نيويورك.. بين ارتفاع الإيجارات ومدمني المخدرات

أزمات تقهقر العاصمة الاقتصادية لأمريكا

 

شبكة النبأ: تعد مدينة نيويورك العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدة وأحد أهم مراكز التجارة والمال في العالم وذلك لكثرة مقار الشركات والبنوك العالمية فيها. كغيرها من مدن العالم الاخرى تعاني الكثير من التحديات والمشاكل الاجتماعية والادارية والامنية، ومنها انتشار الفقر والجريمة والمخدرات هذا بالإضافة الى التفرقة العنصرية وهو ما اثرت وبشكل سلبي على الحياة العامة، ففي نيويورك وحدها وبحسب بعض المصادر يعيش نصف مدمني المخدرات في الولايات المتحدة، كما أن بها أربعة ملايين مواطن يعيشون على اعانات الضمان الاجتماعي، ويعد السكن من أهم المشاكل في نيويورك. إذ يسكن نحو 65% من سكان المدينة في شقق أو فنادق مؤجرة خلافـًا لما يوجد في الولايات الأخرى، حيث تسكن غالبية الأسر في منازل منفردة ومملوكة. كما أن غالبية منازل المدينة قديمة بنيت قبل عام 1940م، وتحتاج إلى التجديد. وهو ما اسهم بارتفاع القيمة الايجارات للوحدات السكنية وغيرها هذا بالإضافة الى قلة المعروض منها.

وفيما يخص بعض مشاكل هذه المدينة المهمة ومع أكثر من 40 ألف طن من النفايات في اليوم الواحد و7100 عامل في هذا المجال و2500 شاحنة لجمع النفايات، يعد جمع المخلفات وادارتها تحديا كبيرا لنيويورك حيث وضعت السلطات هدفا جديدا يقضي بإعادة تدوير 30 % من مكبات القمامة بحلول العام 2017. وتعتبر نسبة مخلفات سكان نيويورك الأعلى في الولايات المتحدة مع 2,5 كيلوغرام من النفايات في اليوم الواحد في مقابل كيلوغرامين في بقية البلاد، بحسب سلطات البلدية. وتتكدس على الأرصفة مساء أكياس بلاستيكية سوداء أو شفافة، بالإضافة إلى قطع أثاث وأرائك ومصابيح في حالة جيدة.

قد أقرت روبن ناغل عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك بأنه "كان سيتعذر العيش في المدينة لولا فرق جمع النفايات"، كاشفة أن هؤلاء العاملين أهم من عناصر الشرطة أو الإطفاء. وتزداد كمية النفايات سنة بعد سنة، على حد قول رون غونن المسؤول عن خدمة إعادة التدوير في المدينة الذي شرح أن نيويورك تنفق كل سنة حوالى 330 مليون دولار لتصدير نفاياتها إلى ولايات أخرى، مثل أوهايو وكارولاينا الشمالية.

لكن خلال السنتين الماضيتين، اعتمدت المدينة التي تضم 8,4 ملايين نسمة والتي لا تجمع النفايات التجارية (أي مخلفات المتاجر والشركات) بل فقط نفايات الأفراد والهيئات الإدارية، استراتيجية مختلفة تمام الاختلاف. فهي قد وضعت هدفا يقضي برفع نسبة إعادة التدوير من 15 % حاليا إلى 30 % في العام 2017 للنفايات التي تجمع كل يوم والبالغ وزنها 11200 طن، علما أن النفايات التجارية التي تجمعها شركات خاصة تصل إلى 29 ألف طن في اليوم الواحد.

وقد كثفت البلدية الشراكات في هذا المجال، أبرزها شراكة مع مصنع لإعادة التدوير فتح أبوابه قبل فترة في بروكلين. ومنذ العام 2012، أطلق برنامج نموذجي في المدارس لجمع النفايات العضوية كان يشمل خلال الفترة 2012 - 2013 حوالى 90 مدرسة وتوسع هذا العام إلى 300 مؤسسة دراسية. واعتبارا من تموز/يوليو 2015، ستلزم المطاعم وأكشاك الوجبات السريعة ومحلات البقالة بفصل النفايات العضوية وإعادة تدويرها.

وأقر إيريك غولدشتاين من المنظمة البيئية غير الحكومية "ناتشورال ريسورسيز ديفنس كاونسل"، "نحن في بداية تحول كبير ... بدأنا ببطء ولسنا بعد من المدن الريادية في هذا المجال، مثل سياتل وسان فرانسيسكو، لكننا نعوض تأخرنا بسرعة". وتابع قائلا "يكمن التحدي الأكبر في مواصلة التقدم الذي أحرز خلال عهد رئيس البلدية مايكل بلومبرغ" مع الرئيس الجديد بيل دي بلازيو وعازيا تأخر نيويورك في هذا المجال إلى "الأنظار المركزة على المدى القصير بدلا من الطويل والحاجة إلى استثمارات". بحسب فرانس برس.

وقد تم في كانون الأول/ديسمبر تدشين مصنع جد متطور لإعادة تدوير المعادن والمواد الزجاجية والبلاستيكية في بروكلين. وقال توم آوتربردج المسؤول عن هذا المصنع إنه "الأكبر في العالم، أو على الأقل في الولايات المتحدة". ويعمل المصنع اليوم لمدة 8 ساعات في اليوم، لكن مديريه يعتزمون تشغيله على مدار الساعة ابتداء من الربيع. ونشاطات إعادة التدوير ليست مراعية للبيئة فحسب بل هي مربحة أيضا، فقطعة ألومينيوم من 680 كيلوغراما خضعت لعملية إعادة تدوير تباع إثرها في مقابل أكثر من ألف دولار.

ارتفاع الإيجارات

في السياق ذاته فقد انتهى زمن الهوت دوغ مع عصير البابايا في اي ساعة من الليل والنهار. فسكان نيويورك فقدوا في الفترة الاخيرة عنوانا بارزا في هذا المجال بعد ربع قرن على افتتاحه في غرينيتش فيلدج. فقد أغلق مطعم "غرايز بابايا" الذي استقبل في جملة زبائنه مغني الروك لو ريد ابوابه من جراء ارتفاع الإيجارات.

وليس من النادر أن تغلق مقاه ومطاعم وحانات ومتاجر ابوابها بين ليلة وضحاها في نيويورك بعد سنوات طويلة على افتتاحها بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الإيجارات. وقال بيتر كولمن الممثل البالغ من العمر 28 عاما الذي كان يرتاد ليلا المطعم الذي يقدم وصفة خاصة مؤلفة من شطيرتي هوت دوغ ومشروب غازي في مقابل 4,95 دولارات " من المؤسف أن يغلق أحد المواقع الأساسية في هذا الحي أبوابه بعد إغلاق مطعم راييز بيتزا الشهير".

وكان هذا المطعم المعروف بعصير الباباي الذي يقدمه مقصدا لسكان نيويورك جميعهم، من الأطفال والشباب إلى المشردين وسيدات الاعمال بأحذيتهن العالية الكعوب. وهو كان من المواقع الأساسية التي يزورها السياح أيضا. وكان هذا المطعم الذي كانت أبوابه تبقى مفتوحة على مدار الساعة معروفا بأطباقه وأجوائه على حد سواء. فسقفه كان مزينا بفاكهة ورقية و"اقوال مأثورة" ابتكرها صاحبه.

و"غرايز بابايا" صور أيضا في عدة مسلسلات وأفلام شهيرة، من قبيل "سيكس أند ذي سيتي" و"هاو آي ميت يور ماذز" و"يوف غوت مايل" من بطولة ميغ رايين وتوم هانكس. وأكد نيكولاس غراي صاحب المطعم أن مؤسسته تقفل أبوابها بسبب ازدياد الإيجار الشهري. وهو أوضح للصحافة المحلية "أنهم كانوا يريدون زيادة الإيجار من 30 إلى 50 ألف دولار في الشهر الواحد".

وقام الصحافي جيريميا موس بإعداد قائمة بالمقاهي والمطاعم والمتاجر التي أقفلت أبوابها خلال السنوات الاخيرة في نيويورك بسبب ارتفاع الإيجارات ونشرها على مدونة "جيريمياز فانيشينغ نيويورك" (أي نيويورك قيد الاندثار) التي جاء فيها أن "6926 سنة من تاريخ المدينة قد زالت" منذ العام 2011. ووجه الصحافي أصابع الاتهام إلى مايكل بلومبرغ رئيس البلدية السابق لنيويورك الذي تولى إدارة بلديتها لمدة 12 عاما شهدت خلالها المدينة طفرة عقارية وتفاوتا شديدا بين الطبقات الاجتماعية. وقال جيريميا موس "تكبدنا خلال تلك السنوات الاثني عشرة خسائر فادحة وشهدنا عمليات إقفال متعددة طالت عدة مؤسسات". بحسب فرانس برس.

ومن بين المؤسسات الشهيرة التي أغلقت أبوابها سنة 2013، مطعم "بيغ نيكس" المتخصص في أطباق البيتزا والهامبرغر الذي كان إيجاره سيرتفع من 42 إلى 60 ألف دولار ومتجر بيع الأسطوانات "بليكر بوبز ريكوردس" الذي فتح أبوابه قبل 46 عاما في غرينيتش فيلدج. وفي العام 2014، أغلقت حانة "أويستر بار" الشهيرة أبوابها بعد 55 عاما. وكتب على واجهتها ان الإغلاق يعزى إلى "أسعار الإيجار الخيالية"، حالها حال متجر الألبسة "كاموفلاج" الذي صمد 38 عاما وتعذر عليه في النهاية تحمل زيادة الايجار من 7 آلاف إلى 24 ألف دولار في الشهر الواحد.

جرائم القتل

على صعيد متصل تشهد مدينة نيويورك جرائم كبيرة ومتكررة، وبحسب بعض التقارير المنشورة فقد تراجعت جرائم القتل في مدينة نيويورك الى ادنى مستوى لها في العام 2013 مع 333 جريمة اي اقل بنسبة 20 % عن العام الذي سبقه على ما افادت بلدية المدينة. وسجلت في المدينة 333 جريمة قتل اي اقل ب84 جريمة عما كان مسجلا في التاريخ نفسه من العام الماضي (417) على ما اظهرت الارقام الرسمية.

وكانت نيويورك تصدرت العام الماضي مع 419 جريمة، قائمة اكثر المدن الاميركية امانا بعدما كانت لفترة طويلة في ادنى التصنيف وخصوصا في مطلع التسعينات. وفي العام 2011 سجلت في المدينة 515 جريمة قتل وفي العام 2010 ، 536 جريمة. وفي العام 1963، عندما بدأت نيويورك تدوين سجل بعمليات القتل بلغت هذه الجرائم 548 جريمة. وراحت الارقام ترتفع بانتظام لتصل ال 2245 عملية قتل وهو مستوى قياسي في العام 1990 اي ست جرائم قتل في اليوم تقريبا.

وبدأ عدد جرائم القتل يتراجع اعتبارا من العام 1994 اثر تولي رودولف جولياني رئاسة البلدية واعتماده سياسة صارمة جدا. وتراجعت جرائم القتل من 1946 في 1993 الى 1561 في 1994 و1177 في 1995. ومع انتهاء ولاية جولياني في 2001 سجلت 649 عمية قتل في نيويورك. وشكلت جرائم القتل باستخدام سلاح ناري 58,3 % من جرائم القتل اي 194 جريمة في مقابل 239 جريمة في 2012 اي بتراجع نسبته 18,5 %. وتراجعت عمليات تبادل اطلاق النار في العام 2013 فقد بلغت 1100 في مقابل 1367 في السنة السابقة اي بتراجع بلغت نسبته 19,5 %. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى كشفت الإحصائيات أيضاً أن المخدرات بأنواعها المختلفة كانت القاسم المشترك لأغلب الجرائم التي تراوحت بين 25% و40%، كما أن 49% من مجموع ضحايا جرائم القتل كانوا إما متورطين في تعاطي المخدرات أو في الاتجار فيها العام الماضي. وأظهرت بيانات الشرطة أيضاً أن 67% من الضحايا كانوا من الأميركيين السود، و25% من الأميركيين من أصل لاتيني، في حين 4% من الأميركيين البيض، و4% من أصول عرقية مختلفة.

وذكرت تقارير الشرطة أن 65% من جرائم القتل حدثت في الشوارع والمتنزهات، وأن 77% من الضحايا كانوا يعرفون القتلة، وأن 10% من مرتكبي جرائم القتل كانوا من النساء. واحتل الشارع رقم 70 في بروكلين المرتبة الأولى كأخطر شوارع نيويورك التي لا تأمن فيها على حياتك، حيث وقعت فيه اكثر من 75 جريمة قتل.

مدينة اكثر عدالة

من جانب اخر وعد رئيس بلدية نيويورك الجديد الديموقراطي بيل دي بلازيو بان يجعل اكبر مدينة اميركية مكانا "اكثر عدالة واكثر تقدمية"، مؤكدا تصميمه على مكافحة الفروق الاجتماعية فيها. وقال دي بلازيو خلال ادائه القسم ليتولى مهامه رسميا على رأس البلدية امام الرئيس الاسبق بيل كلينتون واكثر من الف مدعو "يدعوننا الى وضع حد للفروق الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد مدينتنا المحبوبة".

ودي بلازيو (52 عاما) هو رئيس البلدية التاسع بعد المئة للمدينة. وقد تولى هذا المنصب خلفا لرجل الاعمال الثري المستقل مايكل بلومبرغ الذي ادخل خلال ولايته التي امتدت 12 عاما تغييرات كبيرة على المدينة. وتنتهي ولاية بلومبرغ بعدما اتسعت المساحات الخضراء فيها واصبحت اكثر امانا وصحة. لكن 21,3 بالمئة من سكانها يعيشون تحت خط الفقر واكثر من 52 الف شخص بينهم 22 الف طفل تأويهم البلدية لانهم لا يملكون مكان اقامة محددا.

وقال دي بلازيو الديموقراطي اليساري من امام مقر البلدية ان "مسيرتنا باتجاه مكان اكثر عدالة واكثر تقدمية تبدأ اليوم" في نيويورك التي يبلغ عدد سكانها 8,3 ملايين نسمة. واضاف ان "الاحلام الكبيرة ليست ترفا يقتصر على بعض الامتيازات". وتحدث عن مدينة من خمس دوائر "متساوية فيما بينها، من سود وبيض ومتحدرين من اصول لاتينية وآسيويين ومثليي الجنس ومسنين وشباب واغنياء وطبقة وسطى وفقراء...".

واقسم دي بلازيو الذي وقفت بالقرب منه زوجته السوداء شيرلين ماكراي وابناهما الخلاسيان، اليمين على كتاب مقدس كان يملكه الرئيس الاسبق فرانكلين ديلانو روزفلت (1882-1945) مهندس "العقد الجديد". وكان دي بلازيو وصل الى حفل تنصيبه مع اسرته بالمترو. ودان عدم المساواة في المدينة ووعد بفرض ضرائب على النيويوركيين الاكثر ثراء لتمويل حضانة للاطفال اعتبارا من سن الرابعة واصلاح اجراء التوقيف المفاجئ من قبل الشرطة للمارة والقيام بتفتيشهم بشكل سطحي، الذي يطال خصوصا الشبان السود والمتحدرين من اميركا اللاتينية. كما وعد ببناء المزيد من المساكن الاجتماعية للطبقات الوسطى.

وكان دي بلازيو انتخب في تشرين الثاني/نوفمبر باكثر من 73 بالمئة من اصوات النيويوركيين الذين عبروا بذلك عن رغبتهم الكبيرة في التغيير واختاروا رئيس بلدية ديموقراطيا للمرة الاولى منذ حوالى عشرين عاما. وقد اكتسح خصمه الجمهوري جو لوتا. ولعبت عائلة دي بلازيو دورا محوريا في حملته الانتخابية التي شاركت فيها بشكل نشط زوجته شيرلين ماكراي الشاعرة والناشطة وولداهما دانتي (16 عاما) وكيارا (18 عاما)، وهي "عائلة عصرية" على صورة المدينة المختلطة ما بين البيض (33,3%) والسود (25,5%) والمتحدرين من اميركا اللاتينية (28,6%) والاسيويين (12,7%).

ويعمل حوالى 300 الف شخص لحساب بلدية نيويورك حيث تسلم دي بلازيو مهامه. ويثير تولي دي بلازيو رئاسة بلدية نيويورك آمالا كبيرة لدى اليسار الاميركي اذ ان نيويورك تشكل مختبرا على المستوى الوطني. وتضم المدينة اكثر من 400 الف مليونير وايجارات المنازل فيها كبيرة جدا. وبحد ادنى من الاجور يبلغ ثمانية دولارا في الساعة تواجه عائلات كثيرة صعوبة في تأمين نفقاتها الشهرية. بحسب فرانس برس.

وخلال حملته دان دي بلازيو الذي كان مؤيدا للساندينيين الذين اطاحوا بالديكتاتور اناستازيو سوموزا في نيكاراغوا في 1979، مرارا "قصة المدينتين" واعدا بتقليص الفروق. واكد ان الامر "لم يكن مجرد خطابة" خلال الحملة الانتخابية. واضاف "سنفعل ذلك"، معترفا في الوقت نفسه بان ذلك لن يكون سهلا.

من جانب اخر أقرت ابنة الرئيس الجديد لبلدية نيويورك في شريط فيديو بثته على موقع يوتيوب انها تعاطت المخدرات واسرفت في شرب الكحول، معتبرة ان التغلب على الادمان اتاح لها ان تساهم بفاعلية في حملة والدها السياسية، في مبادرة رحبت بها السلطات الاميركية لمكافحة المخدرات. وقالت شيارا دو بلازيو ابنة بيل دو بلازيو "كنت اعاني من الاكتئاب في مراهقتي.. وكلما شربت الكحول وتعاطيت المخدرات كنت اشعر اني افضل في التعامل مع الناس".

واوضحت هذه الشابة البالغة من العمر 19 عاما انها تمكنت من الافلات من الادمان بفضل العلاج الذي تلقته في مركز في نيويورك، وبفضل مساندة اهلها لها. واضافت "التوقف عن الشرب لم يكن سهلا على الاطلاق، انه اصعب امر اقدمت عليه في حياتي، لكنه يستحق ان يبذل له هذا الجهد".

واكدت ان الخروج من دائرة الكحول والمخدرات هو ما اتاح لها ان تشارك بفاعلية في الحملة الانتخابية لوالدها الذي خلف مايكل بلومبرغ في رئاسة بلدية نيويورك. وحيا المكتب الاميركي لمكافحة المخدرات هذه المبادرة، وقال في بيان تعليقا على الفيديو ان شيارا دو بلازيو "تحدثت باسم ملايين الاشخاص الذين يعانون من الادمان ومن الاضطرابات العصبية، ونحن ندعوهم الى ان يحذوا حذوها وان يواجهوا ادمانهم بصراحة".

تكرم مانديلا

الى جانب ذلك كرم مسرح ابولو، معقل موسيقى السود الاميركيين في حي هارلم في نيويورك، ذكرى نلسون مانديلا، رافعا لافتة مضيئة كتب عليها "لقد غير العالم"، ومستقبلا في محيطه نشاطات مرتجلة تكرم بطل النضال ضد الفصل العنصري. وجاء في بيان صادر عن مسرح ابولو "في العام 1990 زار نلسون وويني مانديلا هارلم في نيويورك، وكان ذلك بعد خروجه من السجن بقليل". واضاف البيان "ان التاريخ المظفر لنضاله ضد السياسات العنصرية لحكومة جنوب افريقيا قد وجدت صداها في مجتمع هارلم".

قبالة مسرح ابولو، الذي انطلقت منه مواهب كبيرة من الفنانين السود مثل ستيفي وندر ومايكل جاكسون وجيمس براون، وضعت صور لمانديلا يكتب عليها المارة عبارات التحية لبطل النضال ضد الفصل العنصري. في العام 1990، كانت نيويورك اول مدينة اميركية تطأها قدما مانديلا، وقد توافد عشرات الالاف من الاميركيين حينها لملاقاته، ملوحين بقبضاتهم، اثناء مرور موكبه في حي بروكلين الذي تقطنه 750 الف نسمة معظمهم من السود.

ولم يكن مانديلا حينها وصل الى سدة الرئاسة في بلده بعد، وكان رئيس بلدية نيويورك آنذاك ديفيد دينكينز، الرجل الاسود الوحيد الذي شغل هذا المنصب في تاريخ المدينة. ويقول احد سكان حي هارلم ويدعى اكامزيوش دايك "نعم كان مانديلا عجوزا حين أتى...لكن ما فعله في سبيل الغاء الفصل العنصري في افريقيا، وان يمضي كل هذه السنوات في السجن.. انه أمر لا يقدر أي كان في العالم على تحمل مثله". بحسب فرانس برس.

وتمتد علاقة نيويورك مع مانديلا الى السينما. فالمخرج سبايك لي، المدافع الشرس عن قضايا السود في افلامه، صور مقطعا عن نلسون مانديلا في فيلمه "مالكولم اكس". ويظهر مانديلا في هذا الفيلم متحدثا مع اطفال في مدرسة، ومستشهدا بعبارات للزعيم الاميركي الاسود الذي اغتيل في العام 1965. وتحية لذكرى مانديلا الذي توفي عن 95 عاما، اعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ افتتاح مدرسة في ايلول/سبتمبر من العام 2014 تحمل اسم "مدرسة نلسون مانديلا للعدالة الاجتماعية"، على ارض مدرسة سبق ان زارها مانديلا اثناء قدومه للمدينة في العام 1990.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/آذار/2014 - 30/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م