معركة الأسد في جنيف2.. صراع من اجل البقاء

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: أيام قليلة بقيت عن انتقال الحرب الجارية رحاها داخل الأرض السورية بطابعها الديني والمذهبي الى مونترو في سويسرا حيث مؤتمر جنيف 2، ديربي طائفي كالذي يجمع بين ناديي رينجرز (طائفة البروتستانت) وسيلتك (طائفة الكاثوليك) في اسكتلندا، لكن الأهم من انعقاد هذا المؤتمر هو ما سيليه على حد تعبير أحد الدبلوماسيين.

بالطبع الأسد سيكون الحدث الأبرز والحلقة الرئيسية في النقاشات الدبلوماسية "او التي يفترض ان تكون كذلك" والتي ستساعد ايضاً "الفرقاء السوريين على وضع حد للعنف، والتوصل الى اتفاق شامل لتسوية سياسية تضع بيان جنيف بالكامل موضع التنفيذ، مع الحفاظ على السيادة والاستقلال ووحدة الاراضي السورية من دون أي نقصان" كما أشار الأمين العام خلال الرسالة التفصيلية التي بعثها الى المفاوضين ووضح فيها خارطة الطريق.

الصراع الأقوى الذي سيحدد مصير "الأسد" سيكون بين الأطراف التي ستعمل خلف الكواليس لكنها ستدير الدفة باتجاه يخدم مصالحها اولاً، واقناع "الطرفيين المتنازعين" عن طريق الترهيب والترغيب، تلك الأطراف اسماها "بان كي مون" بـ"الأطراف الدوليين" وهم الأعضاء الخمس الدائمة العضوية في الأمم المتحدة، بالإضافة الى اطراف إقليمية أخرى تدعم موقف المعارضة وتلك التي تدعم الأسد وتسعى لبقائه.

ان الواضح من موقف المعارضة والأسد "وهما المعنيان الرئيسان بمقررات المؤتمر"، ان الأولى ترفض ان يبقى الأسد او مساعدوه في السلطة وترفض أي دور مستقبلي له في أي دور انتقالي، بينما لا يمانع الأسد من الترشح لولاية جديدة وترفض حكومته أي حديث عن ترك الأسد للسلطة او التنازل عنها "على حد تعبيرهم".

لكن ما ترشح على لسان العديد من الدبلوماسيين المقربين من أصحاب القرار في الدول الكبرى ان هناك ضغوط كبيره تمارس على الطرفين –وبالأخص تجاه المعارضة السورية- من اجل عدم فرض الشروط او الاملاءات مسبقاً قبل انعقاد المؤتمر، منها تهديد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بقطع جميع الإمدادات عن المعارضة في حال عدم مشاركتها في المفاوضات الا برحيل الأسد، إضافة الى تنامي دور المتشددين وسيطرتهم على العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة القوات المسلحة التابعة لهم.

ان الصراع الذي يجري حول بقاء الأسد او رحيله يتم عبر اجندات تنسحب عن قناعات الدول التي تروج له، خصوصاً في المحيط الإقليمي، فالبعض يعتبرها مسألة مذهبية ويصر على رحيله من اجل كسر "الهلال الشيعي" المتنامي في القوة وتحقيق المكاسب السياسية، في حين يصر اخرون على ضرورة بقائه كنظام ومنع انهيار مؤسسات الدولة، الامر الذي يثير رعب الكثيرين وفي مقدمتهم الغرب من تحول سوريا الى نظام طالبان جديد اذ خلت الساحة للقاعدة.   

لذا تسعى جميع الأطراف في الدخول في عمليات حسابية معقدة تعتمد على الربح والخسارة من اجل تحديد ملامح القادم من الأيام، وسوف يكون على كل طرف تقديم التنازلات من اجل تحصيل المكاسب، في "لعبة سياسية كبرى" يجيدها البعض، ويفشل فيها الكثير.

الغرب يفضل بقاء الأسد

فقد نقلت وكالة الاعلام الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله ان الدبلوماسيين الغربيين يقولون بشكل متزايد ان بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة خيار أفضل لسوريا من ان يطيح به متشددون اسلاميون.

ونشرت الوكالة مقابلة مع لافروف قال فيها "لا يقتصر الامر على الاجتماعات الخاصة بل يحدث هذا أيضا في تصريحات علنية، الفكرة التي تراود بعض الزملاء الغربيين هي أن، بقاء الاسد في منصبه أقل خطرا على سوريا من استيلاء الارهابيين على البلاد".

وروسيا أبرز داعمي الأسد في الحرب الأهلية وعرقلت جهودا يدعمها الغرب لإدانة الأسد في مجلس الأمن الدولي أو الاطاحة به، وتقول موسكو إنها لا تحاول دعم الأسد لكن ترى أنه ينبغي ألا يكون رحيله شرطا مسبقا لمساعي السلام.

وقال لافروف إن المكاسب التي حققها المعارضون الإسلاميون في ساحة المعارك السورية تسبب تغييرا في الموقف الغربي بشأن الأسد، ووصف الموقف في سوريا بأنه وضع "يزيد فيه الجهاديون والارهابيون نفوذهم سريعا ويسيطرون على أراض ويفرضون على الفور أحكام الشريعة (الإسلامية) هناك".

وأعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه سيترشح الى الانتخابات الرئاسية في العام 2014 في حال "اراد" الشعب ذلك، وقال الاسد "إذا كان لدي شعور بأن الشعب السوري يريدني ان اكون رئيسا في المرحلة القادمة فسأترشح"، واضاف الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته الثانية منتصف العام المقبل "ان كان الجواب لا، فلن أترشح"، موضحا انه "خلال ربما اربعة أشهر او خمسة أشهر من الآن لا بد ان تكون هذه الصورة واضحة بالنسبة لي".

استبعاد إيران

في سياق متصل يضغط المسؤولون الأمريكيون منذ أسابيع لاستبعاد إيران من محادثات جنيف2 بخصوص الصراع السوري المقررة في أواخر الشهر الجاري ويرجعون ذلك إلى الدعم العسكري والمالي الإيراني لحكومة الرئيس بشار الأسد.

لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أقدم على تحول مفاجئ إذ قال إن بوسع إيران المشاركة في المؤتمر من على الهامش وهي خطوة يمكن أن تعزز أهمية المحادثات.

ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية تصريحات كيري وقالت "لن تقبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي اقتراح لا يحترم كرامتها"، ورغم ذلك يمكن أن تمثل التصريحات مدخلا للمسؤولين الإيرانيين الذين طالما أرادوا أن يعترف المجتمع الدولي بدورهم كقوة إقليمية رئيسية وأشاروا إلى أنه لن يكون هناك حل للصراع في سوريا بدون مشاركتهم.

ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الأكثر أهمية هو أن الإيرانيين ربما يكونون مستعدين حاليا للتوصل إلى حلول وسط لم يسبق لها مثيل في المفاوضات لإنهاء الصراع بما في ذلك تنحي الأسد عن السلطة.

وقال دبلوماسي التقى في الآونة الأخيرة مع مسؤولين إيرانيين كبار "لا أعتقد أن هذا خط أحمر بالنسبة لهم"، وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية المناقشات "سيكونون على استعداد لرؤية بديل ما للسيد الأسد بشرط أن يكون هذا البديل جديرا بالثقة ولا يسبب فوضى".

ومنذ اندلاع الصراع في 2011 أيدت إيران الأسد بقوة ودعمته بالسلاح والوقود والمستشارين العسكريين، ومع اصطباغ الحرب الأهلية السورية بصبغة طائفية على نحو متزايد اعتبرت إيران الأسد حصنا في مواجهة انتشار النهج السني المتشدد المناهض لها في العالم العربي.

ورغم ذلك كان عليها دفع ثمن تمثل في خسارة دعم الدول العربية ذات الأغلبية السنية إلى جانب احتدام العداوة الطائفية في دول مثل لبنان والعراق، وتأتي التلميحات الجديدة إلى أن إيران قد تبحث تخفيف دعمها للأسد بعد عام حسن فيه الرئيس السوري موقفه بشكل ملحوظ في ساحة المعركة وعلى الصعيد الدبلوماسي بدعم إيراني قوي.

فقبل نحو عام كان المعارضون يحققون تقدما مطردا باتجاه دمشق وكان كثير من الحكومات الغربية يزعم صراحة أن أيام الأسد باتت معدودة، لكن القوات الحكومية حققت منذ ذلك الحين انتصارات بدعم من آلاف المقاتلين من ميليشيا حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.

وإذا كانت طهران مستعدة الآن لتسوية بخصوص سوريا فسوف تجد الغرب على الأرجح أكثر تقبلا من ذي قبل، فالدول الغربية التي كانت تطالب بتنحي الأسد كشرط مسبق لأي تسوية تبدي تحفظات بخصوص دعمها لخصومه مع استيلاء مقاتلين مرتبطين بالقاعدة على مناطق تحت سيطرة المعارضين.

وألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سبتمبر ايلول ضربات صاروخية لمعاقبة دمشق على استخدام أسلحة كيماوية واضعا حدا لتكهنات على مدى أكثر من عامين بأن الغرب ربما ينضم للحرب ضد الأسد مثلما فعل مع معمر القذافي.

وتغيرت أيضا علاقات إيران مع الغرب منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني المعتدل نسبيا، وتوجت مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة باتفاق تاريخي في نوفمبر تشرين الثاني لتخفيف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل تقييدها لبرنامجها النووي.

لكن حتى إذا كان الزعماء الايرانيون مستعدين لقبول الإطاحة بالأسد فمن المستبعد أن يقبلوا بحكومة معادية خلفا له أو حكومة تهدد خط امدادهم لحزب الله عبر سوريا.

وقال كريم ساجد بور المحلل المتخصص في شؤون إيران لدى معهد كارنيجي للسلام الدولي في رسالة بالبريد الالكتروني "بالنسبة لإيران شخص بشار الأسد يمكن التخلي عنه"، وأضاف "السؤال هو ما إذا كانت إيران تعتقد أن بوسعها الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في سوريا والشرق الأوسط إذا انهار نظام الأسد".

ورغم دعم إيران القوي للآسد ظهرت اشارات من حين لآخر على انها تبقي على خياراتها مفتوحة، ففي فبراير شباط التقى وزير الخارجية حينئذ علي أكبر صالحي مع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في ذلك الوقت على هامش مؤتمر أمنى في ميونيخ، وظهرت اشارات ايضا على ان الدعم للآسد يثير الانقسام بين كبار مسؤولي الحكومة الإيرانية، وفي اواخر اغسطس آب نقل عن علي أكبر هاشمي رفسنجاني وهو سياسي مخضرم يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام انه وجه اللوم لحكومة الاسد بسبب هجوم كيماوي في دمشق قتل المئات من الناس وكاد يتسبب في التدخل العسكري الامريكي.

وقال رفسنجاني في مقطع صوتي سرب على الانترنت ونقلته وكالة انباء شبه رسمية "الناس من جانب تقصفهم حكومتهم كيماويا ومن جانب آخر ينتظرون قنابل امريكا"، وغيرت وكالة الانباء التعليقات في وقت لاحق وزعم رفسنجاني ان تصريحاته حرفت.

وقال فالتر بوش خبير شؤون إيران في المعهد الالماني للشؤون الدولية والامنية "ما تغير هو أن الايرانيين في الوقت الحالي لديهم مشاكل استراتيجية وامنية كثيرة بين ايديهم"، واضاف "أي جهاز أمني سيكون مستنفدا مع هذه المشاكل، لذلك فإنك تركز على تلك المشاكل الاقليمية وتخرج سليما قدر الامكان وتحاول النجاة من العاصفة".

واثناء زيارة الى طهران الشهر الماضي سمعت البرلمانية الاوروبية ماريتي شاك البرلمانيين الايرانيين ومسؤولين آخرين يعبرون عن الدعم لحل سياسي للصراع السوري.

وقالت شاك "يوجد احساس عام بالانفتاح على المشاركة في محادثات جنيف لكن بدون شروط مسبقة، ومستقبل سوريا يجب ان يترك للشعب السوري"، لكن حتى لو رحل الاسد فلن تتراجع الحكومة الايرانية عن مصالحها في سوريا وخاصة إذا كان ذلك يعني تهديد العلاقات مع حزب الله، واشاد مشرع ايراني متشدد تحدثت اليه شاك بحزب الله وقال ان الجماعة اللبنانية يجب ان تكافأ على عملها، واضافت شاك "ولذلك فهذه المناقشات لم تكن دائما عند المستوى الموجه للحل الذي قد نتمنى ان نراه".

وأوضح قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الشهر الماضي مدى اهمية سوريا بالنسبة لإيران قائلا في تصريحات نقلها موقع تابناك.كوم "سنتخذ اي تحرك باستطاعتنا ويكون لازما لحماية سوريا وسنفعل ذلك بفخار".

وتوجد مؤشرات على ان إيران تعد بالفعل لسيناريو بعد الأسد، فعلى مدى شهور تدرب إيران ميلشيات محلية في سوريا وتنظمها وقد صممت على نمط ميلشيا الباسيج في إيران، وشكلت هذه الميليشيات لدعم الحكومة السورية لكن إذا جاءت حكومة معادية لمصالح إيران بعد حكومة الاسد فيمكن استخدام تلك الميلشيات لمحاربتها، وقال بوش "انهم يدربون تلك المليشيات كاحتياطي". بحسب رويترز.

وحين اعلنت الامم المتحدة قائمة المشاركين في المؤتمر لم تكن إيران ضمن الدول المدعوة في الجولة الأولى، وسواء دعيت إيران في نهاية الامر او اختارت المشاركة على الهامش فسيكون المؤتمر البداية لا أكثر، وقال الدبلوماسي "العمل الحقيقي لن يحدث يوم الثاني والعشرين من يناير"، واضاف "يهدف ذلك لإطلاق بعض قوة الدفع السياسية في العملية، العمل الحقيقي سيبدأ بعد الثاني والعشرين من يناير إذا وصلوا لتلك المرحلة".

جنيف2

من جهته قال رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان في طوكيو إنه ينبغي ان يعمل مؤتمر (جنيف 2) على وضع نهاية لحكم الرئيس السوري بشار الأسد "لمسؤوليته عن مقتل عشرات الآلاف من ابناء شعبه"، وقال اردوغان إنه "في مؤتمر جنيف 2، علينا التأكد من ان جميع الاجراءات التي سنتخذها لن تخفق، من اجل ان نفتتح حقبة جديدة لا يكون بشار الأسد جزءا منها"، وقال اردوغان "ليس من المقبول ان يظل شخص فعل كل ذلك يتربع على قمة هرم السلطة في بلاده".

من جانب آخر، بدأ الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بدعوة الاطراف الاقليمية والدولية للمشاركة في المؤتمر باستثناء إيران، حسب ما افاد به فرحان الحق نائب الناطق الرسمي باسم المنظمة الدولية، مما قد يشجع الائتلاف الوطني السوري المعارض على المشاركة، وكان الائتلاف قد اشترط عدم مشاركة إيران في المؤتمر.

وتشمل قائمة المدعوين 30 بلدا منها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن وتركيا والعراق والاردن والسعودية التي تعتبر من اقوى داعمي المعارضة السورية.

ومن المقرر ان يناقش الائتلاف -الذي اعاد انتخاب احمد الجربا رئيسا له- موضوع المشاركة في مؤتمر جنيف 2 في وقت لاحق، ولكن احد الفصائل المهمة المنضوية تحت لوائه، وهو المجلس الوطني السوري، اعلن رفضه المشاركة.

فيما قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن هناك قرارا شعبيا سوريا بترشيح الرئيس بشار الأسد لفترة رئاسة أخرى وسيضغط عليه الشعب كي يخوض انتخابات الرئاسة التي ستجرى هذا العام، وتصريحات الزعبي هي أقوى مؤشر إلى الآن يبين أن الأسد يعتزم تمديد حكمه ومن المؤكد أن تثير غضب ساسة المعارضة ومقاتليها الذين يخوضون منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حربا لإنهاء حكمه.

ووضع الأسد في أي نظام سياسي مستقبلي في سوريا عقبة تعترض عقد مؤتمر السلام المقترح في جنيف يوم 22 يناير كانون الثاني، وتطالب المعارضة المدعومة من الغرب بأن يكون هدف المؤتمر خروجه من السلطة بينما تصر دمشق على بقائه.

وقال الزعبي في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون إن قرار ترشح الأسد قرار شخصي لم يعلنه الرئيس بعد لكن "الشارع السوري" يريد ترشحه، وأضاف "اؤكد لكم ان هناك قرارا شعبيا سوريا بترشيح الرئيس بشار الأسد لرئاسة الجمهورية".

وتابع "قرار ان يرشح الرئيس بشار الاسد نفسه لمنصب الرئاسة من عدمه هو قراره الشخصي، لكنني اؤكد لكم ايضا ان الشارع السوري سيضغط على الرئيس بشار الاسد ليرشح نفسه لرئاسة الجمهورية". بحسب رويترز.

وكان دبلوماسي روسي أشار الشهر الماضي إلى ضرورة أن يمتنع الأسد عن الإدلاء بتصريحات تشير إلى أنه قد يخوض الانتخابات مرة أخرى لأنها قد تزيد التوتر قبل مباحثات السلام المزمع عقدها.

وشدد الزعبي على أن "أي عمل أو اتفاق سيتم في جنيف إذا لم يوافق عليه الشعب السوري في استفتاء عام فلا قيمة له ولا معنى له على الإطلاق ولن يكون له إمكانية للتنفيذ".

وطالب الحكومة التركية بإغلاق حدودها إغلاقا تاما بوجه "الإرهابيين" وطردهم من أراضيها ووقف الدعم المادي والمالي لهم وقال ان الحكومة السورية تريد حضور إيران للمحادثات.

كذلك أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان احدا لا يمكنه منع الرئيس بشار الاسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، مشيرا الى ان دمشق شكلت وفدها لحضور مؤتمر دولي للبحث عن حل للازمة، يعقد الشهر المقبل في سويسرا.

وقال المقداد في مقابلة تلفزيونية "اسأل المعارضة لماذا لا يحق لمواطن سوري ان يترشح، من يمكنه ان يمنعه؟ لكل مواطن سوري الحق في ان يكون مرشحا"، في تصريحات تأتي يوم اتهمت روسيا حليفة النظام السوري، الاسد بتصعيد التوتر في بلاده جراء تصريحاته حول احتماله ترشحه مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية منتصف السنة المقبلة.

واضاف المقداد "نريد في ختام (المفاوضات المزمعة بين النظام والمعارضة) ان تحدد صناديق الاقتراع من يقود البلاد، والرئيس الاسد يحظى بغالبية كبيرة، بعكس الرئيس (الفرنسي) فرنسوا هولاند الذي لا يحظى بتأييد سوى 15 بالمئة من الشعب في بلاده".

واضاف المسؤول السوري "برأيي ان على الرئيس الاسد ان يكون مرشحا، لكنه هو من سيقرر ذلك في الوقت المناسب"، ورأى انه "لا يحق لاحد التدخل والقول إذا ما كان عليه الترشح ام لا، هذا قرار يجب ان يتخذه الرئيس بنفسه بتأييد من الشعب السوري"، ورأى انه "علينا ان نرى نتائج نقاشات (السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد) لان الاميركيين مولوجون بتأليف وفد المعارضة، لا اريد التعليق قبل ان ارى ممن سيتشكل هذا الوفد، وتواجه المعارضة تباينات في صفوفها حول المؤتمر وبنوده.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/كانون الثاني/2014 - 13/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م