سوق الطائرات.. حرب استثمارية تغذيها الازدهار

 

شبكة النبأ: تشهد أسواق النقل الجوي نمواً وازدهاراً كبيرا بفضل ارتفاع طلبات الشراء على الطائرات المختلفة ونتيجة لظهور علامات التعافي التدريجي لاقتصاد بعض دول العالم، حيث أصبح الاستثمار الاقتصادي في بيع الطائرات الحديثة مطلبا مهما للكثير من الدول وشركات الطيران التي دخلت اليوم في حرب تنافسية بسبب ارتفاع السفر بالطائرات ولزيادة الدخل المتاح للإنفاق والأسعار التنافسية المقدمة من بعض الشركات كما يقول بعض أصحاب الاختصاص، الذين أكدوا على ان هذه السوق ستواصل نموها القوي في السنوات القادمة، وهو ما سيسهم بتوسيع أنشطة الشركات العالمي المصنعة التي ستسعى الى تكثيف الجهود وتحقيق معدلات إنتاج قياسية للطائرات التي يتزايد الطلب عليها حالياً، حيث تتوقع شركة بوينج التي أبرمت صفقات قياسية بمليارات الدولارات أن يصل أسطول طائرات منطقة آسيا والمحيط الهادي إلى 14750 طائرة في العشرين عاما القادمة من 5090 طائرة في 2012.

وفي هذا الشأن فقد أبرمت شركات الطيران الخليجية صفقات جديدة لشراء طائرات تزيد قيمتها على 150 مليار دولار في معرض دبي للطيران مما يبرز تحولا في ميزان القوى بقطاع الطيران ويعطي دفعة لإطلاق شركة بوينج أحدث طائراتها رسميا ويدعم أيضا طائرات ايه-380 السوبر جامبو التي تنتجها شركة ايرباص. وتفقد أفراد الأسرة الحاكمة في دبي وأبوظبي أجنحة المعرض المخصصة لطائرات الركاب والأسلحة في الموقع الجديد البالغة مساحته 645 ألف متر مربع والذي جرى تشييده لإقامة أكبر معرض للطيران في الشرق الأوسط.

وقادت شركة طيران الإمارات ومقرها دبي موجة الشراء بطلبية لشراء 150 طائرة بوينج من طراز 777 الميني جامبو الجديد في صفقة قيمتها 76 مليار دولار وفقا لقائمة الأسعار. وطلبت الشركة أيضا شراء 50 طائرة ايرباص من طراز ايه-380 أكبر طائرة ركاب في العالم في صفقة قيمتها 23 مليار دولار. ومع الطلبيات التي تقدمت بها شركات طيران خليجية أخرى من بينها الاتحاد للطيران والخطوط الجوية القطرية أعلنت بوينج أن لديها تعهدات بشراء 259 طائرة من طائرات 777 الجديدة التي كانت تحمل الاسم الكودي 777-اكس سابقا بما قيمته نحو 100 مليار دولار بحسب قائمة الأسعار وهي أكبر طلبية إجمالية في تاريخ الشركة.

وقال جيمس ماكنرني رئيس مجلس إدارة بوينج في مؤتمر صحفي لإطلاق الطائرة 777 الجديدة رسميا في حضور حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "الإقبال على الطائرة 777-اكس كان مذهلا." وتتنافس شركات الطيران في منطقة الخليج على حصة في حركة الملاحة الجوية عبر المنطقة بفضل الازدهار المتنامي وموقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب. ومع أزمة السيولة التي تعاني منها شركات طيران أوروبية كثيرة تضررت من الركود باتت صفقات الشركات الخليجية تزداد أهمية لكل من بوينج وايرباص.

وتمثل الطائرة 777 المعدلة جبهة جديدة في المعركة بين شركتي صناعة الطائرات اللتين تهيمنان على قطاع الطيران المدني. وتهدف طائرة بوينج الجديدة إلى منافسة أحدث نسخة من الطائرة ايرباص ايه-350 في سوق الطائرات الميني جامبو التي تدعم القطاع وتعزز الربط بين القارات.

ومع اتفاق بوينج أيضا على بيع 30 طائرة من طائرات 787 دريملاينر لشركة الاتحاد للطيران وبيع ما يزيد على 100 من طراز 737 لشركة فلاي دبي للطيران المنخفض التكلفة تبدو الشركة الأمريكية في طريقها للتفوق على ايرباص في سباقهما على الطلبيات في معرض دبي. ورغم ذلك أعلنت ايرباص عن صفقة مع شركة الاتحاد للطيران لشراء 87 طائرة تتضمن خيارا لشراء 30 طائرة إضافية وقد تصل قيمتها إلى 26.9 مليار دولار فضلا عن الطلبية التي تلقتها من طيران الإمارات. وللمجموعة الأوروبية تاريخ في تفجير المفاجآت وتسعى للحيلولة دون صعود نجم الطائرة 777 الجديدة بسلاسة.

وتعتبر طلبية طيران الإمارات لطائرات ايه-380 إنجازا غير متوقع لايرباص التي تتعرض لضغوط من أجل إحياء فرص طائرة لم تكن قادرة على إيجاد مشتر لها هذا العام وتواجه خفض إنتاجها ما لم يتم تشغيل خطوط الإنتاج الفارغة لعام 2015. وطيران الإمارات هي أكبر مشتر بالفعل للطائرة ايه-380 وكان آخر ما يمكن توقعه هو أن تطلب شراء 50 طائرة أخرى ليرتفع إجمالي عدد الطائرات التي طلبتها من هذا الطراز إلى 140.

وفي علامة على تزايد قوة الخليج في القطاع قال الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم إنه واثق من حدوث تحول في موقف الغرب الذي سيسمح للمجموعة بتسيير المزيد من طائراتها إلى مطاراته. وتأتي طائرة بوينج الجديدة 777 في طرازين أحدهما سيكون أطول طائرات الركاب مدى في العالم وهي طائرة تضم 350 مقعدا وسيطلق عليها اسم 777-8 فور إطلاقها. أما النسخة الأكبر وهي 777-9 التي يمكنها نقل 406 مسافرين فستكون النسخة الرئيسية وسيجري تسليمها بدءا من عام 2020.

الى جانب ذلك قالت شركة بومباردييه الكندية لصناعة الطائرات إن الخطوط الجوية العراقية وقعت خطاب نوايا لشراء ما يصل إلى خمس طائرات بومباردييه سي.إس-300 . وقالت بومباردييه في معرض دبي للطيران إن الشركة العراقية وقعت خطاب نوايا لشراء خمس طائرات سي.إس-300 فضلا عن خيار شراء 11 طائرة اخرى. وتبلغ قيمة الصفقة حسب لائحة الأسعار 387 مليون دولار وقد ترتفع إلى 1.26 مليار دولار في حالة تحويل خيارات الشراء إلى طلبات مؤكدة.

وتقوم الخطوط العراقية حاليا بتشغيل ست طائرات بومباردييه سي.آر.جيه 900 نكستجن. وكشفت الشركة النقاب عن أول اختبار للطائرة سي.إس-300 في وقت سابق وقامت بأول رحلة بعد تأخير استمر شهورا. لكن الطلبيات المؤكدة لشراء الطائرات سي.إس لا تزال متواضعة عند 177 طائرة مع انتظار المشترين المحتملين نتائج الرحلات التجريبية للتثبت صحة ما تدعيه الشركة عن ترشيد الطائرة استهلاك الوقود وتكلفة التشغيل. بحسب رويترز.

وأظهرت شركات طيران خليجية مثل الخطوط الجوية القطرية أيضا اهتماما بالطائرة. وقالت بومباردييه إن لديها طلبيات والتزامات شراء لنحو 419 طائرة سي.إس من نحو 16 شركة طيران. وتهدف الشركة لجمع 300 طلبية شراء مؤكدة للطائرة مع بداية التشغيل التجاري.

مكونات ومواد خام

في السياق ذاته وقعت إيرباص وبوينج اتفاقات لشراء مكونات ومواد خام بنحو خمسة مليارات دولار من أبوظبي وهو ما يشير إلى أن الدول الخليجية تريد استفادة مشتركة من طلبيات ضخمة لشراء الطائرات أعلنتها. وتشير هذه الموجة إلى تغير في ميزان القوى في قطاع الطيران إذ تستغل اقتصادات الخليج النفطية سريعة النمو موقعها الاستراتيجي بين الشرق والغرب لاجتذاب مزيد من المسافرين من مراكز في أوروبا وآسيا.

وبالرغم من أن هذه الصفقات تشكل دعما كبيرا لإيرباص وبوينج اللتين تهيمنان على صناعة الطائرات المدنية في العالم فإن الموردين في أوروبا والولايات المتحدة يخشون من عولمة سلاسل التوريد في صناعة الطيران التي تلعب الشركات الخليجية دورا فيها. وتوصلت إيرباص إلى اتفاق جديد مع شركة مبادلة وهي صندوق استثمار تابع لإمارة أبوظبي لتوسيع نطاق الشراكة بينهما لإنتاج مزيد من المكونات والأجزاء المعدنية للطائرات في الإمارات وتوريد مواد خام بقيمة 2.5 مليار دولار حسبما ذكرت مبادلة.

من ناحية أخرى قالت بوينج إنها وقعت أيضا اتفاقا جديدا مع مبادلة للحصول على مكونات متطورة بقيمة 2.5 مليار دولار. كما أعلنت بوينج أنها توصلت إلى اتفاق مع شركة توازن للصناعات الدقيقة المملوكة لإمارة أبوظبي لبناء منشأة في الإمارات العربية المتحدة لإنتاج أجزاء الطائرات. وقال الجانبان إن المنشأة ستصبح جاهزة للعمل في 2016 وستنتج أجزاء لشركات أخرى إلى جانب بوينج. ولم تفصح الشركتان عن التفاصيل المالية.

وقفز سهم إيرباص أكثر من ثلاثة بالمئة بعد سلسلة الصفقات التي أعلنت والتي دعمت الطائرة ايه-380 أكبر طائرة ركاب في العالم بعد تراجع طلبياتها. ودعمت الطلبيات التي تلقتها بوينج النسخة الجديدة من طائرتها 777 . وتنفق مراكز الطيران في منطقة الخليج مثل دبي وأبوظبي والدوحة مليارات الدولارات على البنية التحتية لاجتذاب المسافرين وتنويع مصادر الإيرادات في الوقت الذي تجد فيه الاقتصادات الغربية صعوبة في الاستثمار. بحسب رويترز.

وتحاول مبادلة - المعنية بتطوير اقتصاد أبوظبي - لعب دور رئيسي في إنتاج أجزاء مجموعة الذيل لطائرات الركاب. وحذرت مجموعة تمثل الطيارين في شركات طيران أمريكية من أن بيع مئات الطائرات إلى الشركات الخليجية التي تنافس نظيرتها الأمريكية ستكون له "تداعيات خطيرة على الاقتصاد الأمريكي والعاملين في شركات الطيران الأمريكية". وهناك شراكة قائمة بالفعل بين كل من إيرباص وبوينج وبين ستراتا وحدة صناعة أجزاء الطائرات في شركة مبادلة لصناعة الطيران التي تنتج الأجزاء في مدينة العين بالإمارات.

الطائرات خاصة رخيصة

الى جانب ذلك تمخض معرض دبي للطيران عن مجموعة من الصفقات لشراء أكبر وأحدث الطائرات في العالم لكن الطائرات الخاصة منخفضة التكلفة قد تكون خيارا بديلا لكل من يعجز عن شراء طائرة سوبرجامبو من طراز ايه-380 والتي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار. وقد شهد أكبر معرض طيران في الشرق الأوسط أول عرض للطائرات التي وصفها منتجوها بأنها أول طائرات خاصة "معاد تصنيعها" في العالم والمصممة لكبار الشخصيات بتكلفة منخفضة.

وتأخذ شركة نكستانت ايروسبيس ومقرها ولاية أوهايو الأمريكية الطائرات الخاصة الصغيرة التي قد يتراوح عمرها بين 10 و20 سنة وتوشك على التقاعد وتقوم بتفكيكها وإعادة بيعها بمكونات إلكترونية ومحركات وتصاميم داخلية جديدة. وقال شون مكجوف رئيس نكستانت وهو يقف أمام طائرة من طراز بيتش جيت 400 معاد تصنيعها ومعروضة للبيع كطائرة جديدة بسعر يبلغ نحو خمسة ملايين دولار "نعمل على حل مشكلة القطاع". وهذا المبلغ ضئيل إذا ما قورن مع 25 مليون دولار يمكن أن ينفقها العملاء الأثرياء بكل بساطة على التصميم الداخلي لبعض الطائرات الفارهة المعدلة التي عرضت.

وقال مكجوف "هناك تراكم للمخزون (مخزون الطائرات القديمة) في السوق على مدى عام ونصف تقريبا. ولن تنتعش عمليات بيع الطائرات الجديدة قبل البدء في بيع هذا المخزون." وبعد مرور خمس سوات على أزمة ائتمانية طاحنة ألحقت ضررا شديدا بالقطاع بات مصنعو الطائرات الخاصة الصغيرة يتحدثون الآن عن بوادر انتعاش جاء متأخرا كثيرا عن انتعاش أسواق الأسهم العالمية وسوق الإسكان الأمريكية.

ويقول بعض الخبراء إن وفرة الطائرات المستعملة تعوق الطلب على الطائرات الجديدة الخفيفة والمتوسطة على العكس تماما من المنتجات الأكثر تطورا المعروضة في دبي. وقال ماركو توليو بيليجريني مدير عمليات الطيران الخاص في شركة امبراير البرازيلية لصناعة الطائرات الخاصة "إنه سوق له زبائنه والمشترون أذكياء." وأضاف "الكثيرون ينظرون إلى سوق (الطائرات) المستعملة كبديل مما يجبر المصنعين على زيادة الخصومات."

وإعادة التصنيع هي عملية لإعادة المنتجات التي انتهى عمرها الافتراضي إلى حالتها الأصلية وهو مجال تتزايد حصته في قطاع الصناعات التحويلية. وذكر تقرير تجاري أمريكي صادر في عام 2012 أن الطيران هو أكبر قطاع في مجال إعادة التصنيع وتصل قيمته إلى 13 مليار دولار سنويا. ولكن هذا كان قاصرا في الأساس على أجزاء الطائرات. بحسب رويترز.

وباعت نكستانت 36 طائرة من طائراتها الخاصة المعاد تصنيعها. وبعد فترة قضتها في إعادة تأهيل الطائرات باعت الشركة الطائرة مقابل 4.95 مليون دولار. وبلغ سعر أصغر طائرات شركة بومباردييه الكندية 8.1 مليون دولار بينما وصل سعر أصغر طائرات جلف ستريم إلى 15.7 مليون دولار.

ويتوقع المنتجون إقبالا على الطائرات الخاصة المنخفضة التكلفة حتى في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط في أعقاب انخفاض ميزانيات الشركات وانكماش ثروات الأفراد الأثرياء. وقالت بومباردييه إن شركات صناعة الطائرات الخاصة قد تسلم 9800 طائرة بقيمة 269 مليار دولار في السنوات العشر المقبلة.

شاشات عرض رقيقة

من جهة أخرى كشفت شركة "سبايك إيروسبيس" لصناعة الطائرات، عن اعتزامها استبدال نوافذ طائرة "إس-512"، أول طائرة رجال أعمال أسرع من الصوت، بشاشات عرض رقيقة وكبيرة مثبتة في الجدران. وقالت الشركة إنها ستزود الطائرة من الخارج بكاميرات تنقل المشاهد الخارجية على الشاشات الداخلية.

وأكدت أن استبدال النوافذ بالشاشات يمثل تحديا كبيرا في تصميم الطائرة وبناء هيكلها. ومن غير المتوقع أن تنتهي الشركة من تصنيع طائرة "إس-512" قبل عام 2018. وقالت "سبايك إيروسبيس"، على موقعها الإلكتروني، إن النوافذ الجديدة ستتسبب في زيادة وزن الطائرة ومن ثم فهي تتطلب دعما اضافيا في هيكل الطائرة. غير أنها أكدت أن تلك المشكلات يمكن التغلب عليها باستخدام كاميرات متناهية الصغر وشاشات عرض مسطحة.

وتعتزم الشركة تثبيت كاميرات حول الطائرة من الخارج لعرض المشاهد الخارجية، ويمكن للمسافرين إغلاق الشاشات أو تغيير الصور المعروضة. وقال الدكتور دارين أنسل، الخبير في الفضاء وهندسة صناعة الطائرات في جامعة "سنترل لانكشاير" البريطانية، إن تجربة المسافرين في طائرة دون نوافذ سيكون أمرا فريدًا. وأضاف: "لن يكون هناك ضوء طبيعي، إنما ضوء اصطناعي، وسيكون الأمر أشبه بالتواجد داخل مترو الأنفاق".

ويقع مقر "سبايك إيروسبيس" في ولاية بوسطن الأمريكية، ويعمل فيها مجموعة من المهندسين المتخصصين بصناعة الطائرات وتصميمها. وكانت الشركة قد كشفت في وقت سابق عن تصميمها طائرة "إس-512"، وقالت إنها ستكون أول طائرة رجال أعمال أسرع من الصوت في العالم. ويتوقع أن تبلغ تكلفة الطائرة 80 مليون دولار، وتستوعب 18 مسافرًا. بحسب بي بي سي.

وتقول الشركة المصممة إن الطائرة ستتمكن من قطع المسافة من نيويورك إلى لندن في ثلاث أو أربع ساعات بدلا من ست إلى سبع ساعات، وهي المدة الحالية للرحلة. وتبلغ سرعة الطائرة 1.6 ماخ بسرعة قصوى تبلغ 1.8 ماخ مقارنة بسرعة الطائرة البوينغ "777-300" التي تبلغ سرعتها 0.8. وتتسابق شركات أخرى لمنافسة "سبايك إيروسبيس" في صناعة طائرات أسرع من الصوت، مثل شركتا "أيريون" و"غلف ستريم"

في مهب الريح

في السياق ذاته أضحت صفقة شراء الخطوط الجوية الكويتية لخمس طائرات ايرباص من شركة جت ايرويز الهندية بقيمة 77 مليون دينار (272 مليون دولار) في مهب الريح بعد أن أوقف وزير المواصلات عيسى الكندري رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في الشركة الكويتية سامي النصف عن العمل. وأبلغ مصدر مطلع على الصفقة أن الشركة الكويتية كانت تتفاوض في البداية على تأجير الطائرات الخمس وهي من طراز 330-ايه مستعملة بمبلغ 134 مليون دينار لمدة ثماني سنوات لكنها عدلت عن التأجير وفضلت الشراء.

وقال مصدر آخر في الخطوط الجوية الكويتية إن صفقة شراء الطائرات الخمس من الشركة الهندية "أقرب لأن تكون في مهب الريح" حاليا بسبب عامل الوقت مبينا أن مجلس إدارة الشركة الكويتية يعقد حاليا اجتماعا لدراسة تطورات الموقف. وقال النصف إنه قد تم إبلاغه بوقفه عن العمل بسبب خلاف حول الصفقة التي كانت الشركة تعتزم إتمامها.

وكان النصف قال في مؤتمر صحفي إن الشركة تعتزم شراء الطائرات الخمس التي يبلغ عمرها خمس سنوات تقريبا من شركة ايرباص التي ستقوم بدور الوسيط مع الشركة الهندية لتعويض تقادم طائرات الناقل الكويتي حيث بلغ عمر بعضها 22 عاما. وأوضح النصف أنه لم يذهب لمكتبه وأنه ينتظر "حتى يتبلور الموقف" وأنه يدرس اتخاذ الإجراءات القانونية حيال قرار الإيقاف الذي صدر من وزير المواصلات.

وذكر أن سبب الإيقاف يعود لسوء فهم لمغزى المؤتمر الصحفي الذي عقده. وقال إن القرار "قائم على مؤتمر صحفي لم يذكر فيه ما ذكر في سبب الإيقاف عن العمل." وأكد النصف أن "كتاب الإيقاف (عن العمل) يركز على أني قلت إني ذاهب للتوقيع على العقد.. بينما المؤتمر كان لتفنيد ما قيل عن أن الطائرات مصنوعة في الهند وانها سيئة... (المؤتمر الصحفي) كان لإيضاح حقائق."

ونقلت صحيفة القبس الكويتية عن وزير المواصلات الكندري قوله إنه وجه كتابا إلى النصف طلب فيه "وقف إجراءات تلك الصفقة كما كنت عقدت معه اجتماعا طلبت منه فيه ايضا وقف الصفقة لكننا فوجئنا بالمؤتمر الصحفي الذي دعا إليه النصف." وأكد أن القرارات المتعلقة بشراء أو بيع أوتأجير الطائرات هي "عمل أساسي وأصيل" لمجلس الإدارة وأن الجمعية العمومية للشركة المتمثلة في الهيئة العامة للاستثمار المملوكة للدولة هي الجهة المخولة بمحاسبة مجلس الإدارة "وليس طرف آخر" لأن الخطوط الكويتية تخضع لقانون الشركات. بحسب رويترز.

ودافع النصف عن الصفقة وقال إن "الطائرات كانت قادمة للكويت بالتأجير.. هي نفس الطائرات كانت قادمة مؤجرة.. نحن توجهنا لشرائها بنصف الثمن." ويرى النصف أن الصفقة كانت بمثابة "الجسر" لحين استلام الشركة للطائرات الجديدة المتفق عليها مع إيرباص وأن الخطوط الجوية الكويتية كانت تعتزم تأجير الطائرات الخمس لكنها وجدت أن "الشراء كله مزايا" فاتخذت قرار الشراء "للحفاظ على المال العام." وأضاف أن الشركة الكويتية ستتسلم الطائرات الخمس بحالة المصنع "كأنها ... جديدة" وأن تعاملها كله سيكون مع شركة إيرباص المصنعة للطائرات.

اخبار اخرى

على صعيد متصل حذرت بوينج شركات الطيران من خطر مشاكل تتعلق بتكون بلورات من الثلج داخل محركات طائراتها الجديدة 8-747 و787 دريملاينر المزودة بمحركات من صنع جنرال الكتريك وحثت 15 شركة على تفادي الطيران قرب عواصف رعدية على ارتفاعات عالية. ودفع التحذير شركة الخطوط الجوية اليابانية إلى وقف تسيير طائرات 787 دريملاينر على خطين دوليين. ومن بين شركات الطيران الأخرى المتضررة لوفتهانزا ويونايتد ايرلاينز التابعة لشركة يونايتد كونتيننتال هولدنجز وكاثاي باسيفيك ايرلاينز.

وقال متحدث باسم بوينج "تلتزم بوينج والخطوط الجوية اليابانية بالحفاظ على سلامة المسافرين وأفراد أطقم طائراتنا. ونحترم قرار الخطوط الجوية اليابانية تعليق بعض رحلات 787 على خطوط معينة." وجاءت هذه الخطوة عقب ستة حوادث وقعت في الفترة من أبريل نيسان الي نوفمبر تشرين الثاني في خمس طائرات 8-747 وطائرة واحدة 787 عندما واجهت الطائرات المزودة بمحركات جي.إي.إن.إكس التي تصنعها جنرال الكتريك فقدانا مؤقتا للدفع أثناء طيرانها على ارتفاعات شاهقة.

وقال متحدث باسم جنرال الكتريك إن المشكلة ناجمة عن بلورات من الثلج تتكون في باديء الامر خلف المروحة الأمامية وتجد طريقها إلى المحرك مضيفا أن جميع الطائرات وصلت إلى وجهاتها المحددة وهبطت بسلام. وأصدرت بوينج بيانا لمنع الطائرات المتضررة من الطيران على ارتفاعات عالية في حدود 50 ميلا بحريا من العواصف الرعدية التي قد تحتوي على بلورات ثلجية.

من جانب آخر ينسى المسافرون بانتظام قطعا نقدية عندما يفرغون جيوبهم لدى مرورهم في نقاط التفتيش في المطارات الاميركية وقد وصل مجموعها الى نصف مليون دولار العام الماضي على ما ذكرت السلطات. وقالت وكالة سلامة النقل انها جمعت 531 الفا و395 دولارا في مواقع التفتيش في المطارات الاميركية.

وفي تقرير الى الكونغرس اطلعت عليه صحيفة "واشنطن بوست" اشارت الوكالة الى ان اكثر من عشرة الاف دولار على شكل قطع نقدية نسيت في كل من المطارات ال13 الكبرى في الولايات المتحدة مثل اتلانتا ونيويورك ودالاس وسان فرانسيسكو. لكن يبدو ان المسافرين في مطار ميامي الدولي هم الاقل تركيزا. فقد جمع في هذا المطار الذي يشكل مركزا للسفر الى دول اميركا الجنوبية مبلغ 39613 دولارا. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" ان على الوكالة فرز قطع نقدية اجنبية تبلغ قيمتها حوالى 32 الف دولار. بحسب فرانس برس.

وبموجب القانون فان هذه الاموال يجب ان تستخدم في تحسين سلامة الطيران المدني وامنه. الا ان مجلس النواب اقر قرارا يطلب تخصيص هذه الاموال الى جميعات لا تبغى الربح تساعد العسكريين وعائلاتهم في تنقلاتهم. لكن لا يعثر عناصر الامن خلال عمليات التفتيش هذه على قطع نقدية فقط فقد عثروا على 34 سلاحا ناريا من بينها 27 كانت معبأة، في حقائب يد مسافرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 26/شباط/2014 - 25/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م