إصدارات جديدة: مزايا الحياة الحالية كلفت البشرية اعباء جديدة

 

 

 

 الكتاب: الثقافات الثلاث العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانيات في القرن الحادي والعشرين

الكاتب: جيروم كيجان

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب في الكويت

عدد الصفحات: 404 صفحات متوسطة القطع

ترجمة: صديق محمد جوهر

عرض: جورج جحا

 

شبكة النبأ: رأى الباحث والاستاذ الجامعي الامريكي جيروم كيجان في كتاب له ترجم الى العربية ان مزايا الحياة الحالية على تسهيلها امور الانسان كلفت البشرية اعباء جديدة، وترجم كتاب الدكتور كيجان وهو بعنوان "الثقافات الثلاث العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانيات في القرن الحادي والعشرين" الدكتور صديق محمد جوهر.

وجاء الكتاب في 404 صفحات متوسطة القطع وصدر عن "المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب" في الكويت في نطاق سلسلة "عالم المعرفة" التي يصدرها المجلس، وبعد عرض مسهب لاوضاع العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانيات والتمايز بل التنافس بينها الى درجة العداء وانجازات كل منها في العصر الحديث توصل كيجان الى استنتاجات عن الحياة في الماضي وفي الحاضر وما طرأ عليها والنواحي التي تجعل حياة تفوق الاخرى من حيث راحة الانسان، وقال الباحث "ثمة اتفاق بين أغلب الناس خصوصا منهم اولئك الذين يعيشون في مجتمعات صناعية متقدمة بأن مخرجات العلوم الطبيعية تقف وراء خمسة على الاقل من الاثار الايجابية التي تمس حياة الانسان في كل مكان. فأغلب الناس باتوا يحيون أطول ويحظون بأوضاع صحية أفضل وتعليم أكثر والمام أوفى بما يدور في العالم وبات في متناولهم أجهزة آلية تخفف من وطأة العمل اليدوي. بحسب رويترز.

"ولكن هذه المزايا البارزة كلفت البشرية أعباء جديدة فثمة تلوث في الهواء والمياه والتصحر وكلها عوامل أخلّت بالتوازن البيئي وباتت نذيرا بتغير مناخي خطير. كما ان انتشار أسلحة الدمار الشامل قد القى الرعب في قلوب الناس والقى بظلاله الكئيبة على المشهد البشري".

واستطرد "لقد أسهمت مشاهدة التلفاز والدخول الى الانترنت في تنبه البشر في جميع انحاء العالم الى تضخم ثروات البعض والتفاوتات الاقتصادية والطبقية مما ولد مزيجا من الحسد والنقمة في وجدان خمسة وسبعين في المائة من سكان العالمين النامي والمتقدم".

وأضاف يقول "ان كثرة المنازل التي يملكها احاد الناس والاقامة العابرة بالمدن الكبيرة والانتماء الواهي للبلدة والمنطقة والقطر قد ولدت كلها في نفوس الناس احاسيس الابهام الشخصي والوحدة وهي المشاعر التي قلما جربها الناس في الازمنة الخوالي القديمة. وأخيرا ما نجم عن نظريات العلوم الطبيعية من تشوش بخصوص المعايير الاخلاقية التي تكفل للناس الانتماء الوثيق. ولو استعرنا لغة الاقتصاديين لقلنا بان المنافع والعوائد المتحصلة حاليا أدنى بكثير من الناحية الكيفية عن المنافع المهدورة".

ومضى يقول "ومن ثم فلعله من المفيد عمل مقارنة نأخذ فيه العام 1807 للميلاد مرجعا ومؤشرا على ماقبل مرحلة التصنيع وظهور الادوية التي تخفف وطأة المرض او تشفي منه والمياه المعالجة بالكلور وتقنيات الجراحة المتقدمة والكهرباء والتلفاز والهواتف والسيارات والطائرات والحواسب الالية والتدفئة المركزية بالمنازل ثم نسأل انفسنا عما اذا كانت حالة العالم اليوم أفضل منها قبل مائتي عام".

وانتقل الى القول "وحتى نجيب عن هذا التساؤل علينا ان نحدد المستفيد من التقدم العلمي وامامنا خيارات كثيرة فثمة سكان البلدان الديمقراطية الغنية وثمة سائر البشر وثمة كل الكائنات الحية واخيرا ثمة سلامة وأمان الكوكب الذي نعيش عليه. فكثير من الكائنات والثقافات والافراد ليسوا اليوم أفضل حالا مما كانوا عليه قبل مائتي سنة.

"فقد تضررت اغلب انواع الحيوانات وتلاشت كثير من الثقافات وتبددت لغات اصحابها وحلت الاحزمة الحضرية المكتظة بجيران من الغرباء محل القرى والبلدات الريفية وتلوث الماء والهواء بصورة مخيفة. ان اعداد الافارقة الذين يعيشون في فقر مدقع تعوزهم جميع اساسيات الحياة تقترب من جملة سكان الولايات المتحدة الان. ويبدو الامر اعجب واغرب ما يكون ان اخذت المناقشة منحى انانيا واقمنا حكمنا بناء على المنظور الضيق للمواطنين المحظوظين الذين يعيشون في امريكا الشمالية واوروبا الغربية واليابان علما بان هؤلاء جميعا لا يمثلون سوى اقل من 25 في المائة من جملة سكان العالم".

ودعا العاملين في مجال العلوم الطبيعية والاجتماعية والانسانيات في العالم الى التعاون ومعرفة كل منهم حدود علمه والى الانفتاح على ما لدى الاخرين، وقال "وحيث انه من المستحيل اعادة كتابة السيناريو الذي أوصلنا كبشر الى ما نحن عليه الان فليس امامنا سوى تطوير التدابير الحالية

المطبقة في العديد من مجالات الحياة. ولعل عملا صغير الحجم كبير المغزى تمس اليه الحاجة منذ امد طويل في حياتنا الجامعية الا وهو الاقرار بان لدى العلماء في كل الميادين العلمية ما يضيفونه فيما يتعلق بتفهم اعمق للوضع البشري هو عمل على جانب كبير من الاهمية والالحاح، "كتب ج.د.بارو قائلا (ليس ثمة نظرية تحمل في طياتها كل الحقيقة وكل الاتساق وكل البداهة. ليس ثمة نظرية جامعة مانعة تجيب عن كل سؤال وتشفي كل غليل.ان محاولة الاحاطة بكل شيء تعني في حقيقتها الجهل بكل شيء.)".

وأضاف "لقد حان الوقت كي ينهض معاشر العاملين في الانساق الثقافية الثلاثة فيأخذون موقفا اكثر تواضعا اذ ان شأنهم الان هو شأن النمور والصقور واسماك القرش كل سيد الموقف في مجاله الحيوي لكنه بلا حول ولا قوة ان تطفل على المجالات الحيوية الاخرى للاخرين".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/شباط/2014 - 12/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م