ألعاب الفيديو... تسحر القلوب وتفرغ الجيوب

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: في عام 1947 اخترع الأمريكي توماس جولد سميث لعبة اسماها "أداة أنبوب الأشعة المسلية"، وتلتها العاب بدائية مثل نيمرود وتنس فور تو وسبيسوور، حتى جاء العام 1971 مع جهاز "الاركيد" و"ماغنافوكس أوديسي" الذي حول الألعاب والأجهزة المشغلة لها الى تجارة رائجة كسبت قلوب وجيوب الملايين حول العالم.

الذكاء الصناعي هو ثمرة الابداع التكنولوجي الذي تمكن العقل البشري من تطويره عن طريق أجهزة الحاسوب وساهم بطبيعة الحال الى تطور الأسلوب والمحاكاة والتقنية المستخدمة في الألعاب حالياً، والتي تعتبر شكل جديد قابل للتطور بسرعة فائقة، وأن تأثيرها على الاعبين يستمر ليس اثناء اللعب فحسب بل ينسحب على الكثير من القضايا الاجتماعية والتعليمية والسلوكية.

وقد أنشئت العديد من المراكز المختصة مثل "المركز الدولي لتاريخ الالعاب الالكترونية" كجزء متمم ومهتم في قضايا واسعة من المسائل المتعلقة بالألعاب الإلكترونية.

من جهتها أدركت الشركات العملاقة المصنعة للألعاب أمثال " EA Games، Activision Company، Ubisoft، Epic Games"، والشركات المصنعة لأجهزة العاب الفيديو كالعملاق "سوني" صاحب جهاز "بلي ستيشن"، صاحب الشعبية الواسعة، كذلك المنافس "اكس بوكس" المقدم من شركة مايكروسوفت، ان حجم سوق الألعاب وأجهزتها الالكترونية كبير وله مستقبل واعد ويمكن الشركات من التوسع وتطوير حدودها التقنية والاستثمارية بصورة غير محدودة.

المنافسة في الأسواق

فقد بدأ محبو ألعاب الفيديو يتوافدون إلى المتاجر لشراء النسخة الجديدة من جهاز "إكسبوكس وان" الذي تسعى "مايكروسوفت" من خلاله إلى منافسة "سوني" في مجال ألعاب الفيديو، وقد طرحت النسخة الجديدة من جهاز "إكسبوكس وان" التي طال انتظارها في أسواق أكثر من 12 بلدا، من بينها أستراليا وبريطانيا والبرازيل والولايات المتحدة.

وقد اصطف محبو جهاز العاب الفيديو في طوابير الانتظار للحصول على النماذج الأولى من جهاز "مايكروسوفت" الجديد الذي يسمح أيضا بمشاهدة الأفلام والاستماع إلى الموسيقى والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ونظرا لاختلاف التوقيت، كانت نيوزيلندا أول بلد يطرح الجهاز في أسواقه، وأصبح الشاب دان ليفينغستون البالغ من العمر 24 عاما أول شار رسمي لجهاز "إكسبوكس"، وقال هذا النيوزيلندي إنه أخذ إجازة لمدة خمسة أيام يخصصها للعب على الجهاز.

وكانت "سوني" قد أطلقت مؤخراً نموذجها الجديد من جهاز "بلايستايشن" لألعاب الفيديو، متقدمة بفارق بسيط على "مايكروسوفت" في خلال موسم الأعياد، ويباع "إكسبوكس وان" بمبلغ 500 دولار، وهو يخلف "إكسبوكس 360" الذي حقق أفضل مبيعات لأجهزة ألعاب الفيديو المحمولة في أميركا الشمالية، في حين يعرض جهاز "بلايستايشن 4" بسعر 400 دولار.

وكانت "سوني" قد كشفت انها باعت أكثر من مليون نسخة من جهاز "بي إس 4" في الساعات الأربع والعشرين التي تلت طرحه في الأسواق في 15 تشرين الثاني/نوفمبر.

واعتبر المحللون أنه لم يتبين بعد أي جهاز منهما هو الأنجح، لكن الفارق في السعر يخدم مصالح "سوني".

وقال براين بلو مدير الأبحاث في مجموعة "غارتنر" إن "التجارب الماضية تبين أن محبي ألعاب الفيديو يفضلون سوني، لكن لم ألاحظ حتى الآن أي ميزة تسمح بتفضيل جهاز على آخر"، فقد عززت مواصفات كل من الجهازين اللذين يسمحان التشارك في اللعب مع لاعبين لآخرين.

ويسمح "إكسبوكس وان" بالتنقل من الألعاب إلى البرامج التلفزيونية وصفحات الانترنت، كما أنه يتضمن خدمة "سكايب" التابعة ل "مايكروسوفت" والتي تمكن مجموعات اللاعبين من إجراء اتصالات بالفيديو، لكن لا جهاز "إكسبوكس وان" ولا "بي إس 4" يتماشى مع الألعاب المصممة للنسخ السابقة، ما قد يزعج اللاعبين في الجهازين.

وتتوقع مجموعة "غارتنر" أن تنمو سوق أجهزة ألعاب الفيديو من 44 مليار دولار إلى 49 مليار دولار، في حين سيرتفع حجم سوق الالعاب المخصصة للأجهزة المحمولة من 13 مليار إلى 17 مليار دولار. بحسب فرانس برس.

وبحسب بعض المحللين، لن يؤثر ازدهار الألعاب المخصصة للأجهزة المحمولة من هواتف ذكية وأجهزة لوحية كثيرا على سوق أجهزة العاب الفيديو، وأكد براين بلو ان "كلا من سوني ومايكروسوفت قد حسن أجهزته بصورة ملحوظة".

وقد تعاون كل منهما مع مطوري أشهر الألعاب لإعداد ألعاب تطرح بالأسواق بالتزامن مع إطلاق الجهاز الجديد، ولا شك في ان المنافسة محتدمة بين "مايكروسوفت" و"سوني"، لكن المنافسة تستعر بعد أكثر في ظل انفتاح هذا القطاع على المحتويات الرقمية مع أجهزة مثل جهازي "روكو" و"كرومكاست" المنخفض الكلفة من "غوغل".

جهاز سوني الجديد

من جهتها أكدت المجموعة اليابانية "سوني" أنها باعت 4,2 ملايين وحدة من جهازها الجديد لألعاب الفيديو "بلايستايشن 4" منذ إطلاقه في تشرين الثاني/نوفمبر، وقدمت خدمة جديدة للألعاب المتوافرة على الانترنت من دون الحاجة إلى تحميلها مسبقا.

وتقدمت "سوني" بالتالي على منافستها "مايكروسوفت" التي أطلقت في الوقت عينه جهاز "إكسبوكس وان"، وحتى تاريخ الثامن والعشرين من كانون الأول/ديسمبر، كانت المجموعة اليابانية قد باعت "أكثر من 4,2 ملايين وحدة من جهاز بي اس 4" الذي طرح في السوق الأميركية في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر وفي الأسواق الأوروبية في التاسع والعشرين من الشهر عينه، وتأمل المجموعة أن تبلغ مبيعاتها 5 ملايين وحدة على الصعيد العالمي بحلول نهاية آذار/مارس.

وكانت "مايكروسوفت" قد كشفت أنها باعت 3 ملايين وحدة من جهاز "إكسبوكس وان" منذ طرحه في الأسواق في الثاني والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، وتحتدم المنافسة في سوق أجهزة ألعاب الفيديو المحمولة بين "مايكروسفت" و"سوني"، ولا تكشف أي من المجموعتين عن رقم أعمالها.

ومن جهة أخرى، قامت المجموعة اليابانية خلال معرض مستهلكي الأجهزة الإلكترونية "سي إي اس" في لاس فيغاس بعرض خدمة جديدة للألعاب المتوافرة بتقنية البث التدفقي، أي من دون الحاجة إلى تحميلها مسبقا أطلق عليها اسم "بلايستايش ناو"، وتعتزم "سوني" اختبارها هذا الشهر وطرحها رسميا في الولايات المتحدة في منتصف العام.

وتسمح هذه الخدمة بالنفاذ إلى الألعاب المصممة لأجهزة الجيل السابق التي لا تتماشى مع النموذج الحالي من "بلايستايشن"، ويمكن أيضا تشغيل هذه الخدمة في أجهزة أخرى موصولة بالانترنت، مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

إلكترونيك آرتس

فيما أبرمت المجموعة الأميركية لتصميم ألعاب الفيديو "إلكترونيك آرتس" (إي إيه) اتفاقا مع استوديوهات "ديزني" التي منحتها رخصة حصرية لألعاب الفيديو المقتبسة من سلسلة "حرب النجوم" (ستار وورز)، على ما أعلنت المجموعتان في بيان.

ولم يكشف عن الشروط المالية ومهلة العقد، إذ اكتفى الطرفان بالقول إن العقد سيبقى ساري المفعول لمدة سنوات، وستشمل هذه الرخصة الحصرية المنتجات المخصصة للمستخدمين المخضرمين الذين اعتادوا اللعب على أجهزة ألعاب الفيديو المحمولة أو الكمبيوتر، في حين ستحافظ استوديوهات "ديزني" على الألعاب الموجهة لأصحاب الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية والمنصات الإلكترونية الذين لا يمارسون بانتظام هذا النوع من الألعاب.

وكانت استوديوهات "ديزني" قد اشترت علامة "ستار وورز" العام الماضي من مجموعة "لوكاس فيلم" التابعة لمصمم السلسلة جورج لوكاس، وقد أعلنت "ديزني" عن ثلاث حلقات جديدة من السلسلة، فضلا عن أفلام مشتقة منها تتمحور على بعض شخصياتها الرئيسية، ولم تخف المجموعة نيتها تعزيز تسويق المنتجات المستوحاة من هذه القصة.

مبيعات قياسية

في سياق متصل تخطت قيمة مبيعات الجزء الخامس من لعبة الفيديو "غراند ثيفت أوتو" وهي اللعبة التي يعد تطويرها الاغلى كلفة، 800 مليون دولار في خلال اليوم الأول من طرحه في الأسواق، على ما كشف مطور هذه اللعبة "تيك تو إنترأكتيف سوفتوير".

وأكدت المجموعة التي تملك علامة "روكستار غيمز" التي طورت تحت شعارها "غراند ثيفت أوتو"، أن هذه المبيعات هي أعلى مبيعات تسجلها في تاريخها.

وقد طرحت لعبة "غراند ثيفت أوتو 5" الأكثر ترقبا هذه السنة في الأسواق بنسخ تتماشى مع جهازي "بلايستايشن 3" من "سوني" و"إكسبوكس 360" من "مايكروسوفت" لا غير.

وقدرت كلفة إنتاجها، وفق وسائل الإعلام، بأكثر من 270 مليون دولار. وهذا المبلغ يوازي كلفة انتاج أفلام هوليوودية ضاربة.

وقد بيع 114 مليون نسخة من هذه اللعبة منذ إطلاقها، وقد وصلت مبيعات الجزء الرابع من اللعبة إلى مستوى قياسي في تلك الفترة، بلغ 500 مليون دولار بعد أسبوع من طرحه في الأسواق في نيسان/أبريل 2008.

فيما توافد محبو ألعاب الفيديو إل المتاجر الأوروبية لشراء لعبة "كول أو ديوتي:غوستس" وقد نظم حدث خاص في لندن لهذه المناسبة، وتواجهت ثمانية فرق خلال هذا الحدث المنظم في مجمع "أو2" في لندن والذي نقل مباشرة على "يوتيوب".

وضمت هذه الفرق خصوصا ثنائي الهيب هوب "ريزل كيكس" ومغني الراب ريتش 32 ولاعبي كرة القدم دانييل ستاريدج وأندروس تاونسند.

وقد فتح حوالي ألفي متجر أبوابه في بريطانيا خصيصا لهذه المناسبة، بحسب ما كشف روي ستاكهاوس المسؤول في شركة "أكتيفيجن بابليشينغ" التي تصمم سلسلة ألعاب "كول أوف ديوتي"، ونظرا لاختلاف التوقيت، كان الأستراليون أول من اشترى الجزء الأخير من هذه اللعبة.

وتؤكد "أكتيفيجن بابليشينغ" أن لعبتها تستقطب نحو 100 مليون لاعب يقومون في إطارها بتأدية دور أحد الناجين الذي يدافع فع عن الولايات المتحدة في وجه غزاة.

ويقدم الجزء الأخير من اللعبة مواجهات مذهلة في البر والبحر والجو، وقد خصص له تطبيق على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يسمح للاعبين بتكييف شخصياتهم والتحضير لجولات اللعب وتشارك خبراتهم عبر "تويتر" و"فيسبوك".

وكان الجزء ما قبل الأخير من لعبة "كول أوف ديوتي" المعروف ب "بلاك أوبس 2" قد حقق مليار دولار من العائدات خلال الأسبوعين الأولين من طرحه في الأسواق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

يذكر ان سوق ألعاب الفيديو (أي الأجهزة المحمولة والبرمجيات المخصصة لها) تراجعت في اليابان بنسبة 9 % خلال العام 2013 الذي شهد سادس انخفاض على التوالي في حجم هذه السوق، بحسب دراسة اجرتها مجلة "فاميتسو" المتخصصة.

وقد انخفضت العام الماضي مبيعات ألعاب الفيديو والأجهزة المحمولة ذات الصلة إلى 408,9 مليارات ين (2,9 مليار يورو)، في مقابل 449,2 مليار في العام 2012، ووصل هذا التراجع إلى 40 % منذ العام 2007.

وبلغت مبيعات أجهزة ألعاب الفيديو المحمولة 155,3 مليار ين (1,1 مليار يورو)، وتراجعت سوقها بالتالي بنسبة 12,7 %.

وتعد مبيعات الأجهزة الجديدة، من قبيل "3 دي اس" و"وي يو" من "نينتاندو" و"فيتا" من "سوني"، جيدة نسبيا، في حين أن النسخة الجديدة من جهاز "بلايستايشن" لم تطرح بعد في الأرخبيل حيث أرجئ تسويقها إلى نهاية شباط/فبراير 2014.

ويعزى هذا التراجع في سوق ألعاب الفيديو خصوصا إلى ازدهار مبيعات الهواتف الذكية التي باتت تحل محل الأجهزة المحمولة عند بعض اللاعبين، كما أن الألعاب المخصصة لهذه الهواتف هي أرخص كلفة، ان لم تكن تكن مجانية بكل بساطة.

وإثر الإقبال الشديد لليابانيين على ألعاب الهواتف الذكية، باتت اليابان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي أول سوق عالمية للتطبيقات المخصصة للأجهزة المحمولة نظرا للوقت الذي يمضيه اليابانيون من الأعمار جميعها وهم يلعبون عليها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/كانون الثاني/2014 - 12/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م