شبكات اجتماعية...  إمبراطوريات افتراضية تقود المجتمعات

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مر عام اخر على شبكات التواصل الاجتماعي وما زال تأثيرها بين مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية، سلباً وايجاباً، حاضراً بقوة.

اثبتت العديد من الدراسات والاستبيانات والإحصاءات الدقيقة ذلك الامر، فبقدر ما قدمت هذه المواقع خدمات لا تحصى في سبيل إطلاق الأصوات المكتومة التي أدت الى قيام انتفاضات شعبية وسقوط أنظمة مستبدة، والتقارب الاجتماعي الذي جسد انسجام المجتمع البشري والتعرف على الحضارات والثقافات المختلفة للشعوب واذابت بعد المسافات والفوارق المجتمعية، سيما وأنها أصبحت ميدان واسع لنقل الاخبار وتبادل الأفكار بلا قيود او شروط مسبقة.

لكن هناك وجه اخر للحقيقة، والتي يصفها بعض الكتاب "بالتعري والانحلال الأخلاقي الذي شجعت مواقع التواصل الاجتماعي على تسويقه".

ان الفيسبوك، كمثال على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يتحكم بإمبراطورية كاملة من البشر اللذين يتجاوز عددهم المليار، وهو بالتأكيد يفوق في مدى تأثيره وسطوة على أي حاكم او صاحب نفوذ او ثروة في العالم، وهو يدلل بوضوح على حجم ما يمكن ان يفعله محتوى المواقع الاجتماعية بجمهوره المتابع له، خصوصاً بين المراهقين الذين غالباً ما يكونوا الفئة الأكثر استعداداً للتأثر والتغيير والتقليد.

الاغتصاب، الانتحار على الهواء المباشر، النصب والاحتيال، اعتداء على قاصرين، قطع رؤوس، قتل، تعذيب، كلها وغيرها مشاهد يمكن لأي شخص مشترك ان يجدها على مواقع التواصل على شكل فديو او فوتوغراف، فضلاً عن صفحات أخرى تمارس التطرف الفكري والعقائدي بين المتابعين وهي منتشرة بكثرة.

تصاعد وتيرة الاستخدام

فقد اظهرت دراسة أعدها معهد "ايماركتر" الاميركي ان نحو خمس سكان الارض، اي نحو 1,6 مليار شخص، استخدموا أحد مواقع التواصل الاجتماعي مرة واحدة شهريا على الاقل، خلال العام الحالي، اي ما يمثل ارتفاعا بنسبة 14 % عن العام الماضي، وفي حال استمرت هذه الوتيرة على حالها، فان مستخدمي مواقع التواصل مثل فيسبوك وتويتر وانستاغرام وريديت وتامبلر سيناهزون عتبة 2,33 مليار شخص بحلول العام 2017، وتزداد نسب مستخدمي مواقع التواصل في دول شمال اوروبا خصوصا، وتقع على رأس القائمة هولندا التي يستخدم 63,5 % من سكانها مواقع التواصل، تليها النروج (63,3 %)، فالسويد (56,4 %)، ثم كوريا الجنوبية (53,3 %)، والولايات المتحدة (51,7 %)، وفنلندا (51,3 %).

اما في كندا فتبلغ النسبة 51,2 %، و50,2 % في بريطانيا، بحسب هذه الدراسة التي ارتكزت غلى معطيات نشرتها مراكز ابحاث وجهات رسمية في كل دولة، وتقع فرنسا في المرتبة الرابعة عشرة عالميا، اذ تبلغ نسبة مستخدمي مواقع التواصل فيها 38,5 % من سكانها.

وسجل النمو الاكبر في نسبة مستخدمي مواقع التواصل في الهند (+37,4 %) مع ان عدد المستخدمين لا يتجاوز نسبة 7,7 % من السكان، وفي اندونيسيا قفز عدد مستخدمي مواقع التواصل بنسبة 28,7 % وفي المكسيك بنسبة 21,1 %، وهذه الدول تقع في المنطقة التي تسجل أكبر نمو في استخدام فيسبوك، الذي يربو عدد مستخدميه في العالم عن مليون، بحسب أرقامه، اما الدولة التي تضم أكبر عدد من مستخدمي فيسبوك في العالم فهي الولايات المتحدة مع 146,8 مليون مستخدم. بحسب فرانس برس.

فيما يستخدم ثلثا الاميركيين فوق سن الثامنة عشرة شبكات التواصل الاجتماعي بدءا بفيسبوك، على ما اظهرت دراسة ل"بيو ريسيرتش سنتر"، وتبين الدراسة ان 73 % من الاميركيين فوق سن الثامنة عشرة الذي يستخدمون الانترنت اي 63 % من البالغين الاميركيين، لديهم اشتراك في شبكة تواصل اجتماعي واحدة على الاقل.

ولا تزال شبكة فيسبوك تحظى بحصة الاسد ويستخدمها 71 % من رواد الانترنت البالغين اي 57 % من السكان البالغين في البلاد، لكن خدمات اخرى تزداد شعبية مثل "لينكد إن" و "بينتريست" فيما الكثير من المستخدمين مشتركون في عدة شبكات للتواصل الاجتماعي، وتظهر الدراسة ان 42 % من مستخدمي الانترنت البالغين (34 % من اجمالي السكان الاميركيين البالغين) يستخدمون شبكتين على الاقل.

واستخدام فيسبوك لا يزال يسجل ارتفاعا (71 % في مقابل 67 % قبل عام) بفضل المسنين خصوصا، ففي فئة ما فوق الخامسة والستين بين رواد الانترنت بات 45 % منهم مشتركا في خدمة تواصل اجتماعي في مقابل 35 % فقط نهاية العام 2012، وتتنافس اربعة مواقع من بينها إنستاغرام وهي ملك لفيسبوك، على مركز الوصيف.

ف22 % من الاميركيين البالغين الذي يستخدمون الانترنت، مشتركون بخدمة "لينكد إن" (20 % نهاية العام 2012) التي تحتل المرتبة الثانية، ولا سيما المتخرجون الشباب والفئات ذات الدخل العالي، ويأتي بعدها خدمة "بينتريست" مع 21 % (في مقابل 15 % قبل عام) بفضل النساء اللواتي يزيد عددهن أربع مرات عن الرجال في هذه الخدمة.

وحلت تويتر في المرتبة الرابعة مع استخدامها من قبل 18 % من البالغين الاميركيين الذين يستخدمون الانترنت (16 % نهاية العام 2012) بفضل الشباب والاميركيين السود، واحتلت المرتبة الخامسة "إنستاغرام" التي جذبت 17 % من البالغين في مقابل 13 % قبل عام، وتظهر الدراسة ان فيسبوك وإنستاغرام لديهما مستخدمون أكثر "التزاما" اذ ان غالبية المشتركين يطلعون على حساباتهم يوميا.

واجري استطلاع الرأي هذا عبر الهاتف من السابع من آب/اغسطس الى 16 ايلول/سبتمبر وشمل 1801 بالغ فوق سن الثامنة عشرة، وبلغ هامش الخطأ فيه 2,6 %، وهذه الدراسة لا تشمل المراهقين دون الثامنة عشرة وهم مستخدمون كبار لشبكات التواصل الاجتماعي.

أكثر إغراء من الجنس

من جهة اخرى يبدو أن الاطلاع على موقع "فيسبوك" او "تويتر" هو أكثر إغراء من ممارسة الجنس أو تدخين سيجارة، بحسب ما جاء في دراسة نشرت مؤخراً، وقد اعتبرت هذه الدراسة أن الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي عبر إرسال التغريدات أو نشر الصور أو الإدلاء بالتعليقات هو أكثر إغراء من ممارسة الجنس أو تدخين سيجارة، وقد أجرى باحثون من جامعة شيكاغو هذه الدراسة على مدى أسبوع في ألمانيا.

وذكر ويلهم هوفمان القيم على هذه الدراسة في صحيفة "لوس انجليس تايمز" أنه "من الأصعب مقاومة إغراءات وسائل التواصل هذه لأنها متوافرة على نطاق واسع ولأنها غير مكلفة"، وقد شملت الدراسة أشخاصا تتراوح اعمارهم بين الثامنة عشر والخامسة والثمانين استخدموا بانتظام هواتفهم الذكية لإبلاغ الباحثين في كل مرة يشعرون فيها برغبة في الاطلاع على موقع تواصل اجتماعي.

وكان على المشاركين أيضا أن يعربوا عن رغباتهم الأخرى، من قبيل ممارسة الجنس او تدخين سيجارة أو احتساء مشروب، وتبين أن الرغبة في الاطلاع على موقع تواصل اجتماعي هي أكثر رغبة تصعب مقاومتها.

وأظهرت هذه الدراسة ايضا ان العمل يعد إدمانا كبيرا، إذ إن المشاركين تمكنوا من كبح رغباتهم في إقامة علاقات جنسية أو التبضع، لكنه كان من الاصعب بالنسبة إليهم ألا يلبوا نداء العمل.          

أصدقاء على فيسبوك

الى ذلك أظهرت دراسة اعدت في الولايات أن الأهل الأميركيين لا يترددون في إضافة أولادهم إلى لائحة "أصدقائهم" على "فيسبوك" كي يتمكنوا من مراقبة أنشطتهم على الانترنت، لكن الأولاد لا يرحبون جميعهم بهذه الخطوة، وبينت الدراسة المعنونة "الانترنت والحياة الأميركية" والتي أجراها مركز "بيو" للأبحاث أن نحو 80 % من الأهل الذين يملك أولادهم حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" يملكون بدورهم حسابا على تلك الشبكات، وقد علق غالبية هؤلاء الأهل على ما نشره أولادهم عبر الانترنت أو أجابوا عليه مباشرة.

لكن الأولاد عبروا عن "مشاعر متباينة تجاه فكرة أن يكونوا أصدقاء مع أهلهم" على شبكات التواصل الاجتماعي، بحسب ساندرا كورتيزي التي شاركت في إعداد الدراسة، وأوضحت كورتيزي أن "بعض الشبان يحبذون أن يكونوا أصدقاء مع أفراد عائلتهم" فيما يفضل البعض الآخر "عدم إضافة أهله على لائحة أصدقائه لكنه يضيفهم في كل الأحوال، ويختار البعض أن يجعل حسابه سريا أو أن يمنع أهله من النفاذ" إلى حسابه. بحسب فرانس برس.

وشرح الأهل أنهم يفتحون حسابا على تلك الشبكات لأنهم يخافون من المخاطر التي قد يتعرض لها أولادهم، وأوضحوا أن "قلقهم الأول" يتعلق بالبيانات التي يمكن أن يجمعها أصحاب الإعلانات، وأكد نحو 53 % من الأهل أنهم "يقلقون جدا" من طريقة تصرف أولادهم على الانترنت مع الغرباء ومن أن تلحق أنشطة أولادهم الالكترونية الضرر بسمعتهم، وأجريت الدراسة بين 26 تموز/يوليو و30 أيلول/سبتمبر وشملت 802 شخص من أهل وأولاد تراوحت أعمارهم بين 12 و17 عاما.

موقع تواصل جديد

فيما أبصر موقع تواصل اجتماعي النور على الانترنت تحت اسم "توب ذات" (أي سجل نتيجة أفضل)، على أمل أن يلقى نجاحا في أوساط مجموعات الاصدقاء التي يسمح لها بتبادل التحديات، وشرح براندون كارويانا مؤسس هذا الموقع الذي يتخذ في جزر كايمان مقرا له لوكالة فرانس برس "تفتقر مواقع التواصل الاجتماعي الحالية إلى هذه الميزة التنافسية، فالأصدقاء يحبون التنافس في الحياة الواقعية وهم يمرحون دوما في نهاية المطاف".

وقد اتت هذه الفكرة على بال براندون كارويانا خلال مواجهة بين أصدقاء حول تقنيات لعبة الغولف، فصور شريط فيديو ونشره على الانترنت وطلب من أصدقائه الادلاء بآرائهم، ولم يتمكن الاصدقاء من البت في المسألة، فقرر براندون كارويانا وصديقه فتح باب التصويت أمام الجمهور، لكنهما لم يجدا أي موقع اجتماعي يسمح لهما بالقيام بذلك. فقام براندون كارويانا باستحداث موقع لهذا الغرض.

وهو لفت قائلا "يريد المستخدمون دوما تعليقات تبدي عن الاعجاب والاهتمام، لكن ما من حيز يسمح لهم بالتواجه"، ويمكن للمستخدم في هذا الموقع المجاني أن ينشر أي شريط فيديو يقارن مع أشرطة وصور أخرى في إطار التحديات التي ترفع، ومن الممكن ربط الصفحة التي تستحدث على موقع "توب ذات" بالصفحات الأخرى المفتوحة على مواقع اجتماعية أخرى.

انتخابات رئاسية

بدورها لو كانت الانتخابات الرئاسية تحسم على شبكات التواصل الاجتماعي لكان باراك اوباما فاز فيها بكل تأكيد على ميت رومني، لكن هذه الممارسة التي تعتبر برأي كثيرين أحد مفاتيح الاقتراع وميزة ديموقراطية، قد تكون ايضا محفوفة بالمخاطر.

فمع أكثر من 20 مليون مستخدم لموقع تويتر وأكثر من 30 مليون عبارة "أحب" على الفيسبوك، يتجاوز الرئيس الديموقراطي الذي جعل الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي أحد المحاور الرئيسية في حملته في 2008، الى حد كبير خصمه الجمهوري الذي يحظى ب1,3 مليون "متابع" على تويتر و8,8 مليون "احب" على الفيسبوك.

ولا شيء يمنع اجانب -لن يصوتوا في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر- من المشاركة في هذه الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي، كما ان لا شيء يجزم ان كل هذا الاهتمام الافتراضي سيترجم فعلا الى اصوات، لكن بعض الخبراء يرحبون بتجديد الحوار الديموقراطي على هذه الشبكات الالكترونية.

ولخص الان روزنبلات من مركز الابحاث "سنتر فور اميركان بروغرس اكشن فاند" الحالة بقوله "ان المصافحة بالايدي وجميع فعاليات الحملة الكلاسيكية لم تتوار بل انها ما زالت ضرورية لتحقيق الفوز، لكن ان لم يكن هناك اي استراتيجية على الانترنت لا يمكن تحقيق الفوز ايضا"، واول مناظرة متلفزة بين المرشحين الرئاسيين في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر انتجت أكثر من 10 ملايين رسالة على تويتر رحبت بـ"الحدث السياسي الاميركي الاكثر تغريدا على تويتر".

وقالت جانيت كاستيو البرفسورة في جامعة فلوريدا ستيت ان هذا المشهد الاعلامي الجديد لا يمنع الناخبين من مواجهة وجهات نظر خصومهم، فعلى شبكات التواصل الاجتماعي وعلى الانترنت بشكل اعم "سيبحثون عن رأي مختلف عن رأيهم حتى وان كان لدحضه فقط".

واعتبرت كاستيو ان موقع تويتر يساعد على تعزيز العملية الديمقراطية "أكنتم باراك اوباما او اي متشرد لديكم 140 حرفا (لكتابة رسالتكم) وكل ذلك يشكل مسابقة للإيجاز"، وتابعت "لا نعرف الى اي حد يؤثر ذلك على الاقتراع، لكن في مجمل الاحوال فان ذلك يجري بكل تأكيد خارج اي سيطرة للسياسيين".

لذلك ايا تكن الفائدة من استخدام تويتر والفيسبوك وبشكل اوسع الانترنت للترويج لترشيح فان جمع الاموال او انتقاد الخصم يمكن ان تبدو الممارسة ايضا سلاحا ذا حدين، فأي فريق حملة ليؤمن الفوز "عليه تعلم ادارة فوضى" تويتر وملايين الرسائل المتبادلة على الموقع كل يوم كما يقول الان روزنبلات.

وذكر ان ال"هاشتاغ" (علامة المربع) الذي يسمح باطلاق موضوع مناقشة على تويتر، يمكن ان يكون من السهل تحويله عن هدفه الأول، "فاي شخص يمكنه إطلاق هاشتاغ، لكن لا يمكن تقييد استخدامه بل بامكان الجميع اخذه مجددا على حسابه"، وقد حدث ذلك مرتين لفريق رومني منذ بدء الحملة.

في ايلول/سبتمبر اثير مجددا تصريح جمهوري -استعاد هو نفسه ردا شهيرا لرونالد ريغن- اذ أطلق فريق المرشح هاشتاغ هل تعيشون بشكل أفضل اليوم (ار يو بيتر اوف)، وتلك المبادرة التي كان يفترض ان تسمح لأنصار ميت رومني بالتشديد على استمرار الصعوبات الاقتصادية منذ وصول اوباما الى الحكم في 2009، لم تعط نتيجتها المرجوة لان استخدام الهاشتاغ من قبل أنصار الرئيس تجاوز الى حد كبير استخدامه من قبل مناصري رومني.

انتهاء عهد الديمقراطية

من جانبه قدم عملاق مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" اقتراحا يقضي بنزع حق التصويت على القرارات والسياسات التي تنتهجها الشركة، الأمر الذي لم يلق ترحيبا من قبل المشتركين، واشتمل مقترح فيسبوك على تعديل سياسة إعطاء المشاركين بالموقع حق التصويت على القرارات والخطوات الكبيرة والتي تمس بشكل مباشر بهم، وذلك بذريعة صعوبة انتهاج "الديمقراطية" بين مستخدمي الموقع والذي يتجاوز عددهم المليار شخص. بحسب سي ان ان.

واقترحت الشركة انتهاج مسعى جديد للتصويت على القرارات وإعطاء المستخدمين الفرصة لإبداء رأيهم تقوم على وجوب تصويت 30 في المائة من مستخدمي الموقع أي نحو 300 مليون مستخدم ليتم التخلي عن قرار معين كانت الشركة بصدد اتخاذه.

ويشار إلى أن شركة فيسبوك قامت في وقت سابق بالاستعانة بمستخدميها للتصويت على تغيير قوانين الخصوصية، التي أثارت جدلاً واسعاً، منذ الإعلان عن تطبيقها مطلع العام الماضي، ويذكر أن الموقع وقع في وقت سابق العام الماضي على اتفاق مدته 20 عاماً، تخضع خلالها لمراجعة مدى التزامه بخصوصية حسابات مشتركيه، وذلك على خلفية قضية رفعتها لجنة التجارة الاتحادية الأمريكية، متهمة الموقع بتضليل أعضائه.

محاكات المواقع الاجتماعية

من جانب اخر يحلل البرنامج ردود المستخدم على الرسائل التي يتلقاها، ليقدم له فيما بعد اقتراحات تلقائية للرد على تلك الرسائل، إذا ما أصبح وجودك بشكل دائم على مواقع التواصل الاجتماعي عبئا عليك، فربما تجد لدى شركة غوغل ما يقدم لك يد العون، فلقد قام عملاق البحث الأمريكي بتسجيل براءة اختراع لخطط تتعلق ببرنامج يتعرف شيئا فشيئا على طريقة تفاعلك مع شبكات التواصل الاجتماعي، ويمكن للبرنامج محاكاة ردود المستخدمين على التدوينات والرسائل التي تصلهم من أصدقائهم وأقاربهم، ويقوم البرنامج أيضا بتحليل التفاعل المستمر من قبل المستخدمين، كما يعمل على تحديد الرسائل التي تتطلب منهم قدرا أكبر من الاستجابة بشكل شخصي.

وكتب آشيش بهاتيا، مهندس البرمجيات في شركة غوغل، في نص براءة الاختراع: "شهدت الأعوام الأخيرة رواجا لاستخدام الشبكات الاجتماعية وغيرها من أنواع التواصل الإلكتروني، ويصعب، في الغالب، على المستخدمين متابعة جميع الرسائل التي تَرِد إليهم والرد عليها"، ولمساعدة المستخدمين على مواكبة هذا التطور، يحمل بهاتيا تصورا لنظام يعمل على جمع المعلومات عن جميع الشبكات الاجتماعية المختلفة التي يشترك فيها المستخدم، ومن ثم يسجل ذلك البرنامج ما يقوم به المستخدم كما يتابع طريقة تفاعله مع مختلف الرسائل والتنبيهات ومقاطع الفيديو والصور والروابط الإلكترونية.

ويعمل البرنامج أيضا على تحليل ردود المستخدم على الرسائل، ليصبح في النهاية قادرا على عرض اقتراحات تلقائية للردود على الرسائل تشبه ردود المستخدم نفسه، ويتمتع البرنامج المقترح بمرونة كافية للتعامل مع أحداث مختلفة، ومن ثم اختيار ردود تتناسب مع مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من التطور الذي يبدو ظاهرا من ذلك البرنامج، فإن الأمثلة التي قدمتها براءة الاختراع تظهر أنه لا يزال في حاجة إلى بعض التعديل.

وترى هادلي بيمان، الخبيرة في شبكات التواصل الاجتماعي، أن الذكاء البشري في التفاعل مع الآخرين قد يحد من قدرة برنامج غوغل وإجاباته المقترحة على تحديد الأمور البديهية بطريقة ملائمة، فذكر موعد غداء، مثلا، قد يبدو أمرا غير مهم، إلا أنه يكون مهما في حياة شخص ما لأسباب لا يمكن للبرنامج أن يدركها، ويتساءل شون لوسان، الأستاذ بجامعة لينكون الذي يعمل على دراسة البرمجة الاجتماعية، عن السبب الذي قد يدفع البعض للجوء إلى هذا النوع من الخدمات، ويقول: "هل تقلقنا عملية الرد على جميع الرسائل التي ترد إلينا من جميع الأصدقاء أو المتابعين، ما يجعلنا نشعر بحاجتنا الشديدة لهذا البرنامج؟".

ويرى لوسان أن برنامج غوغل يؤكد في الغالب على مفهوم شائع خاطئ مفاده أن الإعلام الاجتماعي يقلل من تواصل الناس مع بعضهم، وتابع قائلا: "الرائع في فكرة الإعلام الاجتماعي أنه يقوم بالعكس، إذ يعمل على تسهيل التفاعل بين الناس بطرق كان يستحيل استخدامها منذ أعوام قليلة ماضية."

قرارات مفيدة

في سياق متصل إذا كنت قد عقدت العزم على إنقاص وزنك، والسفر أكثر حول العالم، وتنظيم أموالك في العام 2014، فهذه بداية جيدة، ولكن فجر العام الجديد هو أيضا وقت مثالي للتحول الرقمي باتجاه نهج أكثر ذكاء وانضباطاً على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، و"إينستاغرام" والمنصات الاجتماعية الأخرى، وأشارت دراسة جديدة صدرت عن مركز "بيو" للأبحاث إلى أن 73 في المائة من الأشخاص البالغين في الولايات المتحدة ينشطون على شبكة الانترنت، ونقدم بالتالي سبعة اقتراحات، من أجل تحسين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في العام الجديد. بحسب سي ان ان.

1. لا تنشر صور وجبات الطعام: قد تبدو مقاطعة وجبة العشاء مع رفقة لطيفة من أجل تحميل الصور على "اينستاغرام" أمراً وقحاً بالنسبة إلى أصحابك، وتخصص بعض المطاعم طاقما من المصورين لالتقاط صور أطباق الطعام المقدم، فحاول استخدامها، خصوصا أن الصور ستكون مهنية وواضحة بشكل أكبر.

2. فكر جيداً قبل أن تغرد: ومن المدهش كيف أن الكثير من الأشخاص يضعون أفكارهم على "تويتر" بلا تقييم أو التوقف للنظر ببعض الأفكار التي قد تكون مسيئة أو بلا فائدة.

3. لا تنشر صور الأشخاص بطريقة مخجلة: ومن المفضل، أن تطلب الموافقة من الأشخاص الذين تريد نشر صورهم على الإنترنت، ما يعتبر بمثابة قاعدة احترام مشتركة.

4. تحقق من الحقائق: تأكد من صحة المعلومات التي تنشرها خصوصا إذا تمحورت حول شخصيات عامة، إذ أن التعليقات المنهمرة على "فيسبوك" و"تويتر" لا تترك مجالاً لالتقاط الأنفاس، ويمكن لوسائل الإعلام الاجتماعية نشر المعلومات المضللة بطريقة أسرع من الحقائق. لذا، كي لا تخسر ثقة أصدقائك تأكد من المعلومات قبل نشرها.

5. تذكر القول المأثور "خير الكلام ما قل ودل": وقد يكون لنشر صور طفلك أو قطك وقع جميل، ولكن احرص على عدم نشر الكثير من الصور، كذلك، تثير كثرة التغريدات على "تويتر" أو التعليقات المحدثة والمتسارعة على "فيسبوك" بعض الشعور بالضجر من قبل المحيطين بك.

6. لا تدع نرجستيك تتفوق على تواضعك: لذا، لا تنشر الكثير من صورك إذا كانت عادية ولا تتضمن عناصر جديد مثل ارتداء لباس تقليدي، والظهور مع أحد المشاهير، والوقوف أمام برج "إيفل".

7. كن نفسك: ولا تروج لنفسك على مواقع التواصل الاجتماعي، بطريقة مشابهة لبناء علامة تجارية لمنتوج ما، فالتسويق لن ينجح بهذه الحالة ولا تركض فقط وراء جمع تعليقات "لايك" وزيادة عدد الأتباع على "فيسبوك" و"تويتر".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 7/كانون الثاني/2014 - 5/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م