شبكة النبأ: مع تزايد التوترات
السياسية واحتدام الأزمات الدولية خلال الاونة الاخيرة، يبدو ان الصراع
القديم الجديد بين الدب الروسي والصقور الغرب قد يعود مرة أخرى، خصوصا
بعدما باتت الدول المتخاصمة اليوم شبه متوازنة القوى، مما قد يعيد
الحياة للحروب الباردة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية.
روسيا ما زالت مصرة على ان خطوتها في ضم القرم الى روسيا الاتحادية
برغم تأكيدها ان هذا الامر لا ينطوي على "اي سوء نية" بل جاء من اجل
"حماية الروس الذين يعيشون هناك منذ مئات السنين"، كما أكد وزير
الخارجية لافروف.
إذ يرى بعض المراقبين أن الرئيس الروسي بوتين يسعى جاهدا كي تستعيد
روسيا مكانتها التي كانت تتمتع بها ابان الحرب الباردة كقوة عسكرية
عظمى منذ توليه منصب الرئيس قبل عقد تقريبا، خصوصا وان الطموحات
السياسية لرجل المخابرات الروسية السابق تشبه طموحات القائد السابق
ستالين، بهدف استعادة الهيبة الروسية دوليا.
فيما يتهمها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بالاعتداء على أراضي
دولة مستقلة وضم جزء منها بالقوة، ويجب حماية أوكرانيا وشعبها من هذه
الاعتداءات الخارجية، فقد أشار أوباما "اوروبا والولايات المتحدة
متحدتان في دعم الحكومة والشعب الاوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا
تدفع ثمنا عن الاعمال التي قامت بها حتى الان".
وقد إعادة هذه التصريحات الى جانب التحركات العسكرية والتباين بين
الموقفين، الى الاذهان الحرب الباردة وانقسام العالم الى محورين
متصارعين، سيما وان المراقبين اعتبروا ان الازمة الحالية هي من أخطر
الازمات التي مر بها الاتحاد الأوربي منذ عقود.
ويرى مراقبون آخرون أن رئيس الولايات المتحدة يحاول لعب جميع
الأوراق الدبلوماسية بصبغة اهتمامية على الصعيد الدولي، لكن في الاونة
الاخيرة زادت الخلافات الدولية مع روسيا بسبب ازمة القرم، مما أدى الى
تدهور العلاقات الروسية الامريكية بشكل لم يسبق له مثيل منذ الحرب
الباردة بل يعيد أجواد هذه الحرب الكامنة وهو ما قد يهدد امن العالم
برمته.
فقد أحيا استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم واستعداداتها لاحتمال
ضم الاقليم الجنوبي من أوكرانيا إليها مخاوف وحسابات وردود فعل كانت قد
خمدت منذ سقوط حائط برلين عام 1989، فلم يتأكد بعد ما إذا كانت محاولة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنع أوكرانيا وهي من الجمهوريات
الاستراتيجية في الاتحاد السوفيتي السابق من التحول إلى الغرب ستصبح
نقطة تحول في العلاقات الدولية مثل هجمات تنظيم القاعدة عام 2001 على
الولايات المتحدة أو أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.
لكن المسؤولين عن السياسات والمحللين الاستراتيجيين يتدارسون عواقب
احتمال تطور الأمر إلى حرب طويلة بين الشرق والغرب، كذلك بدأت دول في
المنتصف مثل ألمانيا وبولندا تدرس إدخال تعديلات غير مريحة على
سياساتها، وتطرح المواجهة أسئلة صعبة عن التوازن بين العقوبات
والدبلوماسية ووضع اختبارات لولاء الحلفاء وزيادة خطر انتشار المواجهة
لتشمل صراعات أخرى واحتمالات نشوب حروب بالوكالة.
وقال المحلل الروسي ديمتري ترينين من مؤسسى كارنيجي للسلام الدولي
في مقال نشر بمجلة فورين بوليسي "مرحبا بالحرب الباردة الثانية"، وأضاف
"وضعت التطورات الأخيرة فعليا حدا لانقطاع الشراكة والتعاون بين الغرب
وروسيا الذي ساد في ربع القرن الذي انقضى بعد الحرب الباردة"، وترينين
ليس وحيدا في النظر إلى الصراع على أوكرانيا باعتباره أكبر عامل لتغيير
قواعد اللعبة في الأمن الأوروبي منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
ورغم أنه لا يوجد من يتصور أن القوى العظمى عائدة إلى حافة المواجهة
النووية أو الحشد العسكري المتبادل بين كتلتين إذ أن روسيا لم تعد لها
كتلة مثلما كان للاتحاد السوفيتي فالتداعيات على المشاكل الأمنية
الأخرى وعلى الاقتصاد العالمي كبيرة، فمن الممكن إحياء صراعات مجمدة في
مولدوفا وجورجيا وأذربيجان.
وفي برلين يشعر المسؤولون عن السياسات بالقلق خشية أن توقف روسيا
التعاون مع الغرب بشأن برنامج ايران النووي والحرب الأهلية في سوريا
والأمن في أفغانستان والتعامل مع زعيم كوريا الشمالية الذي يتعذر
التنبؤ بخطواته، وأي نقطة من هذه النقاط يمكن أن تقض مضاجع الولايات
المتحدة وحلفائها في آسيا وأوروبا من خلال زعزعة استقرار الشرق الأوسط
وجنوب آسيا أو زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.
وانشغلت العقول بما اتضح من أن ألمانيا القوة المحورية في اوروبا
ليس لها نفوذ خاص لدى روسيا عندما تطرأ مشكلة وأن المستشارة انجيلا
ميركل عجزت عن اقناع بوتين بتغيير رأيه رغم اتفاقهما في كثير من
الأمور، وكان للتدخل العسكري الروسي في المناطق الانفصالية في جورجيا
عام 2008 أثر أقل على المستوى العالمي من أحداث أوكرانيا لعوامل منها
أن زعيما جورجيا أطلق الرصاصات الأولى كما أنه لم يسفر عن تغيير في
الوضع القائم.
وتقول كونستانز ستلزنمولر الباحثة بمؤسسة صندوق مارشال الالمانية
للأبحاث "أوكرانيا مختلفة فهي على خط الفالق وكبيرة جدا"، وتضيف "نحن
الان ندخل منافسة منظمة، ولهذا أعتقد أن التشبيه بالحرب الباردة دقيق،
إذا كنت في برلين فهذا هو الشعور"، وعلى الرغم من مصالحها الاقتصادية
الكبيرة في روسيا حيث تعمل 6500 شركة ألمانية واعتمادها على الغاز
الطبيعي الروسي في سد 40 في المئة من احتياجاتها فإن ستلزنمولر تتوقع
أن تفاجئ ألمانيا الجميع بتشددها.
وتحتل موسكو المركز الحادي عشر بين شركاء برلين التجاريين وتأتي بعد
بولندا، وقالت الهيئة الالمانية الرئيسية المختصة بالتجارة إن أي نزاع
تجاري ينشب بين البلدين سيضر النشاط الالماني لكنه سيهدد في الوقت نفسه
كيان الاقتصاد الروسي الراكد، وكما يلاحظ حاكم هونج كونج السابق كريس
باتن فإن جميع البيوت الأوروبية تقريبا بها سلع صينية لكن قلة منها
لديها أي شيء أنتج في روسيا باستثناء الغاز والفودكا.
ومن الممكن أن يتعرض اقتصاد دول وسط أوروبا لمشاكل إذا تلاعبت موسكو
بإمدادات الغاز لكن المخزونات كبيرة والشتاء انتهى وروسيا تحتاج
للإيرادات، وفي الحرب الباردة الأولى كان الصقور في حكومات الولايات
المتحدة وأوروبا الغربية يخشون أن تبقى ألمانيا الغربية على الحياد في
سعيها للوفاق مع الاتحاد السوفيتي وحلفائه في اوروبا الشرقية بما في
ذلك ألمانيا الشرقية الشيوعية.
لكن هذا لم يحدث قط، وظلت بون طرفا أساسيا في المعسكر الغربي سياسيا
وعسكريا، لكن هذه الفترة شهدت بعض المعارك الكبرى، من ذلك صدام عام
1982 مع الولايات المتحدة حول صفقة لإنشاء خط أنابيب للغاز بين ألمانيا
والاتحاد السوفيتي كانت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان
تخشى أن يجعل ألمانيا الغربية معتمدة اعتمادا كبيرا موسكو، وأصر
الألمان على موقفهم، وأقيم خط الانابيب وهو أحد الاسباب التي تجعل
ألمانيا مرتبطة ارتباطا كبيرا بموارد الطاقة الروسية. بحسب رويترز.
وهذا النزاع الذي جاء بعد عام من حملة عسكرية في بولندا بإيعاز من
موسكو قد يحمل دروسا لأي حرب باردة جديدة، وبعد عام شهدت بون احتجاجات
ضخمة وتهديدات من موسكو لكنها أصرت على نشر صواريخ نووية أمريكية
متوسطة المدى على أراضيها ردا على نشر صواريخ اس اس-20 السوفيتية موجهة
للغرب، وأدى ذلك في النهاية على وضع نهاية من خلال المفاوضات لسباق
التسلح بين الشرق والغرب، وآنذاك مثلما هو الحال الان وحد خطر روسي
واضح الاوروبيين والامريكيين رغم الهواجس العلنية التي تنعكس اليوم في
استطلاعات للرأي تشير إلى أنه لا الالمان ولا الامريكيين يحرصون على
التشدد مع روسيا.
وآنذاك مثلما هو الحال الان اتجهت موسكو والغرب إلى الصين لمحاولة
ترجيح الكفة، وآنذاك مثلما هو الحال الان تبادل خبراء الاستراتيجية
الامريكيون اتهامات بالسعي للتهدئة أو للحرب في جدالهم بين ضرورة
احتواء روسيا وأخذ المصالح في الاعتبار، وإذا تحرك بوتين لضم القرم
فربما يضطر الاوروبيون للتفكير في تقديم بعض التضحيات لإبداء مدى عزمهم،
وربما يعني ذلك لفرنسا تجميد عقد لبيع حاملة طائرات هليكوبتر لروسيا
ولبريطانيا اغلاق قصورها وأقبية بنوكها في وجه كبار رجال الاعمال
المقربين لبوتين ولألمانيا خطوات تدريجية أولى لتقليل الاعتماد على
الغاز الروسي.
وسيتطلب حدوث اي من هذه الأمور عزما وتصميما على غرار ما شهدته
الحرب الباردة، وقد يتضح أن الحفاظ على الوحدة الاوروبية يمثل تحديا
إذا ساءت الامور في ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط دول في جنوب أوروبا
مثل ايطاليا واليونان وقبرص وبلغاريا بموسكو.
تهديد لأوروبا
فيما اعتبر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان التدخل
الروسي في اوكرانيا يمثل أخطر تهديد لأمن اوروبا منذ انتهاء الحرب
الباردة، محذرا موسكو من انها ستواجه عزلة دولية، وقال راسموسن في
تصريحات معدة مسبقا "هذا جرس انذار، بالنسبة للمجتمع الاوروبي الاطلسي،
وبالنسبة للحلف الاطلسي، وبالنسبة لجميع الحريصين على اوروبا واحدة حرة
تنعم بالسلام"، واضاف انه رغم الازمات التي شهدتها دول البلقان في
التسعينات وجورجيا في 2008، الا ان "هذا اخطر تهديد لأمن واستقرار
اوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة".
وقال ان خطورة هذا الوضع تنبع من حجم الخطوة التي قامت بها روسيا
والمتمثلة في أكبر تحركات للقوات في اوروبا "منذ عقود"، ولان ذلك يحدث
"على حدود الحلف الاطلسي تماما"، واضاف ان "اي محاولة لتبرير ضم القرم
من خلال ما يسمى بالاستفتاء الذي جرى تحت تهديد السلاح، هي غير قانونية
وغير شرعية"، وطالب موسكو بوقف جميع نشاطاتها العسكرية ضد اوكرانيا
والسعي لإجراء حوار سلمي مع حكومة هذا البلد.
واضاف "ولكن اذا استمرت على نهجها الحالي، فان روسيا تختار زيادة
عزلتها الدولية"، في اشارة الى العقوبات الاقتصادية المحتملة ضد موسكو،
الا ان راسموسن لم يوجه تهديدا عسكريا واقر بان الغرب ليس امامه حاليا
خيارات "سهلة"، واضاف "لا توجد طرق سريعة وسهلة للوقوف في وجه البلطجية
العالميين، لان ديموقراطياتنا تتناقش وتتحاور وتدرس الخيارات قبل ان
تتخذ القرارات، فنحن نقدر الشفافية ونسعى الى ان تكون خياراتنا شرعية،
ولأننا نرى ان القوة هي الملاذ الأخير وليس الاول". بحسب فرانس برس.
إعادة للتقييم
من جهتها أملت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ان يجدوا في الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين شريكا، رغم نزواته وتصريحاته اللاذعة، غير ان
تحديه للغرب من خلال ضم القرم وخطابه الذي انتقد فيه النظام العالمي
لما بعد الحرب الباردة، تؤشر الى ان من يحكم الكرملين اليوم بات خصما
لهم، ونتيجة لذلك يواجه الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظراؤه
الاوروبيون اتهامات بأنهم انخدعوا بنظيرهم الروسي وعجزوا عن رؤية
النزعة التوسعية لرجل وصف انهيار الاتحاد السوفيتي بالمأساة.
ولكن كان من المنطقي لأوباما الحريص على انهاء الحروب المستنزفة
والتطرف المقلق والانتشار النووي والانكماش الاقتصادي، أن يعمل في 2009
على ازاحة مشكلة عن الطاولة ويعلن "انطلاقة جديدة" للعلاقات مع روسيا
حينها، غير انه وبعد بضعة اشهر من عودة بوتين الى سدة الرئاسة قبل
عامين، بدا واضحا ان الانطلاقة الجديدة ستذوي من دون رديفه، الرئيس
السابق ديمتري مدفيديف.
واقر برنت سكوكروفت، خبير السياسة الاميركية الخارجية ومستشار الامن
القومي للرئيس جورج بوش الاب، بانه، مثل كثيرين غيره، أخطأ في الحكم
على بوتين، وقال في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كنت اعتقد،
ان بوتين سيرى ان مدفيديف حصل عن طريق الكلمات اللبقة على اكثر بكثير
مما يمكن أن يحصل عليه باتباع اسلوب لاذع"، ويضيف "لم ير ذلك"، وعندما
رفض بوتين بازدراء عرضا "لليونة"، لم توفر واشنطن النعوت.
وقارنه اوباما ب"الولد الضجر" الجالس في آخر الصف المعتاد على لعب
دور "القوي"، ومع ذلك ضمنت واشنطن مساعدة بوتين في ازمة الاسلحة
الكيميائية السورية والملف النووي الإيراني، غير ان الادارة الاميركية
بدت عاجزة عندما طالب بوتين بضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية ذات الحكم
الذاتي، وسكانها ذوي الاصول الروسية الى موسكو.
وقال البيت الابيض ان خطوة بوتين ليست منطقية ووصفها بعمل من القرن
التاسع عشر ليس صادرا عن دولة عصرية متطورة، وقال وزير الخارجية
الاميركي جون كيري انه "بوتين (قد يكون لديه نسخته من التاريخ) لكنني
اعتقد انه وروسيا، وبالنظر لما قاما به، في الجانب الاخر من التاريخ"،
وتصر واشنطن على انها لن تسمح بان يتم جرها الى لعبة "شطرنج جغرافية"،
تخسر فيها كل شيء او تربح كل شيء.
واذا ما اعيدت صياغة كلمات اغنية ستينغ بعنوان "راشنز" (الروس)
المنددة بالحرب، فان بوتين لا يوافق على وجهة النظر تلك، فخطوة بوتين
تبدو من وجهة نظر واشنطن غير منطقية بالنسبة لدولة تخلت عن الاشتراكية
لصالح رأسمالية صاخبة ورحبت بدول العالم في العاب سوتشي، لكنها تواجه
اليوم العزلة وعقوبات اقتصادية وتهديد بالطرد من مجموعة الثماني
وستتحمل اضرارا اقتصادية.
غير انه بالحكم على صورة روسيا الجديدة المحررة من ذل انهيار
الاتحاد السوفيتي كما رسمها في خطابه فان بوتين يسلك منطقا مغايرا،
وتقول فيونا هيل، الباحثة في معهد بروكينغز ومؤلفة كتاب جديد حول
بوتين، ان نظرته للعالم متأثرة بالتدريب الذي تلقاه في وكالة
الاستخبارات الروسية كي.جي.بي وحسابات الخسارة المطلقة او الربح المطلق
كما في فترة الحرب الباردة، وقالت هيل "نرى دائما هذه الاشياء في اطار
مقارناتنا"، واضافت "ان بوتين يشعر بانه هو فقط يدرك مصالح روسيا".
وقال جان تيشاو، مدير معهد كارنيغي-اوروبا للأبحاث ان القادة على
جانبي الاطلسي اساؤوا فهم بوتين، واوضح "الاميركيون والاوروبيون على حد
سواء اساؤوا بشكل كبير فهم النوايا الحقيقية للسيد بوتين"، والان وقد
سمع الغرب "جرس الانذار" من بوتين، كما قال الامين العام للحلف الاطلسي
انديرس فوغ راسموسن، عليه ان يفكر في صيغة جديدة للعلاقات معه، ومن
المرجح ان يبدأ اوباما بتقديم ضمانات امنية قوية للدول الصغيرة التي
انضمت للحلف الاطلسي بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، عندما يتوجه
الى اوروبا.
وسيكون هذا بالتالي اشارة لموسكو بانه لن يتم التساهل مع ضم مساحات
اكبر من الأراضي، وفرض اوباما عقوبات جديدة على مسؤولين روس ورجال
اعمال تصفهم واشنطن الان بانهم "مقربون" من بوتين، كما أنها تعتزم
تمويل الاقتصاد الاوكراني الضعيف، وتم كذلك تجميد العلاقات التجارية
والعسكرية والدبلوماسية مع موسكو، غير ان اوباما يأمل في ابقاء
الشراكات الدبلوماسية حول مسائل مثل المحادثات النووية الايرانية،
بمنأى عن الازمات.
لكن بوتين يبدو طرفا صعبا خاصة عندما يتعلق الامر بالمساعي
الدبلوماسية حول أوكرانيا، ويقول انتون فيدياشين، الخبير حول روسيا في
الجامعة الاميركية "ان بوتين على ما يبدو، يلمح الى انه عندما يتعلق
الامر بمحيط روسيا، فان الروس يعتزمون اسماع صوتهم، لن يتم تجاهلهم"،
وفي تلك الاثناء قد تصبح محادثات الملف النووي الايراني آخر موضوع
تختلف عليه واشنطن وموسكو في الحكم على مصالح روسيا القومية.
وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف في تهديد مبطن "لا نود
استخدام هذه المحادثات عنصرا في لعبة يزداد فيها الرهان"، غير انه اضاف
انه اذا خيرت موسكو بين القرم والمحادثات الايرانية فإنها ستختار
القرم، وقال مسؤول كبير ساخرا "لو قامت ايران بتطوير سلاح نووي فان ذلك
السلاح سيكون اقرب مسافة الى روسيا بكثير منه الى العديد منا". |