الاعتداء على الأدباء!

زاهر الزبيدي

 

 لا أعتقد أن شريحة من أبناء الشعب العراقي تستحق التقدير والاحترام كالأدباء، ونكاد نجزم أن أدباءنا يتحلون بأرقى درجات الاحترام لأنفسهم مع تواضع كبير، فمنهم الشاعر الملهم والكاتب المبدع الرقيق ومن هم الصحفي ومنهم الفنان وكلهم يحملون سمات مهمة لا نعتقد بأنهم، ولو بالمحاولة، يمكنهم أن يخوضوا عراكاً مع أحد مهما كان مركزه أو مهمته في الشارع، وما تعرض له السيد عبد الزهرة زكي صباح أمس الأول من إعتداء من بعض الأخوة في السيطرات الأمنية لا يدل إلا على قصور كبير في الفهم الحقيق لحقوق الأنسان وإفتقار لأهم معايير التعامل الحديثة مع الأدباء والصحفيين على حد سواء.

المثقف في العراق اليوم عليه أن يأخذ دوره الكبير في البناء وهو عنصر مهم في ذلك علينا أن لا نحاول بتصرفات فردية من البعض هي بعيدة عن كل أنواع الخلق التي تتحلى بها القوات الأمنية وهي تخوض اليوم حرباً ضروس مع جرذان الصحراء، أن نهين تواضعه ونعتدي على كرامته، نحن بحاجة الى أن نزرع الثقة في نفوس أبناء شعبنا من كل الشرائح من خلال التعامل الودي البناء لا أن تختلط علينا الأمور ليتساوى الجميع في طريقة التعامل، ونحن على يقين أن إفرازات الحرب على الإرهاب قد تتسبب في خلط الأوراق على الجهات الأمنية في التعامل إلا إن ذلك لا يمنع من وضع سياقات عمل وقواعد إنضباط وسلوك تدرّس لرجال الأمن ليعلموا الحدود بين الحقوق والواجبات لأبناء شعبهم فهم على تماس يومي وعلى مدار الساعة مع أبناء شعبهم.

إن ما كتبه السيد زكي على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك يدل على عظم ما تعرض له من إهانة وإذلال لا يرضاها أحد لأي من ابناء ونحن تختلط دماءنا مع قواتنا الأمنية في مسلسلات القتل المتواصلة يومياً، والسيد زكي لم يكن إرهابياً أو مجرماً بل عرفناه رجلاً مثالاً للتواضع والأدب الكبير والأخلاق العالية ولا نعتقد مطلقاً بأنه قد تجاوز بأي شكل من الأشكال على القوات الأمنية بل نراه من أنصارهم والمدافعين عنهم تجاه قوة الضلالة ويشهد بذلك قلمه الرقيق الأبي.

علينا أن نحافظ على ادباءنا وصحفيينا فيكفي ما ينهش فيهم الكبر وأمراضه وهم يعيشون غربتهم بعيداً عن وطن أحبوه وكتبوا عنه ووشحوا ذكرياتهم عنه بأجمل الأبيات ومن بقي منهم يعاني الأمرين ويكابد الظروف الأمنية الصعبة التي تحاول أن تحيد من أقلامهم الوطنية، وليس بآخر شهداءنا صحفيو قناة صلاح الدين وقناة الفلوجة.

أنها دعوة للمؤسسات الأمنية أن تحسن التعامل مع الأدباء وأن تتقن فن التعامل مع أبناء شعبنا ونحن بحاجة ماسة اليوم الى أن نزرع الثقة في نفوسهم من خلالا حسن تعاملنا معهم لكونهم عند ذاك سيكونون خير عوناً للجيش والحكومة في محاربة الإرهاب، ونقول للسيد عبد الزهرة زكي : إنك صاحب رسالة مهمة في الحياة والإعتكاف والتوقف عن الكتابة لا يفضي الى نتيجة بل هو توقف عن الحياة لا نرضاه لك أبداً ولا يخدم وطنك فأنهض وأمضي في طريق تحقيقها.. حفظ الله الوطن.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/كانون الثاني/2014 - 21/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م