مفاعل أراك وتعقيد الأزمة النووية

 

شبكة النبأ: اختلفت إيران مع القوى العالمية حول مستقبل مفاعل نووي تعتزم إيران بناءه قد ينتج بلوتونيوم يستخدم في إنتاج قنابل لكن دبلوماسيا أوروبيا كبيرا وصف المحادثات بأنها "جوهرية ومفيدة" وقال إن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى في إبريل نيسان.

والاجتماع الذي عقد في فيينا هو الثاني في سلسلة اجتماعات تأمل القوى الغربية -الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا- أن تؤدي إلى تسوية يمكن التحقق منها حول نطاق برنامج إيران النووي وضمان أنه موجه لأغراض سلمية وحسب وتبديد خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وحاول الجانبان هذا الأسبوع تسوية خلافاتهما بشأن اثنتين من القضايا الأكثر تعقيدا: مستوى تخصيب اليورانيوم الذي يجرى في إيران ومفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل. ويرى الغرب المفاعل مصدرا محتملا للبلوتونيوم المستخدم في إنتاج قنابل، ولم يتوصل الجانبان إلى اتفاقات على ما يبدو واكتفيا بالقول بأنهما سيجتمعان مرة أخرى في الفترة من 7-9 إبريل نيسان في العاصمة النمساوية أيضا.

لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أبدى تفاؤلا بأن تتمكن طهران والقوى العالمية الست من التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص النزاع النووي قبل انتهاء المهلة المتفق عليها في 20 يوليو تموز، والهدف الأكبر هو تجاوز انعدام الثقة الراسخ والمتبادل ودفع الغرب إلى الثقة في أن إيران لن تكون قادرة على إنتاج قنابل ذرية وأن تحصل طهران في المقابل على إنهاء كامل للعقوبات الاقتصادية التي أصابت اقتصاد الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بالشلل، وتنفي إيران أن يكون برنامجها النووي السلمي المعلن واجهة لتطوير وسائل إنتاج الأسلحة النووية لكن القيود التي تفرض على مفتشي الأمم المتحدة ومعلومات أجهزة المخابرات الغربية حول بحوثها ذات الصلة بإنتاج قنبلة أثارت المخاوف، وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للصحفيين بعد يومين من المحادثات "أجرينا مباحثات جوهرية ومفيدة غطت مجموعة من القضايا من بينها التخصيب ومفاعل آراك والتعاون النووي السلمي والعقوبات".

وتطالب الولايات المتحدة إيران بإلغاء أو إدخال تعديل جذري على المفاعل الذي لم يكتمل بناؤه بعد لكن إيران رفضت الفكرة إلى الآن وتلمح إلى أنها قد تدخل تعديلات على المنشأة النووية، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين مشترطا عدم الكشف عن شخصيته "تبادلنا مع إيران الأفكار التي لدينا." وتابع قائلا "نقول منذ فترة طويلة إننا نرى أنه لا ينبغي أن يعمل مفاعل آراك بالماء الثقيل كما هو الآن وإننا لا نعتقد أن هذا يلبي أهداف هذه المفاوضات، وأضاف المسؤول أن التخصيب نقطة أخرى حرجة في المحادثات. وقال "هذه فجوة (حول التخصيب) ستتطلب قدرا من العمل الشاق للوصول إلى نقطة يمكننا أن نجد فيها اتفاقا"، ومثلما حدث في الجولات السابقة من المفاوضات عقد الوفد الأمريكي في المحادثات برئاسة وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي شيرمان اجتماعا ثنائيا مع الوفد الإيراني استمر 80 دقيقة، وقال المسؤول الأمريكي إن هذه الاجتماعات المباشرة رفيعة المستوى بين البلدين اللذين توجد بينهما خصومة قديمة والتي لم يكن من الممكن تصورها فعليا قبل عام أصبحت اجتماعات "عادية" تقريبا. بحسب رويترز.

وتريد الدول الغربية أن تضمن تعديل مفاعل آراك بشكل كاف للتأكد من أنه لا يشكل تهديدا بنشر الأسلحة النووية. وتصر إيران على حرية عمل المجمع المقام في الصحراء في ظل أي اتفاق وأنه يستهدف فقط إنتاج نظائر مشعة لأغراض طبية، وقال وزير الخارجية الإيراني للصحفيين "مفاعل آراك جزء من برنامج إيران النووي ولن يغلق (مثل) أنشطة البحوث والتطوير التي نجريها"، ومن بين الخيارات المحتملة لحفظ ماء الوجه في إيران السماح لها بالإبقاء على المفاعل مع طمأنة الغرب إلى أنه لن يستخدم في أغراض عسكرية بتقليل قدرته وتغيير طريقة تزوده بالوقود، وتعتزم إيران والقوى الغربية إبرام اتفاق دائم بأواخر يوليو تموز عندما ينتهي أجل اتفاقهما المؤقت الاستكشافي الذي أبرم في 24 نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وأبدى ظريف تفاؤله إزاء المحادثات. وقال "نحاول في هذه المرحلة بلورة فكرة... عن القضايا المتضمنة وكيف يرى كل طرف الجوانب المختلفة لهذه المشكلة"، وسئل عما إذا كان يتوقع الالتزام بالمهلة الخاصة بالتفاوض فقال "نعم.. أتوقع ذلك.. أنا متفائل بشأن 20 يوليو تموز"، ويدرك الجانبان أنه قد يكون من الصعب التوصل إلى اتفاقيات تدريجية بدون أن تكون لديهم صورة شاملة ويصران على أنه "لا يمكن الاتفاق على شيء بدون الاتفاق على كل شيء".

والقدر الكبير من التقدم الذي تحقق إلى الآن أحرز منذ انتخاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في العام الماضي وهو معتدل نسبيا أطلق سياسة "التواصل البناء" لإنهاء عزلة إيران الدولية، ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن روحاني قوله "هدفنا النهائي هو الحفاظ على برامجنا النووية السلمية بما يتفق مع القواعد الدولية وفي الوقت نفسه تبديد مخاوف المجتمع الدولي، "نحن راضون عن النتائج التي تحققت إلى الآن ونأمل أنه ستتم تسوية النزاع كله قريبا عن طيب خاطر من الطرف الآخر".

وتحسنت بشكل كبير العلاقات اليومية بين إيران والقوى الست منذ وصول روحاني إلى السلطة. وتجرى مقابلات مباشرة في الوقت الحالي بين بعض المسؤولين الكبار الذين يتحدثون بدون كلفة وبالإنجليزية دون حاجة إلى ترجمة رسمية، وقال المسؤول الأمريكي الكبير "الجميع محترفون وجادون للغاية وشديدو التركيز. لا يوجد تكلف ولا انسحاب ولا يوجد صياح ولا صراخ ... الناس يدركون أن المخاطر كبيرة للغاية"، غير أن الفجوات بين توقعات الجانبين والانقسامات الداخلية لدى كل طرف ما زال من شأنها إفساد الجهود الدبلوماسية.

وتواجه كل من الولايات المتحدة وإيران -وهما اللاعبان الرئيسيان في المفاوضات- ضغوطا شديدة من المتشددين في كل دولة، وتريد القوى الست كذلك جدولة تخفيف العقوبات المفروضة على إيران لسنوات أو ربما لعقود لضمان الاحتفاظ بقدرتهم على التأثير على طهران ولضمان احترامها لالتزاماتها بموجب الاتفاق، وأوقفت إيران بالفعل النشاط الأكثر حساسية المتعلق بتعليق تخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى -وهو إجراء قد يوفر الوقود اللازم لإنتاج قنبلة- بموجب اتفاق نوفمبر وحصلت على تخفيف ضئيل للعقوبات.

محاولة تخريب

قال مسؤولي إيراني كبير إنه جرى العبث بالمضخات في مفاعل اراك النووي الذي يعتبره الغرب مصدرا محتملا للبلوتونيوم اللازم لصنع قنابل نووية في محاولة فاشلة لتخريب البرنامج النووي للبلاد، وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أصغر زاريان نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية للحماية والأمن النووي قال إن الواقعة هي واحدة من هجمات عديدة من هذا النوع أحبطت على مدى الشهور القليلة الماضية، ووفقا للوكالة فإنه لم يذكر الأهداف أو الهجمات المزعومة الأخرى أو من قد يكون مسؤولا عنها.

وكثيرا ما اتهمت إيران في السابق أعداءها الغربيين وإسرائيل بالسعي لتخريب برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه سلمي لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يخشون من أنه ربما يستهدف تطوير القدرة على انتاج أسلحة نووية. كما اتهمت أعداءها باغتيال العلماء النووين الإيرانيين، لكن يعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن شكوك بِشأن التخريب منذ التحسن الكبير في العلاقات مع الغرب بعد انتخاب حسن روحاني المعتدل نسبيا رئيسا في يونيو حزيران الذي وعد في برنامجه الانتخابي بالتخفيف من عزلة طهران. بحسب رويترز.

وقال زاريان "تفقد المخابرات للمنشآت النووية أوضح أن بعض المضخات ...بمشروع اراك آي.آر-40 جرى التلاعب بها ميكانيكيا في مسعى لتعطيل العمل المنتظم لمحطة الطاقة"، ولم يعط المزيد من التفاصيل. وكان تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ذكر أن عددا من المكونات الرئيسية للمفاعل لم يتم تركيبها بعد ومنها مضخات التبريد. ولم يتضح على الفور ما إذا كان زاريان يشير إلى نوع آخر من المضخات، وكان مصير مفاعل اراك من العقبات الرئيسية في المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست العام الماضي والتي أدت إلى اتفاق مؤقت تاريخي للحد من أنشطة برنامج إيران النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات، وتعهدت إيران بموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يناير كانون الثاني ألا تركب أي مكونات إضافية للمفاعل أو تنتج وقودا للمحطة خلال ستة شهور وهي مدة الاتفاق، وستلتقي القوى الست وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا مع إيران مرة أخرى في فيينا غدا الثلاثاء لمحاولة البناء على الاتفاق المؤقت والتوصل إلى تسوية نهائية بحلول أواخر يوليو تموز لخلاف استمر لعشر سنوات بشأن الأنشطة النووية للجمهورية الإسلامية.

هل يمكن تعديل مفاعل أراك الإيراني لتهدئة المخاوف الغربية؟

تبدو إيران مستعدة للعمل على تهدئة المخاوف الدولية من احتمال أن ينتج مفاعل البحوث الذي تنشئه في أراك عنصر البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع القنابل النووية وهذا يثير الأمل في إمكان التوصل إلى حل وسط في قضية يشتد حولها الخلاف في المفاوضات مع القوى العالمية، ومن المتوقع أن تكون طريقة التعامل مع مفاعل أراك من بين عدة قضايا خلافية على مائدة البحث في جولة من المحادثات بين إيران والقوى العالمية الست في فيينا والتي تهدف إلى تسوية النزاع النووي بحلول أواخر يوليو تموز.

وقال جيم وولش الباحث المشارك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "ثمة أكثر من طريقة للتصدي لهذا وسيحتاج الأمر إلى بعض الإبداع. أعتقد أن هذه في نهاية الأمر قضية يمكن معالجتها بوسيلة أو بأخرى"، ومن بين البدائل التي يمكن أن تسمح لإيران بالاحتفاظ بالمفاعل في أراك مع إقناع الغرب بأنه لن يستخدم في أغراض عسكرية خفض قدرته بالميجاوات وتغيير طريقة تزويده بالوقود.

وقال جاري سامور الذي كان حتى العام الماض كبير خبراء الانتشار النووي في هيئة العاملين في مجلس الأمن القومي الأمريكي "ثمة طرق مختلفة لضمان ألا يتمكن المفاعل من إنتاج كميات كبيرة من البلوتونيوم"، وأضاف لرويترز مشيرا إلى برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني وهو أكبر كثيرا من مفاعل أراك "أعتقد أن تقديم تنازلات فيما يخص مفاعلا للبحوث أسهل على الإيرانيين كثيرا من التنازل فيما يخص برنامج التخصيب".

وتخشى القوى الغربية أن يزود مفاعل أراك إيران بإمدادات من البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه مثل اليورانيوم عالي التخصيب في صنع القنابل الذرية، وتقول إيران إن هدف المفاعل الذي يعمل بالماء الثقيل وقدرته 40 ميجاوات هو إنتاج نظائر مشعة لعلاج السرطان وأغراض طبية أخرى وتنفي أن أيا من أنشطتها النووية يهدف إلى صنع قنبلة.

وتبدو مواقف الجانبين شديدة التباعد فقد استبعدت إيران إغلاق أي موقع نووي بما في ذلك أراك وتقول الولايات المتحدة إنها لا ترى أي حاجة لمفاعل أراك في إطار برنامج نووي مدني، وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي الشهر الماضي إن الهيئة مستعدة لتعديل مفاعل أراك مشددا مع ذلك على أنه لا يعتقد أن بواعث القلق الغربية حقيقية وإنما "اختلقت" لوضع إيران تحت ضغط سياسي، وقال صالحي "يمكننا أن نجري تغييرا في التصميم... كي ننتج كمية أقل من البلوتونيوم في هذا المفاعل وبهذه الطريقة نهدئ المخاوف ونخفف بواعث القلق".

قال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن واشنطن "يسعدها أن ترى... صالحي يقول إنهم مستعدون لمناقشة ما إذا كانت هناك تعديلات يمكن اجراؤها عمليا"، واضاف المسؤول متحدثا يوم 17 فبراير شباط "أعتقد أن هذه المناقشات ستستغرق وقتا طويلا لكنني أعتقد أن علينا جميعا أن نكون مستعدين لتقبل الأفكار والسبل التي تتصدى لبواعث قلقنا"، ولم يوضح صالحي نوع التعديلات التي يتحدث عنها لكن سامور قال إن مدى استعداد إيران لإجراء التعديلات الكبيرة في قلب المفاعل اللازمة للتصدي للشكوك الغربية أمر "شديد الغموض".

وأضاف سامور "يفترض أن الإيرانيين يريدون إجراء تغييرات شكلية إلى حد بعيد تسمح لهم بتشغيل المفاعل بقدرة أكبر كثيرا ومن ثم انتاج مزيد من البلوتونيوم"، وعلى الناحية الأخرى تريد القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا "إجراء تغييرات أساسية وواسعة النطاق في المفاعل لا يسهل العدول عنها متى نفذت"، وقال دبلوماسي من إحدى الدول الست ملمحا إلى الحاجة لتسوية تنقذ ماء الوجه إن موضوع أراك يتطلب نوعا ما من "الهندسة اللغوية لإخفاء التعديلات التي تمكننا من الحد من مشاكل الانتشار النووي"، وتعتبر مفاعلات الماء الثقيل التي يستعمل فيها اليورانيوم الطبيعي كوقود مناسبة على وجه الخصوص لإنتاج البلوتونيوم غير إن هذا يتطلب كذلك محطة معالجة نووية لاستخراج البلوتونيوم. ولا يعرف أن إيران لديها مثل هذه المحطة. بحسب رويترز.

يقول المعهد الأمريكي للعلوم والأمن الدولي إن مفاعل أراك يمكنه إذا تم تشغيله بالطريقة المثلى أن ينتج نحو تسعة كيلوجرامات من البلوتونيوم سنويا وهي كمية تكفي تقريبا لصنع قنبلتين ذريتين، ويقول خبراء إن أي اتفاق طويل الأجل ينبغي أن يخفض هذه الكمية، وقال سامور "أهم تعديل لخفض إنتاج البلوتونيوم هو تخفيض قدرة المفاعل." وبالإضافة إلى ذلك "سيكون من المفيد تغيير الوقود من اليورانيوم الطبيعي إلى اليورانيوم منخفض التخصيب لأن هذا ينتج كمية أقل من البلوتونيوم ومن نوعية مختلفة بعض الشيء"، وقال الخبير النووي مارك هيبز من مركز كارنيجي إنداومنت للبحوث إنه إذا عدل مفاعل أراك كي يستخدم اليورانيوم المنخفض التخصيب فسيصبح "منزوع الأنياب من حيث الأساس".

ويقول وولش من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكذلك جمعية الحد من التسلح وهي جماعة للبحوث والدعوة في هذا المجال إن ثمة سبيلا آخر لحل المشكلة يتمثل في إرسال وقود أراك المنضب إلى الخارج ربما إلى روسيا لضمان آلا تستخرج إيران البلوتونيوم منه، وكان مصير مفاعل أراك عقبة كبرى العام الماضي في المحادثات التي أفضت إلى الاتفاق المؤقت الذي يحد من الأنشطة الحساسة في برنامج إيران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات، وبموجب هذا الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 20 يناير كانون الثاني تعهدت إيران بعدم تركيب أي مكونات أخرى في المفاعل أو إنتاج وقود له طوال الأشهر الستة مدة الاتفاق.

لكن السماح لإيران بالاحتفاظ بأراك بأي شكل أو طريقة قد يغضب إسرائيل - وكذلك بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي - التي تتخذ على وجه العموم موقفا أكثر تشددا من موقف الرئيس باراك أوباما بخصوص إيران. وتعتبر إسرائيل إيران خطرا على وجودها وتقول إيران إن الترسانة النووية التي يعتقد أن إسرائيل تملكها هي التي تهدد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال جريجوري جونز الخبير النووي الأمريكي في المركز التعليمي لسياسة منع الانتشار النووي إنه ينبغي للولايات المتحدة أن تصر على عدم استكمال إنشاء مفاعل أراك وتدمير مكوناته، وأضاف "ما لم يحدث ذلك فستمنح الولايات المتحدة إيران خيار البلوتونيوم كسبيل للحصول على أسلحة نووية إضافة إلى المخاطر المتمثلة في برنامج التخصيب الإيراني بالطرد المركزي".

عقبة رئيسية في محادثات إيران النووية

الى ذلك تتطلب تسوية الخلاف حول أنشطة إيران النووية الاتفاق على نطاق برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني في المستقبل ومصير مفاعل أراك وهما مشروعان يخشى الغرب أن ينتجا وقودا يصلح لصنع قنابل ذرية.

ومن المتوقع أن يكون هذان الموضوعان على مائدة البحث في المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا مع إيران في فيينا يومي 18 و19 مارس آذار. وتقول إيران إن أنشطتها النووية سلمية، وتهدف المحادثات إلى الوصول بحلول أواخر يوليو تموز إلى اتفاق شامل يحدد النطاق المسموح به لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. بحسب رويترز.

وفيما يلي عرض للقضايا الرئيسية في ملف الخلاف النووي:

تخصيب اليورانيوم

- تخلت القوى الغربية فعليا عن فكرة حمل إيران على وقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم التي تخشى تلك القوى أن يكون هدفها صنع قنابل ذرية لكنها تريد الحد منها.

- تقول إيران إنها تنقي اليورانيوم لصنع وقود لمحطات الطاقة النووية وتستبعد إغلاق منشأتي تخصيب اليورانيوم في نطنز وفوردو.

- لدى إيران الآن زهاء عشرة آلاف جهاز للطرد المركزي تدور بسرعة الصوت لزيادة نسبة النظير الانشطاري في خليط اليورانيوم ويقول الخبراء الغربيون أن هذا العدد يجب خفضه إلى بضعة آلاف.

- تريد الولايات المتحدة وحلفاؤها حرمان إيران من إمكانية الوصول بسرعة إلى اكتساب القدرة على صنع قنبلة نووية.

بحوث الطرد المركزي

- تطور إيران نماذج جديدة من أجهزة الطرد المركزي في نطنز.

- وبمقدور الأجهزة الحديثة تخصيب اليورانيوم بمزيد من السرعة.

- تقول إيران إن من حقها اكتساب التكنولوجيا النووية للاستعمالات المدنية.

- يسمح الاتفاق المؤقت لإيران بمواصلة أنشطة البحث والتطوير الحالية.

- لكن القوى العالمية من المرجح أن تسعى لفرض قيود صارمة على أنشطة البحث والتطوير.

أراك

- يخشى الغرب أن ينتج مفاعل البحوث الذي يعمل بالماء الثقيل في أراك البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه وقودا لقنبلة نووية.

- وتقول إيران إن المفاعل صمم لإنتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية.

- يقول الخبراء الغربيون إن المفاعل يمكن تعديله لتهدئة المخاوف بخصوص إمكان صنع قنبلة من خلال خفض قدرته أو تغيير نوع الوقود مثلا.

- قالت إيران إنها يمكن أن تعدل المفاعل لكنها لم تذكر تفاصيل.

تحقيق وكالة الطاقة الذرية

- تحقق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في احتمال أن تكون إيران أجرت أبحاثا بخصوص طريقة صنع قنبلة ذرية. وتنفي إيران ذلك.

- يقول المسؤولون الغربيون إنه لا بد لإيران التصدي لهذه المزاعم في إطار أي تسوية للنزاع الأشمل. لكنهم لم يوضحوا ماذا ينبغي لها أن تفعل تحديدا.

العقوبات

- تريد إيران رفع الإجراءات العقابية المفروضة عليها على وجه السرعة.

- لكن من المرجح ألا تفعل القوى الكبرى ذلك بموجب أي اتفاق إلا بطريقة تدريجية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/آذار/2014 - 19/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م