كان اسم المتصوف الأندلسي المصري مرسي أبو العباس يتردد على مسامعي
منذ أن هبطت على منزلنا في كربلاء المقدسة الشاشة الفضية بعد صراع طويل
مع الأعراف الإجتماعية التي ترى في شبكة الاستقبال شيطاناً رجيماً،
ويكثر اسم هذا الولي ولازال في الأفلام المصرية عندما تكون فصول الحدث
أو الحوادث في مدينة الاسكندرية، فلابد للزائر لهذه المدينة المتوسطية
من التبرك عند مرقد مرسي أبو العباس.
وعلق هذا الإسم في ذاكرتي منذ أن كان لي من العمر أحد عشر عاماً،
وعندما عزمت على السفر الى القاهرة لأول مرة في ربيع 2010م في رحلة
عائلية صممت على زيارة هذا الولي حتى تتحول الذاكرة الى واقع، وكان لنا
ذلك حيث زرته يوم الإثنين في الثاني عشر من شهر ابريل نيسان، وأول ما
اكتشفت من زيارتي له في مقبرة باب البحر (حي الأنفوشي) وقراءة سورة
الفاتحة عنده أنَّ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن علي المرسي من
الأولياء القادمين من بلاد الأندلس ولد في مدينة مرسيه سنة 616 هجرية
(1219م) وأنه من سلالة سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي، أي من السلالة
الخزرجية من بني الأحمر وهي آخر أسرة عربية حكمت بلاد الأندلس قبل أن
تتنَّصر من جديد تحت شفرات السيوف، وسكن الإسكندرية حتى وفاته سنة 686
هجرية (1288م)، وعندما انتهينا من الزيارة قافلين إلى فندق القاعود
استوقفنا بالقرب من قبر المرسي مسجد البوصيري الذي طالما هو الآخر قرأت
عنه وعن قصيدته المشهورة (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) الشهيرة
بالبردة، من بحر البسيط ومطلعها:
أمِنْ تذكرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ .... مَزَجْتَ دمعاً جرى مِن مُقلةٍ
بِدَمِ
ثم يُنشد:
محمدٌ سيدُ الكونين والثقليْن والـــــ .... فريقين من عُربٍ ومِن
عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ .... أبرَّ في قولِ "لا" منهُ ولا "نعمِ"
هو الحبيبُ الذي تُرجى شفاعتُهُ ... لكلِّ هولٍ من الأهوال مقتحمِ
ثم يختم قصيدته المؤلفة من 164 بيتاً بالتالي:
فاغفر لناشدها واغفر لقارئها .... سألتك الخير يا ذا الجودِ والكرمِ
وقفت أعيد قراءة أبيات نهج البردة المتوزعة على جدران مسجد البوصيري
سعيد بن حماد الصنهاجي المصري المتوفى سنة 697هـ (1298م)، الذي يعود
بناؤه الى عام 1858م على يد الخديوي محمد سعيد بن محمد علي باشا
المتوفى سنة 1863م، وشعرت بسعادة كبيرة، وهي سعادة يدركها من يتلمس
حقيقة التراث الأدبي الذي تركه الآخرون لنا، وتعظم السعادة لمثلي
ونظرائي القادمين من الطرف الآخر من البحر الذي يحنون الى الماضي
المتجدد بنتاجات الماضين التي بقيت عيناً بعد عين لا أثراً بعد عين،
وهو يقف على قبر القائل والناظم يستعيد قراءة النص كأنه يسمعه من فمه
عيّاناً.
وكما أعاد وقوفي على ضريح البوصيري بالذاكرة الى الأدب الملتزم
الرصين، أعادني الجزء الأول من مجلد "ديوان التخميس" للأديب المحقق
الدكتور محمد صادق الكرباسي، بالذاكرة الى مدينة الاسكندرية وبحرها
الأبيض وشاطئها ومراكبها وزوارقها وشوارعها ومساجدها ومكتبتها القديمة
وآثارها الباقية التي تجعلك تعيش نغم الماضي على وتر الحاضر.
وهذا الديوان الصادر حديثا (2013م) عن المركز الحسيني للدراسات
بلندن في 452 صفحة من القطع الوزيري، هو جزء من سلسلة "الحسين(ع) في
الشعر العربي القريض" ويمثل الجزء الثمانين من أجزاء دائرة المعارف
الحسينية التي بلغت نحو 800 مجلد، فضلاً عن ثلاثة أخرى صدرت بعده
ومثلها تحت سنابك المطبعة.
تخميس ومسمطات
لم تعد القصيدة صدراً وعجزاً، روياً وبحراً، فالنظم كغيره من
المواهب والفنون، له تشكيلاته الفنية وتفرعاته التي تنشأ من رحم
القصيدة، يهب البيت أو القطعة أو القصيدة زينة وبهاءً متجدداً ضمن
قياسات وموازين يتفنن الشعراء في خلقها وانشائها وتطويعها لأنماط جديدة
من ألوان الشعر، ومن ذلك النمط الجديد القديم على الشعر القديم الجديد
ما يُعرف بشعر المسمطات أي نظم الشعر بشكل خاص ضمن أسس معينة، ومن
ألوان المسمطات أو التسميط هو التخميس من خمّس الشيء أي جعله خماسي
الأضلاع أو الأبعاد أو الأجزاء أو الأركان، وفي الشعر جعله خمسة أشطر،
والمشهور منه هو اضافة الشاعر ثلاثة أشطر على الشطر الرابع والخامس
لشاعر آخر، وهذا النمط من التسميط أو التخميس هو المشهور، وإذا أضاف
الشاعر شطراً على البيت الأصل فهو "التثليث" وبعده "التربيع" ثم "التخميس"
و"التسديس" وهلّم جرا.
وفي هذا اللون من شعر التسميط تبنى الأديب الكرباسي "شعر التخميس"
في التحري عن المخمسات للقصائد الحسينية، لشهرة هذا النمط من الشعر
المسمط وتبركاً بأصحاب الكساء الخمسة (محمد وفاطمة وبعلها وبنوها الحسن
والحسين) عليهم السلام.
ومن خلال تتبع هذا النمط من التسميط يُلاحظ في التخميس أمور عدة:
أولا: لا يرى الكرباسي ربطا بين التخميس والموشح كما يذهب البعض
إليه، بل: (الصحيح أنَّ التخميس انفلق من الشعر المُخَمَّس والذي يعود
بالتاريخ الى ما قبل الإسلام حيث ابتكره امرؤ القيس، ومن المخمَّس
انقدحت فكرة الموشحات حيث ظهرت في القرن الثالث الهجري في أقصى شيء ثم
انتشرت في القرن الرابع الهجري، وسرى النظم عليها الى يومنا هذا).
ثانيا: إنّ فن التخميس انتقل من الأدب العربي الى آداب الشعوب
والبلدان الأخرى فيما بعد، حيث: (سرى إلى بعض اللغات الشرقية كالفارسية
والتركية والأردوية وذلك من بوابة الإسلام الذي انتشر في هذه المناطق
والقوميات)، وكان الشاعر الإيراني أبو النجم أحمد بن قوص الدامغاني
المنوچهري (350- 432هـ) أول من استخدم التسميط في الشعر الفارسي ونظم
على التسديس.
ثالثا: ينبغي التفريق بين شعر التخميس وشعر المُخَمَّس، فالثاني ما
كانت القصيدة متكونة من أشطر خماسية الأقسام وكل خمسة أقسمة (أشطر)
تحمل قافية تختلف عن الخمسة التي بعدها وهكذا، في حين أن المشهور من
التخميس اضافة ثلاثة أشطر جديدة على شطرين وبقافية موحدة في كل القصيدة
شريطة أن تكون القصيدة متكونة من عشر مقطوعات مُخَمَّسة، حيث التزم
الأديب الكرباسي بتسمية القصيدة بشكل عام ما كان أقل الأبيات فيها عشرة
وما نقص صارت مقطوعة.
وهناك استثناءات على المشهور من التخميس، من قبيل أن يُخَمِّس
الشاعر بين الصدر والعجز بثلاثة أشطر، ومن ذلك تخميس المؤلف نفسه (الكرباسي)
لِبيتين يُنسبان للإمام علي بن أبي طالب(ع) في تأبين عمار بن ياسر
الهلالي المستشهد في صفين عام 37هـ، وهما من بحر الطويل:
ألا أيّها الموتُ الذي هو قاصدي .... وفي كلِّ آنٍ بالقَنا أنت
قاصدي
كفى الطعنُ عن غدرٍ بأوصالِ ساعدي .... ففي كلِّ يومٍ صدحُكَ
الرَّدْف كامدي
أرحني فقد أفنيتَ كُلَّ خليلِ
أراكَ بصيراً بالذين أُحبُّهم .... وتعدو كما الأُسْدُ الضواري
تَؤُبُّهمْ
فلا ترحمَنْ قَرْماً بقومٍ تَجُبُّهُمْ .... فَمَن يا تُرى ينجو
وأنت تذُبُّهُمْ
كأنَّك تَنحو نَحوَهُمْ بِدَليلِ
رابعاً: الغالب على هذا النمط من التسميط اتحاد الأشطر الثلاثة
الأولى الجديدة في القافية مع قافية الشطر الأول من البيت الأصل (الصدر)،
أي الشطر الرابع من التخميس، ومن ذلك تخميس الشاعر عبد الله بن عمر
الوزان المتوفى سنة 677هـ لمقصورة محمد بن الحسن الأزدي المتوفى سنة
321هـ المعروفة بالمقصورة الدريدية، وهي من بحر الرجز:
لمّا أُبيح للحسينِ صونُهُ .... وخانَهُ يومَ الطعانِ عونُهُ
نادى بصوتٍ قدْ تلاشى كَوْنُهُ
أما ترى رأسي حاكى لونُهُ .... طرةَ صُبحٍ تحت أذيال الدُّجى
ولما كان البيت الأول من كل قصيدة متحد القافية والوزن في الصدر
والعجز أو ما يُعرف بالمصرع فإنَّ التخميس في هذه الحالة على البيت
الأصل يظهر الأشطر الخمسة ذات قافية واحدة، ومن ذلك تخميس محمد بن موسى
المراكشي المتوفى سنة 683هـ لبردة البوصيري يقول فيها:
ما بالُ عينك تشكو شدّة الألمِ .... رمداءَ نامتْ عيونٌ وهي لم
تَنَمِ
تذري دماً ودُموعاً في دُجى الظُلَمِ
أمِنْ تذكُّرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ .... مَزَجْتَ دمعاً جرى مِن مُقلةٍ
بِدَمِ
خامساً: الغالب على هذا النمط من التسميط تغاير الشاعر المُخَمِّسِ
مع الشاعر المُخَمَّسِ له، ولكن لا يمنع أن يُخمس الشاعر لقصيدة له
أنشأها من قبل أو أن يأتي بالقصيدة مخمسة كلها، ومن ذلك تخميس الشاعر
البحريني إبراهيم بن ناصر آل مبارك المتوفى سنة 1399هـ لقصيدة له
مطلعها:
لو بُحتُ من سرّي إلى أعدائي .... ما كنتُ أكتمهُ على خُلصائي
وقد خمّس في النهضة الحسينية الأبيات الستة الأخيرة، وجاء في أولها:
أسفاً لأيتامِ الحسينِ وكَرْبِها .... تشكو بما فعلَ العدُوُّ
لربِّها
مِن نهبها مِن ضربها مِن سحبها
تشكو السماءُ الأرضَ ما صنعوا بها .... والأرضُ تشكو صُنعَهُمْ
لسماءِ
ولما كانت المسمطات فناً، فإن تجاوز القاعدة أمر قائم وهو فن آخر،
ولهذا قد يخمس البيت أو القصيدة شاعران أو أكثر، ومن وجوه الفن أن يعمد
شاعر أو حاذق إلى جمع خمسة أشطر لخمسة شعراء مختلفين في تخميس واحد
يحمل الشروط كافة، ويفضل المؤلف أن يطلق عليه "الخميس" بدلاً من
التخميس، ومن ذلك المقطوعة التالية من بحر الطويل:
كدعواكِ كلٌّ يدَّعي صحّةَ العقْلِ
وحظّي مُلقًى يستغيثُ مِنَ السُّفْلِ
به عزماتٌ أوْقَفَتْهُ على رِجْلِ
نأيتُ بها عنْ هِمَّةِ الحاسدِ الوَغْلِ
يُبيتُ لذي الفهمِ الزمانُ على ذحْلِ
فالشطر الأول للشاعر أبي الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الكندي
المتوفى سنة 354هـ، والثاني للشاعر ابن درّاج القسطلي أحمد بن محمد
الأندلسي المتوفى سنة 421هـ، والثالث للشاعر أبي تمام حبيب بن تمام
الطائي المتوفى سنة 231هـ، والرابع للشاعر البحتري الوليد بن عبيد
الطائي المتوفى سنة 284هـ والخامس للشاعر ابن زيدون أحمد بن عبد الله
المخزومي المتوفى سنة 463هـ.
وفي كل الأحوال فإن المشهور والثابت في التخميس هو إضافة ثلاثة
أشطر على الصدر والعجز من البيت الأصل
- وإذا أضيفت أربعة أشطر على عجز بيت أصيل سمي هذا النوع من
المسمطات بــ (المُخمَّس).
- وعكسه (المُسْتَخْمَس) حيث يتقدم صدر بيت أصيل على أربعة أشطر
لشاعر آخر.
- ومن المسمّطات الأخرى (المُخْمَساني) وهو أن ينظم الشاعر على خمسة
أشطر سواء مقطوعة أو قصيدة شريطة أن يوحّد بين قوافي الأشطر الأربعة
ويوحّد المقطوعات في قافية الشطر الخامس وهو من من نظم شاعر واحد.
ومن ألوان التخميس هو (لخُماسي)، وهو أن ينظم الشاعر خمسة أبيات
ذات شطرين (صدر وعجز) ويمكن أن يكملها قطعة أو قصيدة ولكل مقطوعة قافية،
وربما وحّد قافية البيت الأخير مع بقية المقطوعات.
- ومن الألوان الأخرى هو (المَخْمَس) وهو أن تقوم القطعة أو القصيدة
على مقطوعات خماسية الأبيات مختلفة القوافي بمجموعها متوحدة القافية في
المقطوعة الواحدة، وما يجمع المقطوعات هو وحدة الصدر من كل مقطوعة.
ومن شواهد اللون الأخير قول الأديب الكرباسي من الرمل في الشكوى من
حال البلاد والعباد:
في دياري في دياري .... كُلُّ شيءٍ في تَبارِ
لوعتي تطفو جهارا .... في الليالي والنهارِ
لا تُغالوا في بلادي .... إنهُ .. بركانُ نارِ
أَحْرَقوا فيها عباداً .... من كبارٍ أو صغارِ
إسألوا أهلي وداري .... وارصدوا دوماً شعاري
ويُلاحظ في التخميس المتشكل من 31 قطعة والمنشور في الصفحة 52 من
ديوانه المعنون "خمّس أَوْ لا تُخمِّس" تنوع الغرض في كل مقطوعة مع
وحدة صدر البيت الأول منها وهو هنا (في دياري في دياري).
تخميسات وأرقام
بذل المؤلف واسع جهده لتقصي التخميسات ذات الشأن بالنهضة الحسينية
وبغيرها، ليقدم فكرة واضحة عن التخميس، فظهرت مجموعة حقائق عن هذا
اللون من الفن الشعري، وحتى لا يُثقل القارئ بالكم الهائل من الحقائق
أشار إلى نماذج من التخميس بشكل عام قبل أن يدخل في تفاصيل التخميسات
الحسينية.
ومن النماذج المشهورة من القصائد المخمّسة:
القصيدة العلوية: نسبة الى علي بن الحسين السجاد عليه السلام
للشاعر الفرزدق همام بن غالب المتوفي سنة 110هـ، وهي من بحر البسيط في
35 بيتاً ومطلعها:
هذا ابنُ خيرِ عبادِ الله كلُّهُمُ .... هذا النقيُّ التقيُّ الطاهرُ
العلمُ
وأبان الكرباسي في مؤلفه عن أحد عشر شاعراً مُخَمِّساً وبلغات
مختلفة.
قصيدة البردة: للشاعر والمتصوف محمد بن سعيد البوصيري (608- 697م)
المار ذكرها وذكره في 164 بيتاً، ولشهرتها لدى شعراء المسلمين من كل
الطوائف والمذاهب وبخاصة المتصوفة، فقد كشف لها المحقق الكرباسي عن 161
تخميسا لشعراء معروفين ومجهولين في بلدان مختلفة ولغات متنوعة.
بانت سعاد: وهي في مدح الرسول، لكعب بن زهير المازني المتوفى سنة
36هـ وهي من 57 بيتاً من بحر البسيط ومطلعها:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ .... متيّمٌ إثرها لم يُفد مكبولُ
وأظهر لها الكرباسي خمسة عشر شاعراً مُخمِّساً.
المقصورة الدريدية: وهي في 265 بيتاً للشاعر محمد بن الحسن الأزدي
(233- 321هـ) وقد مرّ ذكرها، وأورد المؤلف سبعة مُخَمِّسين لها.
العينية الحِمْيَرية: نسبة الى اسماعيل بن محمد الحِمْيَري المتوفى
سنة 173هـ وهي من بحر السريع ومطلعها:
لأمِّ عمرو باللوى مربعُ .... طامسةٌ أعلامُها بلقَعُ
وأورد المؤلف لها ستة تخميسات.
هذه نماذج خمسة من 35 نموذجا مشهوراً أوردها المؤلف كأصول مع
مخميسها، وإلا فإن التخميسات كثيرة للغاية، كما أن الأصول لم يقتصر
المسمط فيها على التخميس، فقد شملها التربيع والتدسيس والتسبيع
والمعارضة والتضمين وغير ذلك، وبلغات مختلفة.
التخميسات الحسينية
وكعادته في كل الأبواب الجديدة من أبواب دائرة المعارف الحسينية فإن
الأديب الكرباسي بدأ ديوان التخميس بمقدمة وافية عن التخميس ونماذجه
أخذت من الكتاب نحو ثلثه ليضع القارئ على بيِّنة من الباب الذي يلجه،
واستغرقت قافيتا الألف المقصورة والهمزة بحركاتها (الفتحة والضمّة
والكسرة) بقية الكتاب والتي انطوت على 15 مقطوعة (تخميس) انتخب لها
المؤلف عنواناً من وحي الأبيات، وهي على النحو التالي:
أُبيح صونُ الحسين: وهي تخميس الأديب المصري عبد الله بن عمر الوزان
الأنصاري المتوفى سنة 677هـ لمقصورة ابن دريد المار ذكرها، وهي في 233
مقطعاً من الرجز.
كتم الهوى: قصيدة من تخميس الأديب العراقي اللبناني الأصل الشيخ
موسى بن شريف يوسف العاملي المتوفى سنة 1281هـ لمقصورة ابن دريد، في
108 مقطوعات من الرجز.
هوت في كربلاء: بيتان من الرمل خمّس فيهما الأديب البحريني سلمان بن
أحمد التاجر المتوفى سنة 1342هـ البيت رقم 25 و27 من قصيدة الأديب
الفقيه الشريف محمد بن الحسين الرضي المتوفى سنة 406هـ، في 64 بيتاً من
بحر الرمل وعنوانها (ضيوف الفلاة) ومطلعها:
كربلا، لازلت كرباً وَبَلا .... ما لقي عندك آلُ المصطفى
عترة طه: أربعة أبيات من الرمل خمّس فيها الشاعر القطيفي الملا حسن
بن عبد الله الخطي المتوفى سنة 1362هـ، للأبيات: 25، 26، 39 و40 من
قصيدة الشريف الرضي (ضيوف الفلاة).
يا ديار الطف: تخميس من بحر الرمل في 63 مقطوعة (بيتاً) للشاعر
العراقي المعاصر الشيخ قيس بن بهجت العطار المولود سنة 1383هـ، على
قصيدة (ضيوف الفلاة) للشريف الرضي.
نجيعُ الدم: بيتان من الرمل للشاعر العراقي المعاصر السيد مرتضى بن
محسن السندي المولود سنة 1369هـ على البيت الأول والثاني من قصيدة
الشريف الرضي (ضيوف الفلاة).
عرين حيدر: ستة أبيات من الكامل خمّس فيها شاعر القطيف المعاصر حسين
بن حسن آل جامع المولود سنة 1384هـ لقصيدة شاعر القطيف المعاصر السيد
ضياء بن عدنان الخباز المولود سنة 1396هـ، جاء أصلها في أول التخميس:
أمُّ البنين وتلكَ أروعُ كُنيةٍ .... دوَّت فألهمَتِ النفوسَ إباءَا
أودى الحسين: بيتان من بحر الكامل خمّس فيهما الأديب العراقي الشيخ
كاظم بن حسن السبتي المتوفى سنة 1342هـ مقطوعة من بيتين للشاعر العراقي
محمد بن جعفر الأدهمي المتوفى سنة 1249هـ جاء في أول الأصل:
عجباً لقومٍ يدَّعون ولاءَهُ .... عاشوا وفي الأيام عاشوراءُ
آل بيت الله: بيتان من الكامل خمّسهما الشاعر العراقي الشيخ كاظم بن
محمد الأزري المتوفى عام 1211هـ على البيت الأول والثاني من مقطوعة من
ثلاثة أبيات للشاعر زيد بن سهل المرزوكي المتوفى سنة 450هـ، وجاء في
أول الأصل:
حُفرٌ بِطَيْبَةَ والغريِّ وكربلا .... وبطوسِ والزَّورا وسامراءِ
أيتام الحسين: تخميس من ستة أبيات أنشأها الشاعر البحريني إبراهيم
بن ناصر آل مبارك المار الذكر
حرّى القلوب: تخميس لثلاثة أبيات من الكامل للشاعر العراقي الخطيب
الشيخ هادي بن صالح الخفاجي المتوفى سنة 1412هـ على الأبيات 18، 19،
و20 من قصيدة الشاعر العراقي الشيخ صالح بن حمزة الكواز المتوفى سنة
1290هـ من قصيد (أعظمُ الأنباءِ) في 42 بيتاً ومطلعها:
باسم الحسين دعا نَعاءِ نَعاءِ .... فنعى الحياة لسائر الأحياءِ
أطلق سراحي: بيتان من بحر مخلع البسيط خمّس فيهما الأديب العراقي
المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي المولود سنة 1366هـ لمقطوعة من بيتين
للشاعر العراقي أحمد بن الحسين المتنبي المتوفى سنة 354هـ، جاء في
أولهما:
ماذا يقولُ الذي يُغنِّي .... يا خيرَ مَن تحتَ ذي السماءِ
يا لائمي: بيتان من الكامل خمّس فيهما الشاعر القطيفي المعاصر يوسف
بن محمد آل بريه المولود سنة 1386هـ، البيتين 20 و51 من قصيدة للشاعر
العراقي الخطيب الشيخ أحمد بن حسون الوائلي المتوفى سنة 1424هـ ومطلعها:
هلْ من سبيل للرقاد النائي .... ليداعب الأجفان بالإغفاءِ
أقمارٌ هوت: بيتان من الكامل للشاعر القطيفي المعاصر يوسف بن محمد
آل بريه خمّس فيهما البيتين 16 و19 من قصيدة (أعظمُ الأنباءِ) للشاعر
الشيخ صالح بن مهدي الكواز.
النجيع دثار: بيتان من الكامل خمّس فيهما الشاعر القطيفي المعاصر
ياسر بن أحمد المطوع المولود سنة 1391هـ البيت 14 و17 من قصيدة (أعظمُ
الأنباء) للشاعر العراقي الشيخ صالح بن مهدي الكواز.
وإذا كان التخميس في أصله قائماً على شاعرين، فإن المحقق الكرباسي
في كل أجزاء الموسوعة لم يتجاوز القاعدة التي تبناها في تضمين كل مجلد
مقدمة لعلم من أعلام الإنسانية، وفي الجزء الأول من ديوان التخميس كتب
الزعيم الصوفي التركي الدكتور فرماني بن سلمان ألتون رئيس المجلس
العالمي لأهل البيت في استانبول عن رؤيته لحركة الإمام الحسين(ع)
وتأثيرها على البشرية، مؤكداً: (إنّ واقعة كربلاء تعتبر نقطة تحول في
تاريخ الإنسانية، وأصبح الإمام الحسين(ع) وأهل بيته مناراً ومثالاً
شاخصاً للإنسانية جمعاء، وأصبحوا نوراً وثقافة وشعائر للأنام كلهم،
فكربلاء تمثل محطة إنقاذ العالم والبشرية، وقد سطر فيها الحسين(ع) أرقى
معاني الدفاع عن القيم الإنسانية الفاضلة)، ويضيف الدكتور فرماني التون
وهو من الزعامات المسلمة العلوية في عموم تركيا: (إنَّ فاجعة كربلاء
تركت أثراً عميقاً وجرحاً غائراً في الوجدان الإنساني وإرثاً ضخماً
وشاملاً بحيث لا يمكن للمؤلفات والمصنفات والدواوين أن تستوعبها، وهي
مصدر إلهام للأدباء والشعراء يتغنون بذكر الحسين(ع) بقصائدهم وموشحاتهم
وأصواتهم الشجية).
وعبر الزعيم التركي عن قناعته وهو يكتب عن هذه الجزء: (إنّ الشيخ
الفاضل والعالم الجليل محمد صادق الكرباسي بموسوعته الضخمة التي يواظب
على كتابتها منذ ربع قرن يكشف عن حبه وعشقه العميقين للإمام الحسين(ع)،
وهو بحق يمثل العالم الرائد والشخصية الفاضلة في حمل شعلة الحب والعشق
الصادقين للحسين وأهل بيته (ع) للأجيال القادمة).
وهي قناعة ذهب وأكد عليها كل مَن اقترب من أجزاء الموسوعة الحسينية
أو وقف على جهود مؤلفها ولو عن بعد.
* الرأي الآخر للدراسات- لندن |