تصعيد الحرب وتغيير ميزان القوة في سوريا

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عدم حسم المعارك لجهة بعينها، هو العنوان الأبرز للصراع المسلح بين طرفي النزاع داخل الأراضي السورية، فيما أشارت تقارير دولية، ان عملية الكر والفر بين قوات النظام ومقاتلي الجماعات المسلحة، تعكس بوضوح الخلافات السياسية بين الداعمين للجهتين وعدم توافقها حول رؤية موحدة بشأن الازمة السورية مع دخولها في عامها الرابع.

كما حذر اخرون ان أي اخلال في موازين القوى، او محاولة تدعيم موقف على حساب الاخر سوف يصب في مصلحة الجماعات المتطرفة وانتشار الإرهاب، الذي سيكون لاحقاً عابراً لحدود سوريا وبمختلف الاتجاهات.

ويبدو ان المكاسب التي يفرضها النظام بين الحين والأخر، قد أربكت أطراف المعارضة والدول التي تقف خلفها، خصوصاً بعد احكام السيطرة على "القلمون" بعد تقطيعها الى أجزاء صغيرة، كما تعد ثاني أكبر كسب ميداني بعد معركة "القصير"، وبذلك يرجح المحللون ان المعارضة المسلحة تحاول البحث عن انتصارات سريعة من اجل كسر فرضية الانتصارات المتواصلة لقوات النظام بصورة متصاعدة.

وفيما تنامى الحديث عن إمكانية تفعيل مؤتمر "جنيف" بنسخته الثالثة، كشفت مصادر مطلعة ان موازين الحرب في سوريا تجري على أساس المزيد من التصعيد العسكري من اجل تحقيق المزيد من السيطرة على الأراضي، من قبل طرفي النزاع قبل الذهاب الى أي حوار يجري على طاولة المفاوضات.

أهمية حلب

في سياق متصل لحلب أهمية محورية لتحقيق هدف الرئيس بشار الأسد بالخروج بدولة قابلة للبقاء من بين أنقاض سوريا ومن هنا كانت الرسالة المروعة التي بعثت بها قواته لسكان المدينة وهي، واحد يساوي خمسة، وقال شرطي محلي في المدينة يدعى عمار "قلنا لهم (السكان) أن كل قذيفة (يطلقونها) تساوي خمسة براميل متفجرة"، ويرى عمار أن أي مدني يصاب من جراء استخدام هذا السلاح شديد التدمير يستحق ما يحدث له لتسامحه مع "الارهابيين"، وأضاف "لم يصدقونا وواصلوا إطلاق القذائف ولذلك رد الجيش بقصفهم باستخدام البراميل المتفجرة".

وبعد نحو عامين من سيطرة المعارضين على نصف أكبر مدينة سورية أصبحوا في موقف الدفاع بينما تتقدم القوات الحكومية في ثلاثة اتجاهات، وإذا تمكن الأسد من استعادة حلب فستعود له السيطرة على أكبر ثلاث مدن في سوريا والتي تمثل حصنا لمحافظتي اللاذقية وطرطوس المطلتين على البحر المتوسط اللتين تشكلان معقل الأقلية العلوية التي ينتمي اليها، ومع انقسام بقية البلاد بين مناطق كردية تدير شؤونها في الشمال الشرقي وعدد من جماعات المعارضة الاسلامية في الشرق فمن الممكن أن تكتسب تجزئة سوريا صفة الدوام.

والمعركة من أجل السيطرة على حلب تتأرجح صعودا وهبوطا (فقد حقق مقاتلو المعارضة بعض المكاسب مؤخراً) لكن قوات الأسد ردت وأسقطت براميل متفجرة من طائرات هليكوبتر على عدة مناطق يسيطر عليها المعارضون في الشرق، وشدد الجيش هجومه في ديسمبر كانون الأول وقصف مناطق مدنية بعشرات البراميل المتفجرة وهي عبارة عن براميل نفط محشوة بالمتفجرات والشظايا التي تسبب دمارا هائلا دون تمييز.

وفي ستة أسابيع قتلت البراميل المتفجرة أكثر من 700 شخص معظمهم مدنيون وأجبرت عشرات الالاف على الفرار من منازلهم، فرت خديجة وأطفالها الستة من منزلها في حي السكري الذي يقع شرق المدينة عندما ضرب الحي ببرميل متفجر في أواخر يناير كانون الثاني، ومرت هذه الاسرة من خلال ما يطلق عليه "معبر الموت" وهو ممر يمتد 100 متر ويسيطر عليه القناصة بين نصفي حلب الشرقي والغربي على أمل أن تجد حياة أفضل في الجانب الآخر.

وقالت "عندما وصلنا إلى الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة ضربنا الجنود بوحشية بعصاة"، ولأنهم حرموا من الحصول على تصريح إقامة في الاراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة فهم ينامون في أي مكان يجدون فيه المأوى ويتنقلون كل بضعة أيام للهرب من قوات الامن، وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعني بحقوق الانسان ومقرها نيويورك إن صور الاقمار الصناعية أظهرت 340 موقعا ضربت في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب في الفترة بين أوائل نوفمبر تشرين الثاني وأواخر فبراير شباط.

وبدا أن الدمار "يتسق بشدة مع تفجير براميل شديدة الانفجار غير موجهة"، ونددت القوى الغربية باستخدام البراميل المتفجرة باعتبارها جريمة حرب لكنها مستمرة في السقوط كل يوم تقريبا على حلب وأجزاء أخرى من سوريا حيث قتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وأدى القصف إلى نزوح الاف الأشخاص عن ديارهم فر بعضهم إلى تركيا بينما انتقل آخرون مثل خديجة إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب حيث اضطروا إلى الإقامة في الشوارع وفي الحدائق والمدارس.

وقالت عبير وهي باحثة تعمل في حلب للهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين إن قوت الأسد تقصف حتى المناطق التي أصبحت تسيطر عليها الحكومة وكانت تسيطر عليها المعارضة في إطار ما وصفته بأنه "سياسة العقاب الجماعي"، وقالت "يواصلون ضرب الاحياء بالبراميل المتفجرة لمعاقبة سكانها لاحتضانهم مقاتلي المعارضة لدى دخولهم."

ويقيم بعض الذين اضطروا إلى الفرار في الشوارع وغالبا ما يكون ملجأهم من الاقمشة المهلهلة المصنوعة من المشمع، ولجأ آخرون للذود بمباني المدارس حيث يقيمون في فصول دراسية تكتظ بالعشرات حتى مع حضور التلاميذ للدراسة مما يثير توترات اجتماعية في مدينة كانت تشتهر في وقت من الأوقات بتنوعها الديني والسياسي. بحسب رويترز.

وقالت عبير "حلب تعاني نوعا مروعا من التفتت الاجتماعي بسبب الكراهية بين سكانها وزيادة أعداد النازحين التي عمقت من هذا التفتت"، وفر عبد الجبار مع أسرته من هجوم بالبراميل المتفجرة في يناير كانون الثاني لكن هذه الاسرة تعيش منذ ذلك الحين كالمنبوذين في حديقة عامة في الجانب الآخر من المدينة، وقال عبد الجبار إن قوات الامن منعتهم من الاقامة مع أقاربهم في المنطقة التي تسيطر عليها الحكومة، وأضاف "السلطات تفرض علينا قيود إقامة كما لو كنا غرباء في بلدنا".

جبهات جديدة

الى ذلك أسقطت القوات المسلحة التركية طائرة سورية قالت إنها اخترقت مجالها الجوي قرب منطقة يشتبك فيها مقاتلو المعارضة مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد للسيطرة على معبر حدودي، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في مؤتمر حاشد لأنصاره في شمال غرب تركيا قبل الانتخابات المحلية المقررة في 30 مارس آذار "انتهكت طائرة سورية مجالنا الجوي، طائراتنا من طراز إف 16 أقلعت وأسقطت هذه الطائرة، لماذا؟ لأنك إذا اخترقت مجالي الجوي فان صفعتنا بعد ذلك ستكون قاسية".

وأدانت سوريا الواقعة التي وصفتها بأنها "اعتداء سافر" وقالت إن الطائرة كانت تلاحق مقاتلي المعارضة داخل الأراضي السورية، وأضافت أن الطيار تمكن من الهبوط بالمظلة من الطائرة قبل تحطمها، وذكرت هيئة الأركان التركية أن أحد مراكز المراقبة الجوية التابعة لها رصد طائرتين سوريتين من طراز ميج -23 وأرسل لهما أربعة تحذيرات بعد أن اقتربتا من الحدود التركية. بحسب رويترز.

وأضافت أن احدى الطائرتين دخلت المجال الجوي التركي فوق مدينة يايلاداجي شرقي معبر كسب الحدودي، وأطلقت مقاتلة تركية من طراز إف-16 صاروخا على الطائرة السورية مما أدى الى تحطمها على مسافة نحو 1200 متر داخل الأراضي السورية، وأظهرت لقطات مصورة نشرها مقاتلون سحبا من الدخان الأسود تتصاعد خلف تلال في المنطقة الحدودية وهو المكان الذي قالوا ان الطائرة تحطمت فيه.

وحدثت الواقعة بعد ستة أشهر من إسقاط المقاتلات التركية طائرة هليكوبتر سورية دخلت المجال الجوي التركي في المنطقة الحدودية ذاتها، وأصبح اردوغان الذي كان حليفا وثيقا للأسد أحد أشد منتقديه بسبب أسلوب تعامل الأسد العسكري مع انتفاضة سوريا، ووفر اردوغان المأوى لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد وقدم لهم الدعم، ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في الخارجية السورية قوله ان ما حدث غير مسبوق وغير مبرر.

فيما اشتبكت القوات السورية مع مسلحين إسلاميين مستعينة بدعم جوي سعيا لطردهم من معبر حدودي وبلدة في محافظة اللاذقية الساحلية معقل الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد، وكان مقاتلون من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة استولوا مؤخراً على بلدة كسب الأرمنية بعد سيطرتهم على معبر حدودي قريب في هجوم أعقب سلسلة هزائم لحقت بالمعارضة المسلحة في الجنوب في الآونة الأخيرة.

وظهرت في لقطات مصورة بثها نشطون سيارات تقل مقاتلين في شوارع البلدة المقفرة مارة أمام مبنى البلدية وتمثال محطم للرئيس السابق حافظ الأسد الذي حكم سوريا 30 عاما حتى عام 2000، ولم يسفر هجوم المعارضة المسلحة سوى عن السيطرة على جيب صغير من الأراضي لكنه وضع الأسد في موقف دفاعي وحرمه (على الاقل في الوقت الراهن) من اخر معبر حدودي من تركيا إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة.

وقال نشطون إن السلطات أرسلت تعزيزات إلى منطقة كسب لوقف تقدم مقاتلي المعارضة، وذكرت وسائل الاعلام الرسمية ان الجيش وميليشيا قوة الدفاع الوطني يحاصران المسلحين قرب الحدود، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتالا ضاريا دار على الطرف الشرقي لبلدة كسب وفي مناطق اخرى قرب الحدود، وأضاف أن الطائرات الحربية تقصف مواقع المعارضين المسلحين وتسبب حرائق في الغابات وظهر في لقطات تلفزيونية دخان يتصاعد من غابات منطقة الحدود.

وشن مقاتلو المعارضة هجمات ايضا داخل محافظة اللاذقية حيث هاجموا بلدة سولاس الواقعة إلى الجنوب وأطلقوا صواريخ خلال الليل على مدينة اللاذقية وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص، وميناء اللاذقية هو محور النقل الرئيسي لعملية دولية لنقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى خارج البلاد لكن المرصد قال إن الصواريخ لم تسقط قرب منطقة الميناء.

وتعرض الأسد لضربة مزدوجة عندما أسقطت تركيا طائرة سورية قالت إنها عبرت حدودها إضافة إلى مقتل هلال الأسد ابن عمه وقائد قوة الدفاع الوطني المحلية، وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو "يجب ألا يحاول أحد أو يجرؤ على اختبار قوة تركيا، قواعد الاشتباك واضحة وسيكون الرد واضحا متى انتهك مجالنا الجوي وقد سلمنا هذا الرد"، واتهمت سوريا تركيا ايضا بتوفير غطاء عسكري للهجوم على بلدة كسب قائلة إن القوات التركية أطلقت النار على الأراضي السورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "من الواضح ان هناك هجوما كثيفا بدأته الكتائب المقاتلة المعارضة بعد معركة القلمون في مناطق الشمال، لا سيما في محيط مدينة حلب، ثم في اللاذقية، وفي ريف ادلب"، واضاف "حققت الكتائب تقدما في كل هذه المناطق مقابل تراجع واضح لقوات النظام"، واوضح عبد الرحمن ان النظام "لم يتمكن من استعادة بلدة مورك الواقعة على الطريق بين حماة (وسط) ومعسكر وادي الضيف في ريف ادلب (شمال غرب) والتي سيطر عليها المعارضون قبل ستة اسابيع، ما قطع طريق الامداد على وادي الضيف"، مشيرا الى ان طائرات النظام تقوم بإلقاء المواد الغذائية والتموينية على المعسكر منذ اسابيع.

في المقابل، فتحت طريق الامداد لمقاتلي المعارضة في الشمال، وواصلت الكتائب المقاتلة تقدمها على هذا الخط فسيطرت خلال الايام الماضية على اكثر من 15 حاجزا الى شمال بلدة خان شيخون في ريف ادلب، بذلك، لا يبقى مع النظام في ريف ادلب، بحسب عبد الرحمن، سوى معسكري وادي الضيف والحامدية المطوقين، وبضعة حواجز، وبلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين.

في حلب، خسر النظام جبل الشويحنة غرب المدينة ومناطق في حي الليرمون وفي حلب القديمة، وجبل الشويحنة تلة استراتيجية كانت تحمي المدفعية الموجودة في حي جمعية الزهراء القريب من الليرمون، وقد تكبد النظام خسائر بشرية كبيرة في حلب بلغت خلال يومين فقط 42 عنصرا، بحسب المرصد السوري، واشار عبد الرحمن الى ان كل هذه المناطق تشكل بقعة جغرافية متصلة في شمال البلاد.

وقال ابراهيم ادلبي، متحدث باسم "تجمع الوية الصاعقة"، وهي وحدات مقاتلة تشارك في معارك كسب، "كل الطرق باتت مفتوحة للثوار بين ارياف اللاذقية وادلب وشمال حماة، ما يسهل الامدادات، هناك مثلث واسع تم تحريره"، واشار الى ان ما ساهم في تحقيق هذا التقدم هو "التنسيق الكامل بين الكتائب المقاتلة"، مشيرا الى ان القادة الميدانيين الذين يقودون العمليات هم "من الافضل، وهم يعملون معا".

واوضح ادلبي ان "التقدم في اللاذقية وحماة وادلب جاء بعد انسحاب الدولة الاسلامية في العراق والشام من هذه المناطق، ما ساعد الثوار على التركيز على عدو واحد"، وقال ان هذا الامر "ساهم في فتح الطرق وفي رفع معنويات المقاتلين"، واكد العقيد عفيف سليمان، رئيس المجلس العسكري في ادلب التابع لهيئة الاركان في الجيش الحر، ان "الوضع جيد جيدا على الجبهات الثلاث (اللاذقية وادلب وحماة)"، مضيفا ان "النجاح على ارض المعركة يكون من نصيب من يتحكم بطرق الامداد".

وتابع "بعد بدء معركة الساحل (اللاذقية)، سحب الجيش عددا كبيرا من مقاتليه من ادلب، ما فتح ثغرة استفدنا منها، وبدأنا هجومنا"، وذكر ادلبي من جهته ان من عوامل النجاح ايضا "وصول كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح من تركيا تتضمن قذائف صاروخية ومضادات للطائرات".

تعزيز السيطرة

من جانب اخر حققت القوات النظامية السورية نصرا كبيرا بدخولها قلعة الحصن الاثرية في ريف حمص في وسط البلاد التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة منذ اكثر من سنتين، ما يشكل خطوة اضافية نحو تعزيز سيطرته على الحدود مع لبنان، ويأتي الهجوم على بلدة الحصن، آخر معقل لمقاتلي المعارضة في ريف حمص الغربي، بعد ايام من سيطرة القوات النظامية على مدينة يبرود، آخر اكبر معقل لمقاتلي المعارضة في منطقة القلمون شمال دمشق الحدودية مع لبنان ايضا.

وبعد ان سيطرت القوات النظامية على بلدة الحصن باتت عمليا تتحكم بكل ريف تلكلخ وريف حمص الغربي، واقفلت الطريق الى الحدود مع لبنان في تلك المنطقة، بينما لا يزال مقاتلون من مجموعات المعارضة المسلحة منتشرين في المنطقة الجبلية من القلمون في ريف دمشق، لكنهم شبه مطوقين، وتسعى القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني الى تامين هذه المنطقة الحدودية التي تقول السلطات السورية انها ممر للسلاح والامدادات والمسلحين.

واعلن الاعلام الرسمي السوري ان "الجيش السوري رفع علم الوطن على قلعة الحصن بعد القضاء على الارهابيين الذين كانوا متحصنين فيها"، وبث تلفزيون "الميادين" الذي يتخذ من بيروت مقرا صورا مباشرة بدا فيها عدد من الرجال باللباس العسكري داخل القلعة وهم يرفعون العلم السوري ويلوحون به على سطحها، بينما تسمع اصوات رشقات رشاشة غزيرة.

وقال عقيد في الجيش السوري لمراسل تلفزيون "الميادين"، "تم تحرير قلعة الحصن والارياف والقرى المجاورة، معقل الارهابيين في ريف تلكلخ ومنطقة وادي حمص"، واضاف "استراتيجيا، هذا يعني ان خط الامداد الذي كان يبدأ من وادي خالد في لبنان في اتجاه تلكلخ ثم حمص انقطع، وحدينا من تسلل المسلحين والارهابيين من داخل سوريا ومن لبنان ودول اخرى"، وذكر العقيد ان "بعض فلول المسلحين يحاولون الهروب الى الاراضي اللبنانية، ومجموعات من الجيش والدفاع الوطني تقوم بملاحقتهم".

وكان مصدر عسكري سوري افاد عن مقتل 11 مقاتلا معارضا في كمين نصبته لهم القوات النظامية خلال فرارهم من بلدة الحصن في اتجاه الاراضي اللبنانية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الاكثر تطرفا في سوريا والمعروف اختصارا ب"داعش" هجّر حوالى 600 كردي سوري من محافظة الرقة الخاضعة لسيطرته في شرق سوريا.

وقال المرصد في بيان ان "الدولة الإسلامية في العراق والشام هجّرت من قرى تل أخضر وتل فندر واليابسة ومدينة تل أبيض نحو 600 مواطن كردي بينهم مسنون ونساء، عشية احتفالات المواطنين الكرد بالعيد القومي الكردي النوروز"، من جهة اخرى، اكد مصدر امني لبناني تعرض نازحين من سوريا لقصف خلال عبورهم معابر غير قانونية متفرقة على مجرى النهر الكبير الفاصل بين البلدين، ووقوع عشرات الاصابات.

 كما اشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى "عشرات القتلى والجرحى" نتيجة استهدافهم بالقصف من القوات النظامية بين الحصن والحدود اللبنانية، وبين القتلى لبناني قيادي في مجموعة "جند الشام" التي كانت تقاتل في قلعة الحصن يدعى خالد المحمود، وهو معروف ايضا بخالد الدندشي وابو سليمان، وقد نعاه اهله في مدينة طرابلس في شمال لبنان.

وقال المصدر الامني اللبناني انه تم نقل "ستين جريحا" ممن اصيبوا في القصف خلال محاولتهم دخول لبنان الى مستشفيات الشمال، مشيرا الى ان القصف طال منطقة وادي خالد اللبنانية واصاب منزلا بأضرار، وقال خالد حسين الذي شارك في نقل الجرحى والنازحين في منطقة وادي خالد ان "عملية النزوح من الحصن الى وادي خالد بدأت قبل ثلاثة ايام"، مشيرا الى دخول سبعين شخصا من غير المصابين. بحسب فرانس برس.

واشار الى وجود "جثث في مجرى النهر الكبير"، وقال "ان هناك عددا كبيرا من المقاتلين اللبنانيين السنة في الحصن مع مقاتلي المعارضة، وعدد كبير منهم من الشمال"، وفي منطقة اخرى من الحدود، نفذ الطيران السوري سلسلة غارات على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع ريف دمشق، وعرسال ذات غالبية سنية وهي تتعاطف اجمالا مع المعارضة السورية وتستضيف عشرات الاف النازحين السوريين.

ورجح مصدر امني لبناني ان يكون الطيران استهدف مقاتلين فارين من منطقة القلمون، الى جانب المنطقة الجبلية المحاذية لعرسال التي يتواجد فيها مقاتلو المعارضة في القلمون، تسعى قوات النظام السوري الى استعادة بلدة رنكوس جنوب يبرود، ورأى تشارلز ليستر من مركز "بروكينغز" للدراسات في الدوحة ان "الحدود اللبنانية ذات اهمية ضئيلة نسبيا في ما يتعلق بإمدادات السلاح (الى المعارضة المسلحة)، الا ان اهميتها تكمن في انها على الصعيد اللوجستي العام، تشكل واحة لإجراء الاتصالات وتوجد فيها مخابئ صغيرة آمنة".

واشار الى ان حركة العبور عبر الحدود كانت تتم بشكل رئيسي عبر يبرود والقرى المجاورة لها، الا انه لم يستبعد استمرار عمليات التهريب عبر استخدام طرق فرعية صغيرة في منطقة رنكوس وفي محيط قلعة الحصن، وتوقع ليستر ان تحقق قوات النظام السوري "خلال الاشهر القادمة انتصارات استراتيجية اخرى في ريف دمشق وريف حمص"، الا ان "طول الحدود وطبيعتها (ارض وعرة، وحدود غير مرسمة، الخ...) ستجعل امر اقفالها نهائيا في وجه المعارضة امرا شبه مستحيل".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/آذار/2014 - 26/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م