جنيف الثاني... سيناريوهات متكررة تزيد من تعقيد الصراع

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: صرح الوسيط الدولي الأخضر الابراهيمي، قبل أيام، قائلاً "أكرر أن هذه مفاوضات صعبة، لم تكن سهلة اليوم ولم تكن سهلة خلال الأيام الماضية ولن تكون سهلة في الأيام المقبلة"، وهذا التكرار لم يتناوله الابراهيمي وحده، بل ذكره طرفي الصراع، إضافة الى الدول الإقليمية والدولية المحركة والداعمة لهذا الصراع الذي سيدخل عام الرابع عما قريب.

ان صعوبة المفاوضات أتت من صعوبة "حصر المشكلة" التي من الممكن ان تكون المدخل لتفاهمات أوسع بين طرفي المفاوضات ومن يقف خلفهما، لدرجة دعت الأمين العام للأمم المتحدة ان يقول "هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لإجراء مفاوضات"، كما دعت الابراهيمي للاستنجاد بالولايات المتحدة وروسيا من اجل دفع العملية للأمام.

بالعودة الى مؤتمر جنيف الأول والذي أصر وفد المعارضين لنظام الأسد على اعتباره الأساس في النقاشات الحالية مع التأكيد على انهاء دور الأسد خلال الفترة الانتقالية المفترضة، رفض الوفد الرسمي الذي يمثل الحكومة السورية هذا الكلام، ورفض ان يتم تحريف بنوده، وانه مستعد لمناقشة بنود المؤتمر "فقرة، فقرة"، وأشار ان دور الأسد يحدده السوريين وحدهم.

ووسط خلط الأوراق المستمر، والمتوقع، تعود المشكلة الى أصلها والتي أشار اليها الدكتور إلياس خوري ممثل اتحاد الحقوقيين العرب لدى الأمم المتحدة بقوله "المشكلة في سوريا هو تدخل جهات أجنبية إقليمية ودولية في الشأن السوري الداخلي وهذا ما أجج الصراع، وهذه الأطراف الإقليمية والدولية أخذت تمول وتسلح وتدرب وترسل إرهابيين ومرتزقة وتكفيريين إلى سوريا لسفك دم الشعب السوري وتهديم البنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة وكل هذا أصبح معروفا لدى الجميع وما قامت به هذه العصابات من تدمير وتخريب".

اذن فالمشكلة ليست في طبيعة المفاوضات السياسية القائمة، او تنحى الأسد او حتى تعنت المعارضة، بل كما يشير اغلب المحللين والمتابعين، الى من يقف خلف الجميع لتحريك هذا الطرف او ذلك على ارض المعارك التي تستنزف الشعب السوري ومقدراته بشكل يومي، واذا كانت هناك نيه حقيقية للدول المؤثرة في الشرق الأوسط في إنجاح أي مفاوضات او وقف لإطلاق النار، او تحجيم دور التكفيرين والمقاتلين الأجانب (اللذين وصل عددهم 7000 مقاتل وقف اخر إحصائية لأجهزة المخابرات الامريكية) فعليهم الاتفاق فيما بينهم اولاً، والضغط على من يغرد خارج السرب ثانياً، وهي ليست بالمهمة المستحيلة كما في تصور البعض.

لقاء الخصوم

في سياق متصل عقد طرفا الصراع السوري أول اجتماع مباشر بينهما في بداية محادثات تستهدف إنهاء الصراع المستمر منذ نحو ثلاث سنوات والذي أدى إلى مقتل زهاء 130 ألف شخص وزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجلس وفدا الحكومة والمعارضة وجها لوجه على طاولة تفاوض في مقر الأمم المتحدة في جنيف لمدة ثلاث ساعات في حضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي وصف الاجتماع بانه "بداية طيبة".

وركز الجانبان على احتمال التوصل إلى اتفاق انساني بهدف بناء الثقة في عملية التفاوض بعد ان بدا انه لا يمكن التغلب في الوقت الراهن على خلافاتهما السياسية التي يقول الإبراهيمي انها يجب ان تشكل محور المحادثات بينهما، وقال الإبراهيمي إنه يأمل ان توافق السلطات في سوريا على وصول قافلة اغاثة إلى وسط حمص الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة مما يتيح تسليمها قريباً، وأضاف الإبراهيمي في مؤتمر صحفي بعد اختتام جولة محادثات "لم نحقق الكثير لكننا سنواصل (المحادثات)".

ودخل الوفدان الغرفة وغادراها من بابين مختلفين خلال جلستي الصباح وبعد الظهيرة وفقا لإجراءات المنظمين تفاديا لحدوث اي مواجهات محتملة بين الجانبين، وقال الإبراهيمي انهما واجها بعضهما بعضا خلال الاجتماع لكنهما وجها ملاحظاتهما من خلاله، وتابع "هذا ما يحدث في المناقشات المتحضرة انت تتحدث إلى الرئيس أو رئيس المجلس أو رئيس الجلسة"، وأضاف الابراهيمي انه طرح خططه بشأن المحادثات في الاسابيع القادمة مشددا على ضرورة ان يركز الجانبان في نهاية المطاف على تطبيق اعلان يونيو حزيران 2012 الذي يدعو إلى تشكيل هيئة حاكمة انتقالية في سوريا.

وقال أعضاء وفد حكومة الرئيس بشار الأسد إنهم يقبلون بشكل عام إعلان جنيف 1 لكنهم أكدوا من جديد معارضتهم لتشكيل هيئة انتقالية قائلين إنها غير ملائمة وغير ضرورية، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الحكومة لديها تحفظات كاملة شديدة على هذه الفكرة مشبها إياها بالحكومة الانتقالية التي شكلتها القوات الأمريكية في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين عام 2003، وأضاف أن سوريا دولة لها مؤسساتها وأن تشكيل هيئة حكم انتقالية يتم حين تتفكك الدولة أو تخلو من المؤسسات. بحسب رويترز.

وتصر المعارضة على قبول وفد الحكومة مبدأ تشكيل هيئة حكم انتقالية قائلة إنه لا بد من إنهاء حكم الأسد، ويقول الأسد إن الناخبين السوريين فقط هم الذين يمكنهم اختيار من يحكمهم وإنه قد يرشح نفسه لفترة ولاية جديدة في انتخابات ستجرى في يونيو حزيران القادم، وفي حين اجتمع الجانبان في جنيف تواصلت الاشتباكات في انحاء سوريا، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قتالا اندلع بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد في جنوب دمشق ونفذ جيش الأسد سلسلة غارات جوية في انحاء البلاد خاصة في شمال حلب والضواحي الواقعة خارج دمشق.

وقد يتم الاتفاق سريعا على دخول المساعدات الإنسانية إلى حمص حيث تحاصر قوات الأسد مقاتلي المعارضة، وقال العبدة إن وفد المعارضة السورية بمحادثات جنيف طلب بالفعل من مقاتليه في الميدان احترام وقف لإطلاق النار وحماية قوافل المساعدات حالما يتم التوصل للاتفاق.

ووصف لؤي صافي المتحدث باسم وفد المعارضة حمص بانها تعد مقياسا لنوايا الحكومة، وقال انه إذا كان النظام لا يريد دخول المساعدات إلى منطقة يتضور فيها مواطنون جوعا فستكون لدينا مشكلة، لكن عدم الثقة بين الطرفين وغياب جماعات المعارضة الإسلامية القوية وإيران حليفة الأسد عن مؤتمر جنيف يجعل تحقيق تقدم حقيقي أمرا بالغ الصعوبة، ولم تدم اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار طويلا.

ويوجد الآن مئات من كتائب المعارضة في أنحاء البلاد بما في ذلك إسلاميون متشددون ومقاتلون يرتبطون بتنظيم القاعدة لا يلقي كثير منهم بالا لما تقوله المعارضة السياسية في المنفى، وقالت الجبهة الإسلامية القوية انه إذا عاد المفاوضون من جنيف بدون ضمان سقوط الأسد فسيتم التعامل معهم على انهم خونة.

وكان الإبراهيمي أشار إلى أن هدفه هو البدء بالسعي لخطوات عملية مثل وقف إطلاق النار في مناطق معينة والإفراج عن سجناء والسماح بدخول المساعدات الدولية قبل الشروع في المفاوضات السياسية الأصعب.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتلفزيون فرنسا 24 "أعتقد أن التوصل إلى حل سياسي فوري غير واقعي للأسف"، وأصبح نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليونا يعتمدون على المساعدات ومنهم مئات الألوف معزولين بسبب القتال.

دور الاسد

من جانبه قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن المحادثات التي تجري بهدف انهاء الحرب في سوريا يجب ان تتناول كل الموضوعات مثار الاهتمام للجانبين بما فيها مستقبل الرئيس بشار الأسد، وقال وزير الخارجية الصيني ردا على سؤال عن مستقبل الاسد في محادثات السلام السورية "كل القضايا مثار اهتمام الجانبين يجب ان تطرح للحوار بما في ذلك القضية التي ذكرتها للتو".

وتابع قائلا إن المحادثات يجب أن تبدأ بمعالجة القضايا الأسهل ثم الانتقال إلى القضايا الأكثر صعوبة، وأضاف "اعتقد أن كل القضايا يجب أن تحل ويمكن حلها طالما أن المفاوضات مستمرة دون تعطيل وطالما أن الحوار يتعمق والثقة بين الأطراف تتزايد"، وقال وانغ إنه في مستهل محادثات السلام فإنه يتعين على المجتمع الدولي أن يضغط على الطرفين لوضع إطار يحدد اتجاه المفاوضات والمبادئ التي تستند إليها.

وقال "لا ينبغي أن يغرقوا أنفسهم في البداية في الجدل أو في المناقشات حول قضايا تتباعد مواقفهما إزاءها بشدة"، وتابع قائلا إنه يتعين على الطرفين السعي جاهدين من أجل التوصل إلى "نتائج مبكرة" لبناء الثقة مثل الإفراج عن سجناء والتوصل لاتفاقيات لوقف إطلاق النار على النطاق المحلي والتعاون لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وردا على سؤال عن إمكانية إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا بشأن وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا قال وانغ إن الصين متعاطفة بشدة مع محنة 2.4 مليون لاجئ سوري لكن سيكون من الخطأ تسيس القضية الإنسانية، وأضاف "بشكل عام فإن عملية تقديم المساعدات الإنسانية تمضي بسلاسة في الوقت الحالي.

فيما قالت روسيا إن الطرفين وعدا ببدء محادثات مباشرة برغم المخاوف من أن يضع الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد حدا للمساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية التي قتل فيها أكثر من 130 ألف شخص وشرد الملايين، وحتى لو كان الطرفان مستعدين لمناقشة إجراءات محدودة لبناء الثقة فلا تزال التوقعات لعملية السلام ضعيفة مع غياب الجماعات الاسلامية المقاتلة في الداخل وإيران عن المحادثات ولا يزال الحل الشامل للصراع المستمر منذ ثلاث سنوات بعيد المنال.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "الأمل موجود ولكن ضعيف، يجب أن نواصل لأن حل هذا الصراع السوري المروع سياسي ويحتاج منا أن نواصل المناقشات، "من الواضح أننا عندما نسمع ممثل بشار الأسد، ذا النبرة المختلفة جذريا، ندرك أن الأمر سيكون صعبا"، أما المعلم فقد دعا القوى الأجنبية إلى الكف عن "دعم الإرهاب" ورفع العقوبات المفروضة على دمشق.

وقال "في سوريا أيها السادة تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها، في سوريا أيها السادة يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة"، وأضاف أن مستقبل الأسد ليس مطروحا للنقاش وقال "لا أحد في العالم له الحق في إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سوريا إلا السوريون أنفسهم وهذا حقهم وواجبهم الدستوري وما سيتم الاتفاق عليه هنا أو في أي مكان سيخضع للاستفتاء الشعبي فنحن مخولون هنا لنقل ما يريده الشعب لا بتقرير مصيره ومن يريد أن يستمع لإرادة السوريين فلا ينصب نفسه للنطق" باسم الشعب السوري.

ودعت السعودية التي تدعم المعارضة السنية إيران وجماعة حزب الله اللبنانية إلى سحب قواتهما من سوريا، ولم تشارك إيران بعد رفض المعارضة والغرب دعوتها لامتناعها عن تأييد تشكيل حكومة انتقالية، وقال الرئيس الإيراني إن استبعاد بلاده يعني أن من غير المرجح أن تنجح المحادثات، وأقر كيري بأن إيران يمكن أن تلعب دورا في الحل، وقال "من المؤكد أن لدى إيران قدرة على أن تكون مفيدة وأن تقدم مساهمة فعالة"، وتابع قوله "توجد سبل وفيرة لإمكانية فتح الباب في الأسابيع أو الشهور المقبلة وأملي أن يرغبوا في الانضمام إلى حل بناء".

لكن لم تظهر أي علامة على إمكان التوصل الى حل وسط بخصوص القضية الأساسية وهي ما إذا كان ينبغي أن يفسح الأسد الطريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ويقول الأسد نفسه إنه يمكن أن يفوز في انتخابات جديدة في وقت لاحق هذا العام ومصيره محل خلاف بين موسكو وواشنطن، وتؤيد العاصمتان نتائج اجتماع جنيف 1 للقوى العالمية في 2012 لكنهما تختلفان بخصوص ما إذا كانت تعني وجوب رحيل الأسد الآن.

ودعا الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض وفد الحكومة إلى الانقلاب على الأسد قبل بدء المفاوضات وقال "نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري في القاعة مستعد أن يتحول من وفد بشار إلى وفد سوري وطني مثلنا، انني أدعوه إٍلى التوقيع على وثيقة جنيف 1 بحضوركم جميعا، الآن لنقوم بنقل صلاحيات الأسد كاملة إلى هيئة الحكم الانتقالية التي ستضع اللبنة الأولى في بناء سوريا الجديدة".

وكرر لافروف معارضة موسكو لتدخل "أطراف خارجية" في شؤون سوريا الداخلية واستباق نتائج المحادثات بخصوص تشكيل حكومة انتقالية، وقال أيضا إن إيران الداعم الخارجي الرئيسي للأسد يجب أن تكون جزءا من الحوار الدولي، وتعارض موسكو جعل رحيل الأسد شرطا للسلام، وقال لافروف بشأن البيان الختامي لاجتماع جنيف 1 "جوهر هذه الوثيقة هو أنه ينبغي تحديد مستقبل سوريا من خلال الاتفاق المتبادل بين الحكومة والمعارضة"، وتحدث كيري أيضا عن الاتفاق "المتبادل" بين السوريين ولكن بشكل يستثني الأسد، وقال "نرى خيارا واحدا فقط، التفاوض على حكومة انتقالية تشكل بتوافق متبادل، هذا يعني أن بشار الأسد لن يكون جزءا من هذه الحكومة الانتقالية".

تجوز العواطف

الى ذلك قال مسؤولون سوريون من وفدي التفاوض الى جنيف-2 انهم يحاولون التغلب على عواطفهم السلبية، ويقبلون بالجلوس معا من اجل مصلحة بلدهم الذي يشهد حربا مدمرة منذ نحو ثلاث سنوات، مؤكدين في تصريحاتهم الايجابية والتفاؤل، وقال رئيس الوفد الحكومي المفاوض بشار الجعفري تعليقا على الجلسة الاولى المشتركة بين الوفدين في حضور موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابراهيمي في مقر الامم المتحدة في جنيف، "نحن هنا لحماية مصالح بلدنا والمضي قدما في الدفاع عن بلدنا".

واضاف ردا على سؤال حول شعوره بالتواجد في غرفة واحدة مع وفد المعارضة "لسنا هنا لنتحدث بالعواطف، قد نكون نعض على جرحنا، لكننا جادون، لدينا تعليمات واضحة، أتينا بعقلية منفتحة وبنفسية ايجابية لإخراج البلد من هذا الوضع، وفق المصالح العليا السورية"، وكان الجعفري يتحدث بعد انتهاء جلسة مشتركة قصيرة عقدت في قصر الامم المتحدة واقتصرت على كلمة القاها الابراهيمي، وجلس خلالها الوفدان في مواجهة بعضهما من دون ان يتبادلان اي كلمة.

وقال الجعفري ان خطاب الابراهيمي "اقتصر على الاحاطة بتصوره للمفاوضات، وقد تحدث عن الاجراءات من ناحية الشكل، لم ندخل في اي تفصيل آخر، ولم يتم الاتفاق على شيء، ليس لأننا لا نريد الاتفاق بل لان الحوار لم يبدأ بعد"، واضاف ان "اي حديث عن اتفاق هو قراءة مزاجية استنسابية، ولا اجندة اعمال بعد".

وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قال صباحا ان المفاوضات تشكل "بداية متواضعة"، مضيفا "الالف ميل تبدأ بخطوة، نحن مع ان نبدأ بخطوات متواضعة لأننا نريد ان نصل الى نتيجة، على امل ان نصل الى خطوات أكبر"، وقال عضو وفد المعارضة المفاوض انس العبدة للصحافيين بعد انتهاء الجلسة ان "المشاعر كانت متداخلة، ليس سهلا علينا ان نجلس مع الوفد الذي يمثل القتلة في دمشق، الا اننا فعلنا ذلك في مصلحة الشعب السوري واطفال سوريا ومستقبل سوريا"، واضاف "نحن متفائلون بحذر".

واوضح العبدة ان الابراهيمي تكلم خلال الجلسة الصباحية عن "مبادئ التفاوض واهداف التفاوض وطبيعة التفاوض والنتائج المتوقعة من المفاوضات"، واكد الابراهيمي، بحسب العبدة، ان "اساس هذه المفاوضات هو مبادرة جنيف-1، والهدف منها تطبيق بنود جنيف-1"، واشار الى ان "الطرفين موافقان على هذا الموضوع".

كما نقل عن الابراهيمي، ان "هذا المؤتمر سياسي بامتياز ويجب الحديث فيه عن مستقبل سوريا، عن هيئة الحكم الانتقالي، عن بناء سوريا والحفاظ على مؤسسات الدولة، ثم تطرق الى القضايا الانسانية وقال لدينا كارثة انسانية في سوريا نريد ان نحاول من خلال هذه المفاوضات ان نصل الى حل لها". بحسب فرانس برس.

وتقول المعارضة ان الجلسة المقبلة ستتناول "القضايا الانسانية وتحديدا فك الحصار عن مدينة حمص" في وسط سوريا، وقال العبدة للصحافيين "لدينا مقترح في هذا الإطار وهو متكامل جرى البحث فيه قبل جنيف-2، وحصل حديث مع الصليب الاحمر وبعض الدول القريبة من النظام مثل روسيا ومع الولايات المتحدة والامم المتحدة".

وتابع "قناعتنا ان هذا المقترح قطع مسافة لا بأس فيها، ونأمل الوصول به الى نتيجة، بمعنى اننا سنطلب منهم وقتا محددا لإعلان وقف إطلاق النار في حمص القديمة لتدخل اليها فرق الاغاثة"، وقال ان الائتلاف "اتفق مع الكتائب المقاتلة في حمص القديمة والوعر (حي في حمص) ان تحترم وقف إطلاق النار وتحمي قوات الاغاثة"، معتبرا ان التوصل الى اتفاق كهذا "سيكون بداية جيدة لهكذا مفاوضات"، وتفرض القوات النظامية حصارا خانقا على بعض الاحياء داخل مدينة حمص التي لا تزال تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، منذ نحو سنتين، وتعاني هذه المناطق من نقص فادح في الاغذية والادوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 1/شباط/2014 - 30/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م