القاعدة... من الزعامة المطلقة الى الخوف من الزوال

 

شبكة النبأ: يشير أغلب المحللين الى ان تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه "أسامة بن لادن" بعملية كوماندوس أمريكية، تعرض الى نكسات داخلية وخارجية، بعضها حاول زعيم التنظيم السابق السيطرة عليها، فيما يحاول الزعيم الحالي "ايمن الظواهري"، إعادة ضبطها الأخرى من جديد، ومع بروز الحركات والتنظيمات الإرهابية الجديدة، والتي يقودها في الغالب الجيل الشاب من المتطرفين "الجيل الرابع"، والذي يتخذ مساراً أكثر تطرفاً من التنظيم الام، إضافة الى الخلافات التي برزت مع تحول اتجاه القتال الى سوريا، التي اعتبرت "قبلة المجاهدين الجديدة"، اصبح تبادل الاتهامات والقتال بين فصائل تلك التنظيمات، السمة الأكثر وضوحاً.

ويبدو ان من بين اهم التنظيمات التي "شقت عصا الطاعة" وخرجت عن نهج "المبايعة والسمع والطاعة" لتنظيم القاعدة هو تنظيم ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، التي باتت تستقطب اشد المقاتلين تطرفاً وتكفيراً، والتي أعلنت مؤخراً رفضها القاطع لاتباع تنظيم القاعدة، معتبرة ان الظواهري قد خرج عن مسار بن لادن، وأصبح يداهن ويجامل في دين الله، على حد قولهم.

وقد دارت العديد من المعارك الضارية بين الفصائل الجهادية التي تتبع لتنظيم القاعدة او الدولة الإسلامية، والتي قتل فيها ما يزيد عن 7000 الاف مقاتل من الطرفين داخل سوريا، مع التهديد من قبل "جبهة النصرة" التابعة للقاعدة بنقل المعركة مع "داعش" الى بلاد الرافدين "العراق".

يذكر ان العراق يعاني منذ مدة سيطرة التنظيمات المتطرفة على مناطق من محافظة الانبار غرباً، حيث سيطر مسلحو داعش منذ أشهر على مدينة الفلوجة وضواحها، فيما يحاصرهم الجيش العراقي استعداداً لاقتحامها في أي لحظة.

وعليه يرى الخبراء بهذا الشأن انه على الرغم من  تحسين التعاون في مكافحة الإرهاب القاعدي وانحدار مستوى هجماته، الا ان تنظيم القاعدة يبقى قادرا على التكيف مع مثل هكذا ظروف وانه مازال يمثل تهديدا مستمرا وخطيرا على العالم أجمع.

في سياق متصل اعلنت القيادة العامة لتنظيم القاعدة تبرؤها من الدولة الاسلامية في العراق والشام التي تقاتل في سوريا ومن معركة هذه المجموعة مع الكتائب المقاتلة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

واصدرت القاعدة بيانا بهذا المعنى نشر على مواقع الكترونية اسلامية وجاء تتمة لتصريحات سابقة لزعيم التنظيم ايمن الظواهري الذي دعا قبل فترة "الدولة الاسلامية" الى الانسحاب من سوريا، مؤكدا ان جبهة النصرة هي الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، ويأتي هذا الاعلان في وقت يخوض مقاتلو عدد من الكتائب المعارضة للنظام السوري معارك دامية منذ شهر مع الدولة الاسلامية في العراق والشام التي برزت في سوريا كفصيل مقاتل ضد النظام.

وقد اندلعت بعد اتهامات واسعة وجهها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز مكونات المعارضة السورية، ومجموعات مقاتلة الى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي يختصرون اسمها بكلمة "داعش"، بانها "من صنع النظام" وتقوم ب"تنفيذ مآربه".

وجاء في البيان "تعلن جماعة قاعدة الجهاد ان لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها".

واضاف البيان ان "الدولة الاسلامية" التي تنشط في سوريا والعراق "ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها"، وشدد بيان القاعدة على "البراءة من أي تصرف ينشأ عنه ظلم ينال مجاهدا أو مسلما أو غير مسلم".

واشار التنظيم بشكل خاص الى البراءة "من الفتنة التي تحدث في الشام بين فصائل المجاهدين" و "من الدماء المحرمة التي سفكت فيها من أي طرف كان".

ودعت القيادة العامة للقاعدة "كل ذي عقل ودين وحرص على الجهاد أن يسعى جاهدا في إطفاء الفتنة بالعمل على الإيقاف الفوري للقتال ثم السعي في حل النزاعات بالتحاكم إلى هيئات قضائية شرعية للفصل فيما شجر بين المجاهدين"، وكان زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري دعا الشهر الماضي في رسالة صوتية نشرت على الانترنت الى وقف القتال بين "اخوة الجهاد والاسلام" في سوريا.

ويرى الباحث في مركز "بروكينغز" للدراسات في الدوحة تشارلز ليستر ان اعلان القاعدة لن يؤثر على تصرفات "الدولة الاسلامية"، وقال "بالنظر الى ممارساتها المتجذرة منذ فترة طويلة، من غير المرجح ان تقدم الدولة الاسلامية على اي اعتذار او انسحاب"، واشار الى ان هذا التقاتل "يؤذي الثورة السورية"، مضيفا "طالما هو مستمر، فان اي انتصار للمعارضة الوطنية في سوريا مستبعد".

وانطلقت المعارك بين "داعش" والكتائب الاخرى من منطقة حلب في شمال البلاد، وتوسعت لتشمل مناطق عدة في الرقة (شمال) وادلب (شمال غرب) وحمص وحماة (وسط) ودير الزور (شرق)، كما تتهم الكتائب المقاتلة الدولة الاسلامية بالتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية وباستهداف قياديي الكتائب وعناصرها.

وعملت "الدولة الاسلامية" في مناطق عدة سيطرت عليها في سوريا على منع الفتيات من ارتياد المدارس، وعلى فرض الحجاب على النساء، وحظر الموسيقى والتدخين، وفي بعض المعارك، تشارك جبهة النصرة الى جانب مقاتلي المعارضة المنتمين خصوصا الى "الجبهة الاسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا" ضد تنظيم "الدولة الاسلامية".

ويرى الخبير في الشؤون السورية ارون لوند من جهته ان بيان القاعدة يمكن ان "يتسبب بشرخ داخل المجموعة، وحتى لو لم يفعل، فمن المرجح ان يمس قدرة الدولة الاسلامية على التجنيد والتمويل"، الا انه استبعد ان يؤدي الى ان تترك المجموعة ساحة القتال، ويؤكد ان تاريخ هذه المجموعة يدل على "انها لا تقبل التسويات او التراجع".

وبعد شهر من الاقتتال تبرأ تنظيم القاعدة من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في خطوة من شأنها تعزيز جماعة إسلامية منافسة وهي جبهة النصرة الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، ويعتبر هذا التحول محاولة لإعادة توجيه جهود الإسلاميين إلى الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد بدلا من تبديد الموارد في الاقتتال وربما يهدف إلى تغيير التوازن الاستراتيجي في وقت تنشط فيه القوات الحكومية بشكل متزايد في ساحة المعركة.

ومع ذلك يقول كثيرون من المقاتلين الاجانب والمراقبين إن القاعدة انفصلت بالفعل عن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام -التي كانت في الاصل جناح القاعدة في العراق- قبل أن تمتد الجماعة إلى سوريا، ويهيمن الإسلاميون المتشددون بما في ذلك جبهة النصرة على القتال الذي يغلب عليه الطابع السني ضد الاسد.

وفي ابريل نيسان حاول أبو بكر البغدادي قائد الدولة الإسلامية في العراق والشام دمج جماعته مع جبهة النصرة في تحد لأوامر ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة مما تسبب في شقاق، وقال قائد من جبهة النصرة في شمال سوريا إن البيان يعني أن موقف جماعته لم يعد على الحياد، وأضاف القائد الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن الآن في حرب مع جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وسنقضي عليها نهائيا".

وقال تشارلز ليستر الزميل الزائر بمركز بروكنجز الدوحة إن بيان القاعدة "يمثل محاولة من القاعدة لإعادة التأكيد بشكل قاطع على مستوى معين من السلطة على الجهاد في سوريا" بعد شهر من القتال وعصيان الدولة الإسلامية في العراق والشام، وأضاف "هذا يمثل خطوة قوية وصريحة من القاعدة وستخدم بلا شك زيادة تعزيز دور جبهة النصرة كممثل رسمي للقاعدة في سوريا."

لكن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبحت قوة لا يستهان بها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الجماعة اطلقوا سراح ما يربو على 400 شخص من سجن في شمال سوريا بعدما كانت تحتجزهم جماعة لواء التوحيد الإسلامي المنافسة.

وأضاف المرصد أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام استولت على حقل كونيكو للغاز في محافظة دير الزور بشرق البلاد بعدما كان يخضع لسيطرة جبهة النصرة وجماعات مسلحة أخرى لعدة أسابيع عقب انتزاعه من مسلحين قبليين.

وقال مقاتل من جماعة مسلحة اشتبكت مع جماعة الدولة الإسلامية إن انتاج حقل الغاز يقدر بمئات آلاف الدولارات أسبوعيا، وكانت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام وسابقتها في العراق مصدرا للجدل بين الإسلاميين لسنوات.

من الفلوجة الى المغرب

بدورها وبعد أكثر من عامين على مقتل اسامة بن لادن زعيم القاعدة ساعدت الاضطرابات التي أعقبت انتفاضات "الربيع العربي" تنظيمه او بالأحرى التنظيمات المنبثقة عنه والتي استلهمت فكره على احراز تقدم.

وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام التابع للقاعدة على معظم مدينة الفلوجة بوسط العراق لينتصر بعد هزيمته على ايدي القوات الامريكية ومقاتلي العشائر المحلية منذ نحو عشرة أعوام، ويخشى مسؤولون غربيون من أن تقتطع الجماعات المرتبطة بالتنظيم ملاذات لنفسها في ليبيا وسوريا وغرب افريقيا وربما افغانستان حين تنسحب قوات حلف شمال الاطلسي.

لكن خبراء ومسؤولين أمنيين يقولون إن الجيل الجديد يختلف كثيرا عن الجماعة المحكمة التي خططت لهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة، والجماعات مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام وحركة الشباب الصومالية او القاعدة في المغرب الإسلامي لديها في الأساس أهداف محلية وهي أقل اهتماما "بالعدو البعيد" الغربي.

وفي تسجيل فيديو نشر على موقع يوتيوب في 17 ديسمبر كانون الاول تدرسه أجهزة المخابرات الغربية يظهر رجل ملثم يحمل مسدسا وبلكنة بريطانية يدعو المسلمين البريطانيين للانضمام له في سوريا "أرض الجهاد"، لكن الرجل الذي لم تعرف هويته لا يذكر مهاجمة الغرب ولو مرة، بل ان غضبه ينصب على قوات الرئيس السوري بشار الاسد والجيش السوري الحر المعارض المدعوم من الغرب.

ويسهم التوتر المتزايد بشأن الحرب في سوريا بين ايران والسعودية - اللتين تدعم كل منهما طرف في الصراع - في إذكاء التوتر الطائفي في المنطقة ويشجع المتعاطفين في دول الخليج العربية على زيادة التمويل للجماعات السنية المرتبطة بتنظيم القاعدة، لكن لا توجد دلائل تذكر على وجود هدف مشترك.

وقال ريتشارد باريت الذي رأس فريقا للأمم المتحدة لمتابعة القاعدة وطالبان حتى العام الماضي ويعمل حاليا في مجموعة سوفان للاستشارات "عدد الذين يقاتلون تحت لواء القاعدة الان اكبر من اي وقت مضى على الأرجح، لكن هذا لا يعني بالضرورة انهم يقاتلون من اجل الشيء نفسه او حتى في نفس الجانب".

وعلى الرغم من ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام رفع رايته في مدينة الفلوجة العراقية فإن جماعات اسلامية منها جبهة النصرة وهي احدى خصومه أجبرته على الانسحاب من مقره في حلب ثاني اكبر مدينة في سوريا، وكشفت خطابات عثر عليها في مكان اقامة بن لادن عام 2011 أنه كان يسعى جاهدا للسيطرة على التنظيمات التابعة للقاعدة وشعر بالقلق من أن تنظيم القاعدة في العراق المعروف حاليا باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام يقتل الكثير من المدنيين مما يؤثر سلبا على الرأي العام للمسلمين.

وجاء خليفته ايمن الظواهري ليفتح تنظيم القاعدة أكثر ليحتضن جماعات مثل الشباب الصومالية ويواجه حاليا نفس النوعية من المشاكل، وفي خطاب له العام الماضي دعا الدولة الاسلامية في العراق والشام الى ترك سوريا لجبهة النصرة وهو الطلب الذي تجاهله التنظيم.

وقالت نيللي لحود الباحثة في مركز الاكاديمية العسكرية الامريكية لمكافحة الارهاب التي فحصت وثائق بن لادن "معظم من يعلنون الآن انتماءهم للقاعدة ما كان سيسمح لهم بالانضمام للحركة (قبل 11 سبتمبر)"، لكن رؤساء أجهزة المخابرات الغربية لديهم مخاوف. ويقول مسؤولون ان مئات المسلمين من بريطانيا وغيرها من الدول الاوروبية وكذلك عدد اصغر من الامريكيين يقاتلون في سوريا وحدها ويجب مراقبتهم عند عودتهم.

وقال جون سويرز رئيس جهاز المخابرات البريطاني (إم.آي.6) امام لجنة برلمانية في نوفمبر تشرين الثاني "علينا ان نتعامل مع ظهور وتضاعف القاعدة في عدد من الدول الجديدة، لا شك أن التهديد يتزايد".

ويقول معظم المسؤولين والخبراء إن اكبر تهديد من الإسلاميين المتشددين لأهداف في الغرب يأتي من هجمات محدودة بالبنادق او القنابل او السكاكين على غرار تفجيري بوسطن في 15 ابريل نيسان الماضي وقتل جندي بريطاني في وولويتش في لندن في 22 مايو ايار.

ويقول جهاز المخابرات الداخلية البريطاني (إم.آي.5) إن اكثر من نصف 34 مخططا أحبطها بين تفجيرات لندن التي وقعت في السابع من يوليو تموز 2005 وهجوم وولويتش انطوت على اشخاص داخل البلاد، لكن في معظم الحالات كان هناك تماس مع جماعة جهادية اجنبية.

وكان مايكل اديبولاجو وهو احد رجلين بريطانيين من اصل نيجيري قتلا الجندي لي ريجبي قد اعتقل في كينيا عام 2010 للاشتباه في سفره للتدريب مع مقاتلي حركة الشباب في الصومال، وربما يعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب - بصلاته بتنظيم القاعدة المركزي وحماسه لمهاجمة الغرب - الاقرب لنموذج القاعدة القديم على الرغم من انه يوجه معظم تركيزه لمعارك محلية في اليمن والسعودية.

واستثمر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على وجه الخصوص قدرا لا بأس به من طاقته في التواصل من خلال المواقع الالكترونية والمنتديات، حتى داخل دوائر المخابرات هناك خلاف متزايد بشأن طبيعة التهديد، ويقول نايجل انكستر النائب السابق لرئيس جهاز (إم.آي.6) ويرأس حاليا وحدة التهديدات الدولية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "الجميع يسألون أنفسهم نفس السؤال: هل لايزال الحديث عن القاعدة باعتباره تنظيما وحيدا له معنى؟ وإن لم يكن ما الذي نتعامل معه؟"

وثبتت فعالية الدعم اللوجستي والمخابراتي الامريكي نسبيا في هزيمة القاعدة في جزيرة العرب في اليمن وحركة الشباب في الصومال واشتمل الدعم في بعض الاحيان على هجمات بطائرات بلا طيار، وفي مالي تعاونت واشنطن مع قوات فرنسية واقليمية لإجبار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على الانسحاب من اجزاء من البلاد.

لكن لم يذهب هدف حرمان هذه الجماعات من الاراضي التي تسيطر عليها أكثر من هذا، ويعتقد مسؤولون امريكيون أن اعداد المنتمين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لم تنخفض، كما ان هناك معارضة متزايدة للإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة من هذا النوع، ومن غير المرجح فيما يبدو ان يسمح الرئيس السوري الاسد بطلعات لطائرات بلا طيار في بلاده بينما يبدو أن باكستان وليبيا تعارضان تحركا امريكيا منفردا على نحو متزايد.

القاعدة في اليمن

فقد تعهد زعيم جناح تنظيم القاعدة في اليمن بمهاجمة الولايات المتحدة في فيديو أظهر تجمعا لأعضاء من التنظيم وهم يحتفلون بهروب جماعي لمقاتلين من أحد السجون، وفي فبراير شباط نفذ مسلحون هجوما بالقنابل اليدوية والبنادق على السجن المركزي في صنعاء مما أسفر عن هروب 29 سجينا بينهم 19 سجنوا في جرائم تتعلق بالإرهاب.

وظهر في الفيديو ومدته 15 دقيقة رجال ملثمون يلوحون بعلم القاعدة ويحتفلون بوصول السجناء بعد هروبهم، وبث الفيديو المؤرخ في مارس آذار على موقع يستخدمه إسلاميون على الانترنت، ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل المصور بشكل مستقل.

وقال رجل يتحدث في منطقة جبلية أوضح الفيديو أنه الشيخ أبو بصير ناصر الوحيشي "العدو الصليبي لا زالت لديه أوراق يحركها، فلا بد ايها الاخوة أن نتذكر أننا دائما نقاتل العدو الأكبر"، وأضاف الوحيشي "لا بد أن نزيل الصليب الذي ممسكه حامل الصليب أمريكا".

وضم الفيديو الذي يحمل عنوان "مشاهد من استقبال الأسرى المحررين من السجن المركزي بصنعاء" شهادات لمقاتلين شاركوا في اقتحام السجن، وقال رجل يعرف باسم منير البوني "رتبنا اننا نحتاج عشر قنابل يدوية"، وأظهر شريط الفيديو رجالا يصلون على شاحنات صغيرة بيضاء وآخرين يلقون التحية على الوحيشي، وحمل آخرون بنادق وجلس بعضهم على الأرض لاحتساء العصائر. بحسب رويترز.

وقال عبد الرزاق الجمل وهو صحفي أجرى مقابلات مع أعضاء في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن هذا أكبر تجمع معروف للقاعدة في اليمن، وقال الجمل "هذا أكبر تجمع يظهر للقاعدة ويضم نحو 400 شخص وليس كل أعضاء التنظيم، هذا التجمع هو تأكيد على أن القاعدة تزداد قوة ونفوذا".

وتشكل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في عام 2009 ويشن هجمات على أهداف عسكرية وسياح ودبلوماسيين في اليمن واستولى على بعض الأراضي لفترات طويلة، وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تعليق على الفيديو "ليس خبرا جديدا على الأطلاق أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وشعب اليمن ولأشخاص اخرين في المنطقة وفي أنحاء العالم".

وأضافت في مؤتمر صحفي أن التنظيم حاول مهاجمة الولايات المتحدة عدة مرات منذ عام 2009 ونفذ عددا من الهجمات داخل اليمن، وقالت "لا اعتقد بكل صراحة ان بإمكاننا تقدير قوتهم بوجه عام بناء على فيديو واحد، نعرف انهم يزدادون قوة، لذا فإنني لا اعتقد ان هذا يزيد من قلقنا ولكننا بالفعل نشعر بقلق بالغ".

وقالت هارف إن من المثير للاهتمام أن الوحيشي ليس قائد تنظيم جناح القاعدة في جزيرة العرب فحسب بل ايضا الرجل الثاني في التنظيم الأساسي مما يوضح أن الهيكل الرئيسي تخلى عن المركزية نتيجة النجاحات الأمريكية ضده في أفغانستان وباكستان.

وقتلت هجمات لطائرات أمريكية بدون طيار عددا ممن يشتبه أنهم من مقاتلي التنظيم ومن بينهم أنور العولقي وهو رجل دين ولد في الولايات المتحدة واتهم بأنه على صلة بمؤامرة لتفجير طائرة متجهة إلى ديترويت في 2009 وطائرات شحن أمريكية في عام 2010.

وقال علي الصراري المستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة "القاعدة تزداد قوة في ظل استمرار الانقسام وضعف الاداء الأمني"، وأضاف "الظهور الأخير ينبئ بأن اليمن يواجه تحديا خطيرا، إذا استمر الاداء الأمني بهذه الحالة فإن اليمن سيواجه فشلا أكبر مما كان عليه في الاعوام السابقة".

وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح التنظيم باليمن في بيان صدر إنه يلقي باللوم على مقاتل خرج على صفوف التنظيم في استهداف أطباء ومرضى في مستشفى عسكري خلال هجوم على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء في وقت سابق، وتابع في البيان "نحن لا نقاتل بهذه الطريقة ولا إلى هذا ندعو الناس وليس هذا منهجنا".

وكانت لقطات تلفزيونية التقطت بدائرة مغلقة واخرى بثتها وسائل اعلام حكومية أوضحت مقتل أطباء ومرضى عزل ما أثار غضبا عارما في اليمن حيث صور تنظيم القاعدة نفسه على أنه يقاتل من أجل المواطنين العاديين ضد هجمات الطائرات الأجنبية بلا طيار.

وكانت حركة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة أعلنت مسؤوليتها في وقت سابق هذا الشهر عن الهجوم الذي وقع في الخامس من ديسمبر كانون الأول والذي قتل فيه 52 شخصا على الأقل في أسوأ هجوم من نوعه في اليمن منذ 18 شهرا.

وقالت إنها هاجمت المجمع لأنها تعتقد أنه يضم غرفة عمليات للهجمات بطائرات بلا طيار التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الإسلاميين المتشددين وأدت أيضا إلى مقتل مدنيين، وكثير ممن قتلوا داخل المستشفى من العاملين به ممن قيل إنهم أطباء وممرضات أجانب قتلهم المهاجمون.

وأوضحت التغطية التي بثها التلفزيون الحكومي أشخاصا يرتدون زيا رسميا يجوبون ممرات وأجنحة المستشفى ويطلقون النار على الأطباء والمرضى، وأوضحت احدى اللقطات مهاجما يتوجه إلى مجموعة من المرضى المرتعدين ثم وهو يلقى بقنبلة يدوية بينهم قبل أن يختبئ وراء جدار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/نيسان/2014 - 20/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م