فراعنة مصر.... بين ماض غامض وحاضر مجهول

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: الحضارة الفرعونية في مصر التي انتجها قدماء المصريين وامتدت على ضفاف نهر النيل كانت ولا زالت أحد اهم المعالم الاثرية التي جذبت العلماء والباحثتين والهمت الادباء والمفكرين، كما اغرت المغامرين والباحثين عن متعة السفر والاكتشاف الى جانب صائدي الكنوز وسراق الاثار في خليط محير يشابه الحيرة التي تكتنف اسرار المعابد والمقابر والدهاليز والاهرامات الفرعونية المنتشرة على طول وعرض مصر.

ان الحضارة المصرية القديمة التي استمرت لألاف السنيين وبقيت منها شواهد كثيرة حاضرة الى الان، ودللت على التطور الكبير الذي شهدته في مختلف المجالات الهندسية والزراعية والطبية، أسهمت ايضاً في رفد مصر الحديثة بفوائد جمة، منها الشهرة الواسعة التي حظيت بها مصر بين دول العالم وجعلتها قبلة لعشرات الملايين من السواح والمهتمين بالآثار.

الى جانب توفير العملة الصعبة حيث شكلت السياحة نسبة كبيرة من الدخل القومي المصري، إضافة الى تشغيل اليد العاملة المصرية.

بالتأكيد ان الاحداث التي مرت بها مصر مؤخراً اثرت بشكل مباشر على السياحة وعوائدها من جانب، وعمليات السلب والنهب الكبير الذي تعرضت له الاثار بعد فوضى الاحداث فيها من جانب اخر، وبالتالي قلصت كثيراً فترات الازدهار والتطور الكبير الذي شهدته قبل احداث عام 2011.

وفي سياق متصل كانت اعياد الميلاد بالنسبة لصلاح فترة ازدهار ولكنه اليوم يقف عاطلا الى جوار حصانه الذي اعتاد في الماضي ان يجوب بالسياح مدينة الأقصر، فبعدما كان يرزق ما يكفيه بفضل الكنوز الفرعونية، لم يعد الان يعرف كيف يعيل أولاده، بالنسبة لهذا الرجل الذي بدأ للتو عقده السادس والذي يرتدي جلبابا تقليديا اسود اللون فان السياح اختفوا من الاقصر منذ 25 كانون الثاني/يناير 2011 عندما هبت رياح الربيع العربي على مصر واخذت معها نظام حسني مبارك.

ويقول صلاح وهو سائق حنطور واب لأربعة ابناء انه كان يكسب قبل ثورة 2011 "ما بين 2000 و3000 الاف جنيه شهريا (200 الى 300 يورو) واليوم عندما يكون في جيبي عشر جنيهات اكون سعيدا".

في هذه المدينة الواقعة على ضفاف النيل، تعتمد كل الاسر بشكل كامل او يدرجة كبيرة على السياحة وهو قطاع كان حتى وقت قريب يساهم ب 11% من اجمالي الدخل القومي ويوفر فرص عمل لأكثر من اربعة ملايين مصري، ولكن الايام الحلوة التي كانت تشهد تدفق 10 الاف سائح يوميا على معبد الكرنك او على وأدى الملوك انقضت، ففي سوق المدينة ورغم موسم الاعياد يعد السياح على اصابع اليدين بينما يزور عشرات اخرون متحف حتشبسوت الملكة التي حكمت مصر قبل 3500 سنة.

في كل هذه المواقع الاثرية التي لم يكن المرء يجد فيها موطئ قدم قبل ثلاث سنوات، لم يعد هناك الا بضعة اشخاص، كثير منهم مرشدون لا يجدون عملا، يتسكعون وسط الاعمدة المهيبة للمعابد الفرعونية.

في منزله المكون من ثلاث غرف، احداها حظيرة صغيرة مخصصه لحصانه وبعض الدواجن، يحكي صلاح معاناته: "كان لدى حصان اخر ولكنني بعته، هل يعقل ان اشتري غداء لحيوان بدلا من ان اوفر الاكل لأبنائي"، ويضيف ان 20 من سائقي الحنطور، وهم في الاجمالي 340 سائقا في الاقصر، لم يتمكنوا من شراء العلف لجيادهم فنفقت، ولكي يتمكن من تغذية الحصان، الذي يشكل رأسماله ورأسمال والده من قبله، يذهب صلاح لقطع العشب من على صفاف النيل ويعود محملا بأكياس كبيرة لأنه لم يعد بوسعه ان يدفع 16 جنيها يوميا لشراء العلف.

وليس صلاح حالة فردية اطلاقا، فالأقصر باتت اليوم مدينة اشباح: مدرج المطار خال وسائقو الحنطور وسيارات التاكسي يقفون بلا أمل امام ابواب الفنادق التي لا يخرج منها أحد، ووجهت ثورة 2011 ضربة قوية الى السياحة ولكن الضربة القاضية جاءت هذا الصيف، فمع عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي والحملة الامنية ضد انصاره (التي اسفرت عن سقوط قرابة ألف قتيل) فرضت معظم العواصم الغربية قيودا صارمة على سفر مواطنيها الى مصر.

وفي الاقصر، التي ظلت حتى الان بمنأى عن العنف، يحمل البائعون والمرشدون محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مسؤولية فرار السياح، وعودة الاستقرار مرهونة لديهم جميعا بشيء واحد وهو انتهاء المرحلة الانتقالية في منتصف 2014 بعد اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. بحسب فرانس برس.

ماري فرانس جربر، وهي قنصل فخري لفرنسا في الاقصر، تقيم في مصر منذ 14 عاما وتلاحظ انه "أصبح هناك فقر لم تره من قبل" حتى لو كانت بعض الدول بدأت ترفع الحظر المفروض على السفر الى مصر، اما محافظ الاقصر طارق سعد الدين فيؤكد انه متفائل ويقول "قبل ثلاثة أشهر كانت نسبة الاشغال في الفنادق اقل من 1%، اليوم بلغت 18% وهي تتزايد كما بدأت البواخر السياحية في العمل، ويتابع "من بين 255 باخرة سياحية كانت واحدة فقط تعمل خلال الشهور الاخيرة اما الان فان 26 مركبا تعمل".

في السوق، يشكك البائعون القليلون الذين لم يغلقوا بعد محلاتهم في هذه الارقام ويقسم محمد حسين انه لم يبع شيئا منذ شهور ويؤكد انه إذا كان هو وزملاؤه ما زالوا قادرين على العيش فذلك بفضل مدخراتهم ولأنهم يبيعون حلي زوجاتهم الذهبية، ومثل كثيرين غيره، لم يعد محمد حسين قادرا على دفع فاتورة استهلاك الكهرباء الخاصة بمحله "منذ سنة أشهر".

ولجذب السائحين النادرين، يقوم الباعة بعرض بضاعتهم بأبخس الاثمان وبعضهم يجدون رغم كل شيء مكانا للسخرية، فقد وضع بائع لافتة كتب عليها بالفرنسية "هنا اقل سعرا من تاتي" في اشارة الى سلسلة محلات فرنسية شهيرة تبيع بضائع رخيصة ويقول البائع ضاحكا "ان الاسعار منخفضة الى حد انه يمكنك حتى شراء هدايا لأشخاص لا تحبهم".

سرقة الآثار

من جهة أخرى قال وزير مصري إن بلاده ستلاحق قضائيا ثلاثة خبراء ألمان تسللوا في الآونة الأخيرة إلى إحدى الحجرات الخمس أعلى حجرة الدفن الخاصة بالملك خوفو في الهرم الذي يحمل اسمه جنوبي القاهرة وسرقوا عينات من خرطوش الملك وهي اللوحة التي تحمل اسمه، وهرم خوفو أكبر الصروح التي تركها قدماء المصريين فوق هضبة الهرم ويرجع للملك خوفو ثاني ملوك الأسرة الرابعة (نحو 2613-2494 قبل الميلاد) التي تعرف بأسرة بناة الأهرام.

وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار في بيان إن مصر ستلاحق قضائيا الخبراء الألمان "في مصر وألمانيا لقيامهم بتهريب عينات من الآثار، وسرقة عينات من خرطوش الملك خوفو" حيث أخطر النائب العام المصري لإجراء التحقيق كما أخطرت الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) ضد الخبراء الألمان وتم وضعهم على قوائم الترقب والوصول لمصر.

وأضاف "تقرر إيقاف التعامل العلمي مع الجامعة الألمانية وكذلك المعمل الذي قام بتحليل العينات المهربة من الهرم بألمانيا"، وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى أمين إن اللجنة الدائمة للآثار المصرية قررت إخطار وزارة الخارجية المصرية والسفارة الألمانية بمصر لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد الخبراء الألمان في بلادهم وإخطار لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بواقعة "الاعتداء على أثر فريد وإتلافه وتهريب عينات من الهرم" المدرج في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وأضاف أن اللجنة قررت إيقاف أي تصاريح للشركة السياحية التي ساعدت الخبراء الألمان في الزيارة الخاصة للهرم.

وقال محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار إنه أحال مسؤولي منطقة آثار الهرم للتحقيق على خلفية نشر مقطع فيديو على صفحات التواصل الاجتماعي يسجل دخول "أحد الخبراء الألمان بمرافقة مصور أجنبي" إحدى الحجرات الخمس أعلى حجرة الدفن في هرم خوفو جنوبي القاهرة وحصوله على عينات.

وقال البيان إن إبراهيم أصدر قرارا يمنع زيارة الحجرات الخمس أعلى حجرة الدفن في هرم خوفو "إلا بموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية التي طالبها بصفة عاجلة باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الخبير الألماني والجامعة الألمانية التي يتبعها والمعهد الذي قام بتحليل العينات دون موافقة الجهات الرسمية". بحسب رويترز.

الى ذلك قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار إنها استعادت الجزء العلوي من تمثال كان من بين عشرات القطع الأثرية التي سرقت من المتحف المصري المطل على ميدان التحرير مساء "جمعة الغضب" 28 يناير كانون الثاني 2011 في ذروة الاحتجاجات التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وكانت الوزارة أعلنت آنذاك فقد 54 قطعة أثرية فرعونية واستعيد بعضها في وقت لاحق ومنها تمثال خشبي للملك توت عنخ آمون الملقب بالفرعون الذهبي.

ولكن وزير الدولة لشؤون الآثار محمد إبراهيم قال إن الجزء المستعاد من التمثال "لم يدرج ضمن مفقودات المتحف" وإنه أمر بالتحقيق في عدم الإبلاغ عن فقدانه ضمن مفقودات المتحف، وأضاف أن التمثال المصنوع من الحجر الجيري لأحد نبلاء الأسرة السادسة والعشرين (664-525 قبل الميلاد) شطره اللصوص نصفين عند تحطيم واجهة العرض وإن الجزء الأعلى تم تهريبه وبيع لمواطن بلجيكي وعند عرضه على عالم آثار فرنسي "لإبداء رأيه فيه تبين للعالم الفرنسي أنه قام بدراسته داخل المتحف المصري عام 1989" وأبلغ مسؤولي الآثار بمصر بوجود التمثال في بلجيكا.

وقال البيان إن الوزارة أبلغت سفارة مصر في بروكسل والشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) واتخذت إجراءات منها التنسيق مع حائز التمثال لتسليمه بدون مقابل إلى السفارة المصرية الأسبوع الجاري تمهيدا لعودته إلى مصر"، والتمثال الذي يبلغ ارتفاعه 29 سنتيمترا اكتشف عام 1858 في ميت رهينة جنوبي القاهرة أو "منف" التي كانت أول عاصمة لمصر وقت توحيدها في دولة مركزية عام 3100 قبل الميلاد أما صاحبه فكان يحمل ألقاب "النبيل" و"الأمير الوراثي" و"حامل أختام الشمال".

واستعادت سلطات الاثار المصرية ايضاً تمثالا لابنة فرعون التوحيد اخناتون، عنخ اس ان با اتون، وهو يعد من اهم مقتنيات متحف ملوي في محافظة المنيا وسط مصر، بعدما سرق خلال الفوضى التي عمت البلاد اثناء الاحتجاجات على عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدولة لشؤون الاثار ان "التمثال يعد واحدا من اهم مقتنيات متحف ملوي"، الذي تعرض للسرقة وتحطيم محتوياته خلال حالة الانفلات الامني التي شهدتها مصر على خلفية فض الاعتصامات الاحتجاجية لمناصري الاخوان المسلمين بالقوة.

والتمثال منحوت من الحجر الجيري ويصور ابنة اخناتون عارية وتحمل قربانا، وتمتد اليد الاخرى على جانبها. ويبلغ ارتفاعه 32 سنتمترا، وهو يعود الى 1500 عام قبل الميلاد، اي يتجاوز عمره 3500 عام، وبعودة التمثال يصل عدد القطع الاثرية التي تم استرجاعها حوالي 800 قطعة من أصل 1050 قطعة سرقت من متحف ملوي، وتبذل مصر جهودا حثيثة لاستعادة اثارها المسروقة او التي خرجت من البلاد بطرق غير مشروعة.

حقوق الملكية الفكرية

بدوره حث باحث مصري بلاده على وضع آليات لحفظ حقوق الملكية الفكرية الخاصة بمستنسخات الآثار الفرعونية المنتشرة في بعض الدول وتشمل بنايات صرحيه تشبه الأهرام أو المعابد الشهيرة إضافة إلى صنع مستنسخات لقطع أثرية صغيرة الحجم.

ويقول ياسر عمر أمين أبو النصر إن حقوق الملكية الفكرية التي تشمل من يؤلف أو يبتكر مصنفا تمتد أيضا إلى الدولة التي لها حقوق أقرتها محكمة استئناف مصر في "حكمها التاريخي" بتاريخ 11 يناير كانون الثاني 1942 وينص على أن "حق الدولة في الملكية الأدبية كحق الفرد وأنه ليس هناك ما يمنع من أن تملك الدولة أملاكا أدبية كما تملك أملاكا مادية".

ويسجل أن الممتلكات التراثية والثقافية وفي مقدمتها الآثار تحظر كثير من الدول نسخها ونقل ملكيتها للغير في حين مازالت مستنسخات الأثار الفرعونية تستغل تجاريا في الإعلانات أو تستخدم في مشاريع تجارية "ولا بد من النظر إليها ككنز وطني، وقضية اقتصادية" لا تستفيد مصر منها أي نسبة من ملايين الدولارات التي يقول إن الصين والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها تحققها من بيع النسخ المقلدة أو إنشاء مبان تشبه معابد فرعونية.

ويضيف في دراسة عنوانها (الملكية الفكرية وحماية آثار الفراعنة) إن من الآثار الفرعونية المقلدة فندق وملهى الأقصر بمدينة لاس فيجاس الأمريكية وسوق وافي في الإمارات "وهو عبارة عن سوق تجارية فرعونية على هيئة معبد الأقصر" وهو أحد معابد الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة والتي كانت عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد).

ونشرت دراسة أبو النصر في عدد يناير كانون الثاني الجاري من مجلة (المجلة) الشهرية التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكانت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر أعلنت في ابريل نيسان 2011 بدء العمل في أول وحدة لإنتاج النماذج الأثرية على أسس علمية حيث تعاقدت على إنتاج 130 قطعة مطابقة تماما لقطع فرعونية منها تماثيل للملك توت عنخ آمون وقالت آنذاك إن العقد الذي تبلغ قيمته 2.3 مليون جنيه مصري يتضمن توريد النماذج لشركة سياحية وفندقية مصرية بمدينة شرم الشيخ خلال 18 شهرا.

ولم تشر الوزارة مرة أخرى إلى مصير ذلك التعاقد ولا ثمرة إنتاج الوحدة الإنتاجية الجديدة التي قالت إنها تضم 40 فنيا من خريجي المعاهد والكليات والحرفيين المهرة في صناعة هذه النماذج.

ولكن الوزارة قالت في مايو ايار 2012 إنها ستضع "ضوابط جديدة" لحفظ حق البلاد من العائد المادي لمعارض الآثار الفرعونية بالخارج ومنها قصر بيع المستنسخات على ما تنتجه مصر "وحقها في بيع مستنسخات الآثار من إنتاج الوزارة فقط بالمعرض ولا يجوز بيع أي مستنسخ من أي دولة أخرى" ربما في إشارة إلى انتشار مستنسخات صنعت في الصين وتزاحم المنتج المصري في مواقع الآثار داخل مصر. بحسب فرانس برس.

ويقول أبو النصر إن مصر مازالت تتعرض "لانتهاكات صارخة على حقوقها" ويرى أن البلاد يمكن أن تحمي حقوقها في "استغلال" التراث الفرعوني من خلال قوانين ومعاهدات دولية أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ومنها اتفاقية ترجع لعام 1970 وتتعلق بحظر ومنع استيراد وتصدر ملكية الممتلكات الطبيعية بطرق غير مشروعة.

الغاز لازالت غامضة

من جهتهم يعتقد علماء بريطانيون انهم تمكنوا من كشف لغز الفرعون توت عنخ آمون، من خلال توصلهم الى انه قتل في حادث عربة، وان الحروق التي اصابت مومياءه ناتجة عن اخطاء في التحنيط، بحسب ما جاء في وثائقي، ولاحظ فريق العلماء، الذي يشرف عليه عالم المصريات البريطاني كريس نوتون، وبعد "تشريح" افتراضي للمومياء جرى بواسطة مسح اشعاعي، انه مصاب بجروح في جنبه الايمن.

وخلصوا الى ان "الفرضية الاكثر قبولا هي انه اصيب في حادث عربة"، وسبق ان ذكر علماء مختصون بتاريخ مصر هذه الفرضية لكن "لم يكن أحد قادرا على ربط وجود اصابات في الجانب الايمن بسبب وفاة هذا الفرعون"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن قناة "تشانيل 4" البريطانية التي بثت التقرير.

وارتز العلماء على عينة من جلد الفرعون حصل عليها في العام 1968 عالم الأنثروبولوجيا البريطاني روبرت كونولي، وهو كان عضوا في فريق العلماء الذي أجرى اول مسح ضوئي لمومياء توت غنخ آمون، واجريت تجارب كيماوية على هذه العينة، وهي اشارت الى ان الحروق التي اصابت المومياء ناتجة عن تفاعلات كيماوية سببها خلل في طريقة التحنيط.

وقال رئيس فريق العلماء "رغم كل الاهتمام الذي حظيت به مومياء توت عنخ آمون، الا ان العلماء لم يتوقعوا امكانية ان يكون خلل في التحنيط ادى الى احتراق المومياء، انه كشف جديد"، ومات توت عنخ آمون في العام 1324 قبل الميلاد عن 19 عاما، بعدما حكم مصر لمدة تسع سنوات، وكان سبب وفاته محل خلاف بين العلماء بين من قالوا انه مات مصابا بالملاريا، او فقر الدم المنجلي او مرض كوهلر الذي يمنع تدفق الدم الى العظام.

في سياق ذي صلة ظل موظفو متحف بريطاني على مدى شهور يتعجبون من تمثال أثري مصري يدور من تلقاء نفسه على ما يبدو على رفه الزجاجي في خزانة عرض محكمة الغلق، وترددت شائعات تفيد بأن لعنة إله مصري نزلت به أو أن روح صاحبه حلت به وتجعله يرتجف، وقدم آخرون تفسيرات أقل إثارة مثل وجود حقل مغناطيسي يحرك التمثال.

لكن مهندسا بريطانيا تمكن من حل اللغز أخيرا اذ اكتشف ان اهتزازات طفيفة نتيجة حركة المرور ووقع خطوات المارة تسبب دوران التمثال الحجري الذي يبلغ عمره 3800 عام، وقال المهندس ستيف جوزلينج "كان التمثال يدور بسبب الاهتزازات التي تؤثر على خزانة العرض، ركبنا جهاز قياس دقيق ووجدنا ان الاهتزازات الناتجة عن حركة المرور على الطريق ووقع الأقدام داخل المتحف هي السبب".

وانتشر تسجيل مصور للتمثال الدائر انتشار النار في الهشيم على الانترنت على مدى الصيف واجتذب حشودا الى متحف مانشستر في شمال انجلترا للتحديق في القطعة الأثرية المثيرة للعجب، وقال جوزلينج الذي توصل الى اكتشافه في إطار عمله في اعداد حلقات من برنامج "خرائط غامضة" لتلفزيون (آي تي في) إن معظم وزن التمثال الذي يبلغ ارتفاعه 25 سنتيمترا يتركز في ناحية منه وهو ما يجعله غير متوازن وعرضة بوجه خاص للتأثر بالاهتزازات، وأضاف "في حالة وجود جسم من مثل هذه المادة الصلبة على رف زجاجي يكون الاحتكاك بين المادتين منخفضا للغاية، وأي شيء طفيف يمكن أن يحركه".

وكان المقصود بالتمثال وهو لرجل يدعى نب سنو التقرب إلى أوزوريس إله الموتى والعالم السفلي في مصر القديمة، وأهداه إلى المتحف جامع مقتنيات قبل نحو 80 عاما.

اكتشافات اثرية

فيما اكتشفت بعثة مصرية اسبانية في الأقصر بجنوب مصر رأس تمثال من الجرانيت الأسود في المعبد الخاص بالملك تحتمس الثالث الذي حكم البلاد قبل 35 قرنا ويراه مؤرخون أعظم الملوك في مصر الفرعونية ويلقبونه بنابليون العصر القديم.

وقالت وزارة الدولة لشؤون الآثار في بيان إن الرأس الذي يبلغ ارتفاعه 29.6 سنتيمتر عليه شعر مستعار يلف مقدمة الرأس وينسدل إلى الجهة اليمنى، وأضاف البيان أن تحديد هوية صاحب الرأس المكتشف يخضع للدراسة مرجحا أنه أحد ملوك الدولة الحديثة (نحو 1567-1085 قبل الميلاد) بعد تحتمس الثالث الذي حكم البلاد بين عامي 1482 و1450 قبل الميلاد.

وكانت الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها المؤرخون والأثريون عصر الإمبراطورية الفرعونية، وتضم الأقصر كثيرا من أشهر آثار الفراعنة وعددا كبيرا من مقابر الملوك والملكات.

كما قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار في بيان اخر إن بعثة مصرية فرنسية اكتشفت بالقرب من مدينة الأقصر الجنوبية خمسة رؤوس لتماثيل ملكية مصنوعة من الحجر الجيري، ولم يحدد البيان هوية أصحاب الرؤوس الملكية التي كانت تتميز عن غيرها من التماثيل بوجود رأس ثعبان الكوبرا في مقدمة التمثال أعلى الجبهة إذا كان التمثال يخص ملكا أو أحد الآلهة في مصر القديمة.

وقال محمد عبد المقصود رئيس قطاع الآثار المصرية في البيان إن رؤوس التماثيل التي اكتشفت في معبد أرمنت على بعد 25 كيلومترا جنوبي الأقصر تحمل تاج الوجهين القبلي والبحري ويبلغ متوسط ارتفاع الرأس بالتاج 50 سنتيمترا، ورجح أنها تعود إلى عصر الدولة الوسطى (نحو 2050-1786 قبل الميلاد) مضيفا أن الأثريين يعكفون حاليا على دراسة الرؤوس المكتشفة لمعرفة ما إذا كانت تخص تماثيل كشف عنها بدون رأس بالمنطقة نفسها في السنوات الماضية.

وكانت الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد) باستثناء فترة حكم أمنحتب الرابع الذي أطلق على نفسه اسم اخناتون والذي نقل العاصمة إلى أخيتاتون (تل العمارنة في محافظة المنيا) شمالي الأقصر بعد تولي الحكم عام 1379 قبل الميلاد.

كذلك أعلن محمد إبراهيم وزير الدولة لشؤون الآثار اكتشاف مقبرة رئيس المخازن وصانعي الخمر في عصر الرعامسة بمدينة الأقصر إلى الجنوب من القاهرة، وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن إبراهيم إن بعثة جامعة واسيدا اليابانية هي التي توصلت لهذا الكشف الذي تعود اهميته إلى ما تحمله جدران المقبرة من تفاصيل الحياة اليومية والطقوس الدينية وعلاقة الزوج بزوجته وأبنائه في مصر القديمة.

واشار الوزير إلى أن المقبرة المكتشفة تزخر بالعديد من النقوش التي تزين أغلب جدرانها وتجمع صاحب المقبرة بزوجته "موت - أم - حب" وابنته "ايس - ات - خا" واللتين حملتا لقب "مغنية الإلهة موت" وهم يقفون جميعا ليقدموا القرابين للآلهة، وكانت الأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة والتي كانت تعرف قديما باسم طيبة عاصمة لمصر في عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد) باستثناء فترة حكم أمنحتب الرابع الذي أطلق على نفسه اسم اخناتون والذي نقل العاصمة إلى أخيتاتون (تل العمارنة في محافظة المنيا) إلى الشمال من الأقصر بعد تولي الحكم عام 1379 قبل الميلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/كانون الثاني/2014 - 7/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م