المؤسسات النسوية في كربلاء تحيي الذكرى السادسة للفقيه الشيرازي

الحلم ليس فضيلة أخلاقية فقط وإنما هو قوام الحياة الطيبة

 

شبكة النبأ: أقامت المؤسسات النسوية في كربلاء المقدسة التابعة لمرجعية آية الله العظمى سماحة السيد صادق الشيرازي، احتفالا تأبينيا لإحياء الذكرى السنوية السادسة برحيل فقيه أهل البيت السيد محمد رضا الشيرازي (قدس) وذلك يوم الجمعة المصادف 26 جمادي الاولى 1435 هـ الموافق 28/3/2014 م في حسينية العترة الطاهرة.

 ابتدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ألقته على مسامع الحضور العلوية ولاء عطشان.

 ثم كانت كلمة آل الشيرازي لأم محسن معاش حيث قالت: ان العلماء هم من ينورون ويوجهون الناس والمجتمع نحو الطريق الصحيح، لذا لابد أن نأخذ عوامل النجاح منهم.

 ثم تحدثت عن عوامل النجاح الطبيعية والغيبية لكل فرد من خلال طرح سيرة وفكر السيد الراحل (قدس) حيث أضافت: اول هذه العوامل هو علو الهمة التي تتجلى واضحة في شخصيته (قدس) حيث كان يأتي مع والده وهو في قرابة السبع سنوات لأداء صلاة المغرب والعشاء، وثانيها الجد والاجتهاد في العلم والمعرفة وفي مجال العمل والخدمة لذا كان كل من يجالسه لا بد وأن يحصل على فائدة علمية أو توجيه فكري ثقافي أو لمسة أخلاقية،ـ وهذه الصفة هي من صفات الأنبياء والأولياء لأنهم أخذوا الدنيا عبرة وهي في نفس الوقت جسر الى الجنة عبر السمو والتكامل.

وأضافت معاش في ختام كلمتها: ان الارتباط الوثيق بأهل البيت (عليهم السلام) من أهم العوامل الغيبية للنجاح فكلما كانت علاقة الانسان اقرب واوثق بهم كلما كان أكثر توفيقا ونجاحا.

ثم ألقت العلوية يسرى الحسيني قصيدة شعرية وهي مشاركة لمؤسسة المعصومين الاربعة عشر بقصيدة شعرية حيث بدأت قصيدتها ببعض الأبيات الشعبية التي قالت فيها:

يا ناصر أصول الدين.....ومرر فعلينه لواك

للحق بيك اجت وادم.....إلما جانت تجي لولاك

ومن ثم بدأت بالقصيدة الفصحى والتي من أبياتها:

يا سيد العلم أنت العلم والشرف.....ومنبع الفضل حيث الناس تغترف

فيك استتمت كُل مكـــــــــرمة.....وأخرجت بُهرجاً تعنو له التُحـف

العلم عندك أخلاق وتربيـــــــة.....وعند غيرك فهو المال والتـــرف

من آل بيت سمت أوصافهم ألقاً.....مضوا وأنت على آثارهم خلــفُ

 ومن بعدها كانت مشاركة لحوزة كربلاء النسوية بكلمة للأخت زهراء الأسدي حول شخصية السيد الفقيد وكان عنوان كلمتها (الشخصية المحمدية الخالدة) بينت فيها:

" إننا لم نعاصر نبينا العظيم محمد (ص) وكذلك أهل بيته (ص) ولكن السيد الرضا كان مُجسداً لنا صفات أهل البيت و أخلاقهم وفقههم "، وقالت أيضاً: " اتجه نحو القمة في الموضوعية والابداع، جلب تواضعه الجم أفئدة الناس إليه، وقالت كان عالي الهمة، دقيق الفكر، بهيج المُحيا، يُحسن لغة العصر وفلسفة الحوار، واسلوب الاقناع الفطري إذا استمعنا إلى حديثه وهو يمزجه ببسمة رقيقة فاننا نستمع إلى السحر الحلال، لُطفاً وعذوبة واستجابة فهو حديث القلب إلى القلب ونداء الضمير إلى الضمير فلا يكاد يتحدث بلغته الهادئة إلا وامتلأت المشاعر والأحاسيس تلقائياً وتلك هبة سامية من الله تعالى جذب بها قلوب الناس واسترعى انتباههم فبلغ ما يريد من التوجيه والنصح الكريم".

 وبعدها كانت مشاركة لجمعية المودة والازدهار النسوية بفقرة (من وصايا الفقيه الشيرازي قدس) قدمتها شابتين من عضوات الجمعية المتميزات هما آمنة علي ومروة ناهض حيث قامتا بالتبادل بذكر وصايا الفقيه الراحل وتوضيح ما قصده منها:

وأحد وصاياه التي ذكرتها مروة:(ان الحلم ليس فضيلة أخلاقية فقط وإنما هو قوام الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة).

ثم قالت: كيف يمكن للانسان أن يعيش حياة طيبة تعبق فيها أزهار الحلم؟ بل أي جمال يبقى في صفحات الحياة إذا لوثها الغضب والانتقام وكم هي مهمة نتيجة الحلم بحيث إن لم يكن حليماً فليتحلم.

 ومن الوصايا التي ذكرتها آمنة (إن الإنسان إذا تحول إلى حاكم حتى ولو على دائرة صغيرة فإنه معرض لأن يتحول إلى جبار).

 ثم أوضحت ذلك بقولها: هنا يأتي سؤال: ما الذي يحول دون تحول الفرد إلى جبار متسلط وطاغ عنيد؟ أليس التراث الإسلامي زاخراً بالقصص التي فيها عبرة لأولي الألباب، تمخضت عنها دروس رائعة في التواضع حتى لمن لا وجاهة له؟ لأن خفض الجناح والسماحة ورقة القلب والإعراض عن القسوة والغلظة كما انه يعكس شعاع الارتياح والانشراح على الآخرين، فهو قد يؤدي إلى بناء نفس تسمو بالأخلاق بدلاً من قوة العضلات والتعالي والكبر الذي يكشف قلة العقل وذلة النفس.

 وبعد ذلك كانت مشاركة لمركز الفقيه المقدس السيد محمد رضا الشيرازي (قدس) بتمثيلية عنوانها (الوصية) جسدت شخصية الفقيه المقدس بتعامله الحسن مع الآخرين وكراماته وبعض وصاياه للمؤمنين وقد جسدت شخصية الفقيد الراحل احدى الشابات المؤمنات (مها الذهبي) وكان معها اثنين من الأخوات جسدا دور أحد المؤمنين الذين زاروا السيد في حياته حيث كان أحدهما في رجله عوق وقد وفد على السيد ليأخذ البركة من عنده وقام بهذا الدور (زهراء كمال) وآخر ممن يقومون بالمشاريع الخيرية والثقافية وقد قامت بهذا الدور(منى الذهبي) وقد قامت بتدريب الأخوات في المسرحية واختيار النصوص الأخت (منال أم مهدي).

ومن بعدهم كانت مشاركة بقصيدة شعرية لأحلام كاظم (مدرسة التاريخ) من مدرسة نهج البلاغة قالت في قصيدتها:

هل قلبك عنا ارتضـــــــــى.....يوم جعـــــــــــلتنا بك نُفجــــــع

ومن سيكون حديثه لنا كافو.....ومن مِن بعدك بعلمه ينبـــــــــــع

كنت لي اناءاً بك أتوضـــــأ.....وهل الصلاة بغير وضــــوء تنفع

كنت لي معلماً وإماماً وأباً.....وهل للحياة معنى بدون مرجـــع

يا بدر وكل الشيرازي بدور.....هنيئاً لكم تربة الحسين فإنها والله خير مضجع

بعد ذلك كانت مشاركة للدكتورة عقيلة الدهان عضوة كتلة المواطن بكلمة تأبينية أشارت بها لبعض ملامح وسيرة السيد الفقيه الراحل حيث قالت:

" عرفناك أيها الرضا الشيرازي حضوراً شاخصاً من مُحياك الذي يشير إلى سيماء الصالحين فعلامات أهل الجنة تبدو عليك يا بن النبي المختار، عشت ومت متواضعاً كريماً سخياً مهذباً بين الناس، نور الايمان والولاية تجذب قلوب مشاهديك ومُجالسيك، ما أحوجنا اليوم لهذه الشخصية ولتلك الصفات والأخلاق لنتعلم كيف نعمل مثلك بهدوء وابتسامة وأمل، نعمل مع الناس متواضعين متفقدين لهم محبين لضعفائهم متضامنين مع فقرائهم.

 وأضافت: تُعرض دروسه ومحاضراته وهي مليئة بالتجديد والحيوية والتوافق مع الواقع مما يزيدنا حاجة لهذا الحضور الأخلاقي المتميز في عالم تتكالب فيه الأغلبية على الامتيازات والدرجات الدنيوية ".

وخُتمَ الحفل التأبيني بقراءة مجلس عزاء لمولانا الحسين عليه السلام. وقد كانت عريفة الحفل الاخت أم حسن داماد من حسينية العترة الطاهرة.

وفي الختام وُزِع على الحضور كتاب الشعائر الحسينية والامام علي (عليه السلام) من محاضرات آية الله السيد محمد رضا الشيرازي (قدس).

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/نيسان/2014 - 3/جمادي الآخر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م