فيسبوك.. صراع من اجل الحفاظ على المكانة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ثلاثي موهوب، أشهرهم مارك زوكربيرج، طلاب يدرسون في جامعة هارفارد الامريكية العريقة تعاونوا على انشاء موقع ترفيهي يخص جامعتهم يتداولون فيه اخبارهم وصورهم كانوا يطلقون عليه "فيس ماش"، ليتحول لاحقاً الى أكبر موقع اجتماعي في العالم تجاوز عدد مستخدميه المليار شخص، ثلاثة ارباعهم يستخدمونه بصورة يوميه، والى مساحة اقتصادية ضخمة تجاوزت قيمته التقديرية في السوق (100) مليار دولار، اضف الى ذلك مساهمته الكبيرة في تقارب العالم، ودوره الرئيسي في تحريك شعوب مظلومة لإسقاط حكامها، وتحوله الى منبر لتحقيق الشهرة وطرح الأفكار والرقابة وجني المال ...الخ.

لم يعد الفيسبوك مجرد موقع اجتماعي يتم فيه تداول الاخبار وإطلاق النكات وعرض الصور الخاصة والعامة، وانما تحول الى اسوب أساسي من أساليب الحياة المعاصرة بعد ان تمكن من التأثير بقوة في اغلب شرائح المجتمع، ليذوب الطبيب والمهندس والكاسب والحرفي والطالب وغيرهم في بوتقة واحدة تعبر عن هم وفرح وقضايا مشتركة قد تخرج من حدود المجتمع الواحد الى العالمية، فعبر تواصل الجميع مع الجميع سرعان ما تتحول قضية فردية الى قضية راي عام او قضية دولية.

في الآونة الأخيرة تعرض فيسبوك الى العديد من الزلات التي أدت الى تراجع شعبيته، منها الهفوات الاقتصادية بعد طرح أسهمه للبورصة بصورة مبالغة فيها بحسب الخبراء الاقتصاديين، وتعرض ايضاً الى الكثير من الانتقادات بخصوص معايير سلامة المحتوى المنشور بين صفحاته بعد عرض الكثير من الصور ومقاطع الفيديو لأشخاص تقطع رؤوسهم او يتعرضون للاغتصاب والقتل والتعذيب، ناهيك عن مسألة الخصوصية وحماية بيانات المستخدمين، مما حدا بالقائمين على هذه الشركة للسعي الى اعمال تطويريه من شانها الحفاظ على مكانة فيسبوك الاقتصادية في السوق والروحية في قلوب مستخدميه.

تضليل المستثمرين

فقد قال قاض اتحادي في نيويورك إن فيسبوك ورئيسها التنفيذي مارك زوكربرج وعشرات من البنوك يجب ان يواجهوا دعوى قضائية تتهم شركة التواصل الاجتماعي على الانترنت بتضليل المستثمرين بشأن قوة موقفها المالي قبل طرحها العام الاولي البالغ قيمته 16 مليار دولار العام الماضي، وفي قرار تم الاعلان عنه مؤخراً قال روبرت سويت قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن إن المستثمرين يمكنهم تقديم دعاوى بأن فيسبوك أخفت عنهم معلومات ذات اهمية من بيان تسجيل طرحها العام الاولي، ويزعم المستثمرون أنه كان يجب على فيسبوك ان تكشف -بين اشياء اخرى- عن توقعاتها الداخلية بشان كيف أن قرارات بشان زيادة استخدام اتصالات الهاتف المحمول والمنتجات قد تخفض الايرادات مستقبلا، ويجادل المدعون بأن فيسبوك كان عليها التزام بأن تفصح عن تلك البيانات -التي يصفونها بها غير مهمة- حتى بالرغم من انها قدمت مثل هذه التوقعات الي محللي الشركات الضامنة للاكتتاب، وفي قرار يقع في 83 صفحة مؤرخ في 11 ديسمبر كانون الاول قال سويت ان زيادة استخدام اتصالات الهاتف المحمول كان لها بالفعل أثر "مادي ايجابي" على الايرادات وانه كان يجب على الشركة ان تكشف المزيد من المعلومات عن تلك العلاقة، ولم يكن لدى متحدثة باسم فيسبوك التي مقرها مينلو بارك بولاية كاليفورنيا تعقيب فوري على قرار سويت، ولم يرد محام عن بعض المستثمرين على الفور على طلبات للتعقيب، وبلغ سعر السهم في الطرح العام الاولي لفيسبوك 38 دولارا، وقفز الي ما يصل الي 45 دولارا في اليوم الاول لتداوله لكنه سرعان ما هبط عن سعر الطرح الاولي وبقي دونه لأكثر من عام، ومن المتوقع ان تنضم فيسبوك الي مؤشر ستاندرد أند بورز500 بعد اغلاق جلسة التداول. بحسب رويترز.

فيسبوك والاعلانات

فيما قالت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر مطلعة إن موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك سيبدأ بيع إعلانات الفيديو وينوي إعلان هذه الخطوة في وقت لاحق، وقالت الصحيفة إن الإعلانات ستعرض تلقائيا على صفحات الأخبار لدى المستخدمين وقد تساعد فيسبوك على كسب جزء من مبلغ 66.4 مليار دولار الذي من المتوقع أن ينفقه المعلنون على الإعلانات التلفزيونية الأمريكية هذا العام، وقالت وول ستريت جورنال إن من بين الإعلانات الأولى التي ستعرض على الموقع إعلانا قصيرا أنتج خصيصا لفيسبوك للترويج لفيلم "دايفرجنت" الذي أنتجته شركة ليونز جيت، ولم يتسن الوصول إلى فيسبوك للحصول على تعقيب في غير ساعات العمل بالولايات المتحدة.

كما بدأ موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في اختبار وظيفة جديدة يأمل بفضلها إقناع وسائل الإعلام بنشر مزيد من محتوياتها على موقعه وتفضيله على المواقع المنافسة، من قبيل "تويتر"، وهذه الأداة المعروفة ب "ستوريز تو شير" (أخبار تشارك) تعرض على القيمين على صفحات "فيسبوك" التابعة لوسائل الإعلام مقالات نشرت على مواقعها لكن ليس على شبكة "فيسبوك"، بحسب ما شرح "فيسبوك" على مدونته الرسمية، وأوضح "فيسبوك" أن الاختبار لا ينفذ الآن إلا في أوساط المؤسسات الصحافية، لكنه يعمل على توسيع نطاقه إلى "المحررين على أنواعهم"، وأكد موقع التواصل الاجتماعي أن التفاعلات بين شبكته والمواقع الإعلامية ارتفعت بنسبة 170% خلال العام المنصرم

في سياق متصل أعاد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التأكيد على أن مستخدميه هم الذين يتحكمون بالمعطيات الخاصة بهم لغايات تجارية هي خصوصا ترويجية، فقد تنشر على صفحات المستخدمين إعلانات تعرف ب "اجتماعية" يظهر فيها منتج يروق لأحد معارفهم على الشبكة، وأكدت إرين إغان المسؤولة عن مسائل حماية المعطيات في "فيسبوك" للمستخدمين في رسالة نشرت على مدونة المجموعة الرسمية "انتم الذين تتحكمون بالمعلومات التي يتم تشاركها في هذا النوع من الإعلانات"، وهي تابعت "نحن نمتثل امتثالا تاما لمعايير السرية التي تختارونها"، مذكرة بأنه يمكن للمستخدمين ان يختاروا بكل بساطة عدم نشر هذه الإعلانات على صفحاتهم، وقد قدمت إرين إغان هذه التوضيحات بمناسبة صدور نسخة محدثة من الوثائق التي يستعرض فيها "فيسبوك" سياسته الخاصة بتشارك المعطيات، وكانت جمعيات الدفاع عن الحريات على الانترنت قد انتقدت النسخة الأولى من هذه الوثائق ووجهت رسالة إلكترونية إلى السلطات الأميركية معربة فيها عن قلقها من عزم "فيسبوك" استعمال بيانات مستخدميه من دون موافقتهم لغايات تجارية، وأكدت إرين إغان أن ممارسات "فيسبوك" لم تتغير وأن المستند الجديد يوضح شروط نشر هذه الإعلانات لا غير، وقد أتى هذا التحديث بعد بضعة أيام من إبرام اتفاق ودي تعهد الموقع الأميركي بموجبه بدفع 20 مليون دولار لوضع حد لدعوى يتهم فيها باستخدام رمز "يعجبني" وأسماء مستخدمين لغايات إعلانية من دون موافقة هؤلاء الآخرين، ونص هذا الاتفاق أيضا على ضرورة تغيير "فيسبوك" لقواعده كي يتحكم المستخدمون بعد أكثر ببياناتهم في سياق هذه الرسائل الترويجية.

عمليات تطويرية

من جهتها تسعى شبكة "فيسبوك" إلى أن تصبح من أعز أصدقاء مستخدميها وتعتزم بالتالي جمع مزيد من المعلومات عنهم من خلال تعزيز قدرات ذكائها الاصطناعي، وقد عينت المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها قبل فترة قصيرة الأستاذ الفرنسي يان لوكون المحاضر في جامعة نيويورك والمتخصص في الذكاء الاصطناعي ليرأس فريقا مكلفا بتعزيز قدرات الموقع وزيادة فعاليته، فخدمة الأخبار المنشورة على موقع التواصل الاجتماعي تبدو حاليا فوضوية، لكن يان لوكون يعتبر أنه "من الممكن تحسينها بواسطة أنظمة ذكية"، وقال يان لوكون بعد تكليفه بهذه المهمة في التاسع من كانون الأول/ديسمبر "يمكن ترتيب المنشورات بطريقة محددة أو اختيار الإعلانات التي يرغب المستخدم في الاطلاع عليها"، ويعد "فيسبوك" أكبر موقع تواصل اجتماعي في العالم، لكنه لا يزال يواجه تحديات كثيرة تعيق نموه يكمن أحدها في التوصل إلى توازن في عدد الإعلانات المنشورة كي يزيد عائداته من دون تنفير مستخدميه، وقد استثمر الموقع مبالغ طائلة لتعزيز فعاليته، ولم يرغب يان لوكون في تقديم تفاصيل كثيرة عن هذه المسألة، لكنه صرح أن المجموعة تقوم حاليا بتشكيل أكبر فريق بحث في العالم يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، وكشف الأستاذ الذي سيتسلم مهامه الجديدة في كانون الثاني/يناير ومن دون أن يترك منصبه في الجامعة أن هذا المشروع "طموح جدا"، ومن المقرر أن يعمل أعضاء "مختبر الذكاء الاصطناعي" في نيويورك ولندن، بالإضافة إلى مقر "فيسبوك" في منلو بارك في كاليفورنيا، وقبل "فيسبوك"، كان العملاق "غوغل" قد حاول أيضا خوض مجال الذكاء الاصطناعي واشترى مثلا شركة "دي ان ان ريسيرتش" المتخصصة في هذا المجال، ولفت غريغ ستيرلينغ المحلل لدى مجموعة "أوبس ريسيرتش" إلى أن "فيسبوك يستثمر في هذا المجال للالتحاق بالركب السائد، فقد حاول كل من غوغل وآبل وآي بي إم بمستويات مختلفة خوض مجال الذكاء الاصطناعي الذي يبقى جد واسع ويشمل مفاهيم مختلفة ويعد بمثابة تكنولوجيا المستقبل التي ترغب فيسبوك في امتلاك جزء منها"، وكانت شبكة "فيسبوك" أعلنت اخيرا عن نيتها اعتماد طريقة مختلفة لأشرطة الأخبار المقدمة في صفحات المستخدمين، تماشيا مع التدابير الجديدة التي يتخذها في مجال الذكاء الاصطناعي، ولد يان لوكون الذي يعد من الرياديين في مجال الذكاء الاصطناعي في باريس سنة 1960، وهو قام خصوصا بالتوصل إلى معادلة تستنسخ جزئيا القشرة البصرية للحيوانات والبشر. وقد سمحت هذه المعادلة لشركة "إيه تي أند تي بيل لابز" بتطوير نظام لفك شيفرة الشيكات اعتمد منذ نهاية التسعينيات لحوالي 20% من الشيكات الصادرة في الولايات المتحدة، بحسب جامعة نيويورك، وتشمل المشاريع الجديدة ليان لوكون تطبيقات لسيارات من دون سائق وروبوتات صغيرة طائرة، ولفت جيمس هندلر المتخصص لدى معهد "رنسيلير إنستيتيوت" إلى أن "فيسبوك" يستخدم أصلا معادلات للذكاء الاصطناعي، لكنه لا بد من تطوير هذه الآليات قبل تطبيقها على الصور وأشرطة الفيديو والبيانات المتعددة الوسائط. بحسب فرانس برس.

فيما طورت شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" زراً يسمح بالتعبير عن التعاطف بديلاً عن زر "معجب" أو "like" لاستخدامه في مناسبات معينة، وفي حال اختار أحد مستخدمي صفحة فيسبوك "زر التعاطف" فإن كلمة "معجب" ستتحول إلى "متعاطف"، وقال أحد العاملين في فيسبوك إن "هذه الفكرة طرحت خلال أحد الفعاليات التي تقوم بها المؤسسة وأن مشروع زر التعاطف يعتبر جزءاً من مشروع داخلي"، وأكد عدم وجود نية في الوقت الحالي للعمل بها على شبكة التواصل الاجتماعي، وتم الكشف عن زر التعاطف خلال يوم مفتوح عقدته الشركة وشارك فيه العديد من الباحثين وأفراد من المجتمع للعمل على تحسين قدرة فيسبوك على فهم التعاطف الإنساني، وفي رد على سؤال طرحه أحد المشاركين على ممثلي لشركة فيسبوك، قال أحدهم إن كانت فيسبوك فكرت بتغيير زر "لايك" إلى "متعاطف" بسبب اكتشافها أنه من غير اللائق استخدامها من قبل المشتركين في بعض الحالات ومنها، في حال نشر أحدهم خبراً مفاده أن والديه توفيا، فمن غير اللائق أن تستخدم كلمة "معجب" بل "متعاطف"، واستبعد المهندس دان موريلو الذي يعمل في فيسبوك أن تضيف الشركة هذا الزر في المستقبل القريب، وأضاف "العديد من الأشخاص متحمسين لهذه الفكرة، إلا أنه ليس هناك أي قرار حول توقيت العمل بها واضافة زر التعاطف في صفحة فيسبوك"، يذكر أن العديد من الأفكار التي تطرح في فعاليات مشابه يتم العمل بها لاحقاً ومنها "فيسبوك تشات" و"اقتراح اضافة صديق".

عدم تقدير للمسؤولية

من جهته انخرط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في جدل متصاعد بشأن قرار موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك السماح بإعادة عرض مقاطع الفيديو التي تظهر صور الإعدام وقطع الرؤوس على صفحاته، وقال كاميرون في تغريدة له إنه قرار يدل على "عدم تقدير المسؤولية"، أن تنشر شبكة للتواصل الاجتماعي مثل هذه المقاطع دون تحذير، وكان موقع فيسبوك قد تراجع عن الحظر الذي فرضه على هذا النوع من مقاطع الفيديو، قائلا إنه يجب أن تتوفر حرية المشاهدة، أو التنديد، للمستخدمين لهذا النوع من المواد، كما شجب هذا التراجع المعلنون على موقع فيسبوك، وقد زادت شدة الجدل عندما كتب كاميرون في حسابه على تويتر "إنه قرار لا يقدر المسؤولية أن يسمح فيسبوك بوضع مقاطع الإعدام وقطع الرؤوس المصورة، بدون تحذير، يجب أن يشرح قراره لمن يساوره القلق من الآباء"، وعبرت شركة "زبكار" لاستئجار السيارات عن إحباطها لأن الدعاية الخاصة بها ستظهر جنبا إلى جنب مثل تلك المواد، وقالت في بيان "نود أن نعلمكم أننا لا نتغاضى عن نشر مثل هذا النوع من المحتويات الفظيعة على فيسبوك"، ولم يرد موقع فيسبوك حتى الآن على الانتقاد المتزايد لقراره الأخير، وكان الموقع قد قال قبل ذلك إنه يدرس إضافة تحذيرات لمثل هذا النوع من المواد على صفحاته، وكان أحد قراء بي بي سي قد نبهها إلى عودة نشر تلك الأفلام على فيسبوك، قائلا إن الموقع رفض رفع صفحة تحتوي على مقطع يظهر أحد الملثمين وهو يقتل امرأة، يعتقد أنه صور في المكسيك، وكان المقطع قد نشر تحت عنوان (تحد: هل يستطيع أي شخص مشاهدة هذا الفيديو؟)، ثم أكد موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي فيما بعد أنه سمح بإعادة نشر مثل تلك المواد من جديد، وقالت متحدثة باسم الموقع "لقد ظل فيسبوك مكانا يلجأ إليه الناس لمشاركة تجاربهم، خاصة إذا كانوا ضالعين في أحداث مثيرة للجدل في الواقع، مثل انتهاكات حقوق الإنسان، والأعمال الإرهابية، وغيرها من الأحداث العنيفة"، ولكن قرار الموقع ووجه بانتقادات شديدة من رجال القانون حول العالم، وعقب شكوى من أحد السكان في أستراليا، قدمت شرطة جنوب أستراليا شكوى رسمية إلى فيسبوك بشأن فيديو يظهر قطع رأس امرأة، وقد رد فيسبوك على شرطة جنوب أستراليا برفض رفع الفيديو، وقالت مديرة قسم الإعلام والعلاقات العامة في الشرطة لبي بي سي "قال فيسبوك إنه راجع الفيديو ولم يجد فيه شيئا ينتهك المعايير العامة بالنسبة للأفلام المصورة، ثم تحدث فريقنا مع ممثل لفيسبوك عن القرار، لكنا أبلغنا بأن الفيديو سيبقى في مكانه كمنبر يدور الجدل بشأنه بين الناس"، وأضافت المتحدثة "في نهاية المطاف هذا قرار من حق فيسبوك اتخاذه، لكن من حق أي شخص يقلقه نشر الفيديو مواصلة التعبير عن مخاوفه عبر قنوات فيسبوك المناسبة". بحسب بي بي سي.

فيسبوك والمستخدمين

من جهة اخرى اكد موقع التواصل الاجتماعي الاهم في العالم فيسبوك ان عدد مستخدميه النشطين في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بلغ 56 مليون شخص، بينهم اكثر من 28 مليون يستخدمون الموقع يوميا، وفي مؤتمر صحافي في دبي، اكد رئيس فيسبوك في المنطقة جوناثان لابين ان 56 مليون شخص في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا يستخدمون الموقع بشكل شهري على الاقل، وبالتالي يعدون مستخدمين نشطين، وبين هؤلاء اكثر من 28 مليون شخص يستخدمون موقع التواصل بشكل يومي، وهم الاكثر نشاطا في قاعدة المسجلين، واشار لابين الى ان التطور الابرز الذي يسجل في مجال التواصل الاجتماعي هو استخدام فيسبوك بشكل متزايد عبر الهواتف المحمولة، وقال لابين ان 33 مليون مستخدم نشط في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يتواصلون عبر فيسبوك من خلال الهواتف المحمولة، بينهم 15 مليون شخص يستخدمون الموقع بشكل يومي، ولم يكشف "فيسبوك" عن توزيع نسب المستخدمين بين الدول، وبحسب بيان وزع في المناسبة، فان دول مجلس التعاون الخليجي تسجل اعلى مستويات في مجال انتشار الهواتف المحمولة، مع نسبة اختراق تصل الى 196%، اي بمعدل شريحتي هاتف جوال لكل شخص في دول الخليج، وقال لابين ان هذا النمو "يقدم امكانيات كبيرة للمعلنين واصحاب الماركات"، واشار الى نمو ارباح فيسبوك على مستوى العالم من الاعلان عبر الهواتف المتحركة من 0% من اجمالي عائدات الاعلان في مطلع 2012 الى 41% في الفصل الثاني من 2013، وذكر ان "الفجوة ما زالت كبيرة جدا في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بين مستوى الانفاق الاعلاني على منصات التواصل الاجتماعي والوقت الذي يقضيه الناس على هذه المنصات" مقارنة بالانفاق على وسائل الاعلام الأخرى، وبحسب لابين، فان الارقام تظهر ان الوقت الذي يمضيه الفرد في الولايات المتحدة على المنصات الرقمية على وشك ان يتعدى الوقت الذي يمضيه امام التلفزيون للمرة الاولى في التاريخ، متوقعا ان يصبح ذلك واقعا على مستوى العالم باسره، واعتبر لابين ان ذلك "يشكل مفصلا تاريخيا في المجتمع شبيها بفترة تخطي اهمية التلفزيون للاذاعة في الخمسينات". بحسب فرانس برس.

فيما أعلنت فيسبوك أنها ألغت رسمياً تطبيقا يسمح للناس بإخفاء ملفاتهم الشخصية عن المستخدمين الآخرين في حقل البحث على الموقع، فقد اختفى تطبيق "من يستطيع أن يبحث في ملفاتي بالإسم" من الخيارات التي كانت متاحة للمستخدمين، خاصة أولئك الذين لم يستخدموه منذ ديسمبر / كانون الأول الماضي، وتقول الشركة إن هذه الأداة أصبحت غير فعالة، حيث أنه يمكن إيجاد المستخدمين عبر طرق أخرى، إما بالضغط على الاسم عندما يظهر عند صديق مشترك أو على شريط التحديثات، ويقول موقع التواصل الإجتماعي، إن الناس ينزعجون عندما يفشلون في إيجاد صديق لهم على فيسبوك، من خلال البحث عن اسمه، انه أحدث تطور في "ملحمة" الخصوصية المستمرة منذ فترة طويلة في فيسبوك، كثرة التغييرات على إعدادات الخصوصية أزعجت بعض المستخدمين، إضافة الى تصريحات أخرى مثيرة للجدل من المدير التنفيذي، مارك زوكربيرغ، حول كيف أنه لا ينبغي للناس أن يفعلوا الأشياء التي يريدون أن تبقى سرية في المكان الأول".

المدير التنفيذي لـ "فيسبوك"

الى ذلك من المرتقب أن يطرح مارك زاكربرغ المدير التنفيذي ل "فيسبوك" ومؤسسها أسهما للبيع بقيمة 2,3 مليار دولار تقريبا لأسباب مالية خصوصا، غير أن عملية البيع هذه لن تؤثر على نفوذه في إدارة المجموعة، وتندرج عملية البيع هذه في إطار عملية أخرى أوسع نطاقا تطرح فيها مجموعة "فيسبوك" رزمة من الأسهم للبيع من شأنها أن تدر عليها 1,5 مليار دولار وتسمح لها بالتالي بتمويل عمليات الشراء، وتشمل هذه العملية 70 مليون سهم بصورة إجمالية، وفق بيان نشره موقع التواصل الاجتماعي ومستند قدمه لسلطات البورصة، والجزء الأكبر من هذه الأسهم يعود لمارك واكربرغ الذي يملك، وفق إحصاء أجري في منتصف شباط/فبراير، 29,3% من أسهم "فيسبوك"، ولم تستبعد المجموعة في المستند الذي قدمته لسلطات البورصة "استخدام جزء من عائدات هذه المبيعات لتمويل شراء نشاطات وتكنولوجيات وغيرها من الأصول المكملة"، مؤكدة أنه ليس لديها بعد فكرة واضحة في هذا الشأن، وكانت عملية شراء تطبيق "إنستغرام" لتشارك الصور وأشرطة الفيديو أكبر صفقة أبرمتها المجموعة العام الماضي وكلفتها بصورة إجمالية 747 مليون دولار، وكانت المجموعة التي تتخذ في كاليفورنيا مقرا لها قد اشترت عدة شركات ناشئة، وقد تكون طموحاتها أكبر بكثير، بحسب صحيفة "وول ستريت".

ويتصدر المدير التنفيذي لموقع "فيسبوك" مارك زاكربرغ قائمة المديرين الأعلى أجرا في أميركا الشمالية التي نشرتها شركة الأبحاث "جي إم آي رايتينغز"، مع راتب ناهز 2,28 مليار دولار في العام 2012، وهذه هي المرة الأولى التي تضم فيها لائحة "جي إم آي رايتينغز" التي تشمل 2259 شركة مدرجة في البورصة مديرين يتقاضون أكثر من مليار دولار سنويا، وكانت المرتبة الثانية من نصيب ريتشارد كيندر مدير مجموعة الطاقة "كيندر مورغن" مع راتب سنوي بقيمة 1,12 مليار دولار، أما في المرتبة الثالثة، فقد أتى ميل كارمازبن مدير الراديو الإلكترونية "سيريوس إكس إم" مع 255 مليون دولار تلاه غريغوري مافاي الذي يتولى إدارة مجموعة "ليبرتي ميديا" مع 254 مليون دولار، فضلا عن إدارة "ليبرتي إنتراكتيف" (136 مليون دولار)، واحتل المرتبة الخامسة تيم كوك مدير "آبل" مع 144 مليون دولار، وأكد غريغ رويل القيم على هذه القائمة "لم أر في خلال 10 سنوات من نشر هذه اللائحة رواتب كبيرة لهذه الدرجة"، موضحا أن هذه المبالغ الطائلة متأتية بأغلبيتها من أرباح الأسهم المسجلة في البورصة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/كانون الأول/2013 - 24/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م