سوتشي.. تجميل الدب الروسي في الصالون الغربي

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: يبدو ان روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين الذي يحكمها منذ 14 عاما، تنتهج ايدلوجية سياسية جديدة تمهد الطريق لإعادة توازن القوى مع العالم وخاصة الغرب من خلال التطور الاقتصادي والعسكري المتصاعد، بينما باتت الاحداث الرياضية اولويات استراتيجية اتبعها الرئيس بوتين خلال الاونة الاخيرة، وقد نجحت البلاد في الظفر بكأس العالم 2018 وبسباق فورمولا واحد للسيارات ضمن بطولة العالم اواخر العام الحالي في الحديقة العامة لسوتشي ايضا، ولعل افتتاح روسيا اول العاب اولمبية شتوية تنظمها في تاريخها باحتفال كبير حضره عشرات من رؤساء الدول الاجنبية، يشكل هدف اثارة اعجاب العالم.

إذ يرى معظم المحللين ان الرئيس فلاديمير بوتين يريد ان يكون هذا الموعد العالمي الصورة المثالية لروسيا الحالية، بعدما بذل جهودا كبيرة في تنظيم اكبر حدث دولي في البلاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، ويرى هؤلاء المحللين أن بوتين يسعى لاستغلال دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لتكون رمزا لعودة بلاده الى الساحة العالمية وفرصة لتعزيز رصيده الشعبي، لكن هذا الرهان يوجه عدة صعوبات وتحديات تتمثل بالمخاوف الامنية والقضايا المتعلقة بحقوق الانسان، التي القت بظلالها على الدورة ال22 للالعاب الاولمبية الشتوية مع اصدار قانون في روسيا العام الماضي ينص على غرامة وعقوبة بالسجن بحق من يقوم ب"الترويج" للمثلية امام قاصرين اثار انتقادات شديدة خصوصا في الغرب.

حيث تأمل روسيا في الاستفادة من هذه الدورة الاولمبية لتعزيز العلاقات مع حلفاء مهمين، وقد قال بعض الخبراء والدبلوماسيين ان منهج موسكو المعتدل - الذى جذب اوكرانيا بشكل أكبر إلى روسيا وتوسط لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية والإيرانية وحافظ على استقرار الاقتصاد المحلي نسبيا - ساعد فى تقدمها على الطريق الصحيح.

لكن غياب قادة آخرين امثال الرؤساء الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواكيم غاوك، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اعتبر بعض المراقبين ان تغيبهم يفسر الى حد ما احتجاجا على انتهاكات حقوق الانسان التي تنتقدها المنظمات غير الحكومية في روسيا، وقد جعلت الانتقادات الحادة التي اثارها القانون الروسي الذي يحظر "الدعاية" للمثلية الجنسية امام قاصرين ويفرض غرامات وعقوبة السجن، من هذه الدورة الثانية والعشرين للالعاب الاولمبية الشتوية واحدة من اشد الدورات اثارة للجدل في التاريخ الاولمبي.

وفي مواجهة الانتقادات، اكد زعيم الدب الروسي ان الجميع سيشعرون بالراحة في العاب سوتشي وان السلطات ستفعل ما في وسعها لضمان امن هذا الحدث الذي ينظم على بعد مئات الكيلومترات فقط عن جمهوريات القوقاز المضطربة.

فيما حظيت الالعاب الاغلى في التاريخ (50 مليار دولار) بمهرجان افتتاح على مستوى عال من الاهمية، مهرجان جدريء ومذهل وهائل في ارقامه وطموح لاظهار روسيا في افضل ايامها، وشارك 3 الاف فنان و9223 شخصا لتنفيذ هذا الحفل الذي استخدم فيه 5ر22 طنا من الالعاب النارية في ملعب جديد كلف لوحده 600 مليون يورو فكان على الموعد لاطلاق اكبر حدث رياضي دولي في روسيا بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991.

على صعيد ذو صلة اثار اعتداءا فولغوغراد التي تبعد 700 كلم عن سوتشي في نهاية كانون الثاني/يناير مخاوف امنية مجددا، لكن على الرغم من المخاوف من التهديدات الارهابية الهادفة الى تعكير الاجواء الاولمبية على مدى 16 يوما، يؤكد القائمون على تنظيمها انها ستجري بشكل طبيعي حيث تم حشد قوات كبيرة لضمان امنها وصل عديدها الى 20 الف رجل حسبما ذكر بعض التقارير الصحافية الواردة من المكان.

في حين يرى بعض المحللين أن مسألة حماية أمن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية أظهرت ملامح التنسيق بين امريكا وروسيا بعدما نجحت الأخيرة في اظهار قوتها الدبلوماسية على صعيد المواقف القرارات الدولية خاصة في الاونة الاخيرة، وعليه فأن روسيا اليوم تعتمد اتجاهات عديدة في سياستها مع العالم من خلال اعتماد مبدأ المصلحة السياسية بغطاء براغماتي، لكي تتمكن من تحقيق غاية عودة الى الامجاد السوفيتية السابقة.

التفاخر بدورة الالعاب الاولمبية الشتوية

في الاونة الاخيرة اعلن الرئيس الروسي قلاديمير بوتين افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي والتي تستمر حتى 23 شباط/فبراير الحالي، وقال بوتين الذي يعتبر اكبر المتحمسين لتنظيم الالعاب، من على منصة ملعب فيشت في سوتئي امام الحضور "اعلن افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية الثانية والعشرين".

من جانبه، قال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الالماني توماس باخ في كلمته "الالعاب الاولمبية هي عبارة عن بناء يجمع الشعوب وليست اقامة جدران للتفريق فيما بينهم، يجمع التنوع الانساني في وحدة جميلة"، واضاف "اقول الى القادة السياسيين في العالم اني اشكركم على دعمكم لرياضييكم، انهم افضل سفراء لبلدانكم، لكن اتمنى ان تحترموا رسالتهم الاولمبية حول النوايا الحسنة والسلام. لتكن لديكم الشجاعة في حل خلافاتكم بحوار سياسي مباشر وسلمي وليس على ظهر الرياضيين". بحسب فران برس.

واوقد النجمان السوفياتيان السابقان ايرنيا رودنينا (ذهبيتان اولمبيتان و10 القاب عالمية في التزلج) وحارس مرم منتخب الهوكي فلاديسلاف تريتياك (3 ذهبيات اولمبية اعوان 1972 و1976 و1984 و10 القاب عالمية) الشعلة.

وسبق اعلان الافتتاح الرسمي حفل عملاق بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعشرات من الشخصيات الاجنبية، وتواجد نحو 40 الف مدعو في مدرجات ملعب فيشت المبني على شواطىء البحر الاسود من اجل الاحتفال ببدء

ورددت فرقة دير سريتنسكي النشيد الوطني الروسي، وتحرك المئات من المتطوعين تمايلا مع صور الشعلة التي قطعت 65 الف كلم مرورا بالفضاء والمحطة الفضائية الدولية، وانفتحت ارض الملعب كي يتمكن الرياضيون من الدخول الى المشهد ورميت كرة تسمح للمتنافسين بالخروج مباشرة من قلب دولهم، وتحولت 5 زهرات الى 5 حلقات اولمبية.

واراد مصمم هذا الحفل كونستانتين ارنست وهو مخرج تلفزيوني، ان يمر هذا الجزء سريعا، ودخلت اليونان اولا باحتفاء كبير وكذلك بيلاروسيا كما استقبل الفنزويليون الثلاثة وحامل علم بلادهم انطونيو باردو بحفاوة كبيرة واجواء احتفالية مهيبة.

وكان الحضور في المدرجات هادئا وملتزما، قليل منهم وضع الاعلام الروسية على الاكتاف، ورددت الفرق المشاركة بينها فرق الجيش الاحمر الذي لم يعد يحمل هذا الاسم، اغنيات فولوكلورية روسية رائعة، ودارت نجمة كرة المضرب ماريا شارابوفا بالشعلة في الملعب قبل ان تسلمها الى بطلة القفز بالزانة ايلينا ايسنباييفا.

سوتشي 2014 الاغلى في العالم

على الصعيد نفسه تستمر دورة الالعاب الاولمبية الشتوية حتى 23 شباط/فبراير بمشاركة رياضيي 101 دولة يتنافسون على 89 ميدالية ذهبية، والعدد الاجمالي هو اعلى بكثير من هذا الرقم نظرا لوجود العاب فردية واخرى ثنائية وايضا للفرق في 15 نوع من انواع الرياضية يتضمن بعضها سباقا والبعض الاخر اثنين او اكثر.

وقامت محلات ادامس الروسية للمجوهرات بتصنيع 1254 ميدالية مختلفة الالوان ستوزع على افضل الرياضيين الاولمبيين ومن ذوي الاحتياجات الخاصة بلغت كلفتها الاجمالية 7 ملايين يورو، وهي من النوع غير القابل لتبدل اللون او الشكل او الخدش وخضعت لتجارب دقيقة قبل تسليمها الى المعنيين.

واستخدمت 6 كلغ من الذهب و200 كلغ من الفضة و700 كلغ من البرونز في تصنيع هذه الميداليات، وهي اكبر واثقل من تلك التي وزعت في اولمبياد لندن 2012 الصيفي اذ يصل وزن البرونزية منها الى 460 غراما، والذهبية الى 531 غرما، فيما تزن الميدالية الواحدة المخصصة لاصحاب الاحتياجات الخاصة 686 غراما.

والالعاب المعتمدة في اولمبياد سوتشي هي التزلح الالبي واختراق الضاحية والتزلج الحر والكومبينيه نورديك والتزلج بالقفز والبياتلون والكيرلينغ والهوكي على الجليد وسباقات المضمار والسنوبورد والعربات (بوبلسيغ) والتزحلق المنحدر والزحافات والهياكل (سكيليتون) والتزحلق السريع.

واعدت السلطات الروسية عموما واللجنة المنظمة للالعاب خصوصا العدة وبذلت جهودا مضنية بهدف اقامة مهرجان افتتاح باهر لا يقل رونقا وجمالية عن العاب فانكوفر الكندية عام 2010 بل يفوقها حسب المنظمين نظرا للتطور التكنولوجي الذي شهدته السنوات الاربع الاخيرة.

وعلى صعيد المنافسات، سيكون الصراع حادا وعلى اشده بين الاجيال، والسؤال الذي يطرح نفسه هو من سيكون بطل او بطلة العاب سوتشي 2014؟.

وهذا الصراع يجمع بين شباب طامحين مثل الاميركية ميكايلا شيفرين ورياضيين مخضرمين على غرار لاعب البياتلون (تزلج ورماية) النروجي اولي اينار بيورندالن (40 عاما) المشارك في الالعاب الشتوية للمرة السادسة او المتزلج الاميركي بود ميلر.

ويسمح هذا الديكور العملاق في منطقة القوقاز بصراع جميل بين نجوم السيرك الابيض الكبير، واولهم بيورندالن، صاحب 11 ميدالية منذ 1998، والذي يستطيع ان يكنب اعتبارا من السبت صفحة جميلة في الرياضة الاولمبية.

وبيورندالن غير معروف كثيرا خارج اسكندينافيا بحاجة الى ميدالية واحدة (في 4 سباقات فردية و2 في التتابع) لينضم الى مواطنه بيورن دالي المتخصص في السباقات الطويلة (12 ميدالية بين 1992 و1998) في متحف مشاهير الرياضات الشتوية، لكنه لا يزال بعيدا عن السباح الاميركي مايكل فيليبس صاحب 22 ميدالية اولمبية بعد مشاركته في اولمبياد لندن 2012.

من جانبه، سيبدأ الاميركي ميلر (36 عاما و5 ميداليات 3 منها في فانكوفر)، الاحد التحدي الكبير في احراز ذهبية المنحدر الاولمبي، احد اهم السباقات في الدورة.

ورغم عدم مشاركته في المواسم الماضية، استعاد ميلر مستواه في سباقات السرعة في كانون الثاني/يناير وخطف ميداليتين في العملاق السوبر والمنحدر في كيتسبويل النمسوية.

ويتعين على ميلر ان يتفوق على المرشح الاقوى النروجي اكسل لوند زفيندال الحائز على ميداليتين في العملاق السوبر ومثلهما في المنحدر في كأس العالم منذ بداية الموسم الحالي.

ولدى السيدات، وفي غياب النجمة الاميركية السوبر ليندسي فون بداعي الاصابة في الركبة، ستحمل الالمانية ماريا هوفا رايش (29 عاما) شعلة المخضرمات، وستكون وحيدة في مواجهة الموجة المرتفعة من الشابات اللواتي تجسدهن الاميركية ميكايلا شيفرين (18 عاما) ملكة التعرج والسويسرية لارا غوت والمتزلجة تينا فايراثر من ليشتنشتاين والتي احرزت والدتها 3 ميداليت منها ذهبيتان (تعرج وعملاق) عام 1980 في لايك بلاسيد الاميركية.

ويتواصل الصراع بين الاجيال ايضا في التزحلق الفني بين "القدامى" ممثلين بالكندي باتريك شان (23 عاما)، بطل العالم 3 مرات، والروسي يفغيني بلوشنكو (31 عاما) الحائز على ميداليات (ذهبية عام 2006 وفضيتان عامي 2002 و2010)، و"الشباب" وفي مقدمهم الياباني الواعد يوزورو هانيو (19 عاما) الفائز في نهائي الجائزة الكبرى، او حتى الكازخستاني دينيس تن (20 عاما). بحسب فران برس.

ولدى السيدات، تحلم الشابة الروسية جوليا ليبنيتسكايا (15 عاما)، بطلة اوروبا، بالانخراط في الصراع بين الكورية الجنوبية كيم يو-نا واليابانية ماو اسادا صاحبتي المركزين الاول والثاني في العاب فانكوفر، وتتجسد الموجة الجديدة من المواهب للرياضات الشتوية في اليابانية سارا تاكاناسكي (17 عاما و51ر1 م) التي فازت في 10 من 13 سباقا منذ بداية الموسم، وستكون اول بطلة اولمبية في تاريخ رياضتها وهي التزلج بالقفز التي تدخل لاول مرة في الالعاب الاولمبية التي تم تعزيزها 7 رياضات جديدة تتضمن 12 سباقا، وستشكل رياضة التزحلق للمنتخبات احدى اكبر مستجدات العاب 2014، وستجسد الدولة الاقوى في الاختصاصات الاربعة (سيدات ورجال ورقص وزوجي).

وحرصا منها على اعطاء صورة نظيفة وبراقة للالعاب الشتوية، ادخلت اللجنة الاولمبية الدولية ايضا التزحلق المنحدر ونوعا جديدا في التزلج الاكروباتي وهما الرياضتان اللتان لاقتا النجاح الكبير في الالعاب العاشرة الاميركية اواخر كانون الثاني/يناير في اسبن بولاية كولورادو.

وانتزع المليونير الاميركي شون وايت (27 عاما) الحاصل على ذهبيتين في السنوبورد عام 2010، بطاقة التأهل الى سوتشي بشق النفس في تجارب انتقاء المنتخب الاميركي بعد سقوط عنيف، وهو رفض المشاركة في دورة الالعاب العاشرة توفيرا لطاقته الى الالعاب الاولمبية التي هي هدف كل رياضي، وقد يكون له شأن فيها.

التحدي الكبير لبوتين

على الصعيد نفسه تقول المحللة ماريا ليبمان من مركز كارناغي للدراسات بان بوتين الرجل القوي في البلاد يريد ان "يثبت بان روسيا قادرة على الابهار عبر استضافة عيد رياضي كبير من خلال بناء البنى التحتية واستقبال الوفود" من مختلف انتحاء الكرة الارضية.

ويقول احد السياسيين المقربين من الكرملين ويدعى دميتري اورلوف بان استضافة الالعاب الاولمبية الشتوية للمرة الاولى في روسيا هو "مشروع شخصي لبوتين الذي يفكر بالتاريخ وماذا سيكتب عنه"، وكانت شعبية بوتين عام 2007 لامست نسبة 80 في المئة في ظل نمو الاقتصاد الروسي بشكل كبير وسط غياب المعارضة تماما، لكن الامور تغيرت كثيرا منذ تلك الفترة.

اما اليوم فتلاحظ ليبمان بانه "اصبح اكثر صعوبة الاقناع بان روسيا تسير على الطريق الصحيح، حيث سجل النمو الاقتصادي واحد في المئة فقط مؤخرا مقارنة مع 8 في المئة عام 2007، وبدأ الروبل ينهار ازاء اليورو، بالاضافة الى قمع مظاهرات مناهضة بعنف عام 2012 والخروقات في حقوق الانسان التي دانتها الامم المتحدة.

كما ان الانتقادات تضاعفت في الاونة الاخيرة حول تكاليف اقامة الالعاب الاولمبية الاغلى في العالم حتى الان، بالاضافة الى شكوك باعمال فساد وانفاق عام بلغ 50 مليار دولار لاستضافة الحدث الاولمبي في منطقة كانت خالية تماما من اي منشآت رياضية على بعد مسافة قصيرة من الجمهوريات القوقازية غير المستقرة من الناحية الامنية.

على الرغم من الاحتياطات الامنية الضخمة التي اتخذتها روسيا للوقوف في وجه التهديدات التي تلقتها من منظمات اسلامية متطرفة، فان الامن لا يزال يثير قلقا كبيرا، كما ان اصدار قانون روسي ضد "الاشخاص اللواطيين" في حزيران/يونيو عام 2012 اثارت انتقادات كبيرة في الدول الغربية وقد تضاعفت مع اقتراب موعد اقامة الالعاب.

وبنظر المحلل المستقل دميتري اوريشكين فان هذه الالعاب "تشكل تحديا كبيرا لبوتين وليست مصدر راحة بالنسبة اليه. فهو متوتر الاعصاب كالطالب الذي يقوم بالامتحان، واذا لم تسر الامور بشكل جيد فانه سيرسب في هذا الامتحان"، واضاف "في افضل الاحوال، ستبرهن الالعاب الاولمبية بان روسيا هي دولة كسائر الدول، لكن هناك فرص اكبر لحصد الفشل ايضا اكثر منها تحقيق فوائد". بحسب فرانس برس.

وتابع "كانت روسيا وبوتين عام 2007 مختلفين، اما الان فلا احد يسامح بوتين" مشيرا الى عدم احترام حقوق الانسان، والفساد المستشري في قطاعات الدولة، وخلصت ليبمان الى القول بان العاب سوتشي لن تغير من صورة روسيا عبر العالم، لكنه على الصعيد الشخضي قد تسمح "لبوتين بان يسجل نقاطا اضافية بعد نجاحاته مؤخرا على الصعيد السياسي في الازمة السورية وفي قضية النووي الايراني".

الصحف الدولية

الى ذلك عبرت وسائل الاعلام الدولية عن اعجابها بحفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية، لكن الكثير منها اشار الى الرسالة السياسية التي تنطوي عليها واهميتها في نظر الرئيس فلاديمير بوتين.

فقد كتبت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان حفل افتتاح الالعاب الشتوية ل2014 "قد لا يكون ممتعا ومسليا بالقدر الذي كان عليه حفل لندن" لكنه قدم مع ذلك "رحلة بصرية تقطع الانفاس عبر تاريخ البلاد"، اما صحيفة ديلي ميل فرأت فيه "اعلانا بلا ندم والتاريخ من وجهة نظر روسيا"، من جهتها، كتبت صحيفة لاستامبا الايطالية ان الحفل "كان على درجة الفخامة المتوقعة وعظمة روسيا" لكنه "مكلف جدا لدورة العاب شتوية".

وكغيرها من وسائل الاعلام، اشارت الى "الخطأ" الذي حدث في قطع الثلج التي تحولت الى حلقات شعار الاولمبياد الخمس، باستثناء تلك التي تمثل اميركا، وقالت الصحيفة الايطالية كوريري ديلو سبورتو ان هذا الخطأ يشكل "رمزا مثاليا لهذه الالعاب الاولمبية وكل الجدل الذي رافقها". بحسب فرانس برس.

اما صحيفة سوددويتشه تسايتونغ الالمانية فتساءلت "هل هو خطأ ام امر متعمد، من يدري؟".

وشددت وسائل الاعلام على اهمية هذه الدورة الاولمبية بالنسبة لبوتين.

ففي فرنسا رأت صحيفة ليبيراسيون اليسارية انه "حفل اكبر من المشروع الذي قام به فلاديمير بوتين" و"فرصة ليظهر للعالم اجمع اي بلد بنى خلال 14 عاما في السلطة".

ووصفت وسائل الاعلام الايطالية هذه الدورة بانها "اولمبياد بوتين". ورأت صحيفة لا ستامبا انه "انتصار شخصي جدا" للرئيس الروسي، اما صحيفة الغارديان البريطانية فقالت ان دورة الالعاب الاولمبية الشتوية "هي اهم اسبوعين في الحياة المهنية" لبوتين.

وفي بريطانيا ايضا، كتبت صحيفة ديلي تلغراف ان "بوتين كرجل فعل في روسيا، لم يلعب دور العميل 007 اذ ان بوتين لا يحتاج لاختطاف الاضواء من الالعاب الاولمبية بما انها ليست سوى عرضا (...) لا يملكه سواه"، ورأت وسائل الاعلام الدولية بالاجماع ان رسالة حفل افتتاح دورة الالعاب الشتوية واضحة جدا، تؤكد "نهضة (روسيا) كسلطة ما بعد العهد السوفيات، واثقة من انها تحتل مكانا على الطاولة الرئيسية بعد عقدين من الشكوك والاحباط".

واخيرا، كتبت صحيفة لوفيغارو ان روسيا وبدعوتها فرقة موسيقى البوب تاتو الروسية المعروفة بعروضها ذات الميول السحاقية، وجهت "لكمة" للغرب الذي دان قانونها الذي يمنع "الدعاية" للمثلية الجنسية، وقالت الصحيفة انها تمنح روسيا "ميدالية النفاق".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13/شباط/2014 - 12/ربيع الثاني/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م