حمل السلاح في الارياف المكسيكية.. الخيار الأمثل لمكافحة العصابات

 

شبكة النبأ: بعدما فشلت السلطات المكسيكية في وضع حد لاعمال العنف الدامية المتصلة بتجارة المخدرات، قرر مدنيون في الارياف حمل السلاح والتصدي بأنفسهم لهذه الظاهرة، في الوقت نفسه الذي ترتفع فيه اصوات داعية لتشريع الحشيشة لسحب البساط من تحت اقدام العصابات، ويقول ابراهام كيفوينتيس وهو مزارع في الحادية والستين من العمر متحدثا لمراسل وكالة فرانس برس "لم يعد يمكننا ان نحتمل..انهم يسرقون كل شيء، حتى الحيوانات".

ويقطن هذا المزراع في مدينة روانا في ميشواكان جنوب غرب البلاد، وهي اولى المدن التي بدأت تنظم مجموعات مدنية مسلحة منذ شباط/فبراير، وتتصل اعمال العنف التي تضرب المكسيك قتلا وخطفا بتجارة المخدرات ولا سميا الصراع الدامي بين عصابات المخدرات المتنافسة على السيطرة على السوق.

ولمواجهة هذه المشكلة في الاوروغواي مثلا، عمدت السلطات مؤخرا الى تشريع زراعة الحشيشة والاتجار بها تحت اشراف الدولة، في سابقة فريدة من نوعها في العالم، وبرر السناتور اليساري في برلمان الاوروغواي روبرتو كوندي قرار بلاده هذا بالقول "إن الحرب على المخدرات قد فشلت". بحسب فرانس برس.

فقد ارتفعت نسبة استهلاك المخدرات في العالم كله، ولا سيما مع ظهور انواع جديدة مصنعة. وقد صودر في الشرق الاوسط وجنوب شرق آسيا في العام 2012 كمية قياسية من الحبوب المخدرة بلغت 227 مليون حبة، وفقا للامم المتحدة.

في المكسيك، تعهد الرئيس انريك بينا نيتو بالعمل على تقليص العنف في بلاده، بعدما سقط 70 الف قتيل خلال ولاية الرئيس السابق فيليب كالديرون الممتدة على ست سنوات، والتي تخللها انتشار الجيش لمكافحة عصابات المخدرات.

واذا كانت السلطات تؤكد ان نسبة جرائم القتل قد انخفضت في الآونة الاخيرة، فان اعمال الخطف والابتزاز هي في تصاعد، وازاء استفحال جرائم عصابات المخدرات، وعجز قوى الشرطة المحلية أو رفضها مواجهتها، قرر سكان المناطق الجبلية في ولاية غيريرو (جنوب غرب) وولاية ميشواكان المجاورة اخذ زمام المبادرة، فشكلوا ميليشيات محلية للدفاع الذاتي.

ونشرت السلطات في ايار/مايو الماضي الاف الجنود في المنطقة، لكن الميليشيات المحلية قررت مواصلة الحرب على عصابة فرسان الهيكل وغيرها من عصابات الجريمة المنظمة، رغم تحذير السلطات لها بضرورة ترك الامور للقوى الامنية.

ويقول عناصر من الميليشيات المحلية في غرب البلاد انهم تمكنوا في الاسابيع الاخيرة من "تحرير" بلدات جديدة قرب مدينة اباتزينغان، وانهم يأملون توسيع عملياتهم، ويقول احد قادة الميليشيات المحلية ويدعى خوسيه مانويل ميريليس "نحن نحرر المناطق التي يقوم فيها عناصر العصابات بعمليات اعدام وخطف".

ويضيف هذا الرجل الشديد ذو الشارب العريض، والبالغ من العمر 55 عاما "السلطات تقف بوجهنا نحن فقط، وترفض ان نطور حركتنا...أما عصابات المخدرات فلا يفعلون معهم شيئا".

وقد حاول مئات المسلحين من السكان طرد عصابة فرسان الهيكل من اباتزيغان في تشرين الاول/اكتوبر الماضي، لكن الجيش منعهم.

ويعلق احد قادة المجموعات "انا اقر ان ما نقوم به خارج القانون، ولكن ليس أمامنا حل آخر".

وفيما تتفاقم الامور، تمكن الرئيس الجديد الذي اعتلى سدة الرئاسة في كانون الاول/ديسمبر 2012، من تحقيق نصر رمزي تمثل بتوقيف ميغيل انخيل تريفينو موراليس، زعيم كارتيل زيتاس، أعنف عصابات المخدرات في المكسيك.

وعززت هذه العملية الآمال بطي صفحة دامية في البلاد، اذ ان عصابة زيتاس تثير الهلع في نفوس السكان لما يعرف عنها من قطع رؤوس خصومها او تذويبهم بالحمض الكاوي.

لكن بالتزامن مع توقيف موراليس، افرجت السلطات عن زعيم آخر لتجارة المخدرات هو رافايل كارو كوينتيرو، وذلك بأمر من محكمة محلية، وقد اختفى اثره بعد ذلك، مما اثار غضب الولايات المتحدة.

وفي ظل عجز السلطات عن مواجهة العنف المتصل بالمخدرات، تعلو الاصوات المطالبة بالبحث عن بدائل عن سياسة اجتثاث المخدرات التي ارساها في المنطقة الرئيس الاميركي السابق ريتشارد نيكسون، في ايار/مايو الماضي، نشرت منظمة الدول الاميركية، التي تضم كل بلاد القارة الاميركية ما عدا كوبا، تقريرا تدعو فيه الى اعادة النظر بتشريع الحشيشة، بهدف سحب البساط من تحت اقدام تجار المخدرات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/كانون الأول/2013 - 13/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م