شبكة النبأ: يوجد من الرجال والنساء
ممن يتعاملون مع أزواجهم بكل احترام وتقدير ومودة، كما يوجد خلافا لذلك
من يخون طرف من أطراف الحياة الزوجية، فالخيانة الزوجية موجودة في كل
المجتمعات، حتى المتقدمة حضاريا وثقافيا.
أما في مجتمعنا على شهرتها، تعد قلة قليلة ولا تشكل ظاهرة بشرط إذا
ظل على تماسكه أيضا، لا توجد نسبة لكي نطلق الأحكام ونقول مقدار ما
تشكل من بين نسب الانحرافات الأخرى التي تفتك بالبلاد.
فلا توجد نظرية محددة يمكنها تحديد عوامل ثابتة للقياس والركون لها.
لذا يقول خبراء علم الاجتماع يجب تشجيع كل القراءات والاختصاصات
الإنسانية على السير باتجاه تفسير الحالة وإرجاعها إلى عوامل متعددة
وعدم حشرها في عامل واحد.
حيث هناك أسباب مختلفة وكثيرة حسب حالة الخائن أو الخائنة وما يحيط
بهذا الانحراف من مصاحبات نفسية واجتماعية واقتصادية وضعف الأثر الديني
أو انهيار منظومة الأخلاق والعادات والتقاليد والانفتاح الذي طرأ على
المجتمع العراقي نتيجة الحروب والحصار الكارثي أو التغيير بعد عام
2003. كذلك، السفر والبطالة والهجرة والعودة من الخارج. إضافة إلى
الإعلام الذي لعب دورا كبيرا في انحلال الأخلاق من خلال الفضائيات
والمشاهد الرخيصة والانترنت والموبايل ..الخ.
تعتبر الخيانة الزوجية سلوكا جانحا، يتجسد في فعل محدد، ونتائج
معينة. يتخذ أشكالا عديدة، على ما يبدو ان الانحراف الجنسي أحيانا، هو
عنف رمزي. ليس الخيانة والإقدام على التصرف هذا فقط، بل هو خرق
القوانين والشرائع والعادات والتقاليد المجتمعية.
ليس مادية الفعل التي لا شك فيها، لكن دلالته التعبيرية مؤسفة.
فالسلوك الجانح مؤشر يتجسد في تصرف بعض الأشخاص الخارجين على الدين
والأخلاق والقانون للدلالة على ما يعتمل باطنيا في بنية شخصية ذلك
الجانح من اضطرابات وما يتراكم من عدوانية قابلة للانفجار أو للانحراف
في أي اتجاه خاصة ما يتعلق بالعرض والشرف ولكونها حساسة أكثر وملتهبة
فانها تنطوي على بنية مأزقية.
تعد مؤشر على مقدار العدوانية الكامنة في شبكة العلاقات الاجتماعية
ومن المظاهر الدالة على واحدة من أزمات المجتمع.
إزاء وضعية القهر الاجتماعي الذي تتعرض له المرأة عبر تاريخ طويل
وما ينصب عليها من إسقاطات تبخيسية.. هذا الوضع المضطرب يخلخل التوازن
النفسي.. فالخيانة تجعل المرأة أو الرجل يشعر بالاعتبار الذاتي ووسيلة
تحقيق وتخفيض وهمية أو حقيقية.
من الملاحظات الصارخة التي لا تغطى، ان معظم الخائنين يعود ليخون
مرات عديدة وهو لا يندم على فعلته، ينتابه إحساسا لا شعوريا بممارسة
الذكورة والتباهي بهذا الفعل.. حتى لو افتضح أمره فإن الزوجة تكون
مهددة في حال طلبها من الزوج ترك النساء الأخريات وان المجتمع غالبا
يقف إلى جانب الرجل لكونه مجتمعا ذكوريا. أما بعض النساء ممن يعرفن
بخيانة الأزواج فانها تميل إلى الصمت لتحافظ على مستقبل وكيان الأسرة
والأطفال والسمعة.
من الملاحظات الغريبة، في مجتمعنا الذي يحتوي على عادات سيئة ويحبها
ويطبقها.. انه مجتمع ميال للفتن والأقاويل والغيبة لكنه مقابل الخيانة
الزوجية التي يقوم بها الرجال لا يفتضح أمرهم ولا يتحدثون لزوجاتهم أو
اسر الخائنين. على ما يبدو السبب، انهم أيضا خونة، لذلك هنا التغطية
تشمل المستور والمفضوح لأن كلاهما يدافع عن الآخر أو باستطاعته فضحه في
وقت المشكلات الواقعة بينهما أو تبريره أنه شراكة متبادلة في ذنب يعتبر
مخالفة محرمة دينيا وقانونيا وأخلاقيا.
أصبح واضحا، كثرة العوامل التي تشترك لتحريك عملية الخيانة وصولا
إلى الاستجابة.. هي بين طرفين ولا تكون من طرف واحد أبدا كلا الرجل
والمرأة خائن. من الصعب مواجهتهما لأن ذلك يؤدي إلى القتل والطلاق
والتشهير وخراب أسرتين. هذا ليس خطا أحمرا بل هو خط الموت ونهاية
الحياة حيث الحادثة تلقي ظلا شاحبا على الأسرة كلها وهي وصمة عار تلحق
بها.
من المعالجات الضرورية في هذا المجال ومحاولة تخفيض هذه المشكلة: أن
يقوم كل شخص قادر ومستوعب لقول النبي (صلى الله عليه وآله): (من رأى
منكم منكرا، فليغيره) ومن باب الشهامة والمروءة يقوم بمواجهة الرجل
الذي يمارس الخيانة والزوجة التي تخون زوجها، يقوم كل منا بتبصيرهم
وتوعيتهم لنجرب هذا. كذلك، إشاعة ثقافة الدين والقانون.. لنذكر الخائن
بالقول المأثور: (الزنا دين تستردونه من أعراضكم). |