إسرائيل... البراعة في تصدير الأزمات واستيرادها

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: لمسة دبلوماسية قام بها نتنياهو مؤخراً بالامتناع عن السفر لحضور جنازة الراحل "مانديلا" من اجل ضغط نفقات السفر "المكلفة" حفاظاً على ميزانية الحكومة المثقلة بالهموم والأزمات والفضائح من أمثال الأرقام الفلكية التي عمرت بها المقار الحكومية التي يسكن فيها "قيصر" إسرائيل، والفقر الذي تزداد مؤشرات ارتفاعه وسط شرائح الشعب رغم التقدم الاقتصادي العام للدولة، إضافة الى تهم الفساد لعشرات المسؤولين الحكوميين وعلى رائسهم ليبرمان الذي عاد مؤخراً لاكمال مشواره الخارجي واطلاق تصريحاته النارية المثيرة للجدل.

على المستوى الخارجي لا تقل أزمات إسرائيل عن شقيقاتها الداخلية، ابتداءً من فلسطين وحركاتها الجهادية مروراً بحزب الله وايران وصولاً الى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر من اقوى واقرب حلفائها اليها بعد ان هددت على لسان العائد من رحلة الفساد بالبحث عن حلفاء جدد اذا استمرت الأخيرة بسياستها التفاوضية مع ايران، كما اعتبرت الرئيس أوباما من اسوء قادة الولايات المتحدة بعد ان وصف إسرائيل بأنها "شوكة في مؤخرتنا".

صنع الازمة هي ما تبرع به إسرائيل، وقد تنجح دول أخرى في صنع الازمة وافتعالها، لكن ان تصدر ازماتك ثم تستوردها تلك تجارة سياسية تمتلكها إسرائيل بامتياز، فهي قادرة على اقناع الغرب بمظلوميتها والخوف من الفناء على يد محيطها الاقليمي لتستورد ما طاب لها من العطف والحنان والدولارات، ويبدوا ان هذه الأسلوب ناجح ومقنع من وجهة نظرهم ولا يكلف الكثير، ويمكن ان يطبق داخل حدود إسرائيل وخارجها، بقليل من الدبلوماسية والتحايل، خصوصاً وان نتنياهو معه من يعينه على ذلك.

الفقر والنفقات الحكومية

اذ قال تقرير صادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انه بينما تتمتع اسرائيل بنمو اقتصادي سريع ومعدلات بطالة منخفضة فان لديها اسوأ نسبة فقر بين دول المنظمة، وقالت المنظمة في تقريرها لعام 2013 عن دراسة الحالة الاقتصادية في اسرائيل "لا يزال النمو في اسرائيل قويا نسبيا ومعدلات البطالة فيها في مستويات منخفضة تاريخية، ويواصل قطاع التكنولوجيا العالية استقطاب الاعجاب الدولي، كما بدأ الانتاج في حقول غاز بحرية"، واضاف "ومع ذلك، لا تزال مستويات المعيشة اقل بكثير من متوسط دول منظمة التعاون، ونسبة الفقر هي الاعلى في المنظمة وهنالك تحديات بيئية مستمرة"، واشار التقرير الى ان "دخل اسرة واحدة من بين كل خمس اسر اسرائيلية يندرج تحت خط الفقر" موضحا ان النسبة تصل الى اكثر من اسرة من بين كل اسرتين في المجتمع العربي واليهودي المتدين حيث "يعود ذلك اساسا الى انخفاض معدلات العمالة بين النساء العربيات والرجال المتدينين"، واوصى التقرير الاخير برفع المستويات التعليمية -التي تستثني العرب الاسرائيليين واليهود المتدينين- واصلاح نظام الرعاية الاجتماعية، ودعا التقرير الى اصلاح ضرائب الدخل وزيادة سن التقاعد لدى النساء وتسهيل الاجراءات للحصول على رعاية طويلة الامد" مشيرا الى وجوب "ضمان ان تكون انظمة الرعاية الصحية والتقاعد قادرة على التعامل مع الشيخوخة". بحسب فرانس برس.

فيما قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التخلي عن مشاركته في مراسم جنازة نلسون مانديلا بسبب مصاريف الرحلة الى جنوب افريقيا، وكان نتانياهو قد ابلغ السلطات الجنوب افريقية بحضوره ولكنه الغى زيارته في اللحظة الاخيرة بسبب مصاريف الرحلة التي تصل الى سبعة ملايين شيكل اي 1,45 مليون يورو لناحية سفره ونقل طاقمه الامني، وتبلغ قيمة استئجار طائرة من شركة العال الاسرائيلية 2,8 مليون شيكل (حوالى 600 الف يورو)، وتبلغ تكاليف نقل المعدات والطاقم الامني على متن طائرة تابعة لسلاح الجو حوالى 3,2 مليون شيكل اضافية (666 الف يورو) بالاضافة الى مصاريف أخرى، وتعرض نتانياهو مؤخرا لانتقادات لاذعة من وسائل الاعلام التي كشفت عن دفع حوالى 700 الف يورو لتمويل صيانة ثلاثة منازل تابعة له العام الماضي، وكشفت وسائل الاعلام ايضا عن فاتورة مياه بقيمة 17 الف يورو للفيلا التي يقطنها والمجهزة ببركة سباحة في شمال البلاد.

من جهتهم  دفع المكلفون الاسرائيليون 940 الف دولار لتمويل صيانة ثلاثة مقار سكن لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو العام الماضي، ما اثار انتقاد وسائل الاعلام التي تناولت عناوينها الرئيسية هذا المبلغ، وكشف مكتب رئيس الوزراء هذا المبلغ بناء على طلب الحركة من اجل حرية الاعلام، ولفتت وسائل الاعلام خصوصا اثناء تفصيلها الحسابات الى فاتورة مياه بقيمة 23 الف دولار عن الفيلا الشخصية لنتانياهو المجهزة بحوض سباحة في قيصرية شمال البلاد حيث يمضي رئيس الوزراء قسما من عطلات نهاية الأسبوع، وبين الفواتير الاخرى واحدة بقيمة 1700 دولار هي كناية عن بدل شموع ذات رائحة عطرية مخصصة لمقر اقامته الرسمي في القدس واخرى بقيمة 5700 دولار لباقات الزهور، وتجاوز المبلغ الاجمالي للنفقات قيمة الموازنة المتوقعة ب340 الف دولار، بحسب الارقام التي اعلنها مكتب نتانياهو، وفي بيان، اتهم مكتب رئيس الوزراء الذي يقوم بزيارة الى روما، وسائل الاعلام بانها تشن ضده حملة "ظالمة"، مشيرا الى ان نفقات 2012 تتضمن في جزء منها متأخرات لم تكن مدفوعة وتعود لسنوات سابقة، واضاف مكتب نتانياهو "لا يمكن الفصل بشكل كامل بين النفقات المرتبطة بمقر اقامة رئيس الوزراء الرسمي (في القدس) وملكيته العائلية فالنفقات المخصصة للسكن الخاص في قيصرية تشمل خصوصا نفقات الاجراءات الامنية لرئيس الوزراء"، في اشارة الى رواتب الحراس الشخصيين.

انتخابات وفساد حكومي

الى ذلك أعيد انتخاب رئيس بلدية القدس بعد سباق محتدم مع منافس من أقصى اليمين معارض لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يدعمه وزير الخارجية السابق من أقصى اليمين افيجدور ليبرمان وحزب شاس المتشدد، وكانت انتخابات بلدية القدس التي فشل فيها موشي ليون مرشح ليبرمان في الفوز على رئيس البلدية الحالي نير باركات فرصة ليستعرض وزير الخارجية السابق بعض نفوذه السياسي، لكن في تجاهل لموقف ليبرمان لم يؤيد نتنياهو ليون وسافر الى ايطاليا للاجتماع مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد ان أدلى بصوته في القدس، وأظهرت النتائج فوز باركات بواحد وخمسين في المئة من الاصوات في الانتخابات التي جرت مؤخراً بينما حصل منافسه الرئيسي ليون وهو مساعد سابق لنتنياهو على نحو 45 في المئة من الاصوات وذهبت باقي الاصوات الى مرشح ثالث، وكانت انتخابات بلدية القدس الاهم بين نحو 200 بلدية في انحاء اسرائيل ووجه فوز باركات ضربة الى ليبرمان الداعم الرئيسي لمنافسه ليون، وانتخب باركات رئيسا لبلدية القدس لاول مرة عام 2008، ورغم انه مستقل الا انه شجع بناء المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية في فترة ولايته الاولى مؤيدا سياسات نتنياهو، ويعيش في القدس 750 الف نسمة ثلثهم فلسطينيون ويقاطع معظمهم عادة انتخابات البلدية احتجاجا على احتلال اسرائيل للقدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم واحتلتها اسرائيل في حرب عام 1967، وبالنسبة لحزب شاس كانت انتخابات القدس فرصة لاظهار قدرته على حشد أنصاره من اليهود المتشددين للوقوف وراء ليون المرشح المفضل للحزب اليميني المتشدد، وبعد ان كان شاس يوما قادرا على اسقاط الحكومة او الحفاظ عليها لم يدع الحزب للمشاركة في الحكومة التي شكلها نتنياهو بعد الانتخابات التي جرت في يناير كانون الثاني الماضي مما أعاق قدرة الحزب على الحصول على أموال من الدولة لتمويل مؤسساته التعليمية والاجتماعية، وتتركز قاعدة حزب شاس في الطبقة العاملة من السفادريم وهم المهاجرون الاسرائيليون من أصول شرق أوسطية وتوفي زعيمه الروحي الحاخام عوفاديا يوسف، وانضم الزعيم السياسي لشاس ارييه درعي لليبرمان في دعم ليون كمرشح لرئاسة بلدية القدس لكنه لم ينجح في الحصول على تأييد حاخاميين متشددين يمثلون الاشكيناز وهم اليهود من أصول أوروبية. بحسب رويترز.

وقد انخفضت نسب المشاركة بشكل اكبر هذا العام بسبب فضائح الفساد المتكررة في البلديات، وتعبيرا عن هذا المناخ، اظهر رسم كاريكاتوري في صحيفة يديعوت احرونوت ناخبا يطلب في الغرفة العازلة من زوجته ان تذكره "بالمرشح الاقل فسادا"، وبينما يتوالى كشف معلومات في محاكمة رئيس بلدية القدس السابق ايهود اولمرت المتهم بالفساد في فضحية مالية وسياسية متعلقة بمشروع عقاري ضخم، القي القبض على عدد من رؤساء البلديات في قضايا تتعلق باستغلال النفوذ هذا العام، وذكر استطلاع للرأي نشر الاسبوع الماضي في صحيفة هارتس ان ثلثي الاسرائيليين (63%) يعتقدون بان السلطات المحلية فاسدة بينما يعتقد 19% فقط انها غير فاسدة، واشار الاستطلاع ايضا الى ان 57% فقط من المستطلعين اعربوا عن نيتهم المشاركة في الانتخابات، ولا تعكس الانتخابات البلدية الميول السياسية على المستوى الوطني بل يعتمد التصويت على شخصيات المرشحين، ويتم في العادة اعادة انتخاب رؤساء البلديات المنتهية ولايتهم مثلما كان الحال لثلثي البلديات في عام 2008، ولكن في المدن التي تشهد توترا بين المتدينين والعلمانيين مثل القدس قد تكون النتائج متقاربة، اما الفلسطينيون الذين يشكلون ثلث سكان القدس فانهم يقاطعون الانتخابات البلدية للتعبير عن رفضهم لاحتلال اسرائيل القدس الشرقية وضمها عام 1967، وفي ما يتعلق بالاقلية العربية داخل اسرائيل، تشير معطيات من مجموعات نسوية عربية الى ان عدد النساء العربيات المرشحات لعضوية المجالس المحلية يبلغ 173 امراة في 46 مجلسا بلديا ومن بينهم العديدات اللواتي حصلن على اماكن متقدمة في اللوائح، ومن اصل اكثر من 19 الف مرشح لعضوية المجالس البلدية هنالك 173 امرأة عربية مقابل 149 امرأة عربية في الانتخابات السابقة عام 2008، وبعدما انتخبت ست نساء عربيات في 2008 من المتوقع بحسب مجموعة من الجمعيات النسائية العربية ان يصل هذا العدد الى 15 هذه السنة.

من جانبه رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعودة وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان إلى الحكومة الائتلافية الاسرائيلية بعد ان برأت المحكمة السياسي القومي المتشدد من تهم فساد، ويمكن لعودة ليبرمان الى الحكومة ان تعقد أكثر محادثات السلام المتعثرة بالفعل بين الفلسطينيين واسرائيل التي ترعاها الولايات المتحدة، وكان ليبرمان وهو مستوطن يعيش على أرض محتلة -يطالب الفلسطينيون بها لاقامة دولتهم- من أكثر المتشككين في المفاوضات التي استؤنفت في يوليو تموز بعد توقف دام ثلاث سنوات وهو يقول ان التوصل الى اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين مستحيل، وقال نتنياهو لليبرلمان في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء "أهنئك على البراءة بالاجماع وأنا سعيد بعودتك إلى الحكومة الإسرائيلية حتى نتمكن من العمل سويا لصالح الشعب الإسرائيلي"، ولم يذكر أي دور سيلعبه ليبرمان في الحكومة إلا أن نتنياهو أبقى منصب وزير الخارجية شاغرا في انتظار صدور الحكم في قضية ليبرمان، وقال مصدر سياسي انه "يتوقع تماما عودة ليبرمان مرة اخرى لمنصب وزير الخارجية"، ويتحالف حزب ليبرمان القومي المتشدد (اسرائيل بيتنا) مع حزب ليكود اليميني الذي ينتمي له نتنياهو، وأصبح حزب اسرائيل بيتنا من أقوى الاحزاب السياسية في اسرائيل ويتمتع بقاعدة انتخابية كبيرة بفضل رفاق ليبرمان المهاجرين القادمين من جمهوريات سوفيتية سابقة، وقررت محكمة في القدس بالاجماع تبرئة ليبرمان الذي استقال من منصب وزير الخارجية العام الماضي بعد اتهامه بالاحتيال وخيانة الامانة فيما يتعلق بمزاعم عن تعيين دبلوماسي اسرائيلي سفيرا مقابل حصوله على معلومات عن تحقيق الشرطة في قضيته، وقال ليبرمان في تصريحات مقتضبة للصحفيين أمام المحكمة "وضعنا هذا الفصل الان خلفنا"، وقالت هيئة المحكمة المكونة من ثلاثة قضاة انها رأت ان "الحقائق المثبتة لا تشير الى تضارب مصالح خطيرة كما يزعم المدعون"، وقال الادعاء انه يبحث ما اذا كان سيستأنف الحكم، وبدأت التحقيقات مع ليبرمان عام 2001 وشملت تسع دول، وفي العام الماضي قرر المدعي العام الاسرائيلي عدم توجيه الاتهام له في قضية فساد أكبر تشمل مزاعم عن غسل أموال ورشى، وعرف ليبرمان بتصريحاته النارية وكان قد شبه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وهو منتقد قوي لاسرائيل بجوزيف جوبلز وزير الدعاية في عهد النازي كما طالب بتنحية الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بحسب فرانس برس.

وليبرمان هو أحدث مسؤول اسرائيلي يواجه تهم فساد خلال السنوات القليلة الماضية، وكان ايهود اولمرت اضطر للاستقالة من منصب رئيس الوزراء عام 2008 بعد توجيه اتهامات له، ومنذ ذلك الحين بريء من معظم الاتهامات المنسوبة له، وقد ادى اليمين الدستورية امام البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) في وقت سابق، واكد الكنيست الذي يضم 120 عضوا تعيين ليبرمان بعد ان حصل على 62 صوتا مقابل 17 لاعادة تعيينه في منصبه بعد عام من استقالته، وقال نتانياهو للاذاعة العامة "خلال ساعات قليلة سنتمكن من الترحيب بعودته (ليبرمان) الى طاولة الحكومة، لقد اشتقت اليه"، واضاف "لدينا الكثير من العمل الواجب انجازه، وصعوبات وتحديات عظيمة"، وقال مخاطبا ليبرمان "مرحبا بعودتك"، ويتهم ليبرمان بالعنصرية خاصة بعد ان قال ان معظم المناطق التي يسكنها عرب في اسرائيل يجب ضمها الى الدولة الفلسطينية مقابل احتفاظ اسرائيل بمستوطنات في الضفة الغربية، وقدم ليبرمان استقالته من هذا المنصب في 14 كانون الاول/ديسمبر 2012 بعد توجيه التهم اليه، وحفظ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حقيبة الخارجية من اجله في حال تبرئته، وقال المعلقون ان عودة ليبرمان "تشكل ضربة شديدة" لجهود وزير الخارجية الاميركي جون كيري لانقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين.

العرب والقرار السياسي

في سياق متصل رأى محللون ان العرب شاركوا بكثافة في الانتخابات التي جرت مؤخراً في اسرائيل نظرا لاهميتها الاجتماعية والاقتصادية في بلد لا يمنحهم الاقتراع التشريعي فيه وضعا يسمح لهم بالتأثير على القرار السياسي، وبلغت نسبة مشاركة العرب فيها حوالى 78 بالمئة، مقابل نحو خمسين بالمئة في المناطق الاخرى حيث يتهم الاسرائيليون سلطاتهم بالفساد، وقال عزيز حيدر المحاضر في جامعة القدس ان "العرب يجدون انفسهم في الانتخابات المحلية وهي اهم بالنسبة لهم من الانتخابات القطرية للكنيست" حيث تكون "نسبة تصويت العرب اقل بكثير"، ورأى ان ذلك ناجم عن ان الانتخابات التشريعية لا تسمح للعرب بان يكونوا "في وضع التأثير على صنع القرار في اسرائيل  سواء في الحكومة الاسرائيلية او وزاراتها او في وضع اعضاء الكنيست العرب"، لكن حيدر شدد ايضا على ان هذه الانتخابات "تشكل مصدرا اساسيا للقوة السياسية العائلية والاقتصادية والاجتماعية لذا تحتسب العائلات كل صوت من اصواتها للحصول على النفوذ او المال" عن طريق المجالس التي تمثل "موردا ماليا ومكانة اجتماعية"، واشار الى ان "المجالس البلدية هي اكبر مؤسسة توظيفية في المجتمع العربي في اسرائيل" حيث "يواجه العرب مشكلة في التوظيف"، كما انها "مصدر كبير لمشاريع المقاولين وشركات المقاولة العربية"، وشهدت البلدات العربية اقبالا كبيرا على التصويت، وقد بلغت نسبة المشاركة في الناصرة كبرى المدن العربية نحو 78 بالمئة ووصلت الى اكثر من تسعين بالمئة في عدة بلدات عربية مثل كفر قرع (نحو 94%) وعسفيا (99%)، وفي الناصرة كبرى مدن الجليل ويبلغ عدد سكانها نحو 82 الف نسمة بينهم 65 بالمئة مسلمون و35 بالمئة مسيحيون، تنافس خمسة مرشحين على منصب رئيس البلدية. بحسب فرانس برس.

من جهته، رأى الباحث في مركز ابحاث يافا والمحاضر في جامعة النجاح عاص الاطرش ان الانتخابات "جرت على اساس عائلي بنسبة 80%"، وقال الاطرش ان "الانتخابات البرلمانية لا تخص العرب فهي ليس ملعبهم وهذه الانتخابات هي تصارع قوى ونفوذ داخل البلد والرئة التي يتنفسون منها"، واشار الى ان "العامل السياسي الايديولوجي في هذه الانتخابات نادر لان معظم القوائم هي قوائم محلية عائلية طائفية والتمثيل الاجتماعي فيها هو صراع المجموعات على نفوذ اجتماعي سياسي لذا يتم الحشد في هذه الانتخابات بشكل كبير"، وارتفع عدد النساء العربيات اللواتي تم انتخابهن في المجالس الى 12 امراة الى جانب سيدة اخرى ستدخل المجلس بعد سنتين بالتناوب، مقابل ست نساء من قبل، كما قالت القيادية النسائية عايدة توما، وصوت العرب في 89 موقعا في القرى والمدن العربية والمدن المختلطة مع سكان يهود، ويعيش في اسرائيل 1,2 مليون عربي من اصل عدد سكان اجمالي يبلغ سبعة ملايين نسمة، ويتحدر هؤلاء من 160 الف فلسطيني لم يغادروا اراضيهم عند قيام دولة اسرائيل العام 1948.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الأول/2013 - 8/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م