داعش سوريا... وصفة إرهابية مبتكرة لخلط الأوراق

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: سوريا تعاني ازمة مدمرة منذ عام 2011، حولت هذا البلد الى مستنقع كبير من التناحرات والصراعات بعد ان جمعت اغلب خلافات الشرق الأوسط فيه، ولم تنجح حتى الان في إيجاد أي وصفة سياسية او عسكرية لايجاد مخرج سلمي ينهي معاناة السوريين من الداخل او الذين اضطروا الى اللجوء والبحث عن أماكن أكثر امناً.

ان الانعطافات السريعة والتغيرات الانية التي تطرأ على المشهد السوري توضح مدى التجاذبات والتباين الكبير بين اللاعبين الاساسين داخل هذا المشهد، كما يشير اغلب المتابعين.

في البداية كانت المدن والقرى والقصبات تتساقط بيد معارضي النظام بسرعة وكانت التوقعات تشير الى قرب نهاية الاسد، اليوم اختلف الوضع.

كان الغرب يتحدث عن دعم المعارضة بقوة، واقترب المشهد السوري من تكرار سيناريو ليبيا من خلال توجيه ضربة عسكرية وشيكة، ثم تحول الحماس الغربي الى فتور مضاف عليه الخوف من سيطرة المجاميع الإرهابية على سوريا وتصدير عملياتها الجهادية الى الغرب.

وقد نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" وصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلاً عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد إن مسؤولي أجهزة استخبارات بعض البلدان الغربية التي كانت تعادي النظام زارت دمشق للتعاون الأمني فيما يتعلق بالإرهاب، وذكرت دول مثل اسبانيا وفرنسا.

ويبدوا ان مسلسل الانعطافات ما زال مستمراً، فأصدقاء السلاح بالأمس تحولوا الى أعداء اليوم، وتحول مسار السيارات المفخخة والانتحارين والجهاد من قبل تنظيم القاعدة والفصائل الجهادية الأخرى الى الجماعات المسلحة التابعة للمعارضة بعد ان كان هدف اسقاط الأسد يجمعهم، لكن المصالح المتباينة فرقتهم كما فرقت من يوفر الدعم لهم، كما يرى المحللون.

هذا الامر استدعى تدخل العديد من قيادات الخط الأول لتنظيم القاعدة والمتشددين الى التدخل من اجل حل هذا الصراع بين المقاتلين لأنه يستنزف قدراتهم القتالية لمصلحة النظام، على حد تعبيرهم.

فقد أكد "أبو قتادة" في رسالة الى البغدادي (امير داعش) والجولاني (امير جبهة النصرة) على ضرورة وقف الاقتتال بينهما، والتوحد تحت راية واحدة، في دعوة ربما لم تجد ادان صاغية، بعد ان لم يلتزم الطرفان بقرار الظواهري من قبل، كما لم تلتزم (داعش) برسالة المصالحة والاحتكام الى لجنة شرعية لحل الخلاف والموجهة من قبل الجولاني مؤخراً، خصوصاً والان الوضع في سوريا تحول الى مسالة اثبات الوجود على الأرض في صراع يتشارك فيه كل الأطراف من اجل تحقيق المصالح الحقيقية التي تقف وراء اجنداتها.

صراع متبادل

فقد انسحب مقاتلو كتائب معارضة للنظام السوري من مدينة الرقة (شمال) التي باتت "الدولة الاسلامية في العراق والشام" تتفرد بالسيطرة عليها، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الكتائب الاخرى استمرت اياما.

في المقابل، سيطر مقاتلون من كتائب تقاتل ضد النظام وضد "الدولة الاسلامية" على قريتين في ريف حلب (شمال).

وتستمر المواجهات بين تنظيم "داعش" ومقاتلي المعارضة في مناطق عدة من محافظات الرقة وحلب وادلب حيث قتل 13 مقاتلا في انفجار نفذه انتحاري من الدولة الاسلامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني "أكدت مصادر متطابقة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرت بشكل كامل على مدينة الرقة، عقب اشتباكات استمرت لأيام مع لواء مقاتل" انسحب من المدينة، ومدينة الرقة هي مركز المحافظة الوحيد في سوريا الخارج عن سيطرة النظام.

وقال المرصد من جهة ثانية ان "كتائب مقاتلة سيطرت على قريتي كفر كلبين وكفرة في ريف حلب الشمالي عقب اشتباكات مع الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ووقعت "اشتباكات عنيفة" بين الجهتين في مدينة جرابلس في ريف حلب.

وكان المرصد افاد صباحا عن "تفجير ضخم نفذه مقاتل من الدولة الاسلامية في العراق والشام بسيارة مفخخة" في ريف ادلب واستهدفت مقاتلين من كتائب معارضة، وقد ارتفعت حصيلة قتلى التفجير بين المقاتلين الى 13، بعد ان كانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل ثمانية.

واوضح المرصد ان التفجير استهدف "حاجزا لحركة اسلامية مقاتلة ورتلا عسكريا للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا".

وبدأت المعارك بين الطرفين اللذين كانا يقاتلان في خندق واحد ضد النظام السوري في الثالث من كانون الثاني/يناير، ويتهم مقاتلو الكتائب الدولة الاسلامية بعمليات خطف وقتل واعتقالات عشوائية والتشدد في تطبيق الشريعة الاسلامية واستهداف المقاتلين والناشطين الاعلاميين، فأعلنوا الحرب عليها.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "الدولة الاسلامية" بانها "تنفذ مآرب النظام".

ولجات "الدولة الاسلامية" في ردها على المجموعات التي تقاتلها وأبرزها "الجبهة الاسلامية" و"جبهة ثوار سوريا" و"جيش المجاهدين"، الى عمليات انتحارية عدة تسببت بمقتل العشرات.

وسقطت قذائف هاون عدة في منطقتي القصاع والمزرعة في وسط دمشق، يرجح ان مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة قريبة من العاصمة.

وفي محافظة حلب غربي الرقة قال نشطاء ان تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام استعاد عدة بلدات ريفية من بينها حريتان وبصراتون حيث قتل مسلحوه قائدا كبيرا في كتائب نور الدين زنكي وهي من الوحدات المهمة في جيش المجاهدين الذي شكل اخيرا وكان يقاتل الدولة الاسلامية في العراق والشام في حلب.

وقالت المصادر ان القتال احتدم أيضا بين وحدات الجيش السوري الحر حول بلدة رتيان قرب حلب وفي اورم الصغرى الى الشرق حيث جعل الاقتتال المدينة عرضة لزحف قوات الاسد عليها.

وقال عبد الله الشيخ وهو نشط في شمال سوريا ان قوات الاسد بدأت قصف المناطق التي انسحب منها مقاتلو الدولة الاسلامية في العراق والشام مثل بلدة معرة مسرين واجزاء من مدينة حلب.

بالمقابل أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة حلب شمال سوريا صارت "شبه خالية" من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، بعد انسحاب عناصرها عقب اشتباكات مع مقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة.

وأوضح المرصد أنه "تم تسليم مبنى البريد للمقاتلين، وبذلك أصبحت مدينة حلب، شبه خالية من عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وأدت الاشتباكات إلى سقوط عشرة قتلى من المقاتلين المعارضين، وعدد غير محدد من الخسائر في صفوف الدولة الإسلامية، بحسب المرصد.

ويأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة مقاتلي المعارضة على المقر الرئيسي لعناصر الدولة الإسلامية، وهو مستشفى الأطفال في حي قاضي عسكر.

وأشار المرصد إلى العثور في المقر على "42 جثة بينهم خمسة ناشطين على الأقل، وما لا يقل عن 21 مقاتلا من كتائب مقاتلة عدة"، مؤكدا أن "الدولة الإسلامية أعدمتهم في مقرها الرئيسي السابق في مشفى الأطفال".

وأوضح أن اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية ومقاتلي المعارضة تدور في الريف الشرقي والشمالي لمدينة حلب، لا سيما في مدينة الباب (شرق) وبلدتي عندنان وحريتان (شرق)، وأشار المرصد إلى أن جبهة النصرة التي تعد بمثابة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، تشارك في بعض هذه المواجهات إلى جانب مقاتلي المعارضة لا سيما في مدينة الرقة (شمال)، في حين تبقى على الحياد في غالبية المناطق الأخرى.

ودعا زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في تسجيل صوتي إلى وقف هذه المعارك التي رأى فيها "فتنة بين المسلمين"، محملا في الوقت نفسه "السياسة الخاطئة" للدولة الإسلامية مسؤولية اندلاع الصراع.

من جهته، توعد المتحدث الرسمي باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني بـ "سحق" مقاتلي المعارضة.

داعش وخصومها

من جهتهم قال ناشطون ان جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة اعدمت عشرات من خصومها من الاسلاميين بعد استعادة الجماعة معظم الاراضي التي فقدتها في محافظة الرقة بشمال شرق سوريا.

وقال أحد النشطاء والذي تحدث من الرقة شريطة عدم نشر اسمه ان ما يصل الى 100 مقاتل من جبهة النصرة وهي جماعة اخرى مرتبطة بالقاعدة ولواء احرار الشام والذين اسرتهم جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام في بلدة تل ابيض على الحدود مع تركيا ومنطقة اخرى قريبة ومدينة الرقة عاصمة محافظة الرقة أعدموا رميا بالرصاص.

واضاف الناشط ان "نحو 70 جثة معظمهم أطلق الرصاص على رؤوسهم نقلوا الى مستشفى الرقة العام، "معظم من تم اعدامهم كانوا قد اصيبوا في القتال، حقيقة ان جبهة النصرة واحرار الشام متشابهتان من الناحية الأيدلوجية مع جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام لا يهم".

وأثار صعود جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام قلق الدول الغربية التي تسعى لدفع المعارضة لحضور محادثات السلام في سويسرا بعد عشرة ايام كما ساعد الرئيس بشار الاسد على تصوير نفسه على انه البديل العلماني الوحيد للتطرف الاسلامي.

وأدى القتال بين جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام وبين مقاتلي الوحدات الاسلامية المنافسة والمعارضين الأكثر اعتدالا الى قتل مئات الاشخاص على مدى الأيام العشرة الأخيرة وهز الجماعة المتشددة التي يقودها جهاديون أجانب.

لكن النشطاء قالوا إن الجماعة استعادت بهجومها المضاد الأخير جانبا كبيرا من معقلها في مدينة الرقة في ضربة لجماعات المعارضة المسلحة المنافسة التي تدعمها دول الخليج العربية والدول الغربية. بحسب رويترز.

وقالت مصادر المعارضة ان من بين من اشارت الانباء الى اعدامهم ابو سعد الحضرمي قائد جبهة النصرة في محافظة الرقة الذي أسر قبل عدة أشهر مع تزايد التوتر بين جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام التي يقودها اجانب وجبهة النصرة ذات الصبغة المحلية بشكل أكبر.

وقال أبو خالد الوليد وهو نشط كان يتحدث من منطقة الحدود إن كثيرا من مقاتلي أحرار الشام وهي من أقوى الجماعات الإسلامية المسلحة اختاروا عدم مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لان المقاتلين من اهالي المنطقة ولا يناصبون بعضهم بعضا العداء.

واضاف "لم ير الكثيرون معنى لمقاتلة أقاربهم، والدولة الاسلامية في العراق والشام تسيطر الآن على 95 في المئة من الرقة وريفها، وعادت تل أبيض ايضا إلى سيطرتها".

ودعا بيان لجماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام عشائر الرقة الى سحب مقاتليها من الوحدات المناهضة لها وقالت ان الهجمات عليها تهدف الى القضاء على "نواة دولة الخلافة" والدفع قدما ببديل "وثني".

فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد قتلى المعارك الدائرة بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي المعارضة السورية في محافظات حلب وإدلب والرقة وحماه ودير الزور وحمص بلغ نحو 700 شخص خلال أيام.

وقال المرصد: "ارتفع إلى 697 عدد الذين قضوا، وذلك خلال الاشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة، ومقاتلي كتائب إسلامية مقاتلة والكتائب المقاتلة من جهة أخرى".

وأشار إلى مقتل 351 مقاتلا معارضا "خلال اشتباكات واستهداف سيارات للكتائب وتفجير سيارات مفخخة"، بينهم 53 أعدموا على يد الجهاديين.

وأفاد المرصد في وقت سابق أن 16 تفجيرا انتحاريا نفذها عناصر جهاديون، استهدفت مقاتلي المعارضة منذ بدء المعارك بين الطرفين.

وقال مقاتل في صفوف "حركة احرار الشام" التي تقاتل ضد الدولة الاسلامية، ان عناصر هذه الاخيرة "يلجؤون الى التفجيرات الانتحارية لإرهاب الناس واخضاعهم، وليس فقط المقاتلين"، واضاف "هذه التفجيرات هي أحد أشد اسلحتهم فتكا، ومن اسباب لجوئهم اليها هو نقص الوسائل الاخرى لديهم".

إلى ذلك، قتل 246 مقاتلاً من الدولة الإسلامية بينهم 56 عنصرا على الأقل "جرى إعدامهم بعد أسرهم من قبل كتائب مقاتلة ومسلحين في ريف إدلب" في شمال غرب البلاد.

وأدت الاشتباكات إلى مقتل مئة مدني، بينهم 21 أعدمتهم الدولة الاسلامية في مقرها الرئيسي في مدينة حلب (شمال)، فيما قضى الباقون جراء إصابتهم بطلقات نارية في الاشتباكات، بحسب المرصد. بحسب فرانس برس.

وتدور منذ أيام معارك بين "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سوريا" من جهة، وعناصر الدولة الإسلامية التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات "مسيئة" تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال.

ويتهم الناشطون الدولة الاسلامية باحتجاز المئات منهم في الرقة، اضافة الى العديد من المقاتلين المعارضين وصحافيين بينهم أجانب.

وقت حرج

في سياق متصل يأتي القتال بين فصائل المعارضة قبل ودة قصير من مؤتمر دولي للسلام مزمع عقده لإنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا والتي يقول المرصد السوري إنها أودت بحياة أكثر من 130 ألف شخص.

وتبدو فرص إحراز تقدم في محادثات السلام التي ستجرى في سويسرا ضئيلة، ورفض الاسد مطالب المعارضة بالتنحي خاصة بعد أن عززت المكاسب العسكرية التي حققها مؤخرا وأسوأ اقتتال بين جماعات المعارضة التي تسعى للإطاحة به موقفه.

وتعارض معظم فصائل المعارضة المشاركة في مفاوضات السلام التي تعرف باسم مؤتمر "جنيف2" وأرجأ الائتلاف الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية في الخارج اتخاذ قرار نهائي بشأن حضوره المحادثات وسيتخذ قراره قبل أيام قليلة من المحادثات المقرر أن تبدأ يوم 22 يناير كانون الثاني.

ولم يكن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس واثقا من أن المؤتمر سيعقد، وقالت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا إن الظروف ليست مواتية لعقد المؤتمر لأن القوى العالمية لم تبذل جهودا كافية لضمان نجاحها.

وحددت جماعة الإخوان المسلمين وهي أحد أطراف الائتلاف الوطني السوري شروطا للحضور في بيان لها من بينها إطلاق سراح المعتقلين وفتح ممرات آمنة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وانسحاب مقاتلين من إيران والعراق ومقاتلي حزب الله الذين يدعمون الأسد من سوريا.

وكانت شخصيات من جماعة معارضة أخرى هي المجلس الوطني السوري أعلنت بالفعل أنها ستقاطع محادثات جنيف لأن القوى الدولية لم تبذل جهودا كافية لإجبار الأسد على التنحي.

وقالت الأمم المتحدة إن المحادثات يجب أن تضمن تنفيذ اتفاق دولي تم التوصل إليه في مؤتمر عقد أيضا في جنيف قبل 18 شهرا ويدعو لتشكيل إدارة انتقالية كاملة الصلاحيات وهي عبارة يقول معارضو الأسد إنها تعني رحيله عن السلطة.

لكن حكومة الأسد تقول إنها لن تتخلى عن السلطة وإن الأسد سيبقى في منصبه، وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الشعب السوري يطالب بترشيح الأسد لفترة رئاسة أخرى في أقوى مؤشر إلى الآن يبين أن الأسد يعتزم تمديد حكمه.

وقالت دمشق إن محادثات جنيف يجب أن تركز على محاربة "الإرهابيين" وهو الوصف الذي تطلقه على المسلحين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالأسد ولا تواجه الحكومة السورية ضغوطا كبيرة لتقديم تنازلات بعد المكاسب العسكرية التي حققها الجيش مؤخرا.

وقتلت القوات الموالية للأسد في وقت سابق عشرات من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحاولون كسر حصار الجيش لمدينة حمص في وسط البلاد.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن وحدات الجيش تصدت "لمجموعات ارهابية مسلحة" كانت تحاول الدخول الى حي الخالدية الواقع شمالي منطقة مقاتلي المعارضة المحاصرة في منطقة حمص القديمة بقلب حمص.

وذكرت الوكالة أن قوات الجيش قتلت 37 من مقاتلي المعارضة دون ان تفصح عن حجم الخسائر بين صفوف قوات الاسد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن 45 على الأقل من مقاتلي المعارضة حوصروا وقتلوا وهم يهمون بمغادرة حمص القديمة.

ويحاصر الجيش السوري قوات المعارضة في حمص منذ أكثر من عام، واجبر كذلك مقاتلي المعارضة على الانسحاب من المناطق الريفية القريبة التي كانت جزءا من خطوط إمدادهم بالمؤن من لبنان المجاور والتي سمحت لمقاتلي المعارضة بتهديد الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص وبساحل البحر المتوسط وشمال البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 18/كانون الثاني/2014 - 16/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م