اولا: لعل البعض يتسائل مالنا ومعاوية وسائر الطغاة؟ لماذا ننبش
التاريخ وما الفائدة من ذلك.؟ تلك امة قد خلت لها ماكسبت ولكم
ماكسبتم.. لماذا لا نلتفت الى حل مشاكل المسلمين المعاصرة.؟ لماذا لا
نتطلع للمستقبل بعين التفاؤل الخ؟
من المعلوم ان القران طافح بقصص الطغاة والفراعنة والامم الضالة
الخارجة على الهدى وفيه عبر ودروس حياة وسيرة الأنبياء والصالحين وعلى
ضوء التساؤل أعلاه اذن لماذا ينبش القرآن فصص الأولين؟ وهكذا يعرض
المتسائل على كل ماضي وتاريخ ولان التاريخ سنن وعليه أن تسدل الامم
الستار على تاريخها ورجالها وحضارتها...الخ!!!
إن في قصصهم مواعظ وتجارب ومواقف إيجابية وسلبية، ورثنا التاريخ
وفيه خطان، أولهما يمثل الحق متمثل بخط محمد (ص) وأهل بيته الذين اذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واصحابه المنتجبين ولفيف الصالحين،
والثاني: يمثل الباطل والانحراف بكل صوره النفاقية متمثلا بالنهج
الأموي السفياني الذي وضع أسسه صاحب مقولة: (تلاقفوها يابني امية تلاقف
الكرة فوالذي يحلف به ابو سفيان فلا جنة ولانار) وغيره ممن جاء بعده
أذن في التاريخ خطان حق وباطل موسى وفرعون ومحمد وابو سفيان وعلي
ومعاوية والحسين ويزيد.
اذن دراستنا للتاريخ لنعرف الحق ونهجه ورجاله الصالحين فيقودنا الى
رضى الله والصلاح في الدنيا والجنة في الاخرة، ونتجنب المنكر ونهجه
ورجاله لكي نتعظ بمن غرتهم الدنيا واحلوا قومهم دار البوار ولا نحشر
معهم في نار جهنم.
وبناء المستقبل يجب أن يقف على أسس القرآن والحق ويجب أن نتجنب
الإنقياد الى النهج الأموي الدموي المتمثل بالتكفيرين الوهابيين وأئمة
الضلال القائم على السفك والتفجير وبإسم الدين والدين منهم برئ.
والنبي(ص) كان دائما يؤكد على الامة بتعرية الظالمين حتى تعرفهم
فتتجنبهم ويحذرهم قائلا: اذكروا الظالم بما فيه يحذره. الناس.!!!
اذن لنتجنب الباطل علينا معرفة ملامح سياسة معاوية وطغاة البيت
الأموي والدموي المشئوم مراعيا الإختصار.
ثانيا: ان النبي (ص) لم يلعن المشركين ولا الملحدين ولكن اكد مرات
ومرات بلعن المنافقين ورؤوس الضلال والانحراف..!!
ملامح رسالية في الشجرة الملعونة...!!!
قال تعالى: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم
دار البوار)إبراهيم: 28 اخرج المتقي الهندي في كنز العمال ج1ص255 عن
عمر بن الخطاب قال هما الافجران من قريش بنو المغيرة وبنو امية.
قال تعالى: (ومثل كلمة خبيثة اجتثت من فوق الارض مالها من
قرار)إبراهم: 26 قال العلامة الالوسي في تفسير روح البيان ج13ص193 ان
الكلمة الخبيثة هم بنو امية.
لكن الذي يبعث على الدهشة ان الواحدي في اسباب النزول يتجاوز هذه
السورة بالكامل ولم يشير الى اسباب نزول اياتها لعله لايريد ان يفضح
اعداء الله بني امية او ان الطبعات الجديدة حذفتها بالكامل...لكن مخازي
وجنايات بني امية لايمكن حجبها بغربال لما اجترحته من طامات لاتعد
ولاتحصى فقد اخرج ابن حجر في مجمع الزوائد ج9ص405 عن النبي(ص) قال: (ان
معاوية اية النار) كم اخرج العلامة بن ابي الحديد في شرح النهج ان
النبي(ص) لعن ابا سفيان في سبعة مواضع.
ويؤكد علما السلف ان رأس الشرك ابو سفيان كان احد زناة العرب
المشهورين انظر تذكرة الخواص لابن الجوزي ص117.
ملامح نبوية في الشجرة الملعونة
جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى: (إن الذين يؤذون الله وسوله لعنهم
الله في الدنيا والاخرة) الاحزاب: 57
ومما هو معلوم ومزبور في الصحاح وكافة المصادر الاخرى مالقيه
النبي(ص) ليس فقط في حياته من الاذى بل وشن الحروب والعدوان من الطلقاء
وبالخصوص من بني امية على اهل بيته وصحابته وامته من بعده فقد اخرج ابن
حجر في الاصابة ج4ص 274 ان معاوية راس الفتنة راس الفئة الباغية مستندا
لقوله (ص) لعمار (تقتلك الفئة الباغية تدعونهم الى الجنة ويدعونك الى
النار) او ويح ابن سمية –اي عمار- تقتله الفئة الباغية...فقد اخرج
الطبري في تاريخه ج13 ص357 وانساب الاشراف للبلاذري ان النبي(ص) قال: (يخرج
عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي) اي على غير الاسلام فكان
معاوية.!!
خبث الذات من خبث الاصل
واخرج ابن عبد البر في الاستيعاب ج1ص195 وابن عساكر في تاريخ دمشق
ج5ص410 ان اباسفيان زنا بأم زياد.. ولهذا لحق معاوية زياد بن ابيه به
في اول بدعة في الاسلام والنبي قول: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) كما
يؤكد العلامة ابن ابي الحديد في شرح النهج ج3ص101 ان ابا سفيان زنا بأم
عمرو بن العاص المعروفة (النابغة) والمشهورة بالبغاء فقد اشتراها
الفاكهة ابن المغيرة من سبايا سوق عكاظ وبعد ذلك اشتراها العاص بن وائل
السهمي فولدت له عمرو الذي اخذ نسب العاص وتذكر المصادر انه ابن عشرة
ويؤكده قول الامام الحسن وفي مجلس معاوية وبحضور ابن العاص.
يذكر ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص114) ان معاوية له اربعة اباء كل
يدعيه غير ابو سفيان اي له خمسة اباء كل واحد يزعم انه زرعه في رحم
اكلة الاكباد هند كما تؤكد المصادر ان جدة معاوية (حمامة) كنت اشهر
البغايا في مكة ومعروف ان لكل بغية راية واحدة ترفعها على دارها الا
حمامة فكانت ترفع رايتين..!!
دواهي معاوية
من المعلوم ان معاوية لم يدع قبيحا الا ارتكبه ولا فسقا الا اجترحه
ولا منكرا الا عمله فكان باكورة لكل فجور ومحورا لكل مأثوم فقد اشتهر
ببيع الخمور واخذ المكوس والضرائب على من يتاجر فيها ويشربها جهرا مع
ندمائه وانكر على فعاله تلك ثلة من الصحابة وهذا ماتحفل به مصادر السلف
فقد ذكر الامام احمد بن حنبل ذلك وكان معاوية مغرم بشرب الخمور اخرج
الامام احمد في مسنده ج5ص374: (ان معاوية كان يشرب الخمر).
آفة معاوية كفره وقتله الصحابة والصالحين
قال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ
وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء: 93
المشكلة الكبرى التي عانت الأمة ولازالت تصر عليه بالدفاع عن التسلط
الاموي الدموي النفاقي المتمثل الان بالمنهج الوهابي التكفيري وما
تبرقع به الولاة الطغاة من الشرعية مهما ارتكبوا من جرائم واجترحوا من
الفساد واستباحة الحرمات..
كم سفك معاوية من دماء المسلمين خلال تسلطه..؟؟
ان الذين قتلهم معاوية من الامة سواء بالحروب والغارات او بالغدر
والسم وحد السيف صبرا لايعلمهم الا الله وحده لكن نشير الى ماهو معلوم
مذكور ووقائع كبرى..!
اولا: فقد قتل من المسلمين في معركة صفين التي اشعل نيرانها معاوية
على الإمام علي حسب مصادر السلف ب 70000 الف ف 50000 من جيش معاوية
المعتدي و 20000من جيش الإمام علي، وفيهم أكثر من 100 من صحابة رسول
الله (ص) منهم 25 بدريا شهدوا مع الرسول الله(ص) في معركة بدر الأولى.
استهتار معاوية
ان معاوية يبلغ به الحد من الاستهتار والاستخفاف بكل القيم من
الاعتراف علنا بنواياه من حروبه وقتل الصحابة وسفك دماء الامة كان
وسيلة لغاية ابليسية هو التسلط والحكم على رقاب المسلمين التي رفع فيها
المصاحف ليكون حكما بينه وبين الامام علي لكنه صرح وكشف وكشر عن نواياه
وهدفه من قتاله بقوله: (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا
لتزكوا، إنكم لتفعلون ذلك ولكني قاتلتكم لأتأمَّر عليكم وعلى رقابكم
وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون ! ألا وإني كنت منَّيت الحسن
وأعطيته أشياء وجميعها تحت قدمي لا أفي بشيء منها له) !
قال التابعي الأعمش رحمه الله: (هل رأيتم رجلا أقل حياء منه؟ قتل
سبعين ألفا فيهم عمار، وخزيمة، وحجر، وعمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي
بكر، والأشتر، وأويس، وابن صوحان، وابن التيهان، وأبي حسان، ثم يقول
هذا؟!!) الصراط المستقيم: 3/47
ثانيا: قتل معاوية 000 30 بواسطة عامله بسر بن أرطاة الذي شن غارات
فجائية مباغته على قوافل الحجيج وعلى المسلمين الامنين في مكة والمدينة
واليمن فاستباح الحرمات وسفك الدماء ونهب وسبي..!!! انظر الطبري
والكامل
شنائع معاوية
ان شنائع معاوية وجرائمه التي ارتكبها بحق الامة لاتعد ولاتحصى
وبالخصوص بحق الصحابة والامة وجعل الخلافة ملك عضوض وعظيم تجبره وشديد
فسقه وكونه راس حزب البغاة حيث كانت الطامة الكبرى التي لايمكن التستر
عليها او تأويلها حتى قال فيه ابو اسحاق السبيعي: (ان معاوية كان
متهتكا يتاجر بالمحرمات كالخمور وقال فيه عبد الله القاضي كان معاوية
غدارا وقد ظهر ضلاله واستبان كفره من حديث رفيقه وواليه على الكوفة
المغيرة ابن شعبة في حديثه مع ولده من قوله: دفنا دفنا..!!كما يرويها
المسعودي في مروج الذهب لمن يريد ان يطلع على فضائع معاوية وجرائمه
ومكائده وكفره فعليه بكتاب (النصائح الكافية لمن يتولى معاوية) لابن
عقيل الشافعي.
hilal.fakhreddin@gmail.com |