المراهقون ومخاطر ظاهرة المخدرات

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: في سلسلة مقالات تتناول ظواهر خطيرة تتعلق بالمراهقين، سنبدأ بتسليط الضوء عليها، وسوف نبحث في الظاهرة وأسبابها وسبل علاجها، ومن ثم تقديم بعض البدائل المساعدة على درء خطر الظاهرة، ومن بداهة الفهم أن يعي الاب والام والمجتمع، أن المراهق في العصر الراهن، غيره، في أزمان مضت، لسبب بسيط أن مراهق اليوم يجد نفسه في فضاء مكشوف، يتيح ويبيح له كل شيء من دون صعوبة تذكر، فالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، والعالم الاعلامي المنفتح أمام الجميع، من دون حواجز تذكر، تفاقم من مشكلات المراهقين وتجعلها أكثر سعة، واشد خطورة، وأصعب من حيث المواجهة والحلول.

ورد في دراسة متخصصة: أن (تصرفات المراهقين في أيامنا هذه تشير إلى أنهم يبدون ميلاً إلى تعقيد المشاكل التي يمكن حلها بقليل من الجهود والإرشاد). هذا يعني أننا أما إنسان يحاصره اليأس واللاجدوى، لدرجة انه يريد أن يؤذي حتى نفسه، ويغلق الابواب والنوافذ بوجهه بيديه هو!، لذلك يقول المعنيون بأمور وحياة المراهقين (من الخطأ أن يعتقد الآباء والأمهات بأن مراهقيهم في أمان حاليا أكثر من أي وقت مضى). كلا ان المراهق في عصرنا الراهن يتعرض للخطر، لاسيما خطر المخدرات بسبب الفراغ، وحالات البطالة، والشعور بالضياع، لاسيما في العطلة المدرسة الصيفية الطويلة، حيث يبقى المراهقون في فراغ قاتل لأربعة شهور متواصلة!.

لقد جاء في دراسة لمعهد فييسب البرازيلي، المختص بالشؤون الاجتماعية والأسرية: (إن تصرفات المراهقين في أيامنا هذه تشير إلى أنهم يبدون ميلاً إلى تعقيد المشاكل التي يمكن حلها بقليل من الجهود والإرشاد، إن كان من قبل الأهل أو المدرسة أو المجتمع. هناك مشاكل تستفحل، ولكن ليس هناك ما يشير إلى قيام المجتمع بأي جهود جدية لتعليم هؤلاء المراهقين أو إرشادهم إلى السبل الصحيحة لتفادي كل ما من شأنه أن يتحول في المستقبل إلى مشكلة مزمنة).

إذن هناك خلل في المجتمع نفسه، ولا ينحصر الخلل في المراهق وحده، فهناك مافيات وعصابات توفر له المخدرات بشتى اصنافها، وهناك صمت حكومي وضعف في القانون، ويقول المعنيون بشؤون المراهقين، هناك أهداف تقف وراء نشر المخدرات بهذه الكثافة بين المراهقين، والشباب ايضا، بمعنى ثمة سياسات تشترك فيها مآرب دولية واقليمية ومحلية ايضا، تهدف الى تلغيم المجتمع كله بالمخدرات، وامر طبيعي أن تبدأ مشروعها الكارثي هذا بالحلقة الاضعف، وهم المراهقين، فضلا عن تراجع المجتمع عن القيام بدوره لكبح هذه الظاهرة والحد من حضورها ومخاطرها، خاصة أن التوجيه والمراقبة ومعاونة المراهقين يمكن ان يسهم بتحجيم هذه الظاهرة، لكن عندما ينأى المجتمع (منظمات وحكومة وعائلة ومدرسة) عن تقديم العون للمراهق، فإن الظاهرة سوف تستفحل من دون ادنى ريب.

فقد جاء في الدراسة المذكورة حول هذا الموضوع: (أن القليل جداً من برامج التوعية، من الممكن أن تساعد المراهق على الأقل معرفة الأخطار، التي يواجهها من أجل تفاديها)، لكن الذي يحدث بحسب الدراسة: (أن هناك معضلة الأخرى، تكمن في عدم اكتراث كثير من الأسر بتصرفات المراهقين منذ بداياتها وهو الأمر الذي يؤدي إلى خروج هذه التصرفات عن نطاق السيطرة).

كذلك أكدت الدراسة بأن المخدرات تنتشر بسرعة كبيرة، بين صفوف المراهقين في معظم المجتمعات عبر العالم، وما هو خطير في الأمر هو أن المراهق في أيامنا هذه، ينخرط في الإدمان على المخدرات منذ سن مبكرة، فالتدخين بين صفوف المراهقين قل، ولكن في المقابل تنامت مشكلة الإدمان على المخدرات بشكل كبير، حتى يمكن القول بأن المخدرات بدأت تحل محل السجائر.

هذا يؤكد أن ظاهرة انتشار المخدرات بين المراهقين آخذة بالتوسع والانتشار، بمعنى أن هذه الظاهرة تشكل احدى علامات وملامح عالم المراهقين في عصرنا الراهن، لذلك لابد من جهد كبير متخصص، تشترك فيه الحكومة والمنظمات المعنية، وكل من يهمهم أمر المراهقين، وفق خطط مدروسة تتضمن حلولا ناجعة وبدائل علمية عملية مناسبة منها:

- ملء فراغ المراهقين بصورة كاملة، لاسيما في العطل الطويلة.

- القضاء على البطالة بشكل كلي.

- اقامة المناطق الترفيهية المناسبة للمراهقين.

- اقامة ملاعب الرياضة المختلفة لهم.

- اقامة وادامة دورات ثقافة  توعية في المنظمات المعنية.

- العوائل والمدارس تقع عليها مسؤوليات مهمة في معالجة هذه الظاهرة.

- دعم القانون وردع من يقف وراء هذه الظواهر بحزم تام، وتفكيك العصابات التي تقف وراء نشر المخدرات.

- اقامة الانشطة الفنية والثقافية التي تساعد المراهقين على حب القراءة والثقافة ومضاعفة الوعي العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 20/نيسان/2014 - 18/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م