الرياضة.. إكسير لصحة الإنسان

 

شبكة النبأ: تعد الرياضة بجميع أنشطتها المختلفة، عامل أساسي وهام للحفاظ على النشاط والصحة الدائمة، فقد أظهرت الدراسات والبحوث العلمية المتواصلة، أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم يعود بفوائد صحية على المدى الطويل، ويمكن أن تسهم بإبعاد الكثير من المشاكل والأمراض وتحسن صحة العامة، خصوصا لكبار السن فهي وبحسب بعض الخبراء علاج فعال لكثير من الحالات المرضية المزمنة كالتهاب المفاصل، وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، والسكري ومشاكل السمنة وزيادة الوزن، لكن وفق ضوابط وإرشادات خاصة حتى لا يتحقق العكس.

كما انها تسهم بتحسين الحالة النفسية والمعنوية حيث تساعد على التخفيف من القلق والاكتئاب والمشاكل النفسية ... وغيرها من المشاكل الأخرى. التي ازدادت في السنوات الأخيرة بشكل كبير بسبب التقدم العلمي التقني الذي كان عامل رئيس بانتشار الخمول وعدم الحركة لدى الكثير من الأشخاص.

وفقاً لبعض التقارير فإن احتمال إصابة الناس غير النشيطين بأمراض القلب يقرب من ضعف احتمال الإصابة عند أولئك الذين هم أكثر نشاطاً. وقلة النشاط البدني يمكن أن تؤدي أيضاً إلى مزيد من الزيارات للطبيب، والمستشفيات، واستخدام الأدوية بكثرة لمجموعة متنوعة من الأمراض.

وبحسب آراء الخبراء، فان تلك الفوائد المهمة يمكن ان تبدأ بالظهور بعد 6 أسابيع من بدايتها وتكتمل بعد 6 شهور مؤكدين على ضرورة ممارسة الرياضة بشكل منتظم، بحيث تكون ثلاث مرات أسبوعيا واقل من ذلك ليس له فائدة ويمكن ان تكون اكثر من ذلك او بصفة يومية على ان تكون من (20 ـ 30 دقيقة ) وان لا تقل عن ذلك.

 تلك الفوائد والدراسات المهمة دفعت الكثير من الناس الى اللجوء الى ممارسة الرياضة كما انها كانت عامل مهم في ازدياد دورات الرياضة وظهور العديد من المؤسسات ومواقع إلكترونية خاصة باللياقة البدنية التي أصبحت تستفيد ت كثيرا من مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الشأن فقد قال باحثون إن التمارين البدنية ربما تتساوى في الفائدة مع الأدوية في علاج أمراض القلب ويتعين ان تكون وجها للمقارنة عند ابتكار واختبار عقاقير جديدة.

وفي مراجعة نشرت نتائجها في دورية الطب البريطانية The British Medical Journal لم يجد باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة اختلافات احصائية يمكن رصدها بين فوائد التمارين والادوية بالنسبة لمرضى الشريان التاجي ومن تظهر عليهم بودار البول السكري. ووجدت المراجعة - التي حللت نتائج 305 دراسات غطت 340 الف مشارك تقريبا- ان التمارين ربما تكون اكثر فائدة من العلاج بالأدوية بالنسبة للمرضى الذين يتعافون من اثار نوبات قلبية. وامراض القلب والاوعية الدموية هي القاتل الأول في العالم اذ تؤدي إلى 17 مليون وفاة على الاقل سنويا. بحسب رويترز.

وقال الباحثون "في الحالات التي توفر فيها خيارات الادوية تأثيرا طفيفا فقط يحتاج المرضى إلى فهم التأثير النسبي الذي قد تحدثه التمارين على وضعهم الصحي." وتضاف المراجعة إلى مجموعة كبيرة من الادلة تظهر ان الممارسة المنتظمة للتمارين ضرورية لصحة الانسان. وتقول منظمة الصحة العالمية ومقرها جنيف إن عدم النشاط البدني هو رابع العوامل الرئيسية المرتبطة بمخاطر الوفاة في العالم اذ يسبب ما يقدر بنحو 3.2 مليون وفاة في العالم سنويا.

تحسين القدرات العقلية

في السياق ذاته كشفت دراسة طبية عن أن ممارسة الرياضة تساعد الأشخاص الذين يعانون من الخرف على تحسين قدراتهم العقلية ومتابعة حياتهم اليومية. وأجرت مؤسسة كوتشرين كولابوريشن مراجعة منتظمة لثمانية اختبارات للتمارين الرياضية التي مارسها أكثر من 300 مريض يعيشون في منازلهم أو في دور الرعاية. وتوصل الباحثون إلى أن التمارين الرياضية لم تفد الحالة المزاجية للمرضى كثيرا، لكنها ساعدتهم في القيام بالأنشطة اليومية مثل النهوض من المقعد، وعززت مهاراتهم المعرفية.

ولكن ليس من الواضح بعد ما إذا كان ذلك يفيد في تحسين جودة الحياة لهؤلاء المرضى. غير أن الباحثين يقولون إن هذه النتائج تدعو للتفاؤل. ويعاني نحو 800 ألف شخص في بريطانيا من مرض الخرف، كما يزداد عدد الأشخاص المصابين بذلك المرض بشكل ثابت، وهو ما يعزى إلى أن الناس أصبحوا يعيشون حياة أطول. وهناك تقديرات بأنه قبل عام 2021، سيزداد عدد الأشخاص المصابين بالمرض في بريطانيا ليصل إلى نحو مليون شخص. ومع عدم وجود علاج فعال لذلك المرض حتى الآن، أصبح من المهم تحسين الظرف المعيشية للأشخاص المصابين به.

ويقول دوروثي فوربس، عضو فريق البحث بجامعة ألبرتا: "من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من البحوث لنتمكن من تطوير أفضل الارشادات العملية لمساعدة مقدمي الرعاية الصحية على تقديم النصيحة للأشخاص المصابين بالخرف الذين يعيشون في بيوتهم أو في مؤسسات الرعاية." وأضاف: "نحن أيضا في حاجة لفهم مستوى وكثافة التمرينات المفيدة للشخص الذي يعاني من الخرف." بحسب بي بي سي.

وتقول لورا فيبس من معهد بحوث الزهايمر بالمملكة المتحدة : "نحن نعرف جيدا أن التدريبات الرياضية تمثل جانبا مهما للحفاظ على الصحة، وبرغم عدم استطاعتنا القول إن ممارسة الرياضة تقي من مرض الخرف، تشير الأدلة إلى أنها يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة به في إطار نمط حياة صحي."

السكري والسمنة

على صعيد متصل قال باحثون إن السيدات اللواتي يمارسن رياضة رفع الأثقال تقل لديهن نسبة الإصابة بمرض السكري وذلك بحسب دراسة أجريت على 100 الف ممرضة على مدى 8 سنوات. وأوضحت الدراسة أن آداء السيدات لتمرينات رفع الأثقال أو لتدريبات مشابهة يمرن العضلات بصورة جيدة . ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة PLoS الطبية. وأشارت الدراسة الطبية إلى أن إجراء السيدات اللواتي يمارسن رياضة الأيروبيك لمدة 150 دقيقة على الأقل اسبوعياً إضافة إلى ساعة واحدة من تمارين تقوية العضلات ، تقل لديهن نسبة الاصابة بمرض السكري 2.

وقال الخبراء إن القيام بتمارين الإيروبيكس باستمرار، وممارسة رياضة السباحة والمشي السريع والجري يحصن من الإصابة من النوع الثاني من مرض السكري. ويصاب المرء بالنوع الثاني من مرض السكري حين يصبح هناك مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى قلة إفراز الأنسولين. ويعمل الأنسولين على مساعدة الجسم على استخدام السكر في الجسم كطاقة وتخزين أي فائض منه في الكبد والعضلات.

وقال الباحثون من جامعة هارفريد الأمريكية إلى أن نتيجة هذه الدراسة ليست مثالية، لأنها العينة المنتقاة لإجراء البحث كانت لمجموعة من الممرضات في القوقاز، كما أنها اعتمدت على ما زودته بهن الممرضات بالنسبه لعدد الساعات التي مارسن فيها الرياضة عوضاً عن معاينتهم لذلك

الى جانب ذلك أوضحت دراسة علمية جديدة نشرت في اسكوتلندا أن ممارسة لعبة كرة القدم بطريقة صحيحة تساهم في خفض وزن الرجال وتخلصهم من البدانة. وأجريت الدراسة على 374 شخصا بدينا من مشجعي إحدى فرق كرة القدم في اسكوتلندا إذ أخضعوا لبرنامج تدريبات على مدار 12 أسبوعا. وضع عدد مماثل على لائحة الانتظار دون أن يمارسوا البرنامج التدريبي.

وبعد عام كانت النتائج واضحة على الفريق الأول، إذ استمر الذين شاركوا في التدريبات في فقدان 5 كيلوغرامات من وزنهم أكثر من غير المشاركين. وقال مركز دراسات غلاسغو إن الدراسة تؤكد أن الرجال يمكنهم فقدان الوزن عن طريق الرياضة. وأوضحت الدراسة أيضا أن الفريق المشارك في البرنامج استمر أفراده طوال العام التالي في فقدان الوزن بما نسبته 5 في المئة من إجمالي الوزن حتى بعد التوقف عن أداء البرنامج. بحسب بي بي سي.

وقالت كيت هانت الأستاذة في جامعة غلاسغو "برامج خفض الوزن والحمية الغذائية ينظر لها البعض خطأ على أنها للنساء فقط، وهو مايعني أن الرجال قد لايهتمون بها". وأوضحت هانت أن المشاركين في البرنامج استمتعوا بصحبة رجال آخرين خلال الدورة التدريبية، وتمكنوا من استخدام جزء من ملعب كرة القدم لم يكن مسموحا لهم باستخدامه.

الرياضة المجهدة

من جانب اخر أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة الرياضة المجهدة لساعتين ونصف أسبوعيا يقلل من فرص الإصابة بالإنفلونزا. واعتمدت الدراسة على استبيان أجرته كلية لندن للصحة والطب الاستوائي على الإنترنت هذا العام حول الإنفلونزا، وبمشاركة نحو 4.800 شخص. ولم يكن هناك على ما يبدو أثر وقائي لممارسة الرياضة بالشكل المعتدل، كما يقول الباحثون. لكن بشكل عام، سجلت معدلات الانفلونزا انخفاضا نسبيا هذا الشتاء في بريطانيا.

ويحاول ذلك الاستبيان حول الإنفلونزا، والذي أجري للعام الخامس على التوالي، أن يرصد مزيدا من التفاصيل حول طبيعة الأشخاص الذين يصابون بالإنفلونزا والأشخاص الذين لا يصابون بها. وكانت إحدى الأسئلة الإلزامية للمشاركين لدى تسجيلهم في الاستبيان تدور حول ما إذا كانوا يعيشون بين أطفال، وما إذا كانوا قد حصلوا على تطعيمات من قبل، وعدد ساعات ممارسة الرياضة العنيفة، مثل العدو، وقيادة الدراجات بسرعة، أو ممارسة الرياضات التنافسية، والمعدل الزمني لذلك.

ثم طلب من المشاركين زيارة الاستبيان كل أسبوع، والتعبير عن شعورهم، وما إذا كانوا يعانون من أي أعراض للإنفلونزا. وقال الباحثون إن نتائجهم تشير إلى أنه من بين كل 1000 حالة إصابة بالإنفلونزا يمكن وقاية 100 شخص، وذلك من خلال الانخراط في ممارسة الرياضة العنيفة. ويبدو أيضا أن الأطفال سجلوا حالات إصابة أقل بالإنفلونزا هذا الشتاء في بريطانيا، والتي بلغت نسبتها خمسة في المئة فقط، مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت فيه نسبة الإصابة نحو ثمانية في المئة. بحسب بي بي سي.

وقالت الطبيبة ألما أدلر من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي: "نريد أن نتعامل مع هذه النتائج بشكل حذر، لأنها لا تزال نتائج أولية. لكنها تتوافق مع نتائج أخرى تظهر بالفعل الفوائد الصحية لممارسة الرياضة." وأضافت: "برغم أن العديد من الناس تجنبوا الإنفلونزا هذا الشتاء، إلا أنها يمكن أن تصيب الناس في أي وقت، وبالتالي فإن الاستفادة من هذا الطقس الجيد توفر فرصة كبيرة للخروج وممارسة الرياضة للابتعاد عن الإنفلونزا خلال الربيع." ويوفر الاستبيان حول الإنفلونزا بيانات مهمة للجهات الحكومية وبرامج مكافحة الإنفلونزا التابعة لهيئة الصحة العامة في إنجلترا.

تمارين لمكافحة البرد

من جهة أخرى فإذا كنت تشعر بأعراض البرد، فإن ممارسة التمارين الرياضية قد تكون من بين الأمور التي تفضل الابتعاد عنها، الأمر الذي قد يبدو صحيحاً لأن الجسم يصيبه التعب، ما يجعل من بذل المزيد من الجهد ليس دائما فكرة جيدة. وقال الدكتور الأمريكي ريشارد بيسير ومؤلف كتاب "قل لي الحقيقة أيها الطبيب" إن بعض النشاطات الخفيفة تعتبر مفيدة.

وأضاف أن "استخدام قاعدة العنق في هذه الحالة، يبدو أمرا جيداً، وإذا كانت الأعراض التي يعاني منها المريض في منطقة فوق الرقبة مثل العطس، والوجع في الجيوب الأنفية، وانسداد الأنف، فإن التعرق يعتبر أمنا." ومن المفضل اتباع التمارين الرياضية التالية التي تساعد على مكافحة أعراض البرد:

المشي على الأقدام: ورغم أن البرد، يتسبب بخلل في التوازن في مستويات الطاقة لدى المريض، إلا أن ممارسة رياضة المشي لمدة 20 دقيقة، يمكن أن يكون مفيداً، ويحسن من أعراض البرد لدى المريض. ممارسة رياضة الركض: إذا كانت ممارسة رياضة الركض تعتبر جزءا من روتينك اليومي، إذا ليس هناك من سبب لتخطي ذلك، بسبب البرد.

ممارسة تمارين "تشي غونغ": ويعتبر هذا النوع من الحركة الصينية البطيئة، خليطا بين فنون الدفاع عن النفس والتأمل، وهي الرياضة الأمثل التي لا تتسبب بالكثير من التعرق، إذ تم استخدامها لآلاف السنوات لخفض الشعور بالضغط والقلق، وتحسين ضغط الدم، وزيادة الطاقة.

ممارسة رياضة اليوغا: ويطلق الجسم هرمون الإجهاد "الكورتيزول" خلال محاربة نزلات البرد، ولكن أشارت البحوث إلى أن تقنيات تخفيف التوتر مثل ممارسة اليوغا، وتمارين التنفس تساعد في رفع مناعة الجسم. بحسب CNN.

ممارسة رياضة الرقص: وتؤدي ممارسة رياضة الـ"زومبا" أو أي من أنواع الرقص الأخرى، إلى خفض مستوى التوتر. وأشارت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستمعون إلى الموسيقى لفترة 50 دقيقة يوميا، تنخفض لديهم مستويات الـ"كورتيزول"، ويفرزون عدد أكبر من الأجسام المضادة للبرد، ما يؤدي إلى تحسين جهاز المناعة.

تشخيص سريع

الى جانب ذلك قال باحثون سويديون إنهم ابتكروا اختبارا للدم يسهم بشكل أفضل في تشخيص اصابات الدماغ المرتبطة بالرياضات ويحول دون عودة لاعبي كرة القدم الأمريكية والرجبي وهوكي الجليد للملاعب في حالة وجود مخاطر. وقال الباحثون في دراسة على لاعبين يمارسون هوكي الجليد إن الاختبار الجديد يستطيع تحديد شدة ارتجاج المخ بعد ساعة واحدة فقط من حدوثه وما اذا كانت توجد مخاطر من حدوث أعراض على المدى الطويل ومتى يستطيع اللاعب العودة لممارسة رياضته.

وقال هنريك زتربيرج الباحث في اكاديمية ساهلجرينسكا بجامعة جوتنبرج "يشيع في هوكي الجليد وغيرها من الرياضات التي تشهد التحامات وقوع حالات ارتجاج للمخ بينما قد لا يكون المخ قد شفي من حالة ارتجاج سابقة." واضاف "هذا النوع من الاصابات خطير على وجه الخصوص لكن لم تكن هناك وسائل لمراقبة تعافي الرياضي من الارتجاج."

وتوضح أدلة علمية مستقاة من دراسات على ملاكمين ولاعبين سابقين لكرة القدم الأمريكية أن التعرض لاصابات متكررة في الرأس قد يؤدي إلى فقدان الوظائف المعرفية والعته والسلوك العدواني والاكتئاب. ورغم ان الحالات الخفيفة من الارتجاج لا تسبب بالضرورة فقدانا للوعي لكن قد تصحبها اعراضا اخرى منها الدوار والغثيان ومشكلات في التركيز والذاكرة والمعاناة من الصداع بينما يمكن لحالات الارتجاج العنيف ان تسبب فقدانا للوعي.

وكانت رابطة دوري كرة القدم الامريكية للمحترفين وافقت في اغسطس اب الماضي على دفع 765 مليون دولار لتسوية نزاع بشأن دعاوى قضائية رفعها الآلاف من اللاعبين السابقين يعاني أغلبهم من العته ومشكلات صحية أخرى. وفحص فريق زتربيرج كل لاعبي دوري هوكي الجليد السويدي وخلصوا الى اصابة 35 من 288 لاعبا بالارتجاج خلال الفترة من سبتمبر ايلول وحتى ديسمبر كانون الاول في موسم 2012-2013. وفي ثلاث حالات كان الارتجاج قويا لدرجة فقدان الوعي. بحسب رويترز.

وعبر قياس مستويات بروتين تاو يستطيع الباحثون قياس شدة الارتجاج بعد حدوثه بساعة واحدة ومعرفة بقدر عال من الدقة أي لاعبين قد يعانون من أعراض على مدى بعيد وبالتالي منحهم راحة أطول. وقال زتربيرج إن نفس الاختبار يمكن استخدامه في تقديم الرعاية الطبية الطارئة لغير الرياضيين.

مواقع إلكترونية خاصة

في السياق ذاته تتزايد المواقع الالكترونية المعنية باللياقة لتقدم نطاقا واسعا من خيارات التمارين ابتداء من الحصص الجماعية إلى التمارين الفردية. ورغم انعدام التواصل المباشر تتمكن المواقع الاكثر شهرة من الحفاظ على اللمسة الانسانية وإن كانت بلا مواجهة مباشرة وتتم عن بعد. وقالت جيسيكا ماثيو متخصصة تمارين اللياقة "أعتقد أن نماذج اللياقة الإلكترونية التي بها تواصل مجتمعي ناجحة."

واضافت ماثيو -التي تدرس علم اللياقة البدنية بكلية ميرامار في سان دييجو بولاية كاليفورنيا ان اللياقة البدنية على الإنترنت تمثل بالنسبة لكثيرين إقامة روابط والتواصل مع ذوي التفكير المماثل. وارجعت جيسيكا سميث معلمة ومدربة اللياقة نجاح موقعها الالكتروني للياقة إلى التواصل مع جمهورها وهم في الاساس من النساء اللاتي تتراوح اعمارهن بين 30 إلى 45 عاما. وقال "هذا ما يدفع الناس للعودة وترك تعليقات."

وحتى مراكز اللياقة البدنية تتشبث بتقديم خدمات البث المباشر ومنها سلسلة كرانتش فيتنيس التي اطلقت موقعا الكترونيا اسمه (كرانتش لايف) في نهاية 2013. وقالت دونا سيريوس نائبة رئيس البرمجة في كرانتش فيتنيس "نهرول سريعا جدا من خلال التكنولوجيا.. يبدو لي أن المستقبل للإنترنت على وجه اليقين." بحسب رويترز.

وأضافت أن كثيرين من مستخدمي مواقع اللياقة الالكترونية في أواخر العشرينات أو أوائل الثلاثينات من العمر وهي جيل محب للانترنت. وقالت "هذه الصناعة مثل أي شيء آخر تصبح أقل فردية. فبدلا من التحدث عبر الهاتف يتواصل الناس على فيسبوك." ويتواصل المدرب لي جوردان مع عملائه في انحاء الولايات المتحدة حيث يقول ان غالبيتهم يعانون السمنة وتزيد أوزانهم حوالي 45 كيلوجراما عن الوزن المثالي.

للنساء فقط

على صعيد متصل قال خبراء اللياقة ان مراكز التدريبات الرياضية والإحماء المخصصة للنساء فقط بدأت تتخلص من سمعتها بأنها فقط مقصد للنساء اللاتي تعوزهن اللياقة. وبدأت الشابات ورياضيات محترفات يكتشفن ان هذه المراكز الرياضية المخصصة للنساء فقط يمكن ان تكون بمثابة ممارسة الجولف او الصيد في الصباح بالنسبة للرجال كفرصة لإقامة شبكة من العلاقات والتفاوض ومناقشة الاعمال أثناء القيام بتدريبات الاحماء.

وقالت لين شير المدربة ومؤسسة ستوديوهات (ابليفت) للنساء فقط في مانهاتن "الرجال كانوا يمزجون بين اللياقة والجانب الاجتماعي منذ أجيال يبحثون الاعمال ويقيمون علاقات في نفس الوقت. "النساء لم يفعلن لذلك وهو ما كان في غير صالحهن." وتجتذب ستوديوهات شير التي افتتحت عام 2012 رياضيات محترفات في العشرين والثلاثين والاربعين من العمر وتسعى الى توفير مناخ اجتماعي يلتقين فيه.

اما فيما يتعلق بالأحماء فترى شير انه على الرغم من ان المرأة قادرة على القيام بكل ما يفعله الرجل فالكثير من النساء يعتقدن ان المعدات الرياضية ضخمة ولا تناسبهن. ووفرت شير في ستوديوهاتها معدات موجزة تتناسب خطواتها مع خطوات المرأة وبدلا من المسطحات والقضبان الضخمة تجد الكثير من الكرات التي تستخدم في تمارين القوة والتوازن. بحسب رويترز.

وجاء في تقرير صدر هذا العام للرابطة الدولية للصحة والنوادي الصحية انه على الرغم من ان رواد النوادي الصحية هم من الرجال والنساء الا ان ما يقوم به كل فصيل يختلف تماما عن الاخر. وتميل النساء أكثر الى الانضمام الى فصول جماعية للتدريبات الرياضية وليونة العضلات واليوجا والالات الرياضية التي تقوي القلب بينما ينجذب الرجال أكثر الى المعدات التي تناسب كل الاوزان واجهزة المقاومة ولعب الراكيت والاسكواش. واشتهرت سلسلة كيرفيز الدولية للياقة النساء بتدريبات مدتها نصف ساعة لتقوية القلب ومرونة العضلات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/آذار/2014 - 16/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م