كورونا في السعودية.. بؤرة جديدة لأعتى الامراض في العالم

 

شبكة النبأ: مع ازدياد حالات الإصابة بـ"فيروس كورون" الذي تسبب في مقتل المئات في مختلف أنحاء العالم. تزداد الخشية لدى الكثير من العلماء من تفشي فيروس كورونا الشرق الأوسط فيروس "سارس"، الذي انتشر بشكل خطير في المملكة العربية السعودية التي اصبحت اليوم وبحسب بعض المراقبين البؤرة الأساسية لهذا الفيروس في العالم.

وهذا المرض الخطير هو عبارة عن مجموعة من الفيروسات التي يمكن أن تسبب للإنسان العديد من أمراض الجهاز التنفسي. ويتسبب للإنسان في الحمي والكحة وصعوبات في التنفس. ويمكن ان يؤدي الى الاصابة بالالتهاب الرئوي بل والفشل الكلوي احيانا. ومعظم من اصيب بالفيروس حتى الآن هم من كبار السن او ممن يعانون من حالات مرضية اخرى .

وقد ظهر الفيروس وبحسب بعض الخبراء من مصدر حيواني غير معروف. و على الرغم انه من المعتقد أن الجمال هي المصدر الاساسي لنقل الفيروس إلى الإنسان، إلا أنه يمكن أن ينتقل أيضا بطريق العدوي بين البشر. ويعتقد أن معظم حالات الإصابة به بين البشر حدثت نتيجة نقل الفيروس من إنسان لآخر. وظهر الفيروس في العديد من البلدان مثل الكويت والامارات وعمان وقطر وفرنسا والمانيا وايطاليا وتونس والمملكة المتحدة. كما ظهرت حالات اصابة فى بلدان اخرى نتيجة لسفر اشخاص من السعودية او الامارات الى هذه البلدان مثل الاردن واليونان وماليزيا والفلبين.

وكيفية انتقال الفيروس ليست معروفة بشكل يقيني حتى الآن. الا انه من المعتقد انه ينتقل عبر رذاذ المريض اثناء الكحة او العطس. وتكمن الخطورة الكبرى للفيروس في احتمال انتشاره على نطاق واسع عبر العالم بسبب حركة السفر والسياحة والحج او التعرض لحيوانات مصابة، او انخفاض الوعي والنظافة اللازمة. ولايزال الاطباء غير متأكدين من انسب العلاجات له. الا ان المرضى يحتاجون الى اجهزة لمساعدتهم على التنفس. وليس هناك حتى الان مصل او لقاح للوقاية من المرض.

نظرا لأنه ليس من المعروف بشكل قطعي سبل انتقال الفيروس فان اتباع قواعد الصحة بشكل عام هو الاهم في هذه الحالات، مثل تجنب المرضي وتجنب الاتصال باى افرازات ناتجة عن المرضي مثل اللعاب او رذاذ الكحة او العطس، بالإضافة الى الاهتمام بنظافة اليدين.

اصابات جديدة

وفي هذا الشأن فقد أكدت السعودية اكتشاف 26 حالة إصابة جديدة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) التي أودت بحياة ثلث من أصيبوا بها تقريبا وقالت إن 10 آخرين توفوا بسبب المرض. وبذلك يصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في السعودية إلى 339 شخصا توفي منهم 102. ويمثل عدد الحالات التي أعلن عنها منذ بداية ابريل نيسان وهو 143 حالة زيادة بنسبة 73 في المئة في مجمل حالات الإصابة في السعودية هذا الشهر.

وقال عادل فقيه وزير الصحة المكلف إنه خصص ثلاثة مستشفيات في الرياض وجدة والدمام على ساحل الخليج كمراكز متخصصة لمواجهة فيروس كورونا. وأضاف في تصريحات نقلتها الصحافة السعودية أن المستشفيات الثلاثة تحتوي على 146 سريرا للعناية المركزة. وعبر الكثير من السعوديين عن قلقهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من اسلوب تعامل الحكومة مع تفشي المرض وأقال ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز وزير الصحة.

ترتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في المملكة العربية السعودية بشكل مستمر، وبدأ القلق يزداد لدى سكان المملكة إزاء الانتشار المتزايد للفيروس المسبب لما بات يعرف ب"متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو "ميرس". وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قد أصدر أمرا ملكيا بإقالة وزير الصحة عبدالله الربيعة من منصبه بعد تزايد القلق العام من انتشار المرض. ووصل الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مدينة جدة قبل أيام في مسعى منه لطمأنه السعوديين حول وضع فيروس كورونا الذي ينتشر بشكل خاص في المدينة الساحلية الغربية.

وتكثف السلطات السعودية جهودها لاحتواء فيروس كورونا. فإضافة إلى تخصيص ثلاثة مراكز طبية لمعالجة المصابين بالفيروس بشكل حصري، قال فقيه إن الوزارة "تدرس جميع الخيارات الممكنة لمواجهة هذا التحدي المتعلق بالصحة العامة". وكانت شائعات ترددت خلال الأيام الفائتة عن عزم السلطات السعودية إغلاق المدارس كإجراء احترازي لمواجهة الفيروس، لكن هذه المعلومات لم تؤكد رسميا.

من جهته، أكد مصدر في قطاع الأدوية أن "هناك شحا كبيرا في الكمامات الواقية في مدينة جدة بسبب الطلب الكبير عليها بعد تفشي الفيروس". وأشار المصدر أن "هناك محاولات لاستيراد مزيد من الكمامات من عدة دول في الخارج لتغطية الطلب". يأتي ذلك في وقت بعثت فيه معظم المدارس بخطابات لأولياء أمور الطلاب والطالبات بوجوب "إحضار كمامات وأدوات التعقيم الأساسية أثناء حضورهم للمدرسة". بحسب فرانس برس.

وفيما يثير فيروس كورونا مخاوف المواطنين والمقيمين داخل المملكة فقط، إلا انه ليس واضحا بعد تأثير الفيروس على المعتمرين، لا سيما مع اقتراب شهر رمضان الذي تتضاعف فيه أعداد المعتمرين. وكان عبد الله مرغلاني، وكيل وزارة الحج المساعد لشؤون العمرة ومدير عام فرع وزارة الحج في محافظة جدة، أكد في تصريحات صحافية مؤخرا أن "الوزارة لم تتلق أية طلبات لإلغاء حجوزات العمرة"، مشيرا إلى أن "الفيصل في أي طارئ يحدث لموسم الحج والعمرة هو تعليمات وزارة الصحة السعودية". وقال مرغلاني في تصريحات نشرتها صحيفة الاقتصادية أن "التطمينات الصادرة من وزارة الصحة تقول إن عدد الحالات المصابة قليل جدا ولا يمكن اعتباره وباء، ولا يمكن إعلان حالة طوارئ بسبب إصابة بعض حالات فقط".

لقاح وشكوك

الى جانب ذلك قد تكون الأحاديث الرسمية التي تتردد في السعودية عن الإسراع بتطوير لقاح يقي من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) وسيلة لطمأنه مواطنيها الذين يخشون الاصابة بالفيروس ولكن الفكرة بعيدة عن الواقع العلمي ولن تجدي كثيرا في مجال الصحة العامة. ويقول خبراء الفيروسات إن المعرفة المتاحة في مجال الكيمياء الحيوية تتيح انتاج لقاح ضد الفيروس ولكنهم يتساءلون لما تريد السلطات السعودية انفاق الملايين في تطعيم مواطنيها ضد مرض لم يصب به إلا بضع مئات.

وهم يرون أن من الأفضل كثيرا تحديد مصدر العدوى الذي هو على الارجح بين حيوانات -ربما تكون الإبل أو الخفافيش- ثم وضع استراتيجية للقضاء على الفيروس من المنبع. وقال إيان جونز خبير الفيروسات بجامعة ريدينج في بريطانيا وهو يتابع انتشار المرض منذ بدايته "فكرة إنتاج لقاح ضد فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية محفوفة بالمشاكل."

وقال "المسألة قد تشيع نوعا من الرضا في نفوس الناس. بالإمكان قطعا تحقيق ذلك من منظور الكيمياء الحيوية ولكن لا طائل منه من الناحية العملية." وتساءل "من الذي ستقومون بتطعيمه؟ هل ستقومون بتطعيم كل السكان في حين أن عدد المعرضين للإصابة يبدو ضئيلا جدا؟" وظهر الفيروس لأول مرة في ابريل نيسان 2012 وأصاب 250 شخصا توفي منهم 93 في الشرق الأوسط وأوروبا واسيا وشمال افريقيا. ويمكن أن يتسبب المرض في السعال وارتفاع درجة الحرارة والالتهاب الرئوي وقد يفضي إلى الوفاة. وحتى الآن تبلغ نسبة الوفيات نحو 30 بالمئة.

وارتفع عدد المصابين بشدة فى السعودية في الاسابيع الاخيرة مما زاد الضغوط على الحكومة لتبين انها تعمل على حماية مواطنيها. وكثير من المصابين يعملون في مجال الرعاية الصحية.

وزادت مبيعات الاقنعة الواقية ومنتجات تطهير الأيدي ويبدي البعض قلقا من الذهاب للمستشفيات أو حضور جنازات تجنبا للاختلاط بمصابين بالفيروس. وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف إن المنظمة تشعر "بقلق" من زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا في السعودية. وأضاف أن "هذا يبرز ضرورة معرفة المزيد عن الفيروس وعن كيفية انتقاله وعن مسار العدوى."

ووسط القلق المتصاعد تقول السلطات السعودية إنها دعت خمس شركات بارزة لصناعة اللقاحات للتعاون معها من أجل تطوير لقاح للفيروس. ولم تذكر اسماء الشركات أو تفاصيل اخرى واكتفت بإيضاح أن الشركات من امريكا الشمالية وأوروبا وأن بعضها سيزور المملكة قريبا لمناقشة كيفية انتاج لقاح بتكلفة معقولة. ونظرا لعدم تجاوز حالات الإصابة على مستوى العالم بضع مئات في حين أن حالات الوفيات تقل عن مئة يعتقد العلماء أن أسباب تركيز المسؤولين السعوديين على اللقاح سياسية في الأساس.

وقال بارت هاجمانز خبير الفيروسات في مركز إراسموس الطبي في روتردام بهولندا "أشك أن تهتم شركات انتاج اللقاحات بتطوير لقاح للبشر في هذه المرحلة." ويضيف "هذا ما عرفناه بالفعل من خلال الكثير من حالات العدوى الفيروسية التي تصيب عددا محدودا من الناس وهذا ما يتفق مع المنطق السليم والمعلومات العامة."

ويعكف الباحثون في انحاء العالم على فحص ملابسات الإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية منذ ظهوره لأول مرة في 2012. وينتمي الفيروس لعائلة متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) الفتاك الذي تفشى في عام 2003. وفي البداية ربط العلماء الفيروس بالخفافيش وكشفت الابحاث أن حالات العدوى بالفيروس أو الدلائل على وجوده منتشرة بين الجمال العربية في الشرق الأوسط.

وقال هاجمانز "إن جميع الأدلة تشير حاليا إلى الجمال" كمصدر محتمل لانتقال العدوى للانسان. وهو يتفق مع إيان ليبكين مدير مركز العدوى والمناعة بجامعة كولومبيا بالولايات المتحدة على أن تطوير لقاح للحيوانات ربما يكون أكثر فعالية على المدى الطويل في احتواء الإصابات بين البشر. وقال إن محاولة احتواء انتقاله من الحيوانات -التي ربما كانت الإبل في هذه الحالة- اجراء منطقي من جهة الصحة العامة.

فمعايير الاختبار والتجارب في حالة إنتاج لقاح محتمل للحيوانات أيسر كثيرا منها في حالة البشر التي تتطلب تجارب معملية كاملة تستغرق عدة أعوام قبل الاقرار بسلامة المنتج وفعاليته والتصريح بطرحه في الأسواق. لذا يتساءل البعض عن سبب تفادي السلطات السعودية الحديث عن احتواء المرض بين الابل في حين يبدو أن علاج المرض من منبعه أو حتى حماية الحيوانات نفسها قد يكون هو الحل الانجع. بحسب رويترز.

ويخشى ليبكين أن يكون القرار السعودي متأثرا بوضع الإبل في المملكة حيث لها قيمة ثقافية ومالية كبيرة فضلا عن الاعجاب بجمالها وتقدير دورها في الرياضة وتناول حليبها ولحومها. ويقول إن صورة الإبل كحيوانات جميلة ذات قيمة قد تهتز إذا تبين وجود رابطة وثيقة بينها وبين فيروس خطير وفتاك. وأضاف "تذكروا الضجة التي حدثت (بين محبي الكلاب في الغرب) حين بدأ أناس يقتلون الكلاب خوفا من انتشار داء الكلب. السعوديون يكنون نفس المشاعر تجاه الجمال."

أول اصابة في مصر

في السياق ذاته قالت وزارة الصحة المصرية إنها اكتشفت أول حالة إصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) في مصر لشخص قادم من السعودية. وأضافت في بيان إن الحالة لشاب يبلغ من العمر 27 سنة ويعمل مهندسا مدنيا بالسعودية منذ أربع سنوات ويقيم بمدينة الرياض. وجاء في البيان "تم الاشتباه في الحالة عن طريق فريق الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي وتم تحويلها مباشرة ... إلى مستشفى حميات العباسية ".

وتابع أن الرجل خضع لفحوصات وتحليلات "وجاءت نتيجة العينة ايجابية لفيروس الكورونا" "وأن الحالة العامة مستقرة". وكان التلفزيون المصري ذكر في وقت سابق أن المصاب يدعى أحمد سعيد من محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة. وذكر بيان وزارة الصحة أن المريض احتجز في مستشفى بالرياض في وقت سابق وكان يعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة وسعال وآلام بالعضلات والمفاصل وإجهاد عام وإسهال وأظهرت الفحوصات آنذاك وجود التهاب رئوي. بحسب رويترز.

وأضاف أن المهندس المصري "كان مخالطا لحالة تأكد اصابتها بفيروس الكورونا وكانت محجوزة بأحد مستشفيات منطقة جدة بالمملكة العربية السعودية خلال الأربعة عشر يوما الماضية". وكانت وزارة الصحة المصرية قالت إن هناك احتمالا لإصابة حالات بشرية فى مصر بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) بعد اكتشاف الفيروس في أربع عينات من الإبل ونظرا لارتفاع حجم تردد المسافرين من وإلى دول شبه الجزيرة العربية.

اجسام مضادة

على صعيد متصل عثر العلماء على أجسام مضادة طبيعية لدى البشر لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) وقالوا إن اكتشافهم يمثل خطوة على طريق ابتكار علاج لهذا المرض الذي يفتك بالبشر. ولا يوجد حاليا أي علاج ناجع او لقاح ضد هذا المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي.

لكن في دراسات نشرت في دوريتين علميتين قال علماء من الولايات المتحدة والصين وهونج كونج إنهم رصدوا ما يعرف باسم الأجسام المضادة المانعة للإصابة التي بمقدورها ان تقوم بدور رئيسي في منع الفيروس من الالتصاق بالمستقبلات الذي يتيح له إصابة خلايا الإنسان. والأجسام المضادة بروتينات يفرزها جهاز المناعة ومهمتها التعرف على الفيروسات والبكتيريا التي تهاجم جسم الانسان. والأجسام المضادة المانعة للإصابة لا تتعرف فقط على فيروسات بعينها بل إنها تمنع اصابة خلايا العائل مما يعني في نهاية المطاف عدم إصابة البشر أو الحيوانات بالفيروس.

وفي دراسة أوردتها دورية علوم الامراض المعدية رصد فريق بحثي تحت اشراف صينيين اثنين من هذه الاجسام المضادة بمقدورهما منع عدوى الخلايا بفيروس كورونا وذلك في التجارب المعملية. وقال العلماء "على الرغم من كونها نتائج مبكرة الا أنها تشير الى أن هذه الاجسام المضادة على وجه الخصوص ... يمكن أن تكون واعدة للتدخل لعلاج فيروس كورونا." بحسب رويترز.

وفي دراسة أخرى أوردتها دورية وقائع الأكاديمية القومية للعلوم قال فريق من الولايات المتحدة إنه اكتشف مجموعة من سبعة اجسام مضادة مانعة للإصابة وهو ما يعضد احتمالات ابتكار لقاح او علاج للمرض. ولم يتوصل العلماء حتى الآن على وجه الدقة الى كيفية اصابة البشر بهذا الفيروس إلا انه رصد في الخفافيش والإبل ويقول كثير من الخبراء إن الإبل هي المصدر الحيواني الأكثر ترجيحا الذي ينقل العدوى للبشر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 3/آيار/2014 - 2/رجب/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م