ضحايا الاغتصاب.. بين فقدان حماية القانون وغياب الرقابة المجتمعية

 

شبكة النبأ: جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي تعتبر من أبشع اخطر الجرائم التي اصبحت تثير القلق لدى العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية، خصوصا بعد ازدياد نسبها بشكل مخيف في الكثير من المجتمعات ولأسباب مختلفة منها ضعف القوانين وقصورها، وغياب الدور الرقابي الذي اسهم بانتشار بعض الظواهر السلبية كالبطالة وتعاطي المخدرات وانتشار المواقع الإباحية، هذا بالإضافة الى اتساع رقعة الحروب والخلافات الداخلية والخارجية التي قد تدفع بعض القوات العسكرية والجماعات المسلحة الى ارتكاب هذه الجريمة البشعة وبدوافع مختلفة كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان كل قوانين العالم تصنف جريمة الاغتصاب على أنها من الجرائم الجنائية التي تستحق عقوبات قاسية.

 وفي هذا الشأن فقد دعت منظمة هيومن رايتس واتش الحكومة الصومالية الى فتح تحقيق جديد غير منحاز وشفاف بخصوص اغتصاب جماعي اتهم جنود في قوة الاتحاد الافريقي في الصومال بارتكابه في وقت سابق. واعتبرت منظمة حقوق الانسان التي تتخذ مقرا في نيويورك ان التحقيق الاول شهد "سوء ادارة ولم يكن شفافا" وانتهى "بمضايقة" ضحية الاغتصاب المفترضة.

وروت الشابة البالغة 20 عاما والوالدة لرضيع كيف اختطفها في ضاحية مقديشو الشمالية جنود من الجيش الصومالي الذي يتم تكوينه. بعد تخديرها سلمها هؤلاء الى جنود قوة الاتحاد الافريقي الذين اغتصبوها تكرارا قبل القائها في الشارع. واعلنت قوة الاتحاد الافريقي عن فتح تحقيق في القضية. وهذه القوة مؤلفة من حوالى 17700 رجل وتحصل على تمويل من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وتدعم الحكومة الصومالية في حربها ضد حركة الشباب الاسلامية الصومالية. وتتشكل القوة من جنود اوغنديين وبورونديين وكينيين ومن سييرا ليوني.

كما نددت المنظمة الحقوقية بان السلطات ما زالت لم تعلن عن اي نتيجة او تقدم في التحقيق. واعتبرت مسؤولة قسم حقوق المرأة في المنظمة ليزل غيرنثولتز ان السلطات الصومالية لا تجري "تحقيقها بجدية" متهمة "مسؤولين امنيين" صوماليين بمحاولة اسكات الاشخاص الذين يحاولون الكشف عن مشكلة العنف الجنسي المتفشية ومساعدة الضحايا. واضافت المنظمة انها قابلت الشابة في مقديشو ووجدت شهادتها ذات مصداقية. لكنها اكدت ان قوة الاتحاد الافريقي اعتبرت ان الاتهامات "لا اساس لها".

الى جانب ذلك قالت منظمة نسائية ان جيش ميانمار مازال يستخدم سياسة الاغتصاب كسلاح في الحرب وان هناك أكثر من مئة امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب من جانب جنود الجيش منذ الانتخابات التي جرت في البلاد عام 2010 وجاءت بحكومة مدنية اسميا سعت للتقارب مع الغرب.

وقالت رابطة المرأة في بورما وهو اسم ميانمار سابقا والتي تتخذ من تايلاند مقرا لها في تقرير ان 47 حالة من الحالات الموثقة كانت اغتصابا جماعيا وان 28 امرأة قتلن او متن نتيجة اصاباتهن. وذكرت ان بعض الضحايا كن اطفال لا تزيد اعمارهن عن ثماني سنوات. وذكرت الرابطة ان الموقف يحتاج الى اصلاح قانوني في ميانمار وتعديل دستور عام 2008 حتى يصبح الجيش تحت رقابة مدنية.

ونفت الحكومة في ميانمار المزاعم. وقال يي هتوت المتحدث باسم الرئاسة "جيشنا لا يستخدم سياسة الاغتصاب كسلاح." وأضاف "إذا كانت هناك حالات اغتصاب ارتكبها أفراد فنحن نحاول كشفهم واتخاذ إجراء فعال ضد مرتكبيها. إذا أرسل لنا من أعدوا هذا التقرير تفاصيل عن هذه الحالات فسيساعدنا ذلك كثيرا في اتخاذ اجراءات."

وجاء تقرير الرابطة بعد أقل من شهر من طرح مجموعة من الاعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ الامريكي مشروع قانون يحظر على وزارة الدفاع (البنتاجون) تقديم اي أموال لحكومة ميانمار عام 2014 الا بعد التعامل مع هذه الاصلاحات وانتهاك الحقوق.

على صعيد متصل قال مبعوثون من مجلس الامن الدولي خلال زيارة لجمهورية الكونجو الديمقراطية ان الولايات المتحدة وبريطانيا حثتا مسؤولي الكونجو على محاكمة الجنود المتهمين باغتصاب نحو 130 امرأة وفتاة في المنطقة الشرقية المضطربة من البلاد. واثار السفيران الامريكي والبريطاني لدى الامم المتحدة سامانتا باور ومارك ليال جرانت القضية خلال اجتماع بين سفراء الدول الخمسة عشر الاعضاء في مجلس الامن ووزراء الدفاع والداخلية والعدل الكونجوليين في كينشاسا.

وقالت باور "لا احد يعرف افضل من الكونجوليين ثمن الافلات من العقاب لان الشعب الكونجولي كان ضحية منذ سنوات لجماعات مسلحة قامت بالقتل والاغتصاب في شرق الكونجو. "وفي قضية مينوفا يتعين على الحكومة اثبات انها تطبق ما تنصح به بمعاقبة هؤلاء الضباط والجنود المسؤولين. اوضحنا قلقنا من عدم تحقيق تقدم حتى الان."

وهددت الامم المتحدة في وقت سابق بسحب دعمها لكتيبتين كونجوليتين بعد ان اغتصب جنود مالايقل عن 97 امرأة و33 فتاة بعضهن لا يتجاوز عمرها السادسة في بلدة مينوفا بشرق الكونجو بعد ان فرت قوات الجيش امام تقدم متمردي جماعة ام 23 في اواخر نوفمبر تشرين الثاني. وقال تقرير للامم المتحدة لحقوق الانسان ان بعثة حفظ السلام قررت مواصلة العمل مع الكتيبتين 41 و391 بعد وقف 12 ضابطا كبيرا عن العمل وتوجيه اتهامات لنحو 12 جنديا بالاغتصاب في مينوفا. بحسب رويترز.

وقال موقع قيادة افريقيا بالجيش الامريكي على الانترنت ان الولايات المتحدة قامت بتدريب الكتيبة 391 عام 2010 بوصفها"نموذجا للإصلاحات داخل القوات المسلحة الكونجولية في المستقبل." وقال ليال جرانت ان الوزراء الكونجوليين ابلغوهم ان الافلات من العقاب غير مطروح وان التحقيقات مازالت مستمرة.

الاغتصاب في الهند

الى جانب ذلك وبينما ابتلعت مياه أحد الأنهار في الهند رماد فتاة تعرضت للاغتصاب، إلا أنها لم تطفئ النار المشتعلة في صدر والدها، الذي مازال يبحث عن القصاص لابنته. وأكملت أسرة الفتاة، التي تعرضت للاغتصاب الطقوس الخاصة بذر رماد جثتها في مياه نهر "هوغلي" في مدينة "كالكتا"، أحد الأنهار المقدسة للهندوس في شبه القارة الهندية.

وبحسب والد الفتاة، البالغة من العمر 16 عاماً، فإن ابنته تعرضت للاغتصاب مرتين خلال 24 ساعة، وكانت المرة الثانية أثناء عودتها من مركز للشرطة للإبلاغ عن الاعتداء الأول عليها. وذكر الأب "المكلوم" أن "الجناة" أضرموا النار في ابنته وهي على قيد الحياة، مما أدى إلى إصابتها بحروق شديدة، توفيت على إثرها.

وأثارت حادثة اغتصاب الفتاة، وهي واحدة من سلسلة حوادث مشابهة تزايدت في الهند مؤخراً، غضباً واسعاً بين سكان مدينة كالكتا"، التي تُعد مركزاً لتعدد الثقافات واحترام النساء في الدولة الآسيوية. وأكد الأب، أنه لا يريد إلا العدالة والقصاص لابنته، وقال: "كل ما أريده هو تعليق كل الجناة على حبل المشنقة." وسلطت الحوادث المتلاحقة الضوء على جرائم الاغتصاب في الدولة الآسيوية، حيث تعرضت ما يقرب من 85 ألف طفلة للاغتصاب، خلال الفترة من عام 2001 وحتى 2011، بحسب إحصائية المركز الآسيوي لحقوق الإنسان.

من جهة اخرى تعرضت دنماركية لاغتصاب جماعي في وسط نيودلهي في فصل جديد من الاعتداءات على نساء في الهند كما افادت الشرطة. والدنماركية البالغة من العمر 51 عاما هاجمتها مجموعة من ستة رجال على الاقل حين كانت تسأل عن طريق العودة الى الفندق الذي تنزل فيه، بوسط العاصمة الهندية كما افادت وسائل الاعلام الهندية.

وقال الناطق باسم شرطة نيودلهي رجان بهاغات "كانت ضلت طريقها حين وقع الحادث. لقد تعرفت الشرطة على مشتبه بهم وتقوم حاليا باستجوابهم. والتحقيق جار". واوضح الناطق ان الدنماركية ابلغت صديقتها التي قدمت معها الى الهند بهذا الاعتداء بعدما تمكنت في نهاية المطاف من العودة الى فندقها في باهارانج قرب المركز التجاري للعاصمة.

واوضحت وكالة برس تراست اوف انديا نقلا عن مصادر في الشرطة ان السائحة الدنماركية ارادت ان تسأل مجموعة من الرجال عن طريق العودة الى الفندق قرب محطة في نيودلهي فيما كانت عائدة من زيارة الى متحف، لكن الرجال اقتادوها الى مكان معزول واغتصبوها تحت تهديد سكين. بحسب فرانس برس.

وكانت الشرطة الهندية اعلنت توقيف رجلين مشردين يشتبه في تورطهما في هذه الجريمة. وقالت الشرطة في بيان انه "تم توقيف شخصين على علاقة باغتصاب المرأة الدنماركية" واوضح المفوض في الشرطة ديباك ميشرا سابق "لقد اوقفنا مجموعة رجال ونقوم باستجوابهم". وبحسب صحيفة تايمز اوف انديا فان السائحتين تزوران الهند وقامتا بزيارة اغرا قبل ان تصلا الى نيودلهي. وياتي هذا الاعتداء الجنسي الجديد بعد ايام على اغتصاب بولندية بعد تخديرها من قبل سائق سيارة اجرة فيما كانت تزور العاصمة مع ابنتها البالغة من العمر سنتين، بحسب ما افادت بعض التقارير.

نداء عبر فيسبوك

على صعيد متصل تمكنت شابة فرنسية تعمل في عائلة في بريطانيا من الافلات من مغتصبها في العائلة التي تستقبلها بفضل نداء عبر فيسبوك نقلته صديقة لها الى الشرطة على ما افاد الدرك الفرنسي. وقالت الشابة البالغة 18 عاما عبر فيسبوك الى صديقتها المقيمة في بربينيان في جنوب فرنسا انها تتعرض لاعتداءات جنسية من قبل رب العائلة التي تستقبلها على ما قال مسؤول في الدرك الفرنسي. واوضح الميجور اريك ايميري "هذه الصديقة البالغة 18 عاما اتت لتبلغينا بالامر وقد ابلغنا جهاز سكوبول (التعاون الفني الدولي لقوات الشرطة) الذي ابلغ الشرطة الانكليزية".

وتوجهت الشرطة الانكليزية الى منزل العائلة في شيدل في منطقة ميدلاندز جنوب مانشستر لكن الشابة لم تكشف شيئا خلال هذه الزيارة بسبب الخوف على الارجح لكنها فرت في الليلة نفسها وابلغت الشرطة بتعرضها لعملتي اغتصاب على الاقل وتحرشات جنسية اخرى من قبل رب العائلة الذي اوقف فورا على ذمة التحقيق. وقد تولت قنصلية فرنسا رعاية الشابة التي تمكنت من العودة الى جنوب فرنسا.

من جانب اخر ألقت شرطة جنوب إفريقيا القبض على رجل خامس يشتبه بضلوعه في اغتصاب وقتل طفلتين عثر على جثتيهما في دورة مياه عامة ووصفته وسائل إعلام محلية بأنه المشتبه به الرئيسي في الجريمة التي هزت البلاد. وتم العثور على الجثتين المشوهتين للطفلتين البالغتين من العمر عامين وثلاثة أعوام في منطقة ديبسلوت بشمال جوهانسبرج بعد ثلاثة أيام من الإبلاغ عن اختفائهما. واحتجز أربعة مشتبه بهم بالفعل وسيمثلون أمام المحكمة في بريتوريا.

وجاء إلقاء القبض على المشتبه به الخامس في منطقة أخرى في جوهانسبرج بعد أن نشرت الشرطة رسما لملامح وجهه وعرضت مكافأة قدرها 100 ألف راند (10200 دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه. وقال المتحدث باسم الشرطة لونجيلو دلاميني "ألقي القبض عليه في الكسندرا وهو فرد في مجموعة يشتبه في ارتكابها جريمة القتل." وهزت الجريمة جنوب إفريقيا التي تعاني من أحد أعلى معدلات الجرائم العنيفة والجنسية في العالم. وثارت ثائرة سكان ديبسلوت بعد العثور على جثتي الطفلتين وطالبوا بتحسين أداء الشرطة.

الى جانب ذلك سمح لمراهقة ارجنتينية في الرابعة عشرة حملت بعدما اغتصبها زوج والدتها باجهاض الجنين بعد معركة قضائية في بلد يحظر الاجهاض الطوعي. وفي حكم صادر عن المحكمة الارجنتينية العليا في العام 2012 يسمح بعمليات الاجهاض فقط عندما تكون صحة الام في خطر او في حال الاغتصاب. الا ان قاضيا في مقاطعة سالتا (شمال) تجاهل ذلك ومنع الشابة من الاجهاض.

والغي قرار القاضي من قبل المحكمة العليا في مقاطعة سالتا وهي اكثر مناطق الارجنتين محافظة حيث فرض مجددا التعليم الالزامي الديني في المدارس. وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر ضبطت امرأة زوجها وهو يغتصب ابنتها في منزل في حي فقير في سالتا عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه. وقد انهال المغتصب بالضرب على الام والمراهقة. واظهرت فحوصات اجريت في المستشفى لاحقا ان الشابة حامل. فطلبت الوالدة وابنتها فورا خضوعها لعملية اجهاض. بحسب فرانس برس.

وفي 17 كانون الاول/ديسمبر لم يكتف قاضي شؤون العائلة بمعارضة الاجهاض بل امر المراهقة بتسليم الطفل عند ولادته الى عائلة لتتبناه. وقد شنت جمعية تدافع عن حق الاجهاض حملة لتتمكن المراهقة من اجهاض الجنين. وتعتبر الارجنتين بلدا رياديا في مجالات عدة في اميركا اللاتينية وكانت اول بلد في المنطقة يشرع زواج المثليين في العام 2010 ، الا ان الاجهاض لا يزال من المحرمات.

الا ان عمليات الاجهاض غير القانونية تمارس في ظروف صحية سيئة. وتفيد الارقام التي توفرها المنظمات المدافعة عن حق الاجهاض ان 700 الف عملية اجهاض من هذا النوع تجرى سنويا. وتقضي نحو مئة امرأة من جراء مضاعفات عمليات اجهاض سرية.

مكالمات الخط الساخن

في السياق ذاته قالت منظمة معنية بضحايا الاغتصاب إن عدد الضحايا الذين يبلغون عن تعرضهم لهذا النوع من الحوادث زاد بنسبة 40 بالمئة خلال العام المنصرم وسط الصخب الاعلامي الذي أحاط بفضيحة الجرائم الجنسية التي نسبت لجيمي سافيل المذيع التلفزيوني السابق بهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي). وسجلت منظمة ريب كرايسس التي ينضوي تحت لوائها عدد من مراكز المساعدة المحلية في مختلف أنحاء بريطانيا زيادة بنسبة 40 في المئة في الاتصالات بخطها الساخن بدأت منذ الكشف عن ان سافيل -الذي توفي عام 2011- اعتدى جنسيا على الكثير من الاطفال. بحسب رويترز.

وقالت كيتي راسل المتحدثة باسم المنظمة "من خلال ردود الفعل التي تلقيناها يرجع ذلك في جزء منه إلى التغطية الاعلامية الكبيرة التي سلطت الاضواء للمرة الأولى بهذه الطريقة على اصوات وتجارب الناجين" من حوادث الاغتصاب. وقالت إن الخط الساخن تلقى 78 ألف مكالمة العام الماضي مقابل 55 ألف مكالمة في العام الذي سبقه حيث ابلغ بعض الاشخاص عن اعتداءات جنسية وقعت في الآونة الاخيرة لكن 60 بالمئة من المتصلين ابلغوا عن وقائع حدثت قبل ثلاث سنوات أو اكثر. وأظهرت بيانات حكومية أن ما يقدر بأكثر من 85 الف امرأة يغتصبن وان اكثر من 400 الف يتعرضن للاعتداء الجنسي في انجلترا وويلز سنويا لكن 15 بالمئة منهن فقط يبلغن الشرطة.

لماذا يصمت الرجل

الى جانب ذلك اكتسب مؤخراً مفهوم الاعتداء الجنسي الذي يقع ضحيته الرجال الذين يقعون في قبضة النساء، الكثير من الاهتمام على شبكة الإنترنت بسبب ما كشفه المغني والممثل الأمريكي كريس براون من تفاصيل مروعة عن التجربة الجنسية الأولى في حياته. ووفقا لتقرير صادر عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في العام 2010، فإن امراة واحدة اغتصبت من بين خمس نساء، ورجلا واحدا اغتصب من بين 71 رجلا.

ويرى الخبراء أن العدد الفعلي من المرجح أن يكون أعلى، لأن ليس جميع حوادث العنف الجنسي يتم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة، ولا سيما بين الضحايا الذكور. وأوضح الخبراء أن ضحايا الاعتداء الجنسي يخضعون إلى العلاج العاطفي والنفسي، بعد وقوع الحادث، ولكن الضحايا الذكور غالباً ما يجدون صعوبة أكبر بالتعبير عما حدث معهم.

وقالت نائبة رئيس مركز خدمات الضحايا، وهي منظمة مناهضة للعنف الجنسي، جنيفر مارش إنه "في كثير من الأحيان، فإن الضحايا الرجال قد يكونون أقل تعبيرا لوصف ما حدث لهم من إساءة جنسية، بسبب المفهوم العام الذي يشير إلى أن الرجال دائما يريدون الجنس." وأضافت أن "أدوار الجنسين تملي أن يكون الرجل أقوى، خصوصا أن الذكور ينظر إليهم بوصفهم الأشخاص الذين يطمحون إلى العلاقات الجنسية أكثر من أولئك الذين يردعون ذلك."

وأظهرت دراسة نشرت في دورية "جاما" لطب الأطفال أن واحد من بين 10 شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و 21 سنة، لديه نوع من ذكريات ارتكاب العنف الجنسي في حياته. ووجدت الدراسة أيضا أن الذكور والإناث على حد سواء يواجهون العنف الجنسي بنسب متقاربة، إذ بعد الـ18 عاما، بلغ معدل الاعتداء الجنسي لدى الرجال 52 في المائة، و48 في المائة لدى النساء. بحسب CNN.

وغالباً، يعاني الذكور ضحايا الاعتداء الجنسي، من صعوبة إقناع الآخرين أنه قد تم الاعتداء عليهم. وأوضح خبراء أن ذلك مرده إلى القوة البدنية التي يتميز بها الرجل، إذ أن السؤال الذي يطرح عامة في هذه الحالة هو "ألا يمكنه خوض معركة مع امرأة؟" وفي السياق ذاته، فإن السؤال الذي يطرح أيضا لضحايا الإعتداء الجنسي من الرجال هو "هل شعرت بالإثارة؟" وفي المقابل، لا يتم طرح هذا السؤال على النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب الجنسي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/كانون الثاني/2014 - 18/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م