يرتفع مزاد الإنفجارات ليوم الخميس الماضي 6/2.. الإنفجار الأول
والثاني والثالث وحتى الساعة الثانية عشر وخمس وأربعون دقيقة وصلت الى
عد الإنفجار السابع.. ويستر الله من ما سيأتي بعدها، ليأخذ كل إنفجار
منا مأخذاً كبيراً.. إنفجارات الخميس هذا جاءت بعدما حدث من إنفجارات،
قبلها بيوم، وصلت الى مسافات قريبة من حدود المنطقة الخضراء المحصنة
بمسافة تناهز المائتي متر فقط في تهديد هو الاقرب من حصون الدولة
العراقية.. يؤسفنا أن نقول أننا بدأنا نفقد السيطرة على الإنفجارات
التي تحدث داخل المدن وتلك جزئية مهمة من الصعوبة القبول بخسارتها
لصالح الإرهاب بعدما حققته قوات جيشنا الباسل وبمساعدة اخوانهم من رجال
العشائر الإبية في تضييق دائرة الإرهاب في مدن المحافظات الغربية.
ولكن يبدو أن لاعلاقة لأحداث الغربية بمايجري التخطيط له في داخل
المدن من تهيئة المتفجرات ونشرها بصورة منظمة مع إمتلاك، لمن هم في
المدن من الخلايا الإرهابية، من قابلية كبيرة، علينا أن لا نستهين بها،
في نقل المفخخات والعبوات الناسفة وتحديد مواقع نصبها التي توغل أشد
الإيغال بقتلنا محدثة تلك الهزات العنيفة في نفوسنا إزاء ما يسقط من
ضحايا، مع شمولها لمناطق مختلفة من بغداد وحيثما يسهل تجاوز الخطوط
الأمنية المتمثلة بالسيطرات والمرابطات في شوارعها مستهدفة التجمعات
السكانية من الأبرياء.
الطوق الأمني حول مكان الإنفجار ونقل الضحايا منهم الى الطب العدلي
أو الى المستشفيات القريبة ليست الحلول التي تمثل قمة طموح أبناء الشعب
العراقي، فليس من المعقول أن نظل على هذا الحال الى الأبد، ولا بد من
أن تكون لنا رؤية حقيقية للواقع الأمني لمدينتنا وإلا فإننا مستمرون
بإستنزاف أرواح أبناءنا وممتلكاتنا ولامن سبيل لإيقاف هذا الإستنزاف
القاتل لموارد البلد.
لا نعتقد مطلقاً بأننا لا نمتلك العقليات الأمنية القادرة على وضع
الحلول المناسبة لتلك الخروقات فليس من المعقول أن ما أن يستخدم
الإرهابيون لنوع معين من العجلات في عملياتهم حتى تقوم المؤسسات
الأمنية بمنع هذا النوع من الدخول لمناطق معينة أو أن نعيد وضع الكتل
الكونكريتية لنغلق شوارع كان قد أستخدمها الإرهابيون في الوصول الى
الأهداف لأننا بعد حين سوف نغلق كل الشوارع ونمنع كل السيارات !
علينا أن نبدع في الإبتكار وأن نفكر بجد بوضعنا لخطط تستهدف الكشف
السريع عن العبوات الناسفة والسيارات الملغة وبودنا أن نتساءل هنا عن
جدوى المناطيد المعلقة في سماء بغداد والتي كانت في حينها نقلة نوعية
في أمن المدينة إلا أنها خبت بعد حين وما عاد أحد يذكرها وتلاحقت حولها
الشائعات.
إن أغلب العمليات الإرهابية تنفذ من خلال العجلات المفخخة.. عجلة
مفخخة تركن على جانب الطريق ويذهب سائقها لتنفجر بعد حين محدثة الفوضى
من الأشلاء والدماء ولا يوجد دليل على من قام بالعمل الجبان لا كاميرات
رقمية عالية الدقة ولا أحد قد منع وقوف الموت عند ناصية الشوارع حتى
لأصبح الخوف متلازمة في نفوسنا ومن الصعوبة جداً أن نتغلب عليه ونحن
نحسب أن كل عجلة في الشارع عبارة عن علبة موت أسود...
الكثير من أبناءنا يتساءلون عن سبب عدم إستخدام التقنيات الحديثة في
الكشف عن المتفجرات.. وسبب عدم إتخاذ الإجراءات بحق العجلات التي تركن
على جانب الطريق وسبب عن رفع النفايات والمخلفات من الشوارع والتي
تعتبر من أهم مناطق زرع العبوات الناسفة وأشياء أخرى بحاجة الى إجابات
واضحة من المؤسسات الأمنية في البلد فعلى الرغم من كل جهودها المباركة
في محاربة العصابات الإرهابية إلا إن العمل لازال في بداية الطريق
وعلينا أن ندعمه بتلك التقنيات التي نرى أن لابد منها في إيقاف نزيف
الدم.. حفظ الله العراق.
zzubaidi@gmail.com |