أيها الرجل.. ماذا تعرف عن نفسك؟

 

شبكة النبأ: يكتنف عالم الرجل الكثير من الأسرار والخفايا، التي لا تزال في طور الدراسة والبحث من قبل العديد من العلماء والباحثين الساعين الى معرفة بعض الحقائق والأسرار والصفات الخاصة التي يجهلها الكثير من البشر وخصوصا الرجال أنفسهم، هذا بالإضافة الى الدراسات والنصائح الأخرى التي تهتم بالصحة وطرق التعامل والسلوك، وباقي الأمور وخصوصا تلك التي تتعلق بحياته مع الجنس الآخر الذي يختلف عنه اختلافا كليا من حيث القوى الجسمية والروحية والعقلية كما يقول الخبراء.

وعلى الرغم ان العديد من الرجال يبدون قدراً كبيراً من الاهتمام بتفاصيل حياتهم من الناحية الجسدية والنفسية بصورة عامة الا ان غالبيتهم يجهلون الكثير الغرائز الطبيعية والسلوكيات المكتسبة في أنفسهم والتي قد تنعكس سالبا على شريك حياتهم ويمكننا القول بأن العلاقة بين طرفي الحياة هي أسلوب للحياة ذاتها بشكل أو بآخر، نتأثر به ونؤثر فيه، وهذا ينعكس علينا من مختلف النواحي، وعلى جودة حياتنا بشكل أكثر شمولية، لأننا بتفهمنا الصحيح لطبيعة الرجل والمرأة نجعل العلاقة بينهما ناجحة الى أبعد حد ممكن.

وفيما يخص هذا العالم المميز فقد اظهر استطلاع ان اهم ما تريد الكثير من النساء الامريكيات تغييره لدى الرجال هو طباعهم وان اغلب النساء يعتقدن ان ازمة منتصف العمر مجرد عذر يستخدمه الرجال لتبرير سوء السلوك. وجاء في الاستطلاع الذي اجراه برنامج 60 دقيقة الذي تذيعه شبكة تلفزيون (سي.بي.اس) الامريكية ومجلة فانيتي فير ان اغلب الناس يعتقدون انه لا يوجد ما يسمى بالرجل المثالي وأن افضل ما يمكن أن يتمتع به الرجل في مرحلة النضج هو مؤهلاته العلمية ومثابرته في العمل وكونه مهذبا.

وقال 21 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع الذي اجري عبر الهاتف وشمل 1186 امريكيا بالغا انهم يعتقدون ان ازمة منتصف العمر ضرورة بيولوجية في حين قال 60 بالمئة منهم إن الامر لا يعدو أن يكون عذرا لارتكاب سلوكيات سيئة. وردا على ما إذا كانت معاني مثل الشهامة والنخوة والفروسية أصبحت شيئا من الماضي قال اكثر من 60 بالمئة ممن سئلوا في الاستطلاع إنهم لا يوافقون على ذلك. بحسب رويترز.

وردا على سؤال بشأن ما تريد المرأة تغييره في الرجل: اصدقاؤه.. والدته.. حسه الفكاهي.. بنية جسمه.. نظافته وعنايته بالصحة.. قالت نحو 30 بالمئة من النساء إنهن يرغبن في تغيير طباع الرجل. وقالت ثلث المشاركات انهن لا يرغبن في تغيير أي من هذه الأشياء.

التوتر والقلق

في السياق ذاته توصلت دراسة ايطالية إلى ان قدرة الرجل على السيطرة على الضغوط تؤثر على قدرته على انتاج الحيوانات المنوية. وخلص الباحثون الذين نشروا دراستهم في دورية الخصوبة والعقم (Fertility & Sterility) الى ان الرجال الذين يعانون من القلق ومن ضغوط قصيرة وطويلة المدى يخرجون عددا أقل من الحيوانات المنوية وبتركيز أقل. كما وجدوا ان الرجال الذين يعانون من مستويات مرتفعة من القلق تكون حيواناتهم المنوية مشوهة وأقل قدرة على الحركة.

وقالت إليسا فيلاني التي قادت الدراسة وهي من المستشفى الاوروبي في روما "بشكل اجمالي تشير متابعتنا بقوة الى ان الضغط والقلق قد يكونا من العوامل الهامة في خصوبة الرجل." وكتب فريق فيلاني ان الابحاث السابقة اشارت الى ان الرجال الذين يتلقون علاجا للخصوبة كانت مستويات القلق لديهم أعلى من الشخص العادي وان بعض الدراسات أظهرت علاقة بين الضغوط وجودة الحيوانات المنوية. لكن الدراسات السابقة لم تبحث في التأثيرات المختلفة لزيادة التوتر لفترة قصيرة وزيادة القلق لفترة طويلة.

وشملت الدراسة 94 رجلا ترددوا على المستشفى لاول مرة لعلاج الخصوبة بالمقارنة بمجموعة أخرى ضمت 85 رجلا لا يتلقون علاجات. وقدم كل رجل عينة من الحيوانات المنوية. وأجاب كل منهم على اسئلة وردت في مسحين لقياس مستويات التوتر الحالية التي يعانون منها والقلق طويل المدى استنادا الى مقياس من 20 الى 80 نقطة. وكلما زاد عدد النقاط كلما زاد مستوى التوتر والقلق. بحسب رويترز.

وحين قارن الفريق 28 رجلا لديهم أدنى مستوى من القلق والتوتر مع 40 رجلا سجلوا أعلى مستويات وجدوا ان المجموعة التي يزيد لديها التوتر والقلق هي التي تنتج على الارجح عددا أقل من الحيوانات المنوية وبتركيز أقل. وكان الرجال الاكثر توترا هم الاكثر عرضة لانتاج حيوانات منوية لا تتحرك.

التلفاز والسائل المنوي

تكون نوعية السائل المنوي عند الرجال الذين يمضون أكثر من 20 ساعة في الاسبوع أمام التلفاز أقل جودة من هؤلاء الذين لا يشاهدون البرامج التلفزيونية، بحسب ما كشفت دراسة أميركية. فقد قام باحثون من كلية الصحة العامة التابعة لجامعة "هارفرد" في بوسطن بتحليل عينات من السوائل المنوية التابعة ل 189 شابا تتراوح أعمارهم بين 18 و 22 عاما، وهم طرحوا أسئلة محددة بشأن نمط العيش تشتمل على التمارين والتغذية ووتيرة مشاهدة التلفاز.

وكانت كثافة الحيوانات المنوية عند الرجال الذين يمضون أكثر من 20 ساعة اسبوعيا أمام التلفاز أقل بنسبة 44% من هؤلاء الذين يمضون وقتا أقل أمام التلفاز. وكانت التمارين من العوامل الاخرى التي سلط عليها الضوء في هذه الدراسة التي نشرت على الموقع الإلكتروني لمجلة "بريتيش جورنال أوف سبورتس ميديسن". بحسب فرانس برس.

فالرجال الذين يقومون بالتمارين لمدة 15 ساعة أو أكثر في الاسبوع يتمتعون بكثافة حيوانات منوية أكبر ب 73% من هؤلاء الذين يمارسون التمارين لأقل من خمس ساعات في الأسبوع. لكن الدراسة شددت على أن كثافة الحيوانات المنوية تبقى كافية من الناحية الطبية في الاحوال جميعها. ويبدو أن نوعية الحيوانات المنوية تتراجع منذ عدة سنوات في البلدان الغربية، ولا تزال أسباب هذاالتراجع غير مؤكدة. ويرجح العلماء أن تكون أنماط العيش التي تقل فبها الحركة والتمارين هي المسؤولة عن هذا التراجع.

موسم خاص

من جانب اخر يعد الخريف اكثر اوقات العام ارتباطا بزيادة عدد المواليد الجدد ووفقا لدراسة فربما يكون هناك سبب علمي لذلك الا وهو ان الحيوانات المنوية عند الانسان تكون في افضل حالاتها بصفة عامة خلال الشتاء وبداية الربيع. وبناء على عينات من اكثر من ستة الاف رجل عولجوا من العقم قال باحثون في الدورية الامريكية "طب التوليد وامراض النساء انهم وجدوا حيوانات منوية بأعداد اكبر وتسبح بسرعة اكبر وذات شكل طبيعي على نحو اكبر في عينات من السائل المنوي اخذت خلال الشتاء مع تراجع مطرد في الكمية من الربيع فصاعدا.

وقال كبير الباحثين الياهو ليفتاس من جامعة بن جوريون ان "عينات السائل المنوي في الشتاء والربيع تتلاءم مع زيادة القدرة على الاخصاب وربما تعد تفسيرا معقولا لعدد عمليات الولادة الذي يصل للذروة خلال الخريف." وقال الباحثون انه لو كان هناك نمط موسمي فان هذه المعلومة ربما "تكون ذات اهمية قصوى ولاسيما بالنسبة للزوجين اللذين يواجهان عقما سببه الرجل ويعانيان من العلاج غير الناجح والطويل للانجاب."

وتحدد منظمة الصحة العالمية بان وجود مايزيد عن 16 مليون حيوان منوي في كل مليمتر من السائل المنوي يعد عددا طبيعيا. ووجد الباحثون بعد ان اخذوا في اعتبارهم السبعين يوما تقريبا التي يتطلبها الجسم لانتاج خلية منوية ان الرجال الذين لديهم انتاج طبيعي من الحيوانات المنوية تكون هذه الحيوانات المنوية في افضل حالاتها في فصل الشتاء.

وعلى سبيل المثال فقد انتج هؤلاء الرجال نحو 70 مليون حيوان منوي في كل مليمتر من السائل المنوي خلال الشتاء. وكان لخمسة في المئة من هذه الحيوانات المنوية القدرة على الحركة "بسرعة" او السباحة بسرعة وهو ما يحسن فرص حدوث حمل. ويقارن ذلك بما يقرب من 68 مليون حيوان منوي لكل مليمتر انتجه هؤلاء الرجال في الربيع منها ثلاثة في المئة تقريبا لديها القدرة على الحركة"بسرعة." بحسب رويترز.

وبالنسبة للرجال الذين كان لديهم انتاج غير طبيعي من الحيوانات المنوية لم يستمر هذا النمط. واظهر هؤلاء الرجال ميلا طفيفا نحو قدرة افضل على الحركة بالنسبة للحيوانات المنوية خلال الخريف وحققوا اكبر نسبة مئوية من الحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي وهي نحو سبعة في المئة خلال الربيع. وقال الباحثون"بناء على نتائجنا فان الحيوانات المنوية (الطبيعية) ستؤدي بشكل افضل في الشتاء في حين يجب تشجيع حالات العقم المرتبطة بقلة عدد الحيوانات المنوية على اختيار الربيع والخريف."

على صعيد متصل حذر مختصون من "مكملات طبيعية" لمعالجة العجز الجنسي قد تحوي مكوناتها مركبات خطرة ربما لم يجري اختبارها حتى على الحيوانات. وجمع بيتر كوهين، الأستاذ المساعد بجامعة هارفارد الأمريكية في افتتاحية بدورية "جاما للطب الباطني"، عدداً من العقاقير المتداولة في صناعة "معالجة" العجز الجنسي، التي تباع ملايين العقاقير منها ربما في غفلة من رقابة الحكومة. ونورد جانباً من معلومات عن بعض تلك العقاقير: عقار بيع عام 2012 تحت مسمى "روك هارد للرجال" اتضح أنه لا يحوي مكونات طبية مزيفة فحسب، بل دواء لعلاج داء السكري قد يكون مميتا حال اساءة استخدامه، وقد فتكت هذه المكونات بعشرات الرجال في آسيا عام 2009.

اثبتت اختبارات مخبرية أجريت في سنغافورة أن ثلاثة أرباع مكملات تعزيز القدرة الجنسية تحوي مواد صيدلانية لم يجر ذكرها ضمن المكونات، كما أن نصف المكونات أعلى بكثير من الجرعات الموصي بها. وجدت "إدارة الدواء والغذاء الأمريكية" بعد اختبارات على عقار "موجو نايتس mojo nights" بأنه ليس مجرد نسخة مزيفة من الحبة السحرية "فياغرا"، بل أنه مكون من ثلاث أدوية مختلفة مماثلة. بحسب CNN.

وأضاف د. كوهي قائلاً: "وجود علاجات جديدة مثير للقلق تحديداً نظراً لغيات بيانات تدعم سلامتها للاستهلاك وفعاليتها.. وفي أحيانا كثيرة تباع جنبا إلى جنب العقاقير المشروعة ودون وصفات طبية، ما يجعل المستهلك يطمئن إلى أنها آمنة للاستهلاك وجرى اختبارها. ويشار إلى أن مصنعي "الحبة الزرقاء" - فياغرا - اتخذوا مؤخراً خطوة حاسمة صوب مكافحة العقاقير المزيفة لتحفيز النشاط الجنسي وذلك ببيع "الفياغرا" عبر موقع إلكتروني مخصصة لذلك.

حبوب منع الحمل

الى جانب ذلك يبدو أن احتمال ظهور حبوب لمنع الحمل يتناولها الرجال بات قريبا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح لهم بالاستمتاع بحياة جنسية كاملة دون وجود فرصة كي تحمل نساؤهم. وتوصل علماء في أستراليا إلى وسيلة لمنع خروج الحيوان المنوي خلال عملية القذف دون التأثير على الوظيفة الجنسية. وقد أظهرت تلك التجارب، التي أجريت على الفئران، أن الحيوان المنوي يمكن "تخزينه" خلال ممارسة الجنس، وذلك وفقا للنتائج التي نشرت في نشرة الأكاديمية الوطنية للعلوم.

ويسعى الباحثون إلى إيجاد وسيلة لمساعدة الرجال في إنتاج حيوانات منوية لا تؤدي في نهاية المطاف وظيفة الإخصاب. لكن بعض العقاقير المستخدمة حتى الآن لتحقيق ذلك الغرض لها "آثار جانبية غير محتملة"، كما يقول ساباتينو فينتورا، أحد الباحثين بالدراسة من جامعة موناش. وذكر أن مثل هذه العقاقير قد تؤدي إلى العقم، ويمكن أيضا أن تؤثر على الشهوة الجنسية، أو تسبب تغيرات دائمة في إنتاج الحيوانات المنوية.

واستخدم فريق البحث بجامعة موناش الأسترالية نهجا مختلفا، فعادة ما تنقل الحيوانات المنوية إلى خارج منطقة التخزين في القناة الناقلة للمني في الخصيتين قبل القذف. وتمكن فريق البحث من ادخال تعديل وراثي على الفئران بحيث تكون غير قادرة على دفع الحيوانات المنوية إلى خارج القناة الناقلة للمني.

وقال الدكتور فينتورا "تبقى الحيوانات المنوية في موقع التخزين، وبالتالي عند وصول الفئران لمرحلة القذف، لا يخرج الحيوان المنوي، وبالتالي تصبح الفئران عقيمة." وأضاف: "نحن بحاجة لإظهار أنه يمكننا أن نفعل ذلك من خلال العقاقير، وفي الغالب من خلال اثنين منها." ويحتاج الباحثون الآن إلى إيجاد هذين العقارين الذين يمكن أن ينتجا نفس الأثر، وهم يعتقدون أن أحدهما تم التوصل إليه بالفعل، وهو قيد الاستخدام منذ عقود لعلاج المرضى الذين يعانون من تضخم البروستاتا الحميد.

لكن سيتوجب عليهم العمل من البداية للتوصل إلى العقار الثاني، وهو الأمر الذي قد يستغرق عشر سنوات. وحتى الآن تمكن الباحثون من أن يجعلوا الفئران عقيمة من خلال تغيير الحمض النووي "دي إن إيه"، لمنعهم من إنتاج نوعين من البروتينات اللازمة لحركة الحيوانات المنوية. وتلعب البروتينات التي يستهدف الباحثون التوصل إليها دورا مهما في التحكم في الأوعية الدموية، وبالتالي ربما تكون هناك آثار جانبية تؤثر على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. بحسب بي بي سي.

وفي الفئران على الأقل، اكتشف الباحثون وجود انخفاض "طفيف جدا" في ضغط الدم، مع امكانية وجود تأثير أيضا على مقدار السائل المنوي. وقال ألان بيسي، كبير المحاضرين في طب الذكورة بجامعة شيفيلد "هذه دراسة جيدة جدا، وهي تشبه تقريبا القطع البيولوجي للقناة الدافقة من حيث أنها توقف خروج الحيوانات المنوية." وأضاف: "إنها فكرة جيدة، والباحثون بحاجة إلى الاستمرار فيها لينظروا ماذا يمكن أن تقدم بالنسبة للبشر."

كابوس الصلع

من جانب اخر كشفت دراسة جديدة اليوم ، أن 10% من الرجال الصلع في بريطانيا مستعدون للتضحية بعام من حياتهم مقابل استعادة شعرهم. ووجدت الدراسة، التي نشرتها صحيفة"ديلي اكسبريس"، أن الصلع يمثل كابوساً محرجاً لكل الرجال لا يمكن للملوك والأعضاء البارزين في الأسر الملكية الهروب منه، ومن بينهم ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، ونجله دوق كيمبريدج المصنّف ثانياً في ترتيب ولاية العرش، الأمير وليام.

وقالت إن 30% من الرجال البريطانيين الذين يعانون من الصلع اعترفوا بأن فقدان شعرهم أثُر بصورة كبيرة على ثقتهم بأنفسهم، وخاصة أمام الجنس الناعم. وأضافت الدراسة أن ما يقرب من 40% من الرجال البريطانيين الصلع اعترفوا أيضاً بأنهم يشعرون بالحسد حين يرون شخصاً غريباً بشعر كامل، فيما أقرّ واحد من كل 7 منهم بأن فقدان شعره تسبّب في انهيار العلاقة الغرامية مع عشيقته. بحسب يونايتد برس.

وأشارت إلى أن 3% تقريباً من الرجال البريطانيين الصلع اعترفوا بأن فقدان شعرهم أضرّ بصحتهم العقلية، وأبدى واحد من كل 10 منهم استعداده للتضحية بعام من حياته مقابل استعادة شعره، و25% منهم بالتضحية بزيادات رواتبهم للأبد.

انتشار اللحى

في السياق ذاته توصلت دراسة حديثة بمدينة سيدني الاسترالية إلى أن هناك علاقة عكسية بين طول اللحية وبين جاذبية الرجال ويعتقد أن جورج كلوني وبن أفليك ساعدا على انتشار موضة إطلاق اللحى. وتعتمد جاذبية اللحية على مدى شيوعها كموضة، فإذا كانت أكثر انتشارا تراجعت جاذبيتها، بحسب دراسة حديثة. ويقول العلماء المشاركون في الدراسة، التي نُشرت في دورية "Biology Letters" التابعة للجمعية الملكية في بريطانيا، إنه ما إن تصل موضة إطلاق اللحى إلى ذروتها حتى تبدأ في الاختفاء تدريجيا لتتراجع جاذبيتها، وهو اتجاه ربما نشهده حاليا.

وطلبت الدراسة من مجموعة من الرجال والنساء تقييم وجوه ذات "أربعة مستويات مختلفة من اللحى". وكانت اللحى الطويلة والوجوه الحليقة أكثر جاذبية عندما يكونا الأقل شيوعا، ففي فترة انتشار موضة اللحى الطويلة تكون الوجوه الحليقة أكثر جاذبية والعكس. ويعكس هذا النمط ميل المرء للأشياء الأقل شيوعا والابتعاد عن التقليد.

وقرر علماء في جامعة نيو ساوث ويلز، في أستراليا، معرفة جاذبية اللحى لدى الرجال - من خلال متطوعين على صفحتهم على موقع فيسبوك. وقال البروفيسور روب بروكس، أحد معدي الدراسة: "الفكرة هي أنه ربما يبدأ الناس في ترك اللحية لتقليد جورج كلوني وخواكين فينيكس. لكن عندما تنتشر هذه الظاهرة تتراجع الفائدة المرجوة منها، وهذا هو السبب فيما يمكن أن نطلق عليه اسم ذروة موضة اللحى".

وتشير "ذروة موضة اللحى" إلى انتشار هذا الاتجاه بصورة كبيرة للغاية في مهن لا ترتبط بالضرورة باللحى الطويلة - مثل نجوم السينما أو لاعبي كرة القدم. وفي هذه الدراسة، طلب من 1435 امرأة و213 رجلا تقييم جاذبية عينات مختلفة من وجوه الرجال. واعتبر كل من الرجال والنساء أن اللحية متوسطة الطول واللحية الطويلة أكثر جاذبية حينما تكون نادرة، وينطبق الأمر نفسه على الوجوه حليقة الذقن.

ويقول البروفيسور بروكس إن انتشار نمط معين من اللحية ينعكس سلبا على تفضيل هذا النمط، الأمر الذي يسهم في تغير الموضة. وأشار إلى "دراسة رائعة بحثت في صور الرجال خلال الفترة من عام 1871 إلى 1972 نشرت في مجلة أخبار لندن المصورة، حيث بدأت الموضة بالسوالف ثم الشوارب ثم اللحى."

ويضيف: "في السبعينيات من القرن الماضي كانت الشوارب طويلة ومعقوفة، وفي الثمانينيات أصبحت الموضة في الشوارب الكثيفة، وفي التسعينات رأينا أشخاصا كثيرين يحلقون ذقونهم والآن تعود موضة اللحية الكثيفة من جديد". ويشير البروفيسور بروكس إلى أن عودة هذا النمط من اللحية ربما ترجع في أحد أسبابها إلى الأزمة المالية التي شهدها العالم عام 2008.

ويقول"اعتقد أن أحد أسباب عودة اللحية إلى الظهور هو هذا الوقت الصعب، حيث يسعى الشباب الذين يتنافسون للحصول على فرصة عمل يسعون لجذب انتباه أصحاب العمل ومن ثم فإن إظهار بعض السمات الذكورية ربما يحقق الهدف". ويضيف: "عقب انهيار بورصة وول ستريت في عشرينيات القرن الماضي عادت اللحى للظهور مرة أخرى، ومن ثم ربما تكون الظروف الاقتصادية قد هيأت الوضع لعودة اللحى مؤخرا." بحسب بي بي سي.

ويتساءل: "حينما دخل الاقتصاد اليوناني في أزمة هل ازدهرت اللحى من جديد؟ هذا شيئ سنقوم بدراسته." ويخطط فريق البروفيسور بروكس في الاستمرار في الدراسة والبحث عن متطوعين للكشف عن ميل الناس لأشكال اللحى المختلفة. ويقول بروكس: "اللحية الخفيفة التي يتراوح عمرها بين 5 إلى 10 أيام تبدو الأفضل وفقا لدراستنا الحديثة، لكن الدراسة تمثل الاتجاه العام، ولحسن الحظ نحن في الحياة لا نتعامل مع اتجاه عام وإنما مع فرد بعينه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/نيسان/2014 - 27/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م