إني أتيتُكِ يا حورا فَحَييني
|
|
أنا المُوالي لَكُمْ يا بِنتَ يا سينِ
|
وخادِمٌ لَكُمُ إني ولستُ أرى
|
|
بغيرِ ذا شَرفًا عندي فَيُعليني
|
أنا الذي كُلَّما نادى نَعِيُكُمُ
|
|
وا زَينَباهُ تجارى الدَّمعُ مِنْ عيني
|
وكُلَّما تَعبتْ روحي وبَرَّحَها
|
|
همٌّ وصارَ بِدُنيا البؤسِ يرميني
|
أتيتُ مَرقَدَكِ السَّاميْ فإنَّ بهِ
|
|
مِنْ النَّسائمِ ما يُحيي فَيُنجيني
|
فَإنَّ فيهِ جِنانَ الخُلدِ ناشرةً
|
|
أريجَها فهو مِنْ أحلى البساتينِ
|
|
*** |
|
يا روحُ فاطِمةٍ، يا قلبَ حيدَرَةٍ
|
|
يا بَهجَةَ المصطفى، يا زِينَةَ الدِّينِ
|
يا زَينَبَ الطُهرِ يا أخُتَ الحُسينِ وَمَنْ
|
|
قَدْ واصَلَتْ حَربَهُ ضدَّ الشياطينِ
|
وأنتِ مَنْ نَفَخَتْ بالطَّفِ فانبَعَثَتْ
|
|
روحُ الحياةِ فَكُنتِ الماءَ للطينِ
|
وأنتِ مَنْ رَفَعَتْ بالحَقِّ رايتَها
|
|
وأنتِ مَنْ حَفِظتها في المَضامينِ
|
وأنتِ قائدُها بعدَ الحُسينِ وَمَنْ
|
|
أعْلَنْتِ نَصرًا على جَورِ السلاطينِ
|
يا ثَغرَ حيدرةِ الكرارِ في زَمَنٍ
|
|
عزَّ الخَطيبُ الذي يسمو بِتَبيينِ
|
عَينَاكِ عَطفُ السَّما قد فاضَ مُزْنُهما
|
|
على الحُسينِ وأجسادِ المطاعينِ
|
وذي عباءتُكِ الغراءُ ناشِرَةً
|
|
ظِلًا على جَسَدٍ بالحِقدِ مَطعونِ
|
|
*** |
|
يا قَامَةَ البَضعَةِ الزهراءِ ما فتئتْ
|
|
تَقومُ للهِ في كُلِّ الأحايينِ
|
وَحينَ أقعَدَها ثِقلُ الجَوى نَهَضتْ
|
|
عنها الملائكُ والدُّنيا مع الكونِ
|
للهِ قلبُكِ هل أيوبُ حلَّ بهِ
|
|
وراحَ يَنسِجُ صَبرَ القلبِ والعينِ؟
|
وفيهِ طه بَنى بالنُّورِ مَسجِدَهُ
|
|
وفيهِ جِبريلُ أوحى سورةَ التينِ
|
سَموتِ قَدرًا على كُلِّ النسا فإذا
|
|
بِهنَّ يا زينبٌ يَفخرنَّ بالنُّونِ
|
يا نَفحَةً مِنْ جِنانِ الخُلدِ قَدْ عَبَقَتْ
|
|
بِكَفِ أحمَدَ مِنْ أزكى الرَّياحينِ
|
سُدنَّ النسا أربَعٌ والحَقُّ لو بَلَغنْ
|
|
خَمسًا لَفُزتِ بِتَشريفٍ وَتَعيينِ
|
يا شِبهَ بِنتِ المعاليْ أمِّ فاطمةٍ
|
|
مَنْ شاركتْ أحمدًا في رِفعَةِ الدِّينِ
|
وأنتِ ناصرةُ السبطِ الحسينِ ومَنْ
|
|
أبقيتِ وَصْلَ عَطاهُ غيرَ ممنونِ
|
|
*** |
|
ها قدْ أتيتُ وهذي الرُّوحُ ظامئةً
|
|
فَمْنْ نَميرِكِ رَّويها ورويني
|
أتيتُ مِنْ بَلَدٍ ظَلْمَا تَخَالُ بها الـ
|
|
أشباحُ سَكْرى ولا تَنفَكُ تُؤذيني
|
عاثَتْ فَسَادًا بِأرضِ الحُبِّ فانقَلَبتْ
|
|
أرضًا تنوءُ بِحقدٍ غيرِ مأمونِ
|
قدْ مَزَّقتنا وعُدنا ـ كالأولى ـ شِيعًا
|
|
يَسومُها الجورُ أذنابُ الفراعينِ
|
وألبَستنا ثِيَابَ الذُّلِ ناقِمَةً
|
|
وجَرَّدتنا ثيابَ العزِّ والصَونِ
|
ماذا أقولُ؟ ومَا في الأرضِ مِنْ وَجَعٍ
|
|
يُدمي السَّما وعَنِ الإفصَاحِ يُغنيني
|
مُدِّي إليَّ يدَ التَحْنَانِ يا أملي
|
|
أرتاحُ مِنْ عَبَثِ الدُّنيا وتكفيني
|
وَرَتِّلي يا أبنةَ الزَّهراءِ أورِدَةً
|
|
تُعيدُ دِفءَ الهوى والسِّلْمَ للكونِ
|