الولادات.. بين التطور العلمي والإهمال الحكومي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عندما ينتظر الوالدان مولودهما يشعران بفرحة لا توصف، سعادة كبيرة لمن سوف يقاسمهما حياتهما، وهو الثمرة التي طال انتظارهما لها لتقر اعينهما برؤيته وتربيته، لكن الحال لا يتم بهذه السعادة دائما، فما زال هناك النقص الكبير (رغم التقدم العلمي والطبي) في الخدمات الطبية ابتدأ من الحمل وحتى الوضع في اغلب دول العالم سيما النامية منها، وما زال هذا الهاجس يؤرق المنظمات الدولية المهتمة بصحة وسلامة الام وجنينها، وكذلك الباحثين والدارسين اللذين أشاروا الى وجود مؤشرات لخلل كبير يؤثر بشكل مباشر على ارتفاع نسب الوفيات بين الأمهات والولادات خلال الحمل واثناء الولادة (الطبيعية والقيصرية) وما بعدها والتي عادة ما تكون الام وطفلها في حالة ضعف كبيرة وعرضة للإصابة بالعدوة والامراض المنتقلة وبحاجة الى العناية والاهتمام.

ان نقص المستشفيات والكادر الطبي المتخصص ونسبة القابلات الى الحوامل والرعاية الصحية والتثقيف والتدريب والأدوية ودعم الدراسات والأبحاث الطبية واعتماد الوسائل العلمية المتطورة والحديثة، كلها وسائل مهمة وضرورية تحدث الفرق الكبير وتذلل جميع الصعوبات التي تقف دون إنجاح الولادة والحفاظ على حياة الام وطفلها.

الولادة في افريقيا

برقم يصل إلى 440 امرأة كمعدل يومي، تموت كل عام أكثر من 160 ألف امرأة بسبب مضاعفات الحمل والولادة، وهذه النسبة تصل إلى 56 في المائة من مجموع النساء الحوامل حول العالم، لتصبح إحدى المراحل الطبيعية التي تمر بها كل امرأة جزءاً من خوف على الحياة وليستقبل ما يقارب من مليون طفل إفريقي كل عام هذه الحياة دون أحضان أمهاتهم، وبسبب الفشل في مواجهة التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية والمادية، يتواجد تقصير من حكومات الدول الإفريقية في تطبيق ما تتضمنه اتفاقية أبوجا لعام 2001 والتي تنص على تخصيص 15 في المائة من الميزانية للقطاع الصحي، كما أن الجهل المنتشر بين النساء الإفريقيات حول الحمل والعناية بأنفسهن خلال العملية وبعد الولادة، يؤدي بهن إلى عدم التوجه لزيارة المستشفيات بشكل دوري، الوضع ليس جميلاً كما يمكن أن يكون في الغرب، الذي تتوفر فيه خدمات تقديم الرعاية الصحية والمشورة خلال الحمل والولادة وحتى بعد الولادة، إذ تقطع العديد من النساء في إفريقيا مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي، إلا أن بعض النساء اللواتي يفضلن البقاء في المنزل يستدعين "الولادة" وهي التي تقوم بتوليد الأطفال بالطرق التقليدية دون علم طبي بكيفية تعقيم الأدوات، الأمر الذي يمكن أن يهدد حياة كل من الأم وطفلها، أما اللواتي يصلن إلى المستشفى فيلاقين صعوبة في الحصول على سرير، وبعضهن يحضرن مصابيح ليتمكن الأطباء من الرؤية في ظل عدم وجود إضاءة، وتقول إستر مادودو القائمة على مؤسسة الطب والأبحاث الإفريقية إنها تعمل وطاقمها المكون من امرأتين ليل نهار في الإشراف على منطقة تشمل 37 ألف نسمة، حتى أنها تضطر إلى استعمال الضوء الصادر من هاتفها الخلوي واستعمال قفازات من أكياس البلاستيك، لانعدام المصادر التي توجب بعض النساء خلال المخاض على الانبطاح أرضاً لعدم توفر أسرّة كافية. بحسب سي ان ان.

تقنيات تحد من الوفيات

الى ذلك تُستخدم تقنية عصر الفضاء ومادة النيوبرين (نفس المادة المستخدمة لصنع ملابس الغواصين) والفيلكرو لصنع كساء تجريبي يأمل خبراء الصحة في أن يوفر علاجاً لنزيف ما بعد الولادة، الذي يعد السبب الرئيسي للوفيات النفاسية في جميع أنحاء العالم، والكساء غير الهوائي المضاد للصدمة (NASG) - الذي يسمى أيضاً "لايف راب" (lifewrap) - هو بدلة تغطي نصف الجسد بعد ربطها على الجزء الأسفل من سيقان النساء وبطونهن لإبطاء النزيف ومنع حدوث صدمة بسبب النزيف، و"يعمل لايف راب بطريقتين: فهو يضغط على الأوعية الدموية في الجزء السفلي من الجسم، ويعكس أثر الصدمة عن طريق إعادة الأوكسجين إلى القلب والرئتين والدماغ، التي تعتبر من الأنسجة شديدة الاعتماد على الأكسجين،" كما أوضحت سويلين ميلر، مديرة برنامج الأمومة الآمنة/مركز بيكسبي للصحة الإنجابية العالمية في جامعة كاليفورنيا بمدينة سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتجدر الإشارة إلى أنه إذا كان يعمل على النحو المنشود، فإن الضغط على منطقة البطن يقلل من نصف قطر الأوعية الدموية ويحد من النزيف بشكل عام، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن نزيف ما بعد الولادة - فقدان ما بين 500 و1,000 ملليلتر أو أكثر من الدم في غضون 24 ساعة بعد الولادة - يتسبب في ما يقرب من ربع الوفيات النفاسية في العالم، وهو السبب الرئيسي لوفيات الأمهات في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض، وأفادت كيت غيلمور، نائبة المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان أن "الوفيات النفاسية تعكس عدم المساواة بين البلدان، فحالات الوفاة بسبب نزيف ما بعد الولادة تكاد تكون منعدمة في العالم المتقدم"، وقد تم عرض لايف راب، المأخوذة عن بدلة أجريت عليها أبحاث وتم تصنيعها أصلاً بواسطة الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء الأمريكية (ناسا) لبرامجها الفضائية، على خبراء في مجال الصحة أثناء مؤتمر صحة الأم الذي عقد مؤخراً في العاصمة الماليزية كوالا لمبور، ولم يتم تصميم لايف راب كحل نهائي لإنقاذ المرأة، ولكن فقط كإجراء مؤقت يهدف إلى استقرار الحالة وكسب الوقت حتى يتم تحويلها إلى مرفق صحي لإجراء عملية جراحية أو نقل الدم، ووفقاً لهيئة البحوث الإنجابية الأمريكية معهد غوتماكر، تلد معظم النساء في المجتمعات المحلية النائية بالبلدان النامية في منازلهن، وتختلف نسبة الولادات في المرافق الصحية على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم، حسبما ذكر المعهد، من 50 بالمائة من الولادات في شرق وغرب أفريقيا إلى 99 بالمائة في شرق آسيا، وفي عام 2010، سجل المعهد وفاة 284,000 امرأة في البلدان النامية بسبب مضاعفات الحمل والولادة، وقالت ميلر أن "المرأة لديها حوالي ساعتين [منذ بداية النزيف] قبل أن تعاني من نقص الأكسجين الواصل إلى أنسجتها الحيوية وتنزف حتى الموت، ولذلك فإن التأخير يعد أمراً قاتلاً"، وأوضحت بورنيما ماني، الرئيس والمدير التنفيذي لمنظمة باثفايندر الدولية (Pathfinder International)، وهي منظمة أمريكية غير هادفة للربح تعمل في مجال تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، أن "العمل في أجزاء من العالم حيث تمثل المسافة الفرق بين الحياة والموت يتطلب إيجاد حلول يمكن أن تبدأ في المجتمع أو في المنزل". بحسب ايرين.

وقد أجرت جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو التجارب السريرية والدراسات على استخدام لايف راب في نيجيريا ومصر وزامبيا وزيمبابوي والهند في الفترة من 2004 إلى 2012، وخلال تلك الفترة، لوحظ أن استخدام لايف راب قد خفض معدل الوفيات النفاسية بنسبة تصل إلى 50 بالمائة، وعلى الرغم من حرص الخبراء على عدم عزو هذا الانخفاض إلى استخدام لايف راب وحده، وإدراكهم أن تدخلات متعددة قد تكون مسؤولة عنه، فإنهم يجدون هذه الصلة مشجعة، وقالت إيمي باتسون، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في منظمة باث (PATH) أن "النتائج الأولية لاختبار الكساء واعدة، ولدينا بالفعل سياسات منظمة الصحة العالمية (الداعمة)، والآن، نريد أن نشجع البلدان على مراجعة بروتوكولات صحة الأم الخاصة بها فيما يتعلق بنزيف ما بعد الولادة ودمج استخدام لايف راب في برامجها المصممة لذلك"، والجدير بالذكر أن المبادئ التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن إدارة نزيف ما بعد الولادة تدعو إلى التدخل الطبي في الوقت المناسب، وهذا يشمل إعطاء أدوية مثل الأوكسيتوسين والميسوبروستول خلال المرحلة الثالثة والأخيرة من المخاض، وتساعد هذه الأدوية على انقباض الرحم، وتسريع خروج المشيمة والحد من فقدان الدم، وفي حالة عدم فعالية هذه الأدوية، نشرت منظمة الصحة العالمية في عام 2012 مبادئ توجيهية تشجع الضغط على الرحم، واستخدام الكساء غير الهوائي المضاد للصدمة على وجه التحديد، كإجراء مؤقت حتى تصبح الرعاية المناسبة متاحة، ويمكن استخدام بدلة لايف راب حتى 40 مرة وغسلها باليد باستخدام مساحيق الغسيل العادية بعد كل استعمال، وبعد أن كانت التكلفة الأصلية تبلغ 300 دولار لكل كساء، نجحت المفاوضات مع الشركات المصنعة في خفض التكلفة إلى ما يقرب من 65 دولاراً، وحتى الآن، تتم متابعة بحوث وتطوير لايف راب بشكل مشترك من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة باثفايندر الدولية، وجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، ومؤسسة جون د. وكاثرين ت. ماك آرثر الأمريكية، ومنظمة باث.

الرعاية بطريقة الكنغر

فيما أشارت دراسة بريطانية إلى أن الأمهات اللائي يحملن أطفالهن الصغار من خلال تماس الجلد للجلد التي تعرف بطريقة رعاية "الكنغر" يمكن أن تقلل بنسبة كبيرة من معدلات الوفيات والإعاقة العالمية الناجمة عن الولادة المبكرة، وأوضحت البروفيسورة جوي لون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن " طريقة رعاية الكنغر"، أهم من الرعاية المكثفة والمكلفة، ويولد نحو 15 مليون طفل سنويا في الأسبوع الـ37 من الحمل أو قبل ذلك ويمثل هؤلاء نحو 10 في المئة من عبء المرض العالمي، حيث يموت من بينهم مليون طفل، ومن بين الذين يبقون على قيد الحياة، يعاني أقل من ثلاثة في المئة من عاهات معتدلة أو حادة، بينما يعاني 4.4 في المئة من عاهات خفيفة، وأضافت لون أن "المفهوم المتبع هو أنك تحتاج لرعاية مكثفة للأطفال الذين يولدون مبكرا"، وأوضحت "لكن 85 في المئة من الأطفال الذين يولدون مبكرا يولدون قبل موعدهم بستة أسابيع أو أقل، وهؤلاء يحتاجون إلى المساعدة في التغذية مع التحكم في درجات الحرارة، وهم أكثر عرضة للعدوى، وقبل الأسبوع ال32 من الحمل لا تكون رئتهم مكتملة، ويحتاجون إلى مساعدة على التنفس"، وتابعت "إذا لم توجد مشاكل التنفس هذه، فإن (طريقة) رعاية الكنغر (بتماس الجلد للجلد) هي بالفعل أفضل لأنها تساعد على الرضاعة وتقلل من العدوى"، وفي كلمة له قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي يشرف على استراتيجية "كل امرأة وكل طفل"،التي تدعو إلى تحسين الرعاية الصحية للمرأة والطفل، إن "ثلاثة أرباع من المليون طفل الذين يموتون كل عام جراء مضاعفات مصاحبة للولادة المبكرة يمكن إنقاذ حياتهم بتدخلات فعالة من حيث التكلفة، حتى دون الحاجة إلى مستلزمات الرعاية المكثفة"، وتظهر دراسات، تم نشرها في دورية "أبحاث طب الأطفال"، أن الأطفال الصغار الذكور يمثلون على الأرجح 14 في المئة من الولادة المبكرة، والأطفال الذكور الذين يولدون مبكرا يكونون أكثر عرضة للوفاة أو العجز مقارنة بالإناث، وتشمل الإعاقات الشائعة اضطرابات التعلم والشلل الدماغي، وأوضحت لون أن "أحد التفسيرات الجزئية لزيادة الولادات المبكرة بين الذكور هي أن النساء اللائي يحملن ذكرا يعانين على الأرجح من مشاكل المشيمة وتسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم، وكلها أعراض مصاحبة للولادة المبكرة"، وأضافت "تتزايد احتمالات إصابة الأطفال الذكور بالعدوى واليرقان ومضاعفات الولادة والتشوهات الخلقية"، وتابعت "لكل طفلين مولودين بنفس الدرجة من الولادة المبكرة، يكون الطفل الذكر عرضة لمخاطر أعلى للوفاة والإعاقة مقارنة بالانثى"، وأردفت "حتى في الرحم، فإن الإناث ينمون بصورة أسرع من الذكور، وهو ما يوفر ميزة، لأن الرئتين وغيرهما من الأعضاء تكون في مراحل أكثر نموا". بحسب بي بي سي.

سن الانجاب في العالم

من جهتها اظهرت دراسة علمية نشرت مؤخراً ان اكثر من 230 مليون سيدة في سن الانجاب في العالم (بين 15 و49 عاما) قد لا يستطعن الحصول على اي من وسائل منع الحمل في العام 2015، اي بزيادة عشرة ملايين سيدة عن العام 2010، واجرى هذه الدراسة خبراء في الامم المتحدة وفي جامعة سنغافورة شملت اعمالهم 194 دولة، وتشير هذه الدراسة في المقابل الى ان الحصول على وسائل منع الحمل قد تعزز في العالم بين العامين 1990 و2010، ففي العام 2010، كانت نسبة النساء اللواتي لا يحصلن على وسائل منع الحمل 12,3%، فيما كانت هذه النسبة 15,4% في العام 1990، بحسب هذه الدراسة التي نشرتها مجلة ذي لانسيت الطبية البريطانية، غير ان الازدياد السريع في عدد السكان حال دون تلبية الطلب المتزايد على وسائل منع الحمل، ويتركز النقص الاكثر حدة في دول الوسط والغرب الافريقي، حيث لا تتجاوز نسبة النساء المتزوجات القادرات على الحصول على وسائل منع حمل واحدا من خمسة، وحددت الامم المتحدة ضمن اهدافها الانمائية للالفية هدفا يتمثل بجعل الصحة الجنسية متاحة للجميع على مستوى العالم بحلول العام 2015، واشارت المنظمة الدولية في تقريرها الاخير حول السكان في العالم الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر الى ان وسائل منع الحمل ساهمت في تحسين الصحة والتعليم لدى الاطفال، وتقليص حالات الاجهاض غير الشرعي ومساعدة المرأة على الحصول على عمل.

بعد 9 أشهر على إعصار ساندي الذي ضرب شمال شرق الولايات المتحدة، تسجل غرف الولادة في مستشفيات نيويورك ونيو جيرسي هذا الشهر ارتفاعاً غير عادي في عدد الولادات.

ويعزو الأطباء هذا الارتفاع جزئياً إلى توسيع قسم الولادة الذي بات يتسع لعدد أكبر من المريضات، لكنهم لا ينكرون الدور المحتمل الذي اضطلع به الإعصار في هذا المجال.

ويقول بروفسور الاقتصاد ريتشارد إيفانز من جامعة بريغهام يونغ في يوتاه (غرب) إن الأزواج الذين أنجبوا أولاداً أثناء الإعصار ساندي في تشرين الأول (أكتوبر) من العام الماضي كانوا يعتزمون أصلاً الإنجاب، وقد استفادوا من فترة التبطل تلك.

ولاحظ إيفانز وعدد من الباحثين ارتفاع عدد الولادات بنسبة 2 في المئة يومياً بعد تسعة أشهر من صدور تحذير بشأن ظاهرة مناخية على سواحل الأطلسي وخليج المكسيك.

ويشرح إيفانز أن "نسبة الـ2 في المئة هي مجرد معدل، وقد يكون الارتفاع أكبر في بعض المناطق. وإذا ضربنا هذه النسبة بعدد الأيام التي يصدر فيها تحذير مناخي، نحصل على رقم قياسي، علما أن نسبة الـ30 في المئة المسجلة في نيو جيرسي تتخطى هذا الرقم".

ويضيف "يبدو أن عدد الولادات يرتفع عندما ينقطع التيار الكهربائي ويتوقف التلفزيون عن العمل".

القابلات في السويد

بدورهن في السويد، تتولى قابلات مراقبة الحمل من بدايته الى نهايته من دون تدخل الطبيب وبشكل موجز يقتصر على ثماني زيارات وتخطيط واحد بالموجات فوق الصوتية، وقد أثبت هذا النظام البعيد كل البعد عن المراقبة الطبية المبالغ بها في غالبية البلدان الغربية فعاليته، وبحسب منظمة "سيف ذي تشيلدرن" غير الحكومية، فإن السويد هو ثاني أفضل بلد في العالم للأمهات، بعد فنلندا، ومعدل وفيات المولودين حديثا والأمهات منخفض جدا فيها، بحسب تقرير الاتحاد الأوروبي السنوي حول الصحة الجنين والأم في الفترة المحيطة بالولادة، وخلال الحمل، تكون القابلة مسؤولة عن صحة الأم وجنينها، وهذه المتابعة هي الوحيدة المقترحة في السويد، وتشرح صوفي لافتمان وهي قابلة في ستوكهولم أن "القابلة تتصل بالطبيب عندما تلاحظ أمرا مثيرا للشكوك"، والقابلات مسؤولات عن العناية بالأم والجنين قبل الولادة وبعدها منذ القرن الثامن عشر، وقد يرى البعض أن هذا البرنامج موجز جدا، إذ إنه يقتصر على بضعة فحوص لرصد الاعاقات والمشاكل ومتابعة منتظمة لضغط الأم ودقات قلب الجنين وتوصيات غذائيى ولا يشمل أي فحص نسائي، وتقول ماري بيرغ وهي بروفسورة صحة عامة إن "الحمل أمر طبيعي والقابلة تراقب وترافق ومن مسؤوليتها مساعدة الأم والأب على تولي دورهما الجديد"، واستنتجت دراسة عملية نشرتها في آب/أغسطس منظمة غير حكومية للأطباء أن "غالبية النساء" في العالم اللواتي يسعين إلى تفادي المضاعفات يستفدن من متابعة قابلة لهن أثناء الحمل، فهذه المتابعة تحد من الولادات المبكرة، بحسب معدي الدراسة. وفي السويد، يولد 5% فقط من الأطفال قبل أوانهم، وتتذكر كريستاينا سينغلمان البالغة من العمر 31 عاما والحاملة بطفلها الثاني الوحدة التي شعرت بها في حملها الأول بسبب قلة المواعيد، لكن إذا كانت الحامل دون الأربعين عاما وليس لديها مشاكل صحية وحملت بطريقة طبيعية، "ما من داع لتكثيف الزيارات في البداية"، على ما تشرح صوفي لافتمان، ولجأت أدينا ترانك البالغة من العمر 33 عاما إلى قابلتين مختلفتين في حملها الأول والثاني، وتقول "كانت الاثنتان كفؤتين جدا، لكن يعود إلى الأم أن تأخذ المبادرة وتطرح الأسئلة وتطلب مقابلة طبيب"، مع اقتراب الولادة، تتصل الأم بالمستشفى الذي تريده لتعرف ما إذا كان بالامكان استقبالها، وفي حال الرفض، يتعين عليها اللجوء إلى مستشفى آخر، وفي هذه المرحلة، تبقى القابلة المسؤولة الوحيدة، ولا يتدخل الطبيب إلا في حال حصول مضاعفات أو في حال طلبت الحامل تخديرها، وتنفرد السويد من بين كل بلدان العالم بهذا النظام الذي تتولى فيه القابلة القانونية وحدها متابعة الحمل والولادة، علما أن عدد الولادات عن طريقة الجراحة القيصرية منخفض نسبيا في السويد (17% سنة 2011)، وتعتبر ماري بيرغ أن "هذا النظام فعال (أيضا) من ناحية إدارة التكاليف"، وتشرح أن البلدان التي يتابع فيها الطبيب الحمل تميل، من دون تبرير، إلى "مضاعفة الفحوص والتخطيطات بالموجات فوق الصوتية، ما يمهد الطريق الى جني الأموال بسهولة".

الطفلة الاضخم في العالم

من جهة أخرى تعتبر الطفلة جاسلين، التي ولدت مؤخراً في مستشفى جامعة لايبزيغ، في ألمانيا، وبلغ وزنها أكثر من 13.7 باوند، وطولها حوالي 23 إنشا، أصبحت المولودة الأضخم في البلاد، وأفاد بيان صادر عن المستشفى، أن والدة الطفلة أنجبت طفلتها بشكل طبيعي، ولم تخضع لعملية قيصرية، وقال رئيس قسم الولادة في "لايبزيغ"، هولغر ستيبان: "قدرنا أن تكون الطفلة كبيرة، فقمنا بالتحضيرات المسبقة، وطلبنا تعيين فريق خاص من الأطباء ليكون مستعدا لأي تعقيدات محتملة"، وأوضحت إدارة المستشفى أن الوالدة وطفلتها في صحة جيدة، وعانت والدة الطفلة من الإصابة بمرض السكري خلال فترة الحمل، الأمر الذي يتسبب بإنجاب أطفال يفوق وزنهم عن المعدل الطبيعي، وبحسب موقع "غينيس" للأرقام القياسية، فإن الطفل الأكثر وزنا، الذي تخطى وزنه الـ 23 باوند، ولد في إشبيليه في ولاية أوهايو الأمريكية، في 19 يناير/ كانون الثاني عام 1879، وتوفي بعد مرور 11 ساعة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 21/كانون الأول/2013 - 17/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م