أمريكا وإسرائيل... اقل من قطيعة واكثر من توتر

 

شبكة النبأ: يرى مراقبون ان العلاقة بين أمريكا وإسرائيل تتزايد فيها التوترات والتقاطعات وقد تصل الى القطيعة، فالنظرة الى مستقبل الشرق الأوسط بين الحليفين التي تربطهما علاقة استراتيجية تاريخية عتيدة، تتناقض هذه الرؤية في النظر الى مصالحهما وطريقة التعامل مع الأعداء وبالخصوص العدو الدائم ايران، لذلك احس الإسرائيليون بان أمريكا اخذت في العمل خارج السياق الأسرائيلي، خصوصا ان أمريكا قد أصابها التذمر من مطالب إسرائيل المدللة المدعومة من الكونغرس الأمريكي المرتهن بلوبيات الضغط اليهودي.

من هنا يبدو ان إسرائيل تسعى بجهد جهيد لكبح تأثير موجة من الجهود الدبلوماسية الدولية لم تكن في صالحها في الأسابيع القليلة الماضية عبر زيادة مطالبها المتعلقة بأي اتفاق نهائي بين ايران والقوى العالمية، وأبرم اتفاق مؤقت الشهر الماضي للحد من أنشطة برنامج ايران النووي مقابل تخفيف محدود للعقوبات مما أغضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي وصفه بأنه خطأ تاريخي.

حيث دأب نتنياهو على اصدار تهديدات مستترة بأن إسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط قد تشن هجوما عسكريا بمفردها على إيران. وتقول طهران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية بحتة.

لكن يرى معظم المحللين أن الردود الانفعالية للزعيم الاسرائيلي يريد من خلالها ممارسة ضغط على الرئيس الامريكي باراك أوباما ومنع تحسن العلاقات الامريكية الايرانية أسرع مما ينبغي وبدرجة اكبر مما ينبغي، وقد يكون إرسال رسالة الى أنصار اسرائيل في الكونجرس الامريكي أحد الأساليب لتحقيق ذلك، ودب خلاف بين مجلس الشيوخ وأوباما بشأن ما اذا كان يجب الإعداد لعقوبات جديدة لفرضها على ايران، ويقول محللون سياسيون إن إسرائيل ستواجه عزلة دولية إذا نفذت الهجوم في الوقت الذي تجرى فيه المحادثات، وهناك شعور متزايد في واشنطن أن نتنياهو تقبل فكرة أن من غير المرجح أن يعطل المفاوضات وبالتالي فإنه ربما لجأ لأساليب الإفساد بصرف النظر عن مدى عدم الترحيب بها في إدارة أوباما.

بينما توضح الادارة الامريكية لاسرائيل وانصارها ولاعضاء مجلس الشيوخ الامريكي ان من المهم استغلال الاشهر الستة المقبلة لاختبار ما اذا كانت ايران جادة في التوصل لاتفاق شامل، كما يحرص بعض اعضاء مجلس الشيوخ على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران وهو احتمال يقول البيت الابيض انه سيعرقل الجهود الدبلوماسية الحساسة مع ايران، لذا يسعى نتنياهو لإبطاء تحسن العلاقات بين ايران وامريكا بتصعيد مطالبه المتخبطة.

تخبط إسرائيل

في هذا السياق سارع نتنياهو الى المطالبة بتفكيك لا احتواء مشاريع ايران النووية بالكامل ووقف برنامجها لتطوير الصواريخ المتعددة المراحل وهي قضية لم يتناولها الاتفاق المؤقت الذي وقع في جنيف في 24 نوفمبر تشرين الثاني، بل ان نتنياهو قال إن على المفاوضين المطالبة بتغيير "سياسة الإبادة الجماعية" التي تنتهجها ايران ضد اسرائيل وتتجلى من خلال إمدادها النشطاء الفلسطينيين واللبنانيين بالصواريخ ودعوتها لتدمير اسرائيل.

واستقبلت واشنطن هذه الطلبات بفتور ولن تعيرها ايران اهتماما ووصفها دبلوماسي غربي كبير بأنها "جنونية"، وقال مستشار سابق لنتنياهو طلب عدم نشر اسمه إن المشرعين كانوا الجمهور الذي استهدفه رئيس الوزراء الاسرائيلي، وأضاف "تأجيل الكونجرس فرض عقوبات أمر وإلغاء العقوبات بموجب اتفاق نهائي مع ايران أمر آخر، نتنياهو يريد الإسهام في تحديد النبرة في الكونجرس وهو لا يأبه إن لاحظ أوباما ذلك".

وقال مسؤول اسرائيلي مطلع مباشرة على المشاورات التي جرت مؤخرا بين خبراء امريكيين واسرائيليين بشأن ايران "لا أستطيع أن أصدق أن الأمريكيين راضون عن تعبير (نتنياهو) عن آرائه بهذه الحدة التي يبديها في هذه المرحلة الحرجة"، وتعتبر الولايات المتحدة التواصل مع حكومة ايران الجديدة المعتدلة نسبيا فرصة لنزع فتيل التوتر المستمر منذ اكثر من 30 عاما، ولدى سؤالها عن مسعى نتنياهو لتوسيع نطاق مفاوضات جنيف قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض برناديت ميهان إن المحادثات اقتصرت على الملف النووي، واستطردت قائلة "من المهم أن نسجل أن التقدم على صعيد الأزمة النووية لا يغير عزيمتنا من أجل إنهاء دعم ايران للإرهاب وتهديداتها لأصدقائنا وشركائنا وانتهاكات حقوق الانسان".

وقال اسحق بن اسرائيل خبير شؤون الفضاء ومصمم الأسلحة الاستراتيجية السابق في وزارة الدفاع الاسرائيلية إن نتنياهو يملي شروطا "شديدة الصعوبة" بالنسبة لبرنامج ايران للصواريخ المتعددة المراحل، وأضاف أنها تم تطويرها بالتوازي مع برنامج طهران الفضائي الذي يخطو خطواته الأولى وتكهن بأن يستقبل الإيرانيون اي خطوة ضد ترسانتهم الصاروخية باعتبار أنها تقوض المساعي العلمية لبلادهم، وقال بن اسرائيل وهو حاليا استاذ للدراسات الأمنية والدبلوماسية في جامعة تل ابيب "لن يتخلوا عن الصواريخ الفضائية. لن يحدث هذا ابدا"، وقال مسؤول اسرائيلي إن حكومة نتنياهو تعتبر برنامج ايران الفضائي ستارا لبرنامجها للصواريخ المتعددة المراحل. وأضاف ان البرنامج "ليس سلميا وكذلك مشاريع ايران النووية غير سلمية. ليس هناك داع لتمييز زائف بينهما".

ويرى جاري سامور مسؤول منع الانتشار النووي سابقا في إدارة أوباما والذي يقوم بالتدريس حاليا في جامعة هارفارد إن دعوات اسرائيل ذات قيمة حتى لو لم تتم الاستجابة لها في نهاية المطاف، وقال "أعتقد أن من غير المرجح أن توافق ايران على أن يتضمن اتفاق نووي برنامجها للصواريخ المتعددة المراحل"، وأضاف "لكن الصواريخ المتعددة المراحل وقضايا أخرى كثيرة مثل سياسة ايران العدائية تجاه اسرائيل يجب أن تكون مدرجة على جدول الأعمال اذا -ومتى- وصلنا لاتفاق لحل المسألة النووية"، وقال دبلوماسي غربي كبير إن نتنياهو يطرح "مطالب جنونية مبالغا فيها" الى حد أن بعض المنتمين لدائرته المقربة اعترفوا بأنه لا يمكن تحقيقها، ويرى جيورا ايلاند وهو مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي أن هذا التحرك من جانب نتنياهو ربما يرمي الى هدف تكتيكي آخر، وقال "ربما يطرح طلبا للمفاوضات يمكن التراجع عنه فيما بعد كنوع من التنازل مع توقع أن تقدم ايران تنازلات بدورها".

اجتماعات بشان الاتفاق الايراني

في الوقت نفسه استضافت سوزان رايس مستشارة الامن القومي للرئيس الامريكي باراك اوباما سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين اسرائيليين في محاولة للحصول على تأييدهم لاتفاق مؤقت مع ايران يهدف الى احتواء البرنامج النووي الايراني، ونجمت هذه الاجتماعات التي اعلنها بيان للبيت الابيض عن محادثات جرت بين اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الشهر الماضي مع محاولة واشنطن اقناع اسرائيل المتشككة بدعم الاتفاق الايراني.

وتشك اسرائيل فيما اذا كانت ايران ستتخلى فعلا عن برنامج نووي يعتقد الغرب انه يهدف الى صنع سلاح نووي، ويوقف الاتفاق المؤقت الذي تم التوصل اليه في جنيف الشهر الماضي بين ايران وست دول كبرى البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف متواضع للعقوبات. وستحاول الاطراف التفاوض خلال الاشهر الستة المقبلة على حل شامل للتحدي النووي الايراني، والتقت رايس بالاضافة الى نائبها توني بلنكين ومسؤولين كبار من وزاراتي الخارجية والخزانة مع يوسي كوهين مستشار الامن القومي الاسرائيلي ومسؤولين اسرائيليين اخرين. بحسب رويترز.

وقال البيت الابيض "اكد الفريق الامريكي خلال هذه الاجتماع هدف الرئيس اوباما بمنع ايران من الحصول على سلاح نووي"، وقال اوباما في مركز سابين لسياسة الشرق الاوسط في السابع من ديسمبر كانون الاول "اذا ثبت في نهاية الستة اشهر عدم تمكننا من التوصل لاتفاق لن نكون في وضع اسوأ وفي حقيقة الامر سيكون لنا تأثير اكبر على المجتمع الدولي لمواصلة تطبيق العقوبات بل وتشديدها".

امريكا تسترضي إسرائيل على حساب فلسطين

على صعيد ذو صلة قال مسؤول فلسطيني رفيع إن الولايات المتحدة تطلب من الفلسطينيين تقديم تنازلات أمنية في محادثات السلام مع إسرائيل من أجل إسكات الانتقادات الإسرائيلية للمسار الدبلوماسي الذي تتبعه القوى العالمية في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وتسببت هذه الاتهامات التي جاءت على لسان ياسر عبد ربه المساعد البارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس في تقليص الآمال في التوصل لاتفاق عن طريق التفاوض بحلول الموعد المحدد له في شهر أبريل نيسان. وانضم عبد ربه إلى الرئيس الفلسطيني في اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وقال عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين "هذه الأزمة منشأها أن وزير الخارجية الأمريكي يبدو أنه يريد إرضاء إسرائيل من خلال تلبية مطالبها التوسعية في الأغوار بحجة الأمن وكذلك المطامع التوسعية التي تتجلى عبر النشاطات الاستيطانية في القدس وفي أرجاء الضفة الغربية"، وأضاف "كل ذلك يريده ثمنا لإسكات الإسرائيليين عن الصفقة مع إيران ولتحقيق نجاح وهمي بشأن المسار الفلسطيني الإسرائيلي على حسابنا بالكامل" في إشارة إلى الاتفاق المؤقت الذي جرى التوصل إليه في جنيف يوم 24 من نوفمبر تشرين الثاني بين القوى العالمية وإيران، وقال "الحديث يدور عما يسمى اتفاق اطار وهذا يعني في حقيقة الأمر اتفاقا غامضا للغاية واتفاقا عاما للغاية يتناول الحقوق الفلسطينية بشكل عمومي ومفتوح وغير محدد بعناوين ذات طابع انشائي اكثر منها سياسي".

وأوضح عبد ربه أن أي اتفاق مرحلي سيؤدي "إلى التفاوض لاحقا بشأن هذه الحقوق وليس من أجل تلبيتها بينما المطالب الاسرائيلية يتم التعامل معها في هذه الحالة بشكل محدد من أجل الالتزام بها وتطبيقها بشكل فوري"، واستأنف المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام بوساطة أمريكية في 29 من يوليو تموز بعد توقف استمر نحو ثلاث سنوات، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منتدى بمعهد بروكنجز في واشنطن "أعتقد أنه من الممكن خلال الاشهر المقبلة التوصل لإطار عمل لا يعالج كل التفاصيل ولكن يجعلنا نصل لنقطة يدرك فيها الجميع أن التحرك للأمام أفضل من الرجوع للخلف"، وأوضح أوباما في تصريحاته أنه إذا تم التوصل لاتفاق إطار في العام المقبل فإنه سيظل هناك عمل كثير يتعين القيام به، وذكر أن الخطوط العريضة لاتفاق سلام محتمل واضحة وترك الباب مفتوحا أمام التوصل لاتفاق يستبعد قطاع غزة الذي تحكمه الآن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المعارضة لتحركات السلام التي يقوم بها عباس.

وقال أوباما "إذا كان هناك نموذج في الضفة الغربية يمكن للشبان الفلسطينيين في غزة التطلع إليه ويرون أن بوسع الفلسطينيين العيش فيها بكرامة... فقد يصبح ذلك ما يريده الشبان في غزة أيضا"، وتساءل عبد ربه "من قال إننا نريد اتفاق إطار يحدد مبادئ للحل والتسوية مرة أخرى خارج إطار الشرعية الدولية وخارج إطار القوانين والقرارات الدولية.. هذا كله سيقود جهود وزير الخارجية الأمريكي إلى طريق مسدود وإلى فشل كامل"، واتهم عبد ربه وزير الخارجية الامريكي بالتعامل "مع قضايانا ومواضيعنا بطريقة فيها درجة عالية من الاستهانة بينما يريد أن يكسب الموقف الإسرائيلي".

وقال إن الحديث عن حلول انتقالية "يناقض كليا ما كان قد وعد به وزير الخارجية الأمريكي في بداية العملية السياسة وخاصة فيما يتصل بالابتعاد عن أي حلول انتقالية أو جزئية والتركيز على حل نهائي وشامل متوازن وقابل للتنفيذ لكل قضايا الوضع النهائي"، وأضاف "وفي المقدمة القدس واللاجئين والاستيطان وضمان حدود الدولة الفلسطينية على أساس خط الرابع من حزيران عام 67 بعاصمتها القدس".

عمليات التنصت الاميركية

وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عمليات التنصت الاميركية والبريطانية المفترضة على سلفه ايهود اولمرت والتي كشفتها وسائل الاعلام، بانها "غير مقبولة"، وقال نتانياهو خلال لقاء مع نواب من حزبه الليكود في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) "نظرا للعلاقات الوطيدة بين الولايات المتحدة واسرائيل، هنالك امور لا يمكننا القيام بها وهي غير مقبولة بالنسبة لنا"، واكد نتانياهو بانه طالب "بالتحقق من هذه المعلومات".

واوردت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية انه تمت مراقبة اكثر من الف هدف في حوالى ستين بلدا في السنوات الثلاث الاخيرة من قبل وكالة الامن القومي الاميركية وادارة الاستخبارات البريطانية، بما في ذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي حينذاك ايهود اولمرت وغيره من الزعماء، حسبما ورد في وثائق سربها المستشار السابق في الوكالة الوطنية الاميركية للمخابرات ادوارد سنودن، واكد وزير الاستخبارات الاسرائيلي يوفال شتاينتز "نحن لا نتجسس على رئيس الولايات المتحدة او على البيت الابيض، ان القواعد واضحة، لدينا التزامات حول الموضوع ونحن نحترمها". بحسب فرانس برس.

واتفقت اسرائيل وحليفتها الاستراتيجية على عدم التجسس على بعضهما عقب اعتقال المحلل السابق في البحرية الأمريكية جوناثان بولارد عام 1985 والذي زود اسرائيل بالاف من الوثائق السرية حول عمليات التجسس الاميركية في العالم العربي، وحكم القضاء الاميركي على الجاسوس بولارد بالسجن مدى الحياة، لكن التقارير حول تجسس الولايات المتحدة على حلفائها اثارت دعوات جديدة لاطلاق سراحه، والتقى نتانياهو زوجة بولارد واطلعها "على الجهود المستمرة التي تقوم بها اسرائيل" للافراج عن زوجها.

واكد نتانياهو بانه يعمل باستمرار على اطلاق سراح بولارد الذي حصل على الجنسية الاسرائيلية في 1995، وقال نتانياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته "لا نحتاج الى حدث معين لنناقش اطلاق سراح جونثان بولارد. نحن نتعامل مع القضية، انا اتعامل مع هذه القضية مع كل الرؤوساء الاميركيين بما في ذلك الرئيس اوباما،حاليا وعلى مدار الساعة".

مقاطعة أكاديمية

الى ذلك هونت إسرائيل من شأن مجموعة من الأكاديميين الأمريكيين قررت مقاطعتها واصفة إياها بأنها "يسارية راديكالية" لكنها ابدت قلقها من ان تحذو منتديات اكاديمية اخرى في الولايات المتحدة حذوها، وأصبحت جمعية الدراسات الأمريكية أكبر تجمع أكاديمي أمريكي يؤيد مقاطعة إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين. ويعد قرارها رمزيا إلى حد بعيد حيث إنها لا تستطيع فرض الالتزام به على أعضائها الذين يبلغ عددهم زهاء خمسة آلاف ولا على أي مؤسسة أمريكية أخرى، لكن إسرائيل تخشى ان تفسح هذه الخطوة السبيل لجهود شعبية لعزلها في الولايات المتحدة. واجتذبت جهود مقاطعة إسرائيل بعض الاهتمام في اوروبا.

ويتخذ الاتحاد الاوروبي موقفا اكثر حزما من الموقف الأمريكي من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ويطالب بألا تستفيد من الأموال الأوروبية المخصصة لإسرائيل في إطار تمويل البحث العلمي، ووصف نائب وزير الخارجية الإسرائيلي زئيف إلكين جمعية الدراسات الأمريكية بانها "جماعة يسارية راديكالية" لا تربطها صلات كبيرة بالمجتمع الأكاديمي في إسرائيل.

لكنه قال لراديو إسرائيل "علينا ان نستعد لخطر انتقال (دعوة المقاطعة) إلى منتديات اكاديمية اخرى اكثر جدية"، وأضاف إن الدبلوماسيين الإسرائيليين وزعماء الجماعات اليهودية الأمريكية يسعون "بشكل مكثف" لاقناع منتديات أكاديمية أمريكية أخرى بألا تحذو حذو جمعية الدراسات الأمريكية، وقال إلكين إن وزارة الخارجية شكلت جماعة تأييد باسم "وجوه من إسرائيل" كي "تعمل بين اصحاب النفوذ تحديدا لمنع حدوث حالات مثل هذه".

وجاء قرار جمعية الدراسات الأمريكية تأييدا لقرار اتخذه مجلسها الوطني بالإجماع يدعو إلى حث المؤسسات العلمية الأمريكية على عدم التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية. لكن قرار الجمعية يتضمن استثناءات واسعة للعلماء الإسرائيليين الذين يعملون بصفة فردية مع نظراء أمريكيين، وقالت الجمعية إن القرار يأتي ردا على "التأثير الموثق للاحتلال الإسرائيلي على العلماء والطلاب الفلسطينيين والمدى الذي بلغته مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية كطرف في سياسات الدولة التي تنتهك حقوق الانسان"، وقالت إسرائيل إن حملة المقاطعة تستهدفها على نحو جائر، وكتب رون ديرمر سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة في موقع فيسبوك "اختارت جمعية الدراسات الأمريكية ان تكون أول مقاطعة لها على الاطلاق هي مقاطعة إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط والتي ينعم فيها الاكاديميون بالحرية فيما يريدونه قولا وكتابة وبحثا علميا". بحسب رويترز.

وفي مايو ايار انسحب عالم الكونيات البريطاني ستيفن هوكينج من مؤتمر إسرائيلي. وقالت جامعة كمبريدج انه فعل ذلك في اطار مقاطعة من قبل بعض الاكاديمين البريطانيين احتجاجا على احتلال إسرائيل للضفة الغربية، وكانت جمعية الدراسات الأمريكية ثاني جمعية أكاديمية أمريكية توافق على المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل بعد أن وافقت جمعية الدراسات الأمريكية الآسيوية على المقاطعة في أبريل نيسان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 5/كانون الثاني/2014 - 3/ربيع الأول/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م