ترشح السيسي.. هل مصر على موعد مع فرعون جديد؟

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: لم يعد السؤال في مصر هل سيرشح القائد العام للجيش المشير المستقيل عبد الفتاح سعيد السيسي نفسه لمنصب رئيس الدولة، بل باتت التساؤلات تتضمن ما هي التحديات التي تواجه بلاد الفراعنة في المستقبل القريب، بمعنى ما هي الآفاق المستقبلية التي ستشهدها مصر في حال تنصيب السيسي رئيسا لها؟.

تأتي هذه التساؤلات في وقت يحظى فيه المشير المستقيل بتأييد الجيش أقوى مؤسسة في البلاد ووزارة الداخلية وكثير من الساسة الليبراليين ومسؤولي عهد مبارك ورجال الأعمال، مع شعبية كبيرة ستتيح له هذه القوى على الأرجح الكثير من الوقت لاثبات نفسه كرئيس، في الوقت الذي تخلو الساحة من أي سياسيين آخرين يمكنهم تحديه في أي وقت قريب.

فكما يبدو من الوهلة الاولى نتيجة لحمى الاعجاب بالسيسي حتى من لدن السياسيين الدوليين، أن المعركة الانتخابية شبه محسومة لصالحه، على الرغم من أنه لم يكن معروفا قبل أن يعينه الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين وزيرا للدفاع في أغسطس آب 2012 لكنه نال شعبية واسعة بعد اعلانه في يوليو تموز 2013 عزل مرسي بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه.

فيما يرى بعض المراقبين ان ظهور عسكري من جديد في سدة الحكم من شأنه أن يثير قلق جهات معارضة محلية ودولية والحلفاء الغربيين مثل الولايات المتحدة وأن يثير احتمال زيادة العنف على أيدي معارضي السيسي، بعد أن كانت انتفاضة عام 2011 قد أحيت آمالا في تغيير ديمقراطي في الدولة التي هيمن عليها العسكريون طويلا.

إذ يخشى منتقدو السيسي أن يصبح زعيما مستبدا آخر – فرعون جديد- يحافظ على مصالح الجيش والمؤسسة الحاكمة التي تعود الى حقبة مبارك ويبدد الآمال في الديمقراطية والإصلاح والعدالة الاجتماعية التي انتعشت بعد احتجاجات الشباب التي أطاحت بمبارك وإن لم تطح بنظامه، ويرى هؤلاء المنتقدين أن يؤدي انتخاب السيسي الى العودة الى عهود التسلط.

حيث يرى معارضوه انه السبب في أكثر الاضطرابات الأهلية دموية في تاريخ مصر الحديث

عندما قتل نحو 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه ومن بينهم مئات من قوات الأمن قتلوا في تفجيرات وهجمات مسلحة نفذها متشددون في شبه جزيرة سيناء وامتد نطاقها للقاهرة ومدن أخرى، ناهيك عن قتل واعتقل مجموعة كبيرة من انصار الرئيس المعزول محمد مرسي.

ويخشى معارضوه أن تتولى رئاسة البلاد مجددا شخصية ذات خلفية عسكرية قمعية كما كان الحال لعقود، وإذا انتخب السيسي رئيسا لمصر فإنه سيصبح الأحدث في سلسلة حكام جاءوا من الجيش وهو مسار انقطع لعام واحد اثناء رئاسة مرسي.

في المقابل ينظر أنصار السيسي اليه كمنقذ يستطيع إنهاء الاضطراب السياسي الذي يلازم مصر منذ ان أنهت انتفاضة شعبية في 2011 حكم حسني مبارك الذي استمر ثلاثة عقود، لكن يتوقع أغب المحللين أن تتزايد هجمات المتشددين بعد ترشح السيسي وهو ما يعكس حجم التحديات الأمنية التي سيواجهها الرجل في حال فوزه بالرئاسة، ويبدو أنه يدرك هذه التحديات الصعبة.

بينما يرى اغلب المحللين بأن المشير الجديد يغرس احدى قدميه في الماضي المصري ابان حكمة الزعيم السابق جمال عبد الناصر، كما تبديه دلائل عديدة في رغبته بالرجوع للماضي، وتمثلت بالتعديلات التي تم على كل المستويات خلال الاونة الاخيرة، وذلك بهدف استعادة الهيبة المصرية إقليميا، وكذلك توسيع نفوذه محليا، وبالتالي فانه بهذه السياسيات يكشف وجها شبيها للزعيم السابق جمال عبد الناصر.

لكن يتساءل بعض المحللين هل يمكن أن يترجم السيسي -العسكري المحترف- المهارات التي يتطلبها منصب الرئيس –كسياسي محترف- في حال لو انتخب رئيسا لمصر في الانتخابات المقبلة، ويجيب محللون آخرون على هذا التساؤل بالإشارة الى خطواته قبل عزل مرسي التي كشفت عن مهارة سياسية كبيرة فقد تمكن من كسب إجماع أطراف أساسية من زعماء سياسيين إلى رجال دين قبل أن يتخذ قرار العزل، كما يرى المقربون من السيسي أن بإمكانه الفوز بأصوات من أيدوا محمد مرسي في انتخابات الرئاسة عام 2012 لمجرد أنه كان يمثل بالنسبة إليهم تغييرا عن عهد حسني مبارك.

لكن يرى بعض مراقبين إن السيسي لم يتخذ إلا مؤخرا ما يصفونه بالقرار المحفوف بالمخاطر بالترشح للرئاسة، فربما قد يتحرك الجيش إذا ساءت الأمور وتلطخت صورته، يمكن أن يكون سقوطه مفاجئا وحادا.

يترشح للرئاسة ويترك الجيش

في سياق متصل أعلن المشير عبد الفتاح السيسي استقالته من منصبه كقائد عام للقوات المسلحة المصرية ووزير للدفاع وترشحه لرئاسة البلاد في الانتخابات المتوقعة خلال أشهر والتي ينتظر أن يفوز بها بسهولة، وتعين على السيسي (59 عاما) الاستقالة من الحكومة والتخلي عن صفته العسكرية كي يدرج اسمه في قاعدة بيانات الناخبين وهو شرط لازم للترشح، ولا يسمح للعسكريين بالانتخاب أو الترشح أثناء خدمتهم في الجيش وكذلك رجال الشرطة.

وقال السيسي في بيان عبر التلفزيون الرسمي قبل قليل "اليوم أقف أمامكم للمرة الاخيرة بزيي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع"، واضاف "أتقدم لكم معلنا عزمي الترشح لرئاسة جمهورية مصر العربية... أمتثل لإرادة جماهير واسعة طلبت مني التقدم لنيل هذا الشرف".

وجاء البيان بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بحضور الرئيس المؤقت عدلي منصور الذي قرر ترقية رئيس الأركان صدقي صبحي إلى درجة فريق أول وهو ما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظا لخلافة السيسي في وزارة الدفاع.

وقالت وسائل اعلام حكومية إن ميدان التحرير بوسط القاهرة شهد تواجدا أمنيا مكثفا وانتشرت فيه مدرعات للجيش مع بدء توافد مواطنين للاحتفال.

وتعهد السيسي ببناء دولة خالية من الخوف والارهاب وقال "نحن مهددون من الإرهابيين من قبل أطراف تسعى لتدمير حياتنا وسلامنا وأمننا... سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والارهاب"، وكذلك "إعادة ملامح الدولة وهيبتها التي أصابها الكثير خلال الفترة الماضية... مهمتنا استعادةُ مصر وبناؤها".

وأقر السيسي بصعوبة المهمة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وقال "لدينا نحن المصريين مهمة شديدة الصعوبة.. ثقيلة التكاليف"، وأضاف "أنا لا أقدم المعجزات... لن ينجح الحاكم بمفرده بل سينجح بشعبه وبالعمل المشترك معه"، وتابع "المصريون يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمن وحرية وأن يكون لديهِم الحق في الحصول على عمل وغذاء وتعليم وعلاج ومسكن في متناول اليد"، وبخلاف السيسي لم يعلن أحد من الشخصيات السياسية البارزة في البلاد عزمه الترشح للرئاسة حتى الآن سوى حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012، وقال السيسي "عايز أؤكد أن اعتزامي الترشح لا يصح ولا يجوز أن يحجب حق الغير وواجبه إذا رأى لديه أهلية التقدم للمسئولية .. هيسعدني إن ينجح أي من يختاره الشعب ويحوز ثقة الناخبين".

وبعد القاء السيسي كلمته قال رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب في اتصال مع التلفزيون المصري "أقسمنا أن نرعى مصالح هذا الشعب ونرعى الدستور والقانون ونرعى مصالح هذا الشعب في توفير مناخ حيادي وشفاف في انتخابات العالم كله سيشهدها وسيرى أنه سيكون هناك المناخ لانتخابات حيادية"، وأضاف "الحكومة تقف على الحياد تماما.. وأؤكد أن الحكومة واقفة على الحياد الكامل في هذه المرحلة الفارقة من تاريخ مصر". بحسب رويترز.

وعرض التلفزيون الرسمي تقريرا مصورا عن صباحي عقب كلمة السيسي، وأثنى حسام مؤنس

المتحدث باسم التيار الشعبي الذي يتزعمه صباحي على ذلك. وقال من خلال الصفحة لرسمية لحملة صباحي على فيسبوك إن الحملة تنتظر موافقة التلفزيون على إتاحة فرصة للمرشح المحتمل لالقاء كلمة متلفزة مثل السيسي.

وقالت الحملة في بيان أنها "ستعتبر المشير عبد الفتاح السيسى المرشح الرئاسى مرشحا عاديا شأنه في ذلك شأن بقية المرشحين الآخرين لذلك ستخوض المعركة الانتخابية للنهاية آملة في الفوز خاصة أنهم يخوضون المعركة الانتخابية من أجل هذا الغرض وليس من أجل تجميل الصورة أو ديكور للعملية الانتخابية كما يردد البعض"، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الأمين العام لحزب النور السلفي المهندس جلال مرة قوله إن "من حقه (السيسي) كمواطن وطني من أبناء مصر الشرفاء أن يرشح نفسه للانتخابات"، وكان النور حليفا سابقا للاخوان لكنه أيد عزل الجيش لمرسي.

في المقابل قال خالد داود المتحدث باسم حزب الدستور الليبرالي الذي أسسه الاصلاحي البارز محمد البرادعي "السيسي بيتكلم كرئيس مش كمرشح وقال ان قراره بناء على طلب الجماهير.. ما جابش سيرة الديمقراطية وحقوق الإنسان. التلفزيون الرسمي حيذيع كلمة صباحي؟"، كما قال القيادي بالجماعة الإسلامية طارق الزمر عبر صفحته على فيسبوك "أهم دلالات ترشح السيسي رئيسا للجمهورية ... أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد أصبح حزبا سياسيا يرشح من بين أعضائه رئيسا للجمهورية ينافس من لا قبل لهم بمنافسته إذا سمح لهم بذلك"، وهرب الزمر خارج البلاد بعد عزل مرسي إذ تلاحقه السلطات قضائيا.

كما نقلت بوابة الاهرام على الانترنت عن متحدث باسم حزب مصر القوية الذي يترأسه المرشح الرئاسي السابق والقيادي المنشق عن الاخوان عبد المنعم أبو الفتوح قوله "من كان جزءا من الأزمة لن يكون جزءا من حلها" في إشارة للسيسي، وقال السيسي اليوم "نحن نريد الوطن لكل أبنائه دون إقصاء أو استثناء أو تفرقة نمد أيدينا للجميع في الداخل وفي الخارج معلنين أن أي مصري أو مصرية لم تتم إدانته بالقانون الذي نخضع له جميعا هو شريك فاعل في المستقبل بغير حدود أو قيود".

لن يكون هناك استقرار او امن

وفي اول رد فعل، قال القيادي في جماعة الاخوان المسلمين ابراهيم منير لفرانس برس "لن يكون هناك استقرار او امن في ظل رئاسة عبد الفتاح السياسي".

وتعهد السيسي بان يستمر في مكافحة الارهاب، وقال "نحن مهددون من الإرهابيين، من قبل أطراف تسعى لتدميرِ حياتنا وسلامنا وامننا وصحيح ان اليوم هو اخر يوم لي بالزي العسكري ولكني سأظل احارب كل يوم من أجلِ مصر خالية من الخوف والارهاب، ليس مصر فقط ، بل المنطقة بأكملها بإذن الله".

واعتبرت جماعة الاخوان المسلمين وانصارها ان السيسي قام ب"انقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب" بينما يرى معارضوها ان تدخل الجيش جاء استجابة لمطالب الشعب الذي نزل الى الشوارع احتجاجا على ما يصفونه بسعي الجماعة للهيمنة على "مفاصل الدولة" وفرض رؤية متشددة للاسلام على المجتمع.

ورفضت الجماعة الاعتراف بخارطة الطريق التي اعلنها السيسي نفسه في الثالث من تموز/يوليو الماضي وتضمنت مرحلة انتقالية يتم خلالها وضع دستور جديد للبلاد ثم اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. بحسب فران برس.

ومنذ فض اعتصامي انصار مرسي في القاهرة في 14 اب/اغسطس الماضي، شنت الاجهزة الامنية حملة قمعية ضد الاخوان اسفرت عن مقتل قرابة 1400 شخص وتوقيف قرابة 15 الف اخرين من بينهم معظم قادة الجماعة وتتم احالة هؤلاء تابعا الى المحاكمة باتهامات تتعلق بممارسة العنف او التحريض عليه.

وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي، صنفت الحكومة المصرية جماعة الاخوان "تنظيما ارهابيا".

وسعى السيسي في كلمته الى خفض سقف توقعات المصريين الذين يأملون في تحسن سريع في احوالهم المعيشية بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات انعكست في ازمة اقتصادية حادة وفي ارتفاع في نسبة التضخم التي بلغت قرابة 10% خلال العام الاخير.

مهمة ضخمة

على الصعيد نفسه يحظى عبد الفتاح السيسي بإعجاب شديد لدى كثيرين من المصريين الذين يعتبرونه بطلا بعد ان أطاح في يوليو تموز بأول رئيس منتخب في انتخابات حرة في مصر، وأثار السيسي توقعات وتطلعات وصلت الى عنان السماء لكنه لم يقدم حلولا مفصلة لمشاكل الفقر ونقص امدادات الطاقة والبطالة التي تثقل كاهل معظم سكان مصر البالغ عددهم حوالي 85 مليون نسمة، ولم يقض على حملة من أعمال العنف والتفجيرات يقودها إسلاميون متشددون في سيناء اتسع نطاقها منذ عزل مرسي.

ولم يظهر السيسي كثيرا اثناء شغله منصب مدير المخابرات الحربية اثناء حكم مبارك. وعين مرسي السيسي قائدا للجيش ووزيرا للدفاع في أغسطس آب 2012 بتقديرات خاطئة بأن الجيش سيدع الاخوان المسلمين ينفذون برنامجه الاسلامي مادام انه سيحتفظ بامتيازاته الضخمة، وبعدما اكتسبت حملة منسقة بعناية مناهضة لمرسي قوة دفع إختار السيسي اللحظة المناسبة وأمهل الرجل الذي عينه وزيرا 48 ساعة ليستقيل وإلا واجه تحركا عسكريا، وبعدئذ أطاح بمرسي الذي تحداه وساقه إلى السجن ليواجه في نهاية المطاف اتهامات يمكن أن تصل عقوبتها إلى الاعدام. بحسب رويترز.

وقال جمال عيد المحامي والناشط في مجال حقوق الانسان إنه توجد مخاوف حقيقية لها اسبابها، وأضاف أن الانتهاكات الحالية لحقوق الانسان تثير كثيرا من القلق بشأن حكم السيسي، لكن وسط خيبة الأمل الواسعة ازاء السياسيين والمحتجين يحظى السيسي بدعم من القوات المسلحة القوية ووزارة الداخلية وأيضا الكثير من السياسيين والمسؤولين السابقين في عهد مبارك الذين يستعيدون مكانتهم الآن.

العسكري المحترف هل سيصبح سياسي محترف؟

الى ذلك لقد خلف السيسي المشير حسين طنطاوي الذي شغل منصب وزير الدفاع لعشرين عاما في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك رغم أنه كان أصغر اعضاء المجلس العسكري، وترأس طنطاوي المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار مصر لمدة 16 شهرا اتسمت بالاضطراب في اعقاب الاطاحة بمبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وسلم طنطاوي السلطة لمرسي في 30 يونيو حزيران 2012 بعد انتخابات رئاسية وصفت بأنها أول انتخابات حرة تشهدها مصر، وكان ينظر لقبول الجيش تعيين السيسي من قبل مرسي على أنه مؤشر لخضوع الجيش الذي خرج منه كل رؤساء مصر منذ 1952 لأول رئيس مدني للبلاد لكن بعد عام واحد عزل السيسي مرسي في استجابة لمطالب قطاع كبير من المصريين، وربما يكون أحد أسباب شعبية السيسي انه من ابناء المؤسسسة العسكرية التي تحظى بتقدير واسع لدى غالبية المصريين.

وابان حكم مرسي حذر السيسي من حدوث اضطراب وانقسامات سياسية لكنه أكد مرارا أنه لا ينبغي للجيش أن يعود للسياسة، وبخلاف السيسي لم يعلن أحد من الشخصيات السياسية البارزة في البلاد عزمه الترشح للرئاسة حتى الآن سوى حمدين صباحي الذي حل ثالثا في انتخابات الرئاسة السابقة عام 2012. بحسب رويترز.

وعزا صباحي في مقابلة مع رويترز هذا الشهر شعبية السيسي إلى "الشعور الجمعي بالخوف على قضية الأمن" وهو ما يدفع الناس إلى اللجوء "إلى قوة قادرة على أن تقهر أو تفل الحديد بالحديد"، لكن صباحي حمل السيسي "مسؤولية مباشرة أو ضمنية سياسية" عن انتهاكات حقوقية وقعت في مصر خلال الفترة الانتقالية التي تلت عزل مرسي، وبحسب بيان المتحدث العسكري تفقد السيسي تشكيلا عسكريا جديدا بالجيش وأوصى بضرورة "دراسة كافة المخاطر والتهديدات الإرهابية المحتملة ضد الأهداف والمنشأت الحيوية وكيفية التصدى لها بالأسلوب الأمثل والتدريب الجاد على هذه النوعية الخاصة من المهام".

ونشأ السيسي في حي الجمالية بالقاهرة وهو حي شعبي فقير شأنه شأن الكثير من احياء العاصمة المصرية وغيرها في انحاء البلاد، وتخرج من الكلية الحربية عام 1977 والتحق بسلاح المشاة. ونال العديد من الدرجات العلمية العسكرية أبرزها حصوله على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 وزمالة كلية الحرب العليا الأمريكية عام 2006، والسيسي متزوج ولديه أربعة ابناء بينهم ثلاثة ذكور وبنت واحدة وزوجته محجبة، وفي المرات القليلة التي تحدث فيها السيسي عن الشأن العام بعيدا عن مجال اختصاصه كشف عن ملامح رؤيته الاقتصادية وأقر بصعوبة الوضع الاقتصادي لبلاده.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/نيسان/2014 - 29/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م