ليبيا وقرصنة النفط أزمة تدفع البلاد نحو الهاوية

 

شبكة النبأ: بعد ثلاثة أعوام من سقوط معمر القذافي تواجه الحكومة الليبية الضعيفة التي لا تستطيع فرض الأمن في البلاد، تحديات جما ابرزها صراع السيطرة على الموارد النفطية الحيوية في ليبيا، حيث ترفض كتائب مقاتلين سابقين وميليشيات مناهضة للقذافي إلقاء سلاحها وكثيرا ما تستخدم السلاح أو السيطرة على المنشآت النفطية لفرض مطالبها على الدولة التي مازال جيشها الوطني في طور التدريب.

فلا يزال هذا البلد الإفريقي يدور في حلقة مفرغة من العنف والفوضى جسدتها التطورات المتلاحقة على اكثر من صعيد ولاسيما الصعيد الامني، خصوصا بعد ما طالبت حكومة ليبيا العاجزة والضعيفة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بتقديم الدعم والمساعدة لأجل إعادة الأمن والاستقرار الى هذا البلد الذي يعاني اليوم الكثير من المشاكل والانقسامات بسبب سيطرة المليشيات المسلحة على العديد من المناطق المهمة وخصوصا المناطق الغنية بالنفط.

ولعل حادثة الناقلة مورنينج جلوري توجز مدى الفوضى والهشاشة في الحكومة الليبية التي تدفع البلاد صوب هاوية الأزمات.

من جانب آخر يرى بعض المراقبين ان هذا الطلب الحكومي الذي بدأ بإعادة النفط المهرب من قبل القوات الأمريكية، ربما ستكون له آثار سلبية وقد تسهم بتأجيج الصراع الداخلي وخلق حرب أهلية قد تطول سنوات، خصوصا إذا كان هناك تدخل عسكري مباشر وباتفاق دولي وهو امر مرفوض من قبل الكثير من الإطراف والجماعات الليبية وغير الليبية، التي ستعمل على إعاقة مثل هكذا مشروع جديد قد تفكر به بعض الدول وفي هذا الوقت بذات، هذا بالإضافة الى ان ما تعانيه المنطقة بشكل عام قد يكون عامل مهم لتأجيج هذه الحرب المحتملة، قرار لازال يحمل الكثير  التوقعات والمخاطر المستقبلية المحتملة.

ناقلة نفط غامضة

في سياق متصل ما بدأ في أواخر العام الماضي كمهمة روتينية جديدة للربان الباكستاني ميرزا نعمان بيج كانت نهايته درامية تمثلت في عملية ليلية استولت فيها قوات أمريكية خاصة على الناقلة التي قالت أسرته إن مسلحين ليبيين أرغموه على الإبحار بها. فقد سيطرت وحدة القوات الخاصة بالبحرية الامريكية على الناقلة مورنينج جلوري في المياه الدولية قبالة الساحل القبرصي بحمولتها من النفط التي قال مسؤولون أمريكيون إنها مسروقة من الشعب الليبي الذي تؤيد واشنطن حكومته الهشة.

وتقول ليبيا إن مسلحين يطالبون بالحكم الذاتي للمنطقة الشرقية وحصة من الثروة النفطية تمكنوا من تحميل الناقلة بالنفط الخام ثم أبحرت واستطاعت الافلات من البحرية الليبية. ودفع الحرج البرلمان الليبي إلى عزل رئيس الوزراء. وتقول مصادر بصناعة الشحن البحري إن الناقلة تمثل لغزا منذ ظهرت أمام سواحل ليبيا الشرقية. واكتنف الغموض هوية مالك الناقلة والشركة التي تشغلها وكذلك وجهتها النهائية ومشتري شحنتها.

وقد أرسلت أسرة الربان بيج في كراتشي صورة من العقد الذي وقعه ويحصل بمقتضاه على مرتب قدره 9000 دولار شهريا ويوضح العقد أن الشركة التي تشغل الناقلة اسمها سعود للملاحة ومقرها دبي وهي جزء من مجموعة شركات زاد التي تتعامل في النفط في منطقة الخليج. والعقد موقع في شهر نوفمبر تشرين الثاني على ورق يحمل اسم شركة سعود للملاحة وخاتم الشركة.

وتقول أسرة الربان إنه تلقى أوامر مباشرة من سعود العنزي رئيس مجموعة زاد للتوقف قرب ميناء يسيطر عليه المسلحون في شرق ليبيا. وتقول الأسرة ومسؤولون ليبيون إن مسلحين اعتلوا الناقلة ونقلوا إليها شحنة من النفط. وهددت الحكومة الليبية باتخاذ اجراءات قانونية بحق الضالعين في مساعدة المسلحين على تصدير النفط. ولم توجه أي اتهامات للربان أو مجموعة زاد أو العنزي.

ونفى العنزي الضلوع في أي خطة لمعاونة المسلحين المعارضين للحكومة الليبية لتصدير النفط. وامتنع عن التعقيب على عقد الربان ولم يرد على طلبات متكررة للأدلاء بمزيد من التعليقات عن ملكية السفينة وتشغيلها. وأصدر المسلحون الليبيون بيانا قالوا فيه إن شخصا مازال على متن الناقلة اشتراها لكنهم لم يكشفوا عن هوية البائع. واتهموا الولايات المتحدة "بالقرصنة" لمداهمتها السفينة.

ولم يتضح ما إذا كانت السفينة مملوكة في الأصل للعنزي حتي يبيعها ولم يرد هو على طلبات التعقيب. وتظهر صفحة أرشيفية على الموقع الالكتروني لمجموعة زاد بيانا صحفيا دون تاريخ يعلن اقتناء الناقلة. لكن شركة سي برايد للملاحة في الشارقة قالت إنها مالكة السفينة رغم أنها لم تقم بتشغيلها منذ عام 2011. وأضافت أنها بدأت اجراءات قانونية ضد شركة سعود لأنها رفضت إعادة الناقلة.

وقالت الشركة في بيان أصدره متحدث باسم شركة تسيطر عليها أسرة الساري إن شركة سي برايد سعيدة جدا بالتحفظ على الناقلة. ويعمل اثنان من عائلة الساري في الامارات مديرين بشركة سي برايد. وتسيطر عائلة الساري على مجموعة فال التي فرضت واشنطن على وحدة تجارة النفط التابعة لها شركة فال أويل عقوبات في عام 2012 لاتهامها ببيع نفط مكرر لايران. وتنفي الشركة ذلك.

وقالت شركة تأمين إن شركة أخرى تابعة لمجموعة فال هي فال للملاحة استمرت في الحصول على تغطية تأمينية للناقلة مورنينج جلوري. وقال اندرز لايسنر من شركة سويديش كلوب "حسب سجلاتنا فإن شركة فال للملاحة هي العميل المؤمن عليه طرفنا حتى 27 فبراير 2014." لكنه قال إن التغطية التأمينية انتهت عندما باعت فال للملاحة الناقلة لجهة غير معلومة. وامتنع المتحدث باسم الشركة التي تسيطر عليها عائلة الساري عن التعقيب على التأمين على الناقلة أو ما إذا كانت الشركة باعتها. وقالت ليبيا إنها تعتقد أن مالك السفينة شركة سعودية لم تذكر اسمها.

تشير البيانات المعلنة لمتابعة تحركات السفن أن موقع الناقلة لم يكن معلنا بين يناير كانون الثاني 2013 والشهر الماضي عندما عاودت الظهور في 28 فبراير شباط ودخلت قناة السويس في طريقها إلى شرق ليبيا. وكان الربان بيج الذي اعتلى الناقلة في اريتريا في نوفمبر تشرين الثاني هو الذي قادها عبر قناة السويس حسب أقوال صهره اياز مالك في مكالمة هاتفية من كراتشي.

وقال مالك إنه في أعقاب عبور قناة السويس أمر العنزي بيج بالتوقف خارج ميناء السدرة الليبي. ثم أبحر مسلحون من الميناء إلى الناقلة واعتلوها وأرغموا الطاقم على الرسو وتحميلها بالنفط. وقالت قرة نعمان بيج زوجة الربان من كراتشي "المتمردون احتجزوا زوجي والطاقم رهائن." وأضافت "لم يكن يريد الرسو في الميناء الليبي لكن المتمردين جاءوا وصعدوا للسفينة وأرغموا الطاقم تحت تهديد السلاح على تحميل النفط." ورغم تحذيرات طرابلس من أنها ستقصف الناقلة إذا غادرت الميناء فقد أبحرت السفينة في 11 مارس اذار وتعرضت لنيران من البحرية الليبية المسلحة بأسلحة خفيفة. بحسب رويترز.

وقال مالك إن بيج تلقى تعليمات من العنزي عقب ذلك بالتوجه إلى اليونان وسرعان ما تحفظت البحرية الامريكية عليها بعد ذلك. وقال مصدر بالشرطة القبرصية إنه تم اعتقال اسرائيليين اثنين وسنغالي توجهوا إلى قبرص بطائرة ليرجت واستأجروا سفينة اتجهوا بها صوب الناقلة وذلك لاستجوابهم للاشتباه في محاولتهم شراء الشحنة التي تعتبرها ليبيا مسروقة. وقال المصدر إن اثنين من الرجال الثلاثة كانا يحملان جوازي سفر دبلوماسيين الاول صادر من السنغال والثاني من دولة في وسط افريقيا. وأفرج عن الثلاثة بعد أن امتنعت محكمة عن اصدار امر بالقبض عليهم ثم سافروا إلى تل أبيب.

البحرية الأمريكية

في السياق ذاته سلمت البحرية الأمريكية السلطات الليبية ناقلة جرى تحميلها بالنفط الخام في ميناء يسيطر عليه متمردون مسلحون في تحد لحكومة طرابلس. ومن المقرر أن تصل الناقلة مورنينج جلوري في وقت لاحق إلى ميناء الزاوية الذي تسيطر عليه الحكومة الليبية بعدما سيطرت عليها قوات كوماندوس أمريكية وأعادتها إلى ليبيا في المياه الدولية. وكان 16 شخصا على الأقل قد أصيبوا قبل ساعات من تسليم الناقلة عندما اشتبك متمردون ليبيون يسيطرون على ثلاثة موانئ نفطية في شرق البلاد مع قوات ليبية وهاجموا قاعدة للجيش كانت القوات تستعد فيها لشن هجوم عسكري لفك حصار الموانئ.

وسمع دوي انفجارات وأسلحة مضادة للطائرات في مدينة اجدابيا مسقط رأس ابراهيم الجضران زعيم المتمردين الذي سيطر مقاتلوه على ثلاثة موانئ في الصيف للمطالبة بنصيب أكبر في موارد ليبيا النفطية. وصراع السيطرة على الموارد النفطية الحيوية في ليبيا من بين التحديات التي تواجه الحكومة المركزية الضعيفة التي لا تستطيع فرض الأمن في البلاد بعد ثلاثة أعوام من سقوط معمر القذافي.

وترفض كتائب مقاتلين سابقين وميليشيات مناهضة للقذافي إلقاء سلاحها وكثيرا ما تستخدم السلاح أو السيطرة على المنشآت النفطية لفرض مطالبها على الدولة التي مازال جيشها الوطني في طور التدريب. واعتلت قوات أمريكية خاصة سطح الناقلة وسيطرت عليها قبالة قبرص بعد أيام من مغادرتها ليبيا محملة بشحنة من النفط الخام من ميناء السدرة. ويسيطر رجال الجضران على الميناء وتعهدوا بتصدير النفط بشكل أحادي الجانب في تحد لطرابلس.

وقالت السفارة الأمريكية في بيان "وقع التسليم في المياه الدولية قبالة ساحل ليبيا وتسيطر الان حكومة ليبيا وقواتها الأمنية على السفينة." وقال مسؤولون في ميناء الزاوية إنه بمجرد أن ترسو الناقلة سيتم نقل شحنتها النفطية إلى مصفاة الزاوية التي اضطرت إلى خفض انتاجها بسبب احتجاج في حقل الشرارة النفطي. ويقع ميناء الزاوية على بعد 55 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس.

وأمهلت الحكومة الليبية المركزية في طرابلس الجضران لإنهاء حصار الموانئ وإلا واجه هجوما عسكريا لكن محللين يقولون إن القوات المسلحة الناشئة في البلاد قد تواجه صعوبات لتنفيذ هذا التهديد. وتطالب حكومة برقة التي أعلنها الجضران بقدر أكبر من الحكم الذاتي في المنطقة الشرقية. وفشلت محاولات وساطة للتوصل إلى الاتفاق بين المتمردين والحكومة المركزية حتى الآن.

وقالت وكالة الأنباء الليبية إن شيوخ قبائل ساعدوا في وقف الاشتباكات بين المتمردين والقوات الليبية في وقت سابق لكنها ذكرت أن 16 شخصا أصيبوا. وبعد شهور من التهديدات تمكن مسلحو الجضران من تحميل الناقلة مورنينج جلوري بالنفط الخام. وغادرت السفينة الميناء وفرت من البحرية الليبية مما سبب حرجا لحكومة طرابلس ودفع البرلمان لعزل رئيس الوزراء علي زيدان. بحسب رويترز.

وتمثل السيطرة على الناقلة في المياه الدولية تعزيزا نادرا لحكومة طرابلس التي كافحت لإنهاء خلاف كبد الدولة خسائر بلغت أكثر من سبعة مليارات دولار من عوائد النفط. وتنتج الموانئ الثلاثة نحو 700 ألف برميل يوميا من صادرات ليبيا النفطية أو نحو نصف الشحنات الإجمالية للنفط في البلاد. وينقسم سكان اجدابيا بين أنصار الجضران ومن يخشون أن يؤدي حصار الموانئ النفطية إلى انهيار الدولة.

لكن أي هجوم كبير على الموانئ الثلاثة قد يزيد من التأييد لمطالب الجضران بدولة اتحادية. ويؤدي التشاحن السياسي بين الأحزاب الإسلامية والمدنية والقبائل الى إصابة حكومة طرابلس بالشلل كما يؤخر انتقال البلاد إلى الديمقراطية بعد سقوط القذافي. وتدرب حكومات غربية القوات المسلحة الليبية وتضغط على الفصائل للتوصل إلى تسوية سياسية.

انتهاج سلوك القراصنة

الى جانب ذلك اتهم زعيم محتجين ليبيين الولايات المتحدة بانتهاج سلوك القراصنة بعد أن احتجزت قوات من البحرية الأمريكية ناقلة محملة بالنفط أبحرت من مرفأ يسيطر المحتجون في شرق ليبيا. وقلل إبراهيم الجضران زعيم المحتجين الليبيين- في كلمته التي اتسمت بالتحدي- من الآمال في التوصل إلى تسوية سلمية سريعة مع الحكومة المركزية الليبية لإنهاء حصار ثلاثة مرافئ لتصدير النفط سيطر عليه رجاله هذا الصيف للضغط من الحصول على حكم ذاتي أوسع لشرق ليبيا وحصة أكبر من إيرادات النفط.

لكن الجضران لم يشر في كلمة أذاعتها محطة تلفزيونية مؤيدة للمحتجين إلى عرض جديد قدمته الحكومة لإجراء محادثات جديدة وقال إن جماعته ستواصل كفاحها. وأضاف أن جماعته ستواصل القتال من أجل حقها في أن تحلم بغد أفضل لأبنائها وعائلاتها داعيا الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للتدخل لمساعدة شعب شرق ليبيا. وحث حكومة الولايات المتحدة على عدم الانحياز للمتطرفين الذين يتولون السلطة في طرابلس في الوقت الحالي ووصف العملية التي نفذتها البحرية الأمريكية بالقرصنة. وطالب الولايات المتحدة بعدم تسليم الليبيين الثلاثة الموجودين على متن الناقلة لمن وصفها بحكومة الميليشيات الإجرامية التي تحكم طرابلس لأن حياتهم ستكون في خطر.

ودافع الجضران المتمركز في مدينة إجدابيا في شرق ليبيا عن محاولاته السابقة لتجاوز طرابلس وبيع النفط مباشرة. وأعلن أن غالبية القبائل الليبية وافقت على ضرورة السيطرة على مواردهم لصالح الشعب. وفي حين فشلت محاولة الجضران بيع النفط فقد أدت الواقعة إلى عزل البرلمان لرئيس الوزراء علي زيدان الذي فر إلى أوروبا. وتقوم القوى الغربية القلقة من أن تنقسم ليبيا أو تنزلق أكثر إلى الفوضى بتدريب القوات المسلحة الليبية وتستميل الأطراف المتنازعة في الحكومة للتوصل إلى تسوية ولكن دون تقدم يذكر.

وقال القائم بأعمال وزير الاقتصاد الليبي سهيل بوشيحة إن ليبيا في وضع صعب للغاية. وقال إنه لم تتم الموافقة على أي ميزانيات لعام 2014 مضيفا أن الأزمات المالية تفاقمت لعدم قدرة الحكومة على جمع رسوم الجمارك وخروج بعض المنافذ الحدودية عن سيطرة طرابلس. وقال القائم بأعمال وزير النفط الليبي عمر الشكماك إن بلاده صدرت ما يتراوح بين 100 ألف و120 ألف برميل يوميا من الخام خلال الأسبوعين الماضيين. والصادرات أقل بكثير من قدرتها التي بلغت حوالي 1.25 مليون برميل يوميا في يوليو تموز. بحسب رويترز.

وأضاف الشكماك أن حقل الشرارة النفطي الرئيسي في جنوب غرب البلاد الذي تبلغ طاقته 340 ألف برميل يوميا لا يزال مغلقا بسبب الاحتجاجات. واستأنف الحقل العمل لفترة وجيزة بعدما ظل مغلقا منذ منتصف فبراير شباط. وتأتي معظم صادرات النفط الليبية الحالية من ميناء مليتة في غرب ليبيا ومن حقولها البحرية.

ليبيا تناشد المجتمع الدولي

وفيما يخص اخر التطورات فقد ناشدت ليبيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مساعدتها في قتال ما سمته حربا على الإرهاب مع سيعها جاهدة لمنع انزلاق البلاد الي المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار. وجاء النداء بعد موجة تفجيرات واغتيالات في مدينة بنغازي بشرق ليبيا واشتباكات بين قوات مؤيدة للحكومة وميليشيا متمردة تسيطر على موانئ نفطية مهمة في سرت في وسط ليبيا.

وقالت الحكومة ان "مجموعات ارهابية" أعلنت الحرب على بنغازي وسرت ومدن اخرى. وقتل ثمانية اشخاص على الاقل في تفجير قوي بسيارة ملغومة استهدف مدرسة عسكرية في بنغازي. وقالت الحكومة في بيان نشرته في موقعه الالكتروني "ان مدننا بنغازي ودرنة وسرت وغيرها تتعرض لحرب إرهابية تقوم بها عناصر ليبية واجنبية تحمل اجندات شريرة معادية." واضاف البيان قائلا "تطلب الحكومة الليبية المؤقتة من المجتمع الدولي خاصة منظمة الامم المتحدة تقديم الدعم اللازم بهدف اجتثاث الارهاب من المدن الليبية. "وفي ذات الوقت تؤكد الحكومة حرصها على ان تضع هذه الحرب على الارهاب أوزارها في أقرب وقت حفاظا على حق الحياة لجميع المواطنين." ولم تذكر الحكومة ما هو نوع المساعدة التي تتوقعها. وتقوم دول غربية وعربية وافريقية بتدريب آلاف من الليبيين لبناء جيش وشرطة لكن التقدم بطيء.

من جانب اخر رخص مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للدول أن تعتلي سفنا يشتبه بأنها محملة بنفط ليبي من موانئ يسيطر عليها محتجون ليبيون، ووافق مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة بالإجماع على قرار ملزم قانونيا "يدين محاولات تصدير النفط الخام من ليبيا بطريقة غير مشروعة" ويسمح للدول أعضاء الأمم المتحدة باعتلاء السفن التي تحمل نفطا مهربا من ليبيا وإعادة الخام إلى الحكومة.

ويعطي القرار الدول التي تواجه ناقلة نفط يشتبه في أنها تابعة للمحتجين الحق في أن "تقوم... بأعمال تفتيش وتوجيه السفينة للقيام بالتحركات الملائمة لإعادة النفط الخام إلى ليبيا بموافقة الحكومة الليبية والتنسيق معها." ويعطي القرار أيضا لجنة العقوبات الليبية بمجلس الأمن الدولي السلطة لإدراج السفن التي تحاول نقل النفط الليبي دون موافقة الحكومة الليبية على القائمة السوداء مما يفرض حظرا مؤقتا على عملها في التجارة الدولية. بحسب رويترز.

وحثت سامانثا باور السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة أعضاء المنظمة الدولية على تنفيذ القرار سريعا "لردع من يسعون لسرقة النفط الليبي". وأضافت أن إيرادات النفط الليبية تمول أغلب ميزانية وخدمات البلاد وقالت "سرقة النفط الليبي هي سرقة من الشعب الليبي." ومضت تقول "هذه الاجراءات التنفيذية إشارة لشعب وحكومة ليبيا إلى أن المجتمع الدولي يدعم سيادة ليبيا وحقها في إدارة مواردها الطبيعية."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/آذار/2014 - 23/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م