
محافظة بابل كانت على موعد أمس الأحد 9/3 مع عملية إرهابية
إنتحارية مرّوعة ذهب ضحيتها العشرات بعد المئة من أبناء شعبنا بين شهيد
وجريح.. وقبلها عشرات العمليات الإرهابية التي أطبقت غزواتها القذرة
على بعض الأمل في نفوسنا أن نعرف يوما طعماً للسعادة التي يحتفل بها
العالم كل عام في العشرين من آذار ليعلنوا فيه كل يوم عن تدابير جديدة
للإنسانية تجلب أصناف من السعادة لشعوبهم.. فالعائلة السعيدة تعني أن
الوطن سعيد كما يقول طاغور.
يتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العالم بحاجة " الى
نموذج إقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الإقتصاد الثلاث: التنمية
المستدامة والرفاه المادي والإجتماعي وسلامة الفرد والبيئة، ويصب في
تعريف ماهية السعادة العالمية".
فالدعائم الثلاث تلك لا تتحقق إلا إذا كان لها أساس متين يتمثل في
الأمن والسلامة الإجتماعية للمجتمع وبعكس هذا الأساس فالإنهيار سيكون
عنواناً لكل القيم الإنسانية والإجتماعية وحتى التشريعات ستنبذ بعيداً
بحثاً عن الأمن الذي طالما طرقنا بابه من أجل أمن بيوتنا وعوائلنا..
الأمن اليوم أشد معاش لنا فالعراقيون شعب كريم جداً ولا يجوع في وطنهم
أحد ولكن الأمن هو من يراودنا بهمه الثقيل يومياً حارما أيامنا من طعم
سعادتها.. الذي كان من المؤمل أن نحتفل به بعيداً عن الهموم اليومية
المؤلمة.
السعادة لدينا يجب أن تكون هدفاً يومياً لقادة الدولة يبحثون عن
أسبابها وطرق نشر ثقافتها في المجتمع وأن يبحثوا دائماً عن مكوناتها
الأساسية فالمجتمع دائما بحاجة لتلك الأسباب أن تتحقق وتحقيقها ليس
بالأمر السهل بعيداً عن التخطيط والتدقيق وإنتهاج السياسات العامة التي
تسهم في تعميق مفهومها في البلد فقرار الأمم المتحدة الذي جاء بتاريخ
28 حزيران 2012 بتحديد يوما عالمياً للسعادة ؛ يعتبر إعترافا بأهمية
السعي للسعادة أثناء تحديد إطر السياسة العامة، وضرورة اتباع نهجا أكثر
شمولا وإنصافا وتوازنا تجاه النمو الاقتصادي في سبيل تحقق التنمية
المستدامة والقضاء على الفقر وتوفير الرفاه لجميع الشعوب.
علينا العمل بشكل أكثر شمولية في دراسة موقع مؤسساتنا الحكومية في
خارطة الخدمات العامة ومستوى تجاوبها مع مفاهيمها العالمية فما حدث في
عملية إستبدال لوحات السيارات يعتبر بحق قمة الإمتهان لحقوق المواطن في
تلقي الخدمة العامة التي يجب أن توفرها المؤسسات تجاهه إذا ما أردنا
بحق أن نحمل لمواطنينا أهم معان السعادة، فالسعادة عمل يومي على مدار
الساعة تقدمة مؤسسات الدولة كافة له تسهل له إحتياجاته وتدفع عنه بلاء
الإرهاب.
وفي اليوم العالمي للسعادة ندعو الله العلي القدير أن نحتفل يوماً
مع العالم بهذا اليوم وأن يكون إحتفالنا كبيراً لكثر ما مرت على ابناء
شعبنا من مآس ومنذ عشرات السنين.. ثورات وإنقلابات وحروب وطائفية مقيتة
وصراع إجتماعي وفقر وعوز كبير ومرض وبطالة ترافقها سلسلة الأزمات
السياسية والإقتصادية التي تلقي بكاهلها على أمن المواطن وتبهت في نفسه
معنى السعادة.. الغائبة.. حفظ الله العراق.
zzubaidi@gmail.com |