العنف في أمريكا.. ثقافة يحميها الدستور

 

شبكة النبأ: لا تزال ظاهرة العنف وجرائم القتل وانتشار الأسلحة في المجتمع الأمريكي من أهم واخطر المشاكل المثيرة للقلق، خصوصا مع ازدياد عمليات القتل الجماعية وحوادث العنف المختلفة، التي سببها انتشار الأسلحة والعصابات المسلحة وتنامي الاعتداءات العنصرية واتساع المشاكل الاجتماعية وضعف القوانين الرادعة، التي تتيح للجميع إمكانية الحصول على تلك الأسلحة والتي جعلت الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب تسليحا في العالم كما يقول بعض المراقبين، الذين أكدوا على ان العنف المجتمع الأمريكي أصبح ثقافة خاصة يمارسه الكثير بشكل يومي وبمختلف الطرق. وفيما يخص بعض تلك الإعمال فقد أسفر حادث إطلاق نار جديد في مدرسة ثانوية في الولايات المتحدة عن سقوط قتيل وجريحين في كولورادو، عشية ذكرى مرور سنة على مقتل عشرين طفلا في مدرسة ابتدائية في نيوتاون الذي سبب صدمة كبيرة في البلاد.

وقد دخل طالب مسلح ببندقية صيد الى مدرسة "اراباهو هاي سكول" في سينتينيال الضاحية الجنوبية لدنفر واطلق النار مما ادى الى جرح طالبين، ثم انتحر باطلاق النار على نفسه. وقال المسؤول عن امن منطقة اراباهو غريسون روبنسن انه "عثر على المشتبه به داخل المدرسة ويبدو انه انتحر باطلاق النار على نفسه".

واضاف "اعتقد انه عرف ان رجال الشرطة على وشك ان يقوموا بتوقيفه وبرأي انتحر لانه عرف انه مطوق". واوضح ان احد الجريحين فتاة في الخامسة عشرة من عمرها وقد نقلت الى المستشفى، موضحا انها "في حالة حرجة". اما الجريح الآخر الذي لم يحدد سنه ولا جنسه، فقد اصيب بجروح طفيفة وغادر المستشفى.

وكشفت العناصر الاولية للتحقيق ان مطلق النار كان طالبا في المدرسة واراد بعمله هذا الانتقام. وكان يريد استهداف مدرس محدد. ولم يحذر مسبقا من عمله هذا ولم يحاول حتى اخفاء بندقيته.

وقال روبنسن ان "اطلاق النار كان نتيجة عمل انتقامي من الشاب بسبب مواجهة (سابقة) او خلاف مع استاذ". واضاف روبنسن انه عند دخوله المبنى "حدد الطالب بالاسم الاستاذ المستهدف الذي ابلغ بالوضع وغادر المدرسة على الفور".

ورفض المسؤول كشف هوية مطلق النار اولا. لكنه ابلغ وسائل الاعلام بعيد ذلك انه يدعى كارل بيرسن (18 عاما). وقالت ويتني رايلي الطالبة في المدرسة التي تضم 2200 طالب، انها كانت تكتب واجباتها المدرسية عندما سمعت اطلاق النار. واضافت "كنا نضحك ونمزح وفجأة سمعنا صوتا قويا وتساءل الأستاذ ماذا كان ذلك. بعد ذلك سمعنا عيارين ناريين آخرين وقمنا بالجري ونحن نصرخ". وعثر المحققون ايضا على زجاجتين حارقتين استخدم مطلق النار واحدة منهما فقط.

وعند الإعلان عن الحادث طوقت الشرطة كل المدارس والمدارس الثانوية في كولورادو في اجراء امني احتياطي في ولاية شهدت من قبل الكثير من هذه الحوادث. وتقع مدينة سينتينيال بحد ذاتها في قطاع جرت فيه حوادث كثيرة في السنوات الماضية. فهي تبعد بضعة كيلومترات عن اورورا حيث اسفر اطلاق نار في دار للسينما عند عرض فيلم باتمان، عن سقوط 12 قتيلا في 2012. كما انها قريبة من مدرسة كولومبيان الثانية حيث قتل طالبان 13 طالبا في 1999 . بحسب فرانس برس.

ويأتي حادث اطلاق النار هذا عشية ذكرى مرور عام واحد على مقتل 26 شخصا بينهم 20 طفلا في مدرسة ابتدائية في نيوتاون في ولاية كونيكتيكت (شمال غرب الولايات المتحدة). واستبعد روبنسون في الوقت الحالي اي علاقة بين اطلاق النار في سينتينيال والحادث الذي وقع في مدرسة ساندي هوك في نيوتاون. وقال "ليس هناك اي مؤشر اطلاقا على علاقة مع ساندي هوك لكنها فرضية ندرسها".

حظر غير دستوري

في السياق ذاته قال قاض اتحادي إن حظرا فرض على مبيعات الأسلحة في مدينة شيكاجو الأمريكية للحد من العنف غير دستوري لأنه يتمادى كثيرا في منع المشترين والتجار من إتمام عمليات بيع قانونية. وقال القاضي إدموند إي تشانج إن حماية الدستور الأمريكي للحق في حمل السلاح والاحتفاظ به يجب أن تشمل الحق في الحصول عليه في إطار ضوابط. لكن القاضي أمر بتعليق الحكم لإعطاء شيكاجو ثالث أكبر مدينة أمريكية الفرصة للرد.

وذكر بيان صادر عن المدينة أن رئيس بلدية شيكاجو رام ايمانويل "يعارض بشدة" قرار المحكمة مضيفا أنه أصدر تعليمات لمحامي شيكاجو لبحث كل الخيارات لزيادة تنظيم بيع الاسلحة النارية داخل حدود الولاية. وقال البيان "تصادر شرطة شيكاجو سنويا اسلحة غير قانونية أكثر مما يفعل الضباط في أي مدينة أخرى في البلاد بسبب القوانين الاتحادية الرخوة والقوانين الرخوة في ايلينوي والولايات المحيطة بها فيما يتعلق بشراء الأسلحة ونقلها.. نحتاج إلى قوانين سلامة أقوى خاصة بالأسلحة وليس تسهيل الحصول عليها في المدينة." بحسب رويترز.

ومبيعات الاسلحة مسموح بها خارج شيكاجو بما في ذلك الضواحي المجاورة ويشكو النشطاء المناهضون للأسلحة من أن المجرمين يستخدمون "مشترين بالوكالة" أي من يشترون الاسلحة خارج شيكاجو ويجلبونها إلى المدينة. ويأتي قرار المحكمة مع إعلان شيكاجو تراجع جرائم القتل في 2013 بنسبة وصلت إلى 17 في المئة مع انتشار الشرطة في الاماكن التي ترتفع فيها معدلات الجرائم لكن نسبة جرائم القتل في شيكاجو العام الماضي ظلت أكبر من مدينتي نيويورك ولوس انجليس الكبيرتين. وجاء قرار القاضي استجابة لقضية رفضها اتحاد بائعي الاسلحة النارية في ولاية ايلينوي.

أمريكية تقتل ابنتها

في السياق ذاته اعترفت أم أمريكية بخنق ابنتها التي تبلغ من العمر 13 عاماً، ومحاولة قتل أطفالها الثلاثة الآخرين من خلال تسميمهم. وأفادت أن كوني فيلا التي تبلغ من العمر 35 عاماً، في ولاية أريزونا الأمريكية اعترفت بخنق ابنتها ومحاولة قتل أطفالها الآخرين. واستجاب ضباط في منطقة كازا غراندي، في أريزونا، لاتصال هاتفي على رقم الطوارئ حيث اشتكى رجل بأن زوجته السابقة، قد طعنته لكنه تمكن من الفرار، وكان يقود سيارته إلى المستشفى.

ولدى وصول ضباط الشرطة إلى المنزل، وجدوا فيلا مصابة بطعنات، وتحمل سكيناً موجهاً إلى صدرها، وتمكنوا من السيطرة على تحركاتها قبل أن يقوموا بعملية مسح في المنزل، حيث عثر أفراد الشرطة على جثة أنيارييل ماسياس، ابنة فيلا، في الحمام. ورغم أن جثة أنيارييل خضعت للتشريح، إلا أن النتائج لم تحدد سبب الوفاة. ولكن معاينة الأدلة التي عثر عليها في مسرح الجريمة إلى جانب المقابلات والمعلومات التي جمعت من الأطفال الذين ظلوا على قيد الحياة قدمت صورة واضحة تؤكد أن فيلا كانت تحاول قتل جميع أولادها وزوجها السابق. بحسب CNN.

وتواجه فيلا تهمة القتل من الدرجة الأولى في وفاة ابنتها، فضلاً عن أربع تهم أخرى للشروع بقتل زوجها السابق وأولادها الثلاثة الباقين على قيد الحياة. وأفادت الشرطة في بيان أن فيلا اعترفت بمحاولة قتل أطفالها من خلال إرغامهم على تناول أدوية مخدرة، حيث وجدت كميات ضئيلة من مادة الأفيون في أجسامهم. وأوضحت فيلا أنها أرادت قتل أولادها وزوجها السابق، خوفاً من أن يحصل على حق رعايتهم.

اللكم على الرأس

من جانب اخر بحثت الشرطة في مدينة نيويورك، عن رجل يزعم أنه لكم امرأة تبلغ من العمر 33 عاماً في الجزء الخلفي من الرأس في حي بروكلين الأمريكي، ما يمكن أن يشكل الحلقة الأحدث في سلسلة من الاعتداءات المماثلة. ونشرت الشرطة رسما تخطيطيا للمشتبه أما المرأة مجهولة الهوية وابنتها البالغة من العمر سبع سنوات، فكانتا تسيران في شارع ميدوود في بروكلين، لدى اقتراب الشاب منهما ومهاجمة الأم بلكمها على الجزء الخلفي من الرأس، ما أدى إلى وقوعها أرضا، وفرار المهاجم.

وأفادت الشرطة إن المراة أصيبت بجروح طفيفة في يديها وركبيتها لدى وقوعها على الأرض. ويأتي الهجوم الأخير عقب سلسلة من الاعتداءات المعروفة باسم "اللكم على الرأس"، حيث أن المراهقين يحاولون ضرب الأشخاص الغرباء بطريقة عشوائية. وقال متحدثة باسم شرطة نيويورك إن "الشرطة تحقق في كل هجوم على حدة." وفي وقت سابق لكم رجل يبلغ من العمر 23 عاما خلال سيره في حي برونكس الأمريكي، وضربه حتى وقع أرضاً.

وأفادت الشرطة أن هجمات مماثلة وقعت في ولايات نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت وايلينوي وميسوري وواشنطن الأمريكية. وأوضح المسؤول في الشرطة في مدينة نيوهيفن ديفيد هارتمان: "ليس لدينا سبب للاعتقاد أن هذه جرائم ناتجة عن الكراهية." وكانت بعض الهجمات السابقة قد استهدفت أشخاص من الديانة اليهودية. بحسب CNN.

أما خبير العنف لدى الشباب تشاك وليامز، فألقى باللوم على وسائل الإعلام وأولياء الأمور على السبب من وراء العدائية المطلقة للشباب الأمريكي. وقال وليامز "هذه أمريكا..وأمريكا تحب العنف، وهكذا يفعل أطفالنا"، مؤكداً: "نحن نعمل على تسويق العنف لأطفالنا، ونتساءل في الوقت ذاته عن سبب عنفهم..هم عنيفون مثلنا."

 جرائم رجال الأمن

على صعيد متصل أقر شرطي في مستشفى بولاية ماساتشوستس الامريكية متهم بالتورط في قضية اطلق عليها اسم "الشرطي آكل لحوم البشر" أمام المحكمة الاتحادية في مانهاتن بالتآمر لخطف وقتل النساء. ويواجه ريتشارد ميلتز (65 عاما) السجن خمسة أعوام لكل من تهمتي التآمر ومن المنتظر صدور الحكم عليه في وقت لاحق من العام. وجاء اقرار ميلتز بالتهم الموجهة له قبل أسابيع من مثوله هو متهمين آخرين امام المحكمة بتهمة تدبير خطة لخطف النساء على شبكة الانترنت.

والقضية تدور حول ضابط شرطة نيويورك جيلبرتو فالي الذي أطلقت عليه وسائل الاعلام بعد محاكمته العام الماضي وادانته بتهمة خطف وقتل نساء وطهي وأكل لحومهن اسم "الشرطي آكل لحوم البشر". وكان ميلتز شرطي المركز الطبي في ماساتشوستس ينوي ان يدفع بأنه كان واقعا تحت ضغط الاوهام ولم يكن يقصد المضي في الجريمة. بحسب رويترز.

وكان المتهم الرئيسي فالي شرطي نيويورك قد دافع عن نفسه بنفس المبررات أثناء محاكمته لكن الادعاء فندها وأقنع هيئة المحلفين بأن أفعاله التي شملت مراقبة الضحايا واختيارهن تخطت الخط الفاصل بين الوهم والحقيقة. وكشفت هذه القضية عن مجتمع من السفاحين على الانترنت يتبادل الافكار والخبرات عن التعذيب والوحشية وأكل لحوم البشر.

الى جانب ذلك وجهت الى متقاعد في شرطة تامبا تهمة القتل غير العمد بعدما قتل في قاعة سينما في فلوريدا رجلا في الثالثة والاربعين كان يأخذ عليه ارساله رسائل قصيرة خلال عرض الفيلم. وافاد شهود عيان ان اللهجة تصاعدت بين الرجلين لان الضحية تشاد اولسون كان يستخدم هاتفه ويكتب رسائل نصية قصيرة خلال عرض فيلم مارك والبرغ "لون سورفايفر". ويبدو ان الضحية رمى الفوشار على كورتيس ريفز قبل ان يطلق هذا الاخير رصاصة الى صدره.

وقال ريتشارد اسكوبار محامي كورتيس ريفز وهو متقاعد يبلغ الحادية والسبعين على ما نقلت محطة "ان بي سي" التلفزيونية انه طلب من القاضية الافراج عن موكله بكفالة نظرا الى سنوات خدمته في شرطة تامبا وتوليه ادارة الامن في متنزه ترفيهي. وقال ريتشارد اسكوبار "طوال حياته حمى الناس من اشخاص يرتكبون جرائم. وهو لا يشكل اي خطر على السكان". الا ان القاضية لين تيبر لم تقتنع وامرت بابقاء المتهم موقوفا. وفلوريدا هي الولاية الاميركية التي تعد اكبر عدد من الاسلحة النارية اذ يحمل اكثر من مليون شخص اجازة حمل سلاح.

خطاب مسموم وعملية انتحارية

من جهة اخرى أعلنت وزارة العدل الامريكية ان مواطنا من مسيسبي اتهم بارسال خطابات مسممة للرئيس باراك اوباما واثنين من الموظفين العموميين ومحاولة الصاق التهمة باخر اقر بذنبه في اتفاق مع السلطات يحكم عليه بموجبه بالسجن 25 عاما. واودع جيمس ايفرت دوتشكي (41 عاما) السجن منذ القاء القبض عليه في ابريل نيسان الماضي ووجهت اليه السلطات تهمة ارسال خطابات ملوثة بالرايسين لاوباما والسناتور روجر ويكر من مسيسبي والقاضي سادي هولاند.

والرايسين بروتين شديد السمية يوجد في زيت الخروع ويمكن ان تقتل جرعات صغيرة منه شخصا بالغا. وكان دوتشكي وهو مدرب فنون قتالية سبق له الترشح لمنصب سياسي نفي الاتهامات في البداية لكنه حسب بيان وزارة العدل اقر بذنبه. وقال رئيس شرطة لي كاونتي الذي ساعد وكالة التحقيقات الاتحادية (اف.بي.آي) ووكالات اخرى في تحديد هوية دوتشكي والقبض عليه في ابريل نيسان الماضي "اسدل الستار وفي كل مرة تصل فيه إلى نهاية يكون امرا حسنا." واقر دوتشكي بتصنيع الرايسين وحيازته وارسال خطابات تهديد ملوثه بالمادة السامة احتوى احدها على تهديد باذى بدني للرئيس الامريكي. وقالت وزارة العدل انه سيصدر الحكم علي دوتشكي في غضون ستين يوما وبموجب الاتفاق الذي اقر فيه المتهم بذنبه سيصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 25 عاما.

على صعيد متصل اعلنت وزارة العدل الاميركية ان تقنيا في مطار ويشيتا (كنساس) في وسط الولايات المتحدة، اعتقل واتهم بمحاولة القيام بعملية انتحارية بسيارة مفخخة في مجمع تابع للمطار. وقالت السلطات ان تيري لي لوين (58 عاما) تصرف بمفرده. وقد اعتقل اثر تحقيق قامت به الشرطة الفدرالية قدم خلاله عملاء للشرطة على انهم شركاء للرجل. بحسب فرانس برس.

وكانت الشرطة قد وضعته تحت المراقبة منذ الصيف الماضي واعلن مرات عدة انه "عازم على القيام بعمل جهادي عنيف ضد الولايات المتحدة"، حسب ما اعلنت الوزارة في بيان. واضاف البيان ان "لوين توجه الى مطار ميد-كونتينانت لتفجير سيارة مفخخة. وقد اعتقل وهو يحاول اختراق حاجز امني". ولكن السلطات اوضحت ان المتفجرات التي كان ينوي لوين تفجيرها "كانت غير صالحة ولم تكن تشكل خطرا على الاطلاق". واتهم لوي خصوصا بمحاولة استعمال سلاح تدمير شامل، حسب بيان وزارة العدل. واذا ثبتت التهمة الموجهة اليه فقد يصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 28/كانون الثاني/2014 - 26/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م