السعودية وسياسة التخبط..

 انتكاسات متتالية تضعها خلف قضبان العزلة

متابعة: كمال عبيد

 

شبكة النبأ: كما يبدو ان السعودية تسير صوب العزلة إقليما ودوليا، بعدما تعرضت خلال الاونة الأخيرة لسلسلة الانتكاسات السياسية والدبلوماسية، نتيجة لانتهاجها سياسيات متخبطة على المستويين الإقليمي والدولي، جسدتها الردود الانفعالية حول عدة قضايا حساسة أبرزها الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى الذي جاء بعد التقارب الأمريكي الإيراني غير المسبوق، نجمَ عنه موجة فتور حادة شابت العلاقات الأمريكية السعودية، قد يدفع الولايات المتحدة الأمريكية للابتعاد عن أهم حلفائها في قلب الشرق الأوسط، حيث شكل هذا التقارب صدمة كبرى للحكام السعودية قد يهدد بضياع نفوذها إقليميا، اذ كانت المملكة تطمح للهيمنة الإقليمية على لبنان والعراق وسوريا، غير ان التطورات الدبلوماسية والسياسية  المتمثل بالاتقاق  النووي الايراني آنف الذكر ورفض ترفض السعودية منصب عضو غير دائم في مجلس الامم المتحدة الذي شغلته الاردن بدلا عنها، فضلا عن إعلان سلطنة عمان رسمياً معارضتها للاتحاد الخليجي وعبرت عن استعدادها للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي اذا تم انشاء اتحاد بين الدول الخليجية الست، جله هذه الامر كشف عن ضعف الحنكة السياسية الإستراتجية لدى حكام المملكة التي بدأت تفقد حتى حلفائها من دول الخليج.

وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبديها الحكومة الايرانية الجديدة من أجل لتوطيد التعاون مع المملكة العربية السعودية سعيا لتخفيف بواعث القلق لدى دول الخليج المجاورة بشأن نفوذ طهران في أعقاب اتفاقها النووي مع القوى العالمية، الا ان صراع السعودية مع إيران لا يضفي مؤشرات حقيقة لظفر بعلاقات جيدة على المدى القريب، ويخوض حكام السعودية ما يعتبرونه صراع حياة أو موت على مستقبل الشرق الأوسط مع إيران وهم غاضبون لعدم تحرك المنظمة الدولية بشأن سوريا حيث تدعم المعارضة التي تسعى للاطاحة بالحكومة المدعومة من إيران.

وخلافا للسنوات الماضية لا يقتصر غضب السعوديين على الصين وروسيا العضوين الدائمين بمجلس الأمن الدولي بل يشمل أيضا الولايات المتحدة التي يعتقدون أنها خذلت اصدقاءها العرب مرارا باتباع سياسات يرونها ضعيفة وساذجة.

فكما يبدو أن الخيارات القابلة للتنفيذ المتاحة للسعودية من أجل انتهاج سياسة خارجية اكثر استقلالية وصرامة محدودة على الرغم من عدم ارتياحها الشديد إزاء تقارب الغرب مع ايران، وبعد ان غضبت الرياض من الولايات المتحدة لمح مسؤولون سعوديون كبار الى عدد من الاحتمالات بدءا بإقامة علاقات استراتيجية مع قوى عالمية أخرى وانتهاء بتبني موقف اكثر حزما تجاه حلفاء ايران في العالم العربي بل ذهبوا الى حد التلويح بالسعي لامتلاك قنبلة نووية اذا فشلت القوى العالمية في إحباط طموحات طهران النووية.

لكن يصعب على دولة احتفظت بتحالف قوي مع الولايات المتحدة لعشرات السنين التفكير في قوى بديلة. وتتبنى روسيا موقفا يتناقض تماما مع موقف الرياض من الحرب السورية كما أن النفوذ العسكري الصيني لايزال متواضعا بالمقارنة بنفوذ الولايات المتحدة.

وقال روبرت جوردان السفير الأمريكي لدى الرياض من عام 2001 الى 2003 إن اي تحالفات سعودية مع قوى أخرى ستكون لها حدود، وأضاف قائلا لرويترز "لا توجد دولة في العالم قادرة على توفير الحماية لحقولهم النفطية واقتصادهم اكثر من الولايات المتحدة والسعوديون يدركون هذا، لن نراهم يخرجون من فلكها".

وفي حين كان جوردان دبلوماسيا كبيرا في إدارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش فإن بعض المحللين السعوديين يرون ايضا أن المملكة تعي جيدا ما تنطوي عليه التغيرات الكبيرة في سياستها الخارجية خاصة على صعيد السعي لامتلاك أسلحة نووية.

ربما يؤدي هذا في النهاية الى تصوير السعودية على أنها اللاعب الشرير على الساحة الدولية بدلا من عدوتها اللدود في المنطقة ايران كما أن الرياض ليس لديها استعداد لمواجهة نوعية العزلة التي أجبرت طهران على الجلوس الى طاولة التفاوض.

وتقول مصادر دبلوماسية ومحللون في الخليج إن المملكة - وعلى الرغم من انها لم تحسم أمرها بعد - لن تجازف باحداث خلل في علاقاتها مع حليفتها الرئيسية خارج العالم العربي لكنها ستبحث بحذر عن رد دبلوماسي خالص على المفاتحة الإيرانية.

تصريحات جريئة

على الصعيد نفسه عبرت الرياض عن تأييد فاتر للاتفاق النووي وقالت إنها مجرد "خطوة أولى" وإن التوصل لحل أشمل يتطلب "نوايا حسنة"، لكن بعض السعوديين البارزين أدلوا بتصريحات جريئة تفيد بأن الرياض ستنتهج سياسة خارجية اكثر صرامة دفاعا عن مصالحها بما يتفق مع وضعها بوصفها أغنى دولة عربية ومهد الإسلام، وقال الامير محمد بن نواف سفير السعودية في لندن لصحيفة تايمز إن "كل الخيارات متاحة" امام الرياض بما في ذلك السعي لامتلاك سلاح نووي إن تمكنت ايران من إنتاج قنبلة.

لكن مصادر دبلوماسية في الخليج ومحللين مطلعين على اتجاهات التفكير في المملكة يقولون إن المشكلة الرئيسية في تحويل هذه الأقوال الى أفعال تكمن في غياب بديل واضح للمظلة الأمنية التي توفرها الولايات المتحدة للخليج او لدور الجيش الأمريكي في تقديم المشورة والتسليح والمساعدة للقوات المسلحة السعودية، وقال جوردان "سيكون الاتصال بالروس والصينيين اكثر مما كان في الماضي. قصدوا من قبل الى جهات أخرى للحصول على الأسلحة وسنشهد المزيد من هذا لكن المناخ العام سيكون متمحورا حول امريكا".

وقال مستشار غربي لدول الخليج في مجال القضايا الجيوسياسية إن كبار المسؤولين السعوديين بحثوا سبل تقليص اعتماد المملكة على الولايات المتحدة على المدى الطويل، وفرنسا أحد الخيارات وإن كانت لاتزال متمسكة بالمعسكر الغربي على الرغم من الخلافات السابقة مع الشركاء في حلف شمال الأطلسي.

وعملت الرياض مع باريس عن كثب في الأشهر القليلة الماضية في ملفي سوريا وايران وكافأتها بعقود كبيرة للقوات البحرية. لكن على كل حال فإن القوات المسلحة السعودية واقتصاد المملكة يرتبطان ارتباطا وثيقا بالولايات المتحدة بحيث إن اي محاولة جادة لفك الارتباط على المدى الطويل ستكون باهظة الثمن وصعبة.

ولاتزال واشنطن أقرب الى الرياض في جميع قضايا الشرق الأوسط من اي قوة عالمية أخرى في الوقت الحالي باستثناء فرنسا التي اتخذت موقفا متشددا من ايران، وفيما يتعلق بسوريا وهي القضية محل الخلاف الاكبر بين الرياض وواشنطن تسلح المملكة بالفعل وتدرب بعض جماعات المعارضة المسلحة التي تنظر لها واشنطن بحذر خوفا من أن تسلح جهاديين.

وتقول مصادر دبلوماسية بالخليج إن هذه الجهود ستتواصل وقد تتسع لكن التحديات اللوجيستية ستعوق أي محاولة سريعة لزيادة عدد مقاتلي المعارضة الذين تدربهم القوات الخاصة السعودية في الأردن عن العدد الحالي وهو نحو الف، وتقول المصادر إن السعودية مازالت تعتمد على دعم كبير من الحلفاء الغربيين في مجال خبرات القيادة والتحكم وانها ستجد صعوبة شديدة في إقامة تحالف عربي تتوحد صفوفه في حملة عسكرية، ويشيرون الى أن المملكة وبقية أعضاء مجلس التعاون الخليجي الخمسة لم يتمكنوا من الاتفاق على إقامة درع مشتركة للدفاع الصاروخي بعد مناقشات على مدى سنوات. بحسب رويترز.

القنبلة السعودية

وفي الاطار ذاته كان مسؤولون سعوديون كبار قد وجهوا فيما سبق نفس التحذيرات التي وجهها الأمير محمد بشأن السعي لامتلاك قنبلة نووية منهم وزير المخابرات السابق الامير تركي الفيصل، لكن عند إمعان النظر تبدو هذه المسألة محاولة لتحفيز القوى العالمية لتكون اشد صرامة مع ايران اكثر من كونها تعبيرا عن نية حقيقية وذلك من خلال إثارة شبح سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط حيث يعتقد على نطاق واسع أن اسرائيل تمتلك أسلحة نووية.

وأشار المحلل المطلع على اتجاهات التفكير الرسمي الى أن السعي الحقيقي لامتلاك أسلحة نووية سيأتي بنتائج سلبية وسيحول المملكة الى دولة تنشر أسلحة الدمار الشامل بدلا من ايران،

والسعودية في المراحل الأولى من التخطيط لبرنامج للطاقة النووية ووقعت معاهدة حظر الانتشار النووي وبروتوكولا إضافيا ينطوي على إجراءات ضمان أشد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويعتقد محللون أن اي محاولة لتصنيع قنبلة سرا ستستغرق عقودا على الأرجح لافتقار المملكة الحالي لأي تكنولوجيا او خبرات او مواد نووية، وحتى اذا حاولت السعودية اختصار العملية من خلال شراء نظام تسلح نووي جاهز من باكستان على سبيل المثال فإن عقد الصفقة في حد ذاته سيكون مليئا بالصعوبات وستكون العقبات هائلة.

يقول مارك هيبس كبير الباحثين في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي وخبير الانتشار النووي "هناك حاجة الى الكثير من البنية الأساسية حتى يكون للتهديد مصداقية ويصبح قابلا للتنفيذ، ليس واضحا لي أن السعودية ستتمكن من القيام بهذا سريعا على الإطلاق".

وستدفع السعودية ثمنا باهظا من علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول أخرى اذا قامت بهذه المحاولة خاصة الولايات المتحدة. ويبدو الاقتصاد السعودي المعتمد على تصدير النفط واستيراد الكثير من السلع والخدمات من الخارج غير جاهز لتحمل هذه الضغوط.

معارضة سلطنة عمان

من جهتها أعلنت سلطنة عمان رسمياً معارضتها للاتحاد الخليجي وعبرت عن استعدادها للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي اذا تم انشاء اتحاد بين الدول الخليجية الست، وقال وزير الشؤون الخارجية يوسف بن علوي خلال منتدى الأمن الإقليمي في المنامة إن المجلس الخليجي فشل في بناء منظومة اقتصادية حقيقية، مشددا على أن بلاده لا تؤيد الاتحاد.

وذكر بن علوي لفرانس برس "موقفنا ايجابي وليس سلبيا. فنحن ضد الاتحاد لكننا لن نمنعه وفي حال قررت دول المجلس الأخرى اقامة هذا الاتحاد فسننسحب ببساطة" على حد قوله، وأضاف ندعو إلى النأي بالمنطقة عن الصراعات الدولية.

نقاش مع روسيا

على صعيد ذو صلة قال الكرملين في بيان ان رئيس الاستخبارات العامة السعودية الامير بندر بن سلطان عقد اجتماعا في روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين تناول الوضع في سوريا في اطار التحضيرات لمؤتمر جنيف-2.

وقال الكرملين في بيان ان الامير بندر ناقش مع بوتين في مقره بضواحي موسكو الوضع في الشرق الاوسط وتحضيرات عقد مؤتمر للسلام حول سوريا مرتقب في كانون الثاني/يناير، واوضح الكرملين انه جرى "تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع في سوريا، بما في ذلك في اطار التحضيرات لمؤتمر جنيف-2" دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وقالت وزارة الخارجية في بيان ان وزير الخارجية سيرغي لافروف التقى ايضا الامير بندر في موسكو لمناقشة مؤتمر السلام حول سوريا، وقالت الوزارة انه "تم التأكيد على الحاجة لضمان حل المشكلات في المنطقة على اساس احترام ميثاق الامم المتحدة ومبادئ القانون الدولي".

وزاد النزاع في سوريا من التوتر القائم اساسا في العلاقات بين موسكو والرياض حيث ترفض روسيا وقف تعاونها مع نظام الرئيس بشار الاسد فيما تدعم السعودية علنا المعارضة له، ويقول بعض المحللين ان القرار المفاجئ للسعودية رفض معقد في مجلس الامن، يعود لغضبها من استخدام روسيا الفيتو لمنع فرض عقوبات على الاسد، ويعود آخر لقاء بين بندر وبوتين الى 31 تموز/يوليو الماضي في اجتماع بقيت ظروفه سرا لكنه اثار اهتماما كبيرا بالعالم العربي، وقال دبلوماسيون في الشرق الاوسط ان بوتين رفض اقتراحا من الامير بندر بان تتخلى موسكو عن دعمها للاسد مقابل طلبية اسلحة ضخمة من الرياض بقيمة 15 مليار دولار. ورفض بوتين العرض بحسب المصادر نفسها، غير ان الكرملين نفى في وقت لاحق ان يكون الرجلان ناقشا تعاونا عسكريا او اي صفقة.

تعاون إيران مع السعودية

من جهتها قالت إيران إنها تسعى لتوطيد التعاون مع المملكة العربية السعودية سعيا لتخفيف بواعث القلق لدى دول الخليج المجاورة بشأن نفوذ طهران في أعقاب اتفاقها النووي مع القوى العالمية.

وقال جواد ظريف وزير خارجية ايران -الذي يقوم بجولة في دول الخليج العربية- ردا على أسئلة عقب محادثات في الكويت انه لم يجر تحديد موعد لزيارة مرتقبة للسعودية، وقال "سوف اذهب للسعودية ولكن التاريخ لم يحدد بعد. وننظر للسعودية كبلد مهم ومؤثر في المنطقة ونعمل على تعزير التعاون معها لصالح المنطقة".

لكنه أشار إلى أنه يجب ألا يعتبر الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه في جنيف في 24 نوفمبر تشرين الثاني مصدرا للخطر، وقال ظريف عبر مترجم في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الحمد الصباح إن اتفاق جنيف لن يكون على حساب أي من دول المنطقة، وأوضح أن "الاتفاق النووي لا يحقق كل أهدافنا لكننا ملتزمون بالتنفيذ ونأمل في ازالة عدم الثقة مع امريكا والاتفاق ليس حساب اي دولة في المنطقة"، ولم يوضح كيفية تحقيق ذلك. بحسب رويترز.

ورحبت الدول الخليجية المتحالفة مع الولايات المتحدة بتحفظ بالاتفاق النووي الذي أبرم الشهر الماضي غير ان بعض المسؤولين طالبوا بضمانات تكفل أن يعزز الاتفاق أمن دولهم، وأكد روحاني وظريف اولوية تحقيق قدر أكبر من الاستقرار في المنطقة في محاولة على ما يبدو لاحباط معارضة دول خليجية -لاسيما السعودية- لاتفاق طهران الاخير مع القوى العالمية.

موقف نصرالله

على صعيد ذو صلة اتهم الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله المملكة العربية السعودية بالوقوف خلف التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت الشهر الماضي وتبنته جماعة مرتبطة بالقاعدة.

وفي الملف السوري، قال نصرالله ان قرار المشاركة في القتال الى جانب القوات النظامية اتخذه الحزب بنفسه ولم يكن بطلب من ايران حليفة نظام الرئيس بشار الاسد، وان منتقدي هذا التدخل "سيشكروننا" في وقت لاحق.

وقال نصرالله ان "كتائب عبدالله عزام" التي تبنت العملية ليست "اسما وهميا، هذه الجهة موجودة بالفعل، ولها اميرها وهو سعودي، وقناعتي انها مرتبطة بالمخابرات السعودية التي تدير مثل هذه الجماعات في اكثر من مكان في العالم"، وذلك في حديث الى قناة "او تي في" اللبنانية.

واعتبر نصرالله الذي يعد من اوثق الحلفاء لطهران، ان "تفجير السفارة له علاقة بالغضب السعودي من ايران"، لان المملكة "تحمل ايران تبعات فشل مشاريعها في المنطقة"، لا سيما في سوريا حيث يقاتل حزب الله الى جانب نظام الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران، في حين تدعم السعودية المعارضة المطالبة باسقاطه.

ورأى الامين العام للحزب الشيعي ان القاعدة "اسستها المخابرات الاميركية والسعودية والباكستانية"، وان المجموعات المرتبطة بالقاعدة التي يقودها سعوديون هي "على صلة بالمخابرات السعودية"، وكان انتحاريان نفذا تفجيرين امام السفارة الايرانية في منطقة بئر حسن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ما اوقع 25 قتيلا وعشرات الجرحى، وتبنت الهجوم "كتائب عبدالله عزام" المرتبطة بالقاعدة، قائلة انه رد على مشاركة حزب الله في القتال الى جانب القوات النظامية السورية في النزاع المستمر منذ 33 شهرا.

والهجوم هو الاول الذي يستهدف المصالح الايرانية منذ بدء النزاع السوري، وتعرفت السلطات اللبنانية الى هوية الانتحاريين، وهما لبناني وفلسطيني مقيم في لبنان، مقربان من رجل الدين السني السلفي أحمد الاسير المناهض لايران وسوريا، ودانت السعودية في حينه "التفجيرات الارهابية الجبانة" التي وقعت في بيروت، بحسب تصريحات لمصدر سعودي مسؤول نقلتها وكالة رسمية، الا ان نصرالله وجه في حديثه التلفزيوني المباشر انتقادات لاذعة الى السعودية على خلفية العلاقة مع ايران.

ورأى ان "مشكلة السعودية من البداية انها تعاطت مع ايران على انها عدو"، معتبرا ان ثمة "مشكلة حقيقية" في العلاقة بين البلدين الفاعلين اقليميان وقال ان "ايران منذ سنوات تسعى الى فتح الابواب مع المملكة العربية السعودية"، الا ان كل هذه المحاولات "فشلت، والطرف الذي يقفل الابواب والنوافذ وكل شيء هو السعودي".

انتخاب الاردن بدلا من السعودية

من جانب آخر اختارت الجمعية العامة للامم المتحدة الأردن لشغل مقعد في مجلس الأمن لمدة عامين بعد اعتذار السعودية عن عدم قبول المقعد اعتراضا على فشل المجلس في إنهاء الحرب السورية وعجزه في التعامل مع قضايا اخرى بالشرق الأوسط.

وكانت الجمعية التي تضم 193 دولة قد انتخبت المملكة العربية السعودية في أكتوبر تشرين الأول كعضو غير دائم في المجلس اعتبارا من أول يناير كانون الثاني المقبل لكن الرياض رفضت المقعد بعد يوم من التصويت في خطوة غير مسبوقة.

وبينما لم يعترض اي عضو على ترشيح الأردن كبديل للسعودية إلا أن الأردن كان في حاجة إلى موافقة ثلثي الأعضاء في الجمعية العامة وحصل بالفعل على 178 صوتا، وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة للصحفيين بعد التصويت إن الأردن يشرفه جدا هذا الاختيار الذي وصفه أنه اعتراف عالمي بدور الدبلوماسية الأردنية. بحسب رويترز.

وبرز اسم الأردن كمرشح بديل للسعودية لشغل المقعد الذي تشغله عادة إحدى الدول العربية الشهر الماضي بعد أن خرجت عمان من سباق مع الرياض لشغل مقعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لمدة ثلاثة أعوام، وفازت السعودية بالمقعد في 12 نوفمبر تشرين الثاني، وبعد أسبوع أعلن الأردن الذي يتبنى عادة مواقف السعودية في معظم قضايا السياسة الخارجية أنه يعتزم الترشح لمقعد مجلس الأمن فيما قال مسؤولون إنه يريد تعزيز حضوره على الساحة الدولية والحصول على اعتراف أكبر لاستضافته اللاجئين السوريين.

وقال مسؤولون إن سعي الأردن للفوز بأحد المقاعد العشرة غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي يحظى بمباركة السعودية أكبر داعم مالي للأردن وبدعم الولايات المتحدة، ويتوقع دبلوماسيون أن يحذو الأردن حذو السعودية فيما يتعلق بالموقف من الحرب في سوريا وقضايا إقليمية أخرى.

التدخل في اليمن

الى ذلك اعلن المحققون ان منفذي الهجوم الكبير على موقع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء الذي خلف 56 قتيلا وتبناه تنظيم القاعدة كانوا بغالبيتهم من السعودية، وفي تقرير اولي نشرته وسائل الاعلام الرسمية اليمنية اوضحت لجنة التحقيق "ان الارهابيين (...) غالبيتهم يحملون الجنسية السعودية وهم باللباس العسكري المموه".

وقدرت اللجنة "عدد الارهابيين باثني عشر" نفذوا هجوم الذي اسفر عن سقوط 56 قتيلا و215 جريحا من المدنيين والعسكريين بينهم رعايا اجانب، واعلنت اللجنة الامنية العليا مقتل 52 شخصا واصابة 167 اخرين بجروح بينهم تسعة اصاباتهم خطرة. وقتل في الهجوم ايضا خمسة اطباء هم المانيان وفيتناميان ويمنية وكذلك ثلاث ممرضات، فيليبينيتان وهندية، بحسب اللجنة الامنية العليا. بحسب فرانس برس.

وتبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره الولايات المتحدة الذراع الاخطر في الشبكة المتطرفة الهجوم على مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، موضحة في بيان ان هدف الهجوم كان قاعة تحكم بالطائرات بدون طيار التي تشن غارات منتظمة على المقاتلين في هذا البلد،

وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب المنبثق عن اندماج فروع يمنية وسعودية في الشبكة المتطرفة، استغل ضعف السلطة المركزية في اليمن في العام 2011 مع الحراك الاحتجاجي الشعبي ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح لتعزيز قوته في البلاد وخصوصا في شرقها وجنوبها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 9/كانون الأول/2013 - 5/صفر/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م