الموت.. واحد وان تعدد اسبابه

 

شبكة النبأ: الموت حقيقة لا يمكن إنكارها او الفرار منها فهو سر من أسرار الخالق عز وجل، وقد عجز العلماء والعلم الحديث عن الوصول الى معرفته على الرغم من تعدد أسبابه وتنوعها، والموت بحسب بعض التعاريف هو حالة توقف المخلوقات الحية نهائيا عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة والخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الأنفة الذكر.

وطبيا هناك تعريفان للموت هما الموت السريري هو حالة الانعدام الفجائي لدوران الدم في الاوعية الدموية والتنفس والوعي. في أحيان قليلة يمكن بواسطة إنعاش القلب والرئتين إحياء شخص ميت سريرياً. نقطة مهمة هنا وهي إذا لم يتم التدخل بسرعة في الإنعاش فإن الشخص سيدخل حالة الموت البيولوجي. والموت البيولوجي أو أحيانا يسمى الموت الدماغي أيضا هو حالة انعدام وظائف الدماغ(المخ) وساق(جذع) والنخاع الشوكي بشكل كامل ونهائي.

وهذه الأعضاء الثلاثة المذكورة لن ترجع إليها وظائفها أبداً على الأقل وفقا لمعلوماتنا العلمية والتقنية الحالية. وحسب هذا التعريف فأن الشخص الميت بيولوجيا (دماغياً) يمكن أن يعمل قلبه لبرهة من الزمن حتى بعد موته لأن القلب يدق بنفسه دون أن يكون هناك دماغ شغّال، لكن الشخص الميت دماغيا لا يستطيع التنفس لذلك نسبة الأوكسجين في الدم تقل بشكل تدريجي وسريع مما يؤدي بالنهاية إلى توقف القلب أيضا عن العمل بسبب قلة الأوكسجين اللازم لعضلات القلب. وفيما يخص بعض قصص و أخبار الموت فقد أظهرت الدراسات أن حالات الوفاة لدى الأشخاص، ترتفع في عيدي الميلاد ورأس السنة.

وتوجد العديد من عوامل الخطر المسببة للوفاة، ومن بينها ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم، والتدخين، والسمنة. ولكن الدراسات تشير إلى أن نسبة الوفاة ترتفع في عيد الميلاد، وبعد يوم من ذلك، وفي عيد رأس السنة الميلادية مقارنة بأي يوم آخر في السنة. ويعتبر الأمر صحيحاً بالنسبة للأشخاص الذين يموتون نتيجة أسباب طبيعية، ما يمثل 93 في المائة من جميع الوفيات، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض.

ووجد الباحثون أن حالات الوفاة تحصل نتيجة الأمراض الخمسة الأكثر شيوعاً ومن بينها مشاكل في الدورة الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، ومشاكل التغذية والأيض، وأمراض الجهاز الهضمي والسرطان. وهناك ارتفاع في عدد الوفيات لجميع الفئات العمرية في أيام الأعياد باستثناء الأطفال. وتمكن المشرف على هذه الدراسات والبروفيسور في قسم علم الإجتماع في جامعة كاليفورنيا الأمريكية ديفيد بي فيليبس، من الوصول إلى هذه النتائج لدى دراسة اتجاهات الوفاة في الولايات المتحدة.

ونظر الباحثون في حالات الوفاة لدى الأشخاص الذين لقوا حتفهم في ظروف طارئة، وأولئك الذين توفيوا لدى وصولهم إلى المستشفى بين العامين 1979 و 2004. ووجد العلماء ارتفاعا في عدد حالات الوفاة في عيدي الميلاد ورأس السنة. ووجدت دراسة سابقة قام بها فيليبس في العام 2004 اتجاها مماثلا، وتحديدا في حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب.

وأظهرت دراسة حديثة في العام 2013 في بريطانيا أن المرضى الذي أدخلوا إلى المستشفيات نتيجة حالات طارئة، في أيام العطل الرسمية هم بشكل ملحوظ أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى بأيام أخرى، بما في ذلك عطلات نهاية الأسبوع. وقام فيليبس وفريقه بدراسة عدد من الوفيات بين المرضى الذين يعانون من مرض "الزهايمر"، لمعرفة إذا كان هؤلاء الأشخاص يدركون كمية الإجهاد والضغط الذي تسببه الأعياد بشكل أقل، وبالتالي فهؤلاء يكونوا أقل عرضة للوفاة.

وإذا كان الشعور بالإجهاد فقط هو من يلقى اللوم عليه، فإن عدد حالات وفاة هؤلاء المرضى قد لا يرتفع في عيدي الميلاد ورأس السنة. ولكن من المؤكد، أن الدراسات وجدت أن حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، تزيد في أيام الأعياد، وذلك لدى إدراج مرض "الزهايمر" كمسبب ثانوي للموت. وغالباً فإن الكثير من الأشخاص، يلقون حتفهم في موسم الشتاء مقارنة بأي موسم آخر، لذلك نظر فيليبس لمعرفة ما إذا كان هناك المزيد من حالات الوفاة في الدول التي تشهد درجات حرارة أكثر برودة.

ولكن لم يكن ذلك هو الحال، إذ أن ذروة معدل الوفيات الناتجة عن أمراض القلب، تعتبر أقل في الدول التي تقع على الحدود الكندية، مقارنة بالدول المتاخمة لخليج المكسيك. ولكن ماذا عن تناول الطعام والمشروبات الخاصة بالأعياد؟ وتتمثل الإجابة بارتفاع عدد الوفيات للأشخاص الذين لديهم يخضعون للمراقبة الطبية فيما يرتبط بالإستهلاك الغذائي وتناول الكحول. بحسب CNN.

ورغم من الاعتقاد الشائع، إلا أن معدل الانتحار لا يرتفع في أيام العطل. وفي الواقع، فإن معدل الانتحار في كانون الأول/يسمبر يبقى في أدنى مستوياته، مقارنة بفصلي الربيع والخريف. أما معدل جرائم القتل فينخفض أيضا في العطلات. ويعتقد فيليبس أن السبب الحقيقي من وراء زيادة حالات الوفاة في عيدي الميلاد ورأس السنة يرتبط في الواقع بصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة، إذ أن الأشخاص الذين يشعرون بالمرض قد يؤجلون الدخول إلى المستشفى حتى يبقوا مع عائلاتهم، فضلا عن أن الطاقم الطبي في المستشفيات قد لا يكون على أتم الإستعداد في هذه الأوقات المحددة من العام.

مشارفة الموت

في السياق ذاته يقول علماء إن تجربة "مشارفة الموت" حقيقة أكثر من الحقيقة ذاتها وأن من عاشوا هذه التجربة الفريدة تغيرت شخصياتهم تماماً وأصبحوا أكثر سعادة ولا يهابون الموت. وتعكف مجموعة علماء من بلجيكا، بقيادة د. ستيفن لوريز، رئيس مجموعة علم الغيبوبة بالمستشفى الجامعة في مدينة لياج، على إجراء المزيد من الدراسات حول "مشارفة الموت" وهي تجربة أثبتت دراسات سيكولوجية أن ذكراها تظل عالقة وبوضوح شديد بخلاف كافة الذكريات الشخصية الأخرى.

وقام العلماء بمقارنة ذكريات شخصية أخرى كالزواج والولادة، إلا أن مشارفة الموت تجربة "غنية وتظل عالقة بوضوح شديد، ليست كأي ذكرى أخرى أو كأي حدث حقيقي وحتى مع مرور زمن طويل عليها.. وكان الأمر بمثابة دهشة لنا"، بحسب لويز. وأضاف: أحيانا يجد (المرضى) صعوبة شديدة في وصفها. وتابع العالم الذي أصدر دراسة علمية عن تجربة مشارفة الموت: "الإحساس بها حقيقي أكثر من الحقيقة ذاتها، لافتاً إلى مصدرها الفيزيولوجيا البشرية، وليس العالم الروحي، مضيفاً: إنها ناجمة عن اختلال وظائف المخ ."

واتفق كافة من عادوا من رحلة الدار الآخرة على رواية واحدة وهي تجربة مغادرة الجسد، ورؤية نور ساطع أو المرور عبر نفق مظلم، بحسب الدراسة التي أعدها العالم البلجيكي. ومن بين التجارب تلك التي خاضها ريموند بعد إصابته بنوبة قلبية: "شعرت كأنه تمّ "شفطي" من جسدي وأنا أمر بنفق حالك الظلام بسرعة لا يمكن تخيلها لأننا لم نخبرها من قبل.. حتى رأيت نوراً في نهايته وكان عبارة عن فتاة.. قاومت لشدة خوفي في البداية لكني استسلمت في النهاية."

ويعتبر جراح الأعصاب، أيبن ألكسندر، من أبرز من خاضوا تجربة "مشارفة الموت" ليعود العالم الذي عرف بإلحاده رجلاً مختلفاً يؤمن بالروحانيات، فبعد تمسكه بأن "الرحلة" مبعثها الدماغ، عاد لينفي بأنها مجرد هلوسة، خاصة وأن أجزاء المخ المسؤولة عن هذا توفيت لدى "موته المؤقت." وهو ما يعارضه لوريز بالتأكيد بأنه لا يمكن خوض التجربة دون نشاط الدماغ، مشيرا إلى أنه في حالات مرضى الغيبوبة تراجعت وظائف المخ إلى أدنى درجة، إلا أنه يظل على قيد الحياة.

وتعرف جمعية علم النفس الأمريكية. تجربة مشارفة الموت على أنها: أحداث نفسية عميقة مع وقائع غامضة تتجاوز نطاق معرفة البشر، تحدث عادة للأفراد يوشكون على الاحتضار أو في حالات الخطر البدني أو العاطفي الشديد." بحسب CNN.

وأشار لوريز إلى محدودية الدراسات التي أجروها نظراً لاقتصارها على مرضى مصابين بالغيبوبة وطالب العلماء بدراسة الظاهرة التي خاضها الكثيرون ولا يمكن للمختصين تجاهلها. لافتا إلى مخاوف أبداها بعض من عادوا من رحلة الموت وهي استمرار تجربة يقظتهم حتى ما بعد الموت الفعلي مضيفاً: "منذ القدم يخاف البشر دفنهم أحياء. الناس يتخوفون من التبرع بالأعضاء واحتمال مشاهدة انتزاعها من أجسادهم."

هل ينجح البشر

الى جانب ذلك قد يبدو السؤال قديم قدم البشرية: هل يستطيع بنو آدم هزم الشيخوخة؟ الكثير من شركات الصيدلة التي تطور مراهم تحسين البشرة وعلاجها، تريد إقناعنا بذلك وهذا أمر بديهي. أما الجديد الآن فيتمثل في أنّ "غوغل" ترى أن الأمر ممكن بل وعلى الأرجح أن يتم قريبا. وأطلقت شركة طبية تحت اسم "كاليكو" متخصصة فقط في القضاء على الشيخوخة معتمدة على مقاربة ثورية وكذلك على مجمل الدراسات المتعلقة بإطالة العمر.

وبعد أن كانت مجرد محرك بحث على الانترنت، باتت غوغل الآن شركة تكنولوجية تشارك في صنع أجزاء السيارات وكذلك هاتفها الخاص بل وإرسال بالونات عملاقة إلى الفضاء. والآن ها هي تطلق كاليكو والاسم اختصار للكلمات الإنجليزية التي تعني شركة كاليفورنيا للحياة، للبحث فقط في الشيخوخة وأمراضها مثل السرطان وأل زهايمر وأمراض القلب. وقال مدير غوغل التنفيذي، وبالمناسبة هو شاب على الدوام، لاري بيج إنّ الأمراض والشيخوخة تؤثر في عائلاتنا وأخذا بعين الاعتبار البيوتكنولوجيا أعتقد أنه بإمكاننا على المدى الطويل أن نحسّن من حياة الملايين."

وفي غياب أي معلومات حقيقية دقيقة، يرجح الملاحظون أنّ كاليكو ستعمل على التوصل إلى بنك عملاق من المعلومات تتعلق بالصحة من خلال سجلات المرضى بما يوفر حلولا علاجية للأمراض المستعصية. والمقاربة على الأرجح هي أن الأسلوب الأكثر فعالية لمقاومة الشيخوخة هو التركيز على الوقاية من الأمراض. لكن عمليا ما الذي يمكن فعله؟

تقنية العلاج بالتبريد: علميا يطلق على هذا الأسلوب "كريونيكس" وهو عملية شبيهة بالتجميد حيث يتم إدخال الجسد وفي بعض الأحيان الرأس فقط، داخل ما يشبه البرميل المليء بسائل النتروجين للحافظ عليه مثلما هو. والفكرة الأساسية هو الاحتفاظ بالجثة مثلما هي على أمل إعادة الحياة لها في المستقبل. وهناك ثلاثة من كبار العلماء في جامعة أوكسفورد "اشتروا" بوليصات للاحتفاظ بجثثهم بعد وفاتهم. وتتراوح البوليصة بين 28 ألفا و200 ألف دولار.

ويعتقد علماء أنّ تقنية النانو ستسمح لتقنية التجميد بأن تصبح جزءا من حياتنا اليومية لاحقا. والهدف هو "تعليق عملية الوفاة" بأسرع ما يمكن مباشرة إثر إعلان الوفاة قانونا، بما يمنح الفرصة للأطباء لاحقا لتغيير الخلايا المتضررة أو حتى أعضاء كاملة باستخدام العلم والتكنولوجيا والحواسيب والنانو. وسبق لمنتخب فرنسا لكرة القدم أن أخضع لاعبيه المصابين أثناء نهائيات أمم أوروبا السابقة، وكذلك منتخب ويلز للرغبي، لنفس الأسلوب، وذلك بوضع اللاعب في ما يشبه البرميل بدرجة برودة تبلغ 160 درجة تحت الصفر لفترات خاطفة، لحمل الجروح والإصابات على التعافي.

الديدان والخلايا "ذاتية الشفاء": في عام 2012 نجح فريق طبي من جامعة نوتنغهام من ضمنهم الدكتور عزيز أبوبكر في اكتشاف أنواع من الديدان تنقسم على الأرجح إلى ما لا نهاية وللأبد وأنها تعالج نفسها بنفسها. ويقول عزيز أبوبكر إنه وعلى ما يبدو فإنّ ميزة هذه الديدان أنّ خلاياها لا تشيخ. ويضاف إلى ذلك الإنجاز الذي تحصل به ثلاثة علماء على جائزة نوبل والمتمثل في حماية الكروموزوم من الضرر ويعتقد علماء أنّ جمع الأسلوبين بإمكانه أن يوفر أسلوبا يمكنه هزم الشيخوخة.

ويضاف إلى ذلك جميعا أن الكثير من الوفيات تحصل بسبب عجز عضو ما من الجسد فإذا أصبح من الممكن إنتاج عضوك الخاص بك وتغيير العضو الميت، فكيف سيكون الأمر؟ وفعلا فقد نجح العلماء في زرع كلية تم تصنيعها في مختبر في جسد فأر، وهو ما يفتح الأمل في حلّ معضلة النقص في المتبرعين بالأعضاء على مستوى العالم. وقد بدأ علماء في استخدام تقنية الأبعاد الثلاثة لصنع أعضاء بشرية وتبدو نتائجها المبدئية مبشرة. بحسب CNN.

تقنية النانو: يعتقد الكثير من العلماء أنّ التمديد في أمل الحياة عبر تغيير الأعضاء البشرية يتطلب أيضا تركيزا أكثر من مجرد تغيير تلك الأعضاء. ويرى الكاتب الأمريكي ري كورزويل في كتاب "الفردانية" إنه في أفق 2020 ستكون تقنية النانو قادرة على علاج الأمراض. ويعتقد أن إدخال أجهزة حاسوب تكاد لا ترى عبر تقنية النانو يمكن أن تصلح حالة الحمض النووي الذي يعدّ السبب الرئيس وراء الشيخوخة. وفعلا فإنّ النانو بدأ يستخدم في علاج أنواع من السرطان. فهل تنجح غوغل في إيجاد حل للشيخوخة والموت... الزمن وحده كفيل بالرد.

شريط لتذكر الأموات

على صعيد متصل يركع ريك ميلر أمام قبر نسيب له توفي سنة 1990 ويخرج هاتفه المحمول ويقوم بمسح لشريط الرموز الموضوع على القبر، فيشاهد بعد ثوان قليلة صورا واشرطة فيديو لنسيبه الراحل. وفي مقبرة "سانسيت ميموريال بارك" المحاطة بالاشجار في الضاحية الشمالية لفيلادلفيا (شرق الولايات المتحدة)، يستطيع ميلر أيضا الاستماع الى اغاني نسيبه المفضلة وقراءة نصوص مخصصة له وتدوين ملاحظات على كتاب ذهبي ومشاركة مشاعره وصوره عبر "فيسبوك" أو "تويتر".

ففي هذه المقبرة، يستطيع أي زائر يملك هاتفا ذكيا أو جهازا لوحيا أن يقوم، بواسطة تطبيق خاص، بمسح شريط الرموز الملصق على القبر وهو عبارة عن مربع صغير أسود كي يكتشف حياة لانس كلينتو ارب الذي يرقد تحت لوحة بروزنية حفر عليها تاريخ ميلاده (1947) ووفاته (1990)، بالاضافة الى رأس كلبه.

ومنذ سنة تقريبا، يبيع ريك ميلر وزوجته لوري هذه التذكارات التي تضم شريط رموز من خلال شركتهما "ديجيتال ليغاسيز" التي تعتبر من الشركات النادرة المتخصصة في هذه الخدمة في الولايات المتحدة. ويرسل الزبون للزوجين عبر الانترنت صورا واشرطة فيديو ونصوصا واغان خاصة بالفقيد، فينظمانها على موقع الكتروني خاص يتمتع بالحماية. ثم تتلقى عائلة الفقيد عبر البريد الالكتروني لوحة برونزية أو نحاسية صغيرة عليها شريط رموز يلصق على القبر بواسطة مادة لاصقة مقاومة لكل العوامل المناخية.

وتستغرق عملية وضع اللوحة على القبر ثلاثين ثانية فقط. ويقول ريك ميلر "انها عملية بسيطة جدا ومفيدة، خصوصا بالنسبى الى الاطفال الذين لم يتسن لهم التعرف الى بعض افراد عائلتهم. نعرف مثلا فتاة في الخامسة من العمر توفي والدها قبل بضع سنوات. يمكنها ان تأتي الى المقبرة وتقوم بمسح شريط الرموز كي تتذكره". واذا اراد الزبون تحديث المعلومات عبر الانترنت، يتولى الزوجان ميلر ذلك.

ويقول ريك ميلر وهو في المقبرة حيث زرعت عشرات الاعلام الاميركية الصغيرة على العشب بالقرب من القبور "الناس يعشقون الفكرة. الفرص التي تقدمها إلينا التكنولوجيا مذهلة". وتضيف زوجته لوري "انها وسيلة اكثر فرحا لتذكر" الموتى. يقف الناس امام القبر ويشاهدون الصور ويكتبون ملاحظات من قبيل أتذكر عيد الميلاد هذا أو اتذكر هذه الثياب".

ويبلغ ثمن هذا التذكار الرقمي الابدي 149,99 دولارا لشريط الرموز والتذكار الالكتروني، مع امكانية النفاذ الى الموقع الالكتروني "لمدى الحياة"، و99,99 دولارا للنفاذ الى الموقع لمدة سنة واحدة فقط. ويمكن ان يضيف الشراة أيضا كلمة سر كي لا يتمكن أحد سوى افراد العائلة من مسح شريط الرموز. ويقول الزوجان انهما يتلقيان طلبات من كل انحاء الولايات المتحدة. وتقول لوري "اتصل بنا استرالي عبر البريد الالكتروني كي يسألنا ان كان بامكاننا تقديم هذه الخدمة في استراليا". بحسب فرانس برس.

ويضيف زوجها ان "بعض المقابر التاريخية مهتمة ايضا" بهذه الخدمة، شارحا انه بالامكان وضع شريط رموز على القبور التاريخية وحدها كي يتمكن الزائر من التنزه في ارجاء المقبرة ومشاهدة الاحداث المرتبطة بالأشخاص المعنيين. ويأمل الزوجان ان يضيفا جديدا الى هذه التجربة، فتقول لوري "الناس يقدمون الينا بعض الافكار"، مشيرة الى انها تعتزم استعمال شريط الرموز لاخبار قصة حياة شخصيات شهيرة. على قيد الحياة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31/كانون الأول/2013 - 27/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م