إيران بقيادة روحاني.. بين الانتصارات الظاهرة والصراعات المستترة

متابعة: كمال عبيد

شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة حققت إيران بقيادة زعيمها المعتدل حسن روحاني تقدما دبلوماسيا على مستوى السياسية الخارجية، وذلك من خلال الانفتاح على دول العالم الكبرى وخاصة عدوها اللدود أمريكا بنحو غير مسبوق، وهو ما تجسد بالمفاوضات بشأن ملفها النووي المثير للجدل مع الدول الكبرى لتثمر هذه المفاوضات الاتفاق النووي الاخير، بفضل ما انتهجته القيادة الجديدة بالاعتماد على السياسية الناعمة بوجه برغماتي عكس الوجه المتشدد الذي تبنته القيادة السابقة لإيران بزعامة محمود احمد نجاد الذي اتسمت حقبة حكمه بالتوتر مع الغرب بسبب برنامج إيران النووي، والتراجع الاقتصادية، فضلا عن حدوث اضطرابات اجتماعية وحقوقية جما، لكن على الرغم من التطورات الايجابية مع العالم الخارجي، الا ان الأجواء مختلف بدرجة كبيرة بما يتصل في الشؤون الداخلية في ايران، فلا تزال العلاقات بين السياسيين الإيرانيين مضطربة جدا، وهو ما فرض تحديات جديدة لحكومة روحاني بسبب الصراعات مع خصومهم من المشددين بشأن عدة قضايا ابرزها المعارضة والفساد، فضلا عن الجدل حول الحريات الثقافية والاجتماعية، مما أدى إلى طرح سيناريوهات كثيرة متباينة على المشهد السياسي الإيراني مؤخرا.

إذ يبدي روحاني الجديد زعامة أكثر مرونة وجرأة بعد تسلمه مقاليد الرئاسة، وذلك من خلال تعهداته بتحسين وتغيير الشؤون الداخلية الايرانية على المستوى السياسية، الاقتصادية، الحقوقي، الثقافي.

إذ يرى الكثير من المحللين يبدو أن إيران تسعى لعلاج مشاكل قديمة سواء في الداخل أو الخارج، ويرى البعض أن هذا في حد ذاته علامة على أن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي يريد سياسية اكثر اتزانا، لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن رجل الدين المعتدل لا يملك زمام الأمور لفرض تغييرات، وسيظل القول الفصل للزعيم الاعلى آية الله علي خامنئي، ويحتاج اي تغيير لموافقته.

لكن في الاشهر الاخيرة اطلق سراح العديد من الشخصيات المحكوم عليها بالسجن في اطار الحركة الاحتجاجية العام 2009 من بينهم المحامية الحقوقية نسرين سوتوده في قرار اعتبر بادرة انفتاح من روحاني حيال الغرب، ونقل ملف المعارضين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي من السلطة القضائية الى المجلس الاعلى للامن القومي الذي سيبت في مصيرهما، وهذا المجلس، الذي يراسه رئيس الجمهورية مكلف اتخاذ القرار بشان القضايا الكبري المتعلقة بالامن القومي. وهو يضم مختلف مكونات النظام ويجب ان تحصل قرارته على موافقة المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.

فيما يشكو بعض المتشددين في إيران من ان المفاوضين قدموا الكثير من التنازلات في جنيف بموافقتهم على وقف تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى مقابل مجرد تخفيف محدود للعقوبات، وتبرز هذه المعارضة من جانب أقلية صغيرة لكنها عالية الصوت التحديات التي يواجهها الرئيس المعتدل حسن روحاني في سعيه لتحسين العلاقات مع الغرب دون استفزاز المحافظين الذين يهيمنون على البرلمان.

لذا يجمع الخبراء في الشأن الايراني ان مهمة روحاني تتسم بالصعوبة، إذ يتعين عليه الانكباب سريعا على انجاز مهمته الشاقة محليا ودليا، فعلى الرغم من ان المشهد مهيئاً للتغيير التدرجي من خلال المرونة في السياسية والقرارات، الا انه لا يتوقع حدوث تغيير ما لم تقرن الوعود بالافعال، فلا يوجد في الوقت الراهن اي اشارة حاسمة لتحسن الاوضاع وخاصة في العلاقات الداخلية في الجمهورية الاسلامية على الرغم من وعود الرئيس روحاني بأن ايران تسير صوب رؤية التغيير.

معالجة مسألة المعارضين السياسيين

في سياق متصل اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني ان في الامكان معالجة مسألة المعارضين السياسيين بمزيد من "التسامح"، وذلك ردا على طلبة كانوا يطالبون بالافراج عن زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي، وقال روحاني خلال اجتماع بمناسبة يوم الطالب في جامعة الشهيد بهشتي شمال طهران، ان "حكومتي متمسكة بالوعود التي قطعتها للناس ... نحتاج الى تسامح وأناة ... فلنعلم ان المسائل تحل بالعقل والاعتدال". بحسب فرانس برس.

وفيما كانت مجموعة من الطلبة تهتف مطالبة ب "الافراج عن السجناء السياسيين" و ب"الافراج عن موسوي وكروبي"، ردت مجموعة اخرى مطالبة ب "تعليق المشانق للمتآمرين المنافقين"، ومنذ شباط/فبراير 2011، يقبع في الاقامة الجبرية كل من كروبي وموسوي اللذين رفضا اعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد في 2009 وتصدرا الحركة الاحتجاجية، واضاف روحاني الذي بث التلفزيون مداخلته "حتى نحقق اهدافنا، نحتاج الى توافق ووحدة، نحتاج الى مزيد من التسامح، واذا لم نتمكن من تسوية مشاكلنا الداخلية بهدوء ومنطق في اطار القانون، كيف نستطيع ان نتوصل الى تسوية مشاكلنا مع العالم؟". بحسب فرانس برس.

وكان المتحدث باسم الحكومة محمد باقر نوبخت اعلن في 28 تشرين الثاني/نوفمبر لصحيفة اعتماد الاصلاحية ان الغاء الاقامة الجبرية والقيود السياسية والامنية مدرجة على جدول اعمال الحكومة، وخلال زيارة الى نيويورك حيث شارك في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، قال روحاني انه يأمل في الافراج عن مزيد من السجناء بعد الافراج عن عدد من المعارضين قبل رحلته، وقال "لا نحب ان يسجن احد او نرى احدا في السجن، نحب ان تكون سجوننا فارغة".

وحذر رجل الدين المحافظ آية الله احمد خاتمي الذي أم صلاة الجمعة في طهران، المعارضين بتأكيده ان "مؤامرة 2009 لم تكن احتجاجا بل جريمة وخيانة"، مشيرا بذلك الى التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخاب احمدي نجاد.

مناظرة بين نجاد و روحاني

من جانبه دعا الرئيس الايراني السابق محمود أحمدي نجاد خليفته حسن روحاني إلى مناظرة بشأن اتهامات "لا أساس لها وظالمة" بأن الرئيس السابق مسؤول إلى حد بعيد عن المشكلات الاقتصادية في بلاده.

وكان روحاني قال في كلمة نقلها التلفزيون بمناسبة مرور مئة يوم على توليه الرئاسة إن إسراف أحمدي نجاد وسوء ادارته مسؤولان عن التضخم وانخفاض قيمة العملة بنفس قدر مسؤولية العقوبات الاقتصادية، وأضاف أن حكومته ورثت دينا قيمته نحو 67 مليار دولار من احمدي نجاد رغم أن إيران جمعت 600 مليار دولار إيرادات نفطية خلال فترة حكمه التي استمرت ثماني سنوات. بحسب رويترز.

وكتب أحمدي نجاد الذي انتهت ولايته في اغسطس اب رسالة الى روحاني قال فيها انه قرر الرد على ما وصفها بأنها تعليقات غير صحيحة في الواقع وقد تؤدي الى "تضليل" عملية صنع القرار، وقال في الرسالة التي نشرت وكالة مهر للانباء نسخة منها "وجدت ان من الضروري دعوة معاليكم ... من أجل توضيح مواطن الغموض والتدقيق في الحقائق في جو ودي ومناظرة صريحة"، وذكرت وكالة انباء فارس ان مستشارا لروحاني قال ان الرئيس يرحب بالدعوة للمناظرة بشرط ان "يحترم (احمدي نجاد) الحقيقة"، وقال اكبر توركان مستشار روحاني "أنصح السيد أحمدي نجاد بأن يطلب الصفح من الله والأمة لأنه جلب الكثير من المشاكل للبلاد في مجالات الاقتصاد والسياسة وثقة الشعب في الدولة".

الصراع مع المحافظين

الى ذلك دافع وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف عن نفسه ضد ما وصفه "بافتراءات وبذاءات وإهانات" من المحافظين المتشددين في الداخل الذين يتهمونه بتقويض الدولة ويطالبون بإعادة النظر في توليه منصبه.

ورأس ظريف وفد التفاوض الإيراني الذي توصل الشهر الماضي في جنيف إلى اتفاق مع القوى العالمية تحد يران بموجبه من برنامجها النووي مقابل بعض التخفيف للعقوبات، وذكرت وكالة انباء فارس ان 20 من اعضاء البرلمان البالغ عددهم 290 كتبوا إلى روحاني يطالبونه بإعادة النظر في استمرار ظريف في منصبه بعد أن أدلى بعد تصريحات وصفوها بانها "غير لائقة"، وكانت وسائل الاعلام المحلية نقلت عن ظريف قوله خلال زيارة لجامعة طهران ان الغرب يخشى قوة الشعب الإيراني وليس دفاعاته العسكرية التي قال انه يستطيع إن شاء تدميرها بقنبلة واحدة.

وقال ظريف في وقت لاحق ان هذا وتصريحات أخرى مثيرة للخلاف نسبت إليه إنما حرفت أو اخرجت من سياقها، وقال ظريف في رسالة على فيسبوك "من المخزي ان تشوه اقلية صغيرة ردي على أحد أسئلة الطلاب تأييدا لآرائها السياسية"، وأضاف "يعوضون انزعاجهم من تأييد الشعب الجارف للحكومة... بإهانات وبذاءات وافتراءات".

ونقل عن ظريف قوله في تصريح اخر إن إيران مستعدة للتفاوض على جزيرة ابو موسى وهي واحدة من ثلاث جزر تتنازع ملكيتها مع الإمارات العربية المتحدة، ومن بين أشد المنتقدين لظريف حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة كيهان المتشددة الذي قال ان ظريف بعث "بإشارة استسلام" للغرب كما انتقد روحاني لزعمه أن إيران المثقلة بالعقوبات كانت قد استنفدت تقريبا ما لديها من اموال لدى توليه السلطة في أغسطس آب.

وكتب شريعتمداري في افتتاحية "اذا تلقى العدو رسالة تفيد بأن خزائننا خاوية وان المنظومة الدفاعية للبلاد يمكن تدميرها بقنبلة واحدة وان السيادة المطلقة لإيران على جزيرة أبو موسى قابلة للتفاوض فما الذي يمنعه من الاعتقاد بأن ايدي فريقنا التفوضي خاوية و(انه) بسبيله إلى تحقيق النصر؟".

من جهته  قال قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري ان وزير الخارجية لا يحق له التحدث في المسائل العسكرية معقبا على تصريحات للوزير قال فيها ان الغرب يمكنه بسهولة تدمير دفاعات ايران.

ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن الغرب لا يخشى كثيرا من الدفاعات العسكرية الايرانية وان بوسعه أن يدمرها اذا رغب في ذلك. وذكر ظريف في وقت لاحق أن تصريحاته شوهت واخرجت عن سياقها، ونقلت وكالة فارس للأنباء عن جعفري قوله يوم الثلاثاء دون أن يذكر ظريف بالاسم "نعتبره دبلوماسيا ذا خبرة لكن ليس له اي خبرة في المجال العسكري".

وكان قائد الحرس الثوري الايراني يرد على سؤال عما اذا كانت القوات الامريكية بوسعها تدمير القدرات العسكرية الايرانية ببضع قنابل، وقال جعفري خلال زيارة لجامعة الامام الصادق في طهران "الأمر ليس هكذا على الاطلاق. ليس لديه خبرة او تجربة عسكرية".

ويرفض جعفري فيما يبدو دعوات في الآونة الأخيرة لابتعاد الحرس الثوري عن السياسة قائلا إن من واجبه حماية الثورة الإسلامية، وأضاف "التهديد الرئيسي للثورة موجود في الساحة السياسية... ولا يستطيع الحرس الثوري أن يلتزم الصمت في وجه هذا"، وفي سبتمبر ايلول قال الرئيس حسن روحاني والزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي إنه ليس هناك ما يدعو لان يلعب الحرس الثوري دورا في السياسة.

إمبراطورية مالية للزعيم الأعلى

على الصعيد نفسه  غيرت مؤسسة تتعامل في مليارات الدولارات يسيطر عليها الزعيم الأعلى الإيراني إدارة وحدتها الخيرية وعينت رئيسا جديدا لها كان قد شارك في مصادرة ممتلكات ألوف الإيرانيين، وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) إن عارف نوروزي عين مديرا عاما لمؤسسة بركات. وبركات وحدة تابعة لامبراطورية أعمال ضخمة يهيمن عليها الزعيم الأعلى اية الله علي خامنئي تعرف باسم ستاد إجرائي فرمان حضرة إمام واسمها المختصر (ستاد)، وأشار تقرير الوكالة إلى ان محمد مخبر رئيس ستاد أمر بتعيين نوروزي الذي كان يرأس ذات يوم الوحدة العقارية لستاد وعمل في مجالس إدارات العديد من الشركات التابعة للمؤسسة، وقال التقرير إنه بسبب خبرة نوروزي المهنية "من المتوقع ان تزيد أنشطة مؤسسة بركات عما كانت عليه".

ونشرت رويترز هذا الشهر تقريرا على ثلاثة أجزاء بعنوان أصول اية الله يفصل كيف أصبحت مؤسسة ستاد واحدة من أكثر المؤسسات نفوذا في إيران عن طريق المصادرة الممنهجة لعقارت المواطنين الإيرانيين العاديين وبيعها، وذكر التقرير أن نوروزي قال في مؤتمر صحفي عام 2008 إن أملاك ستاد كان قيمتها في ذلك الوقت نحو 52 مليار دولار.

ومن الصعب تحديد القيمة الاجمالية للمؤسسة بدقة بسبب سرية حساباتها. لكن حيازاتها من العقارات وحصص الشركات في العديد من القطاعات وأصول أخرى تبلغ نحو 95 مليار دولار وفقا لحسابات رويترز، وعن طريق ستاد يتحكم خامنئي في موارد مالية ينافس حجمها موارد شاه إيران الذي اطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979.

وتسيطر ستاد كذلك على مؤسسة بركات الخيرية التي يتركز عملها على مشروعات التنمية الاقتصادية في المناطق الريفية والتي تملك حصصا في قطاع صناعة الدواء في البلاد، وقال مسؤول من ستاد في أبريل نيسان إن المؤسسة أنفقت عبر وحدتها بركات ما يزيد على 1.6 مليار دولار في السنوات الخمس الماضية على مشروعات التنمية. لكن من الصعب التحقق من ذلك لأن حسابات المؤسسة غير متاحة للإطلاع عليها، وشجبت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الرسمية تقرير رويترز وقالت إنه يحتوي على معلومات خاطئة ويهدف إلى تقويض الثقة في مؤسسات الجمهورية الإسلامية. وقال متحدث باسم رويترز إن الوكالة التزمت الدقة والأمانة في تقريرها.

وأضافت الوكالة الإيرانية إن وحدة بركات شاركت على مدى السنوات الخمس الماضية في مشروعات عديدة للتنمية الاقتصادية منها بناء المدارس والمنازل والمساجد وشق الطرق فضلا عن توصيل المياه والكهرباء، ووفقا للوكالة فقد تأسست بركات بأمر من خامنئي لرئيس ستاد. ونقلت الوكالة عن الزعيم الأعلى قوله "حل مشكلات المحرومين هو ما كنت أفكر فيه"، ولم يستجب متحدث باسم ستاد لطلب رويترز تعليقه على تعيين نوروزي.

من جهتها نفت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية سلسلة تقارير نشرتها رويترز عن مؤسسة تبلغ اصولها مليارات الدولارات وتتبع الزعيم الأعلى علي خامنئي ووصفتها بانها "مضللة" الهدف منها تقويض ثقة الرأي العام في مؤسسات الجمهورية الإسلامية.

ونشرت رويترز سلسلة من ثلاثة اجزاء تحدثت بشكل مفصل عن تحول المؤسسة المسماة ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام أو "هيئة تنفيذ أوامر الإمام" إلى واحدة من أقوى المؤسسات في إيران من خلال مصادرة آلاف العقارات الخاصة بمواطنين إيرانيين عاديين بطريقة ممنهجة وبيعها، ومن الصعب تحديد القيمة الإجمالية للهيئة بسبب سرية حساباتها لكن قيمة حيازاتها من العقارات واسهم الشركات في مجموعة متنوعة من الصناعات والأصول الأخرى تبلغ نحو 95 مليار دولار وفقا لحساب أجرته رويترز. وقالت رويترز ان خامنئي يسيطر من خلال ستاد على موارد مالية تناطح ثروة الشاه الراحل الذي اطيح به عام 1979.

وقالت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مقال ان الهدف من سلسلة رويترز هو تشويه صورة المؤسسات وتقويض "ركائز الثورة الإسلامية"، واضافت في المقال الذي نشر "الهدف من نشر مثل هذه التقارير الكاذبة عن ستاد...هو إثارة الشك فيها بين الناس وتدمير ثقة الناس في المؤسسات الشعبية التي تخدم الجمهورية الإسلامية"، وتابعت "استخدمت رويترز في تقريرها تكتيكا قديما يقوم على قول جزء من الحقيقة وتسعى لتصوير ستاد -وهي مؤسسة مهمة وخيرية- لجمهورها بالطريقة التي تريدها".

وقالت بارب بيرج المتحدثة باسم رويترز ان الوكالة متمسكة بدقة ونزاهة مقالاتها وان تقديرها لقيمة ستاد الإجمالية يستند إلى تحليل لتصريحات مسؤولي ستاد وبيانات من سوق طهران للأسهم ومواقع شركات ومعلومات من وزارة الخزانة الأمريكية، ولم يرد متحدث باسم ستاد على الفور على طلب التعليق الذي أرسل بالبريد الالكتروني.

ومع أن وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية انتقدت سلسلة تقارير رويترز فإنها لم ترد على النتائج التي توصلت إليها رويترز ولاسيما مصادرة ممتلكات أو حصص ستاد في كل قطاع تقريبا من قطاعات الاقتصاد الإيراني ومنها شركات الخدمات المالية والنفط والاتصالات والصيدلانية. بحسب رويترز.

وبدلا من ذلك فإن المقال الافتتاحي للوكالة الإيرانية الذي نشر بالفارسية والإنجليزية قال إن ستاد لعبت دورا حيويا في القضاء على الفقر في مناطق متخلفة وفي الحد من الآثار القاسية للعقوبات الاقتصادية على إيران، وقالت سلسلة مقالات رويترز ان ستاد تشرف على مؤسسة خيرية وإن أحد مسؤوليها قال في أبريل نيسان إنها انفقت 1.6 مليار دولار في السنوات الخمس الماضية على مشروعات للتنمية غير ان المقالات قالت إن مزاعم ستاد عن إنفاقها للأغراض الخيرية يتعذر التحقق منها لأن حساباتها ليست متاحة للجمهور للاطلاع عليها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/كانون الأول/2013 - 22/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م