استثمار الفضاء.. سباق محموم باهظ الثمن!

 

شبكة النبأ: يعيش العالم في سباق محموم لأجل السيطرة على الفضاء الخارجي، الذي أضحى ميداناً مفتوحاً لحرب تنافسة شرسة ومقياسًا مهما لتفوق الدول والحكومات التي تسعى بشكل حثيث الى بناء وتطوير برامجهما قدراتها العلمية المتعلقة باستكشاف الفضاء لأغراض مدنية أو عسكرية او اقتصادية، هذه المنافسة وعلى الرغم من تكاليفها الباهظة لم تعد تقتصر على البلدان المتقدمة بل شملت أيضا دخول بلدان أخرى تطمح للوصول إلى الفضاء وإنشاء برامجها الخاصة تعكس مكانتهما الدولية المتنامية كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا على ان السنوات القادمة وفي ضل التطور المستمر ربما سيساعد بعض الدول الجديدة بإقامة محطات فضائية الخاصة على غرار محطة الفضاء الدولية المشتركة وهو ما قد يثير شكوك بعض الدول الأخرى التي قد تعتبرها تهديداً مباشراً لأنظمتها الرقابية المنتشرة في الفضاء، أمر استبعده البعض في الوقت الحاضر لاعتبارات الاقتصادية قد تدفع تلك الدول إلى الحد من برامجها و أنشطتهما الفضائية.

وفي هذا الخصوص فقد أظهر تقرير أن الإنفاق العالمي على برامج الفضاء الحكومية انخفض في عام 2013 للمرة الأولى في عقدين تقريبا مع فشل الاستثمارات المتصاعدة في الدول الناشئة في التعويض عن خفض النفقات الفضائية من جانب الولايات المتحدة. وأظهر تقرير سنوي ليوروكونسلت الاستشارية أن الميزانيات العالمية لبرامج الفضاء انخفضت إلى 72.1 مليار دولار من 72.9 مليار دولار في عام 2012 في اول انخفاض منذ عام 1995.

وانفقت الولايات المتحدة 38.7 مليار دولار في مشاريع فضائية ذات صلة بشؤون مدنية وعسكرية وهو ما يمثل انخفاضا قيمته 8.8 مليار دولار من ذروة الإنفاق في عام 2009 ولكنها رغم ذلك تتجاوز اكثر من نصف الإنفاق الإجمالي العالمي. وعلى النقيض عززت روسيا نفقاتها بمتوسط يبلغ اكثر من 30 في المئة على مدار الأعوام الخمسة الماضية وهي الآن الدولة الوحيدة بعد الولايات المتحدة التي تنفق اكثر من 10 مليارات دولار سنويا.

وقال التقرير إن اليابان والصين وفرنسا والمانيا وايطاليا والهند استثمروا جميعا اكثر من مليار دولار سنويا. والصين التي تحتل المرتبة الثامنة عالميا من المتوقع ان تعزز الإنفاق بشكل كبير على مدار العقد المقبل. وتقول يوروكونسلت إن الحاجة إلى خفض النفقات قد تساعد في حد ذاتها في دعم التقنيات المبتكرة التي تدفع سبر اغوار الفضاء والمشروعات الأخرى إلى الامام.

ويقول بعض الخبراء ان برنامج مكاكيك الفضاء الأمريكي على وجه التحديد اضاع ملايين إن لم يكن مليارات الدولارات كان من الممكن استخدامها على نحو نافع في مشاريع اخرى. ومنذ اخر رحلة لمكوك فضاء امريكي في عام 2011 يطير رواد الفضاء الأمريكيون من المحطة الفضائية الدولية وإليها عبر صواريخ روسية. بحسب رويترز.

وأرسلت الصين ثلاثة من روادها إلى الفضاء العام الماضي لتنفيذ التحام معمل مداري بمركبة فضاء فيما قالت بكين إنه خطوة على الطريق إلى محطتها الفضائية المأهولة الخاصة بها. ويظهر التقرير إن عدد الدول المهتمة باستكشاف الفضاء آخذ في الارتفاع. واستثمرت نحو 58 دولة حوالي 10 مليون دولار او اكثر في تطبيقات وتقنيات فضائية في عام 2013 بالمقارنة مع 53 بلدا في 2011 و37 في 2003. وانفقت كل من بريطانيا وكندا والبرازيل واسبانيا وكوريا الجنوبية وبلجيكا وقازخستان والإمارات العربية المتحدة والأرجنتين والمكسيك واستراليا و هولندا وسويسرا وتركيا والسويد واسرائيل ونيجيريا وإيران والنرويج اكثر من 100 مليون دولار.

ميزانية جديدة

الى جانب ذلك قال مسؤولون في إدارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) إن خطة الرئيس باراك أوباما لميزانية عام 2015 تتضمن تمويل بعثة آلية لأحد أقمار المشترى الذي يخفي تحت سطحه المتجمد كمية كبيرة من المياه فضلا عن دعم مشروع تاكسي الفضاء الذي تطوره شركتان من القطاع الخاص لخدمة محطة الفضاء الدولية. ويطلب البيت الابيض 17.5 مليار دولار لميزانية ناسا في السنة المالية التي تبدأ في أول اكتوبر تشرين الاول.

ويمثل هذا زيادة بنسبة واحد في المئة عن ميزانية ناسا لعام 2014 لكن يمكن للوكالة ان تحصل على 900 مليون دولار إضافية من مبادرة اوباما المقترحة (للفرص والنمو والامن) التي تنشيء صندوقا قيمته 56 مليار دولار للمشروعات الخاصة وهو صندوق منفصل عن الميزانية المعتادة. ومنذ تقاعد برنامج مكوك الفضاء عام 2011 تعتمد الولايات المتحدة على روسيا لنقل روادها الى محطة الفضاء الدولية بتكلفة تزيد على 65 مليون دولار للمقعد.

وقال المدير الاداري لناسا تشارلز بولدن ان تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب أزمة اوكرانيا لم يؤثر حتى الان على الشراكة الامريكية الروسية في الفضاء. وتدعم ناسا حاليا برنامج تاكسي الفضاء الذي تطوره كل من شركة سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز الخاصة المعروفة باسم (سبيس إكس) وشركة سييرا نيفادا الخاصة.

ويريد اوباما ان تكون الخيارات الامريكية لنقل الرواد الى محطة الفضاء متوفرة بحلول نهاية عام 2017. وحصل ما يعرف باسم برنامج الطواقم التجاري على 696 مليون دولار في السنة المالية لعام 2014 التي تنتهي في 30 سبتمبر ايلول. والزيادة المقترحة في التمويل ستقدم 400 مليون دولار اضافية للبرنامج في السنة المالية 2015.

وتتضمن الميزانية الجديدة أيضا 3.1 مليار دولار لناسا لتشغيل محطة الفضاء و2.8 مليار دولار لتطوير نظام صاروخي للوزن الثقيل يستخدم في مهام الفضاء وتطوير كبسولة الفضاء أوريون لمهام مستقبلية لرواد الفضاء على سطح القمر والمريخ والكواكب الصغيرة. ومن المقرر اجراء تجربة لاطلاق أوريون في 18 سبتمبر ايلول. بحسب رويترز.

وستتشارك البعثات العلمية في نحو خمسة مليارات دولار عام 2015 منها 15 مليون دولار لبدء التخطيط للقيام بمهمة في منتصف العشرينات من القرن الحالي لقمر (يوروبا) المتجمد السطح وهو من اقمار المشترى. ولدى العلماء أدلة قوية على أن هذا السطح المتجمد للقمر يخفي تحته كمية كبيرة من المياه.

القطاع الخاص

من جانب اخر بعد النجاح في التعاون مع مجموعتي "سبايس اكس" و"اوربيتال ساينسز" الخاصتين في مجال نقل المؤون والمعدات الى محطة الفضاء الدولية، تعتزم وكالة الفضاء الاميركية ناسا توسيع هذا التعاون مع القطاع الخاص ليصل الى استغلال الموارد الطبيعية على سطح القمر. ففي آخر شهر كانون الثاني/يناير الماضي، اقترحت وكالة الفضاء الاميركية على شركائها في القطاع الخاص ان يوظفوا خبراتهم التقنية في مساعدتها على تصميم مركبات آلية غير مأهولة قادرة على الهبوط على سطح القمر مع حمولة تراوح بين ثلاثين كيلوغراما و500.

وقال غريغ ويليامز المسؤول في وكالة ناسا "فيما نواصل برنامجنا الطموح لارسال رواد فضاء الى كوكب المريخ والى احد أجرام حزام الكويكبات، سنطلب من شركات القطاع الخاص تطوير تقنيات جديدة للهبوط على سطح القمر".

وقال جيسون كروسان مدير انظمة استغلال الموارد في ناسا "في السنوات الاخيرة، بينت الصور التي ارسلتها الاقمار الاصطناعية العاملة في مدار القمر وجود مياه على شكل جليد وعناصر غازية اخرى..وفي سبيل التعمق في معرفة حجم هذه الموارد واماكن وجودها، علينا ان نهبط على سطح القمر". واضاف "يمكن للشركات الخاصة ان تساهم في تطوير مركبات غير مأهولة قادرة على اتمام هذه المهمة" ذات الابعاد العلمية والتجارية.

وكانت وكالة ناسا وقعت في العام 2013 اتفاقا مع مجموعة "بيغلو ايروسبايس" التي أسسها الملياردير الاميركي روبرت بيغلو، يتضمن تصميم مركبات فضاء تنفخ بالهواء، وامكانية اقامة قاعدة قمرية. وقال مايكل غولد المسؤول في مجموعة بيغلو ان الشراكة بين الناسا والقطاع الخاص "تسير على ما يرام في ما يتعلق بتزويد محطة الفضاء الدولية (التي تسبح في مدار كوكب الارض) بالمؤن والمعدات.

وليس هناك ما يدعو للاعتقاد ان التعاون لن ينجح على سطح القمر". واضاف "في ظل سياسة التقشف التي تعتمدها الولايات المتحدة، يبدو ان الشراكة مع القطاع الخاص هي الطريق الوحيد للمضي قدما في برامج الفضاء". وبحسب مايكل غولد، فان المهمات التي تتشارك فيها الناسا مع الشركات الخاصة ستكون اقل كلفة من تلك الممولة حصرا من الحكومة الاتحادية"، متوقعا ان تكفي بضع مليارات من الدولارات لارسال مهمات مأهولة الى سطح القمر في السنوات العشر المقبلة". وقال "يشكل القمر منجما تجاريا، اذ انه غني بغاز الهيليوم 3 النادر على الارض، والذي من شأنه ان يصبح الوقود المعتمد على الارض للمحطات النووية بحكم كونه غير ملوث للبيئة". بحسب فرانس برس.

واضاف "كما ان سطح القمر غني بعناصر كيماوية نادرة على كوكب الارض يصل عددها الى سبعة عشر، وهي تستخدم في صناعة الاجهزة الالكترونية، وتشهد طلبا متزايدا عليها". وكان مدير وكالة الفضاء الاميركية تشارلز بولدن اعلن في العام 2013 ان بلاده تستبعد ارسال مهمة مأهولة جديدة الى سطح القمر، لكنه لم يستبعد "احتمال ان تشارك الناسا في مهمة مماثلة، اذا كانت ضمن شراكة مع دولة اخرى او مع شركات القطاع الخاص".

اجتماع مهم

من جانب اخر اختتم مسؤولون من 32 دولة ترتاد الفضاء ثلاثة اجتماعات لبحث زيادة المشاركة في محطة الفضاء الدولية والتخطيط لارسال رواد فضاء في نهاية الامر الى كوكب المريخ. وتعاونت 15 دولة في بناء محطة الفضاء وهي مجمع ابحاث مزود برواد فضاء بشكل دائم وتتواجد على ارتفاع نحو 400 كيلومتر فوق الارض. واعلنت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما اعتزامها تمديد عمليات المحطة حتى عام 2024 اي اربع سنوات على الاقل بعد الموعد الذي كان من المقرر فيه سحبها من الفلك.

وقال شيوي داتشه مدير ادارة الفضاء الوطني الصينية في الاكاديمية الدولية لمؤتمر الملاحة الفضائية وهو احد ثلاث اجتماعات قمة عالمية بشأن الفضاء عقدت في واشنطن "اننا سعداء جدا بسماع هذا التمديد. "انه يعني انه بحلول وقت بناء محطتنا الفضائية سيكون لدينا صحبة هناك." وللصين نموذج مبدئي لمحطة في الفضاء وتعتزم بناء الوحدة الاساسية لموقع متابعة في 2018. وسيلي ذلك وحدتا مختبرات في عامي 2020 و2022 .

ويحظر الكونجرس على ادارة الفضاء والطيران الامريكية (ناسا) التعاون او الشراكة المباشرة مع الصين وذلك بشكل اساسي بسبب مخاوف من نقل التكنولوجيا. وللصين علماء مشاركون في التجربة الاولية للمحطة. والعلاقة بين الولايات المتحدة والصين من بين اكثر المسائل الشائكة التي تواجه رؤساء 32 وكالة فضاء والذين ناقشوا ايضا استكشاف النظام الشمسي عن طريق الروبوت ورصد الكويكبات التي تشكل تهديدا وتوسيع المشروعات الفضائية التجارية ومبادرات اخرى.

وفي اجتماع قمة مواز بشأن السياسة الفضائية استضافته وزارة الخارجية الامريكية لاول مرة قال وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الامريكي انه يجب على الدول جعل استكشاف الفضاء "اولوية عالمية مشتركة." وقال "على الرغم من الضغوط والتحديات والاولويات الملحة الكثيرة التي تواجه الولايات المتحدة في الداخل والخارج فان التزامنا باستكشاف الفضاء يزداد قوة." بحسب رويترز.

وتناول المؤتمر ايضا توسيع برامج الفضاء في الدول النامية كوسيلة لخلق فرص تجارية جديدة بالإضافة الى خدمة اغراض تعليمية. وقال اونيلو محمد المدير العام للوكالة الوطنية النيجيرية لابحاث وتطوير الفضاء ان "تركيزنا .. في معظمه على التطبيقات." وقال انه بالإضافة الى اطلاق مزيد من الاقمار الصناعية للاتصالات فان "اهتمامنا هو توفير الطعام لشعوبنا وخلق وظائف والقضاء على الفقر. هذا يعتمد اكثر واكثر .. على الادارة الزراعية."

مختبر لا غنى عنه

الى جانب ذلك وعلى ارتفاع 350 الف متر، تسبح محطة الفضاء الدولية في مدار الارض، وهي عبارة عن مختبر دولي لإجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، بات لا غنى عنه للعلماء في شتى مجالات العلوم. ويقول جون هولدرن المستشار العلمي للبيت الابيض ان "محطة الفضاء الدولية مختبر فريد من نوعه يتيح آفاقا واسعة للعلم والمجتمع".

وتشترك في هذه المحطة، التي بلغت نفقات انشائها 100 مليار دولار، ست عشرة دولة من بينها الولايات المتحدة، وكان من المفترض ان يتوقف العمل بها في العام 2020، الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قرر قبل اسابيع تمديد عملها الى العام 2024. وتقول جولي روبينسون نائبة المسؤول عن البرامج العلمية لمحطة الفضاء الدولية "ان الهدف من استخدام المحطة يتمثل في التوصل الى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل اليها الا في حالة انعدام الجاذبية". وتتركز ابحاث الرواد المقيمين على متن المحطة على "تطوير المعارف التي من شأنها ان تساهم في تطوير المضادات الحيوية، وتطوير معدات دقيقة، وتحسين مراقبة الانسان لكوكب الارض واحواله الجوية"، وفقا لجولي روبينسون.

وتضيف "من الاهداف التي يعمل عليها الرواد في المحطة، معرفة اثر انعدام الجاذبية لوقت طويل على جسم الانسان، واختبار تقنيات جديدة، وهذه امور لا بد منها في الرحلات الفضائية المأهولة الطويلة المرتقبة، نحو كوكب المريخ او احد أجرام حزام الكويكبات". ويبلغ وزن المحطة 450 طنا، وقد بدأ تشييدها في العام 1998، وانتهى في 2011، وكان لها فوائد علمية في مجالات كثيرة، فالذراع الآلي للمحطة مثلا، الذي يعمل بدقة عالية، بات له مثيل يستخدم في العمليات الجراحية للدماغ. وقد انقذت حياة 300 شخص في العالم بواسطة هذه التقنية.

ومن التقنيات التي طورت في المحطة، التصوير بالرنين المغناطيسي عن بعد، والذي يتيح تشخيص حالة اشخاص موجودين في اماكن معزولة، اضافة الى نظام معالجة المياه في المناطق المنكوبة بكوارث طبيعية، وهو مستوحى من النظام الذي اعتمد في المحطة. في ما يتصل بالادوية، تمكن مختبر "امغين" الاميركي من اختبار علاج جديد لترقق العظام الذي يصيب النساء المتقدمات في السن..ويتفاقم ترقق العظام في ظل انعدام الجاذبية، بحسب ما بينت الابحاث على رواد الفضاء وعلى فئران التجارب.

واجرى "امغين" ايضا تجارب في محطة الفضاء الدولية على عقار آخر لمقاومة تقلص الكتلة العضلية، وهو يصيب رواد الفضاء بعد الاقامة الطويلة في الفضاء. وقد اتاحت هذه التجارب التعمق في فهم اثار هذه العلاجات، بحسب وكالة الفضاء الاميركية. وتمكنت شيريل نيكرسون عالمة الجراثيم في جامعة اريزونا من اثبات ان الجراثيم تنشط أكثر في انعدام الجاذبية، وذلك من خلال تجارب اجرتها في مكوكات فضائية اميركية منذ العام 2006، ومن ثم على متن محطة الفضاء الدولية. بحسب فرانس برس.

وتقول هذه الباحثة "لقد اكتشفنا ايضا آلية عمل وراثية تتحكم بتفاعل البكتيريا وهي تنشط في انعدام الجاذبية، وهي متشابهة في ذلك مع غيرها من مسببات الامراض". وتوضح ان جهاز المناعة البشري يضعف في انعدام الجاذبية. وتحاول هذه الباحثة من خلال ذلك التوصل الى لقاح ضد الالتهاب الرئوي الذي يودي بحياة عشرة ملايين شخص سنويا في العالم، معظمهم من الاطفال والمتقدمين في السن. وتخلص الى القول "اعتقد ان الابحاث في ظل انعدام الجاذبية يمكنها ان تحقق انجازات كبيرة في مكافحة الاسباب الرئيسية للوفيات بين البشر".

صخرة بيضاء غامضة

 في السياق ذاته رصد العلماء صخرة ظهرت بشكل غامض في الصور التي التقطتها المركبة (أوبرتيونيتي) التابعة لادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) على سطح المريخ على الرغم من عدم ظهورها من قبل في صور التقطت قبل اسبوعين. والمركبة التي هبطت منذ عشر سنوات على سطح المريخ في منطقة تعرف باسم (مريدياني بلانوم) تستكشف حافة حفرة لرصد اي آثار لوجود المياه على سطح الكوكب الاحمر في أي وقت مضى.

بينما هبطت مركبة جوالة أخرى تعرف باسم (كيوريوسيتي) على الطرف الاخر من الكوكب عام 2012 للقيام بمهمة أكثر طموحا والبحث عن بيئة سمحت بوجود حياة في المريخ من قبل. لكن العلماء يحيرهم سؤال يطرح نفسه الان ففي الثامن من يناير كانون الثاني أرسلت اوبرتيونيتي صورة عن المنطقة التي تعمل فيها بينما كانت تستعد لاستخدام ذراعها الالية في تجربة علمية.

ولاحظوا في الصورة صخرة بيضاء لامعة يماثل حجمها تقريبا حجم كعكة صغيرة بينما لم يظهر في صورة التقطت قبل اسبوعين سوى منطقة قاحلة. بحسب رويترز.

ويعتقد العلماء ان هذه الصخرة قذفتها احدى عجلات المركبة. كما يمكن ان تكون وصلت الى هذا المكان بعد هبوط شهاب على مقربة. وفي كلتا الحالتين توفر هذه الصخرة التي اطلق عليها اسم (الجزيرة المستدقة) مزيدا من المعلومات للعلماء. وقالت ناسا في بيان "معظم الصخرة لها بريق يقرب من اللون الابيض وهناك جزء لونه أحمر غامق ربما طارت الصخرة وانقلبت حين حركتها عجلة من مكانها وهو ما يوفر ظرفا استثنائيا لفحص الوجه الاخر لصخرة في المريخ."

أرنب اليشم تستعيد وعيها

على صعيد متصل استعادت المركبة الصينية غير المأهولة التي هبطت على سطح القمر، "وعيها" بعد ساعات على اعتبارها "خارج الخدمة" بعدما تعرضت لعطل تقني، وفق ما نقلت وسائل الاعلام الرسمية في الصين. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة "استعادت المركبة وعيها، على الاقل هي ما زالت تعمل، وهذا يبقي لنا باب الامل مفتوحا في ان ننقذها".

وكانت الوكالة الصينية اعلنت في بيان مقتضب ان المركبة "أرنب اليشم" اصبحت خارج الخدمة ولم يعد بالامكان اصلاحها. وفي اخر كانون الثاني/يناير، اعلنت الادارة الحكومية الصينية للعلوم والتكنولوجيا التابعة لوزارة الدفاع، ان المركبة ذات العجلات الست واجهت مشكلات تقنية سببها "البيئة المعقدة على سطح القمر". ويعد خروج المركبة من الخدمة، في حال وقع فعلا، نكسة كبيرة لبرنامج الفضاء الصيني، لا سيما وان هذا المشروع قدم على انه مصدر فخر واعتزاز وطني. بحسب فرانس برس.

ففي منتصف كانون الاول/ديسمبر، هبطت المركبة غير المأهولة "شنجه-3" على سطح القمر، وبعد ساعات قليلة هبط منها المسبار "ارنب اليشم"، في مهمة تعول الصين على نجاحها لتليها مهمة مأهولة الى سطح القمر في العقد المقبل، لتكون اول بلد اسيوي يرسل انسانا الى القمر. وكان مرتقبا ان يعمل "ارنب اليشم" لمدة ثلاثة اشهر، يتحرك خلالها على سطح القمر بسرعة 200 متر في الساعة كحد اقصى.

مركبة إسرائيلية

من جهة اخرى يستعد علماء ومهندسون اسرائيليون لإطلاق مركبة صغيرة غير مأهولة إلى القمر يتوقعون وصولها إلى سطحه في نهاية 2015 في انجاز لم تحققه حتى الآن سوى الولايات المتحدة وروسيا والصين. وحملت المركبة الفضائية التي رصدت لها ميزانية صغيرة اسما مؤقتا هو "سبارو" Sparrow وهي في حجم غسالة الاطباق ويبلغ وزنها 140 كيلوجراما. وقال ياريف باش مهندس كهرباء ومؤسس مجموعة سبيس آي.إل SpaceIL المصنعة للمركبة الفضائية إن الهبوط أصعب مرحلة في مهمة سبارو لاسباب منها انتشار الجبال والفوهات على سطح القمر. وقال "سيكون (الهبوط) إما 15 دقيقة من الرعب أو 15 دقيقة من الشهرة بناء على النتيجة."

وتأسس البرنامج الذي يعتمد في اغلبه على التبرعات بغرض المنافسة على جائزة لونار إكس التي تنظمها شركة جوجل عملاق الانترنت وتبلغ 20 مليون دولار. وبدأت المسابقة بمشاركة 33 فريقا ثم تقلص العدد الى 18 بما في ذلك فرق من الولايات المتحدة وإيطاليا واليابان والبرازيل وكندا والهند وتشيلي. وستكون الجائزة من نصيب أول فريق ينجح في إنزال مركبة فضاء على القمر تقوم بالقفز لمسافة 500 متر ونقل صور ولقطات فيديو إلى الأرض.

وترى سبيس آي.إل انها تملك مزية عن غيرها من الفرق نظرا لصغر حجم المركبة وقلة وزنها إذ يشكل الوقود ونظام الدفع معظم الوزن وبالتالي تصبح أخف مع الوقت الى ان يصل وزنها في نهاية الامر الى 40 كيلوجراما. وستحمل المركبة تسعة اجهزة كمبيوتر وثماني كاميرات لتصبح حسب قول باش اصغر مركبة فضائية متطورة تهبط على القمر. بحسب رويترز.

وجمعت سبيس آي.إل تبرعات بلغت 21 مليون دولار من الميزانية الاجمالية للمشروع البالغة 36 مليونا. ولا تملك اسرائيل التي لديها خبرة في ارسال اقمار صناعية بغرض التجسس الى مدارات منخفضة قدرات لإطلاق مركبات للفضاء رغم تطلع وكالة الفضاء الإسرائيلية لتطوير برنامج فضاء مدني. واذا فازت بالجائزة فان سبيس آي.إل تعتزم استثمار المال في مشروعات جديدة قد يكون من ضمنها ارسال مركبة الى المريخ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 12/آذار/2014 - 9/جمادي الأولى/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م