغم ان عقد التجمعات هو من حقوقنا الواضحة والثابتة".

عمال غزة

الى جانب ذلك قالت حكومة حماس في غزة ان نحو نصف العمال في قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل منذ نحو ثمانية اعوام، عاطلون عن العمل بسبب هذا الحصار. وقالت اللجنة الحكومية لكسر الحصار التابعة لحماس في بيان صحفي ان "اعداد العمال العاطلين عن العمل بسبب ظروف الحصار حسب الإحصائيات وصل إلى 170 ألف عامل من أصل 330 ألفا ضمن فئة العمال في قطاع غزة".

وتابع ان "نسبة البطالة في ارتفاع مستمر مع اشتداد الحصار المفروض على قطاع غزة منذ ما يزيد عن ثماني سنوات (...) استمراره بهذه الوتيرة ينبىء بوضع كارثي". واوضح ان "منع قوات الاحتلال دخول المواد التي تستخدم في المنشآت الصناعية، أجبرت مئات الورش والمصانع على الإغلاق وكدست ألاف العمال في صفوف البطالة". وبمناسبة يوم العمال تظاهر مئات العمال الفلسطينيين في مدينة غزة وهم يحملون يافطات كتب على احداها "ثماني سنوات من الضياع واهدار حقوق العمال".

وقال عبد العزيز ابو ثابت العاطل عن العمل والذي شارك في هذه التظاهرة "وضعنا الاقتصادي هنا في غزة صعب للغاية، نطالب الحكومات بان تنظر لقضيتنا بعين الرحمة". واضاف "اتمنى ان تفتح الحدود مع اسرائيل ونعود للعمل هناك كما كنا قبل الحصار". وفقد الاف العمال من غزة عملهم في اسرائيل بعد ان فرضت اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ منتصف 2006، الا انها شددت هذا الحصار بعد سيطرة حماس على القطاع في منتصف العام 2007. بحسب فرانس برس.

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2013 اعلنت السلطات الاسرائيلية تعليق كل اجازات توريد مواد البناء الى غزة بعدما اكتشفت نفقا بين القطاع والاراضي الاسرائيلية اكدت انه مخصص للقيام بانشطة "ارهابية". وفي 26 كانون الثاني/يناير الفائت سمحت اسرائيل باعادة دخول مواد البناء الى القطاع ولكن فقط تلك المخصصة لمشاريع تابعة للامم المتحدة. وتقول اسرائيل انها تخشى ان يتم استخدام مواد البناء من حديد واسمنت التي تدخل الى غزة، لغايات عسكرية ولا سيما لتصنيع الصواريخ المحلية التي تطلقها فصائل فلسطينية من القطاع باتجاه اراضيها الجنوبية.

الحد الأدنى للأجور

من جانب اخر قررت الحكومة المغربية رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 10% مقسمة على سنتين، ابتداء من أول تموز/يوليو 2014، إثر مفاوضات مع نقابات العمال، وكان نحو 1000 شخص شاركوا في مسيرة جابت وسط العاصمة الرباط، تنديدا بالسياسة الاقتصادية لحكومة الإسلاميين. وأعلنت الحكومة المغربية عن زيادة في الحد الأدنى للأجور بنسبة 10% مقسمة على سنتين، ابتداء من الفاتح تموز/يوليو 2014، وهذا بعد مفاوضات عسيرة ومسيرات غاضبة.

وقال الميلودي مخاريق الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، النقابة الأوسع تمثيلا في المغرب، "لقد كانت المفاوضات عسيرة مع الحكومة وممثلي رجال الأعمال واستطعنا انتزاع الزيادة". من جانبه أكد عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية المغربي خبر الزيادة في أجور العاملين في القطاع العام، "مقسمة على مرحلتين ما بين 2014 و2015". وأضاف الوزير المغربي أنه "تم الاتفاق أيضا على أن تشمل التغطية الصحية الإجبارية (دخلت حيز التنفيذ صيف 2005)، أولياء العاملين في القطاع العام، إضافة إلى تحديد أقل أجر في الوظيفة العمومية في 3000 ردهم (266 يورو)".

وأوضح مخاريق أن هذه المفاوضات التي استمرت أسبوعا كاملا بحضور ثلاث نقابات هي الأكثر تمثيلية في المملكة "انتهت بموافقة الحكومة على زيادة قدرها 5% ابتداء من فاتح تموز/يوليو القادم، على أن تكون هناك زيادة أخرى بالنسبة نفسها ابتداء من فاتح تموز/يوليو 2015". وأكد مخاريق أن قرار الزيادة سيشمل حولي 70 ألف موظف يعملون لدى الدولة، مؤكدا انه ب"إمكان موظفي القطاع العام اليوم، أن يتأكدوا أن أدنى أجر في الوظيفة العمومية لن ينزل تحت عتبة 3000 درهم (266 يورو)".

وتظاهر قرابة 15 آلف شخص بداية نيسان/أبريل، استجابة لدعوة نقابات من أجل "ممارسة الضغط" على الحكومة، ما اضطر عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة المغربية إلى التفاوض مع النقابات بعدما كان الحوار الاجتماعي شبه مجمد بين النقابات ورجال الأعمال. بحسب فرانس برس.

وأوضح الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل من ناحية ثانية أن "المفاوضات ستتواصل ما بعد الفاتح مايو، لأن هناك مطالب أخرى ما زالت موضوعة على الطاولة، والأمور لن تقف عند هذا الحد". ومن بين هذه المطالب حسب المصدر نفسه "إعفاء الأجور أقل من 4000 درهم (356 يورو)، في القطاعين العام والخاص، من الضريبة على الدخل، ومراجعة الشبكة الضريبية على الأجر لأنها مرتفعة، والزيادة في المعاشات، وإقرار آليات لحماية الحريات النقابية".

وتواجه الحكومة التي يقودها الإسلاميون وتتكون من تحالف غير المتجانس منذ بداية 2012، ملفات إصلاحية كبرى على رأسها إصلاح صندوق دعم المواد الأساسية الذي ينهك الموازنة العامة ويعمق العجز التجاري، إضافة إلى إصلاح صناديق التقاعد التي قاربت على الإفلاس، بحسب دراسات رسمية.

مشاكل وحداث

على صعيد متصل أودت حوادث العمل في المناجم الصينية المعروف عنها أنها الأخطر في العالم بحياة 1049 شخصا العام الماضي، بحسب حصيلة صادرة عن السلطات بينت انخفاضا بنسبة 24% بالمقارنة مع العام 2012. وكتبت الحكومة المركزية على موقعها الإلكتروني أن "سلامة المناجم تتحسن تدريجيا"، مشيدة بالخطوات التي اتخذها المكتب الوطني للسلامة المهنية. والصين التي تستهلك نصف الفحم المنتج عالميا معروفة بقطاعها المنجمي الذي ينتشر فيه الاهمال والفساد.

وفي العام 2012، أودى العمل في مناجم الفحم في الصين بحياة 1384 شخصا، وفق المعطيات الرسمية، بعد أن كان قد تسبب بوفاة 1973 شخصا في العام 2011. غير أن منظمات مستقلة تفيد بأن حصيلة القتلى هي بعد أكبر، إذ أنه تم التعتيم على حوادث كثيرة بغية تفادي عمليات الإغلاق. وقد وقعت أغلبية تلك الحوادث في مناجم صغيرة غير مجهزة وفق الأصول.

من جانب اخر قالت الشرطة الكمبودية وعمال إن العشرات من عمال مصانع الملابس سقطوا مغشيا عليهم في مصانع بينها مصنعان ينتجان الملابس والأدوات الرياضية لشركتي بوما وأديداس الشهيرتين. وأضافت الشرطة أن حالات الاغماء أثناء العمل شملت 118 عاملا في المجمل في مصنعي شن تشو وداكيان للأنسجة في فنومبينه في ضربة جديدة لصناعة مثيرة للجدل لكنها مهمة لاقتصاد البلاد الناشئ. وقالت شركتا بوما وأديداس إنهما تحققان في حالات الاغماء بالمصنعين وستصدران بيانا قريبا.

وتجني كمبوديا أكثر من خمسة مليارات دولار سنويا من صناعة الملابس التي يعمل بها نحو 600 ألف شخص بينهم كثيرون يعولون أسرهم الفقيرة في الريف. وقال خيم ساران قائد شرطة المنطقة "لا نعلم السبب لكن عاملا سقط مغشيا عليه وشاهده الآخرون وبدأوا في الانهيار." وأضاف أن 53 عاملا أصيبوا بحالة اغماء في مصنع آخر بسبب رائحة طلاء قوية. وذكرت منظمة غير حكومية معنية بحقوق العمال أن أكثر من 200 عامل سقطوا مغشيا عليهم هذا الأسبوع. ويشيع الاغماء الجماعي في كمبوديا التي أصبحت مركزا مهما للتصنيع للعديد من العلامات التجارية الكبيرة في عالم الأزياء.

الى جانب ذلك ذكر عمال انقاذ ان اكثر من 200 عامل يخشى ان يكونوا قد علقوا داخل منجم غير قانوني للتنقيب عن الذهب في جنوب افريقيا. وذكر ويرنر فيرماك المتحدث باسم شركة "اي ار 24" الخاصة لاعمال الانقاذ "لقد اتصلنا بنحو 30 عاملا محتجزا. وابلغونا انه يوجد 200 عامل اخرين في المنجم". الا انه قال انه لا يستطيع تاكيد عدد العالقين، فيما لم يستطع مسؤولو البلدية في المنطقة سوى تاكيد وجود 30 عاملا في المنجم. بحسب فرانس برس.

وكان العمال قد نزلوا الى المنجم السبت وقاموا بالحفر بدون ترخيص تحت ملعب للكريكت في منطقة بينوني شرق جوهانسبرغ. ولم يتمكنوا من الخروج من المنجم بعد سقوط صخرة كبيرة اغلقت طريق الخروج، بحسب جهاز الانقاذ التابع للبلدية. وصرح رودجرز ماميلا من اجهزة الطوارئ في البلدية "نقوم حاليا بمحاولة انقاذهم". وتم احضار معدات حفر قوية للمساعدة في عملية الانقاذ. الا ان فيرماك قال ان "من الصعب جدا الوصول الى العمال في الوقت الحالي". وتتكرر حوادث المناجم في جنوب افريقيا سواء في المناجم القانونية او غير القانونية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 4/آيار/2014 - 3/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م