دعونا نعرف الحقيقة في يوم الحقيقة

زاهر الزبيدي

 

عقود من الزمن مرت على ابناء شعبنا كابدوا فيها أشد أنواع الإنتهاك لحقوقهم دفعهم الى ذلك حبهم لوطنهم وإلتصاقهم الكبير بإرثهم الحضاري والأسري مع أرضه وماءه وسماءه حتى.. فعلى الرغم من وجود 4 ملايين عراقي خارج العراق إلا إن البقية الباقية من شعبه لازالت تحاول أن تضم وطنها الى صدرها متحمله كل نبال الغدر التي تصيبه بين الحين والأخر.. إلا إننا نؤشر أن أهم ما حدث في العقد الأخير وأبشعه هي الحرب الطائفية التي قاربت أن تطبق علينا حين ظهر القتل والتغييب على الهوية وضياع شواهد قبور مئات الآلاف من أبناء شعبنا تلاقفتهم أمواج النسيان ولم يعرف لهم قرار حتى اللحظة.. آلاف الأرامل والإيتام لا زالوا معلقين بأمل العثور على رجالهم الذين اختفوا تحت رداء الطائفية الأسود الذي خيم على بلادنا ولم يتركنا ننعم بالهدوء منه ولو لفترة محددة.

وفي اليوم الدولي " للحق في معرفة الحقيقة فيما يتعلق بالإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ولإحترام كرامة الضحايا" الذي يصادف في الـ 24 من آذار من كل عام حسبما أقرته المنظمة الدولية؛ علينا أن نضع حداً للأمل الكبير المعلق في عقول الأرامل والإيتام للعثور على ذويهم وأن نجد الطريق لأجسادهم الشريفة إذما كانت قد قضت عليهم الطائفية وحرمتهم من الحياة.. وعلينا أن نستذكرهم جميعاً بلا إستثناء من جنس أو طائفة أو قومية فجميعهم كانوا أعمدة لرفعة الوطن وكلهم كانوا أجساداً دفعت بأرواحها ثمناً لتستمر الحياة وأن نظل عاكفين على الإحتفاء بيهم ليكونوا لنا ذكرى وعبرة تأن دائماً في رؤوسنا أن لا أحد منا غير قادر على القتل وبكل الأشكال وكلنا من الممكن أن نتحول في لحظة ما الى أداة بيد الشيطان يفعل بها ما يشاء..

تذكروا دائماً أن الحقيقية ستظهر يوماً وسوف يظهرها الله لأنها حق وسوف يتم القصاص العادل من أولئك الذيل عاثوا في أرض الوطن تقتيلاً لتنتشر فيه قوافل الإيتام الذين قل معيلهم والأرامل والأمهات اللاتي فجعن بأبناءهم من القتل أو من الغربة.. فمع الملايين من الشباب الذي هجروا وطنهم من قسوة الأحداث هناك ملايين الأمهات ممن يكابدن يومياً آلام غربة أبناءهم وبعدهم إلا إن تلك الآلام أهون بكثير من رؤية فلذات أكبادهن مضرجين بدمائهم على عتبات دورهم.

يوم الحقيقية هو من الأيام المهمة في حياة العراقيين ليستثمروا في ذكراه كل الأيام الماضية التي مرت بألم كبير في بناء مستقبلهم بعيداً عن الطائفية عسى أن يجمعهم حب وطنهم على خير ووئام لا يفرط عقده جسام الأحداث وبوائق الدهر التي طالما منعتنا من التفكير حتى بمستقبل أبناء شعبنا.

يجب أن تكون معرفة الحقيقية أهم عنوان من عناوين حقوق الإنسان لدينا والجميع لدينا يعلم أن لغاية يومنا هذا لازالت المقابر الجماعية تفتح والقبور تكتشف لتنشر العظام الشريفة التي كانت يوما ما وقوداً لمن أراد بالعراق شراً.. علينا أن نتذكر شهداءنا الكرام ممن غيبتهم الأحداث وان ينال من بقي من عوائلهم التكريم الذي يكفل لهم كرامة العيش بحرية وفخر وأن نوثق كل شيء ولا نستثن أحد من هذا الإحتفاء حتى أولئك الرجال الذين يعملون على إكتشاف الحقيقية.. وعسى أن تكون قريبة.. حفظ الله العراق وشهداءه.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/آذار/2014 - 21/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م