دورات تنموية تقيمها جمعية المودة والازدهار النسوية

على خطى الرسول، تربية الأبناء، والذكاء العاطفي

انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: اقامت جمعية المودة والازدهار النسوية في كربلاء عدة دورات تدريبية وتثقيفية منها دورة (على خطى الرسول ص) للفتيات الناشئات، ودورة تدريبية للأمهات بعنوان (مهارات والديّة)، ودورة (الذكاء العاطفي) للمدرسات وكيفية توظيفه للتواصل مع التلاميذ والأولاد.

جاء ذلك تأكيدا لتوجيهات المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) حيث قال: [على المسلمين، بل العالمين، إن أرادوا لأنفسهم خيراً، الاقتداء بسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والتأسّي بأخلاقه صلى الله عليه وآله].

دورة على خطى الرسول

فقد أقيمت دورة (على خطى الرسول ص) للفتيات الناشئات (متوسطة واعدادية) ولمدة خمسة عشر يوم واختصت هذه الدورة بدراسة شاملة حول فهم المراحل التاريخية والانسانية التي مرت بها حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسيرته العطرة.

وقالت السيدة زينب صاحب مديرة الجمعية: بدأت الجمعية مؤخرا بسلسلة من دورات على خطى المعصومين (عليهم السلام) في مناسبات مختلفة وذلك لتعريف وتوجيه الجيل الناشئ على قادتهم الحقيقيين والذين يأخذون بأيديهم للوصول الى السعادة والرفاه الواقعيين وتقوية جذورهم وذلك عبر ربطهم بتاريخهم العريق.

وتناولت الدورة عدة محاور تدريبية وتنموية عن حياة الرسول كان بينها سيرته النبوية والاحداث التاريخية التي مر بها قبل الدعوة النبوية والتطرق الى نسب الرسول (ص) وتربيته ثم نشأته في كنف عمه ابي طالب.

والمحور الثاني كانت عن الاحداث ما بعد الدعوة وتضمنت صلاته في غار حراء ومراحل الدعوة السرية والعلنية والصعوبات التي مر بها والاضطهاد والعذاب الذي تعرض له على ايدي الكفار. ثم الغزوات التي شارك بها انبي والفتوحات التي تمت بزمنه.

وكان المحور الثالث عن اهم الآراء الغربية بشخصية الرسول (ص).

واهم التوصيات والدروس التي خرجت بها الفتيات. هي الحاجة الى القدوة او المثل الاعلى يدفعنا للتعرف على قادتنا وفي مقدمتهم شخصية الرسول (ص). وأن نعرف من خلال السيرة النبوية تلك الروح التي بعثها رسول الله (ص) في الحياة، هذه الروح التي طبقها النبي (ص) وحول تلك المجموعة الجاهلة المسحوقة المحرومة من الثقافة والعلم ومن كل شيء حولها في اقل من ربع قرن إلى حملة مشاعل الحضارة والحرية.

 ومن بين الفتيات المشاركات في الدورة قالت الطالبة نور الزهراء قالت: عندما دخلت هذه الدورة كانت لدي الكثير من السلبيات ونقاط الضعف حاولت التخلي عنها والتمسك بالجانب الأخلاقي والفقهي والعقائدي الذي علمناه في سيرة الرسول (ص).

وقالت الطالبة نباء كريم مدلول ذات الـ13 عام: انها كانت وحيدة وغير اجتماعية ولم تكن تحب الاشتراك في ندوات واجتماعات مع أقراني وأنا اصبحت أحب أن أعيش واشترك بعدة دورات جميلة مثلها.

في حين خرجت الطالبة نجلاء حميد مجيد (والدة احدى الطالبات) التي حضرت أكثر من مرة بالدورات التي تقيمها الجمعية بعدة فوائد لهذه الدورة منها تغير الروتين اليومي بالنسبة لي وزاد رصيد معلوماتي عن سيرة الرسول (ص) واهل البيت الأطهار. وأيضا استفدت من الحوارات والأحاديث التي تناولتها مع الزميلات.

وقالت بتول داوود: "أهم شيء استفدت منه التمسك بأخلاق أهل البيت (ع) وتنظيم الوقت"

دورة (مهارات والدية) للأمهات

ومن جانب آخر تعتبر الاساليب التربوية الصحيحة والتي تؤدي الى تربية جيل سليم وسوي ولكثرة شكاوي الوالدين من صعوبة التعامل مع أبنائهم، قامت الجمعية بفتح دورة تدريبية للأمهات بعنوان (مهارات والديّة) في يوم الاثنين 22 جمادي الأول 1435 هـ المصادف 24/3/2014م ولمدة أربعة أيام على التوالي.

حيث دربت الامهات في هذه الدورة خلود إبراهيم وهي مدربة محترفة في التنمية البشرية وتعمل لدى الدعم النفسي للنساء الناجيات من الحروب والفاقدات لأزواجهن في الهلال الاحمر.

كان اليوم الاول هو تحفيز للأمهات على الرغبة الشديدة للتغيير في الاساليب التربوية الخاطئة، فنحن نستطیع تربية اطفالنا بالطرق الصحيحة اذا تمكنا من معرفة مواقع الخلل والخطأ فـ(الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا مابانفسهم).

وكان محور اليوم الثاني هو المشاكل التي يعاني منها الاطفال حيث لا يمكن علاج المشكلة إذا نظرنا اليها ظاهريا بل لابد من الغوص الى الجذور لكي يتم علاجها بشكل صحيح.

كما كانت صفة الثقة بالنفس من نصيب اليوم الثالث فاذا اراد الوالدان ضمان مستقبل اطفالهم النفسي والاجتماعي لابد من زرع الثقة بالنفس في نفوسهم، وان أهم الامور التي تزعزع الثقة بالنفس لدى الطفل تكمن في سلوكيات الوالدین غير الصحيحة كالضرب والاهانة والشتم والالفاظ السیئة والمقارنة مع طفل آخر واللامبالاة والصراخ. وان اهم الامور التي تؤدي الى بناء الثقة بالنفس هي تحفیز الطفل عند انجازه لعمل ما وتعبیره عن مشاعره.

وفي اليوم الأخير كان المحور هو أهم عامل في نفسية الطفل السليم هو الذي يستطيع التعبير عن مشاعره. فعلی الوالدین ان یكون لدیهما استماعا فعالا لكلام طفلهما مع الارتباط البصري وان یدعوه یعبر عن ما في داخله. حيث كتم المشاعر وعدم التعبير عنها وعدم الحصول علی اهتمام الوالدین سیظهر بصورة سلوكیات سلبیة كالعناد والصراخ و...

 تخللت الدورة التمارين العملية والمشاركة التفاعلية من قبل الأمهات بتوضيح التصرف الخاطئ مع الأولاد الذي يؤثر سلباً على تصرفاتهم.

وقد استفدن الأمهات من هذه الدورة كثيراً حسب قولهن وطلبن أن تكون هناك دورات أخرى، وقلنَ جميعهن بأنهن مستعدات للمشاركة في الدورات الأخرى التي تقيمها الجمعية، وطلبن أن تقام دورات حول الدعم النفسي وكيفية التعامل مع الزوج. وهذه بعض اراء المشاركات:

قالت فرقان جاسم: كنت اعامل ابنتي دائما مع التهديد وبعد هذه الدورة وبدأت من البارحة تركت هذا الاسلوب معها نهائيا.

وعبرت غفران حسين سعد (معلمة): انا اؤنب ضميري لأني كنت انا المقصرة في اساليبي التربوية الخاطئة مع ابنائي حيث ادى ذلك الى سلوكياتهم غير الصحيحة.

فاطمة مرتضى: مع العلم إني خريجة علم النفس والمادة مألوفة عندي ولكن التمارين العملية شدتني وجعلتني لا أنسى المادة وأتفاعل معها أكثر.

براق عبد الصاحب: احمد الله على مشاركتي في هذه الدورة لان ابنتي صغيرة وأستطيع تدارك الاخطاء التربوية التي وقع فيها الاخرين.

وفي سياق متصل أقامت الجمعية دورة تدريبية للتنمية البشرية ولمهارات الأسرية والتربوية عن الذكاء العاطفي وكيفية توظيفه للتواصل مع التلاميذ والمراهقين وذلك من 9/2/2014م ولمدة ثلاثة ايام.

وقالت المدربة ظلال الزبيدي وهي مدربة معتمدة في التنمية البشرية والمهارات الاسرية ان نجاح الإنسان لا يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهادته وتحصيله العلمي. بحسب أبحاث 1000 مؤسسة على عشرات الأشخاص وكلها توصلت الى نفس النتيجة.

وأشارت الى وجود فرق بين الذكاء وهو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن من اكتساب المعرفة والتعلم وحل المشكلات بينما الذكاء العاطفي يعني مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات. حيث ان هامش التطور في الذكاء الوجداني أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي وهو يؤثر على نجاح الإنسان أكثر من الذكاء العقلي.

من جهتها أوضحت مديرة جمعية المودة والازدهار زينب صاحب: إن هدف الدورة التدريبية هو رفع المستوى الثقافي للتحاور والتواصل لدى النساء بشكل عام والتربويات بشكل خاص وتحسين مستوى التعامل مع التلاميذ والأبناء على حد سواء وكيفية تعاملهم المجتمع.

 وأضافت: انه يمكن ان نكون الأفضل بكوننا آباء وليس معلمين فقط لتحسين معدل الذكاء الوجداني لدى أولادنا.

واهم المحاور التدريبية للدورة لفهم قدرات المعلمات وتطويرها كانت تمارين الانفعالات وتمارين أخرى عن إدارة هذه الانفعالات.

وقالت المتدربة هدى محمد (معلمة): ان اهمية الذكاء الوجداني ليس للتلاميذ فقط وانما يساعد على تجاوز ازمات المراهقين ويلعب دورا مهما في استقرار الحياة الزوجية.. لهذا اعربت هدى عن رغبتها في الحصول على تدريب في كيفية ادارة العلاقات الزوجية والاسرية.

 من جانب آخر قالت المتدربة حنان شاكر (مديرة): اننا بحاجة ماسة الى هذا النوع من الدورات والتدريبات لتحسين أداءنا ومساعدة أطفالنا وعوائلنا لتحسين الذكاء العاطفي لديهم وتأثيره على حياتهم اليومية ودراستهم ونشاطاتهم.

 وعلى نفس الصعيد قالت المتدربة زينب عباس (معاونة): ان الذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة فالأكثر ذكاءا هو الأكثر وجدانا وغالبا ما يكون الوجدانيون محبوبون ومثابرون ومتألقون وقادرون على التواصل والقيادة. واثنت زينب على جهود الجمعية وجهود المدربة. واقترحت ان يخصص وقت أطول للمداخلات وتبادل الأفكار والآراء وإلحاق الدورات النظرية بمشاهدات في المدارس وتطبيق ما تعلمناه مع التلاميذ.

وقد اعربت ايمان فخري (معلمة): عن ارتياحها للدورة واستفادتها الكبيرة من محاور التدريب وخصوصا التدريب على محور توظيف الانفعالات والتحكم بالعواطف عن طريق قرائتها لان الذين يجهلون قراءة عواطفهم يعيشون تحت رحمتها.. وطالبت ايمان في مقترح لها ان يكون هناك تدريب عن المعاملة الزوجية بين الزوجين وبقية افراد الأسرة وخصوصا إذا كان الزوجان يعيشان مع اهل الزوج.

والجدير بالذكر إن جمعية المودة والازدهار النسوية جمعية دينية ثقافية اجتماعية تعنى بشؤون المرأة وتسعى لخدمة الأسرة تأسست عام 2006م في مدينة كربلاء المقدسة.

الجمعية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.

وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل، فضلاً عن إقامة برامج مختلفة وبمشاركة المئات من الناشطات في ذات الاختصاص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/نيسان/2014 - 19/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م