البطاقة الالكترونية ما لها وما عليها

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: يستعد العراقيون للمرة الاولى في تاريخهم السياسي، لخوض تجربة التصويت الالكتروني، في الدورة الانتخابية الجديدة القادمة لمجلس النواب، والتي حددت المفوضية المستقلة للانتخابات تاريخ اجراءها، إذ سيتم ذلك في الثلاثين من نيسان ابريل القادم، ولعلنا لا نبتعد عن الحقيقة، عندما نتحدث عن الهواجس التي ترافق الناخبين بشأن هذه الخطوة الجديدة، ونعني بها (التصويت عبر البطاقة الالكترونية)، كونها تجربة جديدة على الناخب العراقي، الذي يسعى لبناء دولة مدنية، تحفظ له حقوقه، وتوضح له الواجبات الوطنية الملقاة عليه، عبر حزمة من التشريعات والقوانين ذات المضامين العادلة، ولعل مصدر القلق لدى الناخب العراقي، أنه بدأ يدرك أهمية صوته، وقدرة هذا الصوت على تطوير البلد والمجتمع في آن واحد، من خلال الاختيار الصحيح للنائب البرلماني القادر على تمثيل الناخبين تمثيلا صحيحا يصبّ في صالح بناء الدولة القوية والمجتمع المتطور.

وقبل الخوض في طبيعة الانتخابات القادمة، واعتماد البطاقة الالكترونية لضمان اكبر درجة من (العدل الانتخابي)، لابد أن نعرف بأن التصويت الإلكتروني هو التّعبير الذي يشمل عدّة أنواع مختلفة من الاقتراع، ويشمل كل الوسائل الإلكترونية للتّصويت والوسائل الإلكترونية لحساب الأصوات، وثمة مزايا للتصويت الالكتروني أكثر من الطريقة التقليدية للتصويت، ومن هذه المزايا، أنها أقل تكلفة وأسرع في جدولة النتائج، وتحسين إمكانيه الوصول إليها، بدقة أكبر، وأقل خطورة من الأخطاء البشرية والميكانيكية، وقد تم استخدام هذا النوع من التصويت في العديد من بلدان العالم، وأهم المجالات التي يستخدم فيها هذا النوع من التصويت هو اختيار نواب البرلمان، أو رئيس الدولة في الانظمة الرئاسية، كما جرى في اختيار الشعب الفرنسي لرئيسهم عبر الانتخاب بالبطاقة الالكترونية، حيث تم التصويت على الثقة عبر أجهزة مخصصة لذلك، ولقد ساعد هذا النوع من التصويت بالبطاقة الالكترونية كثيرا في تسريع عملية فرز الأصوات، فضلا عن زيادة نسبة الإقبال بين الناخبين، لاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وعندما يلجأ شعب متطور مثل الشعب الفرنسي لهذا النوع من الانتخاب والتصويت، فإنه لابد أن يكون هذا النظام، ذا نتائج صحيحة بنسبة عالية، كما ان فرص التزوير ستكون اقل بكثير من الانتخابات اليدوية المباشرة، فضلا عن الفرص التي تتاح الى عدد اكبر من الناخبين الذين قد يتعذر عليهم الوصول الى صناديق الاقتراع، كما هو الحال بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة مثلا، او المصابين بأمراض معضلة، تمنعهم من الحصول على حقهم الانتخابي، وثمة مزايا وفوائد اخرى في هذا النوع من الانتخاب، منها أن الفائدة المرجوة من هذا النظام الانتخابي، تتمثل بسرعة ظهور النتائج الأولية والنهائية لعملية الاقتراع بصورة اسرع بكثير من طريقة الفرز أو العدّ اليدوي، كما أن هذا النظام يقلل من خطر الخطأ الميكانيكي، فيعاد التصويت من خلال الكومبيوتر، ومن مزايا هذا النظام من التصويت، أنه يساعد الحكومة أيضا على توفير الأموال، عن طريق إزالة الحاجة إلى طباعة بطاقات التصويت، فضلا عما يرافق ذلك من عمليات صرف واسعة للاموال الذي قد يصل حد الاسراف والتبذير أحيانا، في حين تكون الحكومة في غنى عن صرف تلك الاموال، عندما يتم اعتماد طريقة التصويت عبر البطاقة الالكترونية.

وفي كل الاحوال عندما تتم مقارنة المزايا مع المشكلات لهذا النظام الانتخابي، فإن النتائج ستكون لصالحه لاسباب كثيرة، منها ما سبقت الاشارة إليه، فضلا عن التعامل السهل للناخب في الادلاء بصوته، ولعل النقطة الاهم في هذا الجانب، تتمثل بالدقة التي يتحلى بها التصويت عبر البطاقة الالكترونية، حيث تنتفي عمليات التزوير الواسعة التي قد تلجأ لها بعض الاحزاب المتنفذة بطريقة أو أخرى، من اجل الحصول على اكبر عدد من الاصوات، كي تضمن اكبر عدد من مقاعد البرلمان لصالحها، وقد حصل هذا في بلدان ودورات انتخابية عديدة.

وأخيرا تعد هذه الانتخابات، وهذا النوع من التصويت، فرصة للناخب العراقي، كونه يتعامل للمرة الاولى مع التصويت الالكتروني، وسوف يكتشف بنفسه مزايا هذا النظام، في مجال دقة التصويت والنتائج، وسهولة الادلاء بالصوت، وشمول اكبر عدد من الناخبين بحق التصويت، نظرا لسهولة حصول الناخب على بطاقته الالكترونية من المراكز والمحطات الانتخابية التي تنتشر في عموم المدن العراقية، الامر الذي يشكل فرصة للناخب العراقي من اجل التغيير نحو الافضل، خاصة ان هناك دعوات شعبية كبيرة ومتواصلة، تحث الجميع على اختيار المرشَّح القادر على تحقيق ما يصبوإليه الشعب من اهداف ومطاليب مشروعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/آذار/2014 - 28/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م