التنوع البيئي.. زيادة الرفاهية تقود إلى انقراض الحيوانات

 

شبكة النبأ: يزداد القلق الدولي يوماً بعد يوم بشأن استمرار المشاكل الضارة بالنظام البيئي حول العالم، والتي تفاقمت بشكل خطير في السنوات الأخيرة، بسبب زيادة معدلات نمو السكان وانتشار المدن والاستغلال المفرط للموارد الملوثة والاحتباس الحراري، وغيرها من المسببات والأضرار الأخرى المتزايدة جراء اتساع النشاط البشري، حيث تشير بعض التقارير الى ان العالم

سيواجه في المستقبل القريب وبسبب عدم وجود خطط ملزمة للحفاظ على البيئة الكثير من المشاكل والتحديدات المعقدة، التي ستسم بتراجع وتناقص الموارد الطبيعية وارتفاع معدلات الانقراض للكثير من الأحياء وهو ما سيؤثر بشكل مباشر على حياة ومستقبل الإنسان على كرة الأرضية.

فيما يرى بعض الخبراء في هذا الشأن ان هناك حيوانات لم تنقرض منذ زمن بعيد ليدل ذلك على أن تطور الإنسان وتقدمه  كان سلاحاً ذو حدين فأدى إلى زيادة الرفاهية وفي المقابل أضر بالحيوانات وأدى إلى انقراضها.

فيما يرى خبراء آخرون أن الجهود الدولية والمنظمات المعنية غير كافية للحفاظ على التنوع البيئي بسبب واستغلال الحيوانات كفريسة لطموحات تجارية وسط ضوابط هشة ورقابة غير فعالة، فاليوم وبعد التغيرات والتقلبات البيئية والمناخية نجد ان بعض الأصناف من الحيوانات والنباتات معرض للانقراض، والبعض الأخر انقرض فعلا، وهذا هو الإنذار الأشد خطورة شكل الحياة في الكرة الأرضية.

صيد غير الشرعي

فقد فقدت زيمبابوي في عشرين عاما ثلثي حيوانات وحيد القرن فيها، بسبب الصيد غير الشرعي، ولم يبق منها سوى 750 حيوانا، بحسب ما اعلنت سلطات الحدائق الوطنية والغابات. وقال غوفريز ماتيبانو مدير هذه الهيئة الحكومية "في اواخر الثمانينات كان لدينا قرابة الفي حيوان وحيد قرن ابيض، في الحدائق الوطنية والمحميات، واليوم لم يبق منها سوى 750، 450 منها سوداء والباقية بيضاء".

ويختلف وحيد القرن الابيض عن الأسود بشكل الفم، والسلوك ونوعية الاعشاب التي يتغذى عليها كل نوع، وليس بسبب اللون. وينتشر الصيد غير الشرعي في معظم دول القارة الافريقية، مثل جنوب افريقيا حيث قتل الف حيوان وحيد قرن في العام 2013 وحده، لكن دولا مثل ناميبيا نجحت في ان تبقى بمنأى عن هذه الظاهرة. وقد ازدهر الاتجار بالعاج الذي يستخدم في الزينة، والاتجار بقرون وحيد القرن التي لها فوائد طبية كبيرة مفترضة في السنوات الاخيرة في افريقيا بسبب الطلب الكبير خصوصا في آسيا والشرق الاوسط حيث يعاد بيعها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء، وخصوصا لاستخدامها في الطب التقليدي. بحسب فرانس برس.

ويجري اصطياد حيوانات وحيد القرن في زيمبابوي باطلاق نار عليها او بتسميمها، ما يصعب اجراءات مكافحة الصيد. ولجأت السلطات الى تشديد العقوبات على الصيادين، ومراقبة الغابات بواسطة الاقمار الاصطناعية، ووضع هذه الحيوانات في مناطق محمية. واضافة الى وحيد القرن، تعاني الفيلة من الصيد غير الشرعي، اذ قضى منها في زيمبابوي العام الماضي 300 فيل في حديقة هوانغ الوطنية.

طموحات تجارية وضوابط هشة

على صعيد متصل ينادي الباعة أسفل جسر غلطة في اسطنبول "خبز وسمك.. خبز وسمك" ويعرضون شطائر الأسماك أمام حشود الجائعين من الأتراك والسائحين في مشهد مستمر منذ عقود. لكن الشطائر لن تحتوي على أسماك طازجة تم صيدها من بحر مرمرة أو مضيق البوسفور وإنما على الأرجح أسماك ماكريل مجمدة مستوردة من النرويج أو أسماك مستوردة من المغرب.

وبعدما كانت مناطق الصيد غنية يوما ما في بحار وممرات مائية تركية بحجم نيوزيلندا تراجع إنتاج الأسماك في البلاد كثيرا حيث وقع فريسة لطموحات تجارية وضوابط هشة. ويهدد الإفراط في الصيد والصيد الجائر والتلوث هذه الصناعة. وقال المعهد التركي للاحصاء إن إنتاج الأنشوجة الذي يمثل نحو ثلثي إنتاج الصيد السنوي في تركيا تراجع بنسبة 28 في المئة في 2012.

وقال عثمان كوركماز وهو صياد يعمل في مضيق البوسفور وبحر مرمرة منذ 40 عاما ويبلغ من العمر 53 عاما "قبل عشرين عاما كنت تضع يدك في المياه تلتقط سمكة.. كان كثير." وأجرت أيلين علمان الباحثة في مشروع (البحار من حولنا) التابع لجامعة بريتيش كولومبيا أكثر من 150 مقابلة مع صيادين أتراك لتحديد مدى التغير الذي طرأ على المصائد التركية.

وقالت إن عدد الأنواع التجارية في مناطق الصيد التركية انحسر إلى خمسة أو ستة فقط بعدما كان أكثر من 30 في الستينيات من القرن الماضي. واستندت أيلين إلى مسح أجرته وبيانات صيد قدمتها تركيا للأمم المتحدة بين عامي 1967 و2010. وألقت الباحثة بالمسؤولية على زيادة عدد السكان والقوارب المزودة بالتكنولوجيا الحديثة وضعف قوانين الصيد وضعف تطبيقها وصدور بيانات لا يعتمد عليها حول مخزونات الأسماك وإخفاء الصيادين حجم صيدهم الحقيقي لتجنب الضرائب والغرامات.

وزاد عدد السكان في اسطنبول وحدها من مليون شخص في 1950 إلى قرابة 17 مليونا حاليا. وفي خطوة متزامنة تضخم عدد قوارب الصيد نتيجة لإعانات حكومية في السبعينيات والثمانينيات كان الهدف منها تحويل الصناعة الوليدة البسيطة آنذاك إلى أسطول صيد يضاهي جيرانه في البحر المتوسط. ويجوب الان 450 من قوارب الصيد التي يتراوح طولها بين 40 و60 مترا المياه التركية بالإضافة إلى أكثر من 17 ألف قارب صيد صغير. وتستخدم تكنولوجيا السونار في 90 في المئة من الصيد الإجمالي في تركيا وجعلت البلاد أحد أكبر المصائد المنتجة في العالم.

وقال تيميل سنجون (27 عاما) وهو صياد لأسماك البينيت والأنشوجة والأسماك الزرقاء من بلدة ساريير في شمال مضيق البوسفور "لدينا ثلاثة مولدات ورافعتان." واستعرض الصياد معدات كهربائية وأخرى تعمل بتكنولوجيا السونار وتصل قيمتها إلى مئات الالاف من الدولارات. وأضاف "يمكن للسونار رصد مجموعات الأسماك من على بعد عشرة كيلومترات وعلى أي عمق." لكن مثل هذه التكنولوجيا لا تكفي وحدها لضمان كسب العيش في مياه يكثر فيها عدد الصيادين ويقل عدد الأسماك.

وقال سنجون "اشترت عائلتي سفينتي صيد بالشباك لكننا نرى الآن أنها كانت فكرة سيئة. هناك الكثير من سفن الصيد بالشباك دون ضابط. "بنى جدي ووالدي هذا المنزل على التلال بدخلهم من الصيد.. لكن ليست أمامي فرصة لبناء منزل بما أكسبه فنحن نعمل خمس مرات أكثر بينما انخفضت قيمة الأسماك كثيرا." وأضاف أن عدم وجود نظام للحصص وضعف عقوبة الصيد الجائر وانخفاض الأسعار كلها أمور شجعت الصيادين على كسر القوانين.

وأقر مسؤول كبير في وزارة الزراعة بأن الصيد الجائر يمثل تحديا لكنه قال إن 65 ألف عملية فحص جرت العام الماضي وإن الضوابط شددت لمحاولة تخفيف الضغط على المخزونات ومساعدة الصيادين الملتزمين بالقانون. وقال المسؤول "أحد الأهداف الرئيسية هو زيادة الأسماك في البحار التركية." وأضاف أن دراسات تجرى لانتاج أنواع جديدة من الأسماك. وقدر قيمة صادرات تركيا من الأسماك بنحو 475 مليون دولار في أول 11 شهرا من العام الماضي في أحدث بيانات متوفرة. وذهبت معظم الصادرات إلى هولندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وفاقت صادرات البلاد قبل عام والتي بلغت قيمتها 413 مليون دولار.

وجذبت القضية اهتمام أحد أكبر تجار الأغذية بالجملة في أوروبا. وترعى شركة مترو ايه.جي الألمانية لتجارة الجملة بحثا تجريه مؤسسة الأبحاث البحرية التركية للعام الثاني للتأكد من توفر أسماك البينيت أحد أكثر منتجاتها قيمة ومن أشهر أنواع الأسماك التركية. وسمك البينيت من أسماك التونة ويعتقد أنه ينتقل بين البحر الأسود وبحر مرمرة. ويراقب متجر كاش اند كاري التابع لمترو في تركيا -وهو أكبر متجر أسماك بالجملة في البلاد- عن كثب وضع هذه الأسماك. ويبيع المتجر أكثر من ستة آلاف طن من الأسماك التركية سنويا.

وقال بيرم أوزتورك رئيس المؤسسة التركية للأبحاث البحرية إن من المخاطر الرئيسية التي تواجهه الإفراط في الصيد والتلوث وتلاشي البيئة الطبيعية بسبب الشحن وتغير المناخ. وأضاف "إذا زرت الصيادين هذا الصباح سترى مئة سمكة و200 قنديل بحر. يبذلون جهدا إضافيا وينفقون المزيد من الأموال لاستخراج قناديل البحر. قبل 20 عاما لم تكن هناك قناديل بحر. يعني هذا أن النظام البيئي اختل. لا يوجد مفترسون لقناديل البحر."

وهدف الدراسة التي ستشمل وضع علامات على 4500 من أسماك البينيت وتركها في البحر لمدة ثلاثة أعوام هو تحديد المكان الذي تهاجر إليه الأسماك وتقدير كميتها. وقال أوزتورك إن من غير المرجح أن تشدد الحكومة التركية القيود أو التطبيق بدون مثل هذا الدليل وستستمر مخزونات الأسماك في التراجع. ومترو ليس هو الوحيد في هذا الصدد. وضمت مؤسسة سلو فوود اسطنبول جهودها إلى منظمة السلام الاخضر (جرينبيس) سعيا لحماية الأسماك الزرقاء وهي الطبق المفضل نادر الوجود على موائد مطاعم الأكلات البحرية في المدينة بسبب نقص أعداده.

وفي مسعى لتقليص الأسطول التركي الذي يضم أكثر من 20 ألف سفينة صيد بدأت الحكومة برنامجا لشراء قوارب الصيد من الصيادين لكن مسعاها لم يجتذب الكثيرين. وبحلول نوفمبر تشرين الثاني كانت قد اشترت 359 قاربا فقط. ويقف الصياد المخضرم كوركماز في قاربه ويصف المشكلة ببساطة أكبر بينما يصلح شباكه قائلا "يصيد الناس الكثير ولا يسمعون."

الى جانب ذلك اصدرت محكمة استئناف حكما لصالح مدافعين عن البيئة وايدت خطوطا إرشادية تحد من التحويلات المائية من اجل حماية نوع من الأسماك المعرضة للخطر بولاية كاليفورنيا. وقالت محكمة الاستئناف إنه ما كان ينبغي لمحكمة أدنى رفض توصيات بخفض تصدير المياه من الشمال إلى الجنوب في الولاية التي تواجه موجة جفاف لم يسبقه مثيل.

ومن شأن خفض هذا النقل للمياه -الذي انحي عليه باللائمة في تفاقم اثار الجفاف على السكان- الإبقاء على مزيد من المياه في نهر ساكرامنتو للحفاظ على اسماك الهف. واستقطب الجدل حول هذه القضية ردود افعال من جانب المدافعين عن البيئة والمزارعين. وقال دامين تشيف وهو محام عن المزارعين في بيان على الإنترنت إن الحكم الذي اصدرته محكمة الاستئناف "ينذر بمعاناة للمزارعين والعاملين بالزراعة وملايين اخرين من سكان كاليفورنيا ممن يعتمدون على مصدر يعول عليه للمياه." وقالت كيت بول وهي محامية بارزة عن مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية إن آمال المزارعين في الحصول على مزيد من المياه من نهر ساكرامنتو لن تحل مشاكل الولاية. وقالت في بيان "إن الجفاف وليس نهر ساكرامنتو هو ما يؤثر على امدادات المياه هذا العام." بحسب رويترز.

وكان تقرير لهيئة الحياة البرية والأسماك الأمريكية خلص في عام 2008 إلى ان حياة أسماك الهف مهددة وأوصى بخفض تصدير المياه للمزارعين والسكان في جنوب كاليفورنيا. وأقام مزارعون ومناصرون لهم دعوى قضائية للطعن في التقرير ووصفته محكمة ادنى بانه "تعسفي."

الازهار البرية

من جهة اخرى فالطاقة الكامنة في الازهار كانت هي الفارق بين الحياة والموت بالنسبة لبعض الحيوانات المنقرضة من العصر الجليدي ومنها حيوانات ضخمة مشعرة كالأفيال ووحيد القرن. وخلص علماء فحصوا الحمض النووي المحفوظ في الترسبات الموجودة في الطبقات المتجلدة القطبية وفي بقايا هذه الحيوانات القديمة الى ان حيوانات العصر الجليدي كانت تعتمد بشدة على الازهار البرية الغنية بالبروتين والتي كانت يوما تغطي سطح المنطقة.

وقال العلماء في بحث نشر في مجلة نيتشر Nature ان التغير المناخي الهائل الذي حدث في العصر الجليدي أدى الى تقلص حاد في هذه النباتات وان المنطقة القطبية أصبحت مغطاة بالحشائش والشجيرات التي تنقصها تلك القيمة الغذائية الموجودة في الازهار والتي كانت تقتات عليها تلك الحيوانات العملاقة. وقال الباحثون أن هذا التغير في طبيعة النباتات بدأ منذ نحو 25 ألف عام وتوقف منذ نحو عشرة الاف عام وهي فترة انقرض خلالها عدد كبير من الحيوانات العملاقة. بحسب رويترز.

وظل العلماء يبحثون طوال أعوام عن سبب هذا الانقراض الجماعي حين نفق ثلثا الحيوانات ذات الاجسام الضخمة في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وكانت المنطقة القطبية الشمالية مليئة بقطعان الحيوانات الضخمة وتشبه الى حد ما منطقة السافانا في افريقيا. وكان من بين هذه الحيونات أفيال مشعرة ووحيد القرن وخيول وثيران وجمال وايائل الى جانب مجموعة من الحيوانات الفتاكة منها الضباع والقطط البرية والاسود والدببة. ودرس العلماء تاريخ النباتات على مدى 50 الف عام في المنطقة القطبية الشمالية وسيبيريا وأمريكا الشمالية.

الحاجز المرجاني العظيم

على صعيد متصل أعطت هيئة استرالية تشرف على الحاجز المرجاني العظيم الضوء الاخضر لطمر ملايين الامتار المكعبة من الطمي بالقرب من الشعاب المرجانية الهشة لإنشاء أكبر ميناء للفحم في العالم وهو ما يفتح الباب لمشروعات فحم تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار. وتمهد الموافقة الطريق لتوسع كبير في ميناء أبوت بوينت امام مشاريع لشركتين هنديتين والمليارديرة الاسترالية جينا رينهارت بتكلفة تصل إلى 16 مليار دولار في حوض جاليلي الداخلي غير المستغل.

وقال دارين يتس الرئيس التنفيذي لمشروع جي.في.كيه-هانكوك وهو مشروع مشترك بين تكتل جي.في.كيه الهندي وشركة هانكوك للتنقيب عن المعادن المملوكة لرينهارت "هذه علامة فارقة في تطوير مشاريع الفحم في حوض جاليلي والتي تمثل خلق أكثر من 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وأكثر من 40 مليار دولار في صورة ضرائب وعائدات." وكافح خبراء البيئة والعلماء ومنظمو الرحلات السياحية خطة القاء الطمي على بعد 25 كيلومترا فقط من الشعاب المرجانية ويخشون أن تتضرر الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية كما يخشون ان يضاعف المشروع من حركة السفن في المتنزه البحري المدرج على قائمة التراث العالمي.

وقالت سيلينا وارد عالمة الأحياء البحرية بجامعة كوينزلاند والتي كانت بين 240 عالما دوليا حثوا الهيئة المشرفة على الحاجز المرجاني العظيم على رفض المشروع "انه قرار مخيب للآمال حقا." وأضافت "ما يجب ان نفعله هو التوقف عن الضغط على الشعاب المرجانية وبالتأكيد لا يمكن أن نضيف مزيدا من الضغط بأن نضع عليها ثلاثة ملايين طن من الرواسب." وإذا وضعت هذه الكمية على الأرض سيكون حجمها أكبر من الهرم الأكبر بالجيزة. بحسب رويترز.

وقالت هيئة الشعاب المرجانية وهي وكالة حكومية مستقلة مهمتها حماية الشعاب المرجانية إن الموافقة على التصريح تمت لأن ثلث المتنزه البحري يخضع لحماية عالية بينما يجوز استخدام الثلثين في استخدامات أخرى مثل التخلص من مخلفات الحفر لأن الموانئ كانت دائما جزءا من المنطقة.

خفافيش اوربا

من جانب اخر قالت الوكالة الاوروبية للبيئة إن سياسات الحفاظ على موارد البيئة ساعدت في ارتفاع أعداد الخفافيش في أوروبا بأكثر من 40 بالمئة بعد سنوات من التراجع. وتقلص عدد الخفافيش في أوروبا خصوصا اثناء النصف الثاني من القرن العشرين بسبب التوسع في الزراعة واختفاء مواطنها الطبيعية والكيماويات السامة المستخدمة في معالجة الاسطح الخشبية للمباني والتي تتخذ منها مسكنا.

وخلص التقرير الجديد الى ان سياسات المحافظة على موارد البيئة ساعدت في وقف هذا التراجع وزيادة الاعداد إلا انه أوصى بضرورة "الابقاء على اعتبار الخفافيش عرضة للخطر". ومعدل تكاثر الخفافيش بطيء لذلك يمكن ان تنخفض أعدادها بشكل سريع جدا. وهي ايضا حساسة للغاية للتغيرات البيئية وهو ما يعني انها يمكن ان تعتبر مؤشرا مبكرا إلي تغير المناخ. وعلى سبيل المثال فان تغير درجات الحرارة يمكن ان يؤثر على قدرتها على جمع الغذاء والتكاثر والسبات الشتوي.

وقال هانز بروينينكس المدير التنفذي للوكالة الاوروبية للبيئة في بيان "مراقبة الخفافيش تساعد ايضا في فهم التغيرات في النظام البيئي على نطاق اوسع بما في ذلك تغير المناخ لانها حساسة جدا للتغير البيئي." واضاف قائلا "انواع كثيرة من الخفافيش لا تزال عرضة للخطر لذلك فان الحفاظ على مواطنها الاصلية لا يزال أولوية مهمة."

وقام باحثون بإحصاء وتصنيف الخفافيش الكامنة في 6000 موقع ووجدوا ان اعدادها تزايدت بنسبة 43 بالمئة بين عامي 1993 و2011 مع إتجاه مستقر نسبيا منذ 2003 . وقالت الوكالة الأوروبية للبيئة -التي تقدم بيانات علمية لارشاد صناع السياسات بالاتحاد الاوروبي- إن دراستها وضعت وفق أكثر البحوث شمولا حتى الآن. وحللت بيانات من عشرة برامج لمراقبة الخفافيش في تسع دول بالاتحاد الاوروبي هي النمسا والمانيا والمجر ولاتفيا وهولندا والبرتغال وسلوفاكيا وسلوفينيا والمملكة المتحدة.

الى جانب ذلك قال علماء إنهم اكتشفوا في الصحراء الغربية في مصر بقايا حفرية لنوعين منقرضين من الخفافيش الغريبة التي تعيش حاليا فقط في مدغشقر. وهذان النوعان من الخفافيش لهما أرجل لاصقة تجعلهما يتدليان ورأسهما إلى أعلى على عكس جميع انواع الحفافيش تقريبا التي تتدلى رأسا على عقب.

وقال العلماء إن احد النوعين المنقرضين عاش قبل 37 مليون سنة بينما الآخر قبل 30 مليون سنة. وقالوا إن هذا الاكتشاف يوضح ان الخفافيش ذات الأرجل اللاصقة عاشت في القارة الأفريقية لملايين السنين قبل ان تكتشف في مدغشقر. ولهذه الخفافيش الصغيرة التي تتغذى على الحشرات خاصيتان مختلفتان وهما انها تتدلى وراسها إلى أعلى ولها ضمادة لزجة في مقدمة ارجلها تساعدها على الالتصاق بالأسطح الملساء. بحسب رويترز.

وقال كريج جانيل من جامعة ديوك في نورث كارولينا وهو احد الباحثين المشاركين في دراسة هذه الخفافيش في مقابلة عبر الهاتف "لها ضمادات لاصقة صغيرة في مقدمة ارجلها تستخدمها في التعلق بالاغصان ..لهذا لا تتدلى رأسا على عقب مثل غالبية الخفافيش الأخرى بل من اعلى الى اسفل." وقال الباحثون إن المنطقة الصحراوية التي اكتشفت فيها البقايا الحفرية لهذين النوعين من الخفافيش كانت على الأرجح منطقة غابات على طول نهر كبير في الماضي. ونشرت نتائج دراسة الباحثين في دورية بلوس وانPlos One.

نوع غير معروف

في السياق ذاته عثر سكان قرية صغيرة هادئة في ولاية تسمانيا الاسترالية على نوع غير معروف من قناديل البحر العملاقة بعدما جرفته الامواج إلى الشاطئ مما اثار فضول علماء أستراليا لتسمية الكائن وتصنيفه. ويعتقد أن قنديل البحر الأبيض الذي يتميز بوجود بقعة وردية في الوسط وعرضه حوالي 1.5 متر قريب من نوع قناديل عرف الأسد المعروف "بالمخاطي" لأنه يشبه المخاط.

وقالت ليزا آن جيرشوين العالمة بمنظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية "هناك نوع من الإثارة لأنه نوع جديد ... يا إلهي أنه في حجم السيارة الذكية ... هذا مثل ديزني لاند لعلماء الأحياء البحرية." وعثرت اسرة تسير على الشاطئ على قنديل البحر العملاق وأرسلت صورة لمنظمة البحوث في مدينة هوبارت في أقصى جنوب أستراليا. ويعتقد العلماء أن القنديل جرفته مياه البحر بعد ذلك. وتحاول جيرشوين وعلماء آخرون اكتشاف سبب الزيادة الهائلة في أعداد قناديل البحر في المياه حول ولاية تسمانيا هذا العام. وقالت "هناك شيء ما يحدث فيسبب زيادة كبيرة في هذه الأنواع بأرقام مذهلة ونحن لا نعرف السبب حتى الآن."

الذئاب الرمادية

على صعيد متصل قالت لجنة علمية في تقرير إن الادارة الامريكية استخدمت بحثا معيبا للتوصية بشطب الذئاب الرمادية من الحماية بموجب قانون الحيوانات المعرضة للانقراض في الولايات المتحدة. وقالت خدمة المصايد والحياة البرية الامريكية في يونيو حزيران الماضي إن الذئاب في 48 ولاية لم تعد معرضة للانقراض بعد عقود من جهود زيادة اعدادها مقترحة شطب الذئاب من قوائم الانواع المهددة بالانقراض.

وشطبت بالفعل الذئاب في منطقتي جبال روكي الشمالية والبحيرات العظمى من القوائم خلال السنوات الماضية مع عودة اعدادها للزيادة. وجددت التوصية الأخيرة من جانب الادارة الامريكية الجدل بين المؤيدين والمعارضين لحماية الذئاب التي تعرضت للصيد حتى اوشكت على الانقراض في الولايات المتحدة قبل ان تخضع للحماية الاتحادية في سبعينات القرن الماضي.

وعلقت خدمة المصايد والحياة البرية اقتراح شطب الذئاب من قوائم الانواع المعرضة للانقراض في اغسطس آب بعد احتجاجات منتقدين قالوا ان موقف الحكومة يميل إلى الغاء حماية هذه الانواع. ونشرت الخدمة تقرير اللجنة العلمية الذي قال ان الخدمة فشلت في استخدام "افضل العلوم المتاحة" كما يلزم في التوصل إلى التوصية بشطب الذئاب من قوائم الانواع المعرضة للانقراض. بحسب رويترز.

وقال التقرير إن الحكومة اعتمدت ايضا على نشرة واحدة للخدمة رفضها خبراء ومتخصصون واستبعدت البيانات التي لا تدعم خطتها. وقال روبرت وين المتخصص في العلم الوراثي للذئاب بجامعة كاليفورنيا "استبعدت المعلومات التي تعارض الشطب المقترح بينما قبلت تلك التي تؤيد (الخطة) دون تمحيص".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 18/آذار/2014 - 15/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م