فِي يَومِ الجُمعَةِ 28/3/2012، وَصَلَ الرَّئيسُ أُوْبَامَا الى
السَعوديَّة. وتمَّ استقبالُهُ من قِبلِ وَلِيّ العَهْدِ سلمان بن عبد
العزيز، وعدَدٍ مِن أُمراءِ آلِ سُعود. وبعدَ ذلك انتقلَ الرَّئيسُ
الأَمريكيّ لمقابلَةِ المَلِكِ عَبْدِ الله. دَخَلَ الرَّئيسُ
أُوْبَامَا القصّرَ المَلكيّ الفَخمِ، الّذي تَتَحدَّثُ كُلُّ زاويَةٍ
مِن زوايَاهُ، وكلُّ قطعةِ آثاثٍ فيهِ، أَثرَ التَّرَفِ الواسِعِ،
والبَذْخِ الكبيرِ، الّلذانِ جَعلا القَصْرَ بغايَةِ الأُبَّهَةِ
والأَنَاقَة.
وقدّْ رَافَقَ الرَّئيسُ أُوبَامَا وزيرَ الخارجيَّةِ (جون كيري)،
ومستَشَارَةَ الأَمِن القَومِيّ (سوزان رايس)، والسَّفيرَ الأَميركي
لَدى السُعوديَّةِ، (جوزيف ويستفال)، والمُساعِدَ الخَاصَّ للرَّئيسِ،
مُنسِقَ البَيتِ الأَبيضِ لشؤونِ الشَرقِ الأَوسَطِ، وشَمَالِ
أَفريقيَا ودُولِ الخليجِ، (فيل غوردن)، وكبيرَ مُدِيري الشَرقِ
الأَوسَطِ في مَجلسِ الأَمنِ الوطنيّ (روب مالي).
قَامَ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ مِن كرسيِّهِ، الّذي لا يُفارقُهُ
لأَنّهُ لا يَستطيعُ الحَركةَ، وقدّْ وُضِعَ في مقدِّمَةِ أَنفهِ،
أُنبوبٌ بلاستِيكيٌّ رَفيعٌ، يُزودُ المَلِكَ بالأُوكسِجينَ، ليبقَى
المَلِكُ فِي يقظة تَامَّة. وفِعلاً اسْتَطاعَ المَلِكُ إِكمَالَ
مُقابلَةِ الرَّئيسِ أُوْبَامَا، الَتي استمَرتْ سَاعتين.
اقتربَ الرَّئيسُ الأَمريكيّ مِن المَلِكِ عَبْدِ اللهِ، وكانَ يسيرُ
خَلفَهُ الوفْدُ المرافِقُ له. و(بلَكنَةٍ أَعجمِيَّةٍ)، قالَ الرَّئيسُ
أُوبَامَا: السَلامُ عَليكُم.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: عَليكُمُ السَلام، أَهلاً أَهلاً سِيادَةُ
الرَّئيسِ، حَللتَ سهلاً ونزلتَ أَهلاً، في بلدِكَ الثَّاني
المَمْلَكَةِ السُعوديَّة.
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: تَحيَّاتي لجَلالَةِ المَلِكِ، نَحنُ
سُعَدَاءُ جِدّاً بلقَائِكُمْ، وأَنْ نَرى جَلالَتَكُمْ بصِحةٍ
وعَافِيَة.
جلسَ الجميعُ فِي هدوءٍ ووَقَارٍ، وبَدأ المَلِكُ بالحَديثِ، بصوتٍ
فيهِ شيءٍ مِن الحَشرَجَةِ.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: بالرغمِ مِن سَعادَتِنا بلقائِكُم، لكنْ
هناكَ الكثيرَ مِن العَتبِ في نفوسِنا عليكُم. فقدّ بَدَتْ سِياسَتُكُم
تِجَاهَ المَمْلَكَةِ، تَّتَسِمُ بعدَمِ مُلاحظَةِ مَصَالِحنَا.
إِنَّكُمْ يَا سِيادَةَ الرَّئيسِ، أَصبَحتُمْ حُلفَاءَ معَ إِيرانَ،
وأَبرمتُمْ مَعهَا اتّفَاقُ العَصْرِ، كمَا أطلقَ عَليهِ صَديقُنَا
السيّدِ(نتنياهو).
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: أَو... ؛ يَبدُو جَلالَةُ المَلِكِ
مُتحَسِّسَاً مِن ذلك. ويُطلقُ الرَّئيسُ أُوْبَامَا، ضحكةً لتلطيفِ
الجَوّ.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: لا بَلّْ نحنُ قَلقونَ جدّاً مِن
مَوقِفِكُم. إِيرانُ إِذا تَقوَّتْ فإِنّها سَتُشَكِلُ خَطراً
حَقيقيَّاً عَلينَا، إِنَّها تُهدِّدُ وجُودَنَا وبَقاءَنَا، فِي
المَنْطِقَةِ يَا سِيادَةَ الرَّئيس!.
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: آمَلُ مِن جَلالَتِكُم، أَنْ لا تَنسُوا
حِلفَنَا الاستراتيجيّ معكُم، الّذي لا تُزعزِعَهُ مِثلُ هذهِ
الاتِّفاقَاتِ الجَانبيَّةِ التَّكتيكيَّة. فَعِلاقَتُنَا وشَراكتُنَا
الاستراتيجيَّةُ، عُمرُها الآنَ أَكثرَ مِن ثَمانينَ سَنة.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: سِيادَةُ الرَّئيسِ وجُودُنا مُهدَّدٌ،
فربمَا الرَّبيعُ العَربيّ سَيدخُلُ علينَا بعدَ حِين. وإِنَّ أَمنَنَا
الوَطنيّ، مُهدَّدٌ مِن عدَّةِ جهاتٍ، بالإِضافةِ الى إِيرانَ، وما
تَقومُ بهِ مِن خَطَواتٍ جريئَةٍ ناجحَةِ، فِي مجالاتِ التَكنولوجيَا
النَّوويَّةِ، والصِّناعاتِ العسكريَّةِ الثَّقيلَة.
فهلّ تَعلمُونَ يَا سِيادَةَ الرَّئيسِ، أَنَّ إِيرانَ تَعتمِدُ
استراتيجيَّةَ الاكتِفَاءِ الذَاتِيّ، وقدّْ تَقدَّمَتْ في صِنَاعَةِ
غَواصَاتٍ وصَواريخَ ذاتِ مَدَى يَصِلُ الى 3000كم. ونجَحتْ في
صِنَاعَةِ طائراتٍ بدونِ طيَّارٍ لا يَكشِفُها الرَّادار؟.
إِنَّهُ أَمرٌ لا يُطَاقُ، سِيادَةُ الرَّئيسِ؛ نَحنُ في مَهَبِّ
الرِّيح. وبعدَ أَنْ أَكملَ المَلِكُ كلِمَاتِهِ، وكانَ يتكلَّمُ
بحُرقَةٍ وعصَبيَّةٍ، فبَدَى عليهِ التَّعَبُ واضحاً. وأَخَذَ يتنفَّسُ
بسُرعَة. فبادَرَ الطبيْبُ المراقِبُ لصِحَةِ المَلِكِ، الى زيادَةِ
ضَخِّ كميَّةِ غازِ الأُوكسجينَ، ليرتَاحَ المَلِكُ مِن الاجهَاد.
• الرَّئيسُ أُوبَامَا: جلالَةُ المَلِكِ، أَرجوأَنْ تكونَ أَكثرَ
هُدوءاً. فصِحَتُكُم تَهِمُّ مُستَقبَلَ أَمريكا بصورةٍ مُباشِرة.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: سيادَةُ الرَّئيسِ، هناكَ جوانبُ أُخرى،
تُهدِّدُ وجودَنَا غيرَ إِيران. سُوريَا الّتي أَصبَحتْ مُعضِلَةً
أَمامَنَا. فبَالرغمِ مِن دَعمِنَا الكبيرِ، والمُستمِرِّ للمعارَضَةِ،
لكنّها لَمْ تُحقِقْ الى الآنَ، ما نَصبُوإِليّه. والسَّببُ يَا
سيادَةَ الرَّئيسِ، امتِناعِكُم عَن تزويدِ المعارضَةِ بالسّلاح.
• الرَّئيسُ أُوبَامَا: جلالَةُ المَلِكِ، الموقِفُ الدُّوليّ
والرأْي العَامِّ العَالميّ، مَا عَادَا يَتحمّلانِ، مُجازَفَاتِنَا
فِي المَنطِقَة. فَنحنُ أَخطأنَا في أَفغانستَانَ، والعراقِ، ولا
نُريدُ تكرارَ مَزيدٍ مِن الأَخطَاءِ. فالرأْيُ العَامِّ الأَمريكي،
واقِفٌ لنا بالمرصَادِ، إِضافةً الى معانَاةِ الإِقتصَادِ الأَمريكي،
واستِفحالِ الدّورِ الروسِيّ في مَنطِقَةِ القِرْم.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: عِندَنَا الكثيرِ مِن الأَموالِ، ونحنُ لا
نَبخَلُ في دَعمِ اقتصَادِكُم، إذا مَا أَثبَتُّمْ فِعلاً، بأَنَّكُم
تَحمونَ عَرشَ المَمْلَكَةِ، وأَمنِها الوَطني.
• الرئيسُ أُوبَامَا: بلا شَكٍّ يَا جَلالَةَ المَلِكِ، إِنَّ
أَمنَكُمْ وسَلامَةَ نِظامِ الممْلكَةِ، هُمَا مِن أَولوياتِ
سِياسَتِنَا الخَارجيَّة. لقَدّْ أَكدّنَا لكُمْ في زيارَتِنَا
السَابقَةِ للمَمْلَكَةِ، والّتي كانَتْ بتاريخِ 3/6/2009، بأَنَّ
الولاياتَ المتّحدَةَ، تَعتَبِرُ أَمنَ المَمْلَكَةِ وأَمنَ إِسرائيلَ
مُرتبطَانِ، بأَمنِنَا القَوميّ بصُورةٍ مُبَاشِرَةٍ، هذه ثوابتُ لا
نَحيدُ عَنها أَبداً.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: أَنتُمْ يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ،
تَقرأونَ التَّاريخَ جيّداً، وتَعرفونَ بدقَّةٍ موقِفَ والِدِنَا
المغفورِ لَه، عَبْدُ العَزيْزِ آلِ سُعود (رَحمَهُ اللهُ)، مِن
قضيَّةِ اليَّهودِ، وحقِّهِمْ التَّاريخيّ في فِلسطينَ، وأَعتقدُ
أَنَّكُمْ تَتذَكرونَ لقَاءَ الوالِدِ معَ السَّير (بيرسي كوكس)،
وإِمضائِهِ على الوثيقَةٍ الّتي جَاءَ فِيهَا: (إِعطاءُ فلسطينَ
للمَساكين اليَهُودِ أِو غَيرِهِم، كمَا تَراهُ بريطَانيَا، الّتي لا
أَخرجُ عَن رَأْيهَا، حَتّى تَصِيحَ السَّاعَةُ).
• الرَّئيسُ أُوبَامَا: نَعَمْ، إِنَّهُ مَوقِفٌ لازالَ اليَهُودُ
وأَصّْدِقاؤهُم، يَحمِلونَ لَهُ في نُفوسِهِم كلَّ جَميل.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: وهناك يَا سِيادَةَ الرَّئيسِ، مواضيعٌ
أُخرَى يَجِبُ أَنْ يكونَ موقِفُكُم مِنها واضِحاً مثلُ: العِراقُ،
حِزبُ اللهِ، الحوثيّون في اليَمن، الوَضعُ في البَحرَيّْن. كلُّها
تُشكِّلُ مَصادِرَ قَلقٍ جديَّةٍ لنَا.
• الرَّئيسُ أُوبَامَا: نَعَمْ أُشَاطِرُكُم الرأَيَ، لكنْ نَحنُ
وَضَعنَا حَزبَ اللهِ وحركَةِ الحوثيين على قَائمةِ الإِرهَاب.
وسَنتعَاونُ معَكُم بشَكلٍ جِدّي، لإِيجادِ حلولٍ لهذهِ المشَاكل.
وأَوَدُّ أَنْ أَلفِتَ عنايَتَكُم، بأَنَّ دَوْلَةَ قَطر، خَرجَتْ عَن
سَيطَرتِكُم. ونَخشَى مِن أَنْ تكونَ كذلك مَمْلَكَةُ البَحرَيّْن.
وهذه المَسَائِلُ تَجعَلُنَا نتَصوَّرَ، أَنَّ قبضَةَ المَمْلَكَةِ
بَدأَتْ تَضْعَفُ، في السَيطرةِ على دُوَلِ مَجلِسِ التَّعَاونِ
الخَليجيَّة. وفي مؤتَمرِ القِمَّةِ العربيَّةِ الخَامِسِ
والعِشْريْنَ، الّذي انعَقَدَ يَومَي 25-26 مِن هذا الشَّهرِ في
الكُوَيْتِ، كانَ صُوتُ دَولَةِ قَطَر، أَعلى مِن صَوتِكُم. وهذا يَعني
وجُودُ خَلَلٍ، في سِياسَتِكُم بالمَنطِقَة.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: صَحيحٌ أَنَّ قَطَرَ أَصبحَ وضْعُها
غَيّْرَ مُريحٍ لنَا، لكنّْ صَدِيقَكُمْ العِراقُ هو الآخَرُ غَيّْرِ
مُريْحٍ لَنا، فهو يتَّهِمُنَا بدَعمِ عمليَّاتِ الإِرهابِ، الّتي
تَحصلُ داخلَ أَراضَيه. وعليكُم يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ، إِقنَاعُ
أَصدِقَائكُمْ في العراقِ، أَنْ يُغيّروا هذا الإِسلوب. لأَنَّهُ
يُؤَلِبُ عَلينَا شِّيعَةَ العَالَمِ عموماً، وشِّيعَةَ المَمْلَكَةِ
في المَنطِقَةِ الشَّرقِيَّةِ خُصوصَاً. وأَنتُمْ تَعلمونَ أَنَّ
أَكثَرَ المنَاطِقِ إِنتاجَاً، للنَّفطِ فِي المَمْلكَةِ، مَوجُودٌ في
المنطِقَةِ الشَّرقيَّةِ مِنها، وهذهِ المنَاطِقُ يَسكُنُها الشِّيعَة.
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: لا تَنْسَ يَا جَلالَةَ المَلِكِ، أَنَّ
مَوقِفَكُم مِن قضَايَا حُقوقِ الانسَانِ، مُخيّبَاً للآمَال. فأَنتُم
تَعلمُونَ، بأَنَّكُم قِمتُمْ بخَرقِ (37) مادَّةٍ مِن موَادِّ حُقوقِ
الانسَانِ، كمَا بيَّنَتْ ذلك عِدَّةُ مُنظمَاتٍ عالميَّةٍ مُهتمَّةٍ
في المجالاتِ الانسَانيَّة. فأَنتُمْ حتّى لا تُعطُونَ للمرأَةِ
الحَقَّ، بقيادَةِ سَيَّارَةٍ. وهذا موضوعُ لَيسَ بالهَيّنِ، في نَظَرِ
الجِّهَاتِ الدُّوليَّةِ المُهتَمَّةِ، في جَوانِبِ الحُريَّاتِ
العَامَّة.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ، نَحنُ جَادّونَ
في إِجراءِ عَمليَّاتِ الإِصلاحِ في المَمْلَكَةِ، فقبَلَ يومينِ
وقَّعنَا أَمراً مَلكيَّاً، بتَعيينِ الأَميرِ (مقرن بن عبد العزيز)،
نائبَاً للمَلِكِ ولوَليّ العَهْد. كمَا لا يَفُوتُ على سِيادَتِكُمْ،
أَنَّ المِمْلَكَةَ تَرعَى العَدِيدَ مِن مُنظماتِ المُجتمِعِ
المَدَنيّ، مِنها هيئَةِ الأَمرِ بالمَعروفِ والنَهيَ عَن المُنكَرِ،
وهيئَةِ كِبَارِ العُلمَاء. أَمَّا مَسأَلَةُ قيَادَةِ المرأَةِ
للسَّيارَةِ، فهِيَ خاضِعَةٌ لتَعالِيم الفِقْهِ الوَهابيّ، الّذي
يَعتبِرُ المرأَةَ ناقِصَةَ عَقْلٍ ودِيْنٍ. ونحنُ لا نَستَطيعُ
الحيُودَ عَن فِقهِ مَذهَبِنَا، فَهو المَصدَرُ الّذي يُعطينَا
الشَّرعيَّةَ في حُكْمِ المَمْلَكَة. مثلَمَا اليَهُودُ لا
يَستَطيعُونَ الحِيُودَ عَن تَعاليمِ التَّلمودِ المُقَدَّسِ، لأَنَّهُ
يُعطِيهِم الشَّرعِيَّةِ في أَرضِ المِيْعَاد.
إضافةً لذلك يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ، فنحنُ نَرجُو مِنكُمْ، دَعْمَ
قُوَّتِنَا العَسكريَّةِ، لنَكُونَ على استِعدَادٍ لمواجهَةِ
التَّحَديَاتِ، الّتي تُهدِّدُ أَمْننَا الوَطنيّ.
وأَرجوكَ يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ، أَنْ تُقنِعَ أَعضاءَ الكونكَرِسِ،
للموافقَةِ على بَيعِ صِفقَةٍ مِن الطَائِرَاتِ المُوجَهَةِ بدونِ
طَيَّارٍ لنَا. لأَنَّنَا نَشُكُّ في قُدرَةِ سِلاحِنَا الجَوِّيّ،
لمواجهَةِ تَحَديَاتِ المُستقبَلِ، لأَنَّ الطَيَّارَ السُعودِيّ ليْسَ
مُستعداً، للتَّخلّي عَن حيَاةِ التَّرفِ، الّتي يَعيشُها ليَذهبَ
للقِتَال. كمَا إِنَّنَا نَتوَجَسُ مِن عددٍ منَ الطَيَّارينَ
السُعوديّينَ. فَمِنهُم مِن هو مُتَأَثِّرٌ بحركَةِ الاخوَانِ
المُسلمينَ في مِصرَ، والبَعضُ الآخرُ مُتَأَثِّرٌ بدَعواتِ الرَّبيعِ
العَربي، ورُبمَّا البَعضُ مِنهُمْ، سَتُغريْهِ دَوْلَةُ قَطَر،
للتَمَرُدِ عَليّنَا. لِذا قَررنَا أَنْ يكونَ سِلاحُنَا الجَوِيّ، مَن
الطَائراتِ المُوَجَّهَةِ بِدُونِ طَيّار. كمَا أَنَّ هذا السِلاحُ،
سيكونُ مُوَجَّهَاً ضِدَّ إِيرانَ، جَنْبَاً الى جَنْبٍ مَعَ سِلاحِ
الجَو الإِسْرائِيليّ، إذا مَا دَعَتْ الحَاجَةُ لحِفْظِ أَمنِكُمْ
الدُوَليّ.
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: سأَبذِلُ كُلَّ مَا بوسْعِي لتَأْمينِ ذلك،
لكنْ يَجِبْ أَنْ تَضَعُوا في حُسبَانِكُم، أَنَّ هذا النَّوعُ مِن
الأَسلِحَةِ، بَاهِضُ الثَّمَنِ جِداً، لكونِهِ سلاحٌ خاصٌ بأَمريكا
فَقطّ، ويحتَوي على تِقَنِيَّاتٍ الكترونِيَّةٍ مُتَطوِّرَةٍ للغَايَة.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: لا بَأْسَ يَا سِيَادَةَ الرَّئيسِ فِي
ذلك، فالأموالُ فَائِضَةٌ عِندَنَا، وسنَدفَعُ لكُم نَقْداً كُلّ ما
تَطلِبُونَهُ، مُقَابِلَ الحِفاظِ على أَمنِ العَرشِ السُعودِيّ. فنحنُ
نَخشَى على أَمنِنَا مِن الخَارجِ والدَّاخِلِ أَيضَاً. وهذا مَا
يُسبِبُ لنَا الكثيرَ مِن عَدَمِ الارتيَاحِ، وهذا يَنعَكسُ سَلباً على
وَضعِنَا الصِحِيّ.
• الرَّئيسُ أُوْبَامَا: حَسَناً، اتَّفَقنَا، وسيَردُكُمْ مَا
يَسُرُكُمْ، ويُثلِجُ صُدورَكُمْ. واسمحوا لنَا يَا جَلالَةَ الملكِ،
بالانصِرافِ مِن حَضرَتِكُمْ. لأَنَّنَا والفَريقَ المرافِقَ لنَا،
قَدّْ أَعيَانَا التَّعبُ مِن طُولِ السَّفَر. أَتَمَنّى لجَلالَتِكُمْ
ولأَفْرَادِ العَائِلةِ المالِكَةِ التَّقَدُمَ والازدِهَار.
+ المَلِكُ عَبْدُ اللهِ: أَشكُرُكُمْ سِيَادَةَ الرَّئيسِ على
تَطمِينَاتِكُمْ، ونَحنُ نُجَدِدُ عَهْدَ الوَلاءِ، لكُمْ
ولصَدِيقَتِنَا إِسرائِيْلَ، ونحنُ لَنْ نَخرُجَ عَن رأْيكُمْ حتّى
تَصيْحَ السَّاعَة.
مُلاحَظَةٌ:
هذا الحِوَارُ مِن التَّصَوّرَاتِ الخَيَالِيَّةِ للكَاتِبِ، ولكِنْ
هذهِ المُحَاوَرَةُ، وإِنْ كانَتْ خَيَالِيَّةً، إِلاّ أَنَّها تَعكِسُ
الكَثِيرَ مِن مَلامِحِ الوَاقِع.
* كاتِبٌ وبَاحِثٌ عِرَاقي
Mjsunbah1@gmail.com |