حرب الهواتف .. منافسة شرسة لحصد الزبائن

 

شبكة النبأ: لا تزال شركات التكنولوجيا المتخصصة بصناعة الهواتف الذكية وتطبيقاتها الخاصة، تواصل حربها المعلنة بهدف السيطرة على الأسواق العالمية من خلال خلق تقنيات جديدة ومختلفة في سبيل استقطاب أعداد إضافية من الزبائن كما يقول بعض الخبراء، الذين أكدوا السنوات المقبلة وفي ضل النمو المتزايد للمبيعات ستشهد منافسة وحرب كبيرة بين المصنعين، وهو ما قد يكون له نتائج ايجابية على مستخدمي هذه الهواتف خصوصا من ناحية الأسعار التي ستنخفض بشكل كبير مقابل المميزات نفسها هذا بالإضافة الى دخول شركات جديدة في ميدان المنافسة.

وفي هذا الشأن قالت مجموعة جارتنر للأبحاث إنها تتوقع أن تتجاوز مبيعات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي المزودة بنظام التشغيل أندرويد الذي تسيطر عليه جوجل حاجز المليار جهاز هذا العام. ومن المتوقع ان يصل نظام أندرويد الذي تستخدمه سامسونج وسوني واتش.تي.سي وشركات أخرى في منتجاتها إلى أيدي 1.1 مليار مستخدم في 2014 بزيادة 26 بالمئة عن العام الماضي وتلقى هذه الاجهزة رواجا كبيرا في الاسواق الناشئة.

وتوقعت جارتنر بيع 344 مليون جهاز آي فون وآي باد وكمبيوتر ماك بنظامي التشغيل آي.أو.إس وماك أو.إس من إنتاج شركة أبل هذا العام بزيادة 28 بالمئة عن مبيعات 2013. وقالت انيت زيمرمان المحللة في جارتنر في بيان "يشتري مستخدمو اندرويد اجهزة أرخص مقارنة بمستخدمي ابل." وتوقعت جارتنر ان يصل اجمالي مبيعات الهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي في أنحاء العالم إلى 2.48 مليار وحدة العام الجاري بزيادة 7.6 بالمئة عن عام 2013.

هواتف جديدة

في السياق ذاته طرح العملاق الكوري الجنوبي "سامسونع" في السوق الكورية أول هاتف متعدد الوظائف مع شاشة مقوسة، في مسعى منه إلى تعزيز مرتبة الصدارة التي يحتلها في هذا المجال. ويباع هاتف "غالاكسي راوند" بشاشته الممتدة على 5,7 إنشات في السوق الكورية الجنوبية منذ فترة وجيزة، بحسب مشغل "إس كاي تيليكوم" الأول في البلاد الذي يتولى توزيع هذا الهاتف.

وتعد الشاشات المقوسة أكثر خفة ورفعا من الشاشات الحالية، وهي لا تزال في بداياتها. ويكمن الهدف من هذه المبادرة في تطوير شاشات مرنة يمكن لفها أو طيها. ويعمل هاتف "غالاكسي راوند" بنظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل" وهو يباع بسعر 1,08 مليون وون (حوالى ألف دولار اميركي)، بحسب ما كشفت "سامسونغ" التي لم تحدد موعد طرحه في الأسواق الأخرى.

وجاء في بيان صادر عن "إس كاي تيليكوم" أن "شكله يتماشى مع شكل اليد ويتلائم مع الخد والأذن". وكانت المجموعة الكورية الجنوبية قد كشفت عن نموذج أولي من هاتف يمكن طيه. ويتطلب هذا النوع من الأجهزة المرنة عناصر تكون بكاملها قابلة للطي ليست متوافرة حاليا في الأسواق. وفي وقت سابق، كانت "سامسونغ" قد قدمت للجمهور ساعتها الذكية "غالاكسي غير" التي تسمح بالاطلاع على الرسائل الإلكترونية والتقاط الصور والاستماع إلى الموسيقي والتي تتمتع بشاشة تعمل باللمس وليس بشاشة مرنة، خلافا للشائعات.

الى جانب ذلك من المفترض أن تصدر مجموعة "آبل" هذه السنة نسختين جديدتين من هاتف "آي فون" مزودتين بشاشات أكبر كي تحافظ على مكانتها في سوق تحتدم فيها المنافسة، بحسب ما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال". وبعد إشاعات كثيرة سرت على المواقع المتخصصة جاء في مقال "وول ستريت جورنال" أن "آبل" ستصدر النسختين الجديدتين المزودتين بشاشات أكبر في الربع الثاني من العام 2014. بحسب فرانس برس.

وستمتد شاشة النسخة الأولى على 11,4 سنتمترا، في مقابل 10,1 سنتمترات للنماذج الحالية من هاتف "آي فون". أما النسخة الثانية، فهي ستكون بعد أكبر مع شاشة ممتدة على 12,7 سنتمترا. وأتى هذا الإعلان في ظل ازدهار سوق الهواتف الذكية المزودة بشاشات كبيرة والتي تعرف بالإنكليزية ب "فابلتس"، إذ أنها تمزج بين مواصفات الهواتف والأجهزة اللوحية. وكشفت شركة "جونيبر ريسيرتش" أنه تم بيع 20 مليون وحدة من أجهزة "فابلتس" العام الماضي، متوقعة أن تتخطى المبيعات 120 مليون وحدة بحلول العام 2018.

على صعيد متصل اختار الخبراء هاتف آبل الجديد، الآيفون 5S، الهاتف الأذكى على الإطلاق لكن قد تفكرون بما يمكن أن تكون عليه التكلفة الفعلية لإنتاج هاتف مثل هذا؟ قامت CNN بتفكيك الهاتف الجديد الذي يصل سعره إلى 649 دولاراً، وإليكم تكلفة قطعه: تبلغ سرعة وحدة المعالجة A7 في الهاتف الجديد، ضعفي وحدة المعالجة في هاتفي آيفون 5 وآيفون 5S،ويسع 16 غيغا بايت أما سعره فيبلغ 36.50 دولاراً.

أما شاشة اللمس للهاتف الجديد فإن سعرها يبلغ 29 دولاراً. أما الشرائح المتعلقة بربط الهاتف بشركات الاتصال فيصل سعرها إلى 25.50 دولاراً. ويصل سعر الكاميرتين الخلفية والأمامية إلى 15 دولاراً. أما شريحة الذاكرة فيبلغ سعرها تسعة دولارات. وقطع البلوتوث والتواصل الأخرى يصل سعرها إلى 13 دولاراً. والقطع غير الإلكترونية مثل الغلاف الخارجي فيبلغ سعرها 66 دولاراً. وبهذا فإن التكلفة الكلية للهاتف تصل إلى 149 دولاراً، مما يعطي ناتجاً من الربح يصل 455 دولاراً، وبالطبع لم تحسب تكلفة الأبحاث التي تزيد من كلفة إنتاج الهاتف.

من جانب اخر كشفت غوغل عن هاتفها الذكي الجديد "نكسوس 5" الذي يعمل بنسخة محدثة من نظام التشغيل الخاص بها "اندرويد". والهاتف الجديد في مجموعة "نكسوس" مجهز بنسخة جديدة من نظام "اندرويد" سميت "كيت كات" القاردة على التكيف مع مجموعة واسعة من الهواتف الذكية.

واوضح سوندار بيشاي رئيس الفرق التي تعمل على اندرويد وكروم لدى شركة غوغل "هذه النسخة من اندرويد متكيفة مع المجموعة الكاملة للهواتف الذكية للعام 2014" واضاف "اننا نتطلع الى مليار مستخدم اضافي جديد ونريد ان يحصل ذلك من خلال النسخة الاخيرة من اندرويد". وتعاونت غوغل مرة جديدة مع شركة "ال جي" الكورية الجنوبية لصنع هاتفها المتوافر في حوالى عشر دول من خلال متجر غوغل الالكتروني. ويراوح سعره بين 349 دولارا مع 16 غيغابايت و399 دولارا مع 32 غيغابايت.

حملة ترويجية

من جانب اخر أطلقت مجموعة تصنيع الهواتف الذكية الكندية "بلاكبيري" حملة ترويجية، في مسعى منها إلى طمأنة زبائنها حول وضعها. وجاء في رسالة أرسلتها "بلاكبيري" لتنشر في صحيفة "واشنطن بوست" وغيرها من وسائل الإعلام "يمكنكم الاستمرار في الاعتماد على بلاكبيري ... فنحن نقوم حاليا بإعادة هيكلة مجموعتنا بهدف تخفيض النفقات بنسبة 50% وتعزيز فعاليتنا". وأقرت المجموعة بأنها تمر ب "أوقات عصيبة"، لكنها أكدت أنها "تتخذ قرارات صعبة لتعزيز" مكانتها.

وتدرس "بلاكبيري" حاليا عدة "خيارات إستراتيجية"، وهي لا تستبعد احتمال بيعها. وقد وقعت على خطاب نويا لعرض شرائها بقيمة 4,7 مليارات دولار من قبل صندوق "فيرفاكس فايننشل هولدينغز ليميتد"، لكنها تركت المجال مفتوحا أمام عروض أخرى. وكان مايك لازاريديس أحد مؤسسي "بلاكبيري" قد كشف في مستند قدم إلى سلطات البورصة أنه زاد أسهمه في المجموعة وهو يعتزم التقدم بعرض لشرائها.

غير أن بعض المحللين يعتبر أن "بلاكبيري" قد تأخرت كثيرا في مجال الهواتف الذكية بحيث أن الحل الوحيد هو تفكيكها للمحافظة على برمجيتها وخدماتها. وتضم الشركة اليوم 70 مليون مشترك من أنحاء العالم أجمع، لكن أغلبيتهم يستخدمون نماذج قديمة من هواتفها، في حين أن نماذجها الجديدة العاملة بنظام "بلاكبيري 10" لم تستقطب قاعدة واسعة من الزبائن. وقد أعلنت "بلاكبيري" عن نيتها تسريح 4500 شخص من موظفيها بعد تكبدها خسائر بقيمة 965 مليون دولار.

في السياق ذاته أعلنت مجموعة "بلاكبيري" الكندية أنها تقدمت بشكوى في كاليفورنيا ضد مجموعة "تايبو بروداكتس" الصغيرة متهمة اياها بانتهاك إحدى براءاتها مع لوحة مفاتيح تتكيف مع هاتف "آي فون" من "آبل". ومجموعة "تايبو بروداكتس" هي مجموعة صغيرة شارك في تأسيسها الوسيط العقاري لورانس هالير من المفترض أن تسوق لوحة مفاتيح تتكيف مع هاتف "آي فون 5" وتباع بسعر 99 دولارا.

وجاء في بيان صادر عن مصنع الهواتف الكندي أن "الشكوى ضد تايبو أتت على خلفية انتهاك براءة بعد أن استنسخت تايبو لوحة مفاتيح بلاكبيري مع لوحتها المخصصة لآي فون والتي تدمج فيه". وأكد البيان "إنه انتهاك واضح للوحة المفاتيح الشهيرة التي تصنعها بلاكبيري ونحن نحرص على حماية ملكيتنا الفكرية من الشركات التي تسعى إلى استنساخ نماذجنا". بحسب فرانس برس.

وكانت مجموعة "بلاكبيري" التي تواجه حاليا مشاكل مالية قد أعلنت عن تعاقدها من الباطن مع المصنع التايواني "فوكسكون" لتصنيع النماذج المقبلة من هواتفها. وقد تكبد المصنع الكندي خسائر بقيمة 4,4 مليارات دولار خلال الربع الثاني من الفترة المالية 2013/2014. وقام أيضا بإلغاء 4500 وظيفة، أي 40 % من مجموع الوظائف فيها. كذلك أعلنت المجموعة عن انتهاء تعاونها مع المغنية أليشا كيز التي استعانت بها لمدة سنة لإطلاق نموذجها الأخير "بلاكبيري 10".

اتفاق خاص

في السياق ذاته أعلن مصنع أجهزة الاتصالات السويدي "إريكسون" أنه وقع اتفاقا مع المصنع الكوري الجنوبي "سامسونغ" لوضع حد للنزاع القائم بينهما حول استخدام براءات خاصة بالهواتف الخلوية. وأوضحت شركة "إريكسون" في بيان أنه من شأن هذا الاتفاق أن يزيد الأرباح الصافية للمجموعة بمعدل 3,3 مليارات كورونة (375 مليون يورو).

وجاء في البيان أن "إريكسون وسامسونغ أبرمتا اتفاقا بشأن رخص عالمية لاستخدام براءات من قبل المجموعتين ... يشمل براءات خاصة بمعايير +جي اس ام +و+يو ام تي اس+ و+ال تي إي+ المتعلقة بالشبكات والاجهزة الخلوية". وأضاف البيان أن "الاتفاق ينص على دفعة أولى ثم أقساط خاصة بالحقوق تدفعها سامسونغ لإريكسون طوال صلاحية العقد الجديد الممتد على عدة سنوات". بحسب فرانس برس.

ومن شأن هذه الدفعة الأولى أن تزيد رقم أعمال "إريكسون" بمعدل 4,2 مليارات كورونة (477 مليون يورو). وكانت "إريكسون" قد أطلق في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 ملاحقات قضائية في حق "سامسونغ" في الولايات المتحدة وضع لها حدا بموجب هذا الاتفاق. وقال قاسم الفلاحي مدير قسم الملكية الفكرية في "إريكسون"، "نحن جد سعداء بهذا الاتفاق المنصف والمعقول مع سامسونغ". وكانت مجموعة "سامسونغ" الكورية الجنوبية قد كشفت أيضا عن إبرام اتفاق عن الرخص مدته 10 سنوات مع عملاق الانترنت الأميركي "غوغل" من شأنه أن يسمح لها بتفادي النزاعات القضائية.

أولو الفنلندية

من جهة أخرى يحاصر الظلام مدينة أولو الفنلندية طوال يوم باستثناء بعض ساعات الظهيرة الضبابية وهو ظلام يخشى البعض ان يكون متماشيا مع آفاقها الاقتصادية بعد تراجع مكانة شركة نوكيا المحلية الكبيرة لتصنيع الهواتف المحمولة. وكانت أولو التي يسكنها نحو ربع مليون نسمة في وقت من الاوقات موقعا رئيسيا للابحاث والتطوير في نوكيا قبل ان تتخلف شركة تصنيع الهواتف المحمولة في السباق العالمي للهواتف الذكية وراء آي فون الذي تصنعه آبل واجهزة تعمل ببرنامج اندرويد الذي تنتجه جوجل.

وكان يعمل في نوكيا وشبكاتها في وقت ما خمسة الاف شخص في أولو وهو ما يزيد ثلاث مرات عن شركة القطاع الخاص الكبرى التالية لكن قوة العمل تقل الآن عن نصف هذا العدد. وتجاوز معدل البطالة في المدينة 16 في المئة في الصيف وهو مستوى لم يسبق له مثيل منذ الازمة المالية الفنلندية في اوائل التسعينات.

لكن برغم الظلام ومتوسط سنوي لدرجات الحرارة يبلغ درجتين مئويتين بدأت براعم الانتعاش في الظهور في اكبر مدينة بشمال فنلندا والتي تبعد 600 كيلومتر عن العاصمة هلسنكي. وباتت نموذجا لبقية البلاد في الكفاح لملء الفجوة التي خلفها تراجع مبيعات نوكيا وعشرات الالاف الوظائف التي جرى الاستغناء عنها قبل قرار الشركة التي كانت تجلس على عرش صناعة الهواتف المحمولة في العالم التخلي عن ذلك النشاط وبيعه لمايكروسوفت.

وأولو مرشح بارز حاليا لاستضافة مركز بيانات جديد لمايكروسوفت التي تريد استثمار 250 مليون دولار في مثل هذه المنشآت في فنلندا بعد استحواذها على نشاط نوكيا. وبدأ "العاملون السابقون في نوكيا" يقفون على اقدامهم ايضا. وتعمل باسي لايبالا المديرة السابقة في نوكيا رئيسة تنفيذية الآن لشركة هالتيان التي تصمم الالكترونيات ومنتجات البرمجيات وهي من انجح الشركات الجديدة في المدينة حاليا.

وكان يمكن للمرء العام الماضي ان يعد موظفيها على اصابع اليد الواحدة لكنهم الان يتجاوزون السبعين.وقالت لايبالا "افضل شيء في أولو هو ان هناك الكثير من الاشخاص الماهرين ومن السهل توظيف بعض من افضل المواهب." ومن المتوقع ان تنقذ شركة تصنيع الرقائق الالكترونية الامريكية برودكوم مئات الوظائف بشراء وحدة اجهزة الموديم اللاسلكية الفنلندية التابعة لرينيساس الكترونيكس اليابانية التي سبق ان خططت لتسريح جميع موظفيها في أولو التي كان معظمهم انتقلوا من نوكيا في 2010.

كما تعتزم ايضا شركة تصنيع معدات الاتصالات نوكيا سوليوشنز آند نتووركس والتي ستمثل نحو 90 في المئة من مبيعات المجموعة بعد بيع وحدة الاجهزة الاحتفاظ بعمالها البالغ عددهم 2300 في أولو وهناك حديث عن تعيين المزيد. وصمود أولو ما هو الا جزء من قصة وطنية وثمرة تركيز شديد على معايير التعليم التي تبقي البلاد البالغ عدد سكانها 4.5 مليون نسمة قادرة على المنافسة.بحسب رويترز.

ويحرز الطلاب الفنلنديون درجات عالية في اختبارات الكفاءة الدولية واظهر اختبار لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في اكتوبر تشرين الاول ان الاشخاص البالغين في فنلندا لا يسبقهم في معرفة القراءة والكتابة والحساب سوى اليابانيين. لكن أولو تتفوق حتى بالمعايير الفنلندية. ويعني تركز الباحثين في مجال التكنولوجيا والعلوم بدرجة مرتفعة بما في ذلك في جامعة أولو وجامعة أولو للعلوم التطبيقية ان المدينة تتفوق على هلسنكي بنسبة اثنين الى واحد فيما يتعلق بحجم حقوق الملكية الفكرية المسجلة وفقا لمسؤولي المدينة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/كانون الثاني/2014 - 28/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م